٥

وصلنا إلى احد المطاعم المائية الجميلة.

قارب كبير،طاولات فخمة و مُوسيقى لطيفة.
أشعرُ و كأنه مكان مخصص للأحباءِ فقط.

جاء نادل ليدُلنا على طاولتنا و فور ان جلسنا توجهت أنظار الجميع نحونا، حسناً فعلياً نحن إرتمينا على الكراسي و لم نجلس.لكن لا فرق صحيح؟

"مرحباً بكم،كيف أستطيع خدمتكم؟"تحدث النادل الرفيع بملل.

المسكين،يسأل نفس السؤال طوال اليوم.

طلب مايك لنا جميعاً نفس الطبق الذي يقول أنه رائع للغاية لأنه يأكله في كل مرة يأتي فيها إلى ذلك المطعم.

بدأ مايك يخبرني عن حياته في الريف قبل أن ينتقل هنّا في نيويورك،استطيع رؤية لورينا تراقبه أثناء حديثه بحب.

أيعجبها؟

بعد أن إنتهينا توجهنا للسينما حسب طلب لورين.

إخترنا مشاهدة فيلماً رومانسياً و كانت النهاية حزينة فبكيتُ أنا و هيّ كثيراً و مايك كان فقط يتذمر و يُخبرنا كم نحنُ "سريعات البكاءِ".

بعد أن إنتهى اليوم،أقسم أنني لم أستمتع هكذا منذ مدةٍ طويلة.

قمنا بتوصيل لورين إلى منزلها مُودعين إياها.

"أشكُركَ مايك،حقاً لقد كان يوماً رائعاً." قلتُ مُبتسمة لمايك و نحنُ في سيارته التى وصَلت أمام الفندق بالفعل.

"أليكس كم مرة عليَّ أن أقول لكِ لا شُكرَ بينَ الاصدقاء!،أنتِ الآن صديقتي الجديدة و الجميلة." قال مايك بينما يغمز.

أستطيع القول بأنه لعوب.

"حسنا،أراكَ غداً إذن."قلت له و أنا أعُانقه بخفة أتجه خارج السيارة.

" تُصبحينَ على خيرٍ أليكس." قال مايك قبل أن يُدير محرك سيارته.

"تصبحُ على خيرٍ مايك."قلتُ له أتجهُ إلى الفُندق،صعدتُ إلى الغرفة و فتحت الباب بدون أن أطرق أو أهتم حتى.

وجدتُ السيد ستايلز مُمدد على السرير و يُشاهد التلفاز بإندماج على الاقل لا ينظرُ للنافذة كعادته.

خلعت حذائي مُلقيةً إياه جانباً ثمّ إتجهت إلى الخزانة أُخرج منها بعض الملابس و دخلت دورة المياة لأبدل ملابسي.

بعد أن خرجت أخرجتُ إحدى دفاتري للرسم و أمسكتُ قلمي و جلستُ على الاريكة و لكن عقلي فارغ لا شيءَ في مُخيلتي يستحقُ الرسم الآن.

نظرتُ تجاه هاري الذي لم أستمع إلى صوتهُ منذ دخولي. كانَ ينظر للتلفاز واضِعاً كامل تركيزهُ عليهِ و قد عقد حاجبيهِ قليلاً و زم شفتيه الكرزية و كأنه يتوَسلُني لرسمِه.

إبتسمت أنظر لدفتري ثمّ بدأت أخطو خطوتي على الدفتر.

بعد نصف ساعةٍ ساعة تقريباً أنهيتُ رَسمهُ و هو لايزال على نفسِ وضعيته و لكن ملامحه قد إرتخت قليلا و عيناه لازالت على التلفاز الذي إكتشفت أنه يعرضُ فيلماً رومانسياً!

نظرتُ للوحة و قد كانت جيّدة و مُتقنة لم أعلم أنني بارعة في رسمِ الملامح البشرية أبداً فهذه المرةُ الأولى لي.

نظرتُ له مجدداً و لكن هذه المرة كان ينظرُ تجاهي و إبتسامة صَغيرة مُرتسمة على شفتيه و حين لاحظ أنني أنظرُ تجاهه أرجع نظره للتلفاز فزفرتُ الهواء بضيق،لا أستطيعُ فهم ذلك الرجل.

وقفتُ لأتجه للحمام،أشعر بألم في معدتي،وقف هاري في ذاتِ اللحظة و كان مُتجهاً كذلك للحمام!

وقف كلانا أمام الباب ننظر لبعضنا البعض.

"علىّ الدخول قبلك."دفعته لأدخل و لكنه أمسك بخصري يُعيدني إلى الوراء.

"لا بل أنا من سيدخل أولا سيّدتي."إبتسم مُستفزاً إياي يحاول الدخول لأمسك يديه بقوة.

"لا لن تفعل!"دفعته بكل قوتي و ركضتُ مغلقةً الباب،أجل! لقد إنتصرت.

بضع دقائق و خرجت من دورة المياة بعد أن أصبحتُ أفضل بقليل.

"أخيراً.."إنتحب هاري يركض لداخل دورة المياة لأبتسم بإنتصار.

أريد أن أجعله يُعاني لإزعاجه إياي.

جلست على سريري و قمتُ بتبديل القناة لأشاهد فيلماً أخر غير الذي يشاهده هاري.

أجل أريد إزعاجه.

خرج بعد مدة لينظر نحوي بصدمة ثمّ يهتف قائلاً:"أتمزحين معي؟!"

"ماذا؟أريد مشاهدة فيلم."تحدثتُ ببراءة مصطنعة.

"لا! أنا من كان يشاهد أولاً."تحدث يقترب ليأخذ جهاز التحكم.

"و أنا أريد مشاهدة فيلم أخر."إبتسمت أنا بسخرية لإزعاجه.

"أليكس لا تزعجيني."هتف بحنق.

"أنا لا أهتم."امسكت بجهاز التحكم بقوة و لكنه أخذ يسحبه مني بقوة و أنا متشبثه به و هو سحبه بقوة أكبر لينكسر!

"إلهي،انت غبي."زفرت بضيق و لكني داخلي أرقص فرحاً.

"تبّاً.."تنهد يمرر يديه في خصلات شعره.

تمددت على سريري بإستمتاع أغلق عيني لأنام،أشعرُ بالتعب.

إستمعت إلى صوت حركة هاري في الغرفة لأجده قام بإغلاق الضوء و تمدد هو أيضاً على سريره.

"أنظري أليكس،أنا أسف لم أقصدُ أن أكونَ وقِحاً في الصباح."قال و هو ينظرُ تجاهي و قد أعتدل في جلستهِ مجدداً.

"أنت بالفعل كنت وقحاً للغاية."أخبرته.

"أنا أسف.."زفر الهواء من فمه.

"لا بأس،أنا أيضا لم يكن على التدخلُ في شؤونكَ على أيتِ حال." قلتُ بهمسٍ.

"لا،أنتِ لم تخطئي أنا فقط شعرتُ بالحرج مما حدث ليلة أمس."قال و هو ينظر في أرجاء الغرفة و يبدو أنه متوتر.

"أوه..لما؟" همستُ بصدمةٍ إذن هذا هو سببُ تصرفاته الوقحة معي.

"أنا فقط،لا أحب أن يراني أحدهم ضعيفاً."ردّ بصراحة لأبتسم.

"هاري لا بأس."قلت له و أنا أقترب منه و أرَبتُ على كتفهِ ثم أضفتُ:"جميعنا نحلمُ بأحلامٍ سيئة أحيانا،لا داعي للخجل من ذلك أنا فقط ساعدتُكَ على تخطي الأمر."

"شكرا لكِ أليكس." قال هاري و هو يبتسم بتوسع،لما لا يبتسم دائماً.

"لا شُكر بين الأصدقاءِ." قلت له مقتبسة جملة مايك التي قالها لي.

"سعيدٌ بكوننا أصبحنا متفاهمين."

"أجل..هكذا أفضل."إبتسمت بلطف.

أجل أنا لطيفة!

"لقد أحضرتُ فيلماً جديداً،ما رأيُكِ في أن نُشاهده معاً؟"قال هاري بحماس،ذلك الفتى يعشق الأفلام!

"رائع،أنا أيضاً أحبُ الافلام." قلت و أنا أقف لأقفز على السرير بجانبه.

وقف هاري ليضيئ الأضواء في الغرفة،حضر الفيلم و أحضر الفُشار و بعض المُقرمشات و جلسنا معاً لكي نشاهد.

500 days of summer.

يبدو جيّداً..

كان الفيلمُ رائعاً بالفعل هاري ذوقه جيّد في الأفلام.

بعد إنتهاءِ الفيلم ظللتُ أنا و المُجعد نتناقشُ عنه و نتحدثُ عن أفلامٍ أخرى أعجبت كِلانا.

" أنا لم أبكي حين شاهدتُ نهاية فيلم تايتانك." أخبرتُ هاري.

"حقاً؟سأخبركِ سراً.."قال هاري.

"أخبرني."تحمستُ لسماع سره،أنا أحب الأسرار.

"لقد بكيتُ حين شاهدته."إعترف بخجل لأقهقه.

سأل بسرعة مغيراً الموضوع:"ما هو الفيلمُ المُفضل لديكِ؟"

"The fault in our stars."

"أوه.. ذلك الفيلم نهايته مؤلمة." قال هاري و هو يحشي فمه بموزة كانت معه.

"لقد بكيتُ لمدةِ ثلاث أيام بعد أن شاهدته"قلت له بصراحة،إنه مؤثر للغاية.

قهقه هارى ثم بعثر شعري بيديه الكبيرة و قال: " يالكِ من لطيفة "

فقمتُ بتعديل شعري مجددا و تمتمت:"أصمت يا غبّي،أنت ايضاً بكيت حين شاهدت تايتانك."

"سَمعتُك." قال بتحذير مصطنع.

"لا يهم." قلت و أنا أنظر له بضيق.

"علىّ النوم الآن فأنا سأذهب غداً للورشة."اخبرته.

"هل تذهبين يومياً ؟" سأل هاري.

"لا،أنا أذهبُ كل يومين لكي أستعد للمسابقة"قلت و أنا أنتقلُ من سريره لسريري.

همهم هاري ثم قال" إذن تُصبحين على خير."

"ليلة هنيئة."أغمضت عيني بتعب.

"أليكس،أيمكنكِ إيقاظي غداً معكِ لأذهب لمكان ما؟"سأل بأدب.

"بالتأكيد." أجبته و لازالت عيني مغلقة.

هل يمتلك هاري عملاً بالفعل؟لما لا يذهب لعمله ابداً،هو أغلب الوقت هنّا في الغرفة.

ماذا يُخفي يا تُرى؟

__________________________

رأيكم في الرواية للحيّن؟

أتمنى يكون التعديل عاجبكم و شُكراً على الدَعم.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top