٢٨

أغاني التشَابتر:
Mercy (Shawn mendes.)
Sorry (Justin Bieber.)
-
”مَنظور هاري.“

جلسَ دان على المقعد الخشبي و جلستُ أنَا أمامهُ مُنتظراً منه الحديث.

"بعد أن عَرفنا عن طريق لوكاس أنكم تراقبوننا.."
بدأ الحديث لأهمهم بينمَا أستمع لهُ و أسجل حديثه.

"نحن لم نستطع ترك الشقة لسبب أنَا أجهله حتى الآن و لكن چاكسون قال أن الشقة بها مخبأ لشيء ما هم لا يمكنهم الذهاب و تركه و لا يمكنهم نقله لأنه كبير و سيُكْشَفون."أكمل دان لأومئ قائلاً:"أجل، إنها الألة الخاصة بطبع العملات المزيفة."

"أجل.. و ليام كان الفرد الوحيد بيننا و الذي لم يأتي إلى تلك الشَقة أبدَاً و في ذات الوقت نحن بدأنَا نراقبكَ في المُقابل و رأينا أليكس.. حينَ أخبرْنا ليام عنها في البداية هو قال أنها بالتأكيد شُرطية أخرى تُساعدك في مهمتكَ."نظرَ دان نحوي لأضغط على يدي في توتر.

"لقَد قال أنها هي ورقتنا الرابحة.. هوَ يعلم أن الشرطة لا تعرف شكله فقرر التقرب من أليكس ليضع جهاز تنصتٍ و تتبع بداخل جسدهَا.. ليام لم يكن يُخطط لرؤيتها مُجدداً هو فقط قابلها مرةً واحدة و زرع الجهاز فيها و بعد مدةٍ من التنصت على ما تقوله تلك الفتاة و ما تسمعه نحن أدركنا أنها ليست من الشرطة لأنها لم تكن تذهب لمركز الشرطة أو تتحدث في أي أمرٍ يخص العملية، و لكِن الخطأ الوحيد الذي إرتكبهُ ليام هو أنه أعطاها رقم هاتفه الحقيقي و ليسَ أخر مُزيف و هنّا هي إستطاعت التواصل معه مُجدَداً."تنهد دان يلتقط أنفاسه ليعاود الحديث.

"صَديقتكَ كانت تظن أن ليام شخصٌ صالح و أنه صديقها لذلك هي حاولت نصحه و معرفة كيفَ تورط في عصابة كتلك حسب ظنونها الخاطئة و حين أخبرته هي بذلك غضب و ظن أنهَا فعلاً من الشرطة و دون وعي منه هو صرخ بها و أخبرها أنه يعرف أنكم تراقبوننا و أنها لا شأن لها بما نحن فاعلون.. و كمَا تعرف هذا يعدُ إعترافَاً غير مُباشر بإرتكاب الجريمة إلا و هي التزوير."

"أكمل دان.. أكمل."مسحت على كتفه ليبتسم مُكملاً:"شعرنَا جميعاً بالخوف حينها، منكَ و من أليكس و الجميع لذلك نحن قررنا ترك الشقة و غلقها جيّداً فترة و التوقف عن طبع الأموال و بيع ما نملكه حالياً حتى تهدأ الأوضاع و هربنَا..، و لكننا لم نكن ندرك أن لوي توملينسون من أفراد الشرطة كذلك! و هذا ما لم يذكرهُ لوكاس لنا و كان السببَ الرئيسي في كشف المخبأ و فشل الخطة و العملية بأكملها."

نحن بالفعل لم نُخبر لوكاس عن الخطة الخاصة بتزوير شخصية إجرامية للوي و دخوله في عصابتهم،َ لم يكن أي شخصٍ يعرف غيري أنَا و رئيس المَباحث و.. أليكس!.

"يا إلهي.."تمتمت في ضيق و حزن شديدين، أليكس كانت مظلومة طوال الوقت هيّ لم تكن تدرك شَيئاً مما يحدث حولها و أنَا فقط.. كنتُ حقيراً.

"شكرَاً لك دان، و لا تقلق يا صغير سأوصي على الإعتناء بكَ و إبقائك في أمان."مسحت على شعره و وقفتُ متجهاً لخارج تلك الغرفة التي نجلس فيها.

أشعرُ بالغضب من نفسي و أعرفُ مكان العناق الذي سيريحني.

"هاري!، إلى أين أنتَ ذاهب يا صاح؟."ركض لوي خلفي حين كنتُ متجهاً لخارج المركز.

"لوي أريدُ منكَ الإعتناء بالأمور بدلاً عني فترة، إبحث عن عائلة دان أو جِد له عائلة تتبناه و إحرص على إطعامه و توفير كُل ما يحتاج.. و شدد الحراسة على تلك العصابة القذرة."تحدثت إلى لوي بخشونة.

أومأ لوي مُبتسماً ثم قال:"لا بَأس، هيّا إذهب لها يا صديقي."

إبتسمت نَحوه و خرجتُ من مركز الشرطة عائدَاً مُجدداً إلى غرفتنا الفندقية التي أحب.

فورَ وصولي إلى الفندق أنا ركضتُ إلى عامل الاستقبال و أخبرته أنني أريدُ الصعود إلى غرفتي أنَا و أليكس حيثُ أنني الآن لم أعد أملكُ المفتاح و لكنه أخبرني أنها أصبحت فارغة.. لا يوجد بها أحد!

تسارعت نبضات قَلبي في قلق من ما سمعت، هَل هيّ بخير؟، أينَ قد تكون ذهبت؟.

ثمّ تذكرتُ أمر المعرضِ الذي تشارك فيهِ فجأة..، أجل!، إن المعرضَ اليوم بالفِعل لابُد أنها هُناك في المسابقة التي أنَا واثق في أنها ستفوز فيها.

سألتُ إثنان مِن حراسِ الفندق عن موقع إقامة المسابقة المشهورة و بالفعل هما أخبراني عن المكان.

-

حينَ وصلت إلى المكان كانَ هُناك العديد من الأشخاص، العديدِ من اللوحات المعروضة و النَاس يصوتون لأفضل لوحة عن طريق وضع ورقة زرقاء في صندوق يوجد أمَام اللوحة.

بحثتُ بعيني عَن أليكس في المكان و لكني لم أجد لهَا أثرَاً، بدأتُ التحرك هنّا و هنّاك و لكنها لم تكن موجودة.

تعبتُ من البحث عنها فجلستُ على أحد المقاعد مُتنهدَاً، الخوف بدأ يُسيطر علىّ.

مع الوقت أصبحت الآن لحظةُ إعلان الفائزين، رُبما أليكس قد تربح و سأراهَا مُجدَداً و أعتذر عن خطأي علّها تغفرُ لي.

"سَيداتي و سادتي الآن سيتمُ الإعلان عَن الفائزين بالمراكز الثلاثة و سيتم تَوزيع الجوائز." هَتف المقدم صاحب البذلة الأنيقة ليصفق الجميع و أنَا أتفحص المكان جيّداً لربما أرى أليكس.

"حسَناً،.. المركزُ الثالث يذهبُ إلى.."قرأ الإسم من ورقة بحوزته ثم صرخَ في مُكبر الصوت:"مَايك لاريسون."

هتف الجميع و علَت أصوات الصُراخ و التصفيق لمَايك الذي توجهَ إلى المسرح مُبتسِمَاً و هو يحملُ لوحته في يديهِ و التي كانَت عِبارة عن غابة
كَبيرة، واسِعة بها بعضُ الألوان الغريبة الرائعة مُتداخلة بطريقة جميلة لتصنع مَنظراً بديعاً لا يُصف، فِي الحقيقة أعجبتني كثيراً.

بدأ المُقدم يتحدث عن اللوحة و يسأل مايك بعض الأسئلة و مايك يُجيبه.

"و الآن يذهبُ المركز الثاني إلى.."عَاد المقدم يَقول مُجدداً بصوته الجهوري.

"أليكس..."

لم أستمع إلى بقية حديثه و لم أعد أستمع إلى صوت الهتافات و التصفيق أنَا فقط إستمعت إلى صوت نبضات قلبي المؤلمة و شعرتُ بذاك الشعور في معدتي بسبب التوتر.

 وقفتُ لأراهَا بوضوح و كانت هنّاك بالفعل.. تصعد على المسرح بفستانها الأزرق الأخاذ، جمالها كان واضحاً و إبتسامتها كانت عريضة حتى أنني إبتسمت معها، أهه كم هيّ جميلة تلك المرأة.

صافحت المُقدم بودٍ و أمسكت بلوحتها الأساسية لتُزيل الغطاء عنها و هنّا كانت صدمتي..

لوحة أليكس كانت أنَا، كنتُ مرسوماً على قماش لوحتها بدقة، إحتراف و.. بحب.

لقد رسمتني أنَا و هذا جعلني أسترجع إحدى الليالي التي قضينها سَوياً في الغُرفة الفندقية حين أخبرتني أنها تُعبر عن حبها للأشخاصِ.. بالرسم.

"أيمكنكِ إخبارنا من هو ذلك الشخص في لوحتكِ أليكس؟."سأل المُقدم في فضول و إستمعت لها بلهفة.

"لقد كان شخصَاً إعتدتُ على مشاركته غرفتي الفندقية."إبتسمت أليكس مُجيبة و بريق الحزن قد مر بعينيها.

"و لِما قمتي برسمه هو خصيصاً في لوحتكِ الرئيسية و الأهم؟."عادَ يسأل.

"لأنه مهم بالنسبة لي، لأنه ثمين، لأنه يستحق و لأنني أحبه."ردّت بإبتسامة صغيرة و شعرت بالألم في قَلبي، شعرت بشيء أشعر به للمرةِ الأولى و أنَا لا أستطيع حتى وصفه.

"و أينَ هو الآن؟"

حسنَاً لقد بدأتُ أغضب من ذلك المقدم.

"في مكان ما."رفعت كتفيها ببساطة.

"لهذا فازت تلك اللوحة إذن، لأنها رُسِمت
بحب.. سيداتي و سادتي صفقوا رجاءًا لصاحبة المركز الثاني، أليكس."و هكذا بدأ الناس التصفيق مرة أخرى.

و في لمح البصر أليكس تركت المسرح الخشبي و إختفت، دفعت الناس عني و ركضت إلى حيث المسرح و أخذت أدور حوله بحثاً عنها حتى رأيتُ لورينا صديقتهَا و التي قد رأيتُ صورَاً لها من هاتف أليكس.

"لورين.." هتفتُ بأنفاسٍ متقطعة من كثرة الركض.

نظرت نحوي و سرعان ما علت نظرات الغضب وجهها قائلة:"ماذا تريد، هاري؟."

"أين هي؟، أينَ أليكس؟."سألتُها.

"عزيزي إن أليكس لم تعد هنّا بعد الآن، هيّ
ذهبت.. عادت إلى حيثُ تنتمي."أجابت بحزن.

و كَان وقعُ كلماتِها على أُذني ثقيلاً.. هَل تركتني؟.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top