الواحِد و العِشرون|نبضَة.
-
مؤلِمٌ هو عِندما يتصارعَ قلبُكَ و عقلُكَ على نقيضٍ وكلاهُما صحيح،رُغم ذلِك فأنتَ لا تعِ مَن تُحكِّم،أو إلى أىٍّ مُنهما قد تستجيب.
شعرَت مارلين بذلِك الصِراع داخلُها مِرارًا،ريثما تُطالِع روز التى تُبادلها بنظرةٍ راجِية،تطلُب مِنها أن تُخبرها حيثُما يتواجَد تشريڤِن.
هل تنفى معرفتُها بمكانهِ ببرودٍ سخى و ترحَل لتنتقِم مِن جوارديا؟،أم تُخبرُها بالحقيقة المطلوبة و تُريح قلبُها الذى يُملى عليها بإتباع أمومتُها الضعيفة؟.
إزدردَت مارلين لُعابها بتوتُّرٍ غير مرغوبٍ بهِ بالمرّة،قبلَ أن تفتَح فاهُها و تهمِس بحروفٍ بسيطة جعلَت مِنهُم جميعًا يهرعون حيثُ أخبرتهُم:
"إنّهُ..بغُرفتى.."رفعَت روز ثوبها الطويل و ركضَت سريعًا فلحِقها زين و هارى بقلوبٍ قلِقة،نبضات قلبٍ تزداد ذُعرًا تزامُنًا مع كُل قرعةٍ مِن أحذيتهُما.
صوت السوطِ عالٍ قد إنبثقَ بالممرِّ بأكملهِ ريثما يترُك أثرًا على جسد جوارديا المُتهالِك،يصحبهُ صوت صُراخٍ مكتومٍ لَم يسمعهُ أحدًا مِنهُم إلّا عِندما إقتربوا مِن الغُرفةِ قليلًا،ليُحاوِلوا جميعًا فتح الباب بقوّة.
"إفتَح واللعنة تشريڤِن!،ماذا تفعَل بالداخِل!"صاحَت روز عالِمةً أنّهُ يفعَل ما هو ليس مُطمئنًا أبدًا داخِل الغُرفة،مِمَّ جعلهُ يبتسِم بجانبيّةٍ عِندما تغلغَل صوتها لأُذنيهِ،فتركَ السوط مِن يدهِ مُبعِدًا يدهُ عن فَم جوارديا التى تُناظرهُ بوهنٍ.
"لـ لا.."همسَت جوارديا بقِلّة حيلة باكِيةً،غير مُبالِيةً لجسدُها الذى قد سالَت مِنهُ الدِماء بغزارةٍ و كُل إنشٍ مِنهُ يرتجِف ألمًا،فقَط ما يُهمّها هو ألّا يقوم تشريڤِن بأذيّة روز.
عِندما شعرَ تشريڤِن أنّهُ قد حصلَ على مُبتغاه ذهبَ جِهة الباب و قام بفتحِ قِفلهِ،مِمَّ جعلَ ثلاثتهُم يندفِعوا للغُرفةِ كرّة واحِدة فتوسَّعَت عينىّ تشريڤِن،حتّى شهقَت روز مِن مظهَر جوارديا الغير مُطمئِن البتّة.
إبتسمَت لها جوارديا إبتسامةً واهِنة،قبلَ أن تُغلِق عينيها عِندما شعرَت بالإطمئنان لوجود زين و هارى برفقتُها،فلَن تتأذّى روز طالما هُما هُنا.
بهدوءٍ تام قد سارَ هارى دافِعًا تشريڤِن مِن طريقهُ ليلتقِط جسَد جوارديا بحذرٍ شديدٍ خوفًا أن يؤلِمها،ثُم عاد أدراجهِ للخارِج ليُناظِر تشريڤِن،تارِكًا أثرًا بنفسهِ بكلماتهِ و نبرتهِ الباغِضة و المُستنكِرة:
"لَن أُلوِّث يدى بمُهاجمة قذارةٍ مِثلك.."إستكمَل طريقهُ للخارِج لتتبعهُ روز سريعًا،ريثما زين قد وقفَ أمامهِ لهُنيهاتٍ قبلّ أن يُقهقِه بسُخرية.
"أتُحارِب بالنِساء يا رجُل؟"تسائَل ساخِرًا ليُطالعهُ تشريڤِن بنظرةٍ بارِدة،مِمَّ جعلهُ يسترسِل بقولهِ:
"هارى لديهِ كامِل الحقّ،لَن أُلوِّث يداى بلمس جسدُك القذِر،فأنتَ حتّى لا تعِ معنى أن تكون رجُلًا،لرُبما إحتسبوك خطأً عِندما وُلِدت.."
ختمَ زين حديثهُ ليتبَع روز و هارى حيثُما رحلا،مِمَّ جعلهُ يُغلِق الباب بقوّةٍ وقهرٍ،قبلَ أن يجذِب خُصلاتهِ مُصدِرًا آهٍ تُعبِّر أن حسرتهِ لفشل خطتهِ.
"اللعنة عليكُم آل سكارز!"صاح راكِلًا أثاث الغُرفةِ و كأنّها غُرفتهُ،قبلَ أن يجذِب معطفهِ الثقيل راحِلًا مِن القصرِ تمامًا.
"ضعها بغُرفتى،فِراشُها مُهترئٌ و لَن يجعلها ترتاح بتِلك الجروح البليغة.."طلبَ زين بخفوتٍ ليستكمِل هارى سيرهُ دون التفوّه بحرفٍ،حتّى وصلَ إلى غُرفة زين فأرسى جسدها بحذرٍ شديدٍ فوق الفِراش.
"الطبيب رحلَ لعملٍ خارج المملكة،لذا سنتدبَّر أمرها نحن و نُعالجها.."أطلعهُما زين لتومئ لهُ روز ذارِفةً دموعها حُزنًا،لَم تكُن تعلَم أبدًا أن تشريڤِن سيؤذى جوارديا لتأتى لهُ جاثِيةً كما قال.
طالعها هارى بنظراتٍ لَم تكُن لتعلمها روز لولا أنّها مِثلهُ تمامًا،تِلك النظرة التى تُخبر جوارديا بأنّهُ آسِفٌ لعدم حمايتُها،وأنّهُ يتمنّى لو كان عِوضًا عنها،فرؤيتهُ لها ضعيفة الحيلة كالآن أشد ألمًا مِن مِئة ضربة سوطٍ مِن تشريڤِن اللعين.
دلفَ زين برِفقة إناءٍ نحاسىٍّ مِن الماء الدافئ و مِنشفةٍ نظيفة،ليضعهُم بجانِب الفِراش ريثما هارى وروز لازالا على حالتيهما،حتّى أنّهُما لَم يلتفِتا لهُ عِند دلوفهِ.
"هـ هل لكُما أن تترُكانى برفقتها وحدى؟،سأتدبَّر أمر جروحها.."تسائلَ هارى بنبرةٍ خافِتة مُلتقِطًا الإناء مِن جديد ليتفهَّم زين شعورهُ،ويومئ لهُ دون نقاشٍ.
"لكِن زين،هـ..-"همسَت روز مُحاوِلة البقاء ليُشير لها زين بالصمت بلُطفٍ،قبلَ أن يجذبها برفقتهِ خارِجًا تارًكان إيّاهُما سويًّا.
تركَ هارى الإناء مُجددًا ليُزيل ثوبها البالى جراء ضربات تشريڤِن،غير آبِيًا لكونها إصبحَت عارِيةً أمامهُ حتّى،كُل ما يُهمّهُ أن يُطيّب جروحها التى آلمتهُ لمُجرَّد النظر إليها.
ألقى بثوبِها بعيدًا ثُم أمسَك المنشفةِ ليعتصِرها قليلاً،قبلَ أن يبدأ بالسيرِ على جروحها برفقٍ و هوادة،رُغم ذلِك فهى تأوَّهَت بصوتٍ مسموع.
"آسِف..حبيبتى.."همسَ بخفوتٍ وصوتٍ مُتقطِّع حتّى تكثَّفَت الدموع بمُقلتيهِ،عِندما تخيَّل جوارديا تشعُر بأضعاف الألَم الذى كان يشعرهُ عِندما كان يتعذَّب بعبوديتهِ.
"لو كنتُ أعلَم أنّكِ بحاجتى بذلِك الوقت،لكنتُ أتيت و لقّنتهُ درسًا لفعلتهِ تِلك.."صرَّح بألمٍ مُعاوِدًا إغراق المنشفةِ بالمياه ليعتصرها،مُستنشِقًا الهواء مِن أنفهِ خوفًا أن يبكى.
'فرَّ أنينٌ مِن شفتيكِ ألمًا،فتبِعتهُ دمعةً قد هوَت مِنّى على جرحكِ علّهُ يطيب'
آنَت جوارديا ألمًا أثناء غفوتِها ثُم بدأت بالبُكاءِ جراء حُرقة جسدها التى لا توصَف،جاعِلةً مِن ألمِ قلبهِ يتضاعَف فيُبعِد المنشفةِ عنها سريعًا.
"أرجوكِ لا تبكِ،أنا ضعيف.."همسَ بترجٍ مُحاوِطًا وجهُها بكفّيهِ،تارِكًا دموعهُ تهوى برِفقة خاصّتها بنفسٍ مُرتجِف.
"آسِف،إننى آسِف.."همسَ مُجددًا مُرسِيًا جبينهُ فوق خاصّتُها ثُم تحسَّسَ وجنتيها بلُطفٍ،قبلَ أن يتحسَّس خُصلاتُها فتبدأ بالسكون تدريجيًّا.
شعرَ بِها تتوقَّف،فعاد مُمسِكًا بالمنشفةِ بين يديهِ مُطيِّبًا جروحها سريعًا،وسَط تأوُّهاتِها الخافِتة التى تنُم عن تألُّمها الشديد وجعلَت قلب هارى ينبُض ألمًا.
أنهى هارى كُل شيئٍ و دثَّر جسدها بالغِطاء جيّدًا بعيدًا عن الجروح،قبلَ أن يستلقى بجانبها مُعاوِدًا تحسُّس خُصلاتُها بعنايةٍ عِندما لاحَظ مؤخّرًا أن الأمر مُحبَّبًا إليها.
"أنا مولِعٌ بجمالُكِ الفاتِن جوارديا.."همسَ بغتةً بهيامٍ ريثما يدهُ تسير مِن خُصلاتُها حتّى رقبتها،ليُعاوِد فِعل الأمرِ مِراراً.
دنا بمُحاذاةِ عنُقِها مُتنهِّدًا بعينينِ مُغلقتينِ،ثُم قبَّل عنُقِها كتِلك المرّةِ التى جاورتهِ بالنوم،لكِنّهُ ظلّ يُقبِّل عنُقِها قُبُلاتٍ طويلة مُتتالية،حتّى شعرَ بجسدها يتحرَّك قليلًا.
"يُدغدِغ.."همسَت مُبتسِمةً إبتسامةٍ صغيرة ليرفَع أنظارهُ لها،مِمَّ جعلها تفتَح مُقلتيها بوهنٍ مُطالِعةً وجههُ الذى يبعُد عن خاصّتها إنشاتٍ،قبلَ أن تُعاوِد رسم إبتسامةٍ فوق ثغرُها بضعفٍ ليبتسِم لها دون وعىٍ مِنهُ.
"أنتَ جميلٌ جِدًّا.."همسَت ثُم ختمَت حديثُها برفع أحد كفّيها بتروٍّ لتضعهُ فوق وجنتهِ،مِمَّ جعلهُ يُحرِّك وجنتهِ ضد كفّها بلينٍ كالهِرّة ثُم يُقبِّل باطنهُ بلُطفٍ.
"أتشعُرين أنّكِ بخيرٍ؟"تسائَل هامِسًا نظرًا لتِلك اللحظات اللطيفة بينهُما،والتى لا تتوجَّب الصوتُ الصاخِب البتّة.
"طالما لا أرى وجه تشريڤِن فأنا بخيرٍ.."أجابتهُ مُبتسِمةً ليتنهَّد بغضبٍ على ذِكر تشريڤِن اللعين مُجددًا.
"هيىّ!،لا تغضَب.."نهرتهُ هامِسةً ثُم تحسَّسَت وجنتهُ بلُطفٍ لتعود إبتسامتهِ مِن جديدٍ،قبلَ أن تُشير لهُ بالإقتراب أكثَر لينصاع لها دون نقاشٍ.
طبعَت قُبلةّ على ضفّة شفتيهِ بعُمقٍ ثُم إبتسمَت مُجددًا،قبلَ أن تهمِس مُصرِّحةً بخفوتٍ:
"أردتُ ذلِك و جسدى يؤلِمنى لأنهَض.."
"أُحبّ عِندما تُقبّلينى دون خجلٍ.."صارحها ريثما تتحسَّس وجنتهُ بخِفّةٍ مُسبِبةً قشعريرة طفيفة بجسدهِ،ثُم جذبتهُ مُجددًا لها لتجعلهُ يزدرِد لُعابهِ بتوتُّرٍ مِن فعلتُها.
"أُحبّ عِندما تُدغدنى بقُبلاتِك،هُنا تحديدًا.."ختمَت حديثُها بتقبيل عنُقهِ كما فعلَ ليُغلِق عينيهِ بإستمتاعٍ،مُحاوِلًا إبعاد أفكارهِ القذِرة التى بدأت تُبَث داخِل عقلهِ.
'ولمسةٌ مِنكِ فوق جسدى كفيلةً لتغمُر قلبى عميقًا بحُبَّكِ'
"لَم ألحَظ أننى عارِية إلّا الآن.."صرَّحَت مُخرِجةً إيّاه مِن تفكيرهِ الغريزى،ليُهمهِم مُبتعِدًا قليلاً حتّى عاد لوضعهِ مِن جديد.
"هارى.."همسَت بعد ثوانٍ لينظُر لها لثوانٍ،مِمَّ جعلها تسترسِل بقولِها لهُ:
"أُريد الذِهاب للخارِج.."
-
إتكأَت فوق جسدهِ لتسير برويّةٍ و حذرٍ بعدما أحضَر لها ثوبًا جديدًا خالِيًا مِن الدِماء مِن غُرفتها الصغيرة،ريثما يتجِهان للخارِج لتجلِس بالحديقةِ كما أشارَت عليهِ.
تفاجأَت مِن تواجُد روز و مارلين يتجالستان سويًّا برِفقة فنجانين مِن الشاى الساخِن،يتناقشتان و يبدو أنّهُ نِقاشًا طويلًا نظرًا لملامِح وجه روز الجادة وملامِح مارلين الساكِنة ببرودٍ.
"رودى!"صاح زين بسعادةٍ تارِكًا اللوحةِ التى أمامهِ فورما إلتقطَ جسدها بعينيهِ،قبلَ أن يندفِع إليها مُعانِقًا إيّاها برفقٍ.
"ظننتُكِ ستنامين لأسبوعٍ مُتواصِل.."عقَّب ساخِرًا رُغم أنّها لَم تنَم سوى ساعةٍ تقريًا،لتُقهقِه مُبادِلةً إيّاه بودٍّ.
"ماذا فعلتُم بتشريڤِن؟"تسائلَت بغتةً مُبتعِدةً عن جسدهِ لتتخِذ مجلِسهُ أمام اللوحةِ مُتأوِّهةً بخفوتٍ،جاعِلةً مِن زين و هارى يُطالِعان بعضهُما.
"لقد ألقيت لهُ بِضع كلماتٍ أعتقِد أنّها أطاحَت برجولتهِ الفذّة أرضًا.."أطلعهُم زين ساخِرًا لتُقهقُه مُستنِدةً على ذِراع هارى ريثما تجلِس رُغم الألَم الذى يحويها.
"لَم يفعَل أحدنا لهُ شيئًا،لَم أنوِ لأترُك يدى تتألَّم مِن لَكم ذلِك الوغد.."عقَّب هارى بإنزعاجٍ لتُربِّت جوارديا على ذراعهِ بلِطفٍ،ريثما زين تنهَّد مُهزهِزًا رأسهُ بقِلّة حيلة.
"يبدو أن النِقاش حادًّا.."علَّق هارى مُشيرًا بعينيهِ لروز ووالدتُها،مِمَّ جعلَ زين يلتفِت لهُما،ثُم يُعيد نظرهُ لهُ مُجييبًا:
"أعتقِد..روز تُحاوِل إقناعِها بإلغاء مراسِم العُرس و أظُن أن مارلين على وشك الإقتناع.."
-
أبديت يومين ورا بعض،اتحسد مش كدة؟
حلو الفصل؟
طب ان هارى مرضاش يضرب تشريڤِن دة صح ولا غلط؟
بحبكوا❤️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top