37~دَافِئْ كَصَيْفِ حُزَيْرَانْ...
قراءة ممتعة❤
﴿كَحُضْنِ الْأُمِّ الدَّافِئْ لِطِفْلِهَا الْخَائِفْ...هُوَ حُضْنُكَ حَبِيبِي﴾
- راقتني💫
●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●
بعد مرور يومين...
Miyeon pov:~
اليوم سنذهب الى بوسان كما أخبرني يونغي، وأخيراً سأقابل والديه.
انا وجونغكوك متوتران للغاية...أعني قد لا نعجبهما أو شيءٌ من هذا القبيل، فهذا اللقاء يعتبر مهماً لكلينا.
جونغكوك أخبرني انه خائف من فكرة تشابه شخصيْتهما مع إبنيْهما...معه حق، فإن كانا كذلك فلن يكون الأمر بتلك البساطة!
على كل حال حزمنا أمتعتنا وخرجنا باكراً حتى نصل قبل موعد الغذاء، كما وسنمكث هناك ليومين.
أشعر بالحماس لزيارة مدينة بوسان...بحرها جميلٌ جداً وكبير، سأرى إن كان بوسعي الذهاب لرؤيته برفقة يونغي...أتمنى أن لا يرفض.
وبالحديث عنه...هو من يتولى القيادة بالفعل، بينما جونغكوك على يمينه وانا وهيري بالخلف.
مزاجي بأفضل أحواله منذ رأيت عيناه تبرق إبتهاجاً هذا الصباح...ربما يشتاق لوالديه ويتوق لرؤيتهما كثيراً، وهذا ما رسم في وجداني بسمةً مشرقة لسعادته.
حدقت به من الخلف أثناء حديثه مع جونغكوك، يبدوان منسجميْن ولأول مرة، فإبتسمت بخفة، ثم أنزلت نظراتي نحو خاتم خطوبتي.
تأملته لهنيهات بينما أبتسم، تروقني فكرة إرتباطنا بعلاقةٍ رسمية كهذه...أتمنى فقط أن يظل حبنا برّاقاً كهذا الخاتم ولا يبهت مهما طال الزمان...
End miyeon pov.
________________________
السيد والسيدة كيم لم يعودا من مزرعة بوسونغ للشاي بعد، كما وإجازة الخدم لن تنتهي قبل ثمانية أيامٍ أخرى.
لذا كان على مالكيه القيام بكل شيء لوحدهم...جين وايرين يطهوان الطعام وينظفان المطبخ، تايهيونغ يهتم بغسل الثياب، أما لورا فمهمتها هي تنظيف الأرضيات وكنسها.
وبما أنه صباح يوم السبت، فجميعهم يحاولون إنجاز مهامهم قبل حلول المساء...ليلة السبت للمرح.
ونظراً لمساحة القصر الشاسعة، فكان تنظيف الأرضيات كعقاب بالنسبة للورا!
- آه يا إلهي!..لن أنتهي حتى المساء!
عكفت شفتيها بينما تركل الهواء وتبعثر شعرها...إنها أكسل من أن تنظف كل هذا!
ولكن وكما تقول دوماً...حظها يجلب لها المساعدة من السماء.
- يبدو انكِ مشغولة!
رفعت رأسها بإبتسامة واسعة ما إن سمعت الصوت...هي تميزه دون أدنى شك!..لأنه جيمين بالطبع.
أسرعت نحوه كالمجنونة وقفزت عليه...هي تسمي هذا حضناً، وهو يسميه ضربةً قاضية في حلبة مصارعة!
- إنزلي يا فتاة ستقتلينني!
ضحكت كالطفلة وأفلتته، وسرعان ما عدلت هندامه الذي تبعثر بفضلها، ثم إبتسمت معدّلةً غرتها اللطيفة.
- هل سنخرج اليوم؟
إستفهمت ظناً منها انه سبب مجيئه، لكنه هز رأسه وأمال شفتيه بلطف مع إنحناءة طفيفة لجذعه حتى يصل لطولها.
- أتيت لتناول الغذاء رفقتكم، لقد دعاني جين بحجة انه أعدّ طبقاً جديداً ويريد مني تذوقه...لست أعلم من أخبره اني خبير مذاق!
قهقه آخر حديثه على غرابة شقيقها، وسرعان ما ربت على رأسها وتخطاها قائلاً:
- سأخلع معطفي وحقيبتي ثم سآتي لأساعدكِ.
وبشكلٍ ما ظهرت أسنانها بالكامل في إبتسامة واسعة، يليها ركضها نحوه من جديد لتتشبث بظهره هذه المرة.
- انت ملاكي الحارس جيمين.
اما عند ايرين وجين...هي تطبخ حساء الخضار باللحم، وهو يرتب الطاولة ويضع لمساته فوق الأطباق او كما يسميها أسرار النكهات اللذيذة...والتي تكمن في منحه قبلاتٍ طائرة وغمزاتٍ وسيمة للأطباق!
- آه تعالي ايرين، رائحة الطعام باتت أشهى!
أغمض عينيه بعد جنونه ذاك وهو يشتمّ رائحة الطعام، وبالطبع كل ذلك حدث أمام مرأى ايرين التي لم تكف عن الضحك...باتت متيقنة مِن أنّ عقله أصغر من لورا رغم انه الأكبر!
أبعدت قدر الحساء عن النار، ثم تقدمت نحوه لتشاطره جنونه.
- واو يبدو أشهى بكثير...شكراً لك.
- الفضل يعود لوسامتي...لذا أشكري وجهي.
رفع أنفه وأغمض عينيه بكبرياء، فقهقهت على سخافته وصفعت يده بمزاح.
- كفاك عبثاً...الحساء جاهز، ضعه ريثما أعود.
- حسنا...هو أيضاً بحاجة للمساتي.
تركته لينهي طقوسه الغريبة مثله، وقد كانت وجهتها معلومة...ألا وهي البحث عن تايهيونغ.
خمنت أنه لربما في حجرة الغسيل، لذا أخذت بخطواتها لهناك.
وبالفعل وجدته كما خمنت، ظلت واقفة عند الباب تتأمله وهو يضع الملابس المتسخة في الغسَّالة ويحمل سلة الملابس المبللة نحو المناشر الكبيرة.
بدى منهمكاً فيما يفعل ومركزاً للغاية، الى أن قاطعته بإحاطتها لخاصرته بغتة.
- ألم تنتهي بعد؟
سألته بينما تنظر الى وجهه، فإبتسم ونفى برأسه، لذا إبتعدت وقررت مساعدته.
- هل الغذاء جاهز؟
تسائل، فهمهمت وقالت:
- أجل...أتيت لأناديك.
وما إن أدرك رغبتها في مساعدته، حتى حملها كاللعبة ووضعها فوق الغسَّالة.
ربت على رأسها، وإبتسم بلطف أمام معالمها المتعجبة.
- إجلسي هنا ريثما أنتهي...أنا من كُلّفت بهذا العمل وسأنهيه لوحدي.
- مالذي تهذي به تاي؟!
كان قد إبتعد قليلاً مع ذات الإبتسامة...يراقب تعجب ملامحها ومظهرها اللطيف وهي تجلس فوق الغسالة.
- تبدين لطيفة.
قهقه متجاهلاً حديثها قبل أن يعود لعمله، فرفعت هي حاجبيها وحدقت بنفسها...ترتدي تنورة قصيرة بقماش الجينز مع كنزة فضفاضة زهرية اللون بينما ترفع شعرها على شكل كعكةٍ فوضوية، بالإضافة الى خفها المنزلي البسيط...هو يراها لطيفة مع حجمها الصغير مقارنةً ببنيته التي تبدو ضخمة بقربها، وكذلك ملابسها الطفولية.
أزفرت تنهيدةً مستسلمة وبقيت في مكانها بإنتظار إنتهاءه، وبعد مدة...أعاد سلة الغسيل لمكانها ونفض يديه بينما يتقدم نحوها.
حملها وأنزلها كالطفلة من جديد، لتعقد حاجبيها لما يفعل...هل هي دمية في نظره؟!
- هيا بنا.
إبتسم بعذوبة وشابك أنامله بأناملها، ثم سحبها نحو الأسفل.
ومالبث تعجبها يدوم حتى تشكلت أطياف بسمةٍ خفيفة على ثغرها يليها تمتمتها بصوتٍ يُكاد يُسمع:
- تضحك انت...فأبدو كمن غُفرت كل ذنوبها.
__________________________
بعد الظهيرة...
خرج من غرفته بينما يعدل معطفه...ويبدو من ثيابه انه خارجٌ لمكانٍ ما.
وقبل أن يصل الى السلالم تم سحبه الى أحد الغرف على يمينه، ولم تكن سوى غرفة تايهيونغ وصاحبها هو الفاعل.
- ماذا؟!..لقد أفزعتني!
تذمر جين، فقهقه تايهيونغ وتراجع جالساً على أريكته.
- حقاً!..لا عليك، أردت أن أحادثك بأمرٍ ما.
ظهر التعجب على جين جلياً، حيث إستفهم قبل أن يتخذ لنفسه مجلساً عند الكرسي المقابل لشقيقه:
- وما هو؟!
- إنه يخصك.
رفع حاجباه بينما يتحسس ذقنه بأنامله ويريح ساقاً على الأخرى...إنه يتلاعب بالآخر.
- كفى تايهيونغ...قل ما لديك، سأتأخر!
تذمر جين وسط تحديقاته اللامتناهية بساعة رسغه، فهمهم شقيقه ونطق أخيراً:
- جميعنا نرى إهتمامك المفرط بجيسو.
رفع جين حاجباه، وقال متعجباً بغباء:
- حقاً!
فتلقى نظراتٍ فارغة من الآخر، وسرعان ما مسح تايهيونغ وجهه بكفيه وعدَّل جلوسه.
- لا تتغابى جين!..تصالح مع واقعك وأحصل عليها قبل فوات الأوان!
- ماذا تقصد؟!
عقد جين حاجبيه بإستنكار، فآخر جملة لم ترقه البتة!
- جيسو فتاةٌ مرغوبة من طرف الشبان، هي جميلة ولطيفة ودائماً مبتهجة، لذا إن لم تحصل عليها قد يسبقك غيرك...صدقني ستندم حينها!
رمش جين عدة مرات محاولاً فهم كلام شقيقه، وما لبث يطالعه بصمت حتى فغر فاهه...وأخيراً إستوعب نصيحة شقيقه التي كان مغيّباً عنها طيلة هذه المدة!
________________________
Jungkook pov:~
وصلنا بوسان منذ قرابة الخمس ساعات.
تناولنا الغذاء رفقة عمي وعمتي مين، ثم تحدثنا سوياً في أجواءٍ عائلية دافئة ولطيفة، وها أناذا برفقة هيري الآن.
لست أعلم الى أين سنذهب تحديداً، لكنها ألحَّت على مرافقتي لها.
والداها لطيفان للغاية...بدأت أشك في صلة القرابة بينهما وبين إبنيْهما المخيفان!
كما وأعجبني اللقب الذي أطلقه والدها علي...يناديني بصهرنا المستقبلي، حتى والدتها تفعل ذلك!
على كل حال...انا وهيري داخل سيارة أجرة في الوقت الراهن.
ولم يدم بقاؤنا بها طويلاً بفضل وصولنا...ولكن مهلاً لحظة!..هل جلبتني الى المستشفى؟!
هل تنوي تخديري والتبرع بأعضائي هي وشقيقها!
كلا كلا جونغكوك، كفاك سخافة، من المؤكد أنّ لها سبباً وجيهاً وطيباً...اجل هيري لطيفة.
لست أعلم لما أقنع نفسي، ولكن لن أتوقف عن فعل ذلك! على الأقل حتى أدرك السبب!
تبعتها، او لنقل جرتني عنوةً خلفها بإتجاه ممرضةٍ ما...تبدوان على معرفةٍ ببعضهما فعلاً!
تحدثتا عن أمورٍ عدة، بينما فضَّلت الإبتعاد قليلاً لأترك لهما مجالاً لفعل ذلك.
وبينما أتأمل المكان من حولي سحبت ذراعي من جديد وقد كانت وجهتها للطابق الثالث...لربما ستزور أحداً ما، ولشدة فضولي سألتها:
- هيري، لما أتينا الى المستشفى؟
- سنزور شخصاً ما...صدقني ستحبه.
إبتسمت بعذوبة...يبدو شخصاً عزيزاً على قلبها.
لحظاتٌ مرّت حتى طرقت على أحد الأبواب ثم فتحته.
دخلت رفقتها، فلمحت رجلاً عجوزاً يقبع فوق كرسيٍّ متحرك ويتأمل ما خلف زجاج نافذته بهدوء.
ضحكت هي لا شعورياً ما إن إبتسم بترحيب مظهراً ما خلّفه الزمان على محياه.
ولم أكد أبعد ناظريْ عنه فإذا بهيري تركض إليه وتحتضه...يالي من أحمق، هل سأغار من رجلٍ مسن الآن!
أبقيتُ على تلك المسافة بيني وبينهما، وإكتفيت بمراقبة غبطته لقدومها.
- كيف حالكِ يا إبنتي؟
سألها بينما يقهقه ويمسح على شعرها بلطف، فإبتسمتْ بحنان وهي تجلس القرفصاء وتربت على كفيْه الضعيفين.
- بخير يا جدي...كيف حالك انت؟
- بخير طالما رأيتكِ.
على حسب علمي أنّ جدها متوفٍ...ترى من يكون هذا؟
أفاقني من شروذي صوتها وهي تنده لي بالإقتراب:
- تعال جونغكوك.
رمشت عيناي، ثم تقدمت إليهما، فأشارت نحوي مخاطبةً ذاك الجد بإبتسامة واسعة:
- هذا الشاب الذي أواعده وإسمه جونغكوك...جونغكوك، هذا الجد موتشان.
همهمتُ ثم تقدمتُ لألقي عليه التحية:
- أهلاً بك جد موتشان.
وما كدت أنهي تحيتي المحترمة حتى سحبني ذاك العجوز بقوة لأجلس مثلها...ولكن المعذرة، هل قلت أنّ كفاه ضعيفان قبل قليل؟!
أراهن أنه إن لم أتدارك نفسي لطرت في الهواء، هل هو عجوزٌ حقاً؟! ما هذه القوة الخارقة؟!
تعجبت من فعلته حقاً، لكنه ربت على رأسي وخاطبني بنوعٍ من التوبيخ اللطيف:
- هل هكذا تلقي التحية على كبار السن يا ولد!
رفعت عيناي نحوه، ثم قهقهت بتوتر...ماذنبي إن لم أجرب فعل ذلك من قبل؟!
- آه لا بأس جدي!..جونغكوك لم يكن يعلم بهذا!
أشكر الرب على تدخل هيري، لأنني كدت أتكلم بالفرنسية لفرط توتري!
- حسناً حسناً، أشعر بالجوع قليلاً، هل يمكنكِ جلب بعض الطعام؟
خاطبها ذاك الجد او كما قالت الجد موتشان، فأومأت دون تردد ثم نظرت إليْ.
- هل أجلب لك شيئاً انت أيضاً؟
هل تدّعي اللطف امام الجد موتشان أم انني غير أعتاد على معاملتها لي كإنسان؟!
على كل حال أشعر بالجوع لذا أجبتها:
- أجل...أحضري لي أي شيء.
ربتت على شعري بينما تبتسم، ثم إستقامت مغادرةً الغرفة.
إبتسمت لا شعورياً حتى شرذت...انه شعورٌ جميل، ولكنه أصبح مؤلماً فجأة...لا أقصد ألماً في القلب، وإنما في أذني اليمنى!
لقد سحبني ذاك العجوز من أذني ما إن أغلقت هيري الباب، وكرد فعلٍ طبيعي مني أن تأوهت وأمسك يده الخارقة...هل فقد عقله؟!
- إسمع يا ولد، هيري بمثابة حفيدةٍ لي، وإن سمعتُ يوماً أنك أحزنتها او تركتها، فتيقَّن انك ستصبح في عداد الموتى!..أهذا مفهوم؟
أومأت بملامح منكمشة لفرط تألمي..لقد كاد يقتلع أذني!
هل هذا العجوز مختل أم أنّ كثرة تعلقه بهيري جعلته يصبح مثلها؟!
آه...هذا ما كان ينقصني!
أفلت أذني وأخيراً، فتحسستها بينما أتذمر بصوتٍ خافت، ولكن أذناه الشبيهتان بالأقمار الإصطناعية إلتقطت كل ما قلت!
- أتظن أنني لم أسمع ثرثرتك؟!..كف عن هذا وأخبرني القليل عن نفسك، يجب أن أتأكد من مستقبلها برفقتك!
اللعنة مالذي أحضرني الى هنا؟!
تنهدتُ بقلة حيلة، ثم إستقمت وجلست على الكرسي المقابل له قبل أن أجيب:
- انا شاب من مدينة سيول، والدي يمتلك شركاتٍ ضخمة للعقارات والمؤسسات المدنية، لذا لا تقلق حيال مستقبلها، فأنا لن أتركها ولن أُحزنها ما حييت.
إبتسمت بفخر على هذا العهد الذي قطعته لنفسي أمامه، وما كدت أزيل إبتسامتي حتى إبتسم بسخرية وعلّق قائلاً:
- أعرف أشباهك جيداً!..انت مدلل وغير مسؤول أليس كذلك؟!
فغرت فاهي لشفافية هذا الخرف في الحديث...ألا يخجل؟!
- كلا جدي...جونغكوك رجلٌ مسؤول وناضج، إنه شابٌ مثالي.
لست أشتم نفسي ولكن هل تكذب عليه؟!
أعترف انني طفولي ومدلل بعض الشيء...ولكنها تصفني بالمثالي أمامه وهذا كلامٌ من وحي الخيال طبعاً!
ولكنني شاكرٌ لها على تدخلها، فلولاها لكنت بللت سروالي خوفاً من هذا العجوز الغريب!
وبعيداً عن هذه الملحمة المبتذلة...رائحة الطعام تبدو شهية.
منحتها إبتسامةً هائمة ولولا هذا الدخيل لقبّلتها...هي أكثر من يفهم معدتي المثقوبة!
شرعنا في الأكل ثلاثتنا بينما ذاك الجد لم يكف عن إستجوابي...هل هو خائفٌ عليها الى هذا الحد؟!
من الذي أخبره انني ذو عقلٍ متطرف او مجرم مختل؟!
والأسوء من كل هذا عندما إختنقتُ بالطعام وبدأ بضرب ظهري بنية مساعدتي...هو لم يعلم انني كدت أتقيأ كليتيْ!
End jungkook pov.
_______________________
كان سبب خروج جين في ذاك الوقت هو موعد الجدة سوهي عند الطبيب.
إتفق هو وجيسو على أخذها للإطمئنان على صحتها كنوعٍ من المراجعة، ثم وما إن عادوا عرض عليها الخروج برفقته للتسكع.
هي لم تمانع، فقد تركت جدتها ترتاح في المنزل، وخرجت معه مشياً على الأقدام للتمتع بجمال الشوارع إستعداداً للكريسماس.
أشجار الميلاد تملأ جوانب الطرق بزينتها اللامعة، ناهيك عن المتاجر والأكشاك المزينة جميعاً باللونين الأخضر والأحمر...ولا ننسى الأجراس الرنانة ذات الصوت العذب.
المخابز تصنح كعك الميلاد، والأكشاك تبيع الشوكولاتة الساخنة.
الأطفال يلعبون بالثلج ويصنون رجال الجليد بأحجامهم المختلفة...كانت أجواءً دافئة رغم برودة الطقس.
ولعلمهما المسبق بذلك خصوصاً وأنهما سيخرجان سيراً، فقد إرتديا ملابس سميكة تقيهما برد أواخر ديسمبر.
هو يرتدي معطفاً طويلاً من قماش الكشمير الفاخر حالك السواد، مع الوشاح الصوفي الذي حاكته الجدة سوهي من أجله...لطالما إعتاد إرتداءه في مثل هذه الأوقات.
أما هي، فمعطفها متوسط الطول، يتقمص لون الرماد، بالإضافة لإرتدائها قبعةً ووشاحاً وقفازات بلون التوت، وما يزيد جمالها هو ظفائرها المتدلية من أسفل قبعتها نزولاً الى كتفيها الأماميين.
إشتريا الكعك، وإحتسيا الشوكولاتة الساخنة في أجواءٍ لطيفة...وكل هذا والظلام لم يخيِّم بعد.
ولكن تلبُّد السماء بالغيوم كان كفيلاً بإخفاء الشمس قليلاً.
تسكعا بعد ذلك على جوانب الطرقات...إشتريا تذكاراتٍ لطيفة من بعض المتاجر ترسيخاً لهذا اليوم في عقليهما.
أما هو، فقد لمح غبطتها ما إن دخلا متجراً للحيوانات الأليفة...لقد دخله ليشتري بعض الأغراض لهولي، ولكن تمتمتها اللطيفة بينما تجلس القرفصاء أمام مجموعةٍ من القطط الصغيرة جعله يبتسم بخفة...تعجبه روحها البريئة والنقية.
- أنظر أنظر، أليست في غاية الظرافة؟
بوزت شفتيها محاولةً عدم إلتهام تلك القطة الصغيرة...وقد أدرك مدى حبها لهذه الكائنات.
- أجل...إنها صغيرة الحجم كهولي.
قهقه بينما يجلس القرفصاء بجوارها ويداعب تلك القطة معها.
إبتسمت بخفة وهزت رأسها تأييداً لرأيه...هولي أيضاً صغيرة الحجم ولطيفة.
- هل تحبين القطط؟
سألها رغم علمه بذلك...هي لم تخبره بهذا من قبل، ولكن تصرفها البادر لرؤيتهم يوحي بمدى عشقها لهم.
همهمت له بإبتسامتها الساحرة رفقة عينيها الضاحكتين.
- أجل...لطالما أردت تربية واحدة، ولكن ظروف دراستي لم تسمح لي بذلك.
عادت لمداعبة القطة بينما تضحك، أما عنه...فقد ظل صامتاً يحدق بها، كلام شقيقه يدور في عقله دون توقف.
هل يتشجع ويُقدم على تلك الخطوة؟ أم يصمت في الوقت الراهن منتظراً الفرصة المناسبة؟
أزفر تنهيدةً مثقلة تنم عن ما بداخله، فسألته بحيرة:
- ما بك...هل تشعر بالتعب؟ هل نعود؟
إستقامت ظناً منها أنّ شعور التعب قد تمكن منه، فهما قد ذهبا الى المستشفى مع جدتها، وهو من تكفل بنقلها وفعل كل شيء، والآن خرجا مشياً على الأقدام!
لكنه سحبها بلطف لتعاود الجلوس نافياً بذلك توقعاتها الخاطئة مع إبتسامة مطمئِنة.
- كلا...كل ما في الأمر أنّ شيئاً ما يشغل بالي ويحيِّرني!
- حقاً!..يمكنني المساعدة إن أردت!
رفعت حاجبيها منتظرةً رده، فمنحها شبح إبتسامة كجواب، ثم قال:
- لا تقلقِ، لا شيء مهم.
تردد صدى كلماتٍ مضادة في عقله عكس التي نطق بها تواً، ألا وهي "لا تعلمين انكِ انتِ ما يشغل بالي ويحيرني جيسو".
همهمت له، ثم عادت لمداعبة القطة ريثما ينهي إنتقاء أغراض جروته.
إنتهى بهما المطاف يخرجان من ذاك المتجر ويكملان سيرهما على حافة الرصيف.
- الكتاب الذي أحضرته لي كان جميلاً، شكراً لك.
شكرته بلطف على هديته من تلك الليلة، فإبتسم وقال:
- لا شكر على واجب.
ومن بعد كلماته حلّ الصمت وأصبح ضيفاً ثقيلاً، فطرده بنطقه المفاجئ:
- جسيو...هل تؤمنين بالحب من أول نظرة؟
سألها فشد إنتباهها...سؤاله كان مفاجئاً بالنسبة لها، ولكن رغم ذلك أجابت وهي تتأمل تساقط الثلج من حولهما:
- أجل...أعتقد انه أجمل أنواع الحب، لأنك تجد في هذا الشخص كلّ ما تريد دون أي عناء ومن أول نظرةٍ أيضاً...كما لو أنّ القدر جمعك به كمكافأة، إنه حظٌّ وافر في نظري!
إختتمت كلامها الذي لامس قلبه بنظراتٍ عُلّقت على وجهه...كانت ترفع رأسها قليلاً حتى تراه بفضل طول قامته مقارنةً بها.
وهو فعل المثل...عيناه لمعتا ببريقٍ طفيف، ثم أشاحهما عنها مبتسماً بخفة.
- كلامكِ لامس قلبي لصدقه...أعتقد انه خير جواب.
قهقهت بخفة، ثم شابكت ذراعها بخاصته بينما تدفعه للأمام.
- تبدو غريباً حينما تصبح جاداً وشاعرياً، شخصيتك الفكاهية أجمل!
رفعت عيناها نحوه بينما تضحك، فرمش عدة مرات لفعلتها، وسرعان ما قهقه مشاطراً إياها حتى يتناسى خفقان قلبه المجنون.
وبعد مدةٍ من السير، قررا العودة الى منزل الجدة...وقد ذهب برفقتها ليستقلّ سيارته بعد أن ركنها هناك قبل خروجهما.
توقف أمام بوابة الحديقة الصغيرة ينتظر دخولها، او لنقل من أجل أن يتأكد من أمرٍ آخر، بينما تقدمت هي لتصعد درجات الردهة.
وسرعان ما توقفت ورمشت بتعجب للسلة الموضوعة أمام الباب!
كانت سلة مغطاةٌ بلحافٍ صوفي وردي اللون، ومرفقة ببطاقةٍ بيضاء لطيفة.
جلست القرفصاء، وفتحت تلك البطاقة المعلقة عند طرف السلة بشكلٍ جميل.
'من الوسيم العالمي الى الفتاة الأجمل منه...رغم انني أبكرت قليلاً بتقديم هدية الميلاد لكِ، لكنني منحتكِ إياها كما منحكِ القدر لي دون مقابل، ودون أي مناسبة...أتمنى أن تعجبكِ الهدية.
كما ووددت مشاركتكِ أمنيتي لميلاد هذا العام...أتمنى أن يهديني سانتا كلوز قلبكِ وحبكِ كما أهداني القدر إياكِ...فهذه أعظم أمانيّ.
مع خالص شكري...كيم سيوك جين الوسيم.'
مضمون الرسالة جعلها تفغر فاهها كالبلهاء...هل يكن لها مشاعراً كهذه فعلاً؟!
لم تتصور حدوث أمرٍ كهذا، لكنها إبتسمت ورفعت اللحاف الصوفي الوردي عن مقدمة السلة، فإتضحت لها تلك القطة التي أعجبتها في متجر الحيوانات قبل ساعة!
لم تكن تدرك انه ما يزال يقف مكانه ويتأملها ببسمةٍ جميلة، وسرعان ما صرخ ماندياً عليها:
- جيسو...هل أعجبتكِ هديتي؟
وسعت عيناها بدهشة، ثم إستدارت بينما تحمل القطة...إنه هو، فارس أحلامها الذي لطالما إنتظرته، ولكن هذه المرة بظروفٍ مختلفة كلياًّ!
قابلها بضحكةٍ وسيمة بينما يتقدم ليتعدى سياج الحديقة المزين بالثلوج.
توقف على بعد مترين منها، بينما لم تتزحزح من مكانها بعد!
- هل ستقفين مكانكِ دون أن تشكريني؟!
سألها بينما يميل رأسه قليلاً ويفتح ذراعيه مظهراً منكبيه العريضين في صورة حضنٍ دافئ من أجلها.
فناظرته للحظات، ثم لمعت عيناها كالنجوم ببريقٍ آسر من الدموع، ولم تتوانى بعدها عن الإرتماء في حضنه.
هي بحد ذاتها لا تعلم سبب بكائها...هل لأنها وجدت شاب أحلامها، أم لأنه جين بحد ذاته؟!
إبتسم بحب وأحكم حضنه الدافئ على جسدها الذي تشبث به آبياً الإبتعاد.
ثم ربت على ظهرها بحنان وهمس بلطف:
- انتِ هديتي وأجمل ما حدث لي في شتاء هذا العام...إنها انتِ جيسو.
ومن بعد كلماته هذه زادت من تشبثها به، بينما تتخذ من صدره مرفأً لدموعها الدافئة...إنها دموع الفرح.
لم تعلم انه إستغل إنشغالها في ذاك الوقت عندما كانا في المتجر، وإشترى لها تلك القطة وأمر بوضعها في سلة وتزيينها مع رسالته التي كتبها بخط يده لحظتها، وأخيراً أعطاهم عنوان منزل الجدة قبل أن يغادر...كل هذا من أجلها، وبالطبع بعد أن حسم قراره.
وفي نفس البلد، وتحت نفس الثلوج، ولكن في مدينةٍ أخرى...
لبّى يونغي طلب ميون وأخذها لرؤية بحر بوسان الجميل، كان سعيداً لرؤية حماسها ومرتاح الضمير لأنها نالت إستحسان عائلته...وبهذا سيتمكن من التقدم نحو الخطوة الثانية.
كان يجلس في ردهة كوخٍ خشبي أمام البحر...كما هو حال كل الأكواخ المصطفّة بقربه.
يراقب تأملها للبحر بينما تفتح ذراعيها وتستنشق الهواء النقي.
وسرعان ما إستدارت نحوه نادهةً له بالمجيء، فرفع حاجبيه ثم إبتسم وإستقام آخذاً بخطواته المتزنة نحوها.
كانت توليه ظهرها ولا تفوّت أي فرصةٍ لمراقبة الأمواج، فأحاطها من خاصرتها ما إن وصل وأسند ذقنه على كتفها الأيسر.
- هل أعجبكِ؟
همس بها قرب أذنها، فإبتسمت وهمهمت بينما يداها قد أحاطت كفيه بالفعل.
- أشكرك يونغي على تلبية رغبتي في رؤيته.
شكرته، فتنهد ثم أبتعد مديراً إياها نحوه.
لامست أنامله الباردة وجنتيها بلطف، ثم قال:
- وهل يمكنكِ تلبية رغبتي انا أيضاً؟
عدل قبعتها الصوفية وسط تساؤله، فهمهمت دون تردد وقالت:
- بالطبع.
- ميون...فلنتزوج.
وسعت عيناها بدهشة...هل هو جاد؟!
لمح دهشتها، فإنتهز الفرصة وأمسك كفها الأيمن نازعاً من بنصرها ذاك الخاتم البراق.
ومن ثم حمل كفها الأيسر وألبسها إياه في ذات الإصبع.
- أريد تكوين نفسي ومستقبلي برفقتكِ...فهل تقبلين بإرتداء الخاتم هنا؟
إبتسامته الهادئة جعلتها تسرح به...يونغي يصبح شخصاً آخر حينما يتعلق الأمر بها!
ثم من هي لترفض طلباً كهذا أمام قلبها...هي لن ترفض عرضه بالطبع!
ولهذا حملت كفه الأيمن هي الأخرى وفعلت معه كما فعل معها قبل لحظات.
- وهل تقبل انت أيضاً بإرتداء الخاتم هنا؟
إبتسم بجانبية...إجابتها على سؤاله بسؤال تعد موافقةً على عرضه، لذا عاد لمحاوطة خصرها كما فعل مسبقاً وأجاب:
- أحب هذا الجانب من شخصيتك...أحب كونكِ إمرأةً ذات نفوذٍ جبار على قلبي!
أمالت شفتيها ببسمةٍ خجولة وراحت تتأمل غروب الشمس خلف البحر برفقته...وكما قال بطل قصتنا فيما مضى، أنّ الغروب قد يرمز لبعض النهايات الجميلة.
__________________________
في ذاك القصر...وفي تلك الحديقة المغطاة بالثلوج.
كان ثلاثة أشخاص من أصل أربعة يمرحون لوحدهم بالثلج ويضحكون، بينما رابعهم يراقبهم من خلف النافذةِ ببسمةٍ منكسرة.
رغِب لو يتأملُ بسمة محبوبته الفرحة عن قرب...رغب لو يحظى بمرحٍ لطيف رفقة البقية في أجواء الشتاء الجميلة، لكنه لا يستطيع بفضل عدوه...الظلام!
عرضت عليه ايرين الخروج برفقتهم هي ولورا وجيمين، لكنه رفض بحجة التعب!
لا يريد أن يتعرض لتلك المواقف من مرضه أمامهم، خصوصاً هي!
لا يريد إظهار ضعفه أمامها فتحزن لأجله، لا يريد أن يكون سبباً في تكدرها!
ورغم الأنوار المزينة للحديقة من حولهم، إلا أنّ الظلام كان سيد المكان، وحتى إن تجرأ وخرج، فلن يتعدى عتبة الردهة!
آلمه قلبه لحالها أكثر من نفسه، هي ستُظلم بسبب مرضه هذا.
لن تعيش بسعادة رفقة رجلٍ عاجز عن إبصار النور في الظلام، رفقة رجلٍ لا يفعل أي شيٍ بنفسه بعد حلول المساء!
مرضه هذا يقف كعقبةً ضخمة في طريق مستقبلهما.
هو لن يكون الزوج المثالي لها كإمرأة، او الأب الذي قد تتمناه لأبنائها مستقبلاً، ولا أي شيء...بفضل عجزه في حضرة الليل!
كما ولا تدرك فظاعة الألم الذي يعانيه كلما تذكر ذلك، هو يشفق عليها أكثر من نفسه حتى!
لا شك يساوره حيال مقدار حبها له، ولا حيال إخلاصها له، لكنه لا يريد ظلمها بشيءٍ كهذا.
أدمعت عيناه وهو يراقب ويسمع صدى ضحكاتها الرنانة تخترق مسامعه، فإبتعد ببطئ وجرّ قدماه بتثاقل نحو غرفته.
رمى بنفسه على سريره وحمل هاتفه...سيتصل بملاذه الوحيد...جونغكوك.
تمنى أن لا يزعجه بإتصاله هذا، فهو يدرك أنّ الآخر في بيت عائلة مين الآن ولربما مشغولٌ بقضاء الوقت رفقتهم.
تنهد بينما يحدق بالسقف وينتظر إجابة الآخر، والذي لم يخيب ظنه يوماً.
- مرحباً يا رجل، كيف حالك؟
وكعادة جونغكوك انه دائم المزاح والمرح، لكن نبرة رفيقه من سماعة الهاتف لم تكن مثله...كانت مثقلة ومنكسرة!
- لستُ بخير.
وبالفعل كما خمن تايهيونغ أنّ جونغكوك جالسٌ قرب العائلة ويدردش.
حيث انه إستقام معتذراً منهم فور إلتماسه للحزن في نبرة رفيقه وأخيه.
صعد الى غرفته وعاد لمخاطبة تايهيونغ الشارذ في تأمل السقف:
- ما بك يا صاح، هل تشاجرت مع ايرين؟
- كلا...تشاجرت مع ذاتي!
- تايهيونغ هل انت ثمل؟!
أبعد جونغكوك هاتفه عن أذنه بملامح متعجبه لحديث صديقه المبهم!
- كلا...انا مشتت، لا أعلم ما سأفعل جونغكوك!
- إنتظر تايهيونغ، إهدأ وأخبرني بما حدث، حسناً؟
تلقى تنهيدة مثقلة من طرف صديقه يليها إجابته المنتظرة:
- إنه بشأن مرضي، أشعر بالضعف حقاً!
لا أريد العيش بقية حياتي بهذا الشكل جونغكوك، سأظلم ايرين برفقتي!
تنهد جونغكوك بدوره محاولاً إيجاد الكلمات المناسبة لتهدأة صديقه.
- لا تقلق تايهيونغ، سأعود بعد غدٍ الى سيول، وسنناقش الأمر...لا تقلق، سنجد حلاً لذلك.
همهم تايهيونغ، ثم أغمض عيناه بوهن، وسرعان ما أضاف جونغكوك على حديثه مطمئناً قلب الآخر:
- أرجوك لا تفكر كثيراً بالأمر، يجب أن تتحلى بالقوة، فأنت قد تعايشت معه لسنين طويلة، ولن يصعب عليك تحمله ليومين حتى أعود!
كلام جونغكوك منطقي...لذا إكتفى تايهيونغ بالهمهمة، ثم شكر صديقه وأنهى المكالمة.
أمامه خيارين، وأعذبهما مر!
________________________
إنقضى اليومان وحان موعد عودة جونغكوك ومن معه من بوسان...وقد كان مرورهما على تايهيونغ كالجحيم.
الموقف الذي إعترضه تلك الليلة جعله يتذكر مأساة مرضه ويتذكرها هي.
إتفق هو وجونغكوك على الإلتقاء أمام ملعب كرة السلة القديم كعادتهما دوماً.
ولكن هذه المرة ليس للعب، إنما لخوض حديثٍ جاد!
وبعد كرٍّ وفر من تجاذبات الآراء، قرر صاحب المشكلة زيارة طبيبه الخاص لمراجعة حالته...على الأقل إن وُجد أمل فليتشبث به.
وعن محبوبته التي قرر الخوض في هذه التجربة من أجلها، فهي تتبضع رفقة لورا.
تدرك جيداً أنّ عيد مولده قد إقترب، لذا خرجت رفقة شقيقته لتشتري له هدية وبعض المقتنيات التي ستحتاجها.
إحتارت في أمر الهدية التي ستشتريها!
هو يملك كل شيءٍ بالفعل!..وهذا ما قادها الى كثرة التفكير.
- ترى ماذا أشتري؟!
تمتمت بعبوس قرب شقيقته التي تحدق بما حولها بإعجاب...أضواء الكريسماس الملونة تزين الشارع برفقة أشجار الميلاد والصنوبر المرصعة بالكرات اللامعة والنجوم.
- لا أعلم...إشتري له شيئاً يستهويه أو يميل له.
- ولكن شقيقكِ يحب الرسم والقراءة وكذلك الموسيقى الكلاسيكية!..ماذا أفعل؟!
تذمرت ايرين، فشخصية تاي محيرة...تعلم أنّ بعض الأشياء لا تجذبه مطلقاً، وفي ذات الوقت يمتلك كل ما يستهويه من كتب ومعدات الرسم وأخيراً إسطوانات الموسيقى!
لقد إكتشفت مؤخراً إستماعه لموسيقى الجاز...وبدى جلياً مدى إعجابه بهذا اللون من الألحان، لذا ستكون نقطةً في صالحها.
ستشتري له مجموعة إسطوانات رفقة حقيبة جديدة بمعدات الرسم الكاملة، وأخيراً كتابُ إقتباسات لمؤلفه وممثله المفضل آل باتشينو.
إنتقت أغراضها وكل ما ستحتاج، ثم عادت الى القصر وهي راضيةٌ كلياً عما فعلت من أجله.
حيث وجدته في مرسمه كالعادة بينما يضع آخر لمساته على تحفةٍ فنية أخرى.
تقدمت منه على رؤوس أصابعها بنية إفزاعه، لكنه إستدار قبلها وباغتها بما كانت ستفعل...أفزعها قبل أن تفعل هي ذلك!
أراحت كفها على قلبها وأغمضت عينيها مفزوعةً من فعلته، في حين انه يضحك دون توقف على مقلبها الذي قُلب ضدها.
- هل ظننتني غافلاً عن قدومك؟!
ضحكت بدورها وأجابت بمعالم مندهشة:
- كيف علمت بوجودي؟!..انت لم ترني وانا لم أصدر أي صوت!
- ظلكِ من فضحكِ!
إبتسم بعد ذلك وإستقام ليريها لوحته الجديدة، والتي كانت مميزة هذه المرة.
كانت لوحةً تحمل صورتهما في لقطةٍ لطيفة.
تأملت اللوحة لهنيهات مع ثغرها الباسم بحب، ثم عانقته وتشبثت به بشدة.
- انت تفعل الكثير لتظهر حبك لي، بينما انا أكتفى بشكرك فقط...هذا محبطٌ بالفعل!
- لا تفكري بهذا الشكل، وجودكِ بحد ذاته أفضل ما قد أتمناه في حياتي.
قبّل فروة رأسها وربت على ظهرها بمعالم دافئة، فغلغلت وجهها بعمقٍ أكبر في كنزته السوداء وأحكمت محاوطتها لجذعه.
أما هو...فإكتفى برسم حزنٍ طفيف على سيمائه التائهة في أحجية أفكاره.
سينتظر الى حين إنقضاء العيد، ثم سيخطوا الى المجهول...
_______________________
- عزيزي إستيقظ...سنتأخر!
كمش جونغكوك ملامحه في بادئ الأمر، إلا أنّ ما تطرّق لمسامعه جعله يستقيم كالفزّاعة بملامح مستنكرة.
- مالذي قلتِهِ للتو؟!
رفع حاجبيه مندهشاً من كلام هيري المعسول، إلا انها رمقته بفراغ ثم رمت عليه الوسادة وغادرت...هي تمقت إستغباءه معها كلما حاولت إغداقه بحبها!
- إنه أجمل صباحٍ أحظى به في حياتي.
تعمد رفع صوته حتى تسمعه، وقد وصل لمراده، فهي قد إبتسمت وهزت رأسها للجانبين.
- مغفل.
وفي حين انه دخل الحمام ليستحم، كانت هي تعد إفطاره المفضل...البان كيك بشراب القيقب.
خرج بعد مدة بشعره المبلل نحو المطبخ، فإذا بها تزجره بإنزعاج قبل أن تسحبه معها للغرفة:
- لا تترك شعرك مبللاً في هذا البرد!
وبالفعل كان تخمينه في محله، فهي قد أقعدته عنوةً على الكرسي وباشرت بتجفيف شعره وسط إبتساماته البلهاء لإهتمامها.
خرس للحظات، ثم سألها:
- هل سنذهب منذ الآن؟!
- اجل، أمامنا عملٌ كثير...سنعد كمياتٍ كبيرة من البسكويت والشوكولاتة حتى نوزعها على الناس عصر هذا اليوم بمناسبة العيد.
وبعد جملتها هذه أنهيا ما لديهما، ثم غادرا لقصر عائلة كيم من أجل بدأ مشروعهم.
حضر الجميع دون إستثناء، وباشروا في إعداد الكعك والشوكولاتة بروح العيد الجميلة.
الكل يبتسم بفرح ويعمل بحب وسط قهقهاتهم اللطيف.
وحينما إنتهوا خرجوا بواسطة بينكيباي المزينة بالأشرطة الملونة وأجراس العيد الرنانة.
وفور وصولهم لوجهتهم ألا وهي ساحة المدينة بالقرب من برج سيول المضيء، باشروا بالإنقسام لمجموعات.
كل ثنائي يوزع البسكويت والشوكولاتة والقهوة الساخنة على الناس، ومقابل ذلك يتلقون التهاني بحلول العام الجديد.
أمضوا وقتاً لطيفاً وهم يرسمون البسمة على وجوه الناس دون كللٍ او ملل.
- إن شعرتي بالتعب فيمكنكِ الجلوس قليلاً.
نطق تايهيونغ مخاطباً ايرين، فهمهمت له وجلست على كرسي خشبي يقبع في طرف الرصيف.
أما هو فقد إبتسم فور بريق فكرةٍ لطيفة في رأسه وغادر لينفذها.
عاد بعد مدة وهو يحمل كوب قهوةٍ بالكريمة كما تحب، ولكن ما أضافه فوقها كان مميزاً بالنسبة لها.
- تفضلي...ستشعركِ بالدفئ.
ناولها الكوب بعد قدومه من الكشك الذي إستأجروه لصنع القهوة، فما كان منها سوى إمالة شفتيها بحب ومطالعة وجهه الباسم.
- أحبك.
- وانا أيضاً.
نطقها تزامناً مع جلوسه ومحاوطته لكتفيها بدفئ.
كان سطح الكريمة مزين بقلبٍ جميل جعل أحاسيساُ جيّاشة تخالج أقصى صدرها بفضله.
كان حضنه دافئاً...كدفئ صيف حزيران.
●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●
#يتبع...
- رأيكم بالبارت؟
- تايهيونغ؟
- ايرين؟
- جين؟
- جيسو؟
- جيمين؟
- لورا؟
- جونغكوك؟
- هيري؟
- الجد موتشان؟
- ميون؟
- يونغي؟
- بقية الرفاق؟
وأخيراً قرر جين أنه يظهر مشاعره تجاه جيسو بعد ما الكل كان يسأله في التعليقات.
طبعا بعد اقل من شهر عندي اختبارات الفاينل، واحس وضعي مكركب ومدري شو بني، لهيك كل من لم أجب عليه في منصة الرسائل او ع الخاص وهيك، فأعذروني لأني عم بدرس أغلب الوقت.
يا دوبني بعدل البارتات وبجاوب على تعليقاتكم بالبارت.
سو لازم تعرفوا أنه لسا باقي ثلاثة بارتات وتخلص الرواية.
نجي الحين لفقرة التشويقات...
*عنوان البارت الجاي: إتخاذ القرار.
*المقتطفات التشويقية:~
- ما بك مستاءٌ هكذا؟ هل يُعقل أن يراودك هذا الشعور في يوم ميلادك؟!
~
- كما سمعتِ، أرغب بالمبيتِ عندكم ونيتي طيبة إن كان عقلكِ خصب الخيال.
~
- فتلك العيون الجميلةُ أحلى، وذاك الجمالُ يخيف القمر.
~
- جدّيتك في العمل أوهمتني بأنك رجلٌ بارد المشاعر وحاد الطباع.
~
- جيميني لقد وضعتها!
~
- عزيزي...ألا ترى أنه لمن اللطيف إنجابنا لأطفالٍ كبومين ويونا بعد زواجنا؟
~
- جيمين...أحضر قيثارتك ولنغني أغنية الميلاد.
~
- ماذا الآن؟! هل تحاولين إغوائي!
~
- أتذْكُرُ تلك الخرافة التي رويتها لك عن النجوم اللامعة؟
~
- لقد فعلناها...لقد حصلنا على العلامة المرجوّة!
~
- كلا تاي لا تتهور!
~
- كلا عزيزتي، إنه واجبنا كأسرة...يجب أن ندعم بعضنا البعض ونقف بجواره، لا أنْ نعارضه!
تصرفنا سيكون أنانياً بحقه إنْ رفضنا!
أكتبولي توقعاتكم هون👇
وإذا فيه أي شي مو واضح في الأحداث السابقة فإسألوني هون.
يلا أشوفكم بخير💜
See you next part...
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top