17~بَحْرٌ مِنَ الْعَوَاطِفْ

قراءة ممتعة🖤

﴿ وَتَسْأَلُنِي مَا الْحُبْ؟ الْحُبُّ أَنْ أَكْتَفِي بِكَ وَلَا أَكْتَفِي مِنْكَ أَبَداً ﴾

- نزار قباني.

●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●

في صباح اليوم التالي...

- ايرين...سيُقلّكِ السائق الخاص بتايهيونغ الى الشركة كل صباح، ثم ستعودين برفقته في نهاية الدوام، وكذلك إن أردتِ الخروج لأي مكان لا تترددي في طلبه...حسناً؟
خاطبها السيد كيم بينما يهمُّ بالنهوض من على مائدة الإفطار ليذهب الى الشركة، فإبتسمت بخجل وقالت:

- شكرا لك سيدي، هذا لطفٌ منك.

لكنه عبس فوراً ووبخها قائلاً:
- ألم أخبركِ بأن لا تنادي سيدي! ناديني عمي كما إتفقنا بالأمس...حسنا؟

قهقهت برقة لتهز رأسها بالموافقة.
- حسنا...عمي.

- أوه يالكِ من لطيفة!..هل يمكنكِ مناداتي بعمتي أيضاً؟
تحدثت السيدة ريونغ بلطافة وتعابير متسائلة، لتبتسم الأخرى على ذلك قبل أن تحرك رأسها بالإيجاب.
- بالطبع عمتي.

وسرعان ما أمسكت المعنية بالكلام وجنتي الأخرى جاذبةً إياهما بلطافة.

شعرت ايرين بسعادةٍ لا مثيل لها على هذه المعاملة الحسنة والطيبة من الجميع.

وبالنسبة للمتجمعين حول المائدة الآن فهم السيد والسيدة كيم ولورا وايرين...اما جين وتايهيونغ فقد غادرا باكراً بعد أن تلقى تايهيونغ الردّ من صاحب الميناء بخصوص الحاوية ليلة البارحة.

وبالعودة لها فهي قد خرجت ووجدت السائق بإنتظارها فعلاً.

وما إن وصلت الشركة حتى ذهبت نحو قسم التصميم...لقد إشتاقت لعملها كثيراً، وكذلك هوسوك وميون، هي لم تلتقي بهما منذ أن ذهبت لبوسان!

وفور دخولها وجدت هوسوك يضع شيئاً ما على وجهه، ولم يكن سوى قناعاً تجميلياً للعناية بالبشرة، وهيري تتحاذق عليه وتستفزه كالعادة، اما ميون فقد كانت منغمسةً في العمل على حاسوبها ويبدو انه عملٌ شاق.

- إخرسي! هل تظنين بأنني أحمق لأصدق كلامكِ هذا!
بشرتي أهم من حياتك بأكملها إن لم يكن لكِ علمٌ بهذا!..كما وأنني مشهورٌ ويجب أن أحافظ على جمالي ونضارة وجهي على الدوام.
هل تعلمين؟..أول سؤالٍ يطرحه علي الصحفيون عندما أقابلهم هو مالذي تستعمله لبشرتك؟
ولكن أتعلمين أيضاً؟!..انا لم ولن أخبرهم بسري الجميل هذا أبداً ولو على جثتي!
فكل شخصٍ يريد أن يكون الأفضل دائما، لذا كوني شاكرةً لأنني أخبرتكِ بعضاً من أسراري تلك حتى تصبحي مثلي...أوتعلمين أيضاً للمرة الثالثة؟ انتِ لن تصبحي مثلي أبداً! لذا لا تحاولي.
ثرثرة هوسوك تلك وضحكته المستفزة كانت كافية بجعل هيري تنزع ذاك القناع الجاهز عن وجهه والذي وضعه للتو وتقوم بتمزيقه إرباً إرباً ثم تغادر المكان بكل بساطة تحت تحديقاته المندهشة والمصدومة مع فكه الذي كاد يلامس الأرض، او لنقل انه قد لامسها وإنتهى الأمر!

وما كان بوسع ايرين فعل شيء سوى الضحك عليهما.

إحتضنتها هيري ملقيةً عليها تحية الصباح قبل أن تغادر القسم لتأخذ هي بخطواتها نحو هوسوك الذي سمع الجميع صوت تحطم قلبه وميون التي تركت ما بيدها سريعاً لتقوم بتهدأته ومواساته، فهو يمر بحالة إكتئاب الآن لخسارته قناعاً غالي الثمن!

لكن ميون تركته بسرعة هي الأخرى عندما أتت ايرين...إحتضنتها بسعادة وإشتياق لغيابها الطويل وكذلك قامت بتعزيتها على وفاة جدتها.

شكرتها ايرين بلطف، ثم تقدمت نحو هوسوك الذي لا يزال ملقياً على الأريكة وكأنه يحتضر.

- هوسوكي...كفاك حزناً! قم، فأنا قد إشتقت إليك كثيراً.
فتحت ذراعيه لينظر لها وعيناه مليئةٌ بالدموع، ثم إحتضنها سريعاً مطلقاً العنان لعويله المزعج.
- آهٍ يا ايرين آه! انها شريرة ولئيمة دائماً!..لقد مزقته بدمٍ بارد ودون مراعاةٍ لأحاسيسي الهشة!

ربتت ايرين على ظهره، لتقابلها ميون التي تناظره بتعابير جامدة كما لو انها سئمت حالته الدرامية المزرية هذه في كل مرة.

- لا تحزن هوسوك...ما رأيك أن نذهب الى صالون التجميل نهاية الأسبوع كما إتفقنا سابقاً؟
إقترحت عليه وكلها أملٌ بأن يتوقف عن النحيب كالمجانين، وبالطبع كانت إستجابته سريعة!

- حقاً!؟..آه عزيزتي، انا لم أفضلكِ عنهم جميعاً من فراغ! كم أحب طريقة تفكيرك!
مزاجه ومعالم وجهه قد تغيرت مئة وثمانون درجة لكلماتها هذه.

حيثُ عاد لإحتضانها كما لو انها قد أسدت إليه معروف العمر.

وما كان منها إلا ان تعجبت من وضعه الغريب لتشير لها ميون بأنه مجنونٌ لا أكثر.

وبعد لحظات، إبتعد وأخيراً ليقف ويعدل هندامه بإبتسامة مشرقة.
- الآن أستطيع إخراج إبداعاتي الفنية الدفينة لأبهر العالم بقدراتي الخارقة في تصميم الأزياء!
كان يتحدث بثقة ونظراتٍ مفتخرة قبل أن يهز رأسه بإنطراب لكلماته ويتجه نحو مكتبه بنشاط.

___________________________

خرج جونغكوك للتو من الحمام بينما يجفف شعره بمنشفة، والأخرى يحيط بها خصره.

وما إن إنتهى من تجفيفه حتى وضع تلك المنشفة حول رقبته وإتجه نحو هاتفه ليجري إتصالاً.

- صباح الخير أمي.

- جونغكوك لما لم تتصل بي! لقد قلقت عليك كثيراً بني!

- لا تقلقِ أمي، كل شيءٍ بخير...هل يمكننا الإلتقاء في مكانٍ ما وتناول الإفطار سوياً؟

- بالطبع، ولكن لما لا تأتي الى المنزل؟!..يمكننا التحدث به أيضاً!

- كلا أمي لا أريد، دعينا نلتقي في مقهى بِينْ، حسناً؟

- حسنا...ولكن مالذي تريد التحدث بشأنه؟

- لا يوجد شيءٍ مهم، كما وقد إشتقت إليكِ وأريد رؤيتكِ.

- حسنا بني، أراك لاحقا...قبلاتي.
أصدرت صوت قبلات، ليبتسم بخفة قبل أن يغلق الخط.

وضع هاتفه وحدق بالفراغ لفترة، ثم تمتم لنفسه:
- يجب أن أفهم كل شيء...واليوم!

فتح خزانته وإنتشل منها ملابس عملية متمثلة في بنطال أسود وكنزة بيضاء لتقيه البرد في الخارج مع معطف من الجلد الأسود.

إنتهى من تحضير نفسه ليأخذ هاتفه ويهم بالمغادرة.

________________________

دخل الشركة للتو بهيئته الملفته كالعادة، فقابلته تحيات الموظفين من كل مكان بإحترام.

دلف مكتبه والتعب بادٍ على تعابيره بينما مرافقه الشخصي قد تبعه على الفور وقال:
- سيد تايهيونغ...لقد أخبرني السيد كيم انك ستغادر باكراً اليوم، لذا قمت بإلغاء كافة أعمالك من بعد الساعة الخامسة.

- حسنا..شكرا لك تايمين.

إنحنى تايمين ليغادر، ولكن قبل أن يخرج إستوقفه تايهيونغ الذي كان يدلك ما بين حاجبيه.
- من فضلك أحضر لي كوباً من القهوة.

- حاضر سيدي.

خرج وأغلق الباب خلفه ليترك ذاك الذي يغمض عينيه ويسند جذعه على كرسيه خلفه بإعياء.

وسرعان ما أدار كرسيه نحو النافذة وحدق نحوها بعمق، وقد تذكر أمراً ما لتوه.


Taehyung pov:~


لازلت لا أفهم لما طلب منها والدي هذا الطلب!

فمن المستحيل أن يتخذ قراراً كهذا فجأة!

وحتى إن كان قد خطط له من مدة، فلا أظن أنه بداعي الشفقة او شيء من هذا القبيل!

ولكن مهلا لحظة!..على حسب علمي انه لم يكن يعرفها إلا بعد قدومها في تلك الليلة!

إذا لما سيطلب منها البقاء بما انه لم يعرفها سوى تلك الليلة!

أنا لم أفهم أي شيء...ولكن هل يعقل أنها هي من طلبت هذا منه؟!

كلا كلا لا أظن هذا...ولكن الأمر يحيرني بحق!

انا أعرف والدي جيداً، وأعرف إن تفكيره وتصرفه في مثل هذه الأمور لا يأتي من فراغ.

ولكن يبقى سبب الطلب مجهولاً...ومع ذلك سأكتشفه ولو تطلّب مني الأمر التقرب منها أكثر.

End taehyung pov.

__________________________

جالت بعينيها أرجاء ذاك المقهى ما إن دخلته بحثاً عن إبنها، وما إن لمحت طيفه الجالس في أحد الزوايا قرب النافذة حتى تقدمت نحوه بخُطًا هادئة.

قبّلت وجنته بينما تحيط كتفيه من الخلف بإبتسامة حنونة.
- صباح الخير عزيزي.

إبتسم على الفور لمعرفته من تكون، فوقف بسرعة وإحاطها في حضنٍ مشتاق ثم قبّل جبينها.
- صباح الخير أمي.

ذهبت وجلست مقابلةً له، لينده هو على النادل حتى يطلبا ما يودان تناوله على الإفطار.

أخذ النادل طلبهما ليغادر على الفور، وبذلك أصبح المكان خالٍ من حولهما متيحاً الفرصة أمامه للتمهيد من أجل فتح ذاك الموضوع.

- إذاً...مالذي تود محادثتي بشأنه؟
تسائلت والدته بترقب، فصمت قليلاً قبل أن يناظرها بجدية ويجيب:
- أمي...أريد تفسيراً لكلام والدي تلك الليلة!

عقدت والدته حاجبيها بإستنكار قبل أن تتسائل بعدم فهم:
- عن أي كلامٍ تتحدث جونغكوك؟

- أمي...كلماته تلك لم تنفك عن التردد داخل عقلي، وقلبي لا يشعر بالإرتياح حيالها!
أنا أعني كلامه عني وعنكِ بعد ان حاول ضربكِ وانا أوقفته عن فعل ذلك...أريد فهم ما يقصد!
نبرته إعتلتها الجدية التامة بينما يحدق بعيني والدته بشكلٍ مباشر.

إرتبكت على الفور، وأشاحت بعينيها بعيدا عنه، وسرعان ما ردّت بتلعثم:
- بني هو...هو لا يقصد شيئاً...لقد تحدث هكذا لأنه كان غاضباً حينها لا أكثر.

لكنه إبتسم بسخرية لكلامها...هو يعلم جيداً انها تكذب عليه، ويعلم أيضاً بأن تلعثمها وكذبها هذا يؤكد صحة كلامه.

- أمي...كلانا يعلم جيداً أنه يرمي الى شيءٍ ما بكلامه ذاك، لكنكِ الوحيدة التي تمتلك الإجابة على سؤالي، وأتمنى أن تجيبيني بصراحة.

رفعت عيناها نحوه بنظراتٍ غير مفسرة...إنها مترددة، ولكنها تحدثت بالنهاية وبصوتٍ خافت:
- بني قلت لك بأنه…

- كلا أمي! لا تكذبِ أرجوكِ...أخبريني بكل شيءٍ لأني لن أمرر الأمر بسلام إن لم أعلم!
حتى وإن تطلّب الأمر سؤاله هو شخصياً، وليحدث ما سيحدث فأنا لم أعد أهتم!
نطق بنفاذ صبر، وقد إلتمست والدته الجدية التامة في نبرته، وانه لا تراجع من قول الحقيقة الآن!

لذا تنهدت بقلة حيلة قبل أن تعيد بصرها نحو إبنها المترقب، لتنطق بهدوء:
- قبل أن أنجبك كنت أتشاجر مع والدك بإستمرار،
تعلم...والدك طباعه حادة ودائما ما يسيء الظن وأنا كنت صغيرةً حينها.
على كلٍ...كنا نتشاجر دوماً وعلى أتفه الأسباب أيضاً، لم يكن لي أحدٌ أشكي له همي حينها سوى صديقٌ مقرب أعتبره كأخي تماماً...كنت ألتقي به وأشتكي له، وهو كان دائما ما يواسيني ويدعمني معنوياً ويطلب مني التحمل من أجل شقيقك نامجون الذي كان طفلاً حينها ولا ذنب له بما يحدث، كما وكان يخبرني بأنه لربما يأتي يومٌ يتغير فيه والدك ويصبح شخصاً أفضل، ولكن لم يتغير شيء عدى أنني بتُّ أكثر حكمةً وعقلانية من ذي قبل، وأصبحتُ أعرف كيف أتعامل معه، لكن والدك كان دائم الشك بي!
كان يرسل أشخاصاً لتتبعي ومراقبتي أينما أذهب، وقد علِم فيما بعد أنني ألتقي بصديقي ذاك، لكنه لم يحادثني في الأمر أبداً!
بل كان يسألني إلى أين كنت أذهب، وانا من فرط غبائي كنت أكذب عليه وأعطيه حُججاً لا متناهية وهو يعلم بذلك، لكنه فضّل الصمت والتصرف في الوقت المناسب، وبعد ذلك بمدة إكتشفت أني حاملٌ بك، كنت سعيدة للغاية، وأخبرت صديقي بهذا، وهو هنئني وطمأنني بأن والدك قد يتغير قليلاً بعد خبر حملي، وذلك لأن عائلته بدأت تكبر وقد يزداد تعلقه بي، ولكن على من أكذب!..أخبرته لكنه كذبني وإتهمني بأنني أخونه مع صديقي وبأنك لست إبنه!
عانيت كثيراً حينها، وكنت أبكي ليل نهار...أتوسله ليصدقني لكنه يرفض!
وبدل أن أعيش براحة في شهور حملي كنت أتلقى الشتم والذل وأحياناً الضرب إن تشاجرت معه.
كما وقد منعني من الخروج وإحتجزني داخل المنزل ظنًّا منه انه يعاقبني، لكنني لم أقترف أي ذنب!
أتى صديقي خصيصاً من أجل هذا الأمر، وأخبره بأنه مجرد صديق لا أكثر، وأنّ لا شيء آخر بيننا، لكن الشك لم يغادر عقله بعد...بل ظل على حاله الى أن أنجبتك...رفضك في البداية، وكم كان ذلك مؤلماً لقلبي، لكنني لم أسكت وأجريت تحليل الحمض النووي لأثبت له صحة كلامي وقد نجحت...أجل لقد صدّق بعدها، لكن تلك النزعة في عقله وقلبه من هذا الموقف لا تزال تراوده أحياناً ولست أعلم السبب،
لن أنكر أنّ طباعه قد تغيرت قليلا الآن، لكن هذا لا يعني انه قد تغير كلياً!
كانت تروي له حقيقة ما جرى مع عينان قد أطلقتا سراح بعض الدموع، وكل ما كان يفعله أثناء حديثها هو التحديق بالفراغ...لربما شعر بالصدمة او بعضٍ من البراكين وهي تثور بداخله!

هو لم يجبها...بل ظل يحدق بالفراغ دون نطق أي حرف!

شعرت بالخوف من صمته الغريب هذا، لذا نطقت بصوتٍ خافت مهتزّ:
- جونغكوك بني…

- أمي...لِما لم تخبريني بهذا من قبل؟
لما أخفيتي الأمر عني كما لو أنني غير موجود او لا قيمة لي بينكم؟ هل كل هذا لأنك تخافينه؟!
قاطع حديثها ونطق بوتيرةٍ هادئة تبثُّ الرعب في القلوب، ثم إختتمها بنبرةٍ مؤنبة حملت غصةً خفيفة.

- كلا بني الأمر ليس بهذا الشكل!
لم أرد إخبارك لأن الأمر بات من الماضي أولاً، وثانياً لأن هذا لن يزيد سوى من توتر علاقتك بأبيك، وانا لا أريد هذا!..جونغكوك لا تفكر بهذا الشكل، الوضع تغير الآن ووالدك يعلم بالحقيقة كاملة، لذا أرجوك لا تضخم الأمر ولا تفتعل المزيد من المشاكل!
توسلته بنبرةٍ أقرب للبكاء،  بينما شعر هو بأحاسيسٍ مبعثرة لم يعرف هيأتها او كيفية طردها من قلبه.

أشاح بحدقتيه عن والدته وصوّبهما نحو كفّها الذي يعانق كفه بحنان، ليعيد نظراته المشوشة بعد ذلك نحوها من جديد.

- أرجوك بني.
توسلته من جديد وعيناها تبرق بقطرات دموعها الغالية بالنسبة له، ليسرع في كفكفتها عن وجنتيها بيديه، ويقول ببحةٍ هادئة:
- من أجلكِ أمي...من أجلكِ انتِ فقط، فدموعك غالية ولن أسمح بإهدارها لسببٍ كهذا...أعدكِ.

وضعت يدها على أحد كفيه متحسّسةً إياهُ بحنان، ثم إبتسمت بإمتنان لكلماته.
- شكرا لك بني...أعدك بأن ما حصل لن يتكرر أبداً.

وما إن نطقت كلماتها حتى دنى نحوها يقبل جبينها، ثم إبتعد محدقاً بعينيها العميقة والتي ورث جمالها منها.

- لا تحزني أمي...كلنا أخطأنا كثيراً، وهناك أشياءٌ ندمنا على فعلها، لكننا نتعلم ونعتذر ونتغير...لسنا بلا عيوبٍ ولا أخطاء، فلا زلنا تحت مسمى إنسان، أما الآن لما لا نغير الموضوع ونتحدث عن أي شيءٍ آخر؟

قهقهت على تعابيره التي قُلبت فجأة، لتلمس أرنبة أنفه وتقول بلطف:
- لست أذكر أنني ربيت أرنباً او رغبت به عندما كنت حاملاً بك!
كان تعليقها على تعابيره وضحكته الشبيهة بالأرانب، فقهقه بدوره عليها دون أن يبعد حدقتيه عنها...إنها نقطة ضعفه أمام كل شيء.

______________________________

- تفضل.
أمر الطارق بالدخول بعد أن كان يوظب أغراضه من أجل المغادرة، فأطلّت برأسها من خلف الباب ثم دخلت بالتدريج والتوتر بادٍ على محياها.

فوجئ من قدومها لمكتبه  فنطق بنوعٍ من التعجب:
- ايرين!

- مرحباً.
حيته ببعضٍ من الخجل بينما تلوح بيدها، لذا تدارك نفسه وأجابها بدوره.

- أوه، أهلا بكِ.

وما لبث الصمت بينهما يطول فإذا بها تتنحنح قليلاً بينما تدعك رقبتها بخجل.
- في الحقيقة...لقد أخبرني والدك بأن أعود برفقتك لأن السائق لن يأتي اليوم وجين مشغولٌ قليلاً...هل ستغادر الآن؟

تسائلت وسط تحديقاته المتفاجئة نحوها لطلبها هذا...لن ينكر انه شعر ببعض التوتر فقط لأنها ستركب معه في ذات السيارة!

- أجل انا سأغادر...جهّزي نفسكِ ولنلتقي عند المرآب.
نطق وأخيراً محاولاً جعل نفسه طبيعياً قدر الإمكان، لتهمهم له بخجل وكم راقه ذلك.
- حسنا.

خرجت لتتركه بمفرده بينما يفكر بطريقةٍ لتقليل توتره، ولم يكن أمامه سوى أخذ شهيقٍ وزفيرٍ عميقين
قبل أن يغادر.

Irene pov:~

الساعة الآن الخامسة، وقد غادرنا للتو من الشركة.

وصلنا بعد فترة، وقد بدت طويلةً بالنسبة لي...ربما لأن التوتر كان رفيقاً لي طوال الطريق وهو من هيّأ لي ذلك.

و على كل حال شكرته على إيصالي:
- شكرا لك.

- العفو.

أجابني بإختصار، ليذهب كلٌ منا في طريقه.

دخلت غرفتي لأجد صندوقاً لا بأس به في الحجم موضوعاً فوق سريري ومرفقاً برسالةٍ صغيرة.

قهقهت بخفة على مضمونها، والتي لم تكن سوى من السيد كيم او لأناديه عمي جينهو كما طلب مني.

أخبرني فيها بأن الصندوق به فستانٌ لي من أجل حفلة الليلة، وبأنني سأبدو جميلةً به دون أي شك...أنا أحب لطافته كثيراً!

فتحت الصندوق بترقب، لأجد فستاناً باللون الأحمر الغامق، رفعته حتى أراه، وقد كان جميلاً للغاية.


تصميمه بسيط وفخمٌ في ذات الوقت، متمثلاً في كونه طويلاً وبه فتحةٌ من الأسفل تصل الى ركبتي.

كما وانه ملتصقٌ عند منطقة الصدر والخصر ثم ينساب بنعومة الى الأسفل.

أكمامه منسدلة على جانب الكتفين مُظهراً بذلك كامل الرقبة والأكتاف، ومرفقاً ببعض الإضافات كحذاءٍ ذو عكبٍ عالي وحقيبة بسيطة صغيرة وكذلك بعضٌ من المجوهرات التي لن تزيده إلا فخامةً وجمالاً.

وبالمختصر...لقد أعجبني كثيراً.

أما الآن فيجب أن أستعد وأستحم أولاً.

End irene pov.

__________________________


Taehyung pov:~

بعد أن عدت، أخذت حماماً منعشاً لأخرج وأباشر بإرتداء بذلتي.

إرتديتها، وقد كانت باللون الأسود، كما وتركت أول زرين من قميصي الأبيض مفتوحين لأعقد وشاحاً صغيراً حول رقبتي يجمع بين الأحمر والأبيض والأسود وألوان أخرى.

جففت شعري وبعثرته على غير العادة مع بعض التموجات الخفيفية.

ثم إرتديت قرطاً في أذني وكذلك ساعتي ورششت من عطري المعتاد...وبهذا أكون إنتهيت من تحضير نفسي.

أخذت هاتفي ووضعته في جيب سترتي، لأهم بالخروج وتفقد الأوضاع.

ذهبت إلى غرفة جين حتى أرى إن عاد هو الآخر أم لا لأجد انه يستحم.

جلست أنتظره، وقد خرج بعد دقائق معدودة.

على كل حال إرتدى بذلةً باللون الأبيض، ووقف أمام المرآة لِما يقارب النصف ساعة وهو يتغزل بجماله ووسامته الى أن أخبرته بأنه قد حان وقت الذهاب.

نزلنا الى الطابق السفلي وقد وجدنا الجميع ينتظرنا
ولكن...هي كانت شيئا آخر تماماً!

كانت كالوردة اليافعة بجمالها الذي عجزت عن وصفه، لم أكن أظن بأنها ستلفت إنتباهي الى هذا الحد!

ويبدو انني سرحت بها قليلاً وهذا قد جعل أختي الحمقاء تبتسم بخبث وتقوم بوكز خاصرتي بإصبعها.

- هاي...أعلم بأنها جميلة، ولكن نظراتك هذه ستفضحك صدقني، هوّن عليك يا رجل، فالسهرة لم تبدأ بعد!

أرسلت إليها نظراتٍ حارقة بعد ان صفعت مؤخرة رأسها، لتصرخ بألم وتتذمر:
- لما فعلت هذا أيها اللعين! لقد أفسدت شعري!

- لا تلعني يا صغيرة!
وبخها جين بنظرةٍ محذرة، لتعبس بإنزعاج وتسبقنا نحو الخارج بغضب.

أما انا...آه لست أعلم ما يحدث لي، لكنني لا أظنه أمراً جيداً أبداً!

حاولت التصرف بطبيعية، لذا خرجت انا أيضاً، ولكن ولسوء حظي الكريه قد صعدت لورا بسرعة رفقة جين قبل أن تخرج لسانها لي حتى تغيظني.

ووالداي سيذهبان في سيارتهما...

هذا يعني...انها ستأتي برفقتي!..آه سأقتلكِ لورا!

وبما أنني لا أقود في الليل، سأضطر للجلوس فقط وهذا ما سيزيد من توتري.

أعني...إن كنت سأقود فسأشغل نفسي قليلا، أما الأن! آه الرحمة!

يبدو انها لا تقلُّ عني توتراً، فقد كانت نظراتها مترددة نوعاً ما.

على كل حال ركبنا وغادرنا المكان، وطوال الطريق وانا أفرقع أصابعي...هذه عادةٌ لدي عندما أتوتر ولا أجد شيئاً يُلهيني.

ولن أنكر أيضاً انني كنت أختلس النظر إليها بين الفيّنة والأخرى...فجمالها فاتنٌ للغاية!

ومع كل هذا لم يتحدث أيٌ منا للآخر!

بقينا على ذات الحال الى أن وصلنا، فنزلنا وكحركةٍ نبيلةٍ مني أن قمت بثني ذراعي لها، وهي فهمت مقصدي لذا لفّت يدها حول خاصتي.

دخلنا على شكل ثنائيات...والداي أولاً وقد كانا لطيفين سويةً، ثم جين وتلك الحمقاء، إنهما أخرقين تماماً، ولن أستبعد أن يقوم بحملها على ظهره الآن، فهما يحبان أن يكونا غريبيْ الأطوار عندما يجتمعان...أتمنى أن لا يحدث أيٌ مما في بالي، لأنها ستكون فضيحة العام!

وأخيرا انا وهي...لست أعلم إن كنت انا من لاحظ ذلك فقط ام انها لاحظته أيضاً!
ولكن جميع الأعين قد وُجّهت إلينا بإعجابٍ واضح.

آه كم أود قتل أولئك اللذين يحدقون نحوها بشهوة!
لذا أسرعت بأخذها نحو أبعد طاولة عنهم وقد لحقني البقية بالفعل.

أخذت كأساً من الشامبانيا، فهي نوعيَ المفضل على أي حال...كما وسأشرب القليل فقط لأني أثمل بسرعة.

وبينما أحتسي شرابي بهدوء وأحدق بالحضور، أتى ذلك الحقير بإبتسامته اللعينة التي أمقتها!

لست أعلم، ولكن أتمنى أن أتمالك أعصابي ولا أقوم بلكمه وقتله أمام الجميع الآن!

وقف أمام طاولتنا، وإبتسم بتكلف وإستفزاز بينما نظراته لم تبتعد عني لثانية!

أعلم بأنه يود إثارة غضبي، لكنني سأتجاهله فحسب.

- اوه أهلا بكم عائلة كيم...يشرفني حضوركم لهذا الحدث المهم بالنسبة لي، شكرا على تلبية الدعوة.

آه عزيزي...عند قولك لجملة عائلة كيم كان يفترض بك النظر نحوهم جميعاً لا التحديق بوجهي كما لو كنت العائلة بأكملها!

إبتسم والدي ورحب به وهنّئه على إجتهاده...فهو لا يعلم هيئة مشاكلي معه بالتفصيل...هو يظنها مجرد غيرة زملاء، لكنها أكبر من ذلك بكثير!

- آه أهلا بك جيبوم، مباركٌ لك على هذا الإنجاز العظيم...أنت تستحقه بالفعل!

- شكراً لك سيد جينهو، ولكن الفضل يعود لروح المنافسة الشريفة التي بيني وبين إبنك على الفوز بها، أليس كذلك تايهيونغ؟

هو يحاول إستفزازي، وانا إكتفيت بالنظر نحوه بإستحقار وبرود دون أن أجيبه.

وما لبث أن تحدث، وكم وددت إقتلاع لسانه القذر على نطقه لهذه الكلمات:
- من لدينا هنا...من تكون هذه الجميلة؟

هو يقصد ايرين بالطبع...لن ألومها على عدم معرفتها لشخصيته، ولكنني لن أحتمل فكرة أن تجيبه او تبتسم له حتى!

لقد خجِلَت وإبتسمت بخفة وكم وددت قتلها هي الأخرى على هذا...لا يجب أن تبتسم له!

كان قد مد يده بغية تقبيل خاصتها، وهي كانت على وشك فعل ذلك، لكنني أمسكت يدها تحت الطاولة وأحكمتُ القبض عليها، لأجيب بدلاً عنها:
- هي سكرتيرتي الجديدة، ولا شأن لك بها!

نظر الجميع نحوي بصدمة لما قلته تواً، ولكنني لم أستطع تحمل أفعاله النذلة تلك وتحدثت دون أن أفكر!

أما هي، فقد كانت تنقل بصرها بين يدي التي تحكم الإمساك على خاصتها ووجهي المحتفظ بجموده،
وقد كانت نظراتها مصدومة ومستنكرة بعض الشيء.

معها حق...فكلامي لا يمت للواقع بصلة، وقد تقول بأني مختل!

اما هو فقد ناظرني بحاحبٍ مرفوع بينما يده لا تزال معلقةً في الهواء، ليبتسم بتكلف مديراً وجهه للجهة الأخرى قبل أن يستقيم بجذعه من جديد، وقد علم انني انا من منعتها عن رفع يدها.

الجميع قد غادر بالفعل...فوالداي قد لمحا والده وذهبا إليه ليهنئانه، اما لورا وجين فقد إنسحبا ببطئ نظراً لتوتر الوضع بيني وبين هذا النذل لاحقان بأبي وأمي...وبهذا بقي ثلاثتنا فقط!

لم يزل جيبوم تلك الإبتسامة عن شفتيه، ليخاطبني بنوعٍ من الإستصغار:
- رائع...يبدو أنك قد تخطيت تلك العقدة وفتحت قلبك من جديد!

- لا شأن لك بذلك.
أجبته ودمائي تكاد تفور من رأسي بينما إكتفت هي بالتحديق نحونا بعدم فهم.

- يبدو انك لم تقرر بعد...بالطبع لأنك جبان!

مهلاً لحظة...انه يتمادى كثيرا! لا يلمني أحدٌ إن هشّمت وجهه الآن!

- قلت لا شأن لك!
حمدا لله أني مازلت أحتفظ بصبري، لكنه سينفذ قريباً
وانا أُؤكد هذا!

- حسنا كما تريد...ولكن لا تنسى كلامي هذا، فالجبناء دائما ما يخسرون، والفوز للأشجع...حسناً؟

ألقى بهذه الكلمات نحوي ثم غادر.

ولكن هل يهددني الآن؟!

هل يعني بأنه سيلاحقها فقط من أجل إغاظتي!
ثم من أخبره بأنني أحبها او أواعدها مثلاً؟!
آه إلهي، إمنحني القليل من الصبر بعد!

- لما قلت هذا؟
سألتني بعد مغادرته بتعابير متعجبة، لأجيبها بينما أتجرع المزيد من كأسي:
- انتِ لا تعلمين مدى حقارته، لذا لا تسألي عن السبب!

ومن الجيد انها إكتفت بالصمت ولم تصر على معرفة الإجابة.

بعد فترةٍ وجيزة ألقى ذاك النكرة خطابه والذي كان يناظرني به طوال الوقت دون توقف.

وما إن أنتهى من ثرثرته تم تشغيل الموسيقى الكلاسيكية مع الأضواء الخافتة...اجل انه وقت الرقص.

لم أكن أرغب بالرقص...ولكن ما إن لمحت تقدمه نحونا وبالطبع علمت سبب مجيئه، سبقته وقلت لها:
- هل تسمحين لي بهذه الرقصة؟
وقفت ومددت يدي نحوها برقي، فإبتسمت بخجل ووضعت يدها بين خاصتي لآخذها نحو ساحة الرقص.

أشعر بالإستمتاع حقاً لمجرد رؤية الحقد والغضب في عينيه الآن.

لكنني لم أعلم بأنني وضعت نفسي في ورطة!

لم أدرك مدى حماقة طلبي إلا بعد أن عادت لي تلك النوبة...تلك النوبة التي ينبض بها كامل جسدي ما إن أقترب منها!

حاوطت خصرها النحيل بأناملي، وهي قد أحاطت عنقي بذراعيها الفاتنتين والناصعتين.

شعرت بكل خليةٍ من جسدي تصرخ لسبب أجهله!

عقلي يرفض الإستمرار، وقلبي يطلب المزيد...وانا كنت الضحية بينهما!

كما ولاحظت جيدها الناصع والفاتن لتوّي!
وخصوصاً مع لون فستانها الذي لم يزده سوى عذاباً لناظريْ!

لم أستطع إبعاد عيني عنه خاصةً مع رفعها لخصلات شعرها الفحمية للأعلى بإنسيابية متقنة.

وددت لو أخفيه عن الجميع وأمنع أي أحدٍ غيري من التمتع برؤيته.

وما كدت أتخلص من لعنة جيدها وكتفيها، حتى قابلني وجهها الفاتن...كل ما بها فاتنٌ بحق!

انها جريمةٌ من العيار الثقيل على قلوب كل الرجال!

عيناها الساحرتين...أنفها الحاد...شفتيها الآسرتين بلونهما النبيذي كحال فستانها تماماً...شعرها الحريري القاتم...عطرها المثمل...كل شيء بها يخطف الأنفاس!


بتُّ أعلم الآن أنني في مرحلة الخطر! وأنني قد أقع في شباكها، هذا إن لم أقع وقد فات الأوان بالفعل...لكنني مازلت أنفي ذلك!

أظن بأنها قد خجلت من نظراتي المتفحصة لكل إنشٍ بها لهذا، أشاحت بعينيها للأسفل...لكنني وضعت أناملي على ذقنها بخفة، فهي أرقّ من أن يلامسها الهواء!

حيث رفعت رأسها حتى يتسنّى لي التحديق بداكنتيها.
- تبدين جميلةً الليلة.

ولست أعلم كيف خرجت هذه الكلمات من فاهي، ولكن يبدو انها قد أعجبتها.

- شكرا لك...انت أيضا تبدو وسيماً للغاية.

لم أمنع نفسي من التحديق بشفتيها وهي تحركهم بإنسيابية ناطقةً بأجمل ما قد أسمعه لليوم.

فإبتسمت بجانبية قبل أن أجيبها بينما أناملي قد عادت للتموضع حول خصرها الذي حطم كياني:
- شكرا لكِ، وبالمناسبة...هذا اللون يليق بكِ كثيراً.

قهقهت بخجل، لأعلن إستسلام قلبي وبأعلى صوت!
- شكرا لك...عيناك هي الجميلة.

وفوق كل هذا تختتمها بوضع رأسها فوق كتفي بخفة مريحةً إياه بهدوء، ليكون ذلك آخر شيءٍ أميزه بعد أن توقف عقلي عن العمل كلياً!

في الحقيقة لم أشعر بمثل هذا الشعور من قبل، لكنه راقني...وكثيرا أيضاً!

أغمضت عيناي أمزج بين ألحان الموسيقى من حولي وألحان قلبي الذي يخفق بأعذب سمفونية من أجلها.

تلذذت بكل لحظةٍ الى ان توقفت الموسيقى لأفتح عيناي وقد لاحظت تواً أننا كنا نرقص بمفردنا بينما الجميع قد أخلى المكان من أجلنا.

دوى صوت التصفيق الحار، يليه صفيراً ولم تكن سوى لورا الحمقاء هي الفاعلة لترفع إبهامها بمعنى أحسنت.

كان الجميع يصفق لنا ويبتسم، وقد شعر كلينا بالخجل والإحراج...يبدو اننا قد إنسجمنا الى أن قطعنا إتصالنا بالعالم حولنا.

لكنني إبتسمت بنصر فور لمحي لذلك النتن وهو يحدق نحونا بكره...على الأقل أغظته كما فعل هو!

الآن يمكنني النوم بسلام...

وبعد ذلك بمدةٍ لا بأس بها إنتهى الحفل وعدنا الى القصر بنفس طريقة مجيئنا.

إلا أنّهذه المرة تحدثنا سوياً ولم نصمت كما البداية،
إنما تبادلنا أطراف الحديث وبكل أريحية.

كنت سعيداً للغاية، لكنني حاولت كبح تلك المشاعر حتى لا أؤذي نفسي...فبالنهاية أظن بأنها تكن بعض الإعجاب نحو شقيقي وهو يفعل المثل.

سأحاول جاهداً بأن أكون صديقاً لا أكثر...فتجاربي فاشلة في مثل هذه الأمور على أي حال!

End taehyung pov.


__________________________

Jungkook pov:~

أشعر بالملل والفراغ!

ورغم محاولتي للنوم مراراً إلا أنني لم أستطع!

إنتشلت هاتفي لأجد نفسي أتصل بها، كنت قد فقدت الأمل من الإجابة لكنها قد فعلت في آخر لحظة!


ويبدو من صوتها انها كانت نائمة وكذلك من إجابتها على رقمي، لأنني أجزم بأنها لم ترى المتصل حينما أجابت.

- مرحبا...من معي؟
وزادت من تأكيد ذلك بسؤالها.

- هيري...
نطقت بإسمها، ويبدو انها قد ميزت صوتي بفضل إجابتها المليئة بالكلام المعسول:
- جونغكوك! لما تتصل بي الآن أيها الأحمق؟!..مالذي تريده؟!

- لم أستطع النوم!
صرّحت بكل شفافية، لأتلقى تنهيدة يائسة من طرفها.
- وما شأني بذلك؟!

- هل تُجيدينَ الغناء؟
تجاهلت كلماتها وسألتها بهدوء.

- المعذرة؟!
ملأ نبرتها التعجب، فكررت سؤالي من جديد:
- هل تُجيدينَ الغناء؟

- كلا...صوتي سيء!
أجابتني وأخيراً، لأبتسم على صراحتها حول نفسها، والتي تفتقر إليها بقية الفتيات على خلافها.

- لا بأس...غني لي قليلاً.

- قلت لك انني لا أُجيد الغناء!
كررت إجابتها بنبرةٍ مؤكدة، لأعيد كلامي بنبرة مؤكدة أكثر منها:
- وانا قلت بأنه لا بأس...أرجوكِ غني لي.
طلبت بصوتٍ هادئ، وقد صمتت قليلاً قبل أن تبدأ بغناء تهويدةٍ ما.

إستمعت إليها قليلاً بينما أغمض عيناي براحة، ثم قاطعتها فجأة:
- صوتكِ جميلٌ ومريح...لما تقولين عنه سيء؟!

صارحتها بالحقيقة، لتجيبني بدورها:
- انت أول شخصٍ يخبرني بهذا!

إبتسمتُ بخفة لإلتماسي نوعاً من السعادة في نبرتها، لذا أكّدتُ  على كلامي والذي كان حقيقةً وليس مجاملة.
- انها الحقيقة...صوتكِ جميلٌ وقد أحببته.

- شكرا لك.
أعتقد أنّ هذه هي مرتها الأولى التي تقوم فيها بشكري، وهي لحظةٌ تاريخية بالنسبة لي!

- العفو...أرجوكِ غني لي حتى أنام.
طلبت منها، فتذمرت منزعجة.
- وهل أبدو لك كمربية أطفال لأغني لك حتى تنام!

قهقهت بخفة لا شعورياً، ثم أجبتها بوتيرةٍ مسترخية وهادئة:
- كلا انتِ لستِ كذلك، لكنني بحاجةٍ الى أن تغني لي حتى أنام، فأنا أشعر بالوحدة!

سمعت صوتها وهي تتنهد، وسرعان ما تحدثت بنبرةٍ آمرة:
- حسنا...ولكن أصمت حتى تنام بسرعة!

- حسنا حسنا...غني لي حتى تسمعي صوت شخيري.
مازحتها، فأجابتني بقلة حيلة:
- حسنا.

بدأت تغني لي الى أن شعرت بثقل جفناي، وكم شكرت نفسي على هذا الطلب.

فصوتها هو الشيء الوحيد الذي جعل النوم يزور جفناي بكل سهولة، لأنعم بأجمل نومٍ على الإطلاق بينما أتمنى أن يأتي ذلك اليوم الذي تغني فيه لي وهي بقربي وبين أحضاني أيضاً...

End jungkook pov.

●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●


#يتبع...

- رأيكم بالبارت؟

- رأيكم بشخصية جيبوم؟ وشو يلي بيعنيه بكلامه؟

- هل برأيكم رح يصير تنافس كبير بين تاي وجيبوم على شان ايرين؟ وهل رح يكون فيه مثلث حب غير متوقع؟

- جونغكوك ومشاعره الحقيقية تجاه هيري؟ وهل بتتوقعوا يحصل على قلبها بسهولة او في ضريبة لكل شي؟

- قصة جونغكوك المؤلمة في صغره ورأيكم بموقف أمه؟

- تايهيونغ ومشاعره المبهمة ويلي مو فاهمها تجاه ايرين؟

- لورا ودعمها لعلاقتهم😂؟

- توقعات تايهيونغ الأخيرة عن علاقة ايرين بشقيقه؟ وهل حيتخلى عنها بهاي السهولة لو كان يحبها فعلاً؟

- توقعاتكم للجاي؟

شو أخباركم بعد الجفاف العاطفي😁

طبعا الصور يلي عملتهم بيمثلو أشكالهم بالحفلة وانتو عارفين هالشي، بس ما لقيت صورة لإيرين بفستان أحمر لأني ألّفت التصميم من مخي..لكن انتو بتعرفوا قد إيش هي جميلة بالواقع.

خلاصة الموضوع اني طلعت نسخة هوسوك😂

انتو بس تخيلو الفستان وأعطوني رأيكم.

وهاد جيبوم المز ولد قوتسڤن:

وبمانسبة قدوم العيد فحابة أهنيكم وأقلكم كل عام وانتو بألف خير وصحة وسلامة يا رب، وإن شاء الله يعود علينا وعلى كل أمة المسلمين بالخير والسلامة يارب🤲

تقبل الله صيامكم وإن شاء الله عيدكم مبارك💕





لنا لقاء قريب بإذن الله💕

See you next part...


Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top