الفصل السابع

رواية في غرام معلمتي : الفصل السابع

وقف مارسيل على بعد عدة خطوات من منزل بورام وبقي يحدق به
-مارسيل(يفكر) :إن ذهبت الآن فهل ستنزعج؟ لا إنها شخص طيب القلب ولن تفعلها...لكنني حقا مزعج وأزورها كثيرا وهي لديها مشاغلها...لكن أيضا لم أزرها منذ ثلاث أسابيع وقلبي يحترق من الشوق لها...هل أذهب؟ لا لن أذهب...بل سأذهب...قلت لا لن أذهب...أوه هيا خمس دقائق فقط ولن تمانع...بل سينتهي بي الأمر باقيا للعشاء

تجمد مكانه حين سمع صوتها من خلفه تنادي عليه ويبدو أنها كانت تتسوق وعادت للتو
-بورام:أهلا هونغ مارسيل

دق قلبه بقوة كما لو أنه سيخرج من مكانه...كيف لا وهو لم يقابلها منذ أيام
-مارسيل(بتوتر) :أهلا أستاذتي
-بورام:أتمنى أنه ما من مشكلة جديدة وقعت فيها

فرك رأسه بتوتر بعد أن أدرك أنه فعلا يأتيها فقط في المصائب
-مارسيل(بتوتر) :آسف...ما من شيء مهم...فقط أود رؤية قطك
-بورام:أوه حسنا...تعال

دخل المنزل خلفها فوجد القط نائما على الأريكة...لاحظ أيضا أنها اشترت الكثير من الأغراض ويبدو أنها تخطط لشيء
-مارسيل:هل أساعدك في ترتيبها؟
-بورام:لا...إنه عمل نساء
-مارسيل:ماذا في الأكياس؟
-بورام:مشتريات من البقالة...سأرتبها في الثلاجة ريثما تلعب أنت مع القط

ذهبت لترتيب الأغراض فانشغل مارسيل باللعب مع القط وتصويره وكان سعيدا للغاية...وبينما يفعل رن هاتفها فردت
-بورام:أهلا تشو...لقد وصلت للتو من البقالة وكل شيء جاهز ههههه

عندما سمع اسمه انقبض قلبه فهو يغار للغاية من أي أحد يحاول التقرب من محبوبة قلبه
-بورام:أجل...أهااا...حاضر...ستكون وليمة رائعة...أحضر معك بعض الكعك والمشروبات...ممتاز...أراك الليلة

تجهم وجه مارسيل لسماع ذلك وشعر بانزعاج شديد لدرجة أنه لم يعد في مزاج لللعب مع القط...انتظرها حتى انتهت من ترتيب البقالة وجلست بجانبه على الأريكة
-مارسيل(بانزعاج) :وليمة ماذا؟!
-بورام:ها؟!
-مارسيل(بانزعاج) :تكلمتما عن وليمة...ماذا هناك؟
-بورام:أوه أجل...هذا صديقي تشو...يحب طهوي كثيرا ويصر على أن أطبخ وليمة وأدعوه...وطبعا لن أتركها في باله فهو عشرة عمر...لهذا اشتريت الكثير من الأغراض
-مارسيل(بانزعاج) :وحدكما؟
-بورام:أجل
-مارسيل(بانزعاج) :تظلين مع شخص بالغ وحدكما في الليل؟
-بورام(باستغراب) :ماذا تقصد؟ لماذا تلمح أنه سيؤذيني؟ إنه عشرة عمر ويزور منزلي باستمرار

انقلب وجهه أكثر واستدار للجهة الأخرى متحاشيا النظر لها وصمت لفترة وحتى هي صمتت...في النهاية لم يستطع التحمل
-مارسيل(بانزعاج) :ستشربان الكحول؟
-بورام(بتوتر) :لااا مستحيل...أنا معلمة مثقفة ومهذبة وأتحاشى العادات السيئة كالكحول والتدخين وأي شيء مضر بالصحة
-مارسيل(بانزعاج) :أنتِ لم تطبخي لي وليمة خاصة من قبل فكيف تطبخين له هو؟
-بورام(بتوتر) :هل تريد الحضور؟ سيكون لطيفا أن تشاركنا
-مارسيل(بانزعاج) :لا أريد مشاركة المرأة التي أحبها مع أي أحد...ولا أريدها أن تطبخ لأي أحد...أو تتواجد في منزل فارغ مع أي أحد
-بورام(بتوتر) :لكن تشو ليس أي أحد...إنه صديقي منذ سنوات
-مارسيل(بانزعاج) :أنا أشعر بالحقد تجاهه أكثر بعد سماع ذلك...لا أريدك أن تكوني مقربة من غيري...أريد أن أكون سندك الوحيد ومن تحتفلين معه وتبكين على كتفه...وتخرجين معه في مواعيد...وأريد أن تعزميني لآكل طعامك ولا أحد آخر

صمتت وهي تحدق به ولاحظت أنه يضغط على قبضته بقوة من شدة الانزعاج...أعادها هذا بالذكريات لسنوات مضت...لأيام حب المراهقة العفيف النقي المليء بالغيرة والتملك...رأت نفسها فيه واقشعرت وشعرت بحزن شديد
-بورام:لو كان الأمر يزعجك فسألغي العزيمة
-مارسيل:أجل جدا
-بورام:حقا علي...
-مارسيل:جداااااااا...للغاااااااية
-بورام:هل أتصل به؟
-مارسيل:الآااااان...هيا فوراااااا

حدق بها بعينين فضوليتين وهي تحمل الهاتف بتردد وتتصل بتشو
-بورام(بتوتر) :آسفة...سألغي الوليمة اليوم...لدي ظرف طارئ...ربما في يوم آخر...

نظرت لمارسيل فقطب حاجبيه
-بورام(بتوتر) :أعني...قد أكون مشغولة جدا فربما لن أستطيع طبخ الوليمة...أعتذر حقا...أعتذر...سأعوضك بشيء آخر...حسنا تصبح على خير

كان تشو في المتجر الذي يعمل فيه تلك الدقيقة وحين أقفل الخط جلس جانبا بإحباط وزميلته شونهاي تنظر له بفضول
-شونهاي:هل أصاب حبيبة قلبك مكروه؟
-تشو(بحزن) :بل ألغت وليمتنا...ولأول مرة...وقالت أن لديها ظرفا ما
-شونهاي:أوه لا بأس...آمل أن لا تكون مشكلة كبيرة
-تشو(بحزن) :ليست مشكلة...ولا أي شيء...خلال هذه الأربع سنوات التي قضيتها معها هل تعلمين ماذا تعلمت؟ أنها لا تجيد الكذب...وأجل إنها تكذب علي بشكل واضح
-شونهاي:معقول؟!
-تشو(بحزن) :بلى...أعتقد أنها لا تريد قضاء الوقت معي بعد الآن

بعد أن أقفلت بورام الخط وتنهدت بعمق نظرت لمارسيل وكان يبتسم بسعادة ويحاول كتم ضحكاته
-بورام:مرتاح الآن؟
-مارسيل:للغاية

أخذ الهاتف من يدها بسرعة قبل أن يُغلق القفل وسجل رقمه ثم اتصل عليه حتى يمسك رقمها
-بورام(بصدمة) :ماذا فعلت؟!
-مارسيل:لا تقلقي لن أوزعه للصف حتى يزعجوك...لكنها الطريقة الوحيدة لأحصل على رقمك فأنتِ عنيدة للغاية
-بورام(بصدمة) :لم أقل أنني سأعطيك إياه
-مارسيل:لن أزعحك...سأضعه في دفتر الهاتف وأنظر له يوميا فحسب
-بورام:هذا غريب!
-مارسيل(بسعادة) :أشعر أنني سأطير من الفرح...لقد ألغيتِ موعدا اليوم فقط لأجل إرضائي...هذا يعني أنكِ بدأتِ تبادلينني المشاعر
-بورام(بصدمة) :ماذا؟!
-مارسيل:لا حاجة للإنكار...لكنني حقا سعيد...لا أحد من قبل جبر خاطري بهذه الطريقة...إنه أسعد يوم في حياتي
-بورام(بتوتر) :دعني أشرح لك أولا...لا تسئ الفهم
-مارسيل:حسنا اشرحي

حدق بها بانتظار الشرح لمدة ثوانٍ فلم تجد حتى ما تقوله وتوترت أكثر
-مارسيل(بابتسامة) :ضميني لصدرك
-بورام(بصدمة) :ماذا؟! لا
-مارسيل(بابتسامة) :لطالما ظننت أن صدرك يحوي كل الأمان...أريد أن أجرب على الأقل مرة واحدة
-بورام(بخجل) :ما الذي تقوله؟! نحن لسنا أحباء حتى
-مارسيل:نحن على وشك
-بورام(بخجل) :لم أوافق
-مارسيل:أعلم أنك موافقة في أعماقك لكن تحتاجين فحسب لمبادرة تجعلك تستسلمين
-بورام(بصدمة) :ماذا ستفعل؟!

شاهدته يقترب منها وقبل أن تهرب دفعها فاستلقت على الأريكة ووضع رأسه على صدرها وعانقها بحنان...كانت خائفة للغاية لدرجة أنها أغمضت عينيها بقوة وتصنمت مكانها وصارت تتنفس بعمق خوفا من أن يفعل ما يؤذيها...لكنه اكتفى باستنشاق رائحة ثيابها ومعانقتها بقوة وكأنها ستهرب منه
-مارسيل(بسعادة) :لست ثقيلا أليس كذلك؟
-بورام(بتوتر) :ألن تقوم عني؟
-مارسيل:هل أنا ثقيل لتلك الدرجة؟
-بورام(بتوتر) :بل نحيف جدا وكأنك لا تأكل
-مارسيل:فعلا العيش في أسرة كأسرتي يسد الشهية...لكن لو طبختِ لي دوما سأتغذى جيدا وأسمن
-بورام(بتوتر) :حسنا ولكن هل ستنهض عني؟
-مارسيل:امممم سأرى...ربما بعد ساعة أو ساعتين...أو الليل بطوله...لا أعلم متى سأكتفي منك
-بورام(بتوتر) :لكنك حقا لا تحسن صنعا
-مارسيل:أنتِ أيضا لا تحسنين صنعا فأنتِ لا تضمينني بالطريقة الصحيحة...العبي بشعري لكي أرتاح أكثر أو لفي ذراعيك حولي
-بورام(بحدة) :يووووهو لست حبيبتك
-مارسيل:أنتِ مامي...والآن دعي صغيرك يغفو قليلا

أغمض عينيه ودفن رأسه في صدرها فصدرت منه تنهيدة راحة طويلة...وبينما الأخرى قلقة من تصرفه حاولت القيام وإبعاده فلم تستطع لأنه متشبث بقوة

مرت دقائق وهي تنتظره أن يقوم بنفسه وفجأة سمعت صوت أنفاسه يصير أثقل على صدرها
-بورام:مارسيل! هل نمت؟

لم يرد عليها فعرفت أنه غارق في الأحلام فابتسمت تلقائيا...رفعت يدها نحو رأسه وكانت على وشك اللعب بشعره لكنها تراجعت فورا واحمر وجهها
-بورام(تفكر) :ما هذا الغباء الذي أفعله؟! علي التذكر أنه ليس حبيبي...إنه مجرد طالب لدي

حلت الساعة الثانية عشرة منتصف الليل فأفاق مارسيل على بورام وهي تكلمه وعندما رفع رأسه وجدها أسفله مستلقية فدفعته بسرعة وأبعدته عنها وأشاحت بوجهها للجهة الأخرى لكي لا يرى إحراجها
-بورام(بانزعاج) :لقد تخدر جسمي بسببك...لماذا رميت كل ثقلك علي
-مارسيل:أوه آسف...يبدو أنني ارتحت كثيرا
-بورام(بانزعاج) :أرى ذلك
-مارسيل:لكن لأكون صريحا هذه كانت أكثر نومة مريحة نمتها في حياتي
-بورام(بانزعاج) :لا تكرر الأمر
-مارسيل:طبعا لن أفعل...أي شيء لا يريحك لن أفعله مجددا
-بورام(بانزعاج) :على كل حال تأخر الوقت...لا بد أن أهلك قلقون عليك...عد للمنزل
-مارسيل:أراهن أنهم ليسو كذلك...لكن هل أفهم أنها طريقة لبقة للطرد؟
-بورام(بانزعاج) :وماذا لو؟
-مارسيل:امممم حسنا

توجه نحو الباب بمفرده ثم وقف على عتبته للحظة
-مارسيل:بالمناسبة أهلي سيغيبون عن المنزل لأسبوع كامل...أنا وحدي تماما...لا أحد سيهتم لغيابي
-بورام(بتجهم) :لا أهتم
-مارسيل:إنها أول مرة تنزعجين هكذا...يبدو أنني قمت بخطأ فادح
-بورام(بحدة) :الآن أدركت؟

بعد سماع ذلك أدرك أنها تحتاج وقتا لتتجاوز وقاحته معها لذا غادر بسرعة...وبمجرد إغلاقها للباب جثت أرضا ولطمت وجهها
-بورام(بصدمة) :هل تركت اليوم طالب ثانوية يعانقني بطريقة حميمية؟ وأنا التي تشعر بالقرف من الرجال؟ والتي تكره الملامسات المشبوهة؟! ما الذي أصابني!؟ يبدو أنه الجفاف العاطفي! لقد استسلمت للتو وتقبلت كوني مع رجل مرة أخرى!

نظرت لأصابعها التي ترتجف بشدة
-بورام(بصدمة) :لقد أعجبني ذلك! عناقه كان دافئا ومريحا! الويل لي! لقد جننت عااااا

صارت تلطم وجهها وعاهدت نفسها على أن لا تكرر الأمر ولا تفتح له الباب مجددا وتحاول تجاهله قدر المستطاع

مرت الأيام ومارسيل يراقب الهاتف ويتمنى لو أنها تتصل به ولو بالغلط...كان يتعايش مع نفسه وحيدا في المنزل ويكاد يموت من الملل والشوق إليها لكن لا يستطيع الذهاب عندها لأنها منزعجة منه
-مارسيل(بحزن) :تبا...الانتظار هكذا يرهقني...علي شغل نفسي

فتح الحاسوب محاولا شغل نفسه بالألعاب الإلكترونية ولكنه غير مركز ويحدق بالهاتف كلما وصل إشعار من تطبيق ما
-مارسيل(بإحباط) :لا ينفع...هي لن تتصل دون سبب...بل لن تتصل أبدا...أنا بالنسبة لها مجرد قمامة متشبث فيها بقوة...حتى أنها صارت تطردني من منزلها

نظر لنفسه وللمكيف الذي فوق رأسه ثم للهاتف
-مارسيل:لعلها لن تتصل أبدا...ولن أستطيع زيارتها...لكن ماذا لو لفتت انتباهها وجعلتها تأتي مجبرة؟!

نظر مجددا للمكيف وابتسم
-مارسيل:ههههه وجدتها...الحب يتطلب التضحية

ركض للثلاجة وأحضر كل قناني المياه الموجودة بها ثم سكبها في وعاء ومعها مكعبات الثلج من المبرد ثم سكبها على نفسه فصرخ صرخة واحدة من شدة البرد

ثم جلس أمام المكيف ورفع البرودة لأعلى درجة وبقي بملابسه المبللة يرتجف لمدة حتى بدأت الخطة تأخذ مفعولنا وصار يسعل ويشعر بالتعب والحرارة

حل المساء وبورام في منزلها تجلس بجانب قطها وتشاهد التلفاز وفجأة تذكرت حضن مارسيل
-بورام(بإحباط) :لن أتجاوز ذلك أبدا

قاطعها الهاتف وهو يرن معلنا عن اتصال من رقم جديد وكان رقمه ولكنها لم تسجله بعد
-بورام(بتجهم) :أكيد هو...ويريد إزعاجي مجددا...سأتجاهله

اتصل عدة مرات وبقيت تحدق بالشاشة حتى وصلتها رسالة منه كتب فيها "أستاذتي...أنا مريض للغاية وليس لدي سواك" ووضع معها إيموجي لقط يبكي
-بورام(بقلق) :مريض! هل هو صادق أم يكذب؟

أعادت الاتصال به ففتح الخط في جزء من الثانية
-بورام(بتجهم) :إن كانت مزحة فسأؤدبك
-مارسيل(بتعب) :أستاذتي...أعتقد أنني مريض للغاية...بل أكاد أموت...أهلي ليسو في البيت

سمعت أصوات تنهده وأنفاسه المضطربة فأدركت انه صادق
-بورام(بقلق) :يا فتى! هل ذهبت للطبيب؟
-مارسيل(بتعب) :لا طاقة لدي لأذهب للمطبخ حتى
-بورام(بقلق) :أوه يا إلهي! هل لديك صديق مقرب؟
-مارسيل(بتعب) :لا
-بورام(بقلق) :أوووف ماذا أفعل الآن...سأتصل بأهلك
-مارسيل(بتعب) :إنهم بعيدون جدا ولا أريد إفساد رحلتهم...أقترح أن تأتي وتعتني بي بنفسك
-بورام(بتوتر) :لكن...ألن يمانعوا؟
-مارسيل(بتعب) :لا يهمني أمرهم...أنا أموت هنا
-بورام(بتوتر) :حسنا...أرسل لي العنوان

أغلقت الخط وجلست بتوتر تفكر
-بورام(بتوتر) :مازلت محرجة مما حصل آخر مرة...ولا يمكنني البقاء معه في مكان فارغ بعد الآن...لكن...إنه يحتاجني

وضعت يدها على قلبها فوجدته ينبض بقوة
-بورام(بتوتر) :هو مريض ولن يستطيع فعل شيء على كل حال

بعد أن أرسل لها الموقع توجهت للحي الذي يسكن فيه وبقيت تلتف يمينا وشمالا حتى قابلت لويس في طريقها فاستغرب
-لويس:طاب يومك أستاذتي
-بورام:أوه أهلا طالبي...طاب يومك أيضا
-لويس:هل تحتاجين مساعدة؟
-بورام(بتوتر) :نوعا ما...أقصد...هل منزل هونغ مارسيل هنا؟ أرقام المنازل عشوائية جدا
-لويس:نعم في آخر الحي
-بورام(بتوتر) :هههه شكرا
-لويس:هل من خطب أستاذتي؟
-بورام(بتوتر) :أبدا...شكرا لك

راقبها وهي تبتعد وبقي مصدوما
-لويس(باستغراب) :عائلة مارسيل ليست هنا صحيح؟ ما الذي تريده الأستاذة؟!

وصلت لمنزله أخيرا ورنت الجرس واضطرت للانتظار قليلا حتى فتح لها الباب والصادم أنه دون قميص
-بورام(بصدمة) :أين ملابسك؟ لا تظهر أمامي بهذا المنظر
-مارسيل(بتعب) :آسف أستاذتي...الحرارة تخنقني

أبعدت نظرها عنه منتظرة أن يرتدي شيئا لكنه وقف يحدق بها وبالكاد يمكنه التوازن
-بورام(بخجل) :ارتدِ شيئا على الأقل

بدا في حال يرثى لها ولم تستطع تركه يقف أكثر وهو مريض فدخلت بسرعة

في الداخل استلقى مارسيل على الأريكة وذهبت بورام للمطبخ وأحضرت له كوب ماء فيه مخفضات للحرارة ثم وضعت عليه غطاءً خفيفا لكي تستر الجزء العلوي العاري من جسده
-بورام:اشربه دفعة واحدة
-مارسيل(بتقزز) :حقا لا أحبه
-بورام(بحدة) :هل ستشربه أم أشدك من أذنك؟

خاف منها فشربه بسرعة وكاد يتقيؤه فصار يتلوى بتقزز فوق الأريكة
-بورام:هل أكلت؟
-مارسيل(بتعب) :لا رغبة لي
-بورام:إنها آثار الحمى...يرجح أن تزول بعد نصف ساعة وتصبح معدتك مهيئة للأكل...سأطبخ لك...ماذا تريد أن تأكل؟
-مارسيل:أي شيء
-بورام:حسنا سأطبخ على رغبتي

قامت نحو المطبخ وقبل أن تدخله حملت جهاز التحكم للمكيف وأطفأته
-مارسيل(بتعب) :لماذا؟ أنا أحترق
-بورام:ليس صحيا أن تنام تحت المكيف وأنت محموم ودون قميص
-مارسيل(بتعب) :لكن الجو خانق حقا
-بورام(بحدة) :هل تعصي أوامري؟ جرب تشغيله وسأريك

بينما ينظر لها ابتسم وفجأة وجد نفسه يقهقه بهدوء
-مارسيل:هههه تذكرينني بوالدتي...الفرق أن أوامرك هذه نابعة عن القلق بينما أوامر أمي نابعة عن التسلط والنبذ

شعرت بالشفقة عليه فتظاهرت أنها لم تسمع شيئا وأسرعت للمطبخ لتطبخ
-مارسيل(يفكر) :اليوم يجب أن أتقرب منها أكثر...ربما سأجعلها توافق على الارتباط بي لكن دون إحراجها كالمرة السابقة

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top