١٣

أغنيّة التشآب:she (the Fray).

••

حصلتُ أخيّراً على أجازة بعد أن إنتهيتُ مِن جميع اللوحات فقط علىَّ وضع اللمسات الأخيرة و التوقيع.

قمتُ بإضافةِ الألوان إلى لوحة هاري و قد كانت مِثاليّة في نظري،ليسَ لأننّي من قمتُ برسمها بَل لأن هاري كانَ بِها.

تقلبتُ بإنزعاج في سريري أثناء وجودي في غُرفتنا الفُندقية.

هاري ليس هنّا و قَد إشتقتُ له بالفِعل.

وقفتُ و قررتُ أننّي سأخرجُ للإستمتاع قليّلاً و الترفيه عَن نفسي.

إرتديتُ فستاناً زهري اللون،وقصير و ذا قماشٍ خفيّف،حِذاء أبيض اللون،ثمّ رفعتُ شعري على شكل كعكة مُبعثرة غير مُهتمة بترتيبها.

حملتُ حقيبتي و هاتفي و توجهت لباب الغُرفة حتى أخرج.

إتجهتُ للأسفل و كنتُ على وشكِ الخروج من باب الفندق حتى لمحتُ هاري على وشكِ الدخول كذلك.

ياللروعة،نحنُ نتشارك نفس الغرفة و نلتقي صُدفة!

"مرحباً ألى."حياني حينَ وقت عيناهُ علىّ.

"أهلاً هاري.."تحدثتُ بإبتسامة كبيرة،لا أعلمُ لما أشعرُ أن هنّاك حاجزٌ شفاف مِن الرسمية بيننا.

"كـ كيف حالُكِ؟"تسائل بينما نقف في الشرِع مام باب الفندق.

"أنا بخير،جيّدة.ماذا عنكَ؟"سألته في المُقابل.

"مُرهق."ردّ ببساطة.

"انتَ بخير؟ماذا بِك؟ لا تُقلقني."أمسكتُ بكتفيه.

"لا تقلقي،سأكون بخير."ردّ ثمّ عاد يسألني:"إلى أين أنتِ ذاهبة؟."

"قررتُ الخروج لبعضِ الوقت و الترفيه عن نفسي،فكما تعلم لقد كنت منشغلة كثيراً في الفترة الأخيرة أحاول إنهاء لوحاتي."أجبته و أنا ابتسم مُتذكرةً أن الشخص أمامي هو لوحتي الأساسية للمعرض.

"هل يمكنني مرافقتكِ إلى حيثُ ستذهبين؟"سأل هاري لابتسم مُرحبةً بالفكرة.

"بالتأكيد!فنحن لم نتسكع سوياً منذُ مدةٍ على أيةِ حال."أجبته بصراحة.

"أنا أسفٌ للغايّة ألي،أنا أيضاً كنتُ منشغلاً هذه الأيام لذلك لم أتمكن من قضاءِ الوقت معكِ." قال هاري بأسف لأربت على كتفهِ قائلة:"لا بأس."

أكملَ حديثه قائلاً بعفوية:"لكنني متفرغٌ تماماً هذا الأسبوع لذلك أنا ملككِ."

ضرباتُ قلبي أصبحت سريعة و تنفسي أصبح بطيئاً مِن وقع كلماته على مسامعي، -أنا ملكك- كانت جُملة هو قالها بعفوية و كنوع من المزاح بين الأصدقاءِ ليسَ إلا و لكني تمنيت بطريقة ما لَو يعنيها بطريقة مُختلفة،تمنيت لو أصبح هاري ملكي فعلياً.

"رائع!،إذن هيّا لنتجه إلى مطعمٍ ما لأنني أشعرُ بالجوع الشديد."قلت له و أنا أبعد أفكاري و مشاعري الطفيفة نحوه.

نحن أصدقاء و زملاء سكن.

"أمركِ أنستي."قال هاري بلطف ثم توجه نحو سيارته و أدار مُحركها بينما أنا قفزتُ في المقعدِ بجانبه و توجهنا لمطعمٍ للوجباتِ السريعة و قد طلب كلانا طعامه و توجهنا للحديقةِ العامة لكي نأكل هناك فأنا لم تعجبني أجواء المطعم أبداً.

"إذن أليكس أخبريني كيف حال رسوماتك للمعرض؟"سأل هاري باهتمام يلتهمُ شطريته.

"بخيّر،لقد أنهيتِ جميع اللوحات فقط يجب علىّ أن أضيفَ بعض اللمسات الأخيرة و التوقيع الخاصِ بي."أجبته و أنا أحشو فمي بقطعةٍ كبيرة من الشطيرة التي أحضرتها.

لما أتناول الطعام كطفلةٍ جائعة أمام هاري؟!علىّ التصرفُ بلباقة بعض الشئ.

"و مَا هو موضوع كل لوحة من لوحاتكِ؟"سأل مجدداً بفضول.

"لَن أخبركَ، يمكنكَ حضور المعرض بنفسك و معرفة الإجابة."أجبته بذكاء،أريدُه أن يأتي إلى المعرض.

"يا لكِ من فتاة!حسناً أعدُكِ بأننّي سأتي إلى المعرض من أجلكِ."إبتسم بلُطف ماسحاً على يدي.

بادلته الإبتسامة و عدتُ أنظر للبحيرة أمامي بينما نتحدث.

أنهيت طعامي بعد مُدة و كذلك هاري،وقف هو و توجه إلى البحيرة الموجودة في الحديقة ثمّ وقفَ هنّاك.

ظننتُ أنه فقط يتأملها لكنني تفاجئتُ حين وجدته يخلع ملابسه و يُلقيها جانِباً.

"هاري هل جُننت؟!،ما الذي تَفعله؟."صرختُ مُندهشة مِن تصرفه.

"أنا سوف أسبح."ردّ ببساطة رافعاً كتفيه و هو يبتسم.

"ماذا؟ في تِلكَ البُحيرة المُقرفة؟ و في هذا الطقس؟ قد تُصاب بالبرد."تحدثت بنبرةٍ حادة قليلاً.

"هيّا أل،لنحصل على بعضِ المرح." قال ثم قفز داخل البحيرة بملابسه الداخلية فقط،لقد فقد عقلهُ.

"هاري!،هيّا أخرج من فضلكَ و كفَ عن التصرفِ كالأطفال،ستُصاب بالبرد."قلت له مُبتسمة و أنا أقترب من البحيرة و أشاهده و هو يسبح و يبدو أنه مستمتع.

"لا عزيزتي،أنتِ كُفي عن التصرف مثل والدتي و أقفزي هيّا."هتفَ ضاحكاً و قطرات المياة تنزلقُ من شعره المبلل.

"في أحلامكَ،أنا لا أريدُ أن أمرض."نفيتُ بإصرار بالتأكيد أنا لن أقفز في بحيرة و لن أجعل ملابسي تبتل.

قام هاري برش المياة عليّ فإنتفضت مُبتعدة عن البُحيرة بضع خطواتٍ إلى الوراء.

"هاري!"صرخت بتذمرٍ.

"أليكس..؟"ضحكَ ببراءة.

"هيّا أخرج من تِلك البحيرة و دعنا نعود إلى غُرفتنا الفُندقية."قلت له متنهدة.

"حسناً..حسناً،هَل يمكنكِ مُساعدتي في الخروج؟."سأل و يبدو أنه أخيراً قَد إستسلم.

إقتربت مِن البحيرة و مددتُ له يدي حتى يصعد و لكنه قام بسحبي بسرعة معه لأقع في البحيرة الغبية.

"يا إلهي!"لهثتُ بقوة و أنا أشهقُ في محاولةٍ لتنظيم تنفسي المُضطرب.

كان هاري يضحكُ بقوة و هو يشاهدني مُبللة بالكامل و ملابسي قد إلتصقت بي.

"أكرهكَ أيّها الطفل المُقرف."صرختُ بضيق و أنا أسبحُ و أحاول الوصول له.

اكرهُ أن أكون مُبللة.

"أقسم أننّي أسف،إلهي وجهكِ!" قال ضاحكاً بإستمتاع.

يبدو أنه يحبُ اللعب في المياه.

إقتربتُ منه و وضعت يدي على كتفيهِ أحاول إغراقه،و بالفِعل أنزل رأسه تحت الماء و ضحكتُ أنا بإنتصار و لكنه قامَ بلف يده حول خصري و قام بحملي و خرج من تحت المياه.

"أنزلني أيها الوغد!هاري لا تزعجني."صرخت بإنزعاج أحاول دفعهُ بعيداً عني و لكنه فقط يضحك و يمسك بي أقوى.

"أنظري،أليس هذا ممتعاً ألي؟."سأل و هو يحرك حاجبيه بمرح.

"لا،هذا..لا يهم."تنهدتُ و لكن ما الفائدة الآن فأنا مُبللة بالكامل و أسبح في بحيرة مع مختل يعجبني.

"هل أنتِ بخيّر؟"سأل هاري مُنزلاً إياي في الماء مُجدداً.

"أجل فقط أسبحُ في بحيرة الحديقة العامة مع مغفل و قد تبللتُ بالكامل،أنا بخير جداً،أشعرُ بشعور رائع."قلت ضاحكة أراقب يداي الموضوعة حول رقبته.

"هيّا لا تُنكري،لقد إستمتعتي برفقتي."قال و هو يبتسم بتوسع.

أجل إستمتعت لأني برفقتك.

إبتسمتُ كذلك مُجيبة:"في الحقيقة أجل،لقد أستمتعتُ كثيراً."

"إجابة جيّدة."تحاذق لأتجاهله.

خرجنا من البحيرة بصعوبة لأننّا كنا مُبتلين،إرتدى هاري قميصه و بنطاله الذي كان على المقعد و أعطاني معطفه لأنني كانت جميعُ ملابسي مبتلة ثمّ توجهنا عائدين للفندق بسرعةٍ هروباً من حارس الحديقة العامة.

وصلنا إلى الغُرفة و قد كنتُ أشعرُ بالبرد للدرجة التي لا تجعلني أشعر بأطرافي جيّداً.

أخذتُ بعض الملابس الدافئة و دلفتُ إلى الحمام.

أنهيتُ حمامإ و أرتديت ملابسي المريحة ثمّ توجهت للخارج و قد كان هاري يُراقب النافذة..كعادته.

لكني تِلك المرة لَم أهتم كثيراً،لقد إعتدتُ على ذلك.

"لقد أعددتُ بعض الشيكولاته الساخِنة."قال هاري بعد أن نظر نحوي ثمّ اعطاني كوباً لأشربه.

"شكراً لك.."إبتسمتُ له بشكر و إرتشفتُ قليّلاً مِن كوبي.

"أظن أنني سأقرأُ قليلاً،أتريدين الإنضمام لي؟."عرضَ هاري و هو يرتمي على سريره مُبتسماً.

"أجل،سأحبُ ذلك."همست وأنا أتمدد بجانبه.

كان هاري يقرأ الكِتاب بصوتٍ عالي لي و القصة قد جذبتني لكِني كنتُ أشعر بالخمول الشديد،عيناي تُغلقان وحدهما و بعد مُحاولة في البقاءِ مُستيقظة إستسلمتُ و نمت دون أن أشعر  حتى.

-

أفقتُ مِن نومي و لكني لم أفتح عيناي،فضلتُ التفكير قليلاً و ترتيبُ عقلي كما أفعلُ دائماً،لطالما كَان مِن عاداتي أن أغمض عيناي و أفكر في كل مَا يحدث في حياتي و أحاول أن أجد حلولاً لمشاكلي و غيره..

فكرت في هاري و كم هو لطيفٌ و نبيل معي،فكرت في أمرِ المعرض،ثمّ فكرتُ في أخي أليسون و أمر إعطائه فرصة أخرى و فكرت في أمر مايك و إعجاب لورينا به و فكرت في عودتي إلى وطني بعد إنتهاء المعرض.

فكرتُ فجأة في أننّيُ لا أريد تركَ هاري و الذهاب،أنا فقط تعلقتُ به و أحببتُ وجوده هنّا في الجوار.

تنهدتُ بضيق و قمتُ بإحتضان و سادتي ثمّ دفنتُ وجهي فيها..لحظة لما الوسادة أصبحت صُلبةً فجأة و أيضاً أهي تتنفس؟!.

فتحت عيني مُسرِعةً و وجدت أننّي أحتضن هاري النائم بعمق واضِعةً قدمي حول خصره.

إبتسمتُ لمظهره و ابعدتُ بعد الشعر عن وجهه،و مسحت على وجنته ليفتح هو عينه دونَ سابِق إنذار و يبتسم بقوة جاعِلاً إيايّ أنتفض.

"أهلا.."قال هاري.

تبّاً.
••

هلا حبايبّي 💕

رأيكُم في التشآبتر؟

شفتوني بَدلعكُم إزاي؟.❤

شكراً جداً ليكم إيم أند إيمز و الله بحبكم كلكم جداً الله يخليكم لياا.💕😭😭

يالا فوت و كومنت كده عشان أكمل في أسرع وقت.

Love Ya.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top