9~مُطَارَدَةْ وَتَحَدِّي
قراءة ممتعة🤍
﴿لَا نَسْأَمُ اللَّهْوَ الْبَرِئ وَلَيْسَ يُدْرِكُنَا الْفُتُورْ...فَكَأَنَّنَا نَحْيَا بِأَعْصَابٍ مِنَ الْمَرَحِ الْمُثِيرْ...وَكَأَنَّنَا نَمْشِي بَأَقْدَامٍ مُجَنَّحَةْ تَطِيرْ...أَيّامٌ كُنَّا لُبَّ هَذَا الْكَوْنِ وَالْبَاقِي قُشورْ﴾
- راقتني💫
●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●
- يجب أن أغادر الآن، شكراً على حسن ضيافتكم.
نطقت لورا مبتسمةً بينما تنهض مستعدةً للرحيل، ولكن صوت والدة جيمين التي دخلت الغرفة فجأة قد إستوقفها:
- لا يجوز...يجب أن تتناولي العشاء برفقتنا أولاً!
إعترضت والدته على رحيلها، ولكنها لم تستطع قبول الدعوة لأن والدتها طلبت منها ألاّ تتأخر.
- شكراً لك سيدتي، ولكنّ الوقت تأخر بالفعل ويجب أن أغادر.
- حسناً كما تشائين، لكنكِ ستعديني بالبقاء في المرة المقبلة لتناول العشاء معنا!
ضحكت لورا بخفة، وهمهمت بعينان مبتسمتان:
- أعدكِ.
ثم إستدارت نحو جيمين مجددا، وأضافت بذات بسمتها:
- إذاً، نلتقي غداً...وداعاً.
ابتسم لها بدوره وأجاب:
- وداعاً...شكراً لكِ على هذه الزيارة الجميلة.
إتسعت إبتسامتها له بالمقابل، وجلست القرفصاء نادهةً على سبايك الذي أتى نحوها مسرعاً.
وضعت يدها على فروه الناعم ومسدته بلطف قبل أن تقول:
- وداعاً سبايك، جيمين...يجب أن تحضره معك في المرات المقبلة إلى منزلي، سيستمتع كثيرا باللعب مع هولي.
هز رأسه موافقاً، ثم تسائل بتعجب:
- حسناً، ولكن من هي هولي؟!
- إنها جروة أخي، هي وسبايك بذات الظرافة، لذا سيستمتعا مع بعضهما كثيراً.
أجابته بحماس عند تخيلها لكثرة زياراتها له وزياراته لبيتهم عند شفاءه.
_____________________________
إنقضى ذاك اليوم أيضاً، وهاهو يومٌ جديد يعود بطقسه الخريفي الجميل.
- فتياتي وموظفاتي العزيزات، اليوم ستتناولن الغذاء برفقتي وعلى حسابي أيضاً.
صاح هوسوك بنشاطٍ غريب وسعادة غامرة بينما يرفع يداه للأعلى ويبتسم بحماقة.
بعضهن حدقدن بسعادة والبعض الأخر بغرابة...كحال ميون وهيري مثلاً!
حيث دنت ميون نحو هيري، وتمتمت بصوت شبه مسموع بينما ترمق الآخر بحيرة:
- ألا يبدو غريباً؟! مزاجه رائع بشكل مريب!..متأكدة من وجود سبب خلف هذا الكرم المفاجئ!
جعدت هيري ما بين حاجبيها هي الأخرى، وقد كانت تحاول تخمين السبب، لكنها لم تصل إلا لشيء واحد وهو :
- لست أعلم...ولكن مادام سيطلب لنا الغذاء على حسابه لن أسأل، المهم الآن أن أُسعد بطني قبل سعادته التي لا تعنيني!
رمقتها ميون بفاهٍ شبه مفغور، ثم دحرجت مقلتاها وإلتفتت للجهة الأخرى.
وعلى حين غرة، قفزت ايرين في منتصفهما وهمست هي الأخرى:
- على ما تتهامسان؟
- لا شيء مهم، هيا بنا فلنذهب.
تحدثت ميون بعدم إكتراث قبل أن تأخذ هاتفها من على مكتبها وتهم بالخروج.
___________________________
Irene pov:~
عاد الجميع الى عمله بعد تناول وجبة غذاء لذيذة.
هيري حالياً ترتدي أحد التصاميم، بينما هوسوك يقوم بتعديله عليها كالعادة.
لا اعلم سبب اختياره لها في كل مرة يعدل فيها احد التصاميم، ولكن يبدو انه بسبب امتلاكها لمقاسات مناسبة لأزيائه.
انها تمتلك قوام جميل ومتناسق، لكنها حمقاء!
فهي دائماً ما تقوم بإخفائه خلف القمصان والبناطيل الفضفاضة.
عموما...
بقية الفتيات كنّ يتحدثن عن أمورٍ عدة والتي لم ألقي لها بالاً رغم جلوسي بجاورهن.
أما ميون فكانت منشغلة بكتابة شيء ما على الحاسوب...يبدو أنها تنسخ أوراق عمل هوسوك كما طلب منها بالأمس.
بقيت أحدق هنا وهناك، الى أن سمعت صوت ميون وهي تنادي عليّ، فقمت من مكاني بكسل وذهبت نحوها.
- إيرين هل يمكنكِ أن تسدي لي خدمة؟ أرجوكِ!
ناظرتها بشك، لأرفع أحد حاجباي.
- أجل بالطبع، ولكن لما أرجوكِ تلك؟!
ضحكت بتوتر وفركت يداها ببعضهما البعض، ثم تنهدت وأجابتني:
- آه...أريد منكِ جلب بعض المستندات من أحد المكاتب.
عكفت شفتاي ورفعت كتفاي بإستغراب، لأسألها من جديد:
- وماذا في ذلك، أهذه هي المشكلة؟
- كلا...المشكلة تكمن في أنّ المكتب لسكرتيرة السيد تايهيونغ السابقة.
جفلت من كلامها للحظة...أتطلب مني الذهاب لذاك الطابق المخيف مجدداً؟!
أعني...ماذا إن إلتقيت به صدفةً وتذكر ذلك الحادث؟! ربما يطردني!
او قد يقوم بشتمي لأني كدت أوقعه!
لا لا لا...لا تكوني سخيفة ايرين، ذلك الموقف قد أصبح من الماضي، ومن المؤكد انه قد تناسى أمره بالفعل.
ثم إني إلتقيت به بالأمس، ولم يُبدي اي رد فعلٍ يدل على إنفعاله، لقد بدى هادئاً ومسالماً.
إستغرقت بعض الوقت حتى رتبت كلامي، ثم نطقتُ أخيراً:
- حسناً، سأذهب.
بدت ميون متفاجأة من ردي، ولكن كل ما في الأمر اني سأذهب لمكتب سكرتيرته وليس لركل رأسه او ما شابه،
فقد لا ألتقي به أساساً!
على كل حال...ذهبت، وقدوصلت الى المكتب وحاولت إلتزام الهدوء تفادياً للمشاكل.
بحثت في الادراج كما اخبرتني، لكني وجدت العديد من الأوراق والملفات ولم أعرف أيُّهم هو!
لذا إتصلت بها لأسألها، وأخبرتني أنّ لونه أصفر ، فعدت للبحث عنه في كومة الأوراق تلك الى أن وجدته.
خرجت من هناك ليقابلني باب مكتبه، كان مغلقا والمكان هادئ جدا، لذا عدت الى أدراجي بسلام، وحمدا لله اني لم اقابله في طريقي.
End irene pov.
__________________________
هيري على وشك ركل هوسوك بعيدا عن الارض!
هو لم يتوقف عن الثرثرة، وهذا بالطبع قد أثار أعصابها، وما زاد الجو جمالا هو دخول ذلك المغفل الاخر كما تسميه هي، ليزيد الامر سوءاً!
وضع يداه في جياب بنطاله بثقة، ثم صفّر و حدق بها من رأسها حتى أخمص قدميها.
- واو...هوسوك إن بقيت تلبسهن هذه الأشياء، فأنا لن أضمن لك سلامتهن أبداً، أليس كذلك هيري؟
وعلى ما يبدو انه يحاول إستفزازها، وهنيئاً له لأنه قد نجح وبجدارة!
ورغم ذلك تمالكت نفسها عن تحطيم رأسه، وإلتزمت الصمت متجاهلةً إياه.
وبتجاهلها هذا كانت وكأنها تقول له تعال و أتلف أعصابي اكثر!
لذا تقدم بإتجاهها حتى اصبح يقف خلفها مباشرةً، ثم دنى نحوها وهمس لها بنبرةٍ لعوبة:
- تبدين مثيرة كاللعنة يا فتاة! لما في كل مرة أراكِ بها تبدين أكثر إغراءً من سابقتها؟! هل تحاولين لفت إنتباهي؟..لأنك قد نجحتي بالفعل!
كانت أنفاسه تضرب عنقها بقسوة كونها أنثى بالنهاية! وهذا لا يستثني همسه المثير بتلك البحة الرجولية القاتلة.
تجمدت أوصالها من حركته الفجائية والجريئة هذه!
إذ أنه لم يجرأ ايُّ شابٍ من قبل على تخطي تلك الحدود معها...لكنه فعل!
إبتسم عندما شعر بتأثيره عليها، ليردف من جديد وبذات الهمس:
- كما انني لا أستسلم بسهولة مين هيري، لذا لا تتعبي نفسكِ وتتعبيني معكِ، فبالنهاية سأحصل على ما أريد.
ألقى بكلماته، ليستدير مبتعداً بينما يخاطب هوسوك:
- عملٌ رائع هوسوك، تصاميمك جميلة.
رفع إبهامه كعلامة إعجاب، ثم غادر.
إبتسم هوسوك بصدمة من رد فعل هيري الغير متوقع وليس على مديح الآخر!
لقد توقع أن يتم القضاء على جونغكوك ودفنه هنا بشكلٍ شنيع، لكنها ظلت تحدق في الفراغ أمامها.
كانت مصدومة، وخصوصا من نفسها...كيف لم تلكمه او تركله خارجا على كلامه القذر هذا!
وخلال هذه الأثناء دخلت ايرين، لتجد أنّ ملامح الجميع تبدو غريبة!
وضعت الملف على مكتب ميون لتسأل بينما ملامحها تكتسي الحيرة والتعجب:
- ما بال الجميع يحدقون بغباء؟
- لأن صديقتنا العزيزة لم تتفوه ولو بحرفٍ واحد على وقاحة جونغكوك معها!
أجابتها ميون بكل بساطة.
فهمت ايرين أنّ جونغكوك كان هنا وحاول مناوشة هيري، والتي يبدو بأنها قد قررت التعامل برقة ولأول مرة مع أمثاله!
___________________________
حل المساء، ليبدأ الموظفون في المغادرة الى بيوتهم بعد دوامٍ شاق.
خرج الجميع بما في ذلك هيري والتي قد إتصل بها شقيقها وأخبرها أن تعود سريعا الى المنزل حتى تحضر له بعض الملابس الى المستشفى، لأنه سيضطر للمبيت بها بسبب عمليةٍ طارئة قد حدثت فجأة.
وكذلك ميون التي أُنهكت من التعب بسبب تلك المستندات التي كانت تعمل على نسخها وترتيبها بدقة منذ الصباح، لذلك عادت الى منزلها هي الاخرى بعد أن عرضت عليها ايرين إكمال ما تبقى منها.
وهذا كان حال جميع الموظفين...
بقيت ايرين تكمل عملها، وقد كانت الشخص الوحيد الموجود في القسم آنذاك.
مرّت نصف ساعة تقريباً على تواجدها به، الى أن رفعت كلتا يداها للاعلى وتثائبت بتعب.
- آه، وأخيراً إنتهيت.
أغلقت الحاسوب ورتبت المكتب، ثم أخذت حقيبتها وهمّت بالخروج.
وقفت على الرصيف منتظرةً مرور سيارة إجرة، وفي تلك الأثناء تذكرت هيري.
أرادت الإتصال بها حتى تعرف ما اذا كانت قد عادت للمنزل ام لا، لذا فتحت الحقيبة باحثةً عن هاتفها...لكنها لم تجده!
ظلت تبحث وتبحث ولكن لا أثر له!
- يا إلهي أين هو!
فزعت عندما وردت في عقلها فكرة انه لربما قد سُرق منها او انه قد ضاع!
Irene pov:~
مستحيل أن تتم سرقته داخل الشركة، فالقوانين صارمة واي خطأ قد يفصلك عن وظيفتك.
ولكني لا اتذكر اني قد خرجت منها أبداً!
آه هذا ما كان ينقصني...والان إن لم أجده فكيف سأشتري آخراً وانا لا أملك المال الكافي، انا حمقاء حقاً!
تذكري ايرين اين قد يكون اين قد يكون اين قد يكو...مهلا لحظة!
أعتقد أنّ آخر مرةٍ قد أمسكته فيها كانت عندما أرسلتني ميون الى ذاك المكتب، ولا اتذكر اني قد رأيته بعد ذلك!
أيعقل انه هناك؟
لا مانع في التأكد على أي حال...
إستدرت وكنت على وشك الدخول، لكن حارس الأمن اللعين أوقفني.
- الى أين يا آنسة؟!
إبتسمت بإصطناع، لأجيبه بإمتعاض حاولت إخفائه جاهدة:
- لقد نسيت هاتفي وأريد الدخول لأخذه.
- ومالذي يثبت لي أنك تعملين هنا؟
أيمزح معي!
لا لا..يبدو انه جاد!
آه الرحمة، لما يجب أن أصادف كل هذه الاصناف في حياتي!
حاولت الاحتفاظ بتلك الابتسامة ورفعت بطاقتي التعريفية التي تدل على مصداقية ما اقول، إذ أني ألصقتها في وجهه حتى يراها جيداً ويغلق فمه الثرثار!
دخلت واخيراً قبل أن أرمقه بحنق...لم أستطع إخفاء غضبي كثيراً.
كانت وجهتي معروفة، ألا وهي الطابق الثاني او ما أسميه بطابق الأموات من كثرة الهدوء المخيم به.
يبدو اني المتواجدة الوحيدة هنا!
المكان هادئ للغاية...أخذت المصعد وتوجهت نحوه، وقد كان مظلماً!
كنت في صوب ذهابي الى المكتب ولكن أفزعني صوتٌ من العدم!
صوت أنفاسٍ غاضبة!
امي ساعديني، يبدو انه مسكون بالفعل!
إرتجفت أوصالي وجفلت للحظة، وما لبث أن نطقت بنبرةٍ مرتعبة وساقان كادتا أن تخونانني وترميا بي أرضاً:
- هـ...هل..ـل من أحـ...ـدٍ هنا؟!
End irene pov.
___________________________
Hirey pov:~
فعلت كما اخبرني ذاك العجوز...إنه مدين لي بوجبةٍ عشاء دسمة في مطعم فاخر.
أتعلمون، انا أكره المستشفيات بسبب رائحتها الغريبة، إنها تشعرني بالمرض!
لا اعلم كيف ليونغي أن يطيقها، فالجو خانق للغاية هناك!
انه يرى المرضى وهم يعانون كل يوم، وقد يأتي يومٌ جديد ولا يرى فيه أحدهم، فيسأل عنه ليخبروه إما انه تعافى وتم إخراجه، او انه قد لقِيَ حتفه ومات!
انه امر محزنٌ بالفعل...أظن انه سببٌ آخر لكرهي لها.
اما الان...
فلا أعلم أين إختفت سيارات الاجرة؟! كأنهم يتعمدون فعل هذا معي!
الجو باردٌ جداً هذه الليلة...آه لما لم أرتدي شيئا ثقيلاً،
انا أموت برداً!
حاولت المشي بسرعة، وكذلك فركت يداي ببعضهما البعض حتى أنعم ببعض الدفئ، لكن ذلك لم يُجدي نفعاً!
أصبح جسدي يرتعش وهذا واضحٌ جداً...
ولكن المعذرة يا سادة!..وقتٌ مستقطع قليلاً!
هل يتوهّم لي بأن سيارةً غريبة تمشي بمحاذاتي أم انها فعلاً تسير بقربي!
إلتفتُّ لها بسرعة ثم أعدت وجهي للامام، هل وبالصدفة انا مغناطيس جالب للمختطفين ام ماذا؟!
يبدو انه يلحق بي بالفعل!
هيري لا تخافي، فالشارع مزدحم بالناس ولن يحدث أمرٌ كهذا، حتى أنني لم أستطع تمييز صاحبها بسبب زجاجها العاكس والمظلم!
مشيت بثبات ولم أهتم لأمره في بادئ الامر، لكنه لم يتوقف عن تتبعي، وهذا قد أثار أعصابي بالفعل.
وبما أنني قد مررت بذات التجربة سابقاً، حاولت أن أفعل نفس الحركات للتأكد من الامر.
توقفتُ...فتوقفتْ...عُدت للمشي...فعادتْ للمشي أيضا! عُدت الى الوراء...فعادتْ معي!
آه الرحمة!
يريد اللعب إذا!..له ذلك.
تعمدت أن أمشي بشكلٍ غريب، خطوتين سريعتين ثم أتوقف، والمشكلة تكمن في انه قد قلدني هذه المرة أيضاً!
كررتها اكثر من مرة وهو لا زال يفعل مثلي، لم أكترث لنظرات الناس الموجه لي بقدر إكتراثي لمعرفة ما يدور في رأس الأخرق الذي يقودها!
ولكن...آه، اللعنة اللعينة الملعونة عليه!
لم اخطأ في نعت سائقها بالاخرق لانه كذلك بالفعل!
انه جيون جونغكوك العلكة الغير قابلة للنزع بتاتاً!
إكتشفت هويته بعد أن فتح زجاج النافذة وصرخ في وجهي بتذمر:
- هاي...لما تتصرفين كالمجانين؟!
توقفت وقمت برفس الارض بقوة، ثم بدأت في لعنه وسط الإزدحام دون أي خجل:
- اللعنة عليك جونغكوك! ثم هل تسمي تقليدك لحركاتي بواسطة سيارتك ذكاءً؟
حدجته بنظرةٍ قاتلة ومميتة، ياله من مختل، كدت أموت خوفا في البداية!
لكنه أمال شفتيه بإبتسامة مستفزة كعادته ليغيظني.
- أجل.
أخرجت تنهيدةً يائسة قبل أن أقول بتعب ويأس:
- إسمعني جيداً جونغكوك، انا لست في مزاجٍ يسمح لي بلعب الأطفال هذا، لذا غادر بهدوء أفضل لكلينا صدقني!
تعالا صوت أبواق السيارات من خلفنا بفضل إعاقته للطريق!
هل يوجد إنسان بكامل قواه العقلية يقف في منتصف شارع عام!
ولأنه مختل كما قلت سابقاً لم يكترث لهم وحافظ على إبتسامته المستفزة التي قد بدأت تفقدني صوابي بالفعل.
- حقاً! إذاً ما رأيكِ بتوصيلة مجانية مع شاب وسيم مثلي؟
رفع حاجبه الأيسر عدة مرات تزامنا مع إنهاء جملته، فأطلقت 'تشه' ساخرة قبل أن أجيبه بإستصغار بينما أستعد للمغادرة بالفعل:
- شكراً لك، فأنا لا أحب مرافقة المجانين أمثالك!
- بالطبع انا مجنون، مجنون بكِ...أنظري لنفسك كيف ترتعشين من البرد!
كنت على وشك الرد عليه، او لنقل فصل رأسه عن جثته، لكن صوت صراخ الناس خلفنا والازدحام المروري الذي تسببنا به قد قاطعني.
وإختتم ذلك خروج رجلٍ من إحدى السيارات وهو يصرخ بغضب:
- اللعنة عليكم أيها الشبان المستهترون! أفسحو الطريق، فزوجتي على وشك الولادة!
حدقت حولي بفزع ولم أعرف ما سأفعل، ولكن صوته الذي بتُّ أمقته أكثر من مقتي لقُبل العجائز الدّبِقة قد إنتشلني من فزعي:
- إن لم تصعدي حالاً فلن أتزحزح من مكاني، وانتِ تعلمين جيدا اني عند كلامي!
كانت نظرته مستفزة ومثيرة للأعصاب حد اللعنة!
نظرت يميني وشمالي عدة مرات لأسمع صوت صراخ تلك المرأة وصوت بوق سيارة زوجها الهائج...أتمنى أن يخرج ويقتل هذا المخلوق المتطفل حالاً!
لم أستطع فعل أي شيء سوى الركوب معه، لأنه لن يتحرك ابداً وانا أعرف ذلك.
إبتسم لي بلطف مصطنع وكم تمنيت خنقه لحظتها.
- جيد، فتاةٌ مطيعة.
دنى نحوي وبشدة لدرجة إختلاط أنفاسنا، آه يا إلهي اهو متحرش؟! أيحاول تقبيلي؟!
لم اجد نفسي سوى أغمض عيناي وأحمي شفتاي بيداي صارخةً بفزع:
- إبتعد عني!
لم أسمع أي شيء بعدها سوى صوت ضحِكِهِ القوي...يالي من خرقاء!
لم يكن ينوي فعل أي شيء، كان يربط لي حزام الامان لا اكثر...اللعنة علي وعلى غبائي!
تحركت السيارة بالفعل وهو لا يزال يضحك بصخب.
- ماذا؟! هل كنتِ تفكرين بأشياء منحرفة؟!
كان يبتسم على طريقته المعتادة مع حاجباه المتراقصان لأعلى وأسفل.
فتصبغ وجهي باللون الاحمر من شدة الخجل، وبنبرةٍ مختنقة لشدة إنزعاجي نفيت:
- كلا انا لم أفكر بهذا الشكل!
اطلق 'تشه' ساخرة بينما عيناه مرتكزتان نحو الطريق أمامه...يقود بيد والأخرى يريحها فوق حافة النافذة بشكلٍ مبعثر.
- هذا واضحٌ جداً...إعترفي بأنكِ ترغبين بتقبيلي!
إلتفت نحوه بسرعة بينما أحدق بفزع ودهشة.
- ماذا؟! هل وبالصدفة انت معتوه؟!
بقي يضحك كالأحمق، لينطق بين قهقهاته تلك بما جعلني على وشك التقيُّئ:
- هيا يا فتاة أنتي أطلبي فقط وانا سأنفذ وعلى أكمل وجهٍ أيضاً، صدقيني لن تندمي، فغيرك الكثير من يتمناها!
لم أجبه بل إكتفيت بالصمت، إذ أني وضعت كفي على وجنتي ووجهت نظري الى ماوراء النافذة، ومع كل هذا لم أسلم من ثرثرته المزعجة.
بقينا على هذا الحال الى أن وصلنا لمنزلي.
- وصلنا.
- أرى هذا بالفعل.
تعمدت الرد بهذا البرود حتى أشفي غليلي، لكنه لم ولن يكفّ عن السخرية أبدا!
- حقاً! هل ترين ذلك؟ واو لم أكن أعلم بهذا!
انه من النوع الذي لا يقبل الهزيمة لذا لم يقصر في حق نفسه.
تمالكت أعصابي وأدرت له ظهري وهممت بالرحيل مباشرةً حتى لا أشوه وجهه!
- ألن تشكريني؟
تسائل صارخاً بينما يحني جذعه لأسفل حتى يتمكن من رؤيتي .
- لا، فأنا لم أكن أرغب بذلك، انت من جعلتني أركب عنوةً، وهذا لا يعنيني!
طريقة حديثي كانت مليئة بالبرود واللامبالاة...أظن أنّ هذا بسبب تأثير يونغي علي خلال الأيام القليلة الماضية!
ثم أكملت سيري دون الاكتراث له، ليصدمني بصراخه العالي وانا اعني ذلك بالفعل!
- مين هيري جميلة ومثيرة وترغب بتقبيلي!
هربت بسرعة الى الداخل لأن الجيران وبالتأكيد قد سمعوا كل شيء بفضل عويله!
وطبعا لم أُقصّر في شتمه بكل أنواع الشتائم التي أعرفها...لأنها تناسبه وتنتمي إليه بالفعل.
بجدية! أكان يتبعني منذ خروجي من الشركة!
آه انه مجرد طفل أحمق ومدلل...لا أعرِفُ لما أُبتُليتُ به!
●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●
#يتبع...
- رأيكم بالبارت؟
- برأيكم شو هو الشي يلي سمعته ايرين؟
- هيري وجونغكوك؟
- أكثر شخصية حبيتوها للحين؟
- أي سؤال او تعليق؟(بس إذا كان رح يحرق الأحداث فما رح جاوب).
- شو أخباركم مع الحجر الصحي؟ انا رح يجيني التوحد والصرع في القريب العاجل إنشاء الله😑
وهلاّ نجي للبارت....
بعرف اني ساحبة شوي على مومنتات تاي وايرين ومركزة على جونغكوك وهيري اكثر، ولكن كل هاي الشخصيات إلها دور مهم بالرواية وما تعتبر شخصيات ثانوية.
بس بوعدكم انو الجاي أحلى ورح حاول أكثِّر المومنتات بين تاي وايرين، لانو كل هاد بسبب الأحداث، هي يلي عم تتحكم فيني لهيك ان شاء الله الجاي يكون عند حسن ظنكم.
وبعرف كمان انو البارت قصير...رح حاول أعوضكم.
بتمنى تتفاعلو منيح بهالبارت...لأني عم فكّر أنزل بارت خاص بالشخصيات، يعني انتو تسألوهم وهم يجاوبونكم، رح أعمله عشان تتواصلوا مع الشخصيات وتفهموها اكثر، لهيك ما تسحبوا عليه ولازم تسألوهم وتتفاعلو في كل البارتات لانو طريقة تفكيركم بمجرى الاحداث يهمني ككاتبة ويعطيني الأفكار لبعض الأحداث.
واكيد رح نزل بارت خاص بصور للشخصيات من غير بارت الأسئلة بس لسا شوي...رح إستنى ليطلع جزء من الشخصيات وكمان لتبدأ الأحداث تولّع🔥
أشوفكم على خير بالبارت الجاي💋+ أحبكم💞
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top