الفصل السابع
رواية لهيب المودة : الفصل السابع
انطلق القطار عبر الغابات والمساحات الخضراء وهذا دليل على أنه خرج من المدينة، وبينما روزي وجيسو تراقبان المنظر شعرت روزي بالقلق وقالت:
-«أما يزال الطريق بعيدا؟ يبدو أننا سنستغرق وقتا طويلا، كما أن خروجنا من المدينة أمر لا يبشر بالخير»
-«ثقي بي، ستكون رحلة مشوقة»
-«حسنا، لا خيار آخر لدي»
-«أخبريني بالمزيد عنك، بالنسبة لي ليس لدي ما أخفيه فأنا واضحة جدا، لكن ماذا عن شخصيتك الغامضة؟»
-«حسنا، سأخبرك بسر خطير»
-«كلي آذان صاغية»
-«تذكرين ذاك الأسبوع حين تغيبت عن الدراسة؟ السبب أنني عانيت من مشاكل نفسية وكنت سأنتحر»
-«معقول؟!»
-«بلى، بعد خسارتي لصديقتي المقربة وحبيبي حصلت مشاكل بين والداي وقررا الطلاق، حينها شعرت بالضياع لأنني سأخسر والداي وهما كل ما تبقى لي، وبدون تفكير ربطت وشاحا في المروحة وكنت سأنهي حياتي لكن والدتي أنقذتني»
-«هذا صادم حقا! لم أتوقع أن تصل بك الأمور إلى هنا!»
-«كان حالي مزريا واحتجت للكثير لكي أقف على قدماي مجددا، حتى أن والداي أخذاني لطبيب نفسي»
-«هل أنتِ بخير الآن؟»
-«مممم لا أعلم في الحقيقة، أشعر أنني بعد كل ما حصل بيني وبينك صارت أموري أفضل، لكن لا أعتقد أنني سأعود روزي السعيدة القديمة»
-«إن كانت روزي القديمة سخيفة جدا فلا داعي لأن تعود، أحب روزي كما هي وبشخصيتها الباردة الواثقة»
-«شكرا لدعمكِ عزيزتي»
-«وماذا عن والديك؟»
-«مازالا غير متفاهمين لكن يخافان انتحاري مرة ثانية لذا يحاولان تجنب الطلاق أو الحديث عن خلافاتهما أمامي»
-«وهل يريحك الأمر؟»
-«ليس تماما، أريدهما بجانبي ولكن بقاءهما معا لأجلي فقط هو شيء مزعج بالنسبة لي»
-«أتفق معك، لكن ربما قد تهدأ الأمور بينهما ذات يوم ويشكرانك على ما فعلته»
-«أود ذلك حقا»
-«والآن عديني أنكِ لن تنتحري مجددا»
-«لا أضمن لكِ ذلك»
-«بل عليكِ معاهدتي، لأنكِ إن انتحرتِ فسأبكي كثيرا عليك وأشعر بالوحدة لسنوات، افعلي ذلك لأجلي وعديني هيا»
أعطتها إصبع خنصرها لكن الأخرى وقفت تحدق به وقالت:
-«وعد بالأصابع؟»
-«أجل، هذا ما يفعله الأصدقاء المقربون، إن خالفتِ وعد الأصابع فهذا يعني أن اللعنة ستحل عليك وتموتين ميتة شنيعة»
-«هههه أمجنونة أنتِ؟ كيف تحل علي لعنة تقتلني وأنا ميتة من الأساس؟»
-«فقط عديني»
-«حسنا أيتها المزعجة»
شابكت إصبع خنصرها بإصبع جيسو ثم قالت:
-«ها قد وعدتك»
-«ممتاز، أشعر بالسعادة الآن»
-«والآن ماذا عنك؟ حدثيني عن والديك، كيف حياتك معهما؟»
ابتسمت جيسو بسعادة وأخرجت من حقيبتها صورة تجمعها بوالدها ووالدتها ويبدون في قمة السعادة وقالت:
-«رغم أن والداي متشددان فيما يخص دراستي لكنهما أروع والدين في العالم، ليس هناك الكثير من الخلافات بينهما لأن والدي متفهم ولطيف ويعامل والدتي أحسن معاملة، إنه يحبها ويلبي رغباتها حتى لو كانت صعبة، أحيانا أغار من حبهما الشديد لبعضهما وأتمنى حبيبا يجعلني أعيش حياةً كحياتهما، لكن كما تعلمين حبي الأول عاملني أسوأ معاملة لذا أشعر بالخوف من الاعتراف لأي شخص آخر مجددا»
-«تقصدين لاعب كرة السلة؟»
-«بلى»
-«أحمق غبي، دعكِ من الشباب والعلاقات فمازلنا صغارا على ذلك، أخبريني حول عائلتك أكثر»
-«أظن أنهما سيستمران معا للأبد، أتمنى أن يستمر والداكِ معكِ للأبد أيضا»
-«أرجو ذلك»
وصل القطار أخيرا لأحد الأماكن وتوقف مؤقتا، وعندما نزلت الفتاتان رأيتا العمال يرمون البضائع غير المستعملة أو المعطلة في مكب القمامة، تسللتا بسرعة واختبأتا خلف كومة الخردة حتى غادر القطار.
نظرت روزي من حولها وقطبت حاجبيها وقالت:
-«لماذا نزلنا هنا بالضبط؟»
-«لأنني أعشق هذا المكان»
-«مكب الخردة؟»
-«أجل»
تجولت جيسو بالمكان وهمت تنظر للأغراض الصدئة القديمة والمحطمة أما روزي فنظرت لها بتجهم ولحقت بها، تجولتا في المكان حتى رأت جيسو مضرب بيسبول فحملته وصارت تحاول التدرب على استعماله وقالت:
-«جيد، ما يزال قويا ومتينا»
رأت أمامها قرارات زجاجية فضربتها بقوة حتى انكسرت وقالت بحماس:
-«أجل، كم هو مريح»
-«تكسير الزجاجات مريح؟»
-«طبعا، أتعرفين أن الإنسان يحتفظ بالكثير من الغضب والطاقة السلبية في داخله؟ لو حاول تفريغها على شيء ما فلا بد أنه سيرتاح حتما»
-«لا أظن»
-«فلتجربي»
جمعت عدة قرارات زجاجية أخرى ووضعتها أمامها بشكل عمودي ثم أعطتها المضرب، وما كادت روزي تضربها حتى صرخت جيسو:
-«مهلا! توقفي»
ثم ركضت نحو كومة خردة وأخرجت منها خوذة لحماية الرأس ونفضتها تحسبا للحشرات والتراب ثم وضعتها على رأس روزي وقالت:
-«قد يتطاير الزجاج ويؤذي وجهك لذا أبقي نفسك آمنة»
ابتسمت لها روزي ثم استعدت وضربت الزجاجات بقوة وحطمتها فصفقت لها جيسو بحرارة وقالت:
-«ممتازة جدا، أتشعرين بأي تحسن؟»
-«في الحقيقة لا، لا شيء تغير، منذ هذا اليوم أشعر بأنني بخير حقا ولا يتملكني أي غضب أو خيبة»
-«ههههه أوه عزيزتي روزي! كم أنتِ لطيفة!»
صارتا تتجولان في المكان وتبحثان في الخردة حتى وجدتا سيارة قديمة فجلستا فيها، أخذت جيسو قلم حبر وكتبت على الزجاج عبارة "روزي وجيسو أفضل صديقتين في التاريخ" ثم قالت بعد أن ابتسمت بسعادة:
-«هذه ستكون ذكرى أخرى من ذكرياتنا الجميلة، سنأتي لهذا المكان ونرى هذه الكتابة ونبتسم بسعادة»
-«من أين تعرفين هذا المكان؟ وهل أتيتِ له من قبل؟»
-«أجل، مدينتي القديمة تبعد عن هنا خمس دقائق فقط وحين كنت صغيرة أتيت عدة مرات مع أبناء عمي»
-«أليس المكان خطيرا؟ أعني هو مكان فارغ وتحيط به الغابات، إن حصل لكِ مكروه فلن يعلم أحد»
-«كنا صغارا حينها، لكن الآن لقد كبرنا وإن حاول أحد إزعاجنا فسوف...»
ثم سددت لكمة نحو الزجاج وأردفت:
«...نضربه بقوة شديدة وندافع عن أنفسنا فنحن فتيات قويات»
ابتسمت روزي وقالت:
-«قويات، حتما قويات»
سارتا عبر سكة القطار بهدوء وهما تتحدثان حتى وصلتا لحديقة عامة تمتد حتى الجبل، ثم قالت جيسو:
-«أحب هذه الحديقة للغاية، لنمضي بعض الوقت هنا»
ركضت تصعد السلالم للأعلى بحماس وتبعتها روزي حتى وصلتا لمكان فيه كراسي وطاولات يمكن الجلوس فيه، ثم قالت جيسو:
-«أتشتاقين لأيام الطفولة؟»
-«نوعا ما»
-«لنعد لطفولتنا ونصبح طائشتين»
-«كيف ذلك؟»
-«لنمرح قليلا ههههه انظري هناك»
أشارت نحو زوجين يتناولان الطعام فاستغربت روزي وقالت:
-«لا تقولي أنه الذي في بالي»
-«بلى، حان وقت الغداء وأنا جائعة، لنأكل»
-«لكن هذا تصرف سيء»
-«كيف سنكون أطفالا طائشين إن لم نفعل أفعالا طائشة؟»
تجهم وجه روزي لكنها في النهاية أومأت برأسها أنْ نعم، توجهت جيسو نحو الزوجين ووقفت على مقربة منهما ثم ألقت نفسها على الأرض وهي تمسك بطنها وصرخت بقوة:
-«بطني! أعتقد أنني سأموت»
رآها الزوجان فأسرعا لمساعدتها وقال الزوج:
-«هل أنتِ بخير؟»
-«لا، بطني، رجاءً ساعداني»
في ذلك الوقت كانت روزي تتسلل ببطء نحو المائدة التي كانا يجلسان عليها وما إن كادت تضع يديها على طعامهما حتى أصدرت صوتا بسبب دوسها على عشب يابس فنظرا نحوها وصرخ الزوج:
-«ما الذي تفعلينه هناك؟»
أخذت روزي كيس طعامهما وركضت بسرعة حينها نظرا لجيسو فهربت هي أيضا وتركتهما يشتمانها من الخلف.
ابتعدت الفتاتان متوجهتين لأعلى حتى وصلتا لمكان بقرب المنظار العملاق وجلستا تتناولان الطعام المسروق والذي هو عبارة عن سندويتشات لحم وهما تضحكان بشدة على هذا الموقف.
بعد انتهائهما توجهت جيسو نحو المنظار ونظرت من خلاله فرأت الناس في الحديقة كلٌ منهم يقوم بعمل مختلف وقالت:
-«لنلعب لعبة التحديد»
-«كيف نلعبها؟»
-«سننظر عبر المنظار ونرى ما يفعله الناس وأول من تتحدث عما يفعلونه تحصل على نقطة»
-«موافقة»
نظرتا أولا لعائلة يجلسون لتناول الطعام فصرخت روزي:
-«عائلة تتناول المشاوي»
-«صحيح، لنجرب مجددا»
ثم نظرتا لشخص آخر فوجدتاه يتكلم على الهاتف فصرخت جيسو:
-«شاب عصبي يتشاجر مع حبيبته»
-«هههه واو أنتِ سريعة»
ثم نظرتا لرجل وامرأة يجلسان تحت الشجرة ويتبادلان القبل ويبدو أن الرجل خمسيني بينما الشابة تبدو عشرينية ويافعة، حينها صرخت روزي:
-«شوغر دادي يغازل حبيبته، هههههه رائع، لقد أصبح لي نقطتين، قومي بمجارات ذلك»
فجأة توقفت جيسو عن النظر عبر المنظار وتغيرت تعابير وجهها نحو الشرود، ثم قالت روزي بينما تنظر للخمسيني والعشرينية عبر المنظار:
-«يا إلهي! إنه يحاول لمس جسدها أيضا! ياله من قذر! لم تخبريني أن هناك أمورا مقززة تحدث في هذه الحديقة»
لم ترد عليها جيسو بل بقيت على حالها فأردفت روزي:
-«إن واصل الأمر هكذا فسيفعلان أشياء قذرة، أظن أن علينا التبليغ عنهما لإدارة المكان، هناك عائلات محترمة تأتي لقضاء النزهة هنا، ألا تتفقين معي جيسو؟ أكره هؤلاء الرجال الوسخين الذين يضعون أعينهم على فتيات أصغر منهم بعقود، يجب أن يفعل القانون شيئا بشأنهم فهم ينتشرون بسرعة، أعني كم هو مقزز ذلك، تخيلي أن أسمح لشوغر دادي بلمسي من أجل المال»
فجأة صرخت جيسو بحدة:
-«يكفي، اخرسي»
انصدمت روزي وأبعدت عينيها عن المنظار ونظرت لصديقتها التي تكاد تنفجر من الغضب وقالت:
-«عفوا؟ هل أخطأت بشيء؟»
-«فقط اخرسي، ولا كلمة، ما تقولينه مقرف»
-«ما المقرف؟ أفعال ذلك القذر أم كلامي عنه؟»
-«فقط اخرسي»
ثم سارت نحو طريق العودة بمفردها فلحقتها روزي وأمسكتها من ذراعها وقالت:
-«ما بالك؟! لماذا تصرخين في وجهي؟ لا تقولي أنكِ تحبين ذلك النوع من العلاقات؟»
-«سواء أكنت أحبه أو لا فهذا شيء لا يخصك»
-«ماذا؟! هل تملكك شيطان؟ أنتِ لستِ جيسو التي أعرفها»
-«ابقي بعيدة عني»
أبعدت يديها عنها وذهبت تسير عبر السكة عائدة للمنزل، لحقتها روزي وهي غاضبة إلى أن وصلتا لمكب الخردة وانتظرت جيسو القطار ليأتي فوقفت روزي بجانبها وهي غاضبة وقالت:
-«هل أنتِ بخير؟ لا أعلم ما الذي أزعجكِ في كلامي بالضبط لكن أقترح أن نتحدث بهدوء ونتفاهم»
-«لا أريد التفاهم معك، دعيني وشأني»
-«ما الذي تقولينه؟! فقط اشرحي لي بماذا أخطأت وسأدعك وشأنك»
-«حقا لا أريد، قلت دعيني وشأني»
دفعتها للخلف فانصدمت روزي أكثر وقالت:
-«لطالما كنتِ تحاولين أن تكوني صديقتي فلماذا هذه التصرفات الغريبة فجأة!؟»
-«إذًا فلننهِ صداقتنا، لا أريد أن أكون صديقة فتاة مثلك بعد الآن»
مر القطار بجانبهما في نفس اللحظة التي نطقت فيها جيسو بهذه الكلمات الجراحة فتبعثر شعر الاثنتين وهما تحدقان ببعضهما بصمت، ثم قالت جيسو بحدة:
-«يمكنكِ أخذ القطار بمفردك، سأواصل سيرا على قدماي»
بعد رميها لتلك الكلمات مضت في طريقها تتبع السكة بينما وقفت روزي متصنمة مكانها بتلك الصدمة، راقبت القطار وهو يغادر ولم تركبه وسارت تخطو خطواتها ببطء نحو ساحة الخردة حتى وصلت للمكان الذي جلستا فيه ذاك الصباح، رأت على الأرض قطع الزجاج ومضرب البيسبول فصرخت بقوة وفجرت غضبها الشديد وأخذت المضرب وصارت تضرب به كل ما تراه أمامها من زجاجات وأغراض وعلب، تحولت فجأة لكائن متوحش وصارت تفرغ غضبها على تحطيم الأشياء وهي تصرخ، ومع تذكرها أن تلك الطريقة علمتها إياها جيسو شعرت بحزن وضيق أكبر.
بينما تركض وتحطم أي شيء عثرت على السيارة التي جلستا فيها ذاك الصباح فرمت المضرب وركبتها لترتاح، لكن لاحظت اسميهما مكتوبين على الزجاج فتذكرت خيبتها وألمها وخلعت سترتها لتمسح الكتابة ولكن توقفت فجأة بعد أن شعرت أنه لا فائدة من مسحها فرغم كل شيء هي تشكل ذكرى سعيدة من ذكرياتها مع جيسو، ولو كانت جيسو فظة لا تحترم الذكريات فإن روزي تحترمها وتقدسها.
اتكأت على المقعد وصارت دموعها تنهمر وهي تحدق باسميهما المكتوبين عللى الزجاج حتى غاصت في نوم عميق ووجهها مبلل بشدة.
حل المساء وكادت الشمس أن تغرب وروزي نائمة في السيارة وحين استيقظت أول ما رأته هو العصافير وهي تقف على مقدمة السيارة وتصدر أصوات زقزقة قوية وهي دون شك سبب استيقاظها.
فركت عينيها واستعادت يقظتها ثم تنهدت كل الألم والحزن الذي تكتمه في قلبها، لقد تحطمت مشاعرها مجددا واكتشفت أن الصداقة مجرد كذبة والناس يتغيرون بسرعة دون مراعاة المشاعر.
سارت عبر السكة بهدوء وهي محطمة ولم تكترث حتى إلى أنها تأخرت، حتى أنها لم تركب القطار بل واصلت سيرا على الأقدام رغم أن المسافة نحو المدينة سيرا قد تصل إلى الساعة والنصف.
سارت مطأطئة الرأس يائسة وهي تلوم نفسها على كل شيء لكن انصدمت حين رأت في وسط الطريق جيسو وهي تقف متكئة على الشجرة معطية لها ظهرها، تجاهلتها وتقدمت وكانت ستتجاوزها لكنها توقفت حين سمعتها تقول:
-«أتيتِ أخيرا»
نظرت لها روزي ببرود وثنت ذراعيها كما لو أنها عادت روزي القديمة الباردة وقالت:
-«نعم ها أنا ذا، هل تنتظرين أحدا؟ لا أعتقد أنكِ تنتظرينني»
عم الصمت لبعض الوقت ثم قالت جيسو دون النظر لها:
-«روزي، أيمكنني إخبارك بسر؟»
ردت عليها روزي ببرود شديد بعد أن محت تماما من رأسها فكرة أن تهتم بجيسو مجددا أو تحاول مصادقتها:
-«لستِ مضطرة»
-«ذاك الأربعيني، والفتاة العشرينية التي معه، أثناء مراقبتنا لهما اكتشفت شيئا، ذاك الرجل هو أبي، والتي معه ليست أمي بطبيعة الحال»
انصدمت روزي من سماع ذلك ووسعت عينيها وقالت:
-«جيسو! هل أنتِ بخير؟»
استدارت جيسو بسرعة نحوها وعانقتها وقالت وهي تبكي:
-«لقد كنت خائفة، غاضبة، خائبة الأمل، مصدومة، محطمة، لذلك لم أعرف ما أفعله، كنتِ أنتِ الشخص الوحيد الذي هناك لأفرغ عليه غضبي، آسفة لأنني فعلت معكِ ما فعلته، آسفة روزي»
-«لا عليك، حقا لا عليك، فهمت الأمر برمته، حتى أنا عرفت أنها ليست أنتِ، عرفت أن هناك خطبا ما»
-«حقا آسفة، لو اعتذرت منكِ مليون مرة لن أشعر بالرضى عن نفسي، أنا حقا صديقة سيئة»
ربتت روزي على ظهرها لتواسيها وقالت:
-«لا بأس، حقا لا بأس»
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top