الفصل الثالث عشر
رواية لهيب المودة : الفصل الثالث عشر
في الصباح الباكر وقفت روزي أمام السينيما منتظرة جيسو التي أرسلت لطلبها بسرعة وبالفعل جاءت نحوها وكانت تبدو متعبة من كثرة سهرها وشربها للكحول.
كانت روزي متكئة على حائط السينيما وهي غاضبة تثني ذراعيها وعندما جاءت نظرت لها بغضب أكبر وقالت:
-«تريدين مني قتلك؟ ما قصة صاحب الحانة ذاك وما قصة تعاطيكِ للكحول ها؟ هل انتهى الرجال من العالم حتى قررتِ مواعدة شخص بتلك الصفات؟»
-«إنه ليس كما تظنين»
-«من أي جانب؟»
-«من كل الجوانب، إنه حنون ورقيق ويحبني ويفعل المستحيل لأجلي، حتى أنه يهديني كل الأشياء الغالية الثمن التي لا يمكنني شراؤ...»
-«مهلا مهلا! هل تواعدينه لأجل ماله؟»
-«لاااااا، لكن المال هو أحد متطلبات الحياة أليس كذلك؟»
-«لا أصدق! هل تمازحينني؟»
-«لا البتة، حقا هو شخص رائع وستغيرين نظرتك له في حال تعرفتِ عليه عن قرب»
-«يا فتاة ما الذي سيتغير مثلا؟ هل سأظن أن تلك الوشوم التي يضعها ألوات مائية وأن الكحول الذي يشربه عصير تفاح وأن الحانة التي دخلتها بالأمس مجرد أستوديو لتصوير فيلم؟ لا تتغابي، كل شيء واضح، والواضح أن عقلك به شيء لتتقبلي مدير حانة سكيرا يغطي جسمه بالوشوم، ما الشيء السيء الذي لم يفعله بعد ها؟»
حدقت بها روزي بحدة فتوترت ثم قالت بصدمة:
-«مهلا! أنتِ لم تفعلي معه أشياء قذرة صحيح؟ هذا هو الشيء الوحيد الذي تبقى»
-«لااااا مستحيل، هل تظنين أنني منحطة لتلك الدرجة؟»
-«لكنني أشعر أنه سيستدرجك عاطفيا حتى تفعلي أشياء لا ترغبين بها»
-«لماذا تظنين أنه سيء لتلك الدرجة؟»
-«لأنه حقا سيء لتلك الدرجة، تفهمي الأمر»
-«أتفهم قلقك علي عزيزتي لكنني لست فتاة صغيرة، أنا راشدة وأستخدم عقلي وأتحمل عواقب أفعالي»
-«متأكدة؟»
-«أوه كفى، غضبك غير مبرر ولا أريد أن نتشاجر مجددا
-«أنا أيضا لا أريد الشجار معك لذا اعقلي»
-«فقط أريدك أن تعطيه فرصة، سيثبت لك أنه شخص جيد»
نظرت نحوها بحدة وشك ثم تنهدت بعمق وقالت:
-«لا يبدو أنكِ ستتخلين عنه مهما قلت لذا سنرى»
-«رائع! لنخرج معه اليوم»
-«ليس لحانته صحيح؟»
-«أبدا، سأدعوكما على العشاء وتعارفا»
-«إذا كان كذلك فأنا موافقة»
في تلك الليلة ذهبت روزي للمطعم لتقابل جيسو وحبيبها على العشاء، وبالفعل وجدتهما قد سبقاها، رأتهما من بعيد يجلسان على طاولة واحدة وكانت جيسو ترتدي ملابس مكشوفة وتبين أنها تضع وشما على ذراعها الأيمن وهذه أول مرة تنتبه له روزي فعندما قابلتها المرات الماضية كانت ترتدي سترة خفيفة تغطيه ولم تتمكن من رؤيته، تقدمت منهما وجلست بعد أن ألقت التحية ثم قالت لجيسو:
-«وشم ها؟»
-«جميل أليس كذلك؟»
قطبت روزي حاجبيها وكان يبدو أنها غاضبة، تنحنح حبيب جيسو فقالت جيسو:
-«أوه أجل، أعرفكما على بعضكما، هذه روزي صديقتي المفضلة، وهذا دراغون، في الحقيقة دراغون اسمه المستعار هههههه لكن ناديه هكذا دوما فهو يحبه أكثر من اسمه الكوري»
لم تتغير ملامح وجه روزي مطلقا فهي ما تزال غاضبة، ورغم ذلك مدت يدها له وصافحته فقال:
-«كلمتني جيسو عنك، شخصيتك تبدو متحفظة جدا وغريبة»
-«تقصد أن علي أن أضع الوشوم وأدخن وأشرب الكحول وأخرج للملاهي لكي تراني طبيعية؟»
-«لم أقل ذلك، لكن لا يبدو أنكِ تفهمين معنى المرح»
-«المرح؟ وهل تفهمه أنت حتى؟»
-«أجل، المرح هو أن تفعل كل ما ترغب به دون الاكتراث لأي شيء»
-«دعني أنا أخبرك عن المرح من وجهة نظري، المرح هو مشاهدة فيلم مضحك مع صديق عزيز، صنع الحلوى لشخص تريد إسعاده، الهروب من المدرسة والتسلل لقطار ينقل البضائع، تحطيم الخردة للتنفيس عن الغضب، مراقبة الناس من المنظار وأشياء غير ذلك»
سماع ذلك جعل جيسو تشعر بالحزن فكل ما ذُكر من ذكرياتهما القديمة معا، أما دراغون فقد قال بعد أن سمع ذلك:
-«حسنا لن أناقشك، لكلٍ وجهة نظره الخاصة للحياة، لكن لا تكوني جادة كثيرا فهذا مضر لصحتك»
-«شكرا لنصيحتك التي لا أحتاجها، أنا جادة وحياتي تسير على نحو جيد»
عندما أدركت جيسو أن المحادثة ستؤول لمنحى سيء حاولت التدخل قائلة:
-«أنا جائعة، لنطلب الطعام»
رد عليها حبيبها:
-«أنا سأدفع لذا دعي الأمر لي عزيزتي»
نادى على النادل ثم قال:
-«أحضر لنا ألذ وأغلى الأطباق عندكم ونوع لي من كل شيء»
قطبت روزي حاجبيها فهي تعلم أنه يتظاهر، أما جيسو فابتسمت وبقيت تنظر له منبهرة بلطفه الذي لا يراه سواها.
أثناء تناولهم الطعام حاولوا أن يجدوا موضوعا للكلام فقالت جيسو:
-«أعتقد أن المدينة أصبحت ممتعة بعد عودتك لها روزي، متى ستغادرين؟»
-«بعد خمسة أيام، العطلة لم تنتهي بعد»
-«محزن للغاية، تمنيت البقاء معك أكثر»
-«يمكنك زيارتي في الجامعة»
-«المكان هناك بعيد»
قال دراغون:
-«يمكنني إيصالك بسيارتي عزيزتي، إن كنتِ تحبين صديقتك لتلك الدرجة فيجب أن تقابليها دائما»
-«أوه شكرا عزيزي، ما ألطفك!»
قبلته على خده ونظرت لروزي لكنها قطبت حاجبيها لها كي تفهم أنه من السخيف جدا تصديق كلامه.
انتهى العشاء على خير تقريبا فطلب دراغون ثلاث عبوات كحول وعندما وضعهم النادل على الطاولة تقززت روزي وقالت:
-«ما هذا؟!»
رد عليها دراغون قائلا:
-«نسيت أنكِ مملة، نحن لا ننهي عشاءً لنا بدون كحول، إن أحببتِ المشاركة شاركي أو غادري»
-«هل ستسمح لجيسو أن تشرب؟»
-«ولِمَ لا؟ إنها تحب الشرب معي»
-«هذا حقا...فظيع! أنت تجعلها تذهب للهاوية، أي نوع من الحب هو هذا؟»
-«لم أجبرها على شيء»
-«يال السخافة، لست بحاجة لتجبرها، بما أنها تحبك فستقلدك في أي شيء تفعله، والآن لنتحدث بجدية لأول مرة»
نهضت من كرسيها ووقفت عنده وقالت:
-«إن كنت تريد فتاة قذرة فواعد واحدة، لكن لا تواعد جيسو البريئة وتحولها لفتاة قذرة، أنت مريض»
حاولت جيسو تهدئتها ولكنها كانت غاصبة كفاية فنهض حبيب جيسو من مكانه وقال:
-«أقدر خوفك على صديقتك لكنها في أيدٍ أمينة فلا تقلقي»
-«أيدٍ أمينة! لا شك أنك مجنون، أين الأمان بالضبط؟»
-«إن كنتِ لا تريدين البقاء للشرب معنا فنحن أيضا لن نشرب، ارتحتِ الآن؟»
-«كثيرا»
خرج ثلاثتهم من المطعم وتوجهوا لموقف السيارات فتوقف دراغون أمام سيارته الفخمة الغالية الثمن وقال:
-«هل أوصلكما للمنزل؟»
ردت روزي بحدة:
-«لا شكرا»
ثم نظر لجيسو وقال:
-«عزيزتي، أتذهبين لمنزلي لنشرب؟»
ما كادت ترد عليه حتى سحبتها روزي وأخذتها مبتعدة وقالت:
-«هل نسيتِ أن لدينا ما نفعله الآن؟ هيا»
ابتعدتا عن المكان وبقيتا تتمشيان في الشارع فقالت روزي بعد أن تنهدت بعمق:
-«لا أصدق أنني وصلت لمرحلة أن أمنعك بقوة من فعل أشياء سيئة، هل حقا ترينه شخصا جيدا أم أنكِ تمازحينني؟»
-«أمازحك»
-«حقا؟!»
-«ههههه لا، المشكلة أنني لا أفهم لماذا تهاجمينه مباشرة، هذا أمر مزعج، على الأقل اصبري حتى تري منه تصرفات سيئة ثم هاجميه»
-«أوه يا إلهي! لا فائدة حقا، عديني بشيء واحد، بأن لا تذهبي لمنزله مهما حاول إقناعك»
-«حسنا أعدك»
-«ممتاز، هكذا لن أقلق أكثر»
كانت العطلة تمر بشكل مرعب بالنسبة لروزي فقد كانت قلقة جدا من أن تقع جيسو في مشكلة مع ذاك الشخص السيء، لقد واصلت مراقبتها طول الوقت وبقيت تراسلها حتى تتفقد أحوالها كل عدة ساعات وتتأكد من أنها لم تذهب معه لمكان فارغ، كما وكانتا تخرجان معا من حين لآخر وتتحدثان وأغلب الوقت ينتهي الأمر بشجار.
عادت روزي للجامعة للمداومة ورغم ذلك ما يزال بالها مشغولا على جيسو، فبينما هي في الكافيتيريا تأكل توقفت قليلا وحدقت بطبقها بشرود حتى جاء وينهو وجلس معها في نفس الطاولة فانتفضت من الفزع وقالت بصوت مهتز:
-«أخفتني!»
-«أعتذر، كنتِ شاردة جدا ورغم أنني كنت حذرا لكن حصل ما حصل»
حدقت به بشرود ثم وضعت رأسها على الطاولة بحزن، بعد أن رآها الآخر تفعل ذلك قال بتوتر:
-«إذًا...كيف حالك؟»
-«بخير»
-«حقا حقا؟»
-«أجل»
-«امممم حسنا»
هم بتناول طعامه ومن حين لآخر يحدق بها وهي منكبة على وجهها ويساوره القلق، وبعد لحظات قال بهدوء:
-«قد يبدو الأمر سخيفا...وقد يبدو مزعجا...وربما لسنا أصدقاء مقربين لتلك الدرجة فنحن لا نتكلم كثيرا بسبب انشغالنا بالدراسة...لكن أريد معرفة ما يضايقك، ربما تشعرين بتحسن لو شاركتِ جزءا من حياتك»
رفعت رأسها بسرعة ونظرت نحوه بنظرة باردة جدا فأخافته وقال بتوتر:
-«آسف، أعلم أنكِ لا تحبين تدخل الناس في حياتك، حسنا سأصمت، لن أكون فضوليا بعد الآن»
من شدة توتره لم يستطع إنهاء طعامه فغادر مسرعا بعد أن استأذن، أما هي فبقيت تراقبه وهو يغادر وابتسمت تلقائيا وقالت:
-«لطيف! حركاته لطيفة»
مرت أيام وروزي قلقة جدا من ما ستؤول إليه الأوضاع مع جيسو وحبيبها السيء، إلى أن وفي يوم من الأيام وبينما تتجول في الجامعة فإذا باتصال يردها من جيسو، ردت عليها وقالت:
-«جيسو! أهلا، كنت أفكر فيك للتو وكنت سأتصل»
-«كاذبة، أنا دوما من تتصل هههه»
-«لاااا حقا الأمر أنني حاليا في الجامعة ولدي محاضرة بعد عشر دقائق وتعلمين أنني أحب الكلام معك بالساعات لذا لن يكفيني الوقت»
-«أوووه يال الأسف، كنت متشوقة لمقابلتك»
-«ماذا؟! كيف؟!»
-«أنا هنا، في جامعتك»
-«مهلا! أين بالضبط؟!»
-«حقا لا أعرف ههههه، المكان واسع جدا»
-«ما الذي ترينه حولك؟»
-«حائط ضخم على شكل كتاب عملاق»
-«أوه أنتِ قريبة مني»
توجهت نحو مجسم الكتاب وهي تنظر من حولها ولم تجدها ثم قالت:
-«أين؟!»
-«لا أعلم بالضبط ولكنني هناك»
-«ربما في الجهة الأخرى»
توجهت نحو حافة المجسم وأحنت رأسها بهدوء لتنظر للجهة الأخرى فتفاجأت بجيسو في وجهها تفعل نفس الشيء باحثة عنها، في البداية ارتعبت كلاهما ولكن لاحقا انفجرتا من الضحك.
جلستا جانبا تتحدثان في حديقة الجامعة فهما سعيدتان للغاية لأنهما لم تلتقيا منذ شهر فقالت جيسو:
-«مازلت أريد البقاء معك لفترة أطول ولا أعرف كيف، لذا أتيت»
-«بالحافلة؟»
-«لا، حبيبي أوصلني»
حين سمعت روزي ذلك قطبت حاجبيها ثم تنهدت بقلة حيلة وقالت:
-«لا بد أنه في الجوار ينتظرك»
-«لا، لقد عاد لدياره، أنا طلبت منه تركي هنا وسألحق به لاحقا»
-«لكن...كيف ستعودين؟»
-«أعود؟! ألا يزال الوقت مبكرا على العودة؟ وصلت للتو، ثم لا تبدين سعيدة برؤيتي»
-«بل سعيدة للغاية»
-«كوني سعيدة أكثر إذًا لأنني قررت، سأبيت عندك لعدة أيام»
انفجرت روزي من السعادة وعانقتها ثم أمسكتا بيدي بعضهما وقالت روزي:
-«يا إلهي! كم هذا لطيف! سنستعيد ذكرياتنا معا حين كنا ننام في غرفة واحدة ونتسلى»
-«ههههه أجل أجل، أريني شقتك بعد انتهاء محاضرتك»
-«أوه على ذكر ذلك...لا أعتقد أنني سأحضرها»
-«لماذا؟!»
-«ههههه هل تتذكرين أيام الثانوية؟ سأهرب لأجلك اليوم أيضا»
-«لااااا، هذا سيء، لا أريد تدمير مشوارك الدراسي فقط لأجل البقاء معي»
-«لا تقلقي فهي محاضرة جانبية، سأحضر دفتر وينهو لاحقا وأكتب الدرس»
-«هههه وينهو ها؟! من يكون؟ حدثيني عنه»
-«أعلم بما تفكرين ولا تفكري في ذلك أصلا فنحن مجرد أصدقاء»
-«ههههه لم أقل شيئا، أنتِ تهيأ لكِ ذلك»
شدتها من ذراعها وأخذتها للسكن حيث تعيش وحدها في غرفة صغيرة لا يتواجد بها سوى حمام ومطبخ صغيرين وقالت:
-«أعرفك على غرفتي»
-«جميل! أحببتها، تذكرني بغرفتي الصغيرة، هل هي مريحة لك؟»
-«أجل، أنها هادئة ومُلهمة، هنا قضيت سنتين من عمري وتعلمت كيف أضبط نفسي وأمضي قدما بمفردي، وهنا أيضا كتبت روايتي الثانية والثالثة»
-«ثلاث مؤلفات! أين كنت عن كل ذلك؟»
-«كنتِ قد تخليتِ عني»
نظرت الاثنتان لبعضهما وقالت روزي بهدوء:
-«مازلت أريد معرفة ما حدث وبشدة، هل تريدين إخباري أم ليس بعد؟»
توترت جيسو وفركت مؤخرة رأسها وقالت:
-«ليس بعد، ولا أعتقد أنكِ ستعرفين»
-«لكن...تلك الفترة الصعبة من حياتك، ألم تفكري أنني لو كنت بجانبكِ لتجاوزتِ الأمر؟»
-«لا...أقصد لا أعلم...أقصد ربما...حقا لا أريد الكلام عن الموضوع، ألن تسمحي لي بقراءة أعمالك الجديدة؟»
نظرت لها روزي بانزعاج رافعة أحد حاجبيها فحاولت تغيير الموضوع بطريقة ذكية:
-«أوووه هيا، أنا واحدة من معجباتك أيتها الكاتبة المميزة، اجعليني أولى من تقرأ أعمالك هيا»
-«أوووه حسنا»
-«لا توجد بها أخطاء إملائية صحيح؟»
-«ههههه لا أيتها الغبية، لقد درست الإملاء جيدا، بفضلك والآن أنا ممتازة فيه، وكلما كتبت أي حرف تذكرتك، لقد كنتِ موجودة في كل كلمة أكتبها، أجل أنا أفتقدك لتلك الدرجة»
تأثرت جيسو بكلامها وشعرت بندم شديد فما حصل تلك الأيام كان قاسيا حقا وهو سر يجب أن تخفيه جيسو للأبد، توجهت روزي لرف الكتب وأخرجت دفترين اثنين ثم قدمتهما لجيسو وقالت:
-«يجب أن تدفعي مقابل هذه الخدمة»
-«هههههه لا بأس، سأدعوك على العشاء اليوم كثمن لخدمتك هذه»
في تلك الليلة اشترت جيسو شطائر البرغر للعشاء وبينما تتناولانه في شقة روزي طرق أحدهم الباب، ذهبت روزي لتفتح فوجدته وينهو فتوتر وابتسم وقال:
-«مساء الخير، آسف لتطفلي ولكن...لم تحضري هذا المساء فقلقت عليك، هل أنتِ بخير؟»
-«أهلا وينهو، أجل أنا بخير، كان لدي شيء أفعله فغادرت»
-«أعلم أنه ما من داعٍ ولكن كان عليك إخباري لكي لا أقلق»
ثم توتر أكثر وقال ببعض من التأتأة:
-«أقصد لا يهم، لا شيء مهم بيننا فلا يجب أن أتصرف هكذا وأطالبك بتبرير لكل ما تفعلينه»
-«ههه وينهو، دائما تعاملني كما لو أننا لسنا أصدقاء، بالطبع علي أن أبرر لك لكي لا تقلق، آسفة معك حق ولن أكرر الأمر المرة القادمة»
فاجأتهما جيسو بالظهور بسرعة فأفزعتهما وقالت بصوت حماسي:
-«أهلا! من هنا يا ترى؟ شخص قلق على روزي؟ ههههه يال اللطافة»
شعر وينهو بالخجل ثم قالت روزي:
-«أعرفك على وينهو، نحن رفاق منذ أشهر، كنا نعرف بعضنا معرفة سطحية فقط لكن لاحقا قررنا أن نصبح أصدقاء»
-«هههههه أصدقاء أجل أجل، هكذا دوما تبدأ العلاقات العميقة»
-«نعم صداقتنا عميقة»
-«لم أقصد ذلك هههههه»
-«أعلم أنكِ تقصدين أن صداقتنا عميقة، حسنا وينهو هذه جيسو صديقتي الوحيدة المقربة والتي قد أعطيها كليتي لو تطلب الأمر، لم أحدثك عنها سابقا لكن ها أنا ذا أحدثك، لقد اضطررت اليوم للمغادرة لأنها جاءت من مكان بعيد لزيارتي وهذا كل شيء»
تصافح الاثنان وكانت جيسو تنظر له بخبث حتى شعر بعدم الراحة وقال:
-«حسنا بما أن الأمور بخير سأغادر، تصبحان على خير»
-«وأنت من أهله»
قالتها الاثنتان بصوت واحد ودخلتا الشقة وبمجرد أن أغلقت روزي الباب نظرت لها جيسو وابتسمت ابتسامة خبيثة وقالت:
-«أنتِ معجبة به أعرف ذلك، الأمر واضح من تصرفاتك ههههه»
-«غبية! حتى ولو كان الأمر كذلك لا تفضحيني أمامه»
-«هههههه عرفت ذلك، أمسكتك»
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top