12~خَبَرٌ مُحْزِنْ
قراءة ممتعة💛
﴿ الْقَلْبُ مُنْقَبِضٌ وَالْفِكْرُ مُنْبَسِطٌ...وَالْعَيْنُ سَاهِرَةٌ وَالْجِسْمُ مَتْعوبْ...وَالصَّبْرُ مُنْفَصِلٌ وَالهَجْرُ مُتَّصِلٌ...وَالْعَقٔلُ مُخْتَبِلٌ والْقَلْبُ مَسْلُوبْ﴾
- راقتني💫
●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●
تركض لورا هنا وهناك كالمجنونة، بينما تخاطب الخدم تارة، وتقف أمام المرآة لتعدل شعرها تارة أخرى.
حدقت بها والدتها التي تجلس بهدوء بينما تحتسي من فنجان قهوتها بتعجب، لتميل رأسها قليلاً نحو السيدة شين التي تقف بجوارها محدقةً بوضع إبنتها الغريب.
- سيدة شين...ما بها لورا؟!
إبتسمت السيدة شين فور تذكرها لأمر الزائر، فأجابت ببشاشة:
- آه...انها تنتظر صديقاً ما.
- آه.
هزت والدتها رأسها بتفهم، لترتشف القليل بعد من فنجانها بينما تكمل التحديق بهذا المشهد اللطيف من وجهة نظرها.
بدت إبنتها سعيدة لقدوم هذا الصديق، وهذا قد أسعدها بدورها وزاد من رغبتها في التعرف عليه.
_________________________
الساعة الخامسة والنصف عصراً...
- يبدو عليهما الإنسجام التام...إنهما لطيفان للغاية.
أصدرت لورا أصواتاً مضحكة بينما تراقب لعب سبايك وهولي اللطيف معاً وجريهما في أرجاء الحديقة.
فأمال جيمين شفتيه بإبتسامة خفيفة بينما يراقبهما برفقتها.
- ومضحكانِ أيضاً...أنظري الى فرق الحجم الشاسع بينهما!
إنفجرا ضحكاً على منظرهما بعد كلام جيمين، فسبايك كبير الحجم مقارنة بهولي التي تبدو ككرة فراء لطيفة وصغيرة.
الجو كان جميلاً ولطيفاً لأبعد الحدود حولهما...خصوصاً مع مكان جلوسهما الذي أُعدّ وبعناية.
كان عبارةً عن مفرشٍ كبير وفوقه الكثير من الوسائد الكبيرة ذات الالوان المختلفة والموزعة بشكل جميل،
كما ولا ننسى منظر الحديقة الذي زاد من جماله أضعاف الأضعاف.
العشب الاخضر يكسوها على مدى إتساعها، وكذلك الورود المصطفة بشكل متناسق في أرجائها بألوانها الخلابة، ومن جهةٍ أخرى هناك المسبح المصمم بطريقة تبدو لك وكأنه بحيرة جميلة يحيط بها أشجارٌ خضراء.
بالمختصر كان منظراً خلاباً كما لو انهم يجلسون في بستان!
هولي وسبايك إنسجما وبشدة...وكذلك صاحبيهما.
- أتعلمين...جروة أخيكِ تذكرني بكِ.
تحدث وهو يناظر كلبيهما بإبتسامة خفيفة، فجعدت لورا ما بين حاجبيها لانها لم تفهم مقصده في البداية، لكنه إلتفت إليها بذات الابتسامة مضيفاً على كلامه:
- أعني انها تشبهكِ، صغيرة الحجم ونشيطة ولطيفة...مثلكِ تماماً.
توردت وجنتاها لكلامه، فأشاحت بوجهها بعيداً وهي تبتسم برضا.
ضحك بخفة على رد فعلها الظريف ليضيف:
- تبدين ألطف بوجه الطماطم هذا!
جحظت عيناها وإزداد إحمرار وجهها أكثر، ولم تعرف كيفية تركيب كلماتها بشكلٍ سليم، لذا أجابته بضربة خفيقة على كتفه جعلته ينفجر ضاحكا على شكلها.
- رويدكِ يا فتاة! وجهك يكاد ينفجر!
إستقامت بسرعة لتهرول مبتعدةً عنه ووجنتاها تحترقان خجلاً، فلحق بها وهو لا يزال يضحك فيما يناديها وسط قهقهاته المرحة:
- لورا...إنتظري...كنت أمزح معكِ، هاي تعالي هنا!
زادت من وتيرة سرعتها لتتحول هرولتها الى ركض، حيث إنتهى بهما الامر يجريان في أرجاء الحديقة كالأطفال...تناست لورا سبب هروبها منه، لتبدأ في الضحك عليه وعلى نفسها.
ظلا يركضان ويركضان وأصوات ضحكهما تملأ المكان من حولهما.
وكل ذلك الركض والضحك كان أمام مرئَ تايهيونغ الواقف في شرفة غرفته...إبتسم بسخرية ممزوجة ببعض اليأس لِما يراه، فتمتم قائلاً بينما يضع يديه في جياب بنطاله القطني:
- رائع!...حتى أصدقاؤها طفوليون مثلها! إحتمال نضجها بات منعدماً في نظري!
أُستبدلت إبتسامته اليائسة بأخرى لطيفة آخر حديثه.
وبالعودة للذان يركضان في الأسفل، فقد سقطت لورا أرضا لتتدحرج على العشب بعد شعورها بالتعب، وكذلك جيمين.
إفترشا الأرض سوياً وبقرب بعضهما البعض مع أصوات أنفاسهما اللاهثة من كثرة الركض، وما لبث ان إبتسم جيمين بجانبية وأدار وجهه إليها.
- لم أكن أعلم بأنكِ سريعةٌ هكذا!
ضحكت بخفة وسط لهاثها، ثم نظرت إليه بدورها.
- لا تستخف بقدراتي!
__________________________
ركن جونغكوك سيارته أمام بوابة الشركة عند الخامسة مساءً، وقبل أن تنزل هيري إستطرد قائلاً:
- موعدنا الأول كان لطيفاً بالفعل.
ومن نبرته إستشعرت انه يود إغاظتها لذا...
- أعلم...ولكن كان ليكون ألطف لو أنّ تلك العجوز إقتلعت فروة رأسك من مكانها...أليس كذلك؟
ضحكت بسخرية عند تذكرها لذاك المنظر المزري، فكشّر بإنزعاج وتمتم بخفوت بعد أن أدار وجهه للجانب الآخر:
- اللعنة...ياللإحراج!
بعثر شعره بإنزعاج بينما هيري تراقبه وتستشعر لذة الانتصار، لكنه لم يحبذ فكرة الخسارة أمامها، بل قرر رد الصاع بصاعين، لذا إستدار نحوها من جديد وتحدث بثقة:
- حقاً! وما رأيكِ في رد فعلها الجميل عندما إكتشفت أنكِ كاذبة؟
رفع حاجبه الايسر مع إبتسامة جانبية ساخرة بينما يتكأ بكوعه على المقود ولسانه يضغط ضد خده بإستفزاز.
تشكلت عقدة بين حاجبيْ هيري سريعاً، وقد أصبح الدم يغلي في عروقها...هي تمقت هذا الجزء من شخصيته وبشدة!
انه مخلوقٌ مستحيل!..لا يمكن لأحدٍ أن يهزمه في الكلام أبداً!
لهذا فضّلت الصمت على أن تجيبه، ونزلت بسرعة من السيارة بعد أن أخذت حقيبتها بعنف وحدجته بنظرةٍ قاتلة، فضحك عليها بصوتٍ صاخب و إتكأ الى الخلف من شدة الضحك.
ولكن سرعان ما إستقام مفزوعاً إثر غلقها للباب بقوة...كادت تهشمه!
كان شكله مضحكاً للغاية، تماماً كالارنب الذي يراقب المكان من جحره ليخرج!
سارت بإتجاه المدخل وقدماها تكادان تحفران الارض أسفلها، ومن تعابير وجهها بدى أنها منزعجه وبشدة، بالإضافة الى انها كانت تسمع صراخه من خلفها وهو يقول:
- هاي سيكون لنا موعدٌ آخر الأسبوع القادم...تذكري هذا جيداً، اوه أجل تذكرت...حاولي أن ترتدي بنطالاً في ذاك اليوم، لأني سأصطحبكِ على متن دراجة. تعلمين...لا أريد عرض ممتلكاتي للعامة، وكذلك سيارتي المسكينة لن تحتمل صدماتٍ أخرى بفضلك! وداعاً عصفورتي.
ذهب بعد ذلك مصدراً صوتاً قوياً بإطارات سيارته الرياضية، فأغمضت عيناها بنفاذ صبر وشدت على قبضة يدها بقوة، لتبدأ في ركل الارض كالمجنونة!
- حقير نتن متعفن...آه سأقتلك!
[Flash back...]
بعد أن تناولا وجبة الغذاء، إقترح جونغكوك على هيري أن يتنزها في الحديقة قليلاً، لكنها رفضت.
ولكن من تكون هي أمام عناده الذي يفوق عنادها بأشواط!
إذ أنه قد أخذها عنوةً، وبالفعل قد وصلا.
وكان قد لاحظ إنزعاجها منه، لذلك حاول تلطيف الاجواء بقوله:
- ما رأيكِ في بعض المثلجات؟
همهمت له دون إكتراث، لتجد لنفسها مكاناً على أحد الكراسي الخشبية، فهز كتفيه وذهب الى كشك المثلجات القريب
- عفواً...أريد إثنان، واحد بالفراولة والآخر بالشوكولاته.
أخذهما وسار بكل ثقة عندما لمح خمس فتياتٍ يحدقن نحوه بإعجاب.
ضحك على تعابيرهن المستائة لحظة توقفه أمام هيري التي تحدق حولها بملل وغير مكترثة لأمره حتى!
ناولها مثلجات الفراولة فحشرتها في فمها دون أن تراها، وسرعان ما إنتحبت بإنزعاج بعد ان إستشعرت طعمها:
- هاي! لما أخذت لنفسك نكهة الشوكولاته وأعطيتني الفراولة!
أخذ يتناول مثلجاته وكأن شيئاً لم يكن، وأجابها ببساطة:
- لم تخبريني عن نكهتكِ المفضلة، لذا إخترت عشوائياً
عبست اكثر وهي لا تزال تتذمر:
- لكنني أكره نكهة الفراولة!
إستمر في أكل مثلجاته دون الاكتراث لها، ليقول من جديد:
- حقاً! ظننتكِ تأكلين أي شيء.
- هذا ليس عدلاً!..لِمَ لَمْ تأخذ لي مثلك؟
إنتحبت بعبوس طفولي مرة أخرى، فإبتسم على عبوسها اللطيف بخفة مناولاً إياها مثلجاته.
- خذي مثلجاتي وأعطني خاصتكِ...ما رأيكِ؟
إبتسمت برضا وأخذته على الفور، فظل يحدق بها وهو مبتسم...وحينما حَطَتْ شفتيها عليها لتتناولها، تحدث قائلاً:
- أتعلمين أننا قد قبلنا بعضنا بشكلٍ غير مباشر الآن!
آه كم أشعر بالرضى
إبتسم بهيام آخر حديثه، فوسعت عيناها على مصرعيهما لتبعد تلك المثلجات عن ثغرها سريعاً، وتوجه له لكمة أودت بحياة كتفه المسكين كالعادة!
- كيف تجرؤ على خداعي أيها المنحرف؟!
دوى صوتها في أرجاء الحديقة، فسمعتها عجوزٌ كانت تجلس مقابلتاً لهما.
ظنت تلك العجوز انه منحرفٌ فعلاً، لذا أتت مسرعةً نحوهما:
- توقف أيها الصعلوك، دع الفتاة وشأنها!
حدق بها جونغكوك بغباء فهو لم يفهم مقصدها، ولكن الاخرى فعلت، وقد خطر ببالها شيء من الجحيم!
تظاهرت بالضعف ومثلت دور المسكينة، وقد نجحت في إخراج بعضٍ من دموع التماسيح!
- أرجوكِ جدتي،ساعديني!..إنه منحرف ويستغلني بتعريض عائلتي للخطر، ساعديني أرجوكِ!
فغر جونغكوك فاهه من الصدمة، وما لبث أن أحسّ بشيءٍ قوي يحط على رأسه...أجل انها حقيبة تلك العجوز!
أخذت تضربه بها وهو يحاول تفادي ضرباتها، والاخرى تحاول كتم ضحكتها بصعوبة على شكله المبعثر والهلع.
- أيتها الجدة إسمعيني...إنها تكذب! أنا لست شريراً أقسم لكِ، إسمعيني أرجوكِ.
وقف بالفعل ليحاول الهرب، ولكن عبثا، فتلك العجوز لن تفلته بسهولة!
وعلى الرغم من انها طاعنةٌ في السن إلا أنّ ذلك لم يمنعها من تسلقه والبدأ في نتف شعره كالدجاج.
- ولما سأصدقك؟! أمثالك يجب أن يعاقبوا على أفعالهم الشنيعة!
لم تستطع هيري إمساك نفسها أكثر فإنفجرت ضحكاً.
نظر إليها جونغكوك وأشار نحوها بسرعة بينما يقفز وعيناه متسعة.
- أنظري أنظري انها تضحك...أقسم لكِ انها تكذب،
أنظري إليها! أهذا يدل على مصداقية كلامها؟!
توقفت العجوز عن نتف شعره بالفعل وحدقت بهيري التي باتت تتدحرج على الارض لشدة الضحك.
- هاي أنتِ! أهو محق؟
حاول جونغكوك سحب نفسه ببطئ وإغتنام الفرصة للهرب، لكنها شدته من شعره اكثر ليتأوه بألم وملامح منتحبة!
- أقسم لكِ أنني مجرد شابٍ لطيف ولست كما تظنين!
وضحك الاخرى كان بمثابة إجابة وإثبات لتلك العجوز،
توقفت هيري عن الضحك فعلاً وهي تمسح دموعها، لتجيب العجوز وأخيراً بينما تنحني بإعتذار:
-أجل انه محق، أردت معاقبته فحسب...آسفة على ما حدث.
ضحك جونغكوك بسعادة ظناً منه أنها ساعة الرحمة، ولكن العجوز شدت شعره بقوةٍ أكبر ثم رمته وكأنه وسادة لا وزن لها رغم ضخامة بنيته!
بدأ الشك يساوره حقاً في ما إذا كانت عجوزاً ام مصارعاً غجرياً من الفايكينج!
إتجهت تلك العجوز نحو هيري بينما تضيق عينيها وتحني ظهرها.
- يالكم من عديمي أخلاق! كيف تكذبون على من هم أكبر منكم سناً؟! أتظنون أنّ هذا مضحك؟..تعالي الى هنا.
فزعت هيري، وقد كانتتلك العجوز ستنتفها كما فعلت بجونغكوك، ولكن حظها كان أوفر منه، لأنها هربت بأقصى سرعةٍ لديها بينما تجره خلفها من قميصه.
- تحرك بسرعة أيها الغبي!
ركضا بأقصى ما لديهما وإبتعدا عنها أخيراً وصولاً الى سيارته.
حيث توقفا ليلتقطا أنفاسهما، وما لبث أن إنفجرت هيري ضحكاً من جديد بينما تشير الى شعر الواقف أمامها:
- أنظر الى شعرك، إلهي...إنه كأعشاش الطيور تماماً!
جعد جونغكوك ما بين حاجبيه، ليرى شكله على زجاج السيارة أمامه، وسرعان ما تحولت نظراته الى الصدمة.
أخذ يمسد شعره وينتحب ببكاء:
- آه شعري المسكين، فلتتعفني في قاع الجحيم أيتها العجوز المتخلفة!
نقل نظراته المنزعجة فيما بعد نحو هيري، ليتحدث بغضب وإنزعاج:
- يالكِ من جاحدة! هل سمح لكِ قلبكِ بفعل كل هذا بي؟! انتِ لا تختلفين عنها بشيء!
ثم ذهب الى الجهة الأخرى وصعد صافقاً الباب خلفه بقوة.
دحرجت عيناها مع إبتسامة ساخرة، ولكنها شعرت بالذنب قليلاً حيال ما فعلته به...قليلاً فقط، ثم صعدت هي الأخرى.
[End flash back.]
دخلت هيري الى القسم، ورمت حقيبتها بعشوائية.
كلٌّ من هوسوك وايرين وميون فهموا انها منزعجة وكذلك مِنْ مَنْ، فمن غيره سيحولها من فتاة الى ثورٍ هائج في ثوانٍ!
تقدم هوسوك ببطئ وهو يرسم إبتسامة نقية ليلطف مزاجها قليلاً.
- هيرياه...ما رأيكِ أن نـ...
لكنها صرخت في وجهه مقاطعةً إياه بحدة:
- إن كان أمراً متعلقاً بتعديل الأزياء، فأنصحك بأن تغرب عن وجهي وإلا أرغمتك على إرتدائهم والتجول بهم أمام كل الموظفين!
عاد الى الوراء مرتعباً من صراخها بينما يكمش كلتا يديه أمام صدره ويغمض عينيه بذعر!
إحترم رأيها وكرامته أيضاً وإنسحب ببطئ كما جاء ، ليشرب كوباً من الماء بينما يتنفس بصعوبة...أجل لقد ذُعر منها...انه درامي فوق اللزوم!
والآن جاء دور ميون وايرين للتدخل..
تحدثت إليها ميون بلطف مصطنع مع حرصها على ترك مسافة كافية تحسباً لأي هجوم، حيث قالت:
- عزيزتي...تبدين متعبة، ما رأيكِ بالذهاب الى المنزل وأخذ قسطٍ من الراحة؟
حدقت بها هيري لفترة قبل أن تجيب بتساؤل:
- أيجب أن أفعل هذا؟ أعتقد انه الخيار الأنسب...حسناً، سأغادر بما انه قد تبقى ساعتين فقط على إنتهاء الدوام.
- معكِ حق، لم يتبقى سوى ساعتيْن، سأخبر جين اني سأغادر أيضاً.
تحدثت ايرين أيضاً وهي تبحث عن أغراضها.
أمسكت هيري حقيبتها الملقية بجانبها، ثم أضافت مخاطبةً ايرين:
- انتظري...سأذهب معكِ.
- يالكما من خائنتين! ستغادران معاً وتتركاني هنا بمفردي!
تذمرت ميون بإنزعاج ما إن إستقامتا من أجل الذهاب، فحدجتها هيري بمعنى 'حقا!'.
- أتمزحين معي؟! أولستِ من أخبرني بأن أعود الى المنزل؟! ثم مالذي سيصيبك إن بقيتي برفقة تلك الأميرة الوردية، فأنتِ لن تموتي او ما شابه!
أشارت نحو هوسوك قاصدةً إياه بحديثها، وهو بدوره حدجها بنظرة جانبية قاتلة.
- ليكن في علمك فقط...انا لا أحب اللون الوردي!
يمكنكي مناداتي بالأميرة الحمراء، اوه اوه وتحديداً الأحمر المخملي، يا إلهي سيبدو مظهري ملكياً للغاية!
أنهى جملته بحماس وتفاخر كما لو انه غيٍر اللقب الى شيءٍ أفضل!
دحرجت هيري مقلتيها بيأس، اما ميون وايرين فقد إنفجرتا ضحكاً على رده الواثق.
- حسنا حسنا...البقاء مع هوسوك ليس بالأمر السيء، فالإستماع لثرثرته وتراهاته أفضل من إجبار أمي لي على إعداد العشاء!
كان ذلك ما نطقت به ميون وهي تقهقه.
ومن بعد ذاك الحوار الهزلي، ودعتا هيري وايرين الجميع، وإتجهتا صوب مكتب جين.
وفي طريقهما تحدثت هيري:
- ايرين...سأبيت عندكِ الليلة، لقد إشتقت للسهر برفقتك.
صفقت ايرين بسعادة غامرة وحماس قبل أن تضرب كفها بكف الأخرى.
- أجل بالطبع...سنستمتع.
- ولكن سأعود الى منزل أخي أولاً، هناك بعض الأشياء التي علي جلبها من البقالة ومغسلة الثياب، بالإضافة الى التنظيف، سأنهي أشغالي وآتي إليكِ...حسناً؟
همهمت ايرين بتفهم قبل أن تتحدث هي الأخرى:
- حسنا...انا أيضا سأذهب لشراء دواء جدتي ومن ثم سأذهب الى مكتب البريد لأرسله...رائع، أظن اننا سنلتقي أمام باب المنزل.
ضحكتا معاً الى ان وصلتا لمكتب الاخر.
-تفضل.
أردف بهذه الكلمة عند سماعه لطرق الباب،كان منهمكاً في بعض الاوراق التي كان من المفترض أن يراجعها ويوقعها تايهيونغ، لكنه غادر باكراً من دون أن يعلم بأمرها أساساً، ولهذا أضطر هو لإنهائها بدلاً عنه.
رفع رأسه ليجد انهما هيري وايرين.
- اوه، أهلاً بكما.
رسمتا إبتسامة خفيفة وهو أيضاً، لترد له ايرين التحية:
- مرحباً جين.
اما هيري فقد إكتفت بالتلويح بيدها.
- تفضلا بالجلوس.
أشار لهما بالجلوس، لكنهما نفتا بكلتا يديهما، يليه دعك ايرين لرقبتها بإحراج وقولها:
- لا داعي لهذا، في الواقع...أتينا لنسألك عن أمرٍ ما.
هز رأسه بالايجاب بينما ينزع نظاراته الطبية حاثاً إياها على التحدث.
- أجل بالطبع، تفضلا.
- لقد أنهينا عملنا باكراً، ولا يوجد لبقائنا معنى، لذا نريد أن نستأذنك في العودة الى منازلنا إن أمكننا ذلك طبعاً.
أطلقت هيري ما بجعبتها دفعةً واحدة ومن دون أي مقدمات، فوكزتها ايرين بكوعها حتى تصمت، لكنها لم تلقي لها بالاً.
بوّز جين شفاهه وهز رأسه بخفة.
- لما لا طالما أنهيتما العمل...يمكنكما المغادرة.
ولم تنتظر هيري أي ثانية أخرى حتى تحدثت بسرعة وهي تخرج:
- شكرا لك...وداعاً.
لكنه أوقفها بينما يجمع الاوراق التي كانت أمامه ويضعها في الملف:
- إنتظرا لحظة!...انا أيضا إنهيت عملي وسأعود الى المنزل الآن، فما رأيكما ان أوصلكما في طريقي؟
نفت ايرين بسرعة والإحراج يعتريها.
- لا لا شكرا جزيلاً لك، يمكننا تدبر أمرنا.
فعكف شفاهه بعبوس من ردها.
- لا مشكلة لدي في إيصالكما، يمكنكا إعتباره عربون صداقة!
ولكن هيري إعتذرت منه مجدداً بالرغم من إلحاحه:
- آسفة...انا عن نفسي لن أستطيع لأني مشغولة جداً ولدي بعض الأمور لأنهيها قبل عودتي الى البيت،
لا تقلق، سأجبرك على إيصالي في يومٍ آخر.
إختتمت هيري حديثها بإبتسامة شريرة، فقهقه على ردها الغير متوقع ليقول وسط ضحكاته هو الآخر:
- يالكِ من متغطرسة!
إبتسمت على نعته لها بتلك الصفة، من ثم ودعتهما وخرجت على الفور، تاركةً ايرين بمفردهها مع جين وإحراجها.
حيث وجّه إصبعه نحوها، وخاطبها بلكنة إجبار:
- هيري إستطاعت الهرب، أما انتي فلا أريد أي أعذار!
- ولكن..!
- قلت لا أعذار!
تنهدت بيأس وأرخت كتفيها بإستسلام لطلبه.
- حسناً.
- إسبقيني الى الخارج ريثما أعطي والدي هذا الملف وسألحق بكِ.
خاطبها بينما يغلق باب مكتبه من خلفه، فهزت رأسها موافقة.
- إنتظريني أمام متجر الزهور الذي بجانب الشركة،
تعلمين...بعض الموظفين قد يروننا سوياً ويظنون أنّ هناك شيئاً بيننا.
- معك حق...سأنتظرك هناك.
________________________
كان تايهيونغ متكأً على سريره ويقرأ ذات الكتاب تحت عنوان ' الأفق المفقود '.
كان هذا حاله منذ نصف ساعةٍ تقريباً، الى أن أقفله فجأة وحدق للأمام بشرود.
- أيعقل انها تتقرب من جين لتعرف حقيقة ما جرى في تلك الليلة؟!
هز رأسه ليطرد هذه الافكار اللعينة من عقله قبل ان ينفي بقوله:
- لا لا مستحيل! جين لن يفصح عن أمرٍ كهذا أبداً، انا متأكد.
طمأن نفسه بهذه الفكرة، ليضع كتابه جانباً وينهض متجهاً نحو الشرفة من جديد.
أزاح الستار قليلاً، ليرى أنّ الشمس أصبحت تتلاشى شيئا فشيئا معلنةً عن وقت الغروب.
فتح باب الشرفة الزجاجي، وإتكأ على حافتها متأملاً جمال السماء وغسقها.
ولكن سرعان ما لفت إنتباهه صوت ضحكٍ بالأسفل، ليجد أنّ شقيقته لا تزال برفقة صديقها.
ولم يكونا ليعلما بوجوده لولا نباح هولي التي ميزت وجوده بالطبع!
حيث إستدارا إليها بغية معرفة سبب نباحها، فإذا بلورا تلمح شقيقها الواقف بشرفته يحدق بهما.
لوحت له مع إبتسامة تصل لأذنيها حتى إختفت عيناها بفضلها.
- مرحباً زرافتي...هل تحسن مزاجك الآن؟
هز رأسه كإجابة رغم أنّ مزاجه لم يكن سيئاً أبداً!
لكنه جاراها، لأن لا رغبة له في الحديث.
وسرعان ما حوّل نظره نحو جيمين الذي لوح له هو أيضاً، ثم وكز التي بقربه متسائلاً بخفوت.
- هل هو شقيقكِ الآخر؟!
- أجل، انه تايهيونغ.
أجابته وهي تداعب فرو هولي، فهز رأسه مِراراً بينما يحدق بهالة الآخر القوية والمليئة بالكاريزما.
____________________________
- أين يقع منزلكِ؟
تسائل جين بينما يقود السيارة بتركيز، فأجابته الجالسة بمحاذاته:
- قبل ان أعود الى المنزل، أريدك أن تدلني على صيدليةٍ جيدة.
قطب حاجبيه بإستغراب، ليتسائل بقلق
- لما؟! هل انتِ مريضة؟!
قهقهت بخفة لتوضح له الامر وتطرد قلقه بعيداً.
- ليس تحديداً...كل مافي الأمر أنّ جدتي مريضة وعلي شراء دوائها بأسرع وقت.
- آه هكذا إذاً..أتمنى لها الشفاء العاجل.
تحدث بينما يدير مقود السيارة ويركز على الطريق أمامه.
- شكرا لك.
شكرته بلطف وإبتسامة ممتنة.
مر بعض الوقت وحلّ الصمت بينهما...الى أن بتره هو قائلاً:
- هانحنذا...أفضل صيدلية بالمنطقة لأفضل فتاة!
قهقهت على مزاحه المغير للمزاج، ثم شكرته بلطف:
- شكراً لك...يمكنك الذهاب الآن، لا أريد أن أطيل عليك أكثر، لأني سأمر على مكتب البريد أيضاً.
- لا بأس في ذلك...سأُصلكِ إليه، ثم أعود بك الى البيت!
إبتسمت بخفة لنبله وحسن تصرفه قبل أن تعاود شكره:
- شكرا لك...لا تقلق، سأتدبر أمري.
ناظرها بترد للحظات، ثم سألها بنبرةٍ يشوبها القلق:
- هل أنتِ متأكدة؟..الظلام قد حلّ بالفعل!
هزت رأسها مع إبتسامة هادئة وشاكرة مطمئنةً إياه، فودعها وذهب في حال سبيله تاركاً إياها تقف لوحدها أمام تلك الصيدلية.
__________________________
Lora pov:~
هاقد غادر جيميني للتو.
إستمتعتنا كثيرا اليوم...
انا سعيدة جداً، فقد أصبح يظهر لي جوانب جديدة من شخصيته، والتي لم تزدني سوى إنجذاباً إليه.
وكم كان لطفاً من والدته عندما أرسلت لي بعضاً من البسكويت الذي تعده، آه انهم عائلة رائعة بحق!
ترى هل يجب أن أتصل بمينا وأخبرها بما جرى؟
أجل أجل سأتصل بها، فلن يسعني الإنتظار للغد!
هذا رائع!
End lora pov.
________________________
Hirey pov:~
خرجتت وأخيراً من منزل أخي الجالب للإكتئاب!
قررت الذهاب بالحافلة هذه المرة كنوعٍ من التغيير...على كلٍ، منزل ايرين ليس بالبعيد جداً، لذا لن أتأخر كثيراً.
أكملت سيري وصولاً الى محطة الحافلات...ويالحظي الرائع!
علي الإنتظار لربع ساعةٍ أخرى حتى تصل الحافلة التالية.
سأنتظر على أي حال، لأني قد وصلت الى المحطة بالفعل ولن أتعب نفسي بالبحث عن سيارة أجرة، فلا رغبة لي في ذلك.
إتخذت لنفسي مكاناً، وجلست بما أني سأنتظر لبعض الوقت.
الظلام قد خيم بالفعل، لكن منظر مدينة سيول يوحي لك كما لو أنها في منتصف النهار، فالإزدحام بها ليس بمزحة!
وبغتة...سمعت صوت رنين هاتفي، لأجيب على الفور:
- مرحباً أمي...بخير وأنتي؟...حقاً!
حسناً حسناً لا تخبريها الآن، سأتصرف...وداعاً.
يا إلهي إنها مشكلة كبيرة!...الجدة سويونغ مريضةٌ جداً!
علمت بذلك منذ يومين، وقد أخبرتني امي انها قامت بنقلها الى المستشفى هي وأبي بعد أن وجداها فاقدةً للوعي في حديقة المنزل!
كما أنّ يونغي قد ذهب الى بوسان على الفور بطلبٍ من الجدة بعد ما حدث.
لم أشأ إخبار إيرين بأمر ذهاب يونغي، وكذلك أمر الجدة ظناً مني أنها إحدى إنتكاساتها البسيطة والتي ستزول كسابقاتها، ولكن هذه المرة خاب ظني!
فقد تأزمت حالتها كثيراً، وتم نقلها الى قسم العناية الفائقة، وهذا ما يخيفني بالفعل!
يداي ترتجفان منذ أن تلقيتُ الخبر، وحلقي قد جفّ تماماً!
بِتُّ خائفةً من فكرة فقدانها، فهي بمثابة جدتي، وكذلك انا قلقة على ايرين...أعني كيف ستكون ردة فعلها عند علمها بالأمر؟!
وكيف سأخبرها به من الأساس؟!
والأهم من كل هذا هو مالذي سيحدث لها إن فارقت جدتها الحياة هذه المرة!؟
إلهي ساعدني...
وصلت الحافلة وركبت بها، وكل ما يشغل بالي طوال الطريق هو ما ستؤول إليه الاوضاع فيما بعد.
يداي لم تتوقفا عن الإرتجاف، وساقاي بالكاد تحملانني...مالذي سأفعله؟! عقلي مشوش!
وصلت الى الحي الذي تقطن به بعد مدة، لأباشر السير بهدوء وعقلي شارذٌ بملايين الافكار المشؤمة، الى أن وجدت نفسي أقف أمام منزلها.
ولستُ أعلم كيف إستطعت المشي والوصول الى هنا بوضعي هذا!
فتحت الباب بعد تردد، والذي أمتلك نسخةً من مفتاحه بالفعل.
دخلت...ولكن ما رأيته لم يكن ساراً أبداً!
End hirey pov.
●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●
#يتبع...
- رأيكم بالبارت؟
- ترا خوفتكم من ردة فعل السيدة كيم، وبالآخر طلعت لطيفة...بس المهم هو شو رأيكم برد فعلها؟
- رأيكم بمومنتات لورا وجيمين؟
- رد فعل تاي لما شاف لعب العيال حق أخته وجيمين؟
- جونغكوك وهيري والعجوز المتخلفة؟
- هوسوك الدراما كوين؟
- رأيكم بتايهيونغ وتفكيره المزمن والسلبي حول ايرين وكمان تخيلاته عن علاقتها بأخوه؟
- رأيكم بشخصية جين مبدئياً؟
- علاقة جين وايرين وهل ستبقى محصورة تحت عنوان الصداقة؟
- شو بتتوقعوا يصير مع الجدة سويونغ؟
- شو شافت هيري بالأخير لحتى ما كانت مسرورة؟
- توقعاتكم للجاي؟
☆فقرة حديثي معكم...
اول شي رمضان كريم عليكم يا أحلى متابعين وإن شاء الله ينعاد على كل أمة المسلمين بالصحة والعافية يارب🌜🌜
حاولوا تدعوا قدر المستطاع بهاد الشهر الفضيل انو يعم السلام بالعالم ويحفظنا الله من هذا الوباء ومن كل الحروب.
وكما ما تنسوا تحافظوا على نظام غذائي متوازن منشان ما تمرضوا وتصير مناعتكم قوية✊
وكمان لا تنسوا تكثروا من الدعاء والإستغفار💕
فيكم تعتبروا البارت هدية مني لإلكم بحلول الشهر الفضيل💜
كنت حابة احطلكم صور الشخصيات حتى تشوفوهم بس النت زق ويادوب نشرلي البارت وحملي هالكم صورة تحت😑
على كل حال أشوفكم بخير في البارت القادم
+
I purple you 💜
See you next part...
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top