13~النِّهَايَةْ وَالْبِدَايَةْ؟!


قراءة ممتعة💚

﴿عَسَى وَلَعَلَّ الدَّهْرَ يَلْوِي عِنَانَهُ...وَيَأْتِي بِخَيْرٍ فَالزَّمَانُ غَيُّورْ...وَتَسْعَدُ آمَالِي وَتُقْضَى حَوَائِجِي...وَتَحْدُثُ مِنْ بَعْدِ الأُمُورِ أُمُورْ﴾

- راقتني💫


●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●

Hirey pov:~

وصلت الى الحي الذي تقطن به ايرين، لأباشر السير بهدوء وعقلي شارذ بملايين الافكار المشؤمة، الى أن وجدت نفسي أقف أمام منزلها .

ولست أعلم كيف إستطعت المشي والوصول الى هنا بوضعي هذا!

فتحت الباب بعد تردد، والذي أمتلك نسخةً من مفتاحه بالفعل.

دخلت...ولكن ما رأيته لم يكن ساراً أبداً!

فكل ما قابلني هو ايرين التي تمسك الهاتف بصدمة وعيناها مترقرقة بالدموع.

تجمدت مكاني لتخمين السبب وراء منظرها هذا!
يبدو أنّ الطبيب تشوي أخبرها بما حدث.

لذا هرعت إليها بسرعة أضمها الى حضني، فأجهشت هي بالبكاء.

- ستكون بخير، لا تقلقي.

شددت على إحتضانها أكثر، بينما أحاول حبس دموعي بمشقة، لا أريد أن أبدو ضعيفة أمامها بينما أطلب منها أن تكون قوية!

وبعد حين، أخذت أجهز أغراضها برفقتها، ولم أكترث لنفسي أبداً، فعلى كل حال لدي بعض الثياب في منزلنا ببوسان.

إتصلت بعد ذلك بميون، وطلبتُ منها أخذ إذنٍ لنا من العمل بسبب بعض الظروف العائلية المستعجلة

أصرت على أن تعرف بعد أن تملكها الخوف، لذا سردتُ لها ما حدث بإختصارٍ تام.

خرجنا وبدأنا بالبحث عن سيارة أجرة، وقد وجدنا واحدة بالفعل.

طلبنا من سائقها ان يأخذنا نحو محطة الحافلات بما أنّ الذهاب عبر القطار سيتطلب تذاكر ونحن لم نحجز بعد، والوضع مستعجلٌ جداً!

الطريق كان طويلاً للغاية فقد إستمرت الرحلة لساعات.

غفت خلالها إيرين على كتفي بعد أن بكت لوقتٍ طويل، وإستمر الوضع على ذات المنوال الى حين وصولنا، فوجدنا يونغي ينتظارنا عند المحطة.

ذهبنا برفقته الى المستشفى، وكان موعد وصولنا عند الثانية بعد منتصف الليل.

دخلنا الى المستشفى ولحقنا به، فوجدنا كلاً من ابي وامي يجلسان على مقاعد المستشفى في ذاك الرواق الفارغ.

غادر يونغي بعدها؛ ربما للبحث عن الطبيب تشوي او لتفقد الأوضاع بما انه طبيبٌ هو الآخر.

أما عني...فقد إنفطر قلبي لرؤية ايرين الواقفة أمام النافذة الزجاجية بينما تراقب جدتها المستلقية بهدوء، والاجهزة تحيط بها من كل جانب.

وسرعان ما عادت للبكاء من جديد، فأخذتها امي في حضنٍ دافئ حتى تُهدّأها، بينما إكتفيت بالتحديق لحالها وانا أتألم...ليس بيدي شيءٌ لأفعله.

كنت على حافة الإنفجار باكية، لكن ابي أشار لي برأسه أن لا اضعف أمامها، أن أتحلى بالقوة حتى أمدها بها، لذا إستدرت وغادرت المكان بعد أن أدركت عدم قدرتي على الصمود أكثر!

أصبحت أمشي في أروقة المستشفى من دون وجهةٍ، وأبكي كلما عادت لي أحداث ما جرى.

وبعد لحظاتٍ مؤلمة من الضياع في أفكاري، قررت التوقف وأخذ كوبٍ من القهوة علّه يمدني بالطاقة وينشط عقلي ولو قليلا، فأنا لم أنم حتى هذه اللحظة!

وفي طريقي، لمحت عجوزاً مقعداً يحاول دفع كرسيه المتحرك، لكنه كان خائر القوى ويبدو عليه التعب الشديد، لذا ذهبت لأساعده بسرعة.

- لا عليك...قل لي أين تريد الذهاب وسآخذك.

إبتسم لي بطيبة وربت على يدي الممسكة بمقبض كرسيه قبل أن يجيب:
- شكرا لكِ يا إبنتي...خذيني الى الحديقة.

أومأت برأسي وأخذته كما طلب مني، إذ توقفت به قرب شجرة كرزٍ مزهرة جميلة، ثم جلست على مقربةٍ منه بينما أتنهد بيأس كل ثانية.

إستشعر حزني وشروذي، فسألني بنبرته الحانية:
- ما بكِ يا إبنتي!..لما انتِ حزينة؟

أطلقت تنهيدةً أخرى كانت أطول من سابقتها، وأجبته بوهنٍ وضياع:
- حزينة لأن صديقتي وتوأمة روحي تعاني بسبب هذه الحياة القاسية!

وما إن أنهيت كلماتي الممتزجة بالضعف، حتى أمسك بيداي راسماً إبتسامة دافئة قد بثت الأمان في قلبي.

- الحزن لا يليق بكم انتم الشباب!
الحياة لا زالت طويلة أمامكم ومليئة بالعثرات التي ستخلف الجروح في أرواحكم!..لذا يجب عليكم أن لا تحزنوا من الآن، إستمتعوا بكل لحظةٍ تعيشونها، فهي لن تتكرر مجدداً، وقد لا تجدون من يُحيِيها معكم!
انتم في عمر الزهور، لذلك لا تسمحوا للحياة بأن تضعفكم فتمسون ذابلين منذ الصغر!

لامست كلماته قلبي فرفعت عيناي إليه، شعرت انه يخبئ حزناً كبيراً خلف إبتسامته الدافئة تلك، ولكن سرعان ما أضاف:
- انا عشت شباباً رائعاً...مرحت ولهوت هنا وهناك، ثم إلتقيت بحب حياتي وتزوجت بها، عشت معها بسعادة وأنجبنا أربعة أطفال، وكنا سعيديْنِ للغاية بتكويننا لمثل هذه العائلة اللطيفة والجميلة.
ولكن...كما يقول المثل، السعادة لا تدوم طويلاً!
فهانذا عجوزٌ مريض ووحيد لا يقوى على المشي حتى!

إلتمست الأسى في نبرته، وكذلك نظراته الخائبة.

إنتابني الفضول حوله ولما هو بهذا الوضع الآن، فسألته بحيرة:

-ولكن لما تقول انك وحيد؟! مالذي حدث لزوجتك وأبنائك؟!

- زوجتي توفيت بعد خمسة عشر سنة من زواجنا،
تملكني الحزن والأسى لفراقها، ولتركها لي انا وأبنائي وحدنا...عانيت كثيرا، لكنني قررت التحلي بالقوة والصبر من اجل أبنائي، وأن أعوضهم حنان والدتهم التي فقدوها في سنٍ صغير، فهم آخر ذكرةٍ لي من بعدها، وعليّ أن أكافح من اجلهم.
إبني الكبير كان يحلم بدراسة الهندسة، وقد شجعته وعملت ليل نهار لأدخر المال حتى أتمكن من إدخاله الى جامعة مرموقة وأحقق حلمه، أما أبني الآخر وإبنتاي فقد كافحت لتربيتهم وحلمت برؤيتهم كباراً...مرت السنين وشائت الأقدار بأن حقق أبني الاكبر حلمه، وأصبح مهندساً ناجحاً، وعلى خلاف ذلك فأبني الآخر قد آل إليه الحال سكيراً ومجرماً...لقد فشلت في تربيته للأسف!
أما ابنتاي، فقد تزوجت الأولى من شاب غني تحبه وعاشت سعيدة برفقته، والثانية سافرت لتعيش بالخارج، ومع كل ما فعلته من اجلهم ذهبو وتركوني وحيداً! ما عدا ابنتي التي تقيم هنا، فهي تبعت لي بحاجياتي ومستلزماتي، وتدفع تكاليف بقائي بالمستشفى، ولكن ما فائدة ذلك إن كانت لا تزورني او تطمأن علي حتى! انها تخجل من كوني والدها امام زوجها وعائلته بما انني رجلٌ فقير وبسيط على خلاف عائلة زوجها، وبقية أبنائي لم أسمع عنهم شيء منذ دخولي الى هذه المستشفى.
من يعلم...قد يكون ابني المهندس رجلا غنياً الآن ويعيش بسعادة، وربما ابني الاخر مسجون او يعيش كالبهائم، وابنتي التي بالخارج ربما لم ترجع بعد وقد تكون تزوجت هناك وعاشت بسعادة هي الاخرى!
لكنني شاكرٌ لنفسي على عيشي لكل ما أحب في اول حياتي...لم ولن أندم على ذلك أبداً.

ترقرقت عيناي بالدموع لسماع هذه المأساة، انا حقا أشعر برغبة جامحة في قتل كل أبنائه على نكرانهم لجميله، ونسيانهم له بهذه البساطة...انه...انه والدهم بالنهاية!

- كوني قوية من أجل صديقتكِ، فهي بحاجة إليكِ، خصوصاً في مثل هذه الظروف.

كنت أستمع إليه وأشعر بأن كل كلمة ينطقها لم تزيدني إلا عزيمةً على التشبث بها ومساندتها حتى النهاية.

إستُبدلت ملامحي الذابلة بأخرى مبتهجة من أجله على الأقل، لأقول:
- شكرا جزيلاً لك، كلامك هذا قد شجعني وأعاد ترميمي...انا فعلاً ممتنةٌ لك ايها الجد.

مسح على يداي اللتان لازالتا متموضعتان بين كفيه الضعيفتين وناظرني بنظرةٍ مِلؤها الإمتنان مع ابتسامة دافئة أظهرت ما خلّفه الزمان على محياه.
- العفو يا ابنتي...أتمنى أن تتذكري كلامي جيداً، وأن تتخذي منه عبرةً تهتدين بها في طريقك الطويل، وبالمناسبة...ناديني بالجد موتشان، حسنا؟

إبتسمت وهززت رأسي بخفة، ثم قلت:
- وانا أدعى هيري.

ضحك بخفة ليربت على رأسي برفق.
- إسمكِ جميلٌ وغريب.

وتزامناً مع إنهائه لكلماته، أتت فتاةٌ شابة نحونا، ويبدو من لباسها انها ممرضة.

- أيها الجد موتشان، اين كنت؟! لقد بحثت عنك طويلاً وخفت أنّ مكروهاً قد أصابك!
تحدثت تلك الممرضة ملتقطةً أنفاسها بينما تضع يديها على خاصرتها وتوبخ الجد موتشان بلطف.

- لم أذهب بعيداً! هانذا أجلس في الحديقة، ولست وحدي كما ترين!

تذمر الجد لأضحك عليه بخفة، ومالبث أن تحدثت تلك الممرضة من جديد بينما لا زالت توبخه

- ولكن لِما لم تخرج إلا في مثل هذا الوقت من الليل؟!
ماذا إن مرضت!

كان على وشك التذمر من جديد، ولكن قبل أن يتكلم تحدثت انا:
- لا تقلقي...لقد كنت برفقته طوال الوقت، كما اننا قد خرجنا منذ وقتٍ قصير، لذا لا ضير في ذلك.

همهمت لي بتفهم، ثم توجهت نحو كرسيه بغية التحرك به نحو الداخل.
- شكرا لكِ...ولكن المعذرة، هل انتي قريبته؟

- كلا، انا لـ...

كدت أجيبها لولا مقاطعة الجد موتشان لي بقوله:
- اجل، انها حفيدتي.

نلظرته بدهشة، ولم أعرف ما أقول سوى انه قد إلتقط عدوة بردٍ أثرت على عقله!

وبينما لازلت أحدق بغباء نحوهما، تحدثت الممرضة بإبتسامة مشرقة ذكرتني بخاصة هوسوك:
- تشرفت بمعرفتك...انا يون كيونغ، إسمي طويل نوعاً ما، لذا يمكنك مناداتي يون فقط، وانتي...ما إسمكِ؟

كنت احدق بها، ومن ثم أنزلت بصري نحو الجد موتشان، والذي غمزني بمعنى تحدثي وأنهي التمثيلية.

لم اشأ أن أخيب ظنه، فلطالما تمنى أن يكون أحد أقربائه بقربه، لهذا إدّعى انني حفيدته.

- انا هيري، تشرفت بمعرفتكِ أيضاً.

- هيا بنا، فلنذهب الى غرفتك، يجب أن تنام وتأخذ قسطاً من الراحة، كما أنّ موعد الدواء قد حان.

دفعت كرسيه للأمام بعد أن حاورته بلطف...انها ممرضة ممتازة بأسلوبها المراعي مع المرضى، خصوصاً كبار السن.

يبدو أنّ الجد لا يريد الذهاب، ولكنه فضّل الصمت، فهذا يبدو واضحاً من تعابيره المنزعجة وتأففه مِراراً وتكراراً.

ورغم ذلك ،لوّح لي، ثم ذهب برفقتها، لأبقى وحدي على ذاك الكرسي الخشبي أسفل نجوم السماء اللامعة.

تذكرت انني لم اشرب القهوة بعد...آه لقد نسيت أمرها تماماً!

لذا نهضت وسرت نحو كافيتيريا المستشفى بتثاقل،
وفي طريقي إتصلت بي ميون...كانت تسأل عن ايرين، ويبدو عليها القلق من نبرة صوتها.

طمأنتها، فأنا لا أريدها أن تشغل بالها أكثر، لأني لا اعلم كم سيطول بقاؤنا ببوسان.

أخذت قهوة لي وللبقية، فوضعهم لا يقل عني سوءً على أي حال...الجميع لم ينم أبداً!

كما وقد أخذت قارورتيْ ماءٍ ايضاً، صعدت للأعلى، فوجدت ايرين نائمة في حضن امي بينما ابي يحاول إيجاد يونغي.

- ألم تري يونغي في طريقك؟
سألني ابي عنه، ولكنني لم أره منذ ذهابه.
- كلا، لم أره.

ناولته كوب القهوة، فأخذه مني وربّت على كتفي قبل أن يهم بالذهاب قائلاً:
- سأذهب للبحث عنه...إبقي بجانب والدتكِ وإيرين حسنا؟

همهمت له ثم جلست بجانب امي، إستيقظت ايرين بعدها بدقائق وهي تهذي بهلع:
- جدتي لا...أرجوكِ لا ترحلي...جدتي!
كان تنفسها مضطرب، وقد كان واضحاً أنّ كابوساً مزعجاً يداهم أحلامها، لذا ربتت امي على ظهرها بخفة، بينما تتمتم لها بكلمات مهدأة، وأنا ناولها قارورة الماء.

End hirey pov.

_________________________

بعد مدةٍ عاد السيد مين برفقة يونغي والطبيب تشوي، وفور أن لمحتهم ايرين أسرعت نحوهم.

- طبيب تشوي...هل هناك أي مستجدات؟
أعني جدتي...هل ستكون بخير؟! هي لم تستيقظ بعد!
كانت نبرة صوتها مملوءةً بالخوف والتردد.

- لا يمكنني الإجابة الآن، لأنها لا تزال تحت الملاحظة تحسباً لأي ظرفٍ طارئ! فهذه النوبة قد تتكرر في أي لحظة، لأن وضعها غير مستقر ومؤشراتها الحيوية في حالةٍ مضطربة، أظن انها قد تستيقظ في أي لحظة الآن، لكننا لن نستطيع إخراجها من غرفة العناية خوفاً على سلامتها.
تحدث الطبيب تشوي بينما يمسح نظاراته الطبية بمنديله، والأخرى تستمع له بإنتباه.

- ولكن ما سبب تعرضها لهذه النوبة القلبية؟
تسائلت ايرين بنبرةٍ راجية ومتحشرجة إثر تلك الغصة العالقة في حلقها والمنذرة بغيثٍ من البكاء.

- جدتكِ تمتلك قلباً ضعيفاً، والإجهاد الجسدي وكذلك النفسي قد يسببا خطراً جسيماً على صحتها.
كان من المفترض أن تتوافر لها جميع سُبل الراحة!
ولكن يبدو انها قد أرهقت نفسها جسدياً لتتناسى ألماً نفسياً...أما بالنسبة لحدوث مثل هذه النوبة وتكررها، يكون بسبب بذل مجهودٍ كبير ولوقتٍ طويلً أيضاً، وبالتالي سيُرهق الجسد ويتعب، وهذه كلها من ضمن العوامل المحفزة لزيادة خطر الإصابة وتكررها بشكل أسوء، والذي سيشكل خطرا كبيراً على حياة المريض، وكذلك عدم أخذها للدواء الذي وصفته لها في المرة السابقة يُعدُّ أحد أسباب الإصابة.

- لقد إشتريت لها الدواء بالأمس...ولكن هل تعني انه إذا ما أخذت الدواء لن تتكرر لها ذات النوبة؟
صوتها كان مهتزاً أكثر وعيناها قد إغرورقتا بالدموع، ولكن يونغي هو من أجابها هذه المرة بينما يربت على كتفها:

- صحيحٌ انني لست طبيب قلب، لكن أظن انه لن ينفع الآن، لأنها قد تعرضت لنوبة شديدة ومن أول مرةٍ أيضاً، ربما يمكنها المداومة عليه بعد تحسن صحتها وتجاوزها لمرحلة الخطر...أليس كذلك طبيب تشوي؟

- كلامك صحيح، نأمل أن تتحسن صحتها بأسرع وقت
وتزامناً مع إنهاء حديثه، خرجت إحدى الممرضات من غرفة الجدة، لتتحدث برسميةٍ الى الطبيب:
- طبيب تشوي...لقد إستيقظت المريضة.

إتسعت إبتسامة ايرين، ولمعت عيناها بدموعٍ لم تعلم إن كانت لغبطتها أم لحزنها.
- حقاً! هل يمكنني رؤيتها؟

- سأدخل أولاً لتفقد وضعها وبعدها يمكنكِ رؤيتها...حسنا؟
حادثها الطبيب تشوي بإبتسامة عفوية على غبطتها لِما سمِعت تواً، فهزت رأسها مِراراً قبل أن تجيبه والإبتسامة تشق وجهها:

- أجل بالطبع، شكراً لك.

- العفو، هذا واجبي.

وبعد دخول الطبيب الى غرفة جدتها، بعثر يونقي خصلات شعرها بيد، والأخرى متموضعة داخل جيب ردائه الأبيض بينما يبتسم بسعادة.
- هل انتِ سعيدة الآن؟

إجابتها له كانت متلخصةً في إيماءة صغيرة يليها حضنٌ دافئ وممتن...لقد إحتضنته من السعادة، وهو قد بادلها بحنان، فلطالما كان يونغي بمثابة أخٍ لها منذ أن كانت صغيرة.

بقيا على هذه الوضعية لمدة، الى أن فصله يونغي ليستأذن مغادراً المكان بعد أن ربت على رأسها بلطف.

إحتضنتها هيري ووالدتها فيما بعد، ليخرج الطبيب تشوي مقاطعاً عناقهم.

- وضعها قد تحسن ولم تعد بحاجةٍ للبقاء في العناية،
سننقلها الى غرفةٍ أخرى...يمكنكم رؤيتها بعد أن ننقلها الى الغرفة الجديدة.

همهموا له، ليغادر برفقة السيد مين لإتمام الإجراءات، بينما نقل الممرضون الجدة وهي مستلقيةٌ على سريرها المتنقل بضعف.

شدت هيري على يد ايرين الممسكة بها عند رؤيتها لحال الجدة وكذلك حال ايرين.

كانت نظرات الجدة مصوبة نحو حفيدتها بضعف ووهن، بينما الأخرى قد تسابقت قطرات دموعها فوق وجنتيها لهذا المنظر المقيت.

أخذتها هيري في حضنٍ دافئ قبل أن تغادرا ذاك القسم برفقة السيدة مين.

وبعد فترة وجيزة كان الكل يقف أمام غرفة الجدة بينما ينتظرون تصريح الدخول.

حيث خرج الطبيب تشوي برفقة الممرضة وقال:
- يمكنكم الدخول لرؤيتها، أرجوا منكم عدم إزعاجها فهي لا تزال بحاجةٍ الى الراحة...أستأذنكم الآن.

غادر بعدها ليدخلوا إليها، ميزت الجدة عائلة مين بالكامل ومن ثم خرجت حفيدتها التي كانت تقف خلف ظهر يونغي محاولةً حبس دموعها.

إبتسمت بوهن، وأشارت لها بالإقتراب، ولم تتوانى الأخرى عن فعل ذلك، فقد إرتمت بين ذراعيها وأجهشت باكية بالفعل.

مسحت الجدة سويونغ على طول ظهرها، وكذلك شعرها متمتمةً بخفوت:
- لا تبكِ عزيزتي...هانذا بخير.

لم تستطع الأخرى منع شهقاتها من الخروج، كما وقد أخفت وجهها في حضن جدتها الدافئ.

أدمعت أعين الحاضرين لهذا المشهد المؤثر، فقد تأكدوا الآن من مدى تعلق ايرين بجدتها، وأجزموا انها تعتبرها بمثابة أُمٍ وأبٍ وجدة وعائلة.

لفّ السيد مين ذراعه حول كتف زوجته التي تبكي بتأثر بينما تضع منديلا على ثغرها.

اما يونغي فقد طأطأ رأسه، وهيري لم تستطع كبح دموعها هي الأخرى.

جلسوا جميعاً بقرب الجدة، وتبادلو أطراف أحاديث مختلفة، وبعد فترةٍ وجيزة إعتذر كلٌّ من السيد والسيدة مين وعادا الى المنزل بعد ان إطمأنا على حال الجدة، فبقيت هيري مع ايرين ويونغي كذلك.

كانت ايرين تجلس على كرسي بقرب سرير جدتها ذو الأغطية البيضاء.

حلّ صمتٌ غريب في المكان، بينما ايرين تقوم بترتيب غطاء جددتها من أجل النوم، ولكن سرعان ما قطعته الأخرى بقولها:

- ايرين عزيزتي...عديني بشيء.

وما إن تحدثت حتى إستدارت ايرين نحوها موليةً جُلّ إهتمامها لها مع نظرةٍ مستفهمة.

- عديني انكِ لن تتركِ عملكِ في سيول مهما حدث!
طغت الجدية على نبرتها، فعقدت الأخرى حاجبيها بتعجب.
- ولما تطلبين مني هذا الطلب؟!
ربما سأضطر لتركه من أجل صحتكِ وأبحث عن واحدٍ غيره هنا ببوسان!

نفت الجدة برأسها معاندةً قرار الأخرى، لتضيف بذات الجدية:
- كلا...يجب أن لا تتركِ عملكِ هناك مهما حدث!
لا تقلقي بشأني، فأنا قد تحسنتُ بالفعل وسأحافظ على صحتي أكثر في الأيام المقبلة...عديني بذلك.

إستشعرت ايرين بعض الغرابة من جدية جدتها المفاجِئة، لتردف بعدها:
- حسنا، ولكنكِ ستنتقلين للعيش برفقتي، لن أستطيع ترككِ مجددا!

- كلا...انا لا أحب حياة المدينة المكتظة!
ولن أستطيع ترك بستان الفراولة هنا...تعلمين، انا أحب الطبيعة.

دحرجت ايرين مقلتيها لعناد جدتها وقالت:
- قبل قليل كنتِ تخبرينني انك ستعتنين بصحتك أكثر، والآن تقولين انكِ تريدين العمل في بستان الفراولة؟! آه جدتي...إنّ إنتقالكِ معي الى سيول هو الخيار الأفضل لكلينا!

- كلا، لن أترك المنزل هنا! كما أنّ عائلة مين سيغضبون منكِ إن سمعوا كلامكِ هذا!
فهم قد إعتنوا بي كثيراً، وكلامكِ هذا سيشعرهم بأنهم غير كُفُؤ!
عاتبتها جدتها على كلامها هذا، فتنهدت ايرين بثقل وهمهمت.
- حسنا حسنا...سنناقش هذا الأمر لاحقاً، وسنتحدث بشأنه مع الجميع، هل هذا أفضل!

قهقهت جدتها بخفة وأومأت.
- أجل انه أفضل، فعائلة مين لن يسمحوا لكِ بذلك انا متأكدة!

قهقهت هي الأخرى على عناد جدتها وسخريتها، لتنطق وسط ضحكاتها:
- حسنا حسنا، يجب أن ترتاحي الآن، فلتنامي هيا.

غطّت جدتها باللحاف جيداً، ثم أطفأت الأنوار بإستثناء النور الخافت المنبعث من المصباح الصغير المتموضع قرب السرير، يليها عودتها للجلوس على ذات الكرسي مجدداً.

شعرت بتحديقات جدتها نحوها بعد مدةٍ من الجلوس، فشعرت بالغرابة!

وما زاد من ذلك هو إمساك الأخرى ليدها بهدوء وقولها بجدية مفاجِئة، وأكثر من سابقتها:
- ايرين، فلتفي بوعدكِ لي...انا جادة!
ولتتصرفِ كما ربيتكِ، كوني قويةً وشجاعة، ولا تخافِ من شيء، كوني صبورة وحكيمةً في أفعالك وإستمعي لعقلكِ لا لقلبك في الأمور الجادة، فقد تصادفكِ بعض الأمور التي ستهز كيانك وتودي به الى التحطم، لهذا كوني كما ربيتكِ تماماً...لا تخشي شيئاً، فأنا دائما بقربك، وإن لم أكن كذلك فأنا في قلبك، تذكري كلامي هذا جيداً، فالأيام كفيلةُ بجعلكِ تدركين ما أقول...حسناً؟

قطبت ايرين حاجبيها بإستنفار، ونطقت بتعجبٍ ظاهر:
- لما تتحدثين هكذا جدتي؟! أنت تخيفينني!
عبست بخفة، لتمسح جدتها على يدها مبتسمةً بحنان.
- لا تقلقِ، فالقادم أفضل...فقط إنتظري وإصبري، صدقيني...لن يحدث سوى كل خير، والآن دعيني أنام فأنا متعبة.
لفّت الغطاء جيداً على نفسها، لتقهقه ايرين عليها لإنفصامها ومزاحها حتى في مثل هذه الظروف.

ثم قبّلت يدها برفق متخذةً لرأسها مكاناً بقربها، علّها تحصل على بعض الراحة، فالشمس قد أوشكت على الشروق.

__________________________

حلّ الصباح بالفعل وأشرقت الشمس من جديد...

و في مثل هذا الوقت كان جونغكوك يصارع نفسه داخل حجرة ملابسه!

- تباً! لِما لا أجدُ شيئاً أرتديه؟!
صرخ بإنزعاج بينما يشد شعره.

وعلى حين غرة، دخلت والدته لغرفته بعد أن لاحظت تأخره بالنزول، ولم تجده داخلها بالفعل!


لكنها سمعت صراخه من حجرة ملابسه، فدخلت إليها، وجدته يصرخ وينتحب كالاطفال المدللين، لتتسائل بتعجب:

- لديك غرفةٌ مملوءةٌ بالملابس، وتقول أنك لم تجد شيئاً لترتديه!

- وهذا ما يقودني للجنون!

جلس بعد ذلك وتنهد بحنق.

فهزت والدته رأسها، وإتجهت حيث تصطف بذلاته الرسمية، والتي يرتديها هي في أغلب الأوقات لتباشر في تقليبها.

- فلنبحث عن بذلةٍ جميلة لإبني الوسيم.

السيدة جيون معروفة بحنيتها المفرطة على أبنائها ومعاملتها اللطيفة لهم.

صحيحٌ أنّ جونغكوك هو أصغر فردٍ في العائلة رغم أنه شابٌ ناضج الآن، لكنها لا تزال تعامله كالاطفال تماماً!

والغريب في الموضوع أنّ هذا يروقه كثيراً.

إعتادت أن تعامله هكذا منذ الصغر، وحتى عند وصوله لسن الرابعة عشر بقيت معه على ذات المنوال...كانت تشعر بالشفقة تجاهه لتعامل والده الصارمة معه.

وعلى خلاف ذلك، كان جونغكوك فتاً شقياً ومشاغباً في صغره، يحب تجربة كل جديد وخوض المغامرات، ولهذا السبب دائما ما يجلب المشاكل لنفسه ويقود والده الى معاقبته بطرقٍ قاسية بالنسبة لفتى صغير، ويخبره بأنه جالبٌ للمشاكل دوماً.

-أمي لا أريد إرتداء ملابس رسمية اليوم! أريد شيئاً عملياً ومريحاً.

ضحكت عليه بخفة، لتناظره بشك مع إبتسامة جانبية كالتي يرسمها دوماً...ربما ورث هذه العادة منها!

- لِما؟! ألا تنوي الذهاب الى الشركة أم ماذا؟
أم أنك ستلتقي بفتاةٍ وتريد لفت إنتباهها كالعادة؟! أراهن بأنك مهتمٌ لأمرها وبشدة، فإنزعاجك لعدم قدرتك على إنتقاء ثيابك يُوضح هذا!

وبدل أن ينفي الأمر خجلاً منها، إبتسم بإتساع وأجابها:
- لهذا أنتِ أفضل أمٍ في العالم كله، أنتِ تفهمينني دون أن أتحدث حتى!

ضحكت عليه وعلى تصرفاته الصبيانية، ثم كتفت ذراعيها ورفعت حاجباها.
- أوه حقاً! أتمنى أن تكون صادقاً في مشاعرك هذه المرة.

نهض ووقف بجانبها، بينما لا يزال مبتسماً بإتساع.
- أعتقد هذا...أعدكِ بأنني سأعرفكِ عليها، وهذا بعد أن تعترف بوجودي أولاً، وبالمناسبة...إسمها هيري، أليس جميلاً؟

هزت والدته رأسها مبديةً برأيها...ومن كلامه فهمت انه هو من يلاحقها وهي التي تتجاهله على خلاف ما سبق، لذا حاولت كتم ضحكتها بصعوبة على لطافة الأمر.

إختارت له بنطالاً أسوداً مع قميص مجدول باللونين الابيض والأسود، وهذا طبعاً بعد قيام حربٍ عالميةٍ ثالثة!

إرتدى قميصه، والذي قام بثني أكمامه لتظهر يديه ذات العروق البارزة، وسمح أيضا لأول زرين منه بالإبتعاد عن بعضهما، مظهرتين بذلك عظمتي ترقوته الجذابة.


وإختتمها برش عطره الساحر ووضعه لساعته حول معصمه والتي تتماشى مع ما يرتديه...وأخيراً رفع شعره، والذي لم يزده إلا وسامةً ورجولة.

وبعد أن إنتهى ،خرج ليأخذ رأي والدته...فإرضاء عقله بأنه يبدو مثالياً هو أهم ما يشغله الآن.

- أمي ما رأي...آه!
وقبل أن ينهي كلماته شدت وجنتيه، لتبدأ في جذبهما يميناً وشمالاً.
- أبني الوسيم يبدو رائعاً!

حاول إبعادها، ولكن إصرار الامهات لا يهزمه شيء، لهذا تركها مع نظراتٍ فارغة الى أن إبتعدت بمفردها.

أمسك بوجنتيه متحسساً إياهما، ليتحدث بتذمر:
- أمي...لما عليكِ فعل هذا دوماً؟! كدتِ تقتلعين وجهي!

إبتسمت له وربتت على كتفه، بلطافة قالت:

- لا مشكلة، لقد أكتسبت حمرةً طبيعية لوجنتيك...هيا هيا إذهب بسرعة قبل أن تتأخر أكثر!

دفعته للأمام بعد أن رمت له مفتاح سيارته، فأرسل لها قبلةً طائرة قبل خروجه.

إبتسمت وهي ترى طيفه الذي بدأ يتلاشى ببطئ من النافذة الى أن إختفى كلياً.

- أمي...ما به هذا؟!

تسائل نامجون بعد رؤيته لمزاج أخيه الغير معتاد وتصرفاته الغريبة منذ الصباح الباكر!

فإبتسمت والدته وإستدارت نحوه مجيبةً إياه بنبرةٍ فرحة:
- يبدو أنّ شقيقك قد وجد حب حياته وأخيراً.

حدق بها مع فاهٍ مفغور وملامح فارغة قبل أن ينطق بسخرية:
ماذا؟! لا تصدقيه، إنه يتسلى لا أكثر، فهذا ما يفعله مع كل فتاةٍ يتعرف عليها.

حافظت السيدة جيون على ذات إبتسامتها، لتنفي برأسها وتقول بثقة:
- كلا...يبدو انه جاد هذه المرة، حتى انه كان مهتماً لمظهره وكيف يبدو بشكلٍ مفرط على غير المعتاد!
كما وبدى متردداً، وهذا ليس من طبعه أيضاً!
لقد أخبرني بإسمها أيضاً وهو هيري...آه لم تره وهو يتحدث عنها بهيام، لقد بدى ظريفاً للغاية!
أنهت حديثها بحماسٍ وسعادة بينما تقهقه بفرح.

- جيد...أتمنى أن تغيره هذه التجربة، وتجعله أكثر نضجاً.

إبتسم عند تخيله لمنظر أخيه المستهتر وهو يتحول الى شخصٍ جاد وناضج.

___________________________

Irene pov:~

كنت أنعم بنومٍ هنيئ الى أن إلتقطت أذناي صوت ضجيجٍ بالغرفة!

فتحت عيناي ببطئ، ورفعت رأسي لأميز وجود العديد من الأطباء والممرضين بما في ذلك الطبيب تشوي!

وما لبثتُ أتدارك الوضع، حتى تم سحبي الى الخارج بواسطة الممرضين، وكل ما قابلني هو يونغي بعينيه المحمرّتين ليعانقني بسرعة...لازلت لم أفهم أي شيء!


لِما يتصرف يونغي بهذه الغرابة، ولما كل هذه الشوشرة؟!

بدأ قلبي في قرع طبول الخطر عندما إنفجر يونغي باكياً بينما يشدّد على عناقي أكثر فأكثر متمتماً:
- أرجوكِ ايرين تحملي.

شعرت بعدم الإرتياح حينها، وكنت أنفي كافة التوقعات التي قد داهمت عقلي في لحظتها.

حاولت إبعاده لأفهم مايجري، لكنه كان يشدّد على عناقي أكثر فأكثر مانعاً إيّاي من مفارقة حضنه.

إبتعد عني بعد مدة وعقلي متوقفٌ عن العمل كلياً، او لنقل انني انا من أحاول إيقافه!

وكان سبب إبتعاده هو خروج الأطباء من غرفة جدتي...لما هم حزينون هكذا؟!

هل؟...

كلا!..كلا هذا مستحيل!..جدتي!

- آسف...لقد فقدنا المريضة.
كان وقع تلك الكلمات على مسامعي كالخناجر السامة!

لم أعيِي ما يقوله إلا حينما لمحت إحدى الممرضات وهي تقوم بتغطية جسد جدتي بالكامل بلحاف سريرها.

خارت قواي، ووقعت أرضاً من هول الصدمة!

لم أعد أشعر بأي شيء، ولم أعد أسمع أي شيء، كما وفقدت قدرتي على الكلام كما لو كنت بكماء!

بدأت أنفي برأسي مراراً وتكراراً كالمجنونة، وقطرات دموعي تتسابق فوق وجنتيّ من دون توقف.

شددت شعري بقوة، بينما لا زلت أنفي برأسي، لأصرخ من دون وعيٍّ مني:
- كلا...جدتي لم تمت! أنتم تكذبون! لقد وعدتني بالبقاء بجانبي، كانت بخير قبل ساعات...أنتم تكذبون!

شعرت بشخصٍ يحتضنني، ولم تكن سوى هيري.

كنت ولازلت أنفي ذاك الخبر كالمجنونة...لقد فقدت صوابي كلياً!

ولم ألبث قليلاً، إلا وبكلّ ما حولي يتصبغ باللون الأسود
ولم أعلم ما حدث بعدها!

End irene pov.

____________________________


Hirey pov:~


لم أستطع النوم أبداً، وعندما وجدت أنّ الشمس قد بدأت تشرق، طردت فكرة النوم بعيداً.

نزلت الى حديقة المستشفى، وإستنشقت بعض الهواء النقي بينما أراقب شروق الشمس الجميل.

بقيت على هذا الوضع الى أن شعرت بالملل، فحدقت بساعة معصمي، لأجد انها تشير الى الثامنة.

إستقمت وتوجهت نحو الكافيتيريا، أنا أشعر بالجوع الشديد...سآخذ بعضاً من الكعك المحلى وقهوةً ساخنة لي ولإيرين، فهي على وشك الإستيقاظ بالتأكيد.

لم أُرد مضايقتها هي والجدة سويونغ بملازمتي لهما في الغرفة، لهذا تركتهما ليلة البارحة بمفردهما، وإتخذت من مقاعد المستشفى مكاناً لجلوسي.

أخذت الفطور وصعدت الى الطابق الذي به غرفة الجدة سويونغ، وفي طريقي لمحت بعض الأطباء وهم يقفون أمام باب الغرفة، ويليها وقوع ايرين أرضاً ثم صراخها، لأستشف السبب وراء ما يحدث.


ولم أجد نفسي سوى أرمي ما بيدي وأركض نحوها بدون أي مقدمات.

أخذتها في حضني، وخبّأتها من قسوة العالم الذي نعيش به.

ظلت تبكي وتنتحب، الى أن شعرتُ بسكونها فجأة، لأجد أنها قد فقدت وعيها!

حملناها بسرعة، وفي لحظتها أتى والدايَ مسرعان.

أخذها يونقي وحقنها بمهدئ حتى ترتاح، وقد طمأنني أنّ فقدانها للوعي كان بسبب آثار الصدمة لا أكثر وستستيقظ بعد مدة.

خرجت، فوجدت أمي منهارةً بالبكاء لأحتضنها وأبكي معها.

الجدة سويونغ كانت بمثابة جدتنا انا ويونغي، وبمثابة أمٍ لوالداي.

فمنذ أن نشأت وكبرت والجدة سويونغ تعرف عائلتنا...آه أنا اتحدث عنها بهذا الشكل، فما بالكم بإيرين!


أتمنى أن تصمد، لأنها ستجن حتماً بعد أن تستيقظ!

End hirey pov.

________________________

ركن جونغكوك سيارته أمام منزل يونغي، لينزل ونظرات الثقة تملأ عيناه.

خلع نظاراته ووقف أمام الباب...طرق ولم يسمع رداً!

أعاد الكرّة، لكنه لم يحصل على ردٍّ ايضاً!

لذا ظلّ يطرق ويطرق الى أن شعر بالملل، فتسائل:
- هل ذهبت للعمل يا ترى!؟ لا أعتقد هذا، فالوقت لا يزال مبكر!

تأفف بإنزعاج قبل أن يضيف مبعثراً شعره الغرابي:
- لِما لم أفكر في أخذ رقمها! آه يا إلهي...أحياناً أشعر بأني كتلةٌ متنقلة من الغباء المركز!

عاد أدراجه وركب سيارته من جديد...أمله الوحيد الآن هو أن يجدها في الشركة.

___________________________

يمسك بقلم حبرٍ ويقلبه بين أنامله الرفيعة، كما ويبدو عليه الشروذ وعمق التفكير.

لحظاتٌ مرّت حتى أمسك هاتفه فجأة مجرياً إتصالاً.

- تايمين...تعال الى مكتبي حالاً.

Taehyung pov:~

نسيت أمر التحدث عن تايمين.

إنه مساعدي وذراعي الأيمن في كل شيء، ورغم انه باشر بالعمل عندي منذ ما يقارب الشهرين فقط، إلا انني أثق به جداً.

انا أعتبر نفسي من الأشخاص الذين يعانون من قلة الثقة بالآخرين...أعتقد أنّ السبل وراء ذلك كان بفضل تجاربي الفاشلة مع من ظننتهم مقربون مني يوماً ما.

ولكن هذا الشاب قد أثبت لي انه يستحق كل الثقة وبجدارة.

انا في العادة أختبر موظفيني لأعرفهم على حقيقتهم،
إما ينجح فيبقى، او يرسب فيُفصل!

لكنه نجح في الاختبار وأثبت لي انه يستحق العمل معي، كما انه يمتلك كل الصفات التي أفضلها في الموظفين.


لا أعني انه موظف في الشركة تحديداً، لكنه يعمل لدي كمساعد شخصي...ولهذا السبب لم أبحث عن سكرتيرة جديدة بعد، فأنا في غناً عنها بوجوده.

إنه هادئ وقليل الكلام، ينفذ ما أقول من دون أن يسأل او يتدخل...انا أعني هذا حقا، لم يسبق له أن سألني عن أمرٍ لا يخصه، انه يعرف كيف يلتزم حدوده مع غيره، وهذا بات أمراً نادر لدى الناس!

غير انه دقيقٌ جداً في عمله، فلم يسبق لي أن طلبت منه تنفيذ أمرٍ ما ولم يكن إلا على أكمل وجه.

لهذا أُعجبت به...انه مخلص في عمله ولي أيضاً.

هاقد أتى...

أذنت له بالدخول، فدخل بإحترام وتحدث برسمية:
- تفضل سيدي.

أخذت نفساً عميقاً قبل أن أسترسل بالحديث، وذاك القلم لا يزال يتراقص بين أناملي:
- يوجد موظفة وعلى ما يبدو انها جديدة، أظن أنّ إسمها ايرين او شيءٌ من هذا القبيل...على كلٍ، أريد منك التأكد من إسمها، وإن تطلب ذلك إسأل هوسوك، أو أخبرك بشيء...إذهب وأطلب نسخةً من ملفها من عند الإدارة، ولتخبرهم انني انا من أرسلتك،

كل ما أريده الآن هو إسمها الكامل ومسقط رأسها ومكان عملها السابق إن وُجد ومكان سكنها الحالي وكذلك تاريخ ميلادها...حسناً؟

- أمرك سيدي.

كان على صدد الخروج، لكنني تذكرت أمراً لأضيفه الى لائحة المطلوبات:
- أجل تذكرت، حاول جلبه لي قبل نهاية الدوام فأنا بحاجةٍ ماسة إليه.

- أمرك سيدي.
نطق من جديد ليخرج بعدها بهدوء...آه ليت كل الموظفين مثله.

أتمنى ان يجلب لي ما طلبت بسرعة...انا لا اشعر بالارتياح تجاهها، لهذا يجب أن أعرف هويتها أولاً، ثم بعد ذلك أتخذ الاجراءات اللازمة!

End taehyung pov.

_________________________

ترجّل جونغكوك من سيارته التي ركنها أمام شركة عائلة كيم مع هيأته الملفتة لهذا اليوم.

جال بعينيه أرجاء المكان، ولم يجد مبتغاه، لذا إتجه صوب القسم والذي لم يجدها به أيضاً!

حاول أن يسأل ايرين او ميون او حتى هوسوك، لكنهم لم يصادفوه في القسم أبداً...كأن الأرض إنشقت وإبتلعتهم جميعاً!

إنتابه الإحباط والخيبة، فَجَرّ قدميه بقلة حيلة مغادراً المكان...حتى انه لم يحاول الذهاب لتايهيونغ او حتى الى شركة والده، بل فضّل الذهاب الى المنزل.

كان متحمساً عند الصباح لرؤيتها، ولكن حماسه تلاشى كلّياً الآن!

و في طريقه، سمع صوتاً مألوفاً! كان ذاك الصوت على مقربة منه...

تتبعه ليجد فتاةً تتحدث عبر الهاتف في إحدى الزوايا المحجورةِ عن الأعين، لم يعرف هويتها في البداية لأنها كانت توليه بظهرها...وكل ما سمعه من محادثتها هو:

- حسناً...لا أستطيع الآن لأنها لم تكتمل بعد!..حسنا حسنا سأرى ما بوسعي فعله...وداعاً.

قلّص جونغكوك المسافة بين حاجبيه بإستغراب، الى أن سمعها تنطق بكلمة 'وداعاً' فتدارك نفسه سريعاً، وإختبأ حتى لا تراه.

تفاجئ عندما علِم أنها هيونا...وكل ما جال بعقله هو 'مع من كانت تتحدث ومالذي تقصده بكلامها؟!'.

و ما لبث أن قُوطع حبل أفكاره من قِبَلِ ميون التي أتت ووجدته بهذه الوضعية الغريبة بينما يفكر بشروذ.

- جونغكوك! مالذي تفعله هنا؟!..هل تبحث عن شيئٍ ما؟

تحمحم ليخفي فزعه من ظهورها المفاجئ، ثم أجابها:
- آه...كنت...كنت أبحث عن هيري، هل أتت؟

- كلا لم تأتِ...لديها بعض الظروف العائلية.

- آه هكذا إذاً، حسناً شكراً لكِ.
شكرها بلطف ثم غادر المكان وباله مشغولٌ بالتفكير في هيري وما هي ظروفها!


●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●

#يتبع...

- رأيكم بالبارت؟

- رأيكم بهيري كصديقة وفية؟

- يونغي وعلاقته اللطيفة بإيرين؟

- السيد والسيدة مين؟

- ليش برأيكم الجدة سويونغ كانت مُصرّة على حفيدتها انها ما تترك عملها بسيول؟

- خبر وفاة الجدة ووقعه على ايرين والبقية؟

- الجد موتشان ورأيكم بشخصيته؟


- شو رأيكم بيلي سمعه جونغكوك، هل هو أمر عادي أم لا برأيكم؟

- رأيكم بشخصية والدة جونغكوك وأخوه نامجون يلي بيكون هاد أول ظهور له على ما أظن؟

- تايهيونغ والوسواس يلي صايبه من كثر التفكير، وليش متوتر كل هالحد؟

- رأيكم بشخصية تايمين...وهل برأيكم رح يكون له دور مهم بالرواية؟

- توقعاتكم للقادم؟

أتحفوني بتوقعاتكم وفيقوا المحقق كونان يلي جواتكم🙈

☆ فقرة حديثي معكم:

اول شي صياماً مقبولاً وإفطاراً شهياً للجميع...بتمنى تكونوا بخير.

نجي هلا للأحداث يلي صارت تولع منيح من هاد البارت، ترا لسا فيه كثير شخصيات رح تطلع بالبارتات القادمة إن شاء الله تزامناً مع الأحداث الجديدة والتي بعتبرها نقطة تحول كبيرة بالرواية.


بتمنى يكون عجبكم البارت...ومثل ما وعدكم بالبارت يلي فات وقلت اني رح نزل صور الشخصيات فأنا حطيت صورهم هون...بتمنى يعجبوكم.

* تايهيونغ:

* ايرين:


* جونغكوك:

* هيري:

* جين:

* جيمين:


* لورا:


* يونغي:

* هوسوك:


* ميون:

* إيونها:

* هيونا:

* نامجون:

حتى هولي وسبايك جبتلكم صورهم😂

* هولي:

* سبايك:

وبالنسبة لباقي الشخصيات (يعني الآباء) فرح حاول أحطهم بالبارت الجاي إنشاء الله

حابة انوه عن شي وللمرة الثانية...وهو انو الإقتباسات يلي بحطها في بداية كل بارت هي مو مجرد إقتباسات او كلام هيك، لا..هو عبارة عن تلميحات للأحداث الجاية، لهيك إقرؤهم منيح وحاولوا تحللوهم🧐


أشوفكم بخير يا حلوين💜

see you next part...

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top