«آخر خطوَة في رقصة المَوت.»
السلام عليكم وأتمنى الجميع بخير.
ادعوا لأخواننا في غزة وفلسطين، والمستضعفين والمظلومين، ولا تنسوا فقط لأنكم مش هناك، ولا تسامحوا فقط لأنكم من الفاقدين.
هذا أقل شيء ممكن يعملوا إنسان.
______
فضفضه:
أخذت وقت طويل وأدرك ذلك، ساعات الأشياء تفقد معناها مع الزمن، وساعات معناها يختلف لذا تتغير قيمتها، لكن ساعات نحتاج فقط لتذكر ذواتنا أو شيء يشبه إعادة الإحياء.
الله يحميكم من الموت على قيد الحياة.
___________
أتمنَى يعجبكم/ كُتِبَ في كل الحالاَت النفسية.
______________________
-فندقُ سوكادور مقر القطيع، ساعات قليلة قبلَ المهمة.
أحدُ التحضيرات لعملية تلك الليلة كانت تقتضِي إعلام ڤين ديرما بجزئها من الخطَة والحرص كلّ الحرص على جعلِ كل النقاط هامة وحتمية للحد الذي يقيّدُ أي فعل مفاجىء قد تنتهجه هذه المرأة مريبة الوقع وملتوية الأقدام.
تولَى الآلفا سوكادور هذه المهمة، لما له من مفاوضاتٍ سارية معها، وكلمة تم تبادلها بينهما تقتضي التعاونَ.سؤ
كانت ڤين ديرما قد اتجهَت نحو للغابة لما امتلأت الساحة حشدًا، هذا ما أخبره به أحدُ الشباب الفتيِّ الذي يثب لمساعدة الضحايا هنا وهناك.
كل ما احتاجه سوكادُور كان دخول حدود تلك الغابة، وإذ بهِ يستشعر وجودًا هائلا جبارا لمخلوقٍ ثقيل الوقع على دمه، خانقٌ لكيانه..
بقدرته الفريدة تلك، حدّد سوكادور ما قد يكونُ موقع آيثن ثير ومنه ڤين ديرما لن تكون قصية.
كان نورُ الشمس ضئيلاً حيث يسير، تلألأت بين أجسادِ الورق الكثيب وطياته أشعة ضوئية وعبثَت برؤيته، شيء ما اقتربَ وقفزَ على شجرة خلفه ثم اختفى دون أن تلتقطه عينه.
لكن رنّة القلائد الاي صار يحفظُها قد غنت آخر أنفاسها قبل الابتعاد، رغم كل ما تجتهده مالكتها لكتمها بسرعتة حركتها الاستثنائية.
وفكّر سوكادور أن حتى هذه القلائد قد تكونُ تدريبا مستمرًا على شحذ حواسها والتحكمِ بسرعة وحركة جسدهَا.
-- لنتحدّث، حية..--
صاتَ صوته غير أنه متأكدٍ من سماعها له.
-- مزاجكِ للعب كما يبدو..--
همسَ لذاته وهو يراها لا تظهر نفسهَا ولا تردّ عرضَ الكَلم.
مسح جبينهُ ورفعَ خصلاته النديةَ لاحقًا، يسير إليها كأنه يرَاها لكن لا هي في الضوء ولا هي في زاوية نظره.
مجال الرؤية لم يمكن يومًا مشكلة سوكادور في تحديد مكان الأشخاص، أحيانا حتى أبعادهم.
قدرتهُ اللامنطقية -للبعض- والتي تقتضِي شعوره المستمر بما حوله كأنما لديه فرطَ وعي بمحيطه الأقرب، كانت أثمنَ أسلحة الآلفا السابق جونيور وكذا القائد آليكساندر لما انخرطَ قطيعه وأدّى قسمَ الولاء لمجموعة إبن قابيل الملتحفِ بالخبايا والوعود هذا.
يبقى مصدر هذهِ القدرة مجهولاً سوى من أضغاثِ الحكايات وتآويلٌ تعودُ لدهورَ لا يمكنُ الجزم حتى بأنها قد وُجدت يوما.
وجدها بعدَ حين تستلقي قربَ المجرى المائي فانتبهَ سوكادور للمسافة البعيدَة التي جعلته يقطعها -على قدميه- دون أن يشعر..
لكنه شحذَ حواسه للفكرة، أنها جعلته يبتعدُ كلّ هذا والسبب ما قد يكون.
كانت يدها -بكلّ الخرز والحجارةِ الغريبة والخيوط- على وركها حيث انسدحَت على جانب، ظهرها يقابله الآن ويدها الأخرَى تلاعبُ حبات الماء التي اختارَت أن تقرُبها في طريقِها نحو منتهى المجرى.
-- ألا تهابينَ غدرًا مني وأنتِ تمنحينني ظهركِ؟--
لم تتوقف عن ما تفعَل ولم يلحظ حتى تغيرًا في وتيرة أنفاسها البطيئة، ربما عليه أن ينتبه أكثر لهذه الطبائع المختلفة فيها، كسرعة تنفسها الأقل من سرعتهم.
-- الذئاب.. عادةً
لا تغدر.--
كلمة عادة تلكَ ورغم أن بها تهكّما إلا أنها بثّت به ذكرى بعثِ أحدهم لمستذئبين من قطعان أخرى لغدره وقتله.
دنا حتى ناهزَ جسدها، لو رفعت رأسها عن مرئى المياه لرأته يهيمنُ برأسه عليها، لكنها لم تفعَل بل انتظرت منه قولاً أو فعلاً يبرر الملاحقة منه.
-- لدي مهمة لك..
مهمة تعني أن تقومي بشيء بتفاصيلهِ دون مخالفة أو اعتراض، المهمة هي معركةٌ سرية.--
يحادثها بلغة الحرب التي تجمعهما.
-- و ما لي؟--
زفرَ حتى وصلت ريحهُ جلدها.
-- أليست لأرضكِ صلة بكلّ ما يجري؟
ألم نجد مادَّة من عندكم في تلك المحاليل الملعونَة التي تعبث بأدمغة المستذئبين،
والرب وحدهُ يعلَم من غيرهم.--
استدارت على ظهرها وقابلت وجههُ أعلاها، راقب الطاقَة التي تتدفق في ذلك الجسد والوجه، وسمعَ أنشودة الخرزِ.
-- اعرف أنني لا أحتاجكَ لمعرفة ما يجري بل لإيقافه. --
همهمَ ولم يكُن له ردة فعلٍ سوى تلك الهمهمةِ الدمثة وهزّ رأسه ثم ابعَاد عيناه عنها.
بدأ جرحُ ظهره بالإلتحام لكّن هرولته خلفها جعلته يتعرق فباشَر الإنزياح عنها رأسًا والاقتراب من المياه، طوى ركبتيه لينحي ويغترف من المجرى ثم يعمدُ على دفعه لرقبته فيتدفق لجرحه فيغسله ليخمدَ لسعه.
ناظرتهُ ڤين ديرما بأغرب طريقة، رأسها دارت شاقوليًا أعلاها بينما تستلقي، عيناها ووجهها ينقلبانِ عقبا.
-- أتمنحني ظهرك ذئب؟--
أمسكَ القطرات مع رقبته وخزرهَا جانبه دون أن يلتفت جذعه، عيناه ذات الظلالِ أسدلَت جنودًا تكتّفها.
-- لا تفهميني بشكلٍ خاطىء سينيوريتا..
لا أثق بكِ قترةً، فالغدرُ طبعُ الحيَّة.
بيدَ أنكِ سيدة حربٍ، وشاهدت منكِ حمية اتجاهَ من لا يواجه عدوه ويحترمُ أسس الحروب.--
لو لم تكُن الشمس بين عيناه والتعبُ في خلاياه لظنّها ابتسمَت حقًا بذلك الوجهِ الخشبي.
استقامَت تجلسُ قبالته، بحثت في خصل شعرها الكثيب عن شيء ما، حتى أخرجَت حلية طويلة من الجلد والحبال تعلق بهَا معادنَ صغيرة لامعة، فتحتها بفك الحبل عنها فحاول الابتعَاد كرد فعل طبيعيٍّ لساحرة تمارس شعوذتها بالنسبة له..
غير أنها وضعت يدًا على ذراعه..
ڤين ديرما وضعت يدها على ذراع سوكادُور..
والحربُ اندلعَت أن لا يقتلها أو يفعلَ شيئًا آخر، وأن لا تمزّق جلده كما دفعها لتفعل بجلدهَا أو ترميه في المياه..
بدل تلك الخيارات تابعَ معها كيف لعقَت خليطَ النباتِ المجفف داخل الحلية، ثم تجعله يشمهُ ليتأكد أنه خالٍ من أي سموم له.
أخذت بعض قطراتٍ وصبتها عليه ليغدُو أخضرًا عاتمًا ثم أمسكَت طرف قميصه، فأكمل لعبَة الهدوء والمتابعة هذه ليبعده عن جسده ويعقده حول كفّه ريثما تنتهي.
كانت خلفه، الحية التي لا يثقُ بها يوليها ظهره، الساحرة التي يخشى تضعُ خليطا ما على جلده، وهو..
الآلفا سوكادور، هادىءٌ لذلك.
استعملت ثلاث من أصابعه لتتبعَ الجرح، ثم تضغطَ بيدها الأخرى حيث تأخرَ التئامه.
-- ستذهبين مع لولا لمقر عدوٍ لنا، ومرشّح ليكون عدوًا لكِ، لكننا لن نقتله أتسمعين؟
نحتاجه حيًا ليعطينا بعض المعلومات-
المعرفة، يعطينا معرفة لازمة لنا.
ستدخلان بورقة تحملها لولا، ليس عليك فهم كلّ ما يجري فقط تصرفِي كأنكِ تفعلين، اتبعيها وأبقيها آمنة طيلة الوقت، كل ما تقوله أمر فلا تعرقلي المهمَة بمبادئكِ كما فعلت أثناء الهجوم.
لأن في وكر الوحوش ذاك، لا مبادىء ولا قانون.
إن حدث وافترقتمَا ولم تجدي مخرجًا اقفزي من أقرب نافذة واتبعِي النجمَ الكبير،
سأجدكِ.--
-- ماذا عن لولا؟--
كان يخرج شيئًا من جيبه أثناء ذلك.
-- ستستعملُ مواهبها.
انظري، هذا الرجل، لا قتل، لا سحر، فقط معرفَة وترهيب.
آه وإن رأيت لولا تتحدّث للهواء فذلك صوت في أذنها يصلهَا من آليكساندر ولا ليسَ شياطينًا ولا لم تفقد الفتاة عقلها، ليس لذلك الحدِّ على الأقل.--
وجدَها ترمق الهاتفَ كأنه نيزكٌ من الفضاءِ أو شبحٌ في مرآة.
-- آه، ولا تفعلي هذا الوجهَ غدًا أمام أي أحد ولأي ظرفٍ كان.
ستفضحيننا.--
مسحت تلك الملامح تزامنًا وإخفائه لهاتفه، كانت قد أنهت وضعَ الدواء فوقفَ ليرتدي قميصه، ارتعدت تنتصبُ كذلك.
-- ليجف!--
أوقفتهُ ويدها على القميص، خزر الأنامل الخشنَة عن سنوات التدريب، خزر العقدَ والعروق الفرعية، وخزرَ إصرارا منها على مساعدته ثمّ حلق بمقل العيون نحو مقل العيون وخزرَ روح الغابِ والشجر الأخضر من أحلامٍ وعوالم غير مأهولة هناك وشعرَ لثانية بأُلفة مريبة..
ألفة من يرَى شيئا يعرفهُ جيدًا فقال
-- أهدفكِ قومكِ؟ أم قومي؟--
ظلّت ساكنة شبهَ آخر نقطة يمكن رؤيتها للمجرى المائي.
-- الإنتقام أم الإنتصار؟--
أسقطت رأسها لجانب واحدٍ، كانت لتخيف أي أحد بذلك.
-- سآخذ كلاهما.--
ثم سارت بعيدًا عنه وعفست الحشائشَ كقبلة أم، ودخلت المجرى المائي كأنما هي حورية وذاك مكانها، ورآها سوكادور تغتسل بسكبه على رأسها أولا ونزولاً وتسائلَ أتنزلقُ امرأة مثلها بفعل المياه..
هل تدفّق الماء عبرها مع الزمن سيغيّر صمودها في وسطَ الماء وتنزلقَ لمكانٍ آخر؟
لقد احترَقت الغابة في عيناها إصرارًا لما عرّبت رغبتها بالإنتقام والإنتصار.
هذه المرأة لن تنزلق، إنها جبل وصخر عملاق..
إنها تمثالٌ في قلب الزمن المتدفق.
وهكذا رآها سوكادور مرة أخرى في قاعة سجانين ومساجين ومجانين، أسفل القصر، بينما تقف في حضرة رقصة الموت التي تتحرك لولا مارغريت على إيقاعها.
هو في هيئة ذئبه، شعر بالطاقة منها والتي لم تبدو من هذا الكون.
________________
-ليلة الإحتفال- أحد الشوارع القريبة من افتتاحية الكرنفال.
كانت أوامر سوكادور لآلونزو تقتضي أخذَ فرقته والتقصي حول ثكنة محتملة جدا في زقاق يشكّل طريق مختصرا بين مكان الاحتفال والوسط.
كان هذا اكتشافَ إريك وخبرًا منه، لذا على آلونزو الحرص على نتائج هذا الاستطلاع خاصة وأنّ التفاصيل مبهمة.
قادَ شاحنتين وبضعَ دراجات نارية قريبًا من الموقع، استنادا لمساحة وتداخلِ الشوارع هنا أمرهم بالتوقف فجأة بعيدًا عن الطريق المختصر الذي أشارت له كساندرا.
كان بإمكانهم سماعُ الموسيقي وصخب الكرنفال من مواقعهِم وحتى مع ابتعادهم وتغلغلهم داخلِ الأزقة سيرًا وحذرًا لم يبتعد الصوت بالقدر الكافي لإضعافه عن آذانهم الحساسة.
لم يفت آلونزو ذلك، قد تكون هذه مشكلة وقد يحوّلها لأفضلية، الرجلُ فطن بما يكفي ليتمكن من ذلك.
أخيرًا وصلوا للشارع، لم يشأ إحداث جلبَة ولا جذب انتباه فقرّر إرسال أقل الأفرادِ حجمًا وأسرعهم حركَة للتقصي.
كان الزقاقُ قديمًا، الجدران أكلتها الرطوبَة ورائحة الجير والصرف الصحي في المكان اخترقت حواسهم، غير أن تدريبهم المكثّف علمهم ترويض وتحمّلَ ما لديهم من موهبة.
سارَت المستذئبة التي أرسلها آلونزو في الشارع ثم تسلقَت أحد الجدران قبل أن تلتفت وتصبح في الزقاق، كانت تنظرُ حولها دومًا محتاطَة وواثقة بقدر آمن في خطواتها حتى ابتعدت عن أنظار فريقها.
دقائقٌ من الإنتظارِ وضبط النفس، ثم فُتحَ خط اللاسلكي خاصتها على مسامع آلونزو.
-- آلونزو؟ أتسمعني؟--
أمسكَ السماعةَ وأبقى عينيه على آخر نقطة رآها فيها.
-- معكِ.
هل من أخبارٍ سارة؟--
كان تنفسّها عشوائيًا وشعرَ أنه لو أبعدَ الجهاز بإذنه سيسمعُ صوته من بعيد.
-- سلبي.
هناك سياجٌ حديدي في آخر الزقاق وخلفه ملكيّة معرضة لخطرِ السقوط.
في الواقعِ يوجدَ شاحنَة ردم الآن تقومُ برفعِ الركام.
هل أدخل؟--
كان كل شيءٍ مفهومٌ إلى أن استوعب آلونزو.
-- شاحنَة ردم؟ تعمَل الآن؟
إنها ليلة الكرنفال، لا أحد يعمل اليوم.--
-- هذا يفعلُ، وكما يبدو هو شغوفٌ بعمله لأنه.. سريع.. أسرعُ مما ينبغي..
آلونزو سأدخل!--
لاحظَت المستذئبة أن الشاحنة لم تكن تحملُ الحطام، بل تدفنُ شيئا ما ترفعهُ من جانب المبنى المهترىء، وعلى عجالَة كما لو احتاجت ستار الليل والكرنفال.
ثم حين اقترابها بينما تحادثُ آلنزو وتخطره بدخولهَا وهو مانعٌ، بدأت أصواتٌ أخرى غير الموسيقى والإيقاع، ومحركُ الوحش المعدني..
كان صوتَ صراخ، بل الأصحُ كان أضعفَ من أن يكون صراخًا..
ولأن تنفسهَا وتركيزها كان غير منتظمًا مرة أخرَى، لم تلحظ المتربصَ بها من المبنى، ثوانٍ وصاتَت ألم الرصاصة التي اخترقت ضلعها الأيسر.
سقطَت وبسقوطها تنبّه آلونزو لما وقع.
-- إيڤوني؟ ماذا جرَى؟
تسمعين؟
بئسًا!--
نظر لباقي الفريقِ والذي تسرّب لهم جميعًا هذا القلق مما قد يكون مصير إيڤوني، لكن ولهذا جميعهم مستعدُ للخطوة التالية، فأمرهم:
-- سنفترقُ بين الشارعين، أنت أنت وأنتِ..
ستذهبان من هذا الجانب الأيمن.
أنتمَا والبقية ، الأيسر ثم نحتاجُ أن تفترقوا كذلك ويتوجه فريقٌ نحو الخلف تماما فنحاصرَ المكان.
أنا وأنتما الإثنان، سنتبعُ الطريق الذي سلكته إيڤوني، كونا حذرين وانتظرَا إشارة كل ثانية.--
ثم انطلقُوا بما حدّدَ، المهمة الأصعب كانت له، سيكون واجهَة وطعما سهلاً لأي كان الخطرَ الذي لحق بإيڤوني، على أملِ أن تكون ردة فعله أسرعَ منها في تجنبه..
ردة فعلها؟ لم تكُن إيڤوني غير شعلَة من الفطنة فكيفَ قد حلّ بها هذا وكيف خُدعت.
ثم تذكّر الاحتفال، لا بد أن الأصوات شتتها ثوانٍ استغلها الفاعل.
أو هي الرائحة، وهذا يجعلُ الوضع أسوأ.
أشارَ لهما بالتوقف، كانا شابًا يافعًا وإمرأة تغادرُ الثلاثينات.
انخفضوا معهُ لما بدى له السياج الحديدي، ثمّ أكملوا الطريق نحوهُ على مستواهم ذاك حتى تبيّن بين ظلال الليل وضياء القمرِ على الأسقف المتداخلَة جسدُ إيڤوني والدماءُ ترسم بركَة جانبها.
هرولوا نحوَها بما استطاعوه من سرعَة، انحنى آلونزو ليفحصها، كانت لا تزال حية تضغط على جرحها.
-- لم أستطِع إخراج الرصاصة.--
أخبرته بين جحافل الألم والغيظِ، لو أنها فعلت وأخرجتها لبدأ تشافيها.
-- من فعلَ هذا؟-- سألتها المرأة.
-- هناك قناصٌ في المبنى.
شاحنة الردمِ مريبة، إنه يغطي على أي ما كانَت تفعله هناك.--
أخرجَ الشاب من حقيبتهِ كحولاً وسكبها على جرحها، في تلك اللحظَة لما ظهر الثقبُ دوم دماء، أدخلت المرأة آلة حادة ما تعمل ككماشة وبسرعة أخرجت الرصاصة.
كانت إيڤوني تحاولُ ألا تصرخُ لما طهّر الشاب الجرح مجددا ووضعَ عليها ما يشبه الصفيحَة المعدنية والتي التحمت مباشرة بجلدها المبتل كحولاً.
-- سأتوجهُ للمكان، أرقصُ معه هناك وهناك ريثما تحددين موقعهُ وتصيبينه.--
يتحدّث آلونزو مع المرأة التي تحملُ سلاحًا مزوّدا بمنظار، والوحيدة من بينهم الأربعة القادرة على إصابته بنسبة كبيرة.
--سأبقَى معها حتى ترسلوا إشارة.--
قال الشاب يقصدُ إيڤوني.
-- هل بوسعكِ الصمودُ ؟--
سألها آلونزو فهزّت رأسها، أودعها الآخر ثمّ لسبب تذكرَ أمرًا
-- حافظي على تنفسكِ.--
حين اقتربَ بما يكفِي راقب المبنى لفترَة يُحصي النوافذ والمخارج التي قد يستخدمها القناص، كانوا ستة، وأخرى في ملحق صغير بالمبنى قد تحطم سقفه وأحدُ جدرانه بالكامل.
أشارَ بسبابته للمرأة أن تتجهَ شمالاً وتتموقعَ لإصابته مباشرة عندما يبدأ بإظهار نفسه.
عدّ خمسًا وتنفسَ برتابةٍ كأنما قد انتزعَ الخوف من ذاته، قبل أن يثبَ، سرعته أقربُ لرصاصة في السماء، وصوته الهادرُ قد غلظَ أن يرنو إليه انتباه غريمه الذي لم يدري من أينَ خرج هذا الرجل.
ركضَ خطوتين ثم تداول عليه بالرصاص لكنه لم يصبه حتى وجدَ سقفا منخفضًا ليحتمي به.
خزرَ جهة المرأة، لم تعطه إشارةً ولا أطلقت ففهم أنها لم تحدّد مكانه بعد.
قفز مجددًا وهذه المرة اقتربَ من السياج الحديدي حيث تنتهي المباني وتبدأ الساحة.
لكنه تفادى الرصاص واختبأَ وقبل أن يرفعَ رأسه سمعَ طلقًا من جهته، ثم اثنتان.
بعدما اشرأبت رقبته للتأكدِ وجدها بنفس الوضعية وهذه المرة تصوّب للشاحنة.
الشاحنة التي تقترب بسرعَة لموقعها، عدة طلقات صدرت من سلاحها دون فائدَة فركضَ آلونزو وتزامنا مع وصول الشاحنة للسياج الحديدي قفز في الهوَاء حتى أعماه شعاع من القمر.
حطّ على سقفها وأدخل مخالبه يستخرجُ السائق من مكانه ثم يرميه أرضًا.
الرائحَة لم تكن لجامع تحفٍ بل لمصاص دماء.
هذا الجنسُ الطفيليُّ المقرف الذي يقبعُ في آخر رقعة من الهرم الاجتماعي والاستهلاكي للمخلوقات الخفية، وجودهم مع انتهازيين كجامعوا التحف عادة.
-- لا، لا تقتلني..
لست هنا سوَى للردم.--
-- ردمُ ماذا؟ وجباتكمُ كالكلاب الضالة؟--
ما يقصده آلونزو أن العادة، سيعملُ مصاصوا دماء أعمالا أقذرَ حتى من أن يعملها جامعوا التحف و في المقابل سيمنحهم هؤلاء بعض البضاعة الفاسدة، ما يعني جثثا أو أفرادًا مرضى أو لا حاجة إليهم ليتغذوا على دمائهم.
-- إنني أقوم فقط بما يلزَم لأعيش.--
نظرَ إليه وخطواتِ زميلته خلفه، رفع يده مشيرًا لها بقتله.
-- وأنا كذلك.--
التفت إليها فقادته لمكان القناص الذي اتخذَ الملحق موقعه والذي قَد أنهت وظيفته.
هناك ترقدُ أكوام جثث متحللة، أطرافٍ مبتورة ومقطعة وجثة القناصِ في الأعلى على درجٍ ونافذة.
الرائحة أسوأ مما يمكن تحمله، لكن عليهما الإكمال فغطا فاهيهما بأكمامهما وصعدا الدرج.
لم يكن بشيء مميزٍ بجثة مصاص الدمَاء هذا سوى أنهُ يجيد التصويب وإلا لما وظّفه جامعوا التحف لفعل هذا.
من النافذة رآهم آلونزو، حيث تقاطع المنظر منها مع نافذة أخرى في المبنة المجاور كذلك، يتحركون بسرعَة وباكتظاظهم المعهود.
-- إنهم ينقلون الضحايَا.--
ابتعَد والمرأة اقتربَت تشاهد ما يشاهده، كانت الساحة الخلفية مزدحمةً بالشاحنات، يتم تعبئة المختطفين فيها على عجلٍ ودون رحمة.
اتصل آلونزو بفريقه الذي سيتوجه للخلف.
--أسرعُوا، إنهم ينقلون المختطفين لمكانٍ آخر.--
لم ينفكّ ينهي جملته حتى بدأت الشاحنات بالخروجِ، فصاتت المرأة واندفعا كلاهمَا للسطح المكشوف.
وثبا من الجدار نحو المبنى وركضَا يتحولان لذئبيهما، ثم يقفزان للحاق بأول شاحنة قبل أن تبتعد.
وقد فعلاَ غير أن سرعتهما لم تكُن كافية أن لا يراهم جامعوا التحف هناك.
انطلقَت الصيحاتُ باختراق وكشفٍ لعميلة النقل، لم تكن لتُسمع بعيدًا والاحتفال قائمٌ، نظر آلونزو لمصادره المتعددة خلفه بينما تقوده الشاحنة للمجهول ومرافقته معه، بيد أن يعلمُ أنه وفي أي لحظة الآن سيتم الإغارة على عدوهما من الخلف.
لذا تجاهلَ ذلك وأمسكَ حافة نافذة السائق، انقلب ودخل قدميه أولاً من النافذة يضربُ السائق على غفلة قبل حتى أن ينتبه لوجوده، ومرافقته صوّبت للراكب جنبه فتجمّد في محله ولم يفعل شيئًا.
--افسحِ المجالَ للسينيورا هلاّ فعلت؟--
أخبرته وهي تدفعه دفعًا بينما يراقب آلونزو يفتح الباب ويرمي جثة السائق، فتفقد الشاحنة توازنها ولا يبدو أن غيره قلق بشأن هذا، والمسدس الموّجه لرأسه.
أخذ آلونزو المقودَ وخزر المرآة الجانبية، توقّعه كان صحيحًا، لقد كمشَت الفرق الثلاثة على جامعي التحف، منظر الذئاب وهي تمزّقهم في المرآة كان مرضيًا لدرجة أن شفاهه ذات الندبة قد بثقت أشسعَ ابتسامة.
لكن خلفه تسيرُ شاحنة أخرى لم يوقفها الهجوم، التفت لزميلته فوجد نفس الاهتمام بين ملامحها.
-- أين تتّجه هذه الشاحنات؟--
سأل الرجل المرتعبَ والذي قد يظلّلهم بأي شيء يقوله، غير أن آلونزو يرى مدى خوفه السقيمِ من ذلك السلاح الموجه إليه، ومن الوجودِ المحض لجسديهما في نفس المكان المغلق معه.
-- مستودعٌ.. مستودعٌ في الغابة.
لا أعلم.. تحديدًا..
أرجوكما!--
-- إن كنت لا تعلَم فأنت غير مفيد وسأقتلكَ بكل بساطة.--
أخبرته صاحبة السلاَح.
لم يستغرق وقتًا بعد ذلك للتحدّث لأنها وضعت الفوهة بين عيناه لينظُر لحلم موته.
-- حسنًا!
كنا سنأخذُ الشاحنات ونكمل الطريقَ مع البضاعة التي..
التي ستنقَل عبر عربات الكرنفال، ثم نقودُ كمجموعات نحو آخر محطة، المستودعُ في منطقة نائية على الغابة، الطريق الوطني رقم 5.--
الإدراكُ بأن كرنفال هذه السنة كانَ حقًا عن الوحوش والملائكَة جعل آلونزو يقهقه، جافة وغير مرغوب فيها كإبقائه لهذا الرجل يتنفس.
إن عربات الكرنفال تحملُ مختطفين، سار الوعي بذلك كالسّم في دمه، أوصل بهم النفوذُ أن يحولوا احتفالاً مقدّسا لقناعٍ يخفي ذنوبهم؟
لم يهتمّ للأمر بعد أن أدركه، ما حدثَ قد حدث.
-- آلفا؟ أتسمعني..
آلونزو من الفرقة الخاصة.
وجدنا خيطَ إريك وكدنا نحرقه لولا أننا وجدنَا مزيدًا.
عربات الكرنفال مليئَة بالضحايا أيضًا، أكرر عربات الكرنفال يجبُ إيقافها.
المستودعُ الأخير في منطقة نائية مع الغابة في الطريق الوطني...--
--رقم 5؟
أحسنتَ آلونزو، هذه القطعَة التي كنت بانتظارها.
يمكنكَ حرق الخيط.
لوديفيكو في تلك المنطقَة الآن، سأرسل دانتيه وإريك لينهوا الأمر.
أكمل ما عندكَ.--
شعرَ آلونزو بنقصٍ في الخطة من جهة الكرنفال تحديدًا.
-- آلفا..
من سيوقف عربات الكرنفال؟
ميكي لن تقدرَ وحدها.--
سمعه يضحكُ قليلا ثم أخبره سوكادور.
-- ميكي لن توقفَ جميع العربات والشاحنات بمفردها، لكنهَا ستفسد كل عملياتهم.
أنهي ما لديك، والتحِق بها مع بروس.--
بعد الاتصال أخبر رفيقته.
-- سأوقفُ الشاحنة خلفنَا وأعود بها لنكملَ المهمة مع بقية فريقنَا.
قودي هذه إلى المنطقة المذكورةِ، فريق لوديفيكو هناك، أعتقدُ أنه سيحتاج هذه الشاحنة.--
هزّت رأسها ثم قلبت سلاحها وسددت لكمة لجمجمَة الرهينة جعلته يفقد وعيه.
-- حسنًا، سأتصل به للتنسيق.
بالتوفيق آلونزو.--
تبادل معها الأماكن لتقوده هي للخلف حيث يغدو على مستوى الشاحنة الثانية فيقفز إليها.
الإستيلاء على هذه كان أسهل لأنها احتوت سائقًا فقط، عاد آلونزو للمقر ليكمل تصفية الثكنة مع فريقه.
___________
من بعيد، تبدو ميكي كأي فرد من الحضور، تهتفُ للمواكب وتغني الأغاني وتشربُ دون توقف، غير أنها كانت تراقب كل ما حولها أيضًا..
تنتظر إشارة لتبدأ مهمتها: التخريب والتشتيت.
و لتفعل هذا تقوم ميكي بتعبئة أوعيتها بأكبر قدر من الكحول.
إن علاقة جنون ميكي بالكحول علاقة طردية.
رغم الخدرِ الطفيف في رسائلها العصبية، لم تصل ميكي للحالة التي تفقد فيها تركيزها بعد، لذا كانت قادرة على رؤية الأشياء المريبة التي تحدث.
الفتيات التي ذهبن للحمام ولم يعدن بعد، الفتيانُ الذين دعوا خلف الكواليس، الإشاراتُ بين العمال والمنظمِين.
طيلة ذلك الوقت لم تبدو لها خطة سوكادور واضحَة ولا منطقية، أي إشارة تنتظرها في احتفال بهذه الضخامة وبهذه الأعداد.
قد تكون أي شيء..
إلى أن ظهرَت أعلى المدرجَات، لم تكُن مبكي لتخطئها بعد أن التقتها..
لم تكُن لتفعل لولا أنها اختفت في ثوانٍ، حلم من ظلامِ الذاكرة وفراغ الزمن..
حارسة مكتبة الأسرار: آزاليس.
لكنها ذلك الظّلَ الذي أحدثه وجوده قد اختفى، طارَ فجأة أمام عيناها خلف القناع..
وحين لحقت آخر أذياله الحالكة، تصادمت بصرها بعيون طائرٍ على مجسّم الشيطان في الموكب التالي للكرنفال.
نظرتهُ جمّدت دمائها، ثم انفجرَت مجددا فيها وهي تراه يحلّق بجناحين أكبرَ مما اعتقدت أن هذا الطائر يمتلكهما..
كان نسرًا.
وقد حلّق بسرعة لا واقعية صوبها مباشرةً، أصدر صوتا امتدَ بعيدًا وعاد إليها ثم انحرفَ عن مساره واختفى.
إن لم تكُن هذه الإشارة، فلا يكون غيرها.
فتحَت الكورسيت على خصرها وفرقعَت علكتها، ثم تخطّت الجماهيرَ ناحية الخلفية حيث محطات توليد الطاقة لتفتحها جميعًا.
بدأ التيار بالانقطاعِ جزئا بجزء وحين أضحى ضوء القمر وحده ما ينير الأوجه الحائرة والكمدَة، تحولت لذئبتها العاجية وعدَت نحو المواكب تطبّق مهمتها: التخريب.
منظر ذئب ضخمٍ وسط الغفر توضّح وسقوط المواكب جعل الجميع يركضُ بحثا عن ملجىؤ أو مخرَج.
جعلَت تعوي بأعلى ما أمكنها، وتسابقُ الزمن وأي كاميرات قد تلتقطها، لأن كل ما تريده أن يراها الحضور لا أن تكون هيئتها على كل شاشة ليتعرّف عليها العدو والصديق.
كان بصددِ قلب موكب الشيطان عندما تداخلَت الاستغاثات بصرخات تصدر عن عربته، لم يتبقى راقصون هنا لقد تأكدَت من ذلك قبل تحطيم عجلاتها..
لوّح مخالبها تختطف الباب لتتقابل وجهًا لوجه بالجحيم أسفل رأس الشيطان: كان هناك مختطفون هنا يستصرخون لكن أصواتهم لا تصل..
لن تصلَ للأذن البشرية أسفل هذا الفولاذ والإيقاعاتِ طيلة المدة.
نظرت لهم والرعب يأكل عيونهُم منها ومما حولهم فابتعدت، لا بد أن هناك المزيدَ في العربات الأخرى ويجب ان تجدهُم حالاً.
لكن ماذا سيحلّ بهؤلاء؟ ماذا لو كان جامعوا للتحف على مقربَة؟
الكرنفال تحوّل لمؤامرة شيطانية بالنسبة لها، كيفَ ستتعاملُ مع هذا..
شعرَت أنها محاصرَة.
ثمّ شعرَت بأنهَا سيدَة المكان، لأن هذا ما يجب..
ليتحول مستذئبٌ جزئيا يجب أن يخضعَ لسنوات من التدريب، مراحلَ من البناء والألم الناجم عن منازعَة عملية التحول الآلية والفطرية لتتوقفَ حيث تريد بإرادتك الخاصة..
غالبًا من يحقق هذه الذروَة من التحكم هو الآلفا وكبارُ القطيع ممن عاشُوا سنين عدة ليتعلموا ذلك، في حالات نادرة البيتا والمحاربين الأرسخَ.
أمرٌ لم تظنَّ ميكي أنها ستقدر عليه أو تحتاجه.
" ليس عليكِ سوى التحمل لبضعِ ثوانٍ"
تخبرُ نفسها والألم يمزّق عروقها تمزيقًا أنّ تكفَ عن خرق نظامهَا، عن إعاثة الفوضَى في توازنِ جسدها بين الذئب واللاذئب.
تمكنت من تغيير رأسها ويدٍ واحدة أمسكت بها الحفرة التي حلت بعد أن هاجمت باب العربة، أرتهم وجهها ليستجيبوا..
-- النجدةُ هنا..
توجهوا للمخرج ولا تتفرقوا حتى نجدكم مجددًا، ابقوا مع الحشد.--
-- المزيد في العربات الأخرى، رجاءًا ساعديهم!--
أخبرها أحد المختطفين، كانت عينه منتفخَة وكدمات تملىء جسده تدلّ على مقاومته لما هو فيه.
عادَت ترتجفُ بعد استعراض الصلادة ذاك، وانطبقَ جسدها عليها تعود لهيئة الذئب وتشهقُ ثم تهرول شريدةً وجهتها تنفض القرَح عن رأسها وتعدو نحو العربات الأخرى.
حطّمتهم ما في طريقها وخزرت أسفل ضوء القمر هربَ ضحايا عربة الشيطان نحو المخرج، عملها لم ينتهي ولا زال الخطر عنهم لكن هروبهم أعطاها بعض الراحة.
وجدت مجموعة لكنها لم تستطِع التحول الجزئي مجددًا، لحسن الحظّ مع ابتعادها وخروج أولهم كان يسيرًا أن يرى هروب الآخرين قريبًا.
وبهذا الوقت، وبإيجاد ميكي للمجموعة الأخرَى واقترابهَا من مراكز التدريب والتجهيز التقطت أذنيها صوتَ إطلاق ناري شديدٍ.
تأكدَت أن ما تبقى من عربات فارغٌ وهرولت هناك، تقتحمُ المكان المظلمَ الآن وقد قطعت التيار عنه وترى بصعوبَة الالتحام الجاري هناك.
أبقَت تمويهها حتى اقتنصَت حاسة شمها روائحَ مألوفة.
عوَت وانظمت للقتال مع فريق بروس الذي حضرَ أولاً.
كانت شرارة الرصاص المنطلقَة تضيء إسم سلاح تعرفه، نونكا بيركو سلاح دماريس الذي لم يتحول لذئب بعد، يصطادُ جامعي التحف ثم يصيحُ متوقفًا حين يلمحها.
-- آها، سينيوريتا وجدتكِ!
تلقينا اتصالا من الآلفا للالتحاق بكِ و..--
قطعَ حديثه ليصيبَ أحدهم ثم يكمل
-- فريق دانتيه يتولَّى المخارج.
لننهي هذه الفوضى، لم يرُق لي ما فعله السيّاح باليوم المقدّس وأنا مسرورٌ لأننا سبب تخريبه..
أقصدُ أنتِ بالطبع.--
وانحنى كأمير وسلاحُه لقلبه أمامها قبل أن يرتفع ليستوفي ما تبقَى من خصومه، يكدّسهم جانب إخوتهم ممن قتلوا على مخالبَ قطيعه معه، ويستذكرُ في كل جثة كما يفعلُ أفراد فريقه جميعَ المعارك الأخرى وجميع الرفَاق.
في غضونِ الدقائقِ التالية لهذه المعركَة كانت أعداد المستذئبين قد هيمنت على الخصم، خاصة بالتحاقِ دانتيه وبعض من فريقه، يلي ذلك أن قادُوا الناجينَ والضحايا من المخازن نحو الشاحنات حيث رُكنت وحيث ينتظرهُم من أوكلهم دانتيه بحراسة الهاربين الذين أخرجتهم ميكي من عربات الكرنفال.
وبحلول الشرطَة المحلية للمكان مع كل التقنيين اللازمين لإصلاح ما يمكن إصلاحه من الاحتفال السنوي الذي يدرُّ الملايين لخزينة البلد، لم يجدوا سوى ما يظنون أنه بضع هاربين من العدالة قاموا بتضليلهم في أزقة ريو...
لم تكن تلكَ سوى الدراجاتُ النارية التي انتظرتهم على أمتار من الموقع، في طريق المسيرة الاحتفالية بكل تأكيد لكن بعيدًا عن المخازن حيث ميكي وبروس والبقية..
دراجتان ناريتان من الفرقة الخاصة لآلونزو، القائد المذكور كان على إحداها والذي لم يرضَى بترك كل المتعَة تذهبُ مع انتهاء الحفل.
كان على اتصالٍ مستمر بالمستذئبة التي أرسلها بشاحنة محمّلة بالمختطفين مباشرة نحوَ رأس الحية كما يعتقدون.
أخبرته أنّ حديثها مع لوديفيكو وتنسيقها معه اقتضى أن تدخلَ بمجرد وصولها وتتصرف كأنها السائقُ حتى يفتحوا الأبواب السرية للعرين الذي لم يحددوا مكانه بعد.
حينها سيكون هجوم لوديفيكو وفرقته مباغتًا وسريعًا قبل كشفها، وبالطبع عليها قتل مرافقها الذي لا يزال فاقدًا للوعي وترميه في أقرب مكبّ نفايات.
ما فعلته، و ما ستفعله تاليًا أنها ستقودُ نحو الموقع.
بدأت أشجار الغابة وظلامها بالبروز خلفَ خطوط الإنارة على طول الطريق، ذاته الذي ستتركه خلفها وتخترقُ غياهب الغاب كما وصف لوديفيكو.
شرعت تدوس المكابح رويدًا كلما توغلت، أن تبطىء سرعتها وتفحص محيطها، وفي مكان شبهِ فارغ من الشجر لاحظت مرتفعا في الجهة الأخرى تجزم أنه موقع لوديفيكو والكريات.
كانت تفكر بذلك حين لمحَت جسد الشاحنة التي كان يراقبها لوديفيكو، وباقترابها شعرت باهتزاز في مركبتها، لم يفت الكثير وقد التحقت بهم ناقلة ضخمة.
كان كل ذلك على مرئى من لوديفيكو الذي تفطّن أن لا وجود لعرين ولا أبواب هنا، بل موقعُ تقابل..
قرّر الإنتظار برهة حتى نزلَ سائق الناقلة وستة آخرون من الخلف متجهين للشاحنتين وعلى الأرجح فحصها.
-- حان وقتُ الهجوم، أديروا المحرك.--
أمر فريقه وارتدى خوذته، شعره المربوطُ ظلّ مرفرفا بينما ينزل المرتفع ويدور بأقصى سرعته، وبالنسبة لدراجات عدّلها جوليان ، هذه الوحوش كانت الأسرع.
لاحظت المستذئبة اقتراب المساعدة لكن العدو أقربُ إليها، بعد لحظات وجهٌ بشع أطل على نافذتها يقول
-- لا استذكِر إمرأة في قيادة شحنات عملية الليلة؟ --
ابتسمَت.
-- مفاجأة!--
لم يستوعِب النكتة حتى سمع الصيحات خلفه، توقفت الدراجات بأصواتٍ مجلجلة وقفزت الذئاب، في السماء من كل مكانٍ حتى أظلمَت العيون.
حملَت ردات فعلهم تباينًا بين المتحجّر بتأثير صدمته وخوفه والباكرُ في الدفاع، وهذا أضافَ لضعفِ موقفهم في هذه المعركة، فخصمٌ كالمستذئبين لم يكُن شائعا النجاة منه عمُومًا بالنسبة لجامعي التحف.
أما الذي حاولَ فحص الشاحنة، فقد صوّبت المستذئبة من فريق آلونزو لرأسه وهو يشهَد هجوم لوديفيكو ومن معه وأسقطتهُ محله.
فتحت الباب لتنظمّ للبقية لكن عواء لوديفيكو أوقفهَا، حاولت استيعاب ما يبتغِي حتى رأته يلتفُ للشاحنتين جانبها والشاحنة التي تحملها الناقلة أمامهم، ما يشير له هو أولوية إخراج الأسرى.
هو سيحتاج العدد القليل في فريقهِ لمقاتلة جامعي التحف وإبعادهم عن الطريق، إلى ذلك الحين على أحدهم أن يحرّر المختطفين ويضمن أمانهم.
أحصَت رصاصات سلاحها ثم هزّت رأسها تعلمُه أنها تلقّت أمره وستنفذه، عادت للشاحنة التي قادتها وبحثت عن مفاتيح..
كانت أصواتُ القتال حية لأذنيها، التمزيقُ والقطع ومحاولات الهروب والتخطيطُ اللحظي الذي لا يجدي جامعي التحف الآن.
كان لوديفيكو يلاحُظ التشتت في عيونِهم، ما أعلمه بأن جميع الاختراقات التي فعلها قطيعه طيلة الليلة لم تصِل للرأس الأساسية، ورغم أن هذا أراحه إلا أنه جعلهُ يفكّر في إمكانية ما يعنيه هذا بالنسبة لمهمة لولا وڤين ديرما..
حطَّ خلاياه في معركته الحالية، وقد تفنّن فيها وتفنّن في قتل أبغضَ عدو له، لم يكن يكتفي بقتلهم بل بإحداث أكبر ألمٍ قبل أن يفعل.
لمحَ المرأة التي أرسلها آلونزو وهي تخرج أول دفعَة من الأسرى، تراوحت أعمارهم بين الشباب والكهول، بيد أن جميعهم حملَ أمارات الوهن والهلع فكانوا في ذلك متماثلين.
هلعهم لم يهدأ وهم يرون ما يرون من ذئاب ضخمَة، لكنها حاولت طمأنتهم أجمع وإبعادهم واختفت بين الأشجَار فأيسر له الإسراع.
حتى قضَى ما قضَى منهم ووضعَ مخالبه على آخرهم، تكالب الفريق للظفر به لكن لوديفيكو زمجَر يبدِي غضبه وفي الدقائق التالية كانوا قد عادوا لهيئاتهم.
-- سنحتاجُ هذا للمعلومَات، فقد علَّمتهُ لما جاء في الناقلة.--
أفقده وعيه بأكبر قدر منَ القوة، وأمرهم بإخراج البقية وحيازة الشاحنات بعد التأكدِ أنها تخلو من محدّدات مواقع.
لكنه لما اتصلَ بسوكادور لينقلَ تفاصيل المعركة لم يكُن هناك ردٌّ.
شعرَ باشتعال أعصابه فهذا منافٍ تماما لما جاء في الخطة، وهذا ليس من شيمِ الآلفا.
ما لا يعرفه لوديفيكو هو أن سوكادور قد هروَل لاختراقِ الفيلا لما تأخرت المرأتين نصف ساعة عن موعدِ الخروج، وبعد الإتصال المريب الذي حدث بين لولا وآليكساندر.
كان سوكادور يعلمُ عدة صفاتٍ في لولا تجعلهُ لا يثق بحكمتها عندما يتعلّق الأمر بإكمال المهمات بمثالية مفرطة.
ليس وكأن هذه الخاصيَة غير نافعَة، فلولاَ تعتبر من أكثر أفراد المجموعة فعاليَة وسرعة في إتمام ما لها وعليها خاصة بعد تدربها مع كلوثار ودروسها النظرية مع الأستاذ كوريلي وإشراف آليكساندر، ما جعلها تكتسب سيطرَة على ماريا..
لكن، تلك النارُ التي تلتهب فيها قد تحرِق كل شيءٍ.
وهذا ما رآه، ما يراه، ما يشعرُ به.
و ما يشعرُ به أيضًا بفضل قدرته، هو كيانٌ آخر فيها، وليس فيها..
كأنمَا يشعرُ بوجودِ النجومِ في محيطٍ من الماء، أو كشعاعِ الشمسِ يخترق الفضاء..
كلاهما غير حقيقيٍّ، لكن بالتفكير فيه يمكن تخيله، وهمٌ نابع من اللاوعي حيث ترقدُ جميع الحقائق التي تُبنى عليها أوهامنا.
هذا الكائنُ الذي أثقلَ ذرات الهواء وحبسَ الإلكترونات في مداراتها، الذي كبّل أقدامه، مخالبه وروحه في مكانها..
كائنٌ وهمي، أسطوريٌّ عتيقٌ وكل ما بجسدِ سوكادور يعرفُ أنه أزلي وحقيقي رغمَ كلَّ شيء.
و ڤين ديرما..
ڤين ديرما نظرَت له كأنما لمحته توًا، لم تراه حين حطّم الباب وانكبَّ للمكان لاهثًا خلف مخاوفه المتمثلَة في مكروه أو خطر ألمَّ بهما يبرر غيابهما.
لم تره يُحبَس في حالةٍ من الشرود والإذعان بعد أن شعرَ بها:
ليليث.
لكن قدرة سوكادور تتوقّف عند حدود المعرفة ولا تصلهَا مطلقا، أن يشعر بكيانها لكنه لن يعرفَ من تكون.
كما شعرَ من قبل بوجود آيثن ثير، كما يفعل الآن أيضًا، لكنه لم يعرف ماهيتها..
ولا يبدو أنه سيفعل قريبًا دون مساعدة صغيرَة منها.
رفعت كلا ذراعيهَا على الجانبين، النساء خلفهَا في انكسارهنَّ وضعفهنَّ نوع من الإتحاد جعل منهنّ لوحَة لجيشٍ في معركة ضارية.
القلائد والخرز رنّت كأجراس الكنائسِ، أو كطبولٍ في حرب لم تنتهي..
والوجه الذي لم يحمِل مشاعرًا قط، رآه سوكادور ينفلقُ من ثغره الثخِن مطلع الفجرِ من خلف أسوارِ الحصون والقلاع، الغابة الخضراء أرسلت شعاعَ شمسٍ وحيد في عتمة المكان..
ڤين ديرما كانت تضحكُ وصوتها جلجل الأرضَ أسفلَ الأقدام، ثم صهٌ من ثغرها لتتنفّس ثم صياتها ليسمعهَا هو.
-- أترَى ذئب؟
هاذي القوة هزمت قدماكَ، هي الأختُ الضائعَة لضباب الموت.
أنا وقفتُ في وجهه، وأنت لا تقدرُ الاقتراب منها...
هذه ليليث..
روحًا من ليليث.
لمسة واحدة، صوتٌ فقط.
وأنتَ!
أنت لا تحرّك ذيلكَ حتى.--
لكنه عوَى، دوَّى كما لم تسمعه يفعَل من قبل، رجرجَ ذيله ورأسه وتبختر بذئبه وحشيُّ الخَلق.
وأرجأَ الراقصة على طبول الموت..
حينها انتبهَت أنه حتى لو استطَاع مواجهتها لن يفعل، ببساطَة لأن تلك بالنسبة له ستظلُّ دومًا قائدته وصديقته لولا.
___________________
_______
جانبَ الفيلا وفي المكان المتفق عليه للهروبِ جهّز آليكساندر سيارته بعد أن مقتَ الجلوس والمراقبة..
كان قد استطاعَ تحديدَ مكان ڤين ديرما ولولا لكن بقائهن لفترة طويلة في موقع واحدٍ مرّر صورًا بشعة في عقله وتوترًا مريرا لدى سوكادور.
فتوصلاَ لخطة بقائه للمراقبة ريثمَا يجدهما سوكادور ثم يجهّز سبيل هروبهم عندما يخرجهن معه في الأخير.
غير أنّ الإشارَة توقفَت عن الظهور في شاشته بعد وصول سوكادور تقريبًا، ثم اتصال بقية الفرق به لإعلامه بأنهم أحبطوا جميع عمليَات الليلة وأن إريك متوجّه لدعمه في حالة احتاجُوا فريقًا لإتمام عملية الفيلا والتي تعتبر الأكثر حساسية.
سمعَ آليكساندر حركَة حوله فجهّز قوسه ومسدسيه، انخفضَ مع إطار السيارة وحدّق بكل اتجاه حتى تبادرَ إليه صوت محرّك يعرفه.
محرّك دراجة نارية، تحديدًا دراجات عدلَها جوليان.
-- أين البقية زعيم؟--
سأله إريك بعد ركنه لدراجته مع جزءٍ من فريقه، كاسندرا هناك معَ إثنان آخرين.
-- لم يخرجُوا بعد.
وليسَ لأن الحفلَ يروقُ لهم.--
لم يبتلِع فكرة تأخرهم البتة، ولا إريك والبقية فعلُوا حين علموا.
-- هل نتدخّل؟--
شافَ الأشجارَ حوله وأضواء بعيدَة يمكن ملاحظتها من الاحتفالِ في فيلا سبينوزا.
-- ليسَ بعد..--
رغم أنه يرغبُ بذلك وكادَ يتبادلُ مع سوكادور غير أن عليه الثقة بصبوه والآلفا الذي معه، وقد طمئنه لوديفيكو أنّ الخصوم لم يكن لهم علمٍ أو شك، أي أنَّ لولا وڤين ديرما لم يُقبض عليهما بعد.
لا بد أنه سبب آخر، كان يفكّر عندما انتبه المستذئبونَ لجهة واحدة، حاسة سمعهم وشمهم كما اعتادَ أن يلحظ قد التقطَت أحدهم، وقد فعلت فعندما التفتَت بوجهه صوب مرمى نظرهم كان لولا هناك..
بدت وهنَة ومشتتَةً، وحين رأتهم اغتبطَت من ملامحها ما يكشفِ أنها مرّت بوقت عصيب.
كانت تركضُ الآن نحوه، تراه هو فحسبٍ أما البقية يبتسمون مهلهلين بعودتها سالمة.
فتحت ذراعيهَا ليلتقطها كما يفعل عادة ، يمنحها يدهُ وحبه..
هذه المرة يدهُ أمسكت عنقها، ورفعتها في السماء حتى فقدت الأرض تحت قدميها.
إريك والثلاثة خلفه كانوا يصرخُون في روعٍ ، أخضر العين فقد كلّ سيطرة يحوزها في جسده حتى أنه تهجّم على جنون آليكساندر يحاول إبعاد يده عن لولا التي تحاول التنفّس..
كانت تتخبطُ وتهتف لكن صوتها لا يعلُو حنجرتها المحترقة.
-- ما.. لماذا؟!--
كانت تردّد ما يردّدهُ إريك بإستماتة و المستذئبون، ما الذي تفعله كانوا يترجّونه أن يعفيها أو أن يكون مجرّد وهمٍ..
و قد كان.
-- هذه ليسَت لولا..
أنت لست صبوي!
أينَ هي ؟--
-- ما الذي تعنيه بهذه ليسَت لولا؟
آليكس حبًا بالله دعهَا، أتوسّلك!--
إريك الذي يفكّر بإنهاء الأمر عبرَ أكبر خطأ يمكن لإبن قابيل فعله، كان يترجّى آليكس أن يتركهَا ويترجى نفسه أن لا يفعل ما يفكرُ في فعله..
-- إنها أنا.. أنا.. --
آخر أنفاسها..
-- لن ينفعكَ تظاهرك..
أين صبوي؟--
-- هنا!--
من الجهَة الأخرى للغابة وصلَت لولا مع ڤين ديرما وسوكادور هذه المرة، الدماء تملأها ما دمّر نظام آليكساندر العصبي وأتلفَ منطقه..
بمجرد أن حطّت عيناه عليها، كلها..
رما من كانَت بيده أرضًا وكان أمامها، يأخذها بين روحه ويتلفّظ أنفاسَ قلقه.
-- إريك! لا تدعه يهرب.--
ذلك الصوت كانَ للولا حقًا، الآن وإريك يرى إثنان منها، سماع الحقيقة يُتلف شيئا من المزيفة..
السمع، الصوت، حينها استوعبَ مع فريقه أن ذلك إيكواز وأنّ إريك كاد يقتلُ زعيمه لأجله..
القتل مبالغ به، ربما كانت فكرتهُ دهس قدميه بدراجته ريثما يهدأ.
-- أنتِ بخير؟ هذا..--
-- ليسَ دمي، لا تقلَق.
جميعنا بخير، لكن علينا إيجاد وسيلَة نقل بسرعة.--
نظرَ لسيارته لكنها لم تقصد لهم، وقد تشكّلت عندهم صورة لما خرجَت خلف ڤين ديرما عشراتِ النسوة يتبعنها في صمت وشرود.
-- آليكس، اتصِل بالفندق فجميع الشاحناتِ في الفرق تعود الآن محملة بالمختطفين إليه.
نحتاجُ مزيدًا. --
قال ذلك ثمّ اتجه مباشرةً للسيارة، ثقل جسده يفتعل حفرًا على الأرض ولا يبدو أنه يتحكّم في رأسه.
-- آلفا هل ننقلُ البعض بالدراجات؟--
سألته كاسندرا وهو يختفِي في الخلف.
-- لا، قد نتعرّض لهجوم، يلزمنَا أكبر قدرٍ من العون..
قائدتكُم قتلت السيدَ سبينوزا ونحن في طريقنا للخروج.--
نقلُوا عيونهم إليها جميعًا، وآليكساندر لمعت مقلتاه أحمرًا بين السواد.
-- ماريا فعَلت ذلك؟--
همسَت له، فحاربَ أن يبتسِم.
-- آه، خبرٌ جديد لكَ أيها القائد.
صبوكَ لديه تعدّد شخصيَات، ماريا كانت المقبلاتَ فقط.--
قالَ سوكادور ثم سمعوهُ يغلق الباب ويحضرُ ما وجد من ماءِ في السيارة وصندوقها، ذلك نبّه إريك والثلاثة معه أن يشاركوا مياههم وأي شيء لديهم مع النساء اللواتي اجتمعن جانبهم لكن دون اقترابٍ منهم.
كان إريك قد أفقدَ الإيكوا وعيه منذ أمرته لولا، لكن أزعجه شكله الجديد فربطه ووضعه في الصندوق أيضًا ثم انتزعَ سترته غطا بها كتفي فتاة صغيرة تبدو بحاجتها.
-- ما الذي يتحدثُ عنه؟--
سأل آليكساندر لولا، ثم نظرَ لڤين ديرما تلقائيًا و عاد بعيناه.
-- نحتاجُ للعودة إلى مكتبَة الأسرار بعد هذه الفوضى..
وأحتاجُ للاتصال بالأستاذ كوريلي.--
_______________________
____________
They say trust the process, well shit..
لكن الشيء الوحيد لي نجحت في فعله هو إبراز سوكادور ولولا كحلقتين مهمتين ومكملتين لبعض في الرواية، أي زي ما قلت من قبل بروز لو وآليكس راجع لأنهم مهمين بالنسبة للبلوت لي رح تكون في قصة سوكادور كشخصية.
المهم..
رح أتظاهر بأني كتبت بارت فخم وانتو رح تتظاهروا بأنكم قريتهم وأننا ما تأخرنا 4 سنين عن إنهاء الرواية.
لكني ناوية بإذن الله أخلصها بأقرب وقت.
ادعوا الله يفتح علي.
Take care ❤️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top