الثانى و الثلاثون|لهيبٌ حارِق.
-
ثِمّةِ آلآمٍ تُفقِد القلوب بريقُها،تتوغَّل عميقًا بالروح لتصِل لنُقطةٍ مُحدّدة فتُدمِّرها تمامًا،فيُصبِح الشخص غير واعِيًا بِما يفعلهُ لإقصاء الألمِ بعيدًا.
أماطَت مارلين العصا عن تشريڤِن ليهوى جسدهُ أرضًا بألمٍ،ريثما لهثاتهِ الخافِتة بدأت تُغادِر شفتيهِ غير مُصدِّقًا ما قالتهُ مارلين للتوّ.
روز حامِل مِن آخر.
"وداعًا.."ودّعتهُ مارلين بنبرةٍ أشعلَت لهيبًا داخلهِ،جاعِلةً مِن دموعهِ تتكثَّث بتروٍّ،قبلَ أن يستنشِق الهواء مُغلِقًا عينيهِ لتمُر دموعهِ مرور الكِرام على وجنتيهِ.
"إفتقدتُكِ روزى.."همسَ زين مُعانِقًا روز بلُطفٍ لتُرسى رأسها فوق كتفهِ بإرهاقٍ،منذُ أن تقيّأت حتّى أنهَت شجارًا برفقة مارلين و هى مُرهقة أكثَر مِن اللازِم.
"أنا بحاجتُكَ جوارى.."همسَت بوهنٍ ثُم حاوطَت خصرهُ ليبتسِم جوارى المُتموضِعان فوق الأريكةِ على لطافتيهما،قبلَ أن يبتعِد كلاهُما فيطبَع زين قُبلةٌ فوق جبينُها بلُطفٍ.
"تعالِ.."تمتَم جاذِبًا يدها ليُجلِسها و يتخِذ مجلِسًا جوارها أمام جوارديا و هارى،قبلَ أن يبدأ بحديثهُ بعد تنهيدةٍ:
"دون حديثٍ طويل،لقد فكّرتُ أن تهرُبا أنتُما أوّلًا،لا يُمكِن أن نهرٰب أربعتنا كرّةً واحِدة.."
تحسَّسَ هارى كفّ جوارديا المُرتجِف والذى ينُم عن توتُّرها،قبلَ أن يُعانِق أناملهِ بخاصّتها بقوّةٍ كىّ تستكين و تطمئِن،جاعِلًا مِنها تُطالِعهُ لثوانٍ فيبتسِم.
"ستهربون الليّلة،القصر يكون ساكِنًا بتمام العاشرةِ مساءً،سترحلان لسوق المملكةِ و سنتبعكُما أنا و روز بتمام مُنتصف الليل.."أطلعهُم ثُم نظرَ لجوارديا مُضييفًا:"تعلمين أين سترحلان،صحيح؟"
"متجَر هولمز،أتذكَّر.."أجابتهُ جوارديا بإيماءةٍ صغيرةٍ ليومئ لها بإتفاقٍ،قبلَ أن يلتفِت لروزثُم يُحاوِط لوح كتفيها و يُقبِّل رأسُها.
"لا تخافِ روزى.."طمأنها مُبتسِمًا بلُطفٍ ثُم قبَّل شفتيها برويّةٍ،لتُبادلهُ الإبتسامةِ رُغم قلقِها مِن تِلك الخُطوة،خوفها أجمَع ينحصِر حول زين.
"طالما أنتَ برفقتى لا أُريدُ شيئًا آخر.."همسَت بحُبٍ بادٍ ثُم قبّلتهُ مِن جديدٍ،ريثما تستشعِر كفّهِ الذى سارَ فوق معدتُها بلُطفٍ يتحسّسهُ.
"كّلّهُ لأجلك يا صغير.."همسَ مُخاطِبًا معدتُها لتبتسِم مُرسِيةً كفّها فوق خاصّتهِ،قبلَ أن يلتفِتا على قهقهة جوارديا الصاخِبة،فيجِدا هارى يُدغدِغها بمعدتُها.
"سيهوى طِفلُكَ مِنّى.."صاحَت بقهقهةٍ مُحاوُلةٍ إبعاد كفّيهِ عنها ليُقهقِها روزين عليهما،مِمَّ جعلَ هارى يُقهقِه برفقتهُم مُحرِّرًا إيّاها مِن بين يديهِ.
"أحمَق.."تمتمَت بقهقهةٍ طفيفة ثُم تنهَّدَت مُستشعِرةً حكّةً بمعدتُها،مِمَّ جعلها تتحسّسها بلٰطفٍ لتُبعِد تِلك الحكّة السخيفة.
"ألَن ترحلا؟،أودُّ الإختلاء بزوجتى يا أنتُم.."تسائَل زين بوقاحةٍ ليُدحرِج هارى مُقلتيهِ برِفقة جوارديا بآنٍ واحِد،قبلَ أن يستقيما سويًّا بكفوفٍ قد تجمَّعَت بوطادةٍ.
"سنرحَل كىّ نُفكِّر بأمر رحيلنا ذاك،وداعًا.."أطلعهُ هارى ليومئ لهُ بتفهُّمٍ،قبلَ أن يُغادِر كلاهُما حيثُ غُرفتهِ.
تحرَّكَت سوزانا سريعًا كىّ لا يراها أحدًا،مُراقِبةً جوارى يدلُفان للغُرفةِ بعدما حاوطَ هارى جسدَها،مِمَّ جعل إبتسامتها الخبيثةِ ترتسِم فوق ثغرها بسلاسةٍ،قبلَ أن تخطو للحديقةِ هامِسةً بسُخريّة:
"حديثٌ واهٍ.."
-
|العاشِرةِ مساءً|
وضعَ هارى نقودهِ بحوزتهِ نظرًا لحاجتهِ إليها للهرب،قبلَ أن يُطالِع المكان مِن حولهِ مُتيقّنًا مِن عدمِ تركهِ لشيئٍ يحتاجهُ،ليسَ لديهِ ما يملكهُ و يخاف فُقدانهِ سوى تِلك الغافِية فوق فِراشهِ تحمِل جُزءً مِنه.
تنهَّد طويلا ثُم إلتفتَ ليتقدَّم جُهتُها برويّةٍ فيجلِس بجانبها،قبلَ أن يتحسَّس خُصلاتها بهوادةٍ قد تستيقِظ،فهى غالِبًا باتَت تغفو كثيرًا بعدَ حملِها.
"حبيبَتى.."همسَ بلُطفٍ لتُهمهِم لهُ بنُعاسٍ،مِمَّ جعلهُ يسترسِل بقولهِ:"علينا الرحيل،إنّها العاشِرة.."
"سأنهَض.."همسَ بخفوتٍ ثُم حكَّت معدتُها المُدثّرةُ بالثوبِ بلُطفٍ مُتمغِّطةً،قبلَ أن تستشعِر هارى يقوم بإسنادُها بحذرٍ كىّ تجلِس.
"هيًّا،لا نودُّ مِن الوقتِ أن ينفَذ و يرانا أحدهُم.."أخبرتهُ جوارديا بجديّةٍ ليومئ سريعًا،مِمَّ جعلها تستقِم برفقتهِ مُرتديّةً خُفّها،ثُم تجمَع كفّها بخاصّتهِ ليتجِها لباب الغُرفةِ.
أدار هارى المِقبَض برويّةٍ فاتِحًا الباب ليُلقى نظرةً بالخارِج،قبلَ أن يجذُب جوارديا برفقتهِ بلينٍ ليسيرا بخُطى رويّة جِهة الحديقة حيثُ بوّابة الخروج،مُطالِعان القصرِ الهادئ مِن حولهُما بين الهُنيهةِ و الأُخرى.
ترجّلا للحديقةِ ليجِداها شاغِرةً مِن الجميع،مِمَّ جعلَ هارى يجذُب جوارديا و يخطو بشكلٍ أسرَع كىّ يتخلّصا مِن الأمرِ سريعًا،حيثُ بدأت نبضات كليهما تتسارعَ بشكلٍ ضحلٍ خوفًا مِن أن يكتشِف أحدهُم الأمر.
"إلحقهُما هامبلتون!"صاح أحد الحُرّاس بغتةً مُشيرًا لهارى و جوارديا بعد إخبار سوزانا لهُ بأمر الخُطّة،ليلتفِتا كلاهُما بذُعرٍ جُهتهُما،قبل أن يركُضا دون سابِق إنذارٍ مُحاوِلان الإبتعادِ عن أنظار الحُرّاس.
"توقّفا واللعنة!"صاح أحدهُم بحِدّةٍ مِن خلفهُما ليدلُفا للقصرِ مِن جديدٍ،قبلَ أن يجذِب هارى جسد جوارديا لأحد الأروقةِ المُظلِمة مُدثِّرًا فمها بكفّهِ،مِمَّ جعلَ الحُرّاس يركُضوا بعيدًا عنهُما بحثًا.
هوَت دموعِها خوفاً مِمَّ هو قادِم،مُتشبِّثةً بملابِس هارى الذى يُطالِع الرِواقِ بحذرٍ خوفاً مِن أن يظهَر أحدهُم و يراهُما سويّاً.
أعاد نظرهُ إليها بعدما تيقَّن مِن خِلوُّ الرِواق،ليتنهَّد بحُزنٍ عِندما إلتقطَ بُكاؤها،قبل أن يُحاوِط وجهُها بين كفّيهِ بحنِو.
"جوارديا،أنظُرِ لى.."همسَ بلُطفٍ عِندما أبقَت نظرُها للأسفَل،لتُغلِق عينيها هُنيهاتٍ،قبل أن ترفَع رأسُها مِن جديد.
"عدينى.."همسَ بجديّةٍ لتنفى رأسُها ملِيّاً.
"أرجوك هارى سـ..-"كادَت أن تُخرِج كلِماتُها الخائِفة،لكِنّهُ أصمتها مُرسِياً جبينهُ فوق خاصّتُها.
"شش،فقط عدينى.."همسَ مُتحسِساً وجنتُها بلُطفٍ حتّى تهدأ،جاعِلاً مِنها تتنفَّس بإرتجافٍ آلَم قلبهِ.
"عدينى أنكِ لَن تفقدِ الأمل بِنا،مهما حدَث،مهما فعَلوا.."أنَصّ بهمسٍ ثاقِباً عينيها بخاصّتهِ،لتومئ لهُ بوهنٍ.
"أعدُك.."وعدتهُ بنبرةٍ مُرتجِفة هامِسة،لكِنها كافِية لجعلهُ يطمئِن.
أخذَت الإبتسامةِ اللطيفة طريقُها لثغرهِ،قبل أن يُحاوِطها مُقبِّلاً رأسُها بخِفّة،جاعِلاً مِنها تتشبَّث بهِ كأنّهُ مخبأُها الوحيد.
"أُحبُّكِ حتّى فناء روحى،وهلاك جُثمانى.."همسَ بلُطفٍ ريثما هى تشبَّثَت بهِ جراء الألم الذى تستشعرهُ بمعدتُها،فهى ركضَت مليًّا حتّى تأرجَح طفلُها يمنةً و يُسرة.
"هارى.."همسَ بألمٍ بعد ثوانٍ ليبتعِد قليلًا مُناظِرًا وجهُها بقلقٍ،قبلَ أن تنظُر للأسفلِ فيتبَع أنظارُها سريعًا،مُلتقِطًا خطّ الدِماء الذى سار برويّةٍ فوق ساقيها العارِيتان.
"طِفلُنا هارى.."همسَت بذُعرٍ شاهِقةً ليلتقِط جسدها حامِلًا إيّاها سريعًا،ثُم يعود أدراجهِ لغُرفتهِ و يُرسى جسدها فوق الفِراش،قبل أن يرحَل ليوقِظ الطبيب مِن غفوتهُ.
"ماذا بِكَ أنت!،إننى بسروالى فحسـ..-"
"هى تنزُف واللعنة!،طِفلى على وشكِ الرحيل!"صاح هارى بغضبٍ بوجههِ جراء خوفهِ،ليلتقِط الطبيب حقيبتهُ سريعًا راحِلًا برفقتهِ.
دلفَ كلاهُما ليجِدا جوارديا تتشبَّث بالشرشفِ بكفّينِ ضعيفينِ ريثما تقضِم على شفّتها السُفليّةِ بقوّةٍ خوفًا مِن أن تصرُخ جراء الألَم،عينيها المُشبّعتان بالدموعِ قد أُغلِقا بقوّةٍ حتّى أصبَح جسدُها يكتسبهِ العرقِ و الحُمرة.
ركضَ الطبيب جِهة فراشها غير عابِئًا لكونهِ لا يرتدى سوى بِنطالهِ،قبلَ أن يبدأ بمُحاولتهِ فى تهدأتها كىّ يوقِف الدِماء.
لَم تصمُد حتّى بدأت بالصُراخِ جراء الألمِ غير تارِكةً المحال للطبيب كىّ يفحصها،مِمَّ جعلَ مُحاولتهِ بتوء بالفشل.
"تعال و إجعلها تهدأ!،إنّها تُزيد الأمر سوءً!"صاح الطبيب بهارى المُتوقِّف بجانبهِ بتوتُرٍ ليركُض للجِهة الأُخرى مِن الفِراشِ و يجثو بجانبها فوق رُكبيتهِ،ثُم يلتقِط كفّها بين خاصّتهِ بإرتجافٍ ليُقبّلهُ.
"إسترخِ،إسترخِ حبيبتى..سيكون بخيرٍ.."همسَ بلُطفٍ مُتحسِّسًا خُصلاتُها بكفّهِ الحُرّ،مِمَّ جعلها تنظُر لهُ بضعفٍ ريثما جسدها يرتجِف و شهقاتها تُغادِر شفتيها بألمٍ.
"أنا أُحبُّكِ.."همسَ بضعفٍ و عينينِ قدّ تكتَّلَت بِهما الدموع خشيةً عليها،ريثما الطبيب بدأ بعملهِ عِندما بدأت تستكين و تفقِد وعيها تدريجيًّا جواء الدِماء التى تنزفُها.
"إبقِ معى،جوارديا إبقِ معى.."همسَ بإرتجافٍ ذارِفًا دموعهِ بخوفٍ ريثما يبقِض على كفّها بقوّةٍ كتحفيزٍ كىّ تبقى،لكِن الألَم إشتد عليها فأغلقَت عينيها دون أن تعى شيئًا.
'سُلِبَت مِنّى روحى بتِلك اللحظةِ التى صدرَت منكِ آهٍ واهِنة قد آلمتنى أنا'
رسمَ زين إبتسامتهِ اللطيفةِ لروز الشِبه غافِية،ريثما يُطالِعها كُل ثانيةٍ وهو يرسُم تِلك اللوحةِ أمامهِ بكُل هدوءٍ،غير عالِمًا بِما يحدُث لجوارى ولا يُنصِب حتّى.
"فلتأخُذِ غفوةً روزى،أنتِ مُرهقة.."همسَ لها بلُطفٍ لتنفى برأسها بغير رِضًا رُغم النُعاس الذى يشقُّ وجههت،مِمَّ جعلهُ يُقهقِه على لطافتها مُستقيمًا برِفقة فُرشتهِ.
"أين سترحَل؟"تسائلَت بقلقٍمُستقيمةً بجذعها لتُقابلهِ،مِمَّ جعلهُ يرفَع فُرشاتهِ أمام بصرِها مُجييبًا:
"سأُنظِّف إيّاها و أعود.."
"فلتحترِق الفُرشاةِ بالجحيم السابِعة!،جاورنى بالجلوس أنا خائِفة.."إحتدَّت خوفًا عليهِ كما هو مؤخّرًا،مِمَّ جعلهُ يبتسِم مُتقدِّمًا جهتُها برويّةٍ،قبلَ أن يدنو بمُحاذاتِها مُلتقِطًا شفتيها بقُبلةٍ طويلة.
إبتعدَ برفقتُها لاهِثًا لتُحاوِط وجنتيهِ بلُطفٍ،مِمَّ جعلهُ يُقبِّل باطِن كفّها هامِسًا:"ثوانٍ و أعود إليكِ.."
أومأت لهُ مُزدرِدةً لُعابها برويٌةٍ ليطبَع قُبلةٌ حنونة فوق جبينُها،ثُم يستقِم مُترجِلًا للغُرفةِ و يصنَع خُطاهُ لدورة المياه بهوادةٍ.
بذات الوقتِ كان تشريڤِن جالِسًا بأرض غُرفتهِ يحتسى النبيذ حتّى غدا سكّيرًا لا يعِ ما يفعَل،ريثما دموعهِ تهوى قهرًا على حالهِ و ما آلَ إليهِ مؤخًّرا.
عُقمٌ،حُبٌ مِن طرفٍ واحِدٍ و إنتقامٌ باتَ فاشِلًا.
حطَّم الزُجاجةِ بعدما أنهاها بصرخةٍ غاضِبةٍ قد غادرَت شفتيهًِ المُلبّدتانِ بالنبيذ،قبلَ أن يلتقِط إحدى قطعها الزُجاجيةِ مُستنُدًا على الحائِط خلفهِ ليستقِم بتألُّمٍ.
سار برويّةٍ و خُطىً عرجاء ثمِلة للخارِج بإستنادٍ فوق الحائِط،ريثما الدموع تحويى عينيهِ المُتألمتينِ بشكلٍ كبير،صانِعًا خُطاهُ لحيثُ لا يعلَم.
ترجَّل زين مِن دورةِ المياه بذات اللحظةِ التى يسير بِها تشريڤِن ريثما يُجفِّف الفُرشاةِ بمنشفةٍ صغيرةٍ بين كفّيهِ،مِمَّ جعلَ تشريڤِن يُطالعهُ بعينينِ ضبابيّتين،قبلَ أن تُصبِح نظراتهِ قاتِلةٍ جِهتهِ عِندما علِمَ مَن يكون.
لقد أخذَ كُل شيئ.
تمتَم شيطانهِ بداخلهِ،جاعِلًا مِن فؤداهِ يغدو رمادًا مِن شِدّة إحتراقهِ،مِمَّ جعلهُ يُسرِع بخُطاهُ جِهة زين فيرفَع الآخر بصرهُ إليهِ،ويرمقهُ بنظرةٍ مُتعجِّبةٍ مِن حالهِ.
"أنت.."تمتَم تشريڤِن بغضبٍ ذارِفًا دموعهِ،قبلّ أن يشهَق مُردِفًا بألمٍ:"لقد نِلت مِنّى،أخذتُ كُل ما أملِك بكُل ببساطةٍ دون أن..أدرى.."
"حقًّا؟"سخرَ زين بنبرتهِ ليقترِب تشريڤِن لهُ أكثَر بخُطى سريعة،مِمَّ جعلَ الألمِ أسفلهِ يشتَد فيتوقَّف بملامحٍ مُتعانقةٍ ألمًا مُنحنِيًا بخِفّة.
"اللعنة،اللعنة.."صاح بألمٍ مُستنِدًا بكفّهِ فوق الحائِط ليُطالعهُ زين بشفقةٍ،قبلَ أن يُقرِّر الرحيل مِن أمامهِ كونهُ يراهُ يهذى.
"لَم أستكمِل حديثى واللعنة!"صاح بزين جاذِبًا إيّاه مِن ذراعهِ ليلتفِت الآخر لهُ بحِدّةٍ،مِمَّ جعلهُ يصرُخ بوجههِ بغضبٍ دافِعًا جسدهِ بقوّةٍ للحائِط على بُعد أمتارٍ قصيرة ليرتطِم ظهر زين بهِ بقوّةٍ فيتأوّه.
"إبتعِد يا إبن العاهِرة!"صاح زين بغضبٍ دافِعًا تشريڤِن بعيدًا عنهُ،مِمَّ جعلَ تشريڤِن يُعاوِد دفعهِ للحائِط بشكلٍ أقوى فتنطلِق صرخةً مُتألِّمةً مِن شفتيهِ.
لَم يعِ أحدهُم ما يحدُث،فبثوانٍ أصبحَت تِلك القطعة الزُجاجيّة التى بين يدىّ تشريڤِن تتوسَّط صدرِ زين عميقًا،جاعِلةً مِنهُ يشهَق بقوّةْ ريثما عينيهِ جحظَت جراء الألَم.
"لَن أدعَك تتمتَّع بكُل شيئٍ،لَن أدعَك!"صاح تشريڤِن بغضبٍ باكِيًا،ريثما زين يُناظرهُ بشفتين مُرتجفتينِ ألمًا و ألمٍ بالِغ بعينيهِ المُتوسّعتين.
دون أن يشعُر قد رفعَ زين كفّهِ المُرتجِف الذى يحويه الفُرشاةِ خاصّتهِ ليغرِسها عميقًا بعُنق تشريڤِن فيبرُز طرفها مِن جِهة عنُقهِ الأُخرى.
لهثَ زين بألمٍ عِندما أخرَج تشريڤِن الزُجاجةِ مُصدِرًا أصواتًا تدُل على إختناقهِ جراء تُلك الفُرشاةِ التى تتوسَّط حلقهِ،مِمَّ جعلهُ يهمِس بصوتٍ ضعيفٍ ينُم عن ألمهِ قبلَ أن تهوى أجسادهُما سويًّا:
"وأنا لن أترُكك لتحظى بكليهِما بعدى.."
-
الفصل طويل ونكد معلش 😂
اصدمكوا؟ الفصل الجاى هو الأخير:")
حد اتأثَّر؟
بحبكوا❤️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top