31~مَلَامِحُ السَّعَادَةْ

قراءة ممتعة💚

﴿لَمَّا رَآنِي فِي هَوَاهُ مُتَيَّماً...عَرَفَ الْحَبِيبُ مَقَامَهُ فَتَدَلَّلَا...فَلَكَ الدَّلاَلُ وَأَنْتَ بَدْرٌ كَامِلٌ...وَيَحِقُّ لِلْمَحْبُوبِ أَنْ يَتَدَلَّلَا﴾

- راقتني💫

●•●•●•●•●•●•●•●•●•●

إنجلى الليل وحلّ نور الصباح...

تسللت أطياف الشمس عبر النافذة ذات الستائر الشبه مغلقة، لتداعب وجه تلك النائمة في أحضان من تملّك قلبها...في أحضان من يُسمّى حبيبها الآن.

فرّقت جفنيها وكمشت ملامحها قليلاً بفضل خيوط الضوء المتمردة.

ولكن ما لبث إنزعاجها حتى تلاشى ما إن رأت وجه النائم قبالتها.

كانت تتوسد ذراعه وتتكور على نفسها بينما يحيط خصرها بذراعه الأخرى محتضناً إياها.

إبتسمت بسعادة حتى أُغمِضت عيناها...حلمها الوردي قد تحقق وأخيراً!

إنه ملكها الآن!..تستطيع لمسه وإحتضانه ومناداته بما تحب وكما تريد...لأنه وببساطة أصبح حبيبها.

ولو انه ليس نائماً وقد يستيقظ، لبدأت بالقفز على السرير وتقبيل وسادتها كالمجنونة!

- أشعر كما لو أنّ الحياة بدأت تهِبُني كل ما أحب في آنٍ واحد!
همست لنفسها بينما تراقبه بهدوء وإبتسامةٌ جميلة تعتلي شفتيها.

تأملته ولأول مرةٍ عن قرب!

لمحت جمال تقاسيمه وحدّتها، والتي كانت أجمل بكثير من هذه المسافة...أهدابه الطويلة، وعيناه الحادتيْن، أنفه المستقيم، شفتيه المميزتان بشكلٍ لم تره من قبل، وأخيراً بشرته السمراء التي تمنحه جاذبيةً لم ترها في رجلٍ من قبله بهذا القدر...كل شيءٍ كان مثالياً في وجهه دون نقاش!

تمكنت من التدقيق في كافة تفاصيله، وأشبعت عيناها بملامحه المحببة الى قلبها الولهان به.

عادت عيناها للوقوع على ثغره من جديد دون أن تشعر، فلاحظت وجود شامةٍ صغيرة في يسار شفته السفلى!

قهقهت بخفة حتى لا توقظه، وكل ما فكرت به هو انها لم ترى شخصاً بشامةٍ في مكانٍ كهذا من قبل!..انه مميز...مميزٌ في كل شيء.

رفعت أناملها بهدوء ولامست مكان تلك الشامة برقّة بينما تبتسم بعذوبة.

وسرعان ما تلاشت إبتسامتها تلك وأُستبدلت بالفزع الذي تشكّل على ملامحها فجأة!

- ماذا؟! هل كنتِ تفكرين في تقبيلي وانا نائم؟
يالكِ من لئيمة! على الأقل إفعليها وانا مستيقظ حتى أتلذذ بها!
أمسك رسغها وإستضحك معاتباً إياها بمزاح، بينما عيناه تحدقان في داكنتيها بنعاسٍ مثير.

إبتلعت رمقها بتوتر ونفت برأسها، نيّتُها لم تكن كما ظن هو، حتى انها كانت على صدد التبرير ولكن ما كادت تنطق وإلا به يقاطعها:
- إن كنتِ تريدين واحدة فلست أُمانع...ومن سيرفض إفطاراً شهياً كشفتيكِ؟!
أمال كتفيه وشفتيه اللتان أطبقهما على شفتيها بعد جملته هذه غير سامحٍ لها بالإعتراض.

وسّعت عيناها ورمشتهما مراراً بعدم تصديق لما يفعله منذ الصباح!

حاولت الإبتعاد، ولكنه قد تعمق في قبلته بالفعل ولم يشأ فصلها بعد!..لذا إعتلاها ورفع يديها فوق رأسها وأحكم عليهما جيداً.

علِمت انه لا مفر، لذا إستسلمت وأغمضت عينيها بهدوء تاركةً إياه يفعل ما يحلو له.

حصل على كل ما يريد في قبلته وعبّر لها عن مشاعره التي سبق وأن أفصح عنها ليلة البارحة دون خوف...ولكنه يريد الإثبات أكثر.

إبتعد ما إن أشبع شفتيه منها، ثم أسند جبينه ضد خاصتها برفق مراعياً رقّتها.

إبتسم بعذوبة وقال:
- إن كان ما أخوضه الآن حُلُماً...فأرجوكِ لا توقظيني.

كان مغمض العينين، وهي كذلك...كلٌّ منهما يستمع لنبض الآخر في إنسجام.

- وإن كان حقيقة...فلا تضحديها او تتركيني يوماً ايرين.
أضاف على كلماته السابقة بنبرته الرجولية الخافتة ضد شفتيها المفرّقتان طلباً للهواء الذي فقدته لشدة خجلها.

ولكن كل ما حصلت عليه هو أنفاسه الساخنة...كانا يتبادلان ذات الأكسجين ويستنشقان عبير بعضهما البعض بهيام.

فتح عيناه أخيراً، وإبتعد قليلاً بينما يلامس أرنبة أنفها المحمر رفقة وجنتيها بأنفه الحاد.

- هل تشعر صغيرتي بالخجل؟
قهقه من بعد ما نطق للتو، فرسمت صغيرته كما قال إبتسامةً خفيفة ثم قالت بهمسٍ ناعم:
- إبتعد يا روميو...أريد الذهاب الى الحمام.

وجدت حجةً لتهرب منه، لكنه إبتسم بجانبية وقال:
- وماذا إن لم أبتعد؟!

- سأتأخر في إعداد الإفطار وستظل جائعاً.
أجابته ببساطة، فهمس بإمالة ساحرة لشفتيه المحمرتين إثر قبلتهما الجامحة:
- لا أريد الإفطار...لأنني قد تناولته بالفعل، وكان شهياً.

عض شفته السفلية بخفة، فوسعت عيناها بإندهاش قبل أن تجيبه ساخرةً وقد جاهدت لإبعاد عينيها عن شفتيه التي حاصرها بقواطعه للتو بشكلٍ مثير:
- لكنني جائعة وأريد تناول الافطار!

حملت في نبرتها نوعاً من التذمر والسخرية.

- هل تقصدين انكِ تريدين قبلةً أخرى؟
إدعى الغباء رافعاً حاجبيه بتساؤل، فضربت كتفه بخفة بعد أن أفلت يديها وباتتا تتوسدان صدره العريض.

- كلا يا أحمق! أريد تناول الطعام.
عبست في وجهه بلطافة جعلته يشيح بصره للجانب بينما يبتسم بجانبية حتى لا يُقدِم على شيءٍ خطير في حقها.

قهقه ببحته الرجولية مجدداً، ثم إبتعد متجهاً نحو الحمام.

- طفلة لطيفة.

وما لبث حتى سمِع صراخها بعد أن أقفل باب الحمام خلفه:
- تاي...قلت انني أريد الحمام! لما دخلته انت؟!
تذمرت فقهقه عليها وأطلّ برأسه من الباب، وقد لاحظت انه أصبح من دون قميص، فإحمرت خجلاً من جديد.

- حسناً...لديكِ خياريْن، إما أن تدخلي معي او تذهبِ لحمام غرفتكِ...رغم أنّ الخيار الأول يرُوقُني أكثر.
لمح وسادةً طائرة تحلّق نحوه، فأسرع بإغلاق الباب بينما يضحك على شكلها العابس ووجهها المحمر بشدة.

تلاشى عبوسها شيئاً فشيئاً الى أن أُستُبدِل ببسمةٍ خفيفة يليها حشرها لوجهها في لحاف السرير بخجل وسعادة كاتمةً صراخها.

ثم إستدركت نفسها عندما سمِعت صوت تدفق الماء بقوة من الحمام، فعلِمت انه يستحم.

لذا إستقامت مرتديةً خُفّها، ووقفت عند باب الحمام وتحدثت بصوتٍ عالٍ حتى يسمعها:
- عندما تنتهي إلحق بي الى المطبخ حتى نتناول الإفطار سوياً.

- حسناً.

سارت بخطواتها نحو غرفتها ودلفت الى الحمام مباشرةً.

وقفت أمام المغسلة وحدقت بإنعكاسها في المرآة...إبتسمت بخفة وإرتسمت على وجنتيها أطيافٌ زهرية تُعرِبُ عن خجلها لما تذكرت تواً.

تذكرت إعترافه لها ليلة البارحة، وكم كان كلامه شاعراياً ورومانسياً الى حد الإغماء.

تذكرت حينما طلب منها أن تجيبه على مشاعره، وهي إكتفت بأن إقتربت منه وقبّلت جانب شفتيه برقةٍ دلالةً على موافقتها...وهي لا تعرف كيف فعلتها بحق!

تذكرت أيضاً حينما قبّلها بحب ورقّة طوال الليل وهي بادلته ذلك دون خجل، ثم إختتما كل ذلك عندما تمددا على فراشه وإحتضنها بعشق حتى ينعما بنومٍ هنيء، بينما توسدت هي جانب صدره العريض تستمع لقلبه النابض بإسمها كتهويدةِ ما قبل النوم...مجرد تفكيرها في الأمر يجعلها تفقد صوابها.

رفعت يدها وبرّدت وجهها الذي أبت حرارته النزول، فلجأت لفتح الحنفية وتبريده بالماء البارد.

- إلهي...انه مُراعٍ للغاية ومحبٌّ للهدوء حتى في قبلاته الناعمة!
تمتمت لنفسها بينما تبتسم وتتلمس شفتيها، ثم شرعت بإنهاء ما أتت لأجله حتى تنزل قبله وتُعدّ الإفطار.

خرجت من الحمام ونزلت نحو المطبخ دون أن تغيّر فستانها الفضفاض والقصير...ستغير ثيابها بعد الإفطار، فلا وقت لديها الآن.

رتبت الطاولة بشكلٍ جميل، كما وصنعت له مخفوق الفراولة ذا اللون الوردي اللطيف، بالإضافة الى صحن الشوكولاتة الذائبة والمرفقة بحبات فراولة طازجة بقربها...هو يحب هذه الفاكهة كثيراً، لذا قررت إقحامها في كل شيء.

أعدت أيضاً القليل من الخبز المحمص ووضعته رفقة المربى، وكذلك القليل من البان كيك الذي شرعت للتو في تحضيره.

كانت منغمسة في تقليبه وطهوه الى أن شعرت بذراعين تحاوطان خصرها النحيل من الخلف، بالإضافة الى قطرات ماءٍ قد إنسابت على طول عنقها المكشوف نظراً لإسناده ذقنه حلى عضدها بهدوء.

أدارت رأسها للخلف بإبتسامة جميلة، فإذا بها ترى شعره المبلل وكذلك صدره العاري!

عقدت حاجبيها وأبعدت ذراعيه عن خاصرتها لتستدير نحوه.

- هل تريد أن تمرض؟!
وبخته، لكنها إزدردت ريقها أيضاً لهذه المناظر الخلابة.

شعره المبلل وخصلاته المتمردة على ملامحه الحادة، ونزولاً الى عنقه العريض وصدره ومنكبيه اللذان ينافسان الكون شسوعاً...وما يُكمل المشهد ويقتلها هو قطرات الماء المنسابةِ عليهم بشكلٍ مثير مع بشرته الجذابة المائلة للسّمار.

أنزلت عيناها لدرجةٍ أسفل، فوجدت انه يرتدي بنطالاً قطنياً مريح بينما يضع منشفةً بيضاء حول عنقه الذي تتوسطه القلادة المشابهة لخاصتها...لو كانت أكثر جرأة لإنقضت عليه وتحرشت به دون تردد!

إبتسم بجانبية، وأنزل نظراته الى مكان تحديقها ألا وهو عضلات معدته المغرية بالنسبة للإناث، فأحب أن يغيظها قليلاً وذلك بسحبه لقميصه ذو الأكمام الطويلة والفضفاض، والذي كان فوق الكرسي قربهما.

إرتداه فوراً بينما يحاول كتم ضحكته متخيلاً شكلها.

لمح انها رمشت مستعيدةً وعيها، بالإضافة الى تبويزها لشفتيها بعبوس...لقد قطع عليها منظراً من النعيم للتو!

إدعى انه غبي ولم يفهم ما كانت تفكر به قبل أن يدنو منها أكثر، أغمضت عيناها بذعرٍ طفيف إستعداداً لقبلته...لكنه لم يقبّلها!

بل أخرج قطع البان كيك قبل أن تحترق بينما يقهقه لمخالفة ظنونها...وقد تعمّد إفتعال هذه الحركة حتى يشتتها ويبعثر كيانها!

انه مستمتعٌ بما يفعل، وكثيراً أيضاً.

- فيما كنتِ شارذة؟ لقد كاد يحترق!
نقر جبينها بذات إبتسامته الجانبية، ثم قبّل أرنبة أنفها.

سحبها بعد ذلك ودفع كرسيها حتى تجلس، وقد إمتثلت لطلبه بالفعل، بينما هو قد أخذ شراب القيقب من الثلاجة ووضعه رفقة صحنيهما على الطاولة.

وقف خلفها ودنى منها بينما يضع الشراب على فطائرها ويزينها ببعض الفراولة، كما وفعل المثل بخاصته.

وأثناء ذلك أخذت هي حبة فراولة كبيرة وقضمت منها ثم مررتها نحو ثغره بنية إطعامه، فإلتقطها بأسنانه بينما يقهقه، وقد إختتم قهقهته بقبلةٍ ناعمة على عنقها الناصع المكشوف، ما جعل رعشةً تسري في كامل جسدها دون رحمة!

جلس مقابلها ورفع حاجبيه بإعجاب لما أعدته من أجله.
- واو...انتِ ماهرة! وأفضل ما قمتِ به هو صنع كل شيء من الفراولة.

نفخت وجنتيها بلطافة بينما تضع آخر اللمسات على صحنه كما فعل هو.
- أردت أن أدلّلك.

رفعت عينيها أخيراً نحو حادتيه المبتسمتان على ظرافة تصرفها، ثم وضعت له الصحن أمامه.

- إذاً...تريدين تدليلي؟
أمال شفتيه بإبتسامة جانبية، لتومأ له يبنما تأكل.
- اجل...انا أدلل من أُحب دوماً.

قهقه بصوته العميق مهمهماً.
- حسناً إذاً...وانا سأُغرقُكِ بالإهتمام والحب جوليانتي.

إبتسمت لما قال بإتساع مع وجنتيها الممتلئتين، فعاد للضحك على ظرافة أفعالها...انه يعشق عفويتها ولطفها الطفولي، وهي تحب هذا الإسم الذي يطلقه عليها.

________________________

ركن سيارته أمام مغفر الشرطة ليترجل منها وينزع نظاراته الشمسية...كان أنيقاً للغاية.

دلف إليه ليجد بيكهيون في إنتظاره، فحيّاه ببشاشة وأخذه معه نحو مكتبه.

بيكهيون شرطي برتبة لا يُستهان بها وكذلك محققٌ مشهور في مجاله.

رحّب بتايهيونغ أشد الترحيب، وجلب له القهوة حتى يتسنى لهما الحديث في جوٍّ ملائم.

- ألا توجد أيُّ مستجدّات؟
تسائل تايهيونغ بهدوء، فنفى بيكهيون قائلاً بأسف:
- كلا...حتى أنّ ملف القضية قد أُغلِق منذ يومين نظراً لعدم وجود أي أدلة أو أقوالٍ جديدة.

ظهر الإنزعاج جلياً على ملامح تايهيونغ الذي أَسْهَمَ في الفراغ يفكر.

- لا تقلق...يمكننا إعادة فتحها من جديد إن حصلنا على دليل حتى ولو كان صغيراً، على الأقل سيساعدنا كحجة، ولأَصْدِقْكَ القول بتُّ أقتنع بكلامك مؤخراً!

تحدث بيكهيون بكل شفافية، فعقد تايهيونغ حاجبيه مستفهماً عن السبب دون أن يتحدث، لذا أوضح بيكهيون أكثر:
- منذ خمسة أيام حصلت على معلومات عدّة تخصُّ حياة المشتبه بهما، او بالأحرى الجانيَيْن، وقد علِمتُ أنّ الرجل كان يعمل عند كانغ جيبوم.

إرتسمت علامات الإنتباه وبعض الغضب على تعابيير تايهيونغ الذي عدّل من جلسته فوراً.

- ولما لم تستعمل هذا كدليل؟!

- لم يكن كافياً! وكإثباتٍ على هذا انه تم إغلاق القضية بعدها بيومٍ مباشرةً!

أزفر تايهيونغ أنفاسه المهتاجة بإمتعاض، وعقد حاجبيه ناسجاً ما سيفعل حيال هذا الأمر.
- حسناً...سأحاول أن أجد ثغرةً أخرى لأنه ومن المؤكد أنّ جيبوم هو الفاعل، وإن حدث أي شيء سأتصل بك.
تحدث بجدية وثبات قبل ان يستقيم.

- حسناً، سأُوافيك بكل جديد.
أجابه بيكهيون بإبتسامة صغيرة، فبادله بمثلها قبل أن يضيف وهو على صدد المغادرة:
- شكراً لك بيكهيون.

- العفو.

خرج من مكتب الآخر او بالأحرى من المبنى بالكامل...إرتدى نظاراته وصعد سيارته مغادراً.

اما عن الذي تركه بالداخل، فقد رنّ هاتفه فجأة!

إنتشله، فإبتسم بخفة لرؤيته هوية المتصل.

- مرحبا إيونها...كلا لم أتناوله بعد...حقاً...حسناً سآتي لأُقلّكِ.

أغلق الخط وقد زاد إتساع إبتسامته أكثر.

لقد طلبت منه أن يلتقيا ويتناولا الغذاء سوياً، وذلك بعد أن عرض عليها القدوم الى موقع تصوريها وأخذها.

هي تصور مسلسلاً ما منذ فترة، ولكنها تخصص وقتاً للإلتقاء به دوماً.

إيونها شخصيةٌ تحب من يفهمها وترتاح له، وبيكهيون أحد هؤلاء الناس.

وبما أنّ صديقيْها المقربيْن جونغكوك وتايهيونغ مشغولان قليلاً في الآونة الأخير...فالأول يقضي معظم وقته مع حبيبته والثاني يمر بمشاكل عائلية، إختارت بيكهيون ليكون أنيسها وصديقها الذي تشكي له ضيقها وتقضي معه معظم وقت فراغها.

ولكنها لا تعلم أنّ الآخر قد بدأ يكُنّ لها مشاعر الرجل تجاه المرأة، لا مشاعر الصديق الى الصديقته!

لقد بات يشعر بالإنجذاب إليها كثيراً...فقدّها وقوامها الأنثوي مع وجهها الحسن وشخصيتها المرحة والودودة، كانوا الطُعم الذي أوقعه في شباكها.

وهاهو قد وقف على الفور وحمل مفاتيح سيارته ليلحق بالذي خرج للتو.

__________________________

كانت وجهة تايهيونغ التالية هي المستشفى...والده سيخرج اليوم وسيذهب للإطمئنان عليه.

وصل وقد وجد جين ولورا برفقته وكذلك جيمين...هو مدينٌ لهذا الشاب كثيراً.

وجوده بجانب أخته الهشة والضعيفة في مثل هذه الظروف، بالإضافة الى مساعدتها على تخطي الأزمة وكذلك بقاؤه برفقة والده وأخويه كان كافياً لجعله يدرك أنّ شقيقته الصغرى ستكون في أيدٍ آمنة، فرغم انه يصغره بما يقارب الثلاث سنوات إلا أنّ أفعاله تبرهن مسؤوليته ونضجه.

- كيف حالك اليوم أبي؟
سأل والده بإبتسامة بشوشة حتى يُبهجه، فإبتسم والده بدوره وأجاب بينما يجلس على حافة سريره.
- بخير طالما أني سأغادر المستشفى اليوم.

قهقهوا عليه وهو أيضاً، وسرعان ما دخل يونغي برفقة ممرضة ليحيّيهم:
- صباح الخير جميعاً، هل انت مستعد سيد جينهو؟

وجّه سؤاله للجالس، والذي عقد حاجبيه بعدم فهم.
- جاهزٌ لماذا؟!

- للفحوصات.
أجابه يونغي بكل بساطة وهو يحمل دفتر ملاحظاته الطبي بيده اليسرى، ويده اليمنى قابعةٌ داخل جيب معطفه الأبيض.

ولكن السيد جينهو عاد للسؤال مجدداً:
- أي فحوصات؟!

- لن أتركك تغادر إلا بعد الفحوصات، حتى أتأكد من سلامة كل شيء.

عبس السيد جينهو وتذمر قائلاً:
- لا حاجة لذلك، انا بخير حقاً!
قهقهوا عليه مجدداً، وكذلك يونغي والممرضة.

- ابي لا تكن عنيداً! انها فحوصاتٌ سريعة وبعدها ستعود الى البيت.
خاطبه جين ليعبس والده أكثر...لقد كرِه المستشفى وينتظر لحظة خروجه منها بفارغ الصبر!

خرجوا بعد ذلك ليتركهوه مع يونغي.

وأثناء ذلك لمحوا تقدم هيري وجونغكوك من مكان وقوفهم...علِمَ تايهيونغ انه لو يخبر ايرين بأمر قدومه الى هنا وكذلك حضور الجميع للإطمئنان على والده إلا هي، ربما تغضب منه وتنزعج...ولهذا سيغلق فمه مؤقتاً.

خرج يونغي بعد مدة بينما يبتسم.
- أظن بأن والدكم قد يتبرأ منكم إن أخبرتموه انه لن يغادر اليوم أيضاً.

- ألن يغادر اليوم حقاً؟!
سألته لورا بتعجب، لكنه إبتسم من جديد ونفى سريعاً.
- كلا لا أقصد هذا! عنَيْتُ انه قد كرِه مكوثه هنا حد الجحيم...لقد كاد يهرب!

ضحكوا جميعاً لفهمهم ما يرمي إليه، وبعد ذلك تحمحم يونغي وأضاف:
- مؤشراته الحيوية بخير وجميع فحوصاته ممتازة، يمكنكم إخراجه الآن ولكن بعد أن يوقّع أحدكما أوراق خروجه، وتذكروا...يجب أن يرتاح طوال المدة القادمة وأن لا يجهد نفسه، وكذلك تجنّبوا إزعاجه او إغضابه.

قصد بكلمة 'أحدكما' تايهيونغ وجين.

همهموا بتفهم لما أوصى به، وسرعان ما قال تايهيونغ:
- انا سأوقّعها.

دخل جين ولورا وكذلك جيمين الى الغرفة حتى يأخذوا أغراض السيد جينهو ويُخرجوه.

فبقي يونغي وشقيقته وتايهيونغ وجونغكوك بالخارج.

رمق يونغي جونغكوك بنظرةٍ جامدة مع إمالة خفيفة لشفتيه مشكّلاً بها إبتسامة مخيفة.
- أهلا أهلا...صهرنا العزيز!
شدد على آخر كلمة، ليبتسم جونغكوك بإصفرار وتوتر...انه يخاف من يونغي كثيراً!

ربتت هيري على ظهره حتى تريحه، ثم خاطبت شقيقها البارد:
- يونغي...يجب أن نتحدث على إنفراد.

همهم لها ببروده المعتاد، ثم ناول تايهيونغ أوراق خروج والده ليوقع عليها.

سحبته بعيداً وقالت بتساؤل:
- هل إتصلت بميون؟

أومأ لها بينما يتفقد أوراقاً ما في دفتره، لكنه كاد يرميه بعيداً عندما صرخت بحماس وصفقت امام وجهه:
- ومالذي حدث؟!

وضع إبهامه وسبابته على جبينه مدلكاً إياه وكذلك حتى يُهدّأ من روعه ويطرد فكرة قتلها بعيداً...كادت توقف قلبه بعويلها!

- إن صرختِ بهذا الشكل مجدداً فسأقطع رأسكِ بالمشرط!

أومأت له بعينان تلمعان حماساً، وقد تجاهلت كل ما قاله او ربما لم تسمع أي شيء!

- لقد طلبت منها أن نخرج في موعد ونتناول العشاء الليلة.

- وهل ستخبرها بمشاعرك وتبدأ بمواعدتها؟!

- انا لست مغفل! إن كنت سأفعل فسأعترف لها أولاً وفي الدقيقة التي تليها على الفور سأطلب يدها لتكون خطيبتي...على الأقل سأشعر بأنني مميز عنكِ انتِ وذاك المدلل.
رمقها ببرود، وقد تجاهلته هذه المرة أيضاً.

- وهل إشتريت الخاتم؟

- اجل...سأقتلها إن رفضت! فالخاتم باهظ الثمن حقاً ولن أتمكن من إرجاعه!

- يونغي...إن فكرت بقول إحدى كلماتك اللعينة هذه أمامها، فإعلم أنها لن ترفضك فحسب! بل ستقتلك أيضاً! صحيحٌ أنّ ميون فتاةٌ حكيمة وهادئة، ولكن جميع الإناث يمتلكن هذه الخصائص الدفاعية ضد الرجال أمثالك، لذا كن لطيفاً ولا تقترف أي أخطاء، حسناً؟
نبرتها كانت آمرة أكثر من مرشدة وقد طغى عليها طابع التهديد، فأومئ شقيقها بلامبالاة، ثم عاد برفقتها نحو البقية.

أخذا جين ولورا والدهما نحو السيارة، وقد عادوا الى منزل المزرعة.

جيمين عاد الى منزله هو الآخر حتى يترك لهم بعض الخصوصية العائلية، اما تايهيونغ فقد كان ينوي اللحاق بهم ولكن هيري إستوقفته:
- مهلاً تايهيونغ...أين ايرين؟!

- إنها في المنزل، هي لا تعلم بأني قد أتيت الى هنا، وإن علِمت فستغضب، لذا لا تخبريها بالأمر.
أجابها تايهيونغ، فعادت لسؤاله من جديد:
- كيف حالها؟ انا لم أرها منذ يومين!
كانت نبرة القلق والإشتياق تكسوا صوتها على صديقتها، فإبتسم تايهيونغ وربت على كتفها مطمئِناً إياها:
- لا تقلقي...إنها بأفضل حال، نحن نقضي وقتاً ممتعاً مع بعضنا البعض.

إبتسم جونغكوك بجانبية قبل أن يكتّف ذراعيه وينطق بخبث:
- أيُّ نوعٍ من أنواع المتعة تقصد؟! مالذي تفعلانه بصدق؟!

رسم تايهيونغ ذات الإبتسامة على شفتيه قبل أن يجيب:
- ما يفعله أي حبيبيْن...والآن، وداعاً سأذهب، من المؤكد انها تنتظرني.
رفع حاجبه الأيسر نحو صديقه المشدوه وحبيبته الفاغرة لفاهها بصدمةٍ قربه.

غادر بعد هذه الكلمات ليسمع صوت جونغكوك وهيري الصارخان من خلفه:
- هاااي تاي...هل تقصد المتعة التي ستنجبان بها طفلاً عما قريب؟

صرخ جونغكوك ببلاهة، فلكمته هيري لاعنةً إياه بينما تغلق فمه الثرثار بكف يدها...يبدو انه قد نسي كونهم في مستشفى!

ثم صرخت هيري بدورها والفضول يتآكلها:
- هل تتواعدان حقاً؟!

إكتفى تايهيونغ برفع إبهامه وهو يمشي نحو سيارته دون أن يستدير، فإرتخت معالم هيري وأُستُبدلت بأخرى حالمة ومبتسمة ببلاهة بينما تتكأ على كتف جونغكوك وتمسك ذراعه.

- آه لا أصدق! صغيرتي ايرين وجدت حبها الحقيقي.
وفور تلفظها بهذه الكلمات بدأت تصرخ، فكان هذا دور جونغكوك لإخراسها قبل أن يتم طردُهما.
- إخرسي يا مختلّة! انا أيضاً لا أفهم ما يحدث.

- لقد قال بأنهما يتواعدان، ألا تفهم؟!

- كلا لا أقصد انني لم أفهم هذا الجزء، ولكن ما لا أفهمه هو عدم عملي كعرّاف حتى الآن!..لقد تنبأت بحدوث هذا منذ يومٍ واحد وقد حدث فعلاً!
رمقته ببرود لجوابه الغبي، ثم صفعت مؤخرة رأسه قبل أن تجرّه معها نحو سيارته.

- أحياناً أشك أنّ لا عقل لك!

- انتِ من سلبتني إياه حبيبتي.
تحدث برومانسية مبتذلة، فقلبت عينيها بقلة حيلة.

__________________________

وصل أفراد عائلة كيم الى المنزل، وقد كان التوتر جلياً على محيا أبيهم.

الجميع يترقّب ما سيحدث وما هي ردة فعل والدتهم!

دخل تايهيونغ برفقته، ليجد والدته جالسة تداعب هولي في حضنها.

وسرعان ما رفعت رأسها نحوهما وقد سكنت ملامحها للحظات، تقدم زوجها بحزنٍ ووقف أمامها:
- عزيزتي...

أنزلت نظراتها وأبعدت هولي عن حضنها...إنها مشتتة.

وقبل أن تناظره هو رفعت عينيها المترددتين نحو تايهيونغ الواقف على بعد مترين منهما، والذي أومأ لها وإبتسم بلين حاثاً إياها على إجابته، وقد إمتثلت لطلبه.

وقفت بثبات، وحدقت بوجه زوجها الحزين والمتعب.

- انا آسف.
إعتذر بصوتٍ هامس وحزين، وقد كان يتوقع منها أن تصرخ وتبكي وتلومه دون توقف، ولكنها فاقت توقعاته!

إذ أنها إحتضنته بهدوء وربتت على ظهره قبل أن تهمس بخفوت:
- شرب الشاي من دونكِ كان مملاً...عزيزي.

إبتسم بعدم تصديق ليشدد على إحتضانها معبراً عن مدى شكره لصفحها عنه.

ثم فصل حضنها وقبّل جبينها قبل أن يهمس بدوره:
- انا آسف...صدقيني، الندم يتآكلني حد الموت!
انتِ زوجتي ووالدة أبنائي وحبيبتي.

سمعا صوت تصفير وصراخ وكذلك تصفيق...والفاعل بالطبع هو أبنائهم الواقفين من خلفهم بينما يراقبون ما يحدث.

قهقها عليهم، ثم إلتقت نظرات تايهيونغ المبتسمة بأبيه الذي حرك شفتيه بكلمة شكراً دون أن ينطقها...هو يعلم انه لولا تدخل إبنه لما كانت زوجته لتسامحه بهذه البساطة!

ناظر بعد ذلك زوجته المحتضنة لخصره والمسندة لرأسها على صدره بينما يبتسم بحب، وهي بادلته الإبتسام قبل أن تعود لرؤية ضحكات أبنائها المالئة للمكان.

سمعت هولي صوت جين، فبدأت تنبح بشكلٍ لطيف بينما تركض نحوه، أمسكها وإحتضنها ليقول بدرامية:
- آه حبيبتي هولي...والدكِ آسفٌ لأنه أهملكِ مؤخراً.
نبحت بينما تتكور في حضنه وهو يعتصرها، فضحكت لورا بسخرية ثم قالت:
- والدها؟! جيدٌ انك تعلم لأي فصيلةٍ تنتمي.
كانت غايتها المزاح لا أكثر، لكنه إنفجر ضاحكاً مخالفاً توقعاتها حول رد فعله، ليقول ببساطة وسط ضحكاته:
- حمداً لله اني تأكدت من سلامة عقلي عندما كنت أتخيل هولي وهي تناديكِ بأختي...لقد كان حقيقة!
تم قصفها بنجاح.

إنفجر تايهيونغ ضحكاً حتى سالت دموعه، وكذلك والديه...إنه الإبن الأكبر لعائلة كيم يا سادة! والبالغ من العمر ستةً وعشرين عاماً!

__________________________

تجلس على الدرج بينما تمسك دبها المحشو  وتخاطبه بعبوس:
- تاتا...أشعر بالملل! لقد تأخر تايهيونغ كثيراً!
بوّزت شفتيها وحدقت بالدب الصغير وعيناها ضجرتان.

لقد إنتهت من كل شيءٍ بالفعل وهو لم يعد بعد!

نظفت المنزل وأعدّت الغذاء وإنتهت من كل شيء، وهاهيذي تنتظر قدومه.

تأففت بضجر، ثم إستقامت حتى تغير ثيابها قبل أن يأتي ويجدها بملابس النوم!

ذهبت لغرفتها وإرتدت شورت قصير باللون الأزرق الكحلي مع كنزة بلون الزعفران الخريفي.

اما عن شعرها فقد سرّحته وتركته مسدولاً بشكلٍ جميل كما يحب هو.

وفي حين نزولها من الدرج سِمعت صوت فتح الباب، فإتسعت إبتسامتها وأسرعت في وتيرة سيرها.

قابلها وهو يخفي شيئاً ما خلف ظهره، وذلك بعد أن قام بتعليق معطفه قرب الباب.

كان يتأملها بإبتسامة عاشقة، وهي تتقدم نحوه طاردةً كل ما يزعجه.

عانقته بخفة، فطبع هو بدوره قبلةً ناعمة على جبينها، وما لبث أن سألته بتعجب:
- مالذي تخفيه خلف ظهرك؟

- أخفي أخواتكِ...
ختم جملته بإظهاره لباقة وردٍ مليئة بشتى الأنواع والألوان الجميلة.

إبتسمت بخجل، ثم أخذتها منه وإستنشقت رائحتها العطِرة.

- لكنكِ أجملُهنّ.
أضاف على غزله السابق، فطأطأت رأسها بحياء ووقفت على رؤوس أصابعها حتى تصل لوجنته مقبلةً إياها.
- شكراً لك...إنها جميلة.

وقبل أن تنزل أحاط خصرها حاشراً وجهه في عنقها وتمتم بخفوت:
- لا تشكريني...فجلب بستانٍ شاسع لزهرةٍ مثلكِ هو واجبٌ عليّ القيام به، فلا يجوز ترك زهرةٍ يافعة لوحدها!
ومع كل كلمةٍ نطق بها، كانت أنفاسه الدافئة تضرب عنقها بقسوة! وما كان أشد عذاباً من أنفاسه هو شفتيه اللتان حطّتا بلطف عليه سارقاً منه قبلةً رقيقة.

أخفت وجهها المحمر بين خصلات شعرها، لتقول بتلعثم بعد أن أفلتها:
- سأذهب لأجهّز الطاولة.
أشارت نحو المطبخ وهربت بسرعة تاركةً إياه يقهقه عليها...هو مدركٌ أشد الإدراك من انها خجلة للغاية الآن، وسيعمل على تخفيفه مع مرور الوقت حتى لا يكون عائقاً في طريقه.

صحيحٌ انه يحب خجلها هذا، ولكنه في ذات الوقت يجده حاجزاً فيما بينهما...فكل رجلٍ يحبّ رؤية الجانب الجريء من المرأة، ولو كان بشكلٍ طفيف.

اما عنها، فقد دخلت وأسرعت نحو الثلاجة منتشلةً قنينة ماء، تجرعت منها ثم أغلقتها وأخذت تكمد بها وجهها المحترق.
- سألقى حتفي بين يديه يوماً ما!
تمتمت لنفسها بعدم تصديق.

تجرعت القليل بعد من القنينة، ثم شرعت في تجهيز الطاولة كما قالت قبل قليل.

رتّبتها ثم وضعت تلك الأزهار في مزهرية مع بعض الماء حتى لا تذبل بسرعة.

اما هو، فقد غيّر ثيابه لأخرى منزلية مريحة، ثم نزل الى المطبخ، وقد أصدر أصواتاً تنمّ عن تلذذه برائحة الطعام الشهية.

- آه يبدو انه شهيٌّ للغاية!
إقترب من الطاولة ورفع غطاء إحدى الصحون فيتبين له الجابتشي مع الخضار واللحم.

إضافةً الى طبقين جانبيين آخرين وهما الكيمتشي والكيمباب.

سكبت عصير البرتقال الطازج لكليهما، ثم جلست وأمسكت بأعواد طعامها حتى تأكل، ولكنه قد سبقها بالفعل!

إبتلع ما تناوله للتو ليقول مادحاً طبخها:
- إنه لذيذ.

إبتسمت له بخفة، وأمالت رأسها كنوعٍ من الشكر، ثم نطقت إسمه بعد مدة وهي تأكل:
- تاي...

همهم لها بينما يمضغ طعامه، فقالت متسائلةً بحيرة:

- لقد أخبرني جين أنّ عمي جينهو كان يعرف هويتي، ولهذا السبب طلب مني العيش معكم.
ولكن كيف عرفني؟ فمجيئي تلك الليلة كان عن محض صدفةٍ لا أكثر؟!

- لأن جدتي هي من أخبرته.

أجابها ببساطة.

- جدتي؟!
تعجبت مما قال للتو، فأوضح لها كلامه أكثر، والذي علِمه هو الآخر من والده صباح الأمس.


Flash back:~

- كيف عرفت أنّ ايرين هي إبنة خالتي؟
تسائل تايهيونغ بنظراتٍ مستفهمة، وذلك بعد لحظاتٍ وجيزة من الصمت.

توقع والده سؤاله هذا لذا أجاب عليه بكل بساطة:
- قبل وفاة جدّتِك سويونغ أرسلت لي رسالةً مع شابٍ أخبرني انه جارها وإتضح فيما بعد انه الطبيب مين يونغي، طلبت مني في رسالتها تلك أن أبحث عن ايرين وأُؤويها في منزلي حتى ترقد هي بسلام، وقد ترجّتني كثيراً في رسالتها تلك رغم انها لم تتواصل معي منذ وفاة إبنتيْها!
ولكنني شعرت بضرورة التكفير عن ذنبي الذي لم يفارقني وقررت الموافقة، لهذا السبب طلبت منها العيش معنا وأصررت على ذلك كثيراً حتى وافقت.
اما بالنسبة لتقدمها للعمل في شركتنا وما الى ذلك كان مجرد صدفةٍ لا أكثر.

همهم تايهيونغ بخفة قبل أن يصمت برضاً تام...لقد بات يفهم كل شيءٍ الآن.

End flash back.

- آه هكذا إذاً...سأقتل ذاك اليونغي ما إن أراه!
حشرت أعوادها بقوة في صحنها وبملامح مكفهرة، ما جعل القابع أمامها يرفع نظراته نحوها.

- صدقيني...من المؤكد أنّ يونغي لم يكن يعلم مضمون الرسالة، لقد إختارته جدتي ليوصل الرسالة ولا شيء غير ذلك.
كلماته هذه جعلتها تفكر...وقد إلتمست الصحة في توقعاته، ستتجاهل الأمر فحسب.

- كيف حال عمي جينهو...يجب أن نذهب ونزوره اليوم؟
تجمد مكانه وإبتلع ما في جوفه ببطئ، رمش عيناه لهنيهة ثم قال كاذباً عليها...هو لا يريد أن يزعجها:
- لقد غادر اليوم...إتصلت بجين قبل قليل وأخبرني انهم عادوا به الى المنزل.

- حقاً!..وكيف حاله؟

- أخبرني انه بأفضل حال...حتى أنّ المشكلة التي كانت بينه وبين امي ريونغ قد حُلّت بالفعل.
جعلها تصدق كذبته البيضاء هذه بسهولة!

إبتسمت بسعادة لهذا الخبر وقد كانت فرحتها واضحة.

- يجب أن نزورهم...لقد إشتقت إليهم كثيراً.
طلبت بدلال فبعثر شعرها وأومأ بلطف بينما يقرص وجنتيها.

______________________

- آه هذا لطيف! انت مازلت محتفظاً بهذه الميدالية!
تمتمت إيونها بلطف حينما لمحت الميدالية المشابهة لخاصتها في هاتف بيكهيون.

إبتسم هو بخفة وقال:
- ولما سأرميها؟! انها تذكرني بذاك اليوم اللطيف.

- يالك من ظريف.

دفعت كتفه بإستحياء كالمجنونة بينما تقهقه.

كانا يجلسان في أحد المطاعم بينما يتناولان الغذاء، والناس من حولهما يتهامسون عن هوية هذا الشاب الذي معها.

فهي ممثلة مشهورة وقد لاحظوا خروجها معه أكثر من مرة...وهي لا تأبه لأقوالهم بالطبع رغم الشائعات التي ستداهمهما.

- ألا تشعرين بالضيق من حياة المشاهير هذه؟!
انا لا أحب التقيُّد في حياتي ولا أحب أن يتم تعقبي حيثما أذهب!
أشار بعينيه نحو الناس من حولهما، لتبوز شفتيها بضجر وتقلب عينيها.

- كلا انا معتادةٌ على هذا...كما وأنّ كلام الناس هو آخر همي!

يعجبه ثقتها بنفسها وكذلك شجاعتها وعدم إكتراثها لرأي الناس بها.

- متى ستنتهين من تصوير مسلسلكِ؟
سألها حتى يدردش معها، فأجابته على الفور:
- قريباً...نحن نوشك على الإنتهاء، فقد بدأ التصوير منذ ما يقارب الشهرين ونصف...إنه مسلسلٌ قصير.

همهم لها ثم إستفهم من جديد:
- هل لديكِ شيءٌ آخر لبقية اليوم؟

- كلا.

- وانا أيضاً...ما رأيكِ أن نتسكع سوياً؟
كان يترقب إجابتها بشوق وحماس الى أن قالت:
- بالطبع، لما لا.

نقطة أخرى لصالحه...

_________________________

نزلت من سلّم الطائرة، وإستنشقت نسمات الهواء العليلة التي داعبت خصلات شعرها السوداء وأطراف تنورتها بخفة.
- آه كم إشتقت لهذه النسمات...وأخيراً عُدتُ الى كوريا.

ضحِكت تلك الحسناء صاحبة العينين الباسمتين بغبطة، ثم أحكمت الإمساك على حقيبة ظهرها وصعِدت الحافلة التي ستقودها الى المطار.

حشرت سماعتيها في أذنيها، وشغلت موسيقى هادئة تناسب هذا الجو الغائم.

كان عليها إنهاء إجرائتها وإستلام حقيبة سفرها لمدةٍ لا بأس بها...وعلى عكس بقية المسافرين برفقتها، فهي لم تكن تنتظر أي شخص ليستقبلها او يُقلّها، لذا طلبت سيارة أجرة.

كانت تتأمل المناظر من النافذة بينما تبتسم بهدوء...شابةٌ يافعة وجميلة، بالإضافة لكونها متفائلة ومبتهجة على الدوام، وهذا يُطلِق إنعكاسه المنعش على مظهرها المريح.

وصلت لوجهتها ألا وهي دار المسنّين، دفعت للسائق أجره وإبتسمت له بلطف...هذه طبيعتها على الدوام.

وقفت تناظر تلك الدار من الخارج للحظات قبل أن تدلف إليها بقلبٍ مشتاق.

- المعذرة سيدتي.
خاطبت موظفة الإستقبال بأدب، فإبتسمت لها الأخرى وأجابت:
- تفضلي يا آنسة...فيما أخدِمُكِ؟

- في الواقع لدي جدتي هنا وأتيت لإخراجها...إسمها هان سوهي.
تعجبت لرؤيتها عقدة حاجبي الموظفة، والتي سرعان ما قالت لها:
- لقد غادرت منذ أسبوعٍ تقريباً.

وسّعت المعنية بالكلام او ما يُطلق عليها بإسم جيسو مقلتيها، وتأتأت بصدمة:
- مـ...ماذا؟! كيف غادرت؟! أين هي؟

- لا تقلقِ، لقد تبرع برعايتها شابٌ ثري، وهو الذي نقلها من هنا.
أجابتها تلك الموظفة، ولكن هذا لم يكُن كافياً بالنسبة إليها! هي لا تعرف من يكون او الى أين أخذ جدتها تحديداً!

فهِمت الآن السبب وراء عدِم إجابة جدتها على الهاتف، لأن في هذه الدار يخصصون أرقاماً معينة للماكثين فيها، وفور مغادرة أيٍّ منهم يتم إغلاق رقمه نهائياً.

رفعت شعرها ودلّكت جبينها تهدأ من روعها...هي لا تحب الإنفعال، لطالما كانت متفائلة ومحبّةً للهدوء والسكينة.

أخذت نفساً عميقاً معيدةً به إبتسامتها اللطيفة، لتعاود سؤال تلك الموظفة من جديد:
- سيدتي...هل تعرفين من يكون؟

- اجل، إسمه كيم سيوكجين.

- هل تمتلكون رقمه او أي شيءٍ يقودُني إليه؟
طلبت منها بلطف، فأومأت لها الأخرى قبل أن تخرج سجلاً ما.

أخرجت لها ورقة بها رقمه، فنسخته على الفور في هاتفها، ثم إنحنت بشكر للموظفة يليها خروها وهي تجر حقيبتها.

- والآن سأتصل به، أتمنى أن يجيب.
تمتمت مع نفسها وهي تصغط زر الإتصال، سمعت صوت رنين الخط، ثم صوت شابٍ بعد لحظات.

- مرحباً...من معي؟

- سيد كيم سيوك جين؟
سألته بأدب كطبيعتها دائماً، فأجابها قائلاً:
- أجل..من انتِ يا آنسة؟

- انا هان جيسو حفيدة الجدة هان سوهي...أنت تعرِفها أليس كذلك؟
عضت شاربها بترقب وضيّقت عينيها.

- آه إذاً انتِ هي حفيدتها...أهلاً وسهلا بكِ.

- شكراً...ولكن المعذرة، هل يمكنك إخباري عن مكانها؟ فأنا قد عدت للتو من خارج البلاد وبحثت عنها ولم أجدها، فعلمت من دار المسنين انك انت من تبرع برعايتها وإخراجها...شكراً لك على هذا سيدي.

- لا شكر على واجب، أين انتِ الآن، سآتي لآخُذكِ إليها.

- كلا لا تتعِب نفسك، أرسل لي العنوان فحسب وانا سأتكفل بالباقي، شكرا لك.

- كلا لا يجوز! يجب أن آخذكِ بنفسي، فهذا واجبي بما انني حفيدها أيضاً.

عقدت جيسو حاجبيها لما قال تواً...هل قال بأنه حفيدها؟! هل هو متعلقٌ بجدتها الى هذا الحد؟!

تجاهلت الأمر وقد كانت على وشك التحدث من جديد، إلا انه قال:
- أخبريني عن مكانكِ بسرعة، فأنا قد ركِبتُ السيارة بالفعل.

وُضِعت في الأمر الواقع وشعرت بأنّ الرفض سيكون تصرفاً غير مهذب مع رجلٍ له فضلٌ كبير عليها، لذا همهمت بقلة حيلة.
- لازلت أقف أمام دار المسنين.

- حسنا...إنتظريني هناك.

- حسناً، شكراً لك سيدي.

أغلقت الخط وقد جلست على أحد المقاعد الخشبية الموضوعة على جانب الطريق في إنتظار قدومه.

هي لا تعرف شكله ولا شكل سيارته، لذا سيستوجب عليها التركيز في كل المارين.

أما هو، فقد كذب حينما قال بأنه في سيارته!

كان لا يزال في غرفته حينها، غيّر ثيابه سريعاً وخرج ذاهباً إليها...تلك كانت طريقه في إقناع الغير دائماً.

إنه متشوق لرؤية حفيدة الجدة سوهي...

________________________

بعد أن غادر جونغكوك وهيري المستشفى، ذهبا لتناول الغذاء سوياً، ثم أخذها للجلوس أمام نهر الهان.

إشترى لها غزل البنات رغم انه هو من أكله وليس هي! فلنقل أنّ طعمه قد أعجبه وتمادى في التذوق قليلاً...

وهاهما يجلسان على حافة جسر بانبو الواقع فوق النهر بينما يؤرجحان قدميهما بإستجمام.

هي تتكأ على كتفه وتتأمل جمال المنظر بعد أن يئست من إسترجاع غزل البنات خاصتها، وهو يراقب لعب الأطفال من الضفة الأخرى للنهر بينما يأكل تلك الحلوى.

- هيري...
نطق بإسمها وهو يأكل، فهمهمت له.

- لما لا تنتقلين للعيش معي في منزلي؟

رفعت رأسها عن كتفه سريعاً، وعقدت حاجبيها بتعجب.
- لماذا؟!

- ببساطة لأن هذا ما يفعله كل الأحبّة.

شزرته بفاهٍ مفتوح وشكلٍ ساخر، ثم قالت:
- كلا ليس جميعهم...فنحن سنكون مثالاً على ذلك!

عادت لتتوسد كتفه بينما مطّ هو شفتيه عابساً ومقطباً حاجبيه.
- لما؟..ما المشكلة؟!

- لأنني وببساطة أعيش مع أخي، وانت تعيش مع عائلتِك.

- وإن يكن! لدي منزلي الخاص بالفعل! لا تدّعي الغباء هيري!
تذمر بحنق وهو يأكل آخر جزءٍ من الحلوى بينما يبعدها عن كتفه حتى يخاطبها وجهاً لوجه.

إنزعجت من دفعه، وإبتعدت عنه ترمقه بغيض.
- ما بك؟ لما انت مُصِرْ؟!

- ألا يجب أن نستقل! نحن لسنا طفليْن لنبقى في منازل أهلنا حتى بعد مواعدتنا!

أغمضت عيناها تُهدّء من روعها لكثرة إلحاحه المزعج...كل ما في الأمر هو انها ليست مستعدة للعيش معه من الآن!

يكفيها انها ستمضي بقية حياتها برفقته وتحت سقفٍ واحد! حتى أنّ شقيقها لن يسمح لها بهذه البساطة، كما وتريد منه البقاء رفقة عائلته لأطول مدة حتى يُحسّن علاقته بهم.

- شقيقي لن يسمح لي!
تحججت بهذه الكلمات، فرفع حاجبيه بأن لا بأس.
- لا بأس...انا سأكلّمه.

نظرت له بسخرية وأطلقت 'تشه' ساخرة قبل أن تضيّق عيناها.

- هل انت بكامل قواك العقلية؟! ألا تذكر انك كدت تبلل سروالك صباح هذا اليوم فقط لأنه إبتسم لك بشكلٍ مخيف!

أغلق فمه وحدق بها بفراغ...لِما يجب عليها أن تُخرسه دائماً!

أزفر بإنزعاج، ثم عاد للنظر نحو النهر متجاهلاً إياها.

أما هي، فقد شعرت بإنزعاجه، لذا قلبت عينيها بضجر...الآن عليها أن تراضيه كما يفعل الناس مع الأطفال!

إذ أنها إقتربت منه ولمست أرنبة أنفه بإصبعها، وقالت بصوتٍ لطيف:
- هل جونغكوكي حزين؟

عاش اللحظةَ والدور، فبوّز شفتيه وأومأ بعبوس، كتمت ضحكتها على طفوليته قبل أن تشد وجنته وتقبِّلها بلطف مراراً ثم تعود لسؤاله بذات النبرة:
- هل لا يزال جونغكوكي غاضب؟
إبتسم قليلاً لقبلاتها، ولكن ما إن عادت لسؤاله حتى عبس من جديد وأومأ مرةً أخرى.

تلبسها البرود لإنتهازيته...هي تعلم ما يريد، لذا تكتفت وقالت رافعةً حاجبها:
- مالذي تريده إذاً؟!

إبتسم بمكر وأدار وجهه نحوها بينما يبوز شفتيه بمعنى قبلة.

فدحرجت مقلتيها ثم قبلته قبلة سريعة وإبتعدت، لكنه تذمر بإنزعاج:
- هذا ليس عدلاً!

- بل هو العدل بأمّ عينه...ألا ترى أنّ هناك أطفالاً هنا؟!
وبّخته بحنق، فإكتفى بإغلاق فمه كالمرة الأولى وكانت هي الفائزة كالعادة.

قهقهت عليه وعادت لإحتضان ذراعه بحب...هي تحب هذا الطفل المدلل كثيراً رغم كل شيء.

- أحبُّك جونغكوك.

وسع عيناه، وفقد التواصل مع العالم من حوله...انها أول مرةٍ تقولها له منذ بداية مواعدتهما، وقد كان على وشك الإستدارة وسؤالها إن كان ما سمعه صحيحاً أم لا.

لكنها تنبأت بسؤاله مسبقاً وقالت له:
- لا تتحرك ولا تتكلم وإلا دفعتك في النهر!

تنهد بحنق وأغلق فمه للمرة الثالثة، بينما هي إبتسمت حتى كادت عيناها تختفي، كما وشدّدت إحتضانها لذراعه أكثر.

_________________________

جالسٌ في مكتبه ويقلّب صورهما بين يديه بمعالم مكفهرة ومنزعجة.

وسرعان ما رمى بتلك الصور على طاولة مكتبه العريضة وأغمض عيناه متنفساً بحنق.

كانت صوراً لإيرين وتايهيونغ عندما كانا سوياً في المتجر وبتلك الوضعيات...لم يرقه الأمر بتاتاً!

- حسناً كيم تايهيونغ...سنرى من سيفوز بها.
هسهس بتلك الكلمات وبتعابير قد خبأت في ثناياه ظلاماً دامساً...سيفعل المستحيل ليحصل عليها!


●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●

#يتبع...

- رأيكم بالبارت؟

- كلمة لتايهيونغ؟

- كلمة لإيرين؟

- كلمة لجين؟

- كلمة لجيمين؟

- كلمة للورا؟

- كلمة للسيد جينهو؟

- كلمة للسيدة ريونغ؟

- كلمة لجونغكوك؟

- كلمة لهيري؟

- كلمة ليونغي؟

- كلمة لبيكهيون؟

- كلمة لإيونها؟

- توقعاتكم للجاي؟

- نسبة حماسكم؟

لو تتذكرون بالبارتات الأولى قبل وفاة جدة ايرين، لما مرضت كثير ودخلت المستشفى وطلبت انها تشوف يونغي وهو راح لها، ترا بهذيك المرة اعطته الرسالة، واذا مو متذكرين ارجعوا لهديك البارتات واقرؤها.

وش أخباركم بعد كمية الرومانسية يلي بالبارت؟
ترا هالولد طلع مو بهيِّنْ!

والحين سمعوني زغروطتكم...واخيرا إرتبطوا وصاروا حبيبين رسميا😭

احسني وصلت للحظة المنتظرة وياكم.

طبعا هاد تريلر من الحلوة _soukook

شكرا حبيبتي عنجد حلو😍😘

وهلا خبروني...شو رأيكم بالشخصية الجديدة يلي طلعت بالبارت؟

ترا جيسو دورها مرة حلو وشخصيتها احلى كمان.

يلا خلونا نرحب بيها:

خبروني بصدق...الشخصية توقعتوها ولد او بنت؟

شو رأيكم بالغلاف الجديد تبع الرواية؟

على كل حال ننتقل وياكم لفقرة التشويقات...

*إسم البارت الجاي: تعارف وإرتباط.

*المقتطفات التشويقية:~

- لا أعلم...غداً سأذهب للمطار برفقة والداي حتى نستقبل شقيقي وأسرته.

~

-ولكن أفضل وقت لمشاهدة الأفلام الرومنسية هو عند المساء!

~

- دعنا نلتقي في وقتٍ لاحق إن كنت متفرغاً...أودُّ الذهاب في نزهة برفقتك أنت وجدتي.

~

- ولما لن توافق؟! انا طبيب ولدي منزلي الخاص وكل شيء...ستوافق ستوافق.

~

- توقف عن تكرار ذات الجملة! انت توترني!

~

- هناك فأرٌ كبير في المطبخ!

~

- كلا لا تفعل...معطفي ثمين وقد أُرسل لي خصيصاً من دار ديور للأزياء، ألا تفهم هذا؟!

~

- الظلام قد حل بالفعل! هل يمكنك الرؤية جيداً؟ أم أذهب لإشعال الأنوار؟

~

- أعدك بأني لن أتركك مهما حصل تايهيونغ.

~

- أنت ممتع للغاية! لطالما كانت هذه نظريتي تجاه المحققين والشرطيين، أنت لم تخيِّب نظرتي تجاهكم أبداً.

~

- تشان...أرسل دورية الى حي غانسو، هناك سيارة لتجار المخدرات اللذين أمسكنا بعددٍ من أفرادهم الشهر الماضي، أعتقد أنهم يتبعونني.

~

- تشبثي جيداً.

~

- ايرين؟!

إكتبوا شو فهمتوا هون👇

البارت الجاي رح يكون مكس بين اغلب الشخصيات، وكمان بيحتوي على مواقف ممتعة.

سو كونوا بالإنتظار.

بخصوص ولد كيم يلي صاير مز بشكل خطير بعد التسريحة الجديدة ولون الشعر الجديد😭😫


يلا أشوفكم بخير يوم السبت الجاي...باي👋

See you next time...

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top