الفصل الثامن
رواية لهيب المودة : الفصل الثامن
سارت روزي وجيسو عائدتين نحو المنزل وهما تمسكان بيدي بعضهما وكانت جيسو حزينة للغاية فقالت روزي محاولة الترفيه عنها:
-«هل تذكرين سرقتنا للطعام اليوم؟ هههه كان مضحكا للغاية، لم أمرح هكذا حتى في طفولتي»
نظرت نحو جيسو فوجدتها حزينة على نفس الحال وردت عليها:
-«أتعلمين؟ رسمت لوالدي شخصية مثالية في عقلي لكن بعدما حصل اليوم أشعر بالخيبة الشديدة، لا أعرف كيف سأواجهه مجددا، أشعر أنني أكرهه، لقد تحول فجأة من شخص رائع مثالي لحثالة، مسكينة أمي، كيف سأخبرها؟»
-«لا تخبريها»
-«لكن...لماذا؟ لماذا عليها أن تبقى مخدوعة طوال حياتها؟»
-«جيسو، جميعنا غير مثاليين، لا يوجد إنسان مثالي»
-«أتقولين أن ما فعله والدي أمر طبيعي لأننا غير مثاليين؟»
-«لا أبدا، طبعا ما فعله والدك سيء ولكن جميعنا نرتكب الأخطاء، لو تحدثنا عنا فقط نحن الاثنتان فما فعلناه سيء أيضا، لقد هربنا من المدرسة وخالفنا أوامر أهلنا وعرضنا حياتنا للخطر في هذا المكان المجهول، كما وسرقنا وخدعنا الناس وتجسسنا عليهم من المنظار العملاق، الجميع لديهم أخطاء حتى نحن»
-«لكن ما علاقة هذا بذاك؟»
-«هناك علاقة، صدقيني، والدك سيبقى والدك مهما حصل، لقد أنجبك ورباك وأعطاكِ كل الحب والحنان طوال حياتك، مهما فعل ومهما أخطأ فهذا لن يغير حقيقة أنه كان مثاليا بالنسبة لك كأب وليس كبشري»
-«وماذا عن أمي؟»
-«هناك أمور لا يجب أن يعرفها حتى والدانا، حين قام حبيبي وصديقتي بخيانتي كان المفروض أن أخبر أمي لكي تفهم ما أمر به، لكنني لم أفعل، هي حتى الآن لا تعرف لماذا أصبحت باردة ومنطوية هكذا ولماذا حاولت الانتحار حتى، تظن أنها هي وأبي السبب لذا يحاولان البقاء معا لأجلي وصارا لا يتحدثان في المنزل فقط لكي لا يتشاجرا ويجعلاني أؤذي نفسي، أظن أن بقاءهما هكذا لا يعرفان هو أفضل طريقة ليبقى الجميع مرتاحا ولكي أحافظ على عائلتي»
-«رغم أنه لا علاقة للموضوعين ببعضهما لكن أظن أن رسالتك وصلتني، أيجب علي التظاهر أنني لم أرى شيئا؟»
-«طبعا، لأجل أن لا تتفكك عائلتك، ابقي صامتة فقط لأجلهما ولأجل نفسك»
-«فهمت، شكرا على النصيحة روزي»
-«هل تريدين أن أساعدك في التنفيس عن غضبك وبطريقتي؟»
-«وكيف ذلك؟»
-«أنا أيضا لدي طرقي الخاصة، حين تمت خيانتي قمت بحرق كل ذكرياتي مع الشخصين الخائنين، لذا أعرف كيف أساعدك، أعطني صورتك العائلية»
أعطتها جيسو إياها فأخرجت من جيبها ولاعة وأمسكت بكل من الغرضين في كل يد وقالت:
-«احرقيها واحرقي معها كل حزنك وألمك»
أمسكت جيسو الصورة والولاعة وترددت قليلا لكن في النهاية أحرقت الصورة وصارت تنظر لها وهي تتفتت وتتحول لرماد وتسقط أرضا ثم تركتها لتسقط على الحصى ويحترق آخر جزء منها ثم ابتسمت وقالت:
-«معكِ الحق، أشعر بتحسن»
-«هههه جميل»
-«لكن السؤال هو ما الذي تفعله الولاعة معك؟ هل يعقل أنكِ تدخنين؟»
-«ههههه أهذا كل ما خطر على بالك؟ في الحقيقة السبب هو أنني أكتب باستمرار ما أشعر به كنوع من تفريغ الطاقة السلبية وأقوم بحرقه في نفس اللحظة ولهذا أحمل معي الولاعة دائما»
-«أوه فهمت! علي تجربة الأمر أيضا»
بعد وصولهما للمدينة مع حلول الظلام ذهبت روزي لمنزلها فوجدت والديها قلقين عليها وقاما بمعانقتها وسؤالها مرارا وتكرارا عن سبب غيابها كل هذا الوقت وإغلاق هاتفها واتصال الثانوية بهما اليوم لتخبرهما عن غياب ابنتهما، لكنها أخبرتهما أنها ملت من الدراسة والضغوطات وقررت الهرب، ورغم أنهما غاضبان للغاية لكنهما لم ينطقا بشيء لأنهما يعلمان بمشاكلها النفسية وقد تؤذي نفسها لو ضغطا عليها قليلا بعد، لذا قالت والدتها:
-«روزي، رجاءً لا تفعلي بنا ذلك مجددا، تعلمين كم أنتِ مهمة بالنسبة لنا وأفعالك هذه تؤذينا وتقلقنا»
-«أعلم، أردت فقط الحصول على حيزي الخاص»
-«ولماذا لم تتصلي وتطلبي منا الآذن بالغياب؟»
-«لن تسمحا لي»
-«وما أدراك؟»
-«أعرفكما جيدا لذا لا داعي»
صعدت لغرفتها فأوقفها والدها مناديا عليها من الخلف:
-«روزي، عليكِ مواصلة الجلسات العلاجية مع الطبيبة النفسية»
قطبت حاجبيها ثم دخلت غرفتها دون اكتراث لكلامه، أما جيسو فقد عادت للبيت فوجدت والدتها بمفردها فوبختها لساعات طويلة، وبعد فترة عاد والدها للمنزل ونظر لجيسو وبادلته النظرات هي الأخرى وهي تشعر بالخيبة فقالت والدتها:
-«عزيزي، أين كنت؟»
-«في العمل، ما الأمر؟»
قطبت جيسو حاجبيها وهي تنظر له فهي تعرف أنه يكذب وأنه قضى اليوم مع عشيقته الصغيرة في السن، لكنها قررت دفن السر للأبد لذا بقيت تستمع لوالدتها وهي ترد:
-«كانت جيسو غائبة عن الثانوية طوال اليوم وعندما اتصلت لأخبرك وجدت هاتفك مغلقا»
-«يبدو أن شحنه قد نفذ، هل هذا صحيح جيسو؟»
-«صحيح، لقد تغيبت»
-«ما هذه التصرفات فجأة؟ إنها سنتك الأخيرة وعليكِ أن تكوني فتاة جيدة لتحصلي على تخصص جيد ووظيفة جيدة»
رغم كل ذلك الحقد والتأنيب الذي تخفيه لكنها اكتفت بالاستماع وهز رأسها مومئة بالإيجاب وهكذا مر اليوم عليها وهي تتعرض للتوبيخ.
في الليل وقبل أن تنام الفتاتان أرسلت جيسو رسالة لروزي كتبت فيها:
-«أمستيقظة؟ أود التحدث معك»
رأت روزي الرسالة وردت عليها:
-«بلى، أشعر بالحزن على ما حصل اليوم، هل علاقتك بوالديك ما تزال جيدة؟»
-«لا أعلم، أفكر بالهرب من المنزل فرؤيتي لوالدي يغازل أمي دون الشعور بأي ذنب تجعلني أكاد أفقد صوابي»
-«لا تستسلمي جيسو، كل مُر سيمر»
-«أتعلمين؟ أود فعل شيء ما، ما رأيك أن نبيت في منازل بعضنا ذات يوم؟ أعتقد أننا سنحظى بالكثير من المرح»
-«وهل سيسمح لكِ والداكِ بذلك؟»
-«لا، تعالي أنتِ»
-«حسنا سأرى مع والداي لاحقا»
في يوم الغد ذهبت الفتاتان للثانوية وبما أنهما غائبتان من الأمس فقد حضرت والدة كل منهما من أجل تبرير الغياب، وبينما تقفان في القاعة بانتظار دوريهما كانتا تنظران لبعضهما من بعيد ثم حملت جيسو هاتفها وأرسلت رسالة لروزي تقول فيها:
-«انظري لربطة شعر الفتاة التي بجانبك، عليها صور بطة»
كان هذا تعليقا سخيفا فجعل روزي تضحك بصمت وعندما سمعتها جيسو صارت تضحك هي الأخرى لكن والدتها رأتها وسحبت منها الهاتف وقالت موبخة إياها:
-«رغم كل ما حصل ها أنتِ ذا تضحكين بكل برودة أعصاب، يالك من طالبة مهملة وفتاة عاقة، ليتني أنجبت صبيا»
شعرت جيسو بالإحراج بسبب صوت والدتها العالي والذي انتبه له الجميع فصارت تحاول تهدئتها لكن الأخرى واصلت توبيخها:
-«جيسو أنتِ عالة على العائلة حقا، ابنة خالك كانت أذكى وأنضج منك في كل شيء»
-«أوووه هيا! ليس قصة ابنة خالي مجددا»
أغلقت أذنيها لكن والدتها صرخت بصوت أعلى:
-«وتغلقين أذنيك؟ عار عليك حقا، حين لأكلمك استمعي وانظري في عيناي»
نظرت جيسو في عينيها فصرخت مجددا:
-«وتملكين الجرأة للنظر في عيناي؟»
-«لكن أنتِ قلتِ...»
-«لم أقل شيئا، فقط أطبقي شفتيك وأغلقي الموضوع»
-«لست أنا من فتحه حـ...»
-«ولا كلمة وإلا سآخذ هاتفك للأبد»
التزمت جيسو الصمت ونظرت لروزي فوجدتها تكاد تنفجر من الضحك بسبب مواقفها اللطيفة، هذا جعل جيسو تبتسم لها وتشعر بالسعادة.
بعد حصولهما على إذن الدخول خرجت الفتاتين مع والدتيهما ووقفتا في الرواق قليلا فنظرت والدة روزي لجيسو:
-«طاب يومك جيسو، كيف حالك؟»
-«طاب يومك سيدة بارك، أنا بخير وشكرا لسؤالك»
ثم نظرت والدة روزي لوالدة جيسو وقالت:
-«أهلا سيدة كيم، سعيدة بلقائك»
-«وأنا أيضا، لكن من تكون حضرتك؟»
-«ابنتي وابنتك صديقتان مقربتان»
-«أوه لا بد أنها وونيونغ، جيسو تتكلم عنها كثيرا»
انزعجت روزي لأن جيسو تكلم والدتها عن وونيونغ ولا تكلمها عنها فحدقت بها بحدة حتى شعرت بالتوتر، ثم قالت جيسو:
-«أمي، اعرفك على صديقتي الوحيدة والمفضلة، ربما لم أتكلم عنها كثيرا ولكن أظن أنكِ سمعتِ عنها سابقا»
-«ربما، لست متأكدة»
ثم نظرت لروزي فوجدتها ستأكلها بنظراتها، بعد جو مشحون قالت والدة روزي:
-«جميل أن نلتقي، ابنتكِ لطيفة جدا وأظن أننا سنصبح أصدقاء مقربين في المستقبل هههه»
-«سعيدة بسماع ذلك»
-«جيسو، تعالي لزيارتنا ذات يوم»
-«سأفعل»
-«مهلا، أنتِ أيضا تغيبتِ بالأمس؟»
شعرت جيسو بالتوتر وصمتت لكن والدتها تحدثت قائلة:
-«أجل هذه الفتاة المزعجة تغيبت بالأمس دون إخبارنا وعادت بعد غروب الشمس بوقت، كاد قلبي يتوقف من الخوف حين أغلقت هاتفها، سأعلمها درسا قاسيا كي لا تكرر ذلك مجددا»
-«مهلا! حتى ابنتي فعلت نفس الشيء، هل يعقل أنهما...»
-«كانتا معا؟»
-«بالضبط»
نظرت الوالدتان لابنتيهما فتوترتا ثم قالت جيسو بينما تمسك روزي وتجرها مبتعدة:
-«تأخرنا عن الدراسة، نحن تلميذتان مجتهدتان جدا كما تعلمان هههههه، وداعا ماما، وداعا سيدة بارك»
أخدت روزي معها تتمشيان عبر الرواق المؤدي لفصلهما وقالت:
-«ياله من موقف صعب وُضعنا فيه»
-«أعتقد أن والدتك مخيفة»
-«أوافقك»
مرت الأيام بسرعة وكانت صداقة روزي بجيسو تتطور شيئا فشيئا لدرجة أنهما أصبحتا لا تستطيعان قضاء يوم واحد بعيدتين عن بعضهما، حتى في عطلات نهاية الأسبوع كانتا تتحدثان على الهاتف طويلا أو تتراسلان وتصوران لبعضهما كل شيء تفعلانه، وتبعا لذلك تحسنت صحة روزي النفسية واقتربت من أن تعود فتاة طبيعية كالسابق.
ذات يوم عادت روزي من الثانوية فوجدت والدتها مع والدها واقفين عند الرواق وعلى وشك الدخول في شجار مجددا لكن عندما رأياها هدآ وافترقا لكي لا يتسببا في محاولة انتحارها مجددا.
ذهب والدها للخارج بينما بقيت أمها جالسة في غرفة المعيشة فنادت عليها، تقدمت روزي منها ونظرت لها فوجدت ملامح وجهها جادة للغاية وقالت:
-«روزي، اجلسي، الأمر مهم»
جلست روزي بهدوء وقلبها يدق وخافت أن تخبرها أنها تريد الطلاق مرة أخرى، لكنها رغم ذلك تأملت خيرا وبقيت تنصت باهتمام لوالدتها:
-«روزي، علاقتي بوالدك تؤول من سيء لأسوأ، نحن لا نتفاهم منذ أشهر ونعيش هنا كالغريبين لذا...»
-«هل ستفعلينها مجددا؟ لا، لا أريد، إن حاولتما الطلاق فسأقتل نفسي، آسفة لا يمكنني العيش وأحدكما بعيد عني»
-«لا مهلا روزي، اسمعي، الأمر ليس بشأن ذلك، ألم تلاحظي شيئا غريبا مؤخرا؟»
نظرت من حولها فلم تلاحظ أي شيء وقالت:
-«لا، هل هو بخصوص المنزل أم شيء آخر؟»
-«لا، بل بخصوصي أنا»
نهضت من مقعدها فلاحظت روزي شيئا ما:
-«أمي، غيرتِ من أسلوبك في الملابس وأصبحتِ تحبين الملابس الواسعة؟ متى ذلك؟»
-«منذ شهرين، وحضرتكِ لم تلاحظي أي شيء، يبدو أنكِ في عالم آخر حقا»
-«فعلا، يبدو أنني كنت مغيبة جدا عن الواقع، ولكن هل تغييرك لملابسك أمر مهم؟»
-«طبعا، المرأة لا ترتدي الملابس الواسعة فجأة إلا إذا كان هناك سبب ما»
رمشت روزي بعينيها عدة مرات فقامت والدتها بإرجاع ثوبها العريض للخلف حتى يضيق في منطقة البطن فلاحظت روزي أن بطنها يبدو أكبر من المعتاد، حينها انصدمت ووضعت يدها على فمها وهي تشهق بقوة وقالت:
-«لا تقولي أنكِ...»
لم تتمكن من إنهاء كلامها حتى فتوجهت والدتها نحو درج الخزانة وأخرحت فحصا طبيا فيه صورة أشعة لجنين نائم بسلام في رحم أمه، أمسكته روزي ويداها ترتجفان ونظرت له وفجأة ابتسمت بسعادة ودمعت لتسقط دمعتها الساخنة على الورق وتبلله، قالت والدتها باستغراب:
-«لم أتوقع أن تكون هذه ردة فعلك، ظننت أنكِ ستستائين»
-«لا، هناك فرد جديد من العائلة سيأتي إلينا، أنا سعيدة حقا، أهو ذكر أم أنثى؟»
-«أنثى»
-«يال الروعة! ستكون لي أخت صغيرة وستصبح مقربة مني وتخفف عني حين أحزن»
-«في الحقيقة يا روزي، لن تكون»
انصدمت روزي من سماع ذلك ونظرت لها بقلق وقالت:
-«لماذا تخبرينني في حال كنتِ تريدين إسقاط الجنين؟»
-«لا أعلم، أردت إخبار شخص ما، والدك لا يهتم على كل حال، أنتِ الوحيدة التي يمكنني إخبارها بذلك لتدعمني في عملية الإجهاض»
-«لا، مستحيل أن أدعمك، لا تتصرفي بجنون»
-«هذا ما لم أتوقعه»
أعطتها صورة الأشعة وهي غاضبة ونظرت لعينيها بحدة:
-«لا يمكنك أن تحرميني من أختي، حقا أشعر بأنني تعلقت بها منذ الآن»
-«افهمي أنه ما من شخص يتألم على فراق طفله مثل الأم، لكنني مضطرة، هل تظنين أنها ستكون سعيدة حين تعيش في عائلة كعائلتنا؟ المشاكل تحيط بنا من كل مكان»
-«لكنها ستتأقلم»
-«وهل تأقلمتِ أنتِ؟ أم أنكِ سئمتِ لدرجة محاولة الانتحار؟»
استاءت روزي من إجابة هذا السؤال فصمتت وطأطأت رأسها بحزن، دخل الأب فجأة فانتفضت كلاهما وخبأت الوالدة صورة الأشعة خلف ظهرها، حينها قال الأب:
-«لقد نسيت مفاتيح سيارتي، روزي هل رأيتِها؟»
-«لا يا أبي، أتيت للتو»
-«لماذا أنتِ حزينة هكذا؟ هل حصل شيء ما؟»
صمتت روزي للحظات ونظرت لأمها بحزن ثم التفتت مجددا لوالدها وأومأت برأسها أنْ لا لكي يطمئن ويغادر، شاهدته وهو يبحث عن المفاتيح إلى أن عثر عليها وهم مغادرا ناحية الباب، وقبل أن يخرج فكرت بحل سريع فركضت وأخذت صورة الأشعة من والدتها واتجهت بها نحو والدها وقالت بصراخ واضطراب:
-«أبي، لا تذهب، ستصبح أبًا، ستكون لديك ابنة أخرى غيري، أرجوك افعل شيئا قبل أن تقوم أمي بإجهاضها»
عم صمت رهيب في الخلفية فركضت الأم وأخذت من روزي الصورة ووبختها بغضب قائلة:
-«توقفي، من سمح لكِ بإطلاعه على الموضوع؟ اعتبريه طفلي أنا فقط وأنا المسؤولة عنه»
قاطعها الأب وهو يتكلم بهدوء:
-«هل هذا صحيح؟ هل سنرزق بطفل أم أنها كذبة؟»
صمتت ولم ترد عليه فسحب منها صورة الأشعة وصار ينظر إليها وهو متأثر ويلمسها بأطراف أصابعه بسعادة، بعد لحظات نظر لزوجته ثم عانقها بسعادة فانصدمت هي الأخرى وتأثرت وسالت دموعها، حينها قال لها بحشرجة:
-«لا تجهضيه، تعلمين أنه من الصعب عليكِ الحمل لذا فإنجاب طفل بعد هذه السنين الطويلة هو أمر كالمعجزة»
أومأت برأسها أنْ نعم وبادلته العناق بقوة، وبينما تنظر لهما روزي كانت في قمة السعادة ولم تتوقف ولو للحظة عن ذرف الدموع.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top