5~لِقَاءْ مُبْهَمْ


قراءة ممتعة💙

﴿قَدْ يَنْسَاقُ الْمَرْءُ إلَى النَّارِ وَهُوَ مُغْمَضُ الْعَيْنَيْنِ!﴾

- راقتني💫


●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●

- واو إنها جميلة!
نطقتا ايرين وهيري في آنٍ واحد فيما تحدقان بمبنى الشركة الشاهق من الخارج، فمن تصميمها الخارجي الفخم تبدو شركةً مرموقة وضخمة للغاية.

دخلتا إليها وعيناهما تشع إعجاباً، ورغم مل ذلك كانت ايرين ضحية تذمرات هيري ككل مرة!..لماذا يا ترى؟

بالطبع لأنها أجبرتها على إرتداء حذاءٍ ذو كعبٍ عالٍ، والذي لم تفكر الأخرى في إرتداءه يوماً!

وفضلاً عن كل هذا أنّ طريقة سيرها كانت أشبه بالبطاريق تماماً.

لكن ذلك قد أحدث تغيراً جذرياً بمظهرها، حيث أصبحت تنبض بالأنوثة التامة.

- ايرين...لن أسامحكِ أبداً إن وقعت!
حذرت رفيقتها التي لم تعطي بالاً لكلامها، بيد أنها جالت أرجاء المكان بمقلتيها، وتمتمت بإعجاب:
- أنظري الى كل العاملين هنا، إنهم أنيقون للغاية!

إنزعجت هيري من تجاهلها لها، فتذمرت بإمتعاض:
- وما دخـ...!
بترت حديثها فور تعثرها بأحد الدَّرَجَاتِ الرخامية
لتصرخ لافتةً إنتباه ايرين!

أغمضت عينيها بقوةٍ في تلك اللحظة، لكنها لم تشعر بأي ألمٍ إثر سقوطها...لإنها لم تقع أصلاً!

بدأت تفتح عينيها ببطئ الى لمحت وجها قريباً من وجهها!..والمشكلة تكمن في أنه...شاب!

حاولت إستيعاب موقفها، ففهمت أنه أمسكها ومنعها من السقوط، حيث كان منحنياً بجذعه للأمام وتحديداً نحوها، بينما إحدى يديه قد تموضعت خلف رأسها بالفعل.


ظلاَّ صامتين لثوانٍ معدودة الى أن صرخت هي فجأة!
- إبتعد عني!

فزع من صراخها المفاجئ ليحاول الإبتعاد، ولكن سحقاً!
زر قميصه قد علِق بشعرها وبشكلٍ ممتازٍ أيضاً!

فصرخت مجدداً وبألم بينما تضرب صدره:
- كيف تجرأ على شد شعري أيها المنحرف، إبتعد عني حالاً!

دماغه المسكين أبى إستقبال أي معلومات في تلك اللحظة، التي ولأول مرة يرتبك فيها من فتاة!

لكنها أعادت دماغه للعمل بدفعها له بكل قوة، فسقط كلٌّ منهما في جهة، وكذلك زر قميصه الذي طار بعيداً ولوجهةٍ غير معلومة!

ناظرته بحقدٍ وغضب، ثم إختتمت نظراتها تلك بصفعةٍ رياحية رسمت بها كفَّ يدها بالكامل على وجنته.

- يالك من نذل، كيف تجرؤ على التحرش بي وأمام الناس أيضاً!

وضع يده مكان الصفعة وقد كان مصدوماً لدرجة انه لم يقدر على النبس ببنت شفة، او حتى الدفاع عن نفسه!

لم تكن نيته كما ظنت فعلاً!

أما بالنسبة لإيرين فقد كانت تراقب ما يجري بصدمة ممزوجة ببعض الغباء...هي لن تخاطر بحياتها أبداً في مثل هذه الحالة، فالكائن المسمى بصديقتها قد تحول لوحش!

إستفاقت من دوامة الدهشة تلك على سحب هيري ليدها وجرها ورائها كما لو أنّ شيئاً لم يكن!

ولن ننسى تحديق الموظفين المصدومين لهذا المنظر، مع فغرهم لأفواههم بدهشة...وهو لم يكن أفضل حالاً منهم!

_______________________

دخل مكتب صديقه مع تلك الإبتسامة الغريبة، ليجلس بعشوائية كما المعتاد.

رفع تايهيونغ عينيه عن حاسوبه، وسرعان ما تسائل بريبة:
- ما سبب هذه الإبتسامة؟

إلتفت جونغكوك نحوه، ليتسائل تايهيونغ من جديد...ولكن هذه المرة بدهشة!
- وما بال وجنتك محمرّةٌ هكذا؟! أهي إحدى حبيباتك المغفلات؟
إبتسم بسخرية آخر سؤاله، فأمسك الآخر وجنته المحمرّة، وتلك الإبتسامة لم تفارق ثغره بعد، إذ أنه أجاب بغباء:
- إنها جذابة للغاية!

حدق به تايهيونغ بعدم فهم.
- من ؟

- لا أعرفها.

ضحك تايهيونغ على حماقته، والتي تفاقم وضعها كثيرا...يبدو أنّ الصفعة قد أثرت على دماغه بالفعل!

- أفهم أنك حاولت الإقتراب منها وكان هذا جزاؤك!
انهى جملته بسخرية مشيراً على خد جونغكوك المنتفخ...هي لم تقصّر في حقه أبداً!

إنزعج جونغكوك منه، فأدار وجهه لأمام مع حاجبان مقطبان.
- أنا لم أقترب منها، بل إلتقيتها صدفة.

- وكيف ذلك؟

- كنت في طريقي الى مكتبك وصادفتُ فتاتين، إحداهما كانت على وشك السقوط، فلم أجد نفسي إلا وانا أهرع اليها...أمسكتها، وعندما أردت الابتعاد علِق زر قميصي بشعرها! ظنت اني منحرف وأتحرش بها، فدفعتني عنها وصفعتني بقوة.

إنفجر تايهيونغ ضحكاً فور تخيله لذاك المشهد المبتذل، فنطق وسط ضحكاته:
- وهل هذا سببٌ يجعلك تبتسم؟! مع العلم أنها لم تخطئ حينما ظنتك منحرف.

تحمحم عند آخر جملة حتى يثبت كلامه، ولكن الآخر لم يكترث مطلقاً.

- اجل...إنها اول فتاة ترفض الإقتراب مني، وأول فتاة تعاملني بقسوة!..إنها مميزة بالفعل!
صمت لبرهة وهو يبتسم بغباء، ثم أضاف:
- ثم يا عزيزي نيتي لم تكن سيئة عندما ساعدتها، لكن الآن يمكنك قول هذا.
إبتسم بجانبية مناظراً الفراغ أمامه، ليطلق تايهيونغ 'تشه' ساخرة ويهز رأسه بقلة حيلة قبل أن يعود لحاسوبه.

_______________________

وفي نفس الوقت وفي نفس المكان أيضاً، كانتا هيري وايرين امام مكتب المدير بالفعل.

- تفضّلن معي الى المكتب.
تحدثت السكرتيرة بإحترام، لتمتثلا لأمرها.

طرقت الباب بخفة ثم فتحته سامحةً لهما بالدخول، ثم أغلقته وخرجت تاركةً إياهما مع مدير الشركة او كما ظنتا بالفعل.

- أهلاً وسهلاً بكما، أنا كيم سوكجين.
تحدث جين ببشاشة وإحترام بينما يستقيم ليصافحهما.

- تشرفنا بمعرفتك، أنا مين هيري.

- وانا سونغ ايرين.
كانت هيري اول من بادر بالتحدث بما أنّ ايرين من النوع الخجول، وقد إستطاع جين رؤية ذلك، فإبتسم بخفة.

جلس ثلاثتهم بالفعل، لتتحمحم هيري منظفةً حلقها قبل تقول:
- المعذرة سيدي...أنت مدير الشركة أليس كذلك؟

وكزتها ايرين بذراعها حتى تصمت، ولكن جين هز رأسه بالنفي وإبتسم.
- كلا أنا إبنه...ولكن لما تبدوان متفاجأتين؟!
قهقه على تعابيرهما، لتجيبه ايرين هذه المرة وأخيراً:

- في الحقيقة...ظننا أنّ مدير الشركة رجلٌ كبيرٌ في السن، وفوجئنا بكونك شاب في مقتبل العمر،
ولكن هاقد صححت لنا الفكرة وظهر انك ابنه.

همهم بإبتسامة تشق ثغره، ليتبادلوا أطراف أحاديثٍ بسيطة بخصوص العمل والعقد الذي وقعتاه بالفعل.

إستقامتا بعد مدة وصافحتاه من جديد، بينما نطقت هيري بإحترام جعل من صديقتها تفغر فاهها.
- شكرا لك سيد كيم سوكجين، سنبذل قصار جهدنا، ونتمنى أن نكون عند حسن ظنك.

- أتمنى هذا...أرجوكما، أنا لا أحب الرسميات، لذا نادياني بجين فقط.

- حسنا.
نطقتا في آن واحد ليأخذهما بعد ذلك الى مكان عملهما الجديد .


Jin pov :~

يالهما من لطيفتْن، أكثر ما أعجبني بهما هو عفويتهما وطبيعيتهما في التعامل، أتمنى أن يريحهما العمل في شركتنا.

End jin pov.


_________________________


- المعذرة مينا...لما لم تأتي لورا اليوم؟! أهي مريضة؟
تسائل جيمين بحيرة، وذلك حينما لاحظ تغيب لورا عن الجامعة.

كل ما في الأمر أنه أراد تذكيرها بموعدهم اليوم، لكنه لم يجدها.

- أجل، انها مريضة.

- آه حسنا...شكرا لكِ.
منحها إبتسامةً خفيفة لينحني ويغادر.

Jimin pov :~

هل هي مريضةٌ حقاً؟

هذا غريب! بالأمس كانت حالتها جيدة ولم تشتكي من شيء!

سأذهب إليها على كل حال حتى ندرس، فربما تتحسن لاحقاً، وأطمأن عليها في ذات الوقت أيضاً.

End jimin pov.


_________________________

رافق جين هيري وايرين الى مكان عملهما الجديد وتحديداً قسم التصميم.

- مرحبا هوسوك...هاتان هما الموظفتان الجديدتان، مين هيري وسونغ ايرين.
قدمهما إليه لتنحنيا بخفة مع إبتسامةٍ خفيفة.

لكن الآخر ظل يناظرهما بطريقةٍ غريبة بينما يضع يده على ذقنه.

وما هي سوى ثوانٍ حتى إنقلبت وضعيته وبشكل سريعٍ وغريب!

-مرحباً بكما...انا جونغ هوسوك المصمم الشهير لهذه الشركة، تشرفت بمعرفتكما.
مد يده بنية المصافحة، فنظرتا لبعضهما
بمعنى 'ما به هذا؟!'

ولكنهما إبتسمتا من جديد وبريب، ثم صافحتاه.

- جيد..والآن بما أنكما عرفتما مكان عملكما ومع من أيضاً، سأستأذنكم.
خاطبهم جين، وقد كان على وشك المغادرة، لكنه توقف ما إن تذكر أمراً ما، ليضيف:
- اوه بالمناسبة...إن إحتجتما لأي شيء أخبراني، حسناً؟

همهمتا له كأجابة، لكنه دنى قربهما وهمس بخفوت:
- أعرف انه غريب الأطوار بعض الشيء، لكنكما ستعتادان عليه قريبا فهو ظريفٌ حقاً.
قهقهتا بخفة على كلامه وهو يشير نحو هوسوك الذي لم ينتبه لشيءٍ بالفعل، ثم غادر عائداً لمكتبه.


_________________________


صدح صوت الجرس في ذاك المنزل الكبير، او ما يصلح نعته بالقصر، معلناً عن قدوم زائر.

أسرعت إحدى الخادمات وفتحت الباب، لتستقبل ذاك الزائر بلباقة:
- مرحبا سيدي.

- مرحبا...هل الآنسة لورا هنا؟
تسائل بخجل، لتبتسم تلك الخادمة بلطف وتجيب:
- أجل إنها هنا، تفضل معي.

إمتثل لطلبها وتبعها نحو غرفة الضيوف، وطوال الطريق كان يحدق بضخامة هذا المنزل وفخامته، وكل ما فكر به في ذاك الوقت هو كيف لا يتوهون به؟!

- هل أخبرها انك صديقها؟
سألته الخادمة بلباقتها السابقة، ليجيبها:
- اجل.

جلس بإنتظارها وعيناه تجوب أرجاء المكان بهدوء.

أما هي...

- آنسة لورا، لديكِ زائر.
أعلمتها الخادمة بذلك، فإرتسمت علامات التعجب على محياها...لقد نسيت أمر قدومه كلياً.

- حقاً! ولكن من؟

- إنه شاب...لقد أخبرني انه صديقك.

جحظت عيناها فجأة لذكر كلمة شاب...اي أنه قد يكون جيمين! فهو صديقها الوحيد من صنف الذكور!

قفزت من فراشها بسرعة جنونية وكأنها لم تكن تشتكي من شيء!

- حقاً حقاً! هل تعنين جيمين؟

- بصراحة يا آنسة لم يخبرني بإ...
قاطعتها تلك المختلة بسؤال آخر:
- دعكِ من هذا، أخبريني هل أبدو بشكلٍ جيد؟
تحدثت بسرعة بينما تعدّل خصلات شعرها وهندامها بنظراتٍ متفحصة.

- أجل آنستي، تبدين في غاية الجمال.
قهقهت عليها الخادمة لرد فعلها المضحك، فيبدو أنّ ذاك الشاب يعني لها الكثير.

صفقت لورا بسعادة لتتجه صوب الباب من أجل النزول وملاقاته، حيث كانت تركض كسيارات السباق من غرفتها، لكنها توقفت فجأة ومشت بطبيعية فور وصولها لباب حجرة الضيوف...لا يجب أن يراها بهذا الشكل أبداً!


دخلت لتجده جالسا بإنتظارها، وقد إستقام سريعاً فور لمحه لدخولها.

- مرحبا جيمين، كيف حالك؟

- بخير، هل تحسنتٍ قليلا؟ سمعت انكِ مريضة.

- أجل، لقد أصبحت أفضل.
كانت هذه الجملة المنطوقة، ولكن ما دار في عقلها عندما سألها هو 'آه يا الهي انت لا تعلم اني برؤيتك الآن سأستطيع رفع دبابة بيدٍ واحدة!'.

- كان بإمكانكِ مناداتي لغرفتكِ إن أردتِ...يجب أن ترتاحي، فأنتِ لا تزالين متوعكة.
تحدث بلطف بينما يدعك رقبته بخفة.

لم تستطع لورا منع إبتسامتها من الظهور، لتهتف بداخلها كالمجنونة 'يا إلهي يا إلهي أنه قلقٌ علي'.

- لا توجد مشكلة، شكرا على إهتمامك.

- العفو.

وأثناء ذلك دخلت الخادمة ووضعت الشاي، ثم خرجت.

تبادلا أطراف أحاديثٍ مختلفة وعديدة، منها المضحك ومنها العادي وغيرها الكثير.

كما وقررا عدم الدراسة اليوم، فعلى كل حال سيباشران في ذلم منذ الغد.

كانت لورا تستمع بإمعان لكل حرف ينطقه وعيناها تشع حباً بتفاصيله، حتى انها كانت تشرذ بإبتسامته كلما إبتسم!

اما هو فقد شعر بجانبها الظريف الذي لم يتوقعه مطلقاً.

أعجبه كونها تبدو أكثر تواضعاً عند الإختلاط بها رغم مكانة عائلتها وإختلاف طبقاتهم الاجتماعية.

_______________________

- وداعاً سيد هوسوك، وداعاً ميون.
لوحت لهما ايرين بينما توظب أغراضها من اجل المغادرة.

- وداعاً ايريناه...أراكما غذاً.
لوح لهما هوسوك بدوره، بينما إكتفت ميون بالتلويح مع إبتسامة لطيفة.

حيث أنّ دوامهما قد إنتهى بالفعل، وحان موعد عودتهما الى المنزل، والذي وصلتاه بعد مدة ليست بطويلة.

جرّت هيري قدميها بتثاقل من شدة الإرهاق، بينما الأخرى كانت في أوجِّ نشاطها كما لو انها إستيقظت للتو!

- يبدو أنّ يونغي لم يعد بعد.
نطقت ايرين بعد ملاحظتها لسكون المنزل وأنواره المطفأة، فهمهمت لها هيري كردٍ مختصر بينما تتجه نحو المطبخ.

- آه، معدتي تكاد تأكل نفسها من الجوع!
فتحت الثلاجة وشرعت في تناول الطعام وكأنها لم تأكل شيئاً منذ يومين!

بينما جلست ايرين بدورها لتحصل على وجبةٍ خفيفة.
- ألم تلاحظي أن كل من إلتقيناهم اليوم كانوا لطفاء؟! إنها بداية جيدة حقاً.
إبتسمت ايرين بسعادة لهذا الإنجاز بينما تأكل تفاحة.

- أجل، ولكن لا تنسي اننا لم نقابل الجميع بعد،
كما وهناك من قابلناهم بالفعل وكانو بغيضين كتلك المدعوة بهيونا...آه كدت أقتلها وأفسد وجهها البلاستيكي ذاك!
تحدثت بغضبٍ مكتوم، لتطلق ايرين ضحكتها الظريفة.
- معكِ حق...أخبرتني ميون أنّ للسيد جين شقيق يصغره في السن، وذو شخصيةٍ جادة ومزاجية، تخيلي أنه قد طرد ثلاث سكرتيرات في شهر واحد فقط! إنه مثالٌ آخر عن موضوعنا.

- عزيزتي...إنّ معظم من بوضعه هكذا، إلا ما قلّ ودل...أمثاله يظنون انهم هم محور الكون ولا يوجد من يجرؤ على مجادلتهم...ياله من مدلل!

زمت ايرين شفتيها بتعجب، لتقول بصوتٍ خافت:
- غريب! أنه لا يشبه جين بتاتاً.

_________________________

عاد جين الى المنزل، وألقى التحية على كل من صادفه من الخدم، وأثناء ذلك لمح طيف شقيقته وهي برفقة شابٍ لم يره من قبل!

فعقد حاجبيه دلالة على عدم فهمه، الى أن بادرت لورا بالتحدث:
- مرحبا جين، هذا جيمين صديقي وزميلي في الجامعة...جيمين هذا أخي الأكبر جين.

إبتسما لبعضهما، ثم تصافحا بإحترام.

ربّت جين على رأس شقيقته ليقول مستأذنا بعد لحظات:

- إذاً...يجب أن أذهب الآن، سررتُ بلقائك جيمين.

- وأنا أيضاً سيد جين.
أما الآن فأستأذنكما، يجب أن أغادر لأن الوقت قد تأخر بالفعل...أراكِ غداً.

ودّعهما ليغادر عائداً لمنزله، بينما جين قد صعد لغرفته وهي أيضا، ولكن بسعادةٍ غامرة، حيث أنها لم تكف عن الغناء طوال الطريق بصوتها البشع تعبيراً عن مزاجها الجيد.

__________________________

تمسك بهاتفها، وكل ما تسمعه هو صوت إجراء المكالمة...ثوانٍ قليلة حتى أتاها صوتٌ قد إشتاقت إليه كثيراً.

- مرحبا...ايريناه أهذه أنت؟

- أجل جدتي، إنها أنا...كيف حالكِ؟

- بخير يا إبنتي، كيف حالكِ أنتِ وأحوال عملكِ الجديد؟

- بخير جدتي، إنه جيد، مدينة سيول كبيرة ورائعة للغاية...كم تمنيت لو كنتِ برفقتي، فأنا مشتاقةٌ إليكِ منذ الآن!

- آه يا عزيزتي، هذه هي الحياة، تجبرنا على مفارقة أحبائنا لأجل بعض الظروف.

- أجل جدتي.

- لم تخبريني! كيف حال هيري وذاك الميت الحي؟

أطلقت ايرين ضحكة خفيفة لتعليق جدتها، ثم همهمت مبتسمة.
- إنهما بخير.

- حسناً عزيزتي، لن أطيل عليكِ فغداً لديكِ عمل،
نامي جيداً، وأحرصي على تناول طعامكِ بإنتظام، أهذا مفهوم؟!

عادت للضحك مجدداً، وقد تلألأت عيناه بالموع المشتاقة.

- حسنا جدتي...عمتِ مساءً.

- ولكِ أيضاً يا حبيبة قلبي.

____________________________

في صباح اليوم التالي...

- ايرين عزيزتي...هل يمكنكِ أن تنفذي لي طلباً؟ أرجوكِ.
توسلت ميون ايرين بنبرةٍ راجية بعد أن تلقت إتصالاً ما.

- بالطبع تفضلي.

-حسنا...كما ترين أنا مشغولة جداً، والسيد تايهيونغ يريد قهوته الصباحية، وهذا يعني انني لن أستطيع إيصالها له! لذا...هل يمكنكِ أخذها له بدلاً عني، أرجوكِ.
نظرت لها بأعين الجراء اللامعة، فإرتسمت ملامح الإستغراب على وجه ايرين، لتقول:

- المعذرة! من يكون السيد تايهيونغ؟
ولما لا تقوم سكرتيرته بفعل هذا بدلاً عني وعنكِ؟

لتجيبها الأخرى بكل بساطة وعيناها مرتكزتان على الحاسوب أمامها:
- إنه شقيق السيد جين الذي أخبرتك عنه بالأمس، والذي لا يمتلك سكرتيرةً أصلاً لأنه قد طرد آخر واحدة منذ يومين!

فزعت ايرين لمعرفة هويته، لذا صرخت بصدمة!
- ماذا! هل تمزحين معي؟!
لقد توظفت بالأمس ولا زلت أريد العمل!

إستقامت ميون بالفعل ووضعت كفها على ثغر الأخرى، لتتمتم بتذمر:
- أخفضي صوتكِ! لا تضخمي الأمر فهو لن يأكلكِ!
فقط خذي له القهوة وأخرجي بسلام.

كتفت ايرين كلتا ذراعيها ورفعت إحدى حاجبيها بشك.
- من أخبرني بالأمس أنه متقلب المزاج وقد يطرد من لا يعجبه!

- لا تكبري الموضوع، إنه لا يطرد إلاّ من يخالف قواعده!..هيا أرجوكِ أنا مشغولةٌ للغاية.
أطبقت يديها بترجي، فتأففت ايرين بضجر.
- حسناً سأذهب...ولكن إن حدث شيءٌ ما فأعلمي أنكِ ميتة!

مررت يدها ببطئ على عنقها مع نظرة مظلمة آخر حديثها، فحركت ميون يديها بعدم إهتمام.

- حسناً حسناً، هذا لا يهم.

___________________________

- يا إلهي لما وافقت على طلبٍ كهذا! أُحس بأني ذاهبةٌ لعقد صلح مع رئيس كوريا الشمالية!
تذمرت وهي تحمل الصينية التي يتوسطها فنجان قهوته.

وبعد مدة من السير وصلت الى الممر المطلوب، لتلاحظ الهدوء القاتل الذي يخيم به.

- المكتب الثاني من جهة اليمين.
رددت هذه الجملة بينما تبحث عن مكتبه بعينيها الى أن وقفت امام الباب...ترددت في البداية ولكنها تشجعت وطرقته بهدوء كما أوصتها ميون، لتسمع صوتاً عميقاً قد أذِن لها بالدخول.

- أدخل.

دخلت وإنحنت بإحترام ثم رفعت رأسها لتجده يقابلها بظهر كرسيه من وراء المكتب.

تقدمت بإتجاه مكتبه ووضعت الفنجان، ثم تحدثت بثباتٍ مصطنع:
- تفضل سيدي.

أشار لها بيده من خلف كرسيه بمعنى حسنا وإنصرفي، إذ أنه كان يتحدث مع شخصٍ ما عبر الهاتف، لكنها لم تفهمه في البداية، وظلت واقفةً مكانها بملامح مستنكرة.

- المعذرة؟!

فسمعت صوته من جديد، وقد كان أكثر حدة من سابقتها:
- شكراً لكِ...تفضلي بالخروج.

فهِمت مقصده، لتتدارك نفسها وتسرع نحو الباب.

- يالكِ من غبية ايرين، كدت أوقع نفسي في المشاكل!
حادثت نفسها بينما تضرب رأسها بيدها في ذاك الرواق الهادئ، ثم توقفت وتحدثت فجأة:

- ولكن مهلاً لحظة! هو لم يستدر لي حتى! انا لم أرى وجهه أبداً، د ياله من متعجرف!

إلتفتت يمينها لتجد أحد الموظفين ينظر إليها بتعجب،
فزمجرت به بحدة دون أن تشعر:
- لما تنظر لي هكذا!

فزع المسكين منها ليعيد نظره لما كان بين يديه بسرعة.

اما هي، فقد أعمى الإنزعاج بصيرتها من تصرف هذا المتعجرف كما نعتته...او ربما أسائت فهمه.

_______________________________

- جونغكوك هل يمكنك المجيئ؟

ليجيبه الطرف الآخر عبر الهاتف:
- لا أظن هذا يا عزيزي، أنا مشغول بما يسمى اللعنة!

- مالذي تقوله؟!

- انا مشغولٌ بالعمل اللعين ولن أستطيع الخروج إلاّ بعد ثلاث ساعات.

- حقاً! هل قررت العمل وأخيراً؟!

- ليس تماماً...أبي سافر وقد طلب مني مساعدة
نامجون ريثما يعود، لا تقلق سيرجع والدي وسأعود لأجلس في مكتبك حتى أتعفن.

- يالك من غبي.

- أصمت وإلاّ قمـ...

- أنهي عملك وتعال.
قاطعه بهذه الجملة، ثم أغلق الخط في وجهه كالمرة السابقة.

أبعد جونغكوك هاتفه عن أذنه لينظر إليه بصدمة:
- هل أغلق في وجهي للتو؟!

نظر حوله ليتأكد من خلو المكان هذه المرة، وقد كان خالياً بالفعل، لذا صرخ بإنفعال:
- كيم لعنة تايهيونغ...أقسم بأني سأقتلك!

________________________

كان قد دخل الشركة بالفعل ، فبعد إنتهائه من عمله توجه إليها، وهاهو الآن في طريقه لمكتب تايهيونغ.

مرّ صدفةً من أمام مقهى الشركة، ليلمح شيئاً جعله يتوقف لوهلة.

- مهلاً لحظة!..أيعقل انها هي!

وفور تأكده من صحة توقعاته رسم إبتسامةً لعوبة تدل على ما يدور في عقله المتعفن.

- لقد أتيت
فتح الباب على مصرعيه بينما يصرخ.

- إني أرى هذا بالفعل.
تحدث الجالس بكل برودٍ وهدوء، فعلّق جونغكوك بإنزعاج على رده:

- اني أرى هذا بالفعل!
كان يقلد صوته بطريقة مضحكة كي يثير أعصابه ولكن سحقاً!..فالآخر لم تتحرك له ولا شعرة وهذا ما أغاظ جونغكوك أكثر.

___________________________

تخلّل صوت طرقٍ على الباب الى مسامعه، ليأذن للقابع خلفه بالدخول.

فوجئ بقدوم زائرٍ لم يكن يتوقع حضوره أبداً، حيث بدى ذلك جلياً على وجهه.

- مرحبا سيد جين.


●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●

#يتبع...

- رأيكم بالبارت؟

- تايهيونغ؟

- ايرين؟

- جونغكوك؟

- هيري؟

- ميون؟

- هوسوك؟

- جين؟

- لورا؟

- جيمين؟

- الجدة سويونغ؟

- اي سؤال؟

الأحداث مو مثل ما متوقعينها، لأني أدري انو فيه سيناريو معين بعقولكم الحين، ومفكرين انه رح يصير، بس حابة ابشركم أنّ الأحداث عكس توقعاتكم، ورح تتأكدوا من صحة كلامي القدام.

أشوفكم بخير في البارت الجاي 💃

I Purple you my Butterflies🦋


See you next part...

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top