الفصل الثامن
رواية في غرام معلمتي : الفصل الثامن
أنهت بورام طبخ الطعام لمارسيل ووضعته أمامه على الطاولة ثم جلست بجانبه على الأريكة
-بورام:تناوله هيا
-مارسيل(بتعب) :حقا لا مزاج لي
-بورام:لا بل ستأكل...هناك نوع دواء آخر أحضرته لا يمكن أكله على معدة خاوية...سيساعدك في التحسن أسرع
-مارسيل(بتعب) :مزيد من الدواء؟! لا أريد
عاد للاستلقاء على الأريكة فأحزنها حاله
-بورام:ستقوم أم لا؟
-مارسيل(بتعب) :سآكل في حال طار الأكل لفمي...غير ذلك لا طاقة لدي لآكل بنفسي
احمر خداها وتنحنحت من الإحراج...انتظرته لعدة دقائق دون قول أي شيء ثم حملت الملعقة ووجتها نمو فمه
-مارسيل(باستغراب) :ها؟!
-بورام(بخجل) :هذا ما تريده من البداية صحيح؟ قلها
-مارسيل(بتوتر) :لا ولكن...يسعدني ما يحصل
قضم قضمة من الأكل وابتلعها بسعادة
-مارسيل:لذيذة جدا...كما هو متوقع
-بورام(بخجل) :ليتني أستطيع تأديبك ولكنك مريض
-مارسيل:يمكنك تأديبي حين أشفى...يعجبني معاملتك لي كالأطفال
-بورام(بخجل) :مزعج
انتبهت من حوله فلاحظت أن البيت متسخ وغير مرتب قليلا
-بورام:ألا تنظف خلفك؟
-مارسيل:أكره التنظيف
-بورام:سأنظف عنك لكي يجد أهلك البيت نظيفا عند عودتهم
-مارسيل:لا داعي لذلك...هم يصرخون في وجهي سواء نظفت أو لم أنظف لذا لا أكترث
-بورام:لا بأس فأنا أحب الأعمال المنزلية...سأنظف
بعد أن أطعمته وجعلته يشرب الدواء ارتدت المريلة وبدأت التنظيف والترتيب...وبينما يراقبها وهي تمسح طاولة غرفة المعيشة انتبهت له
-بورام(بخجل) :إلام تنظر؟
-مارسيل(بتوتر) :فقط...ظننت أننا نبدو كزوجين لطيفين
-بورام(بصدمة) :ماذا؟!
-مارسيل(بتوتر) :لا تهتمي...فقط لأنه لا يوجد غيرنا تخيلت اننا متزوجان وهذا جعل حرارتي ترتفع أكثر
-بورام(بصدمة) :ماذا؟! اشرب الماء البارد
ركضت لتحضر له قنينة ماء فلاحظت وجهه تحول للأحمر...حتى هي تورد خداها من كثرة الإحراج فاستدارت للاتجاه الآخر وواصلت تنظيف الطاولة في صمت وخجل
-مارسيل(بهدوء) :أستاذتي...هل حقا لا ترينني كرجل؟
-بورام(بخجل) :اصمت فأنت مجرد صبي صغير
-مارسيل(بهدوء) :وماذا لو عدت بعد سنوات وأنا مؤسس لنفسي؟
-بورام(بخجل) :وقتها ستكون نسيتني والتهيت بشيء آخر وربما تعرفت على فتاة تعجبك أكثر مني
-مارسيل:وما أدراك؟
-بورام(بخجل) :لأنك مجرد مراهق...مشاعر الحب متقلبة في هذا العمر
-مارسيل:أنا رجل
-بورام:لن أراك كذلك حتى تدخل الجامعة
-مارسيل:هوووووف تجعلينني أشعر بالندم لأنني رسبت سنتين...كيف يمكنني العودة بالزمن وبذل كل جهدي؟
-بورام:لن تستطيع...ولا فائدة من التحسر عما فات
صمتا للحظة تعبيرا عن الحزن وفجأة تحدث مارسيل
-مارسيل:أستاذتي! هل يعقل أن سبب رغبتك بذهابي للجامعة حتى لا تواجهي مشاكل مهنية؟ هل لأن الأمر ممنوع لا تستطيعين مواعدتي؟ وخائفة من الشائعات والأمور الأخرى؟
انقبض قلبها فجأة وأحست بحزن قاتل فأحنت رأسها
-مارسيل:الأمر سيبقى بيننا نحن الاثنان فلماذا تخافين؟
-بورام(بخجل) :لا ليس كذلك
-مارسيل:أمتأكدة؟
-بورام(بخجل) :حتى ولو كنت في الثانوية فمن قال لك أنني أنجذب للأصغر مني؟
-مارسيل:لماذا صوتك مهتز؟ وتشعرين بالإحراج لدرجة أن لا تستطيعي النظر في وجهي
-بورام(بخجل) :من قال أنني كذلك؟
-مارسيل:انظري إلي
ابتلعت ريقها بتوتر والتفتت نحوه وهو جالس على الأريكة ثم وقف وأفلت اللحاف الذي يتغطى به فسقط وظهر جسمه الرجولي العاري
-بورام(بصراخ) :ماذا تفعل؟
-مارسيل:أحقا لا تريدين أن تكوني معي؟ ارفضيني بكل صراحة وسأتفهم
-بورام(بخجل) :لم أقل ذلك
-مارسيل:تغيرين آراءك بسرعة
توجه نحوها فشعرت بالتوتر وهربت نحو نهاية الغرفة ووقفت متصنمة كالتمثال...اقترب منها حتى وقف على بعد خطوات وحين أراد الاقتراب أكثر مدت يديها باتجاهه لتوقفه فلمست صدره العاري
-بورام(بخجل) :لا تقترب وإلا سأعضك
-مارسيل:ماذا ستعضين بالضبط؟
-بورام(بخجل) :أذنك
-مارسيل:رومنسي جدا...موافق
تقدم خطوة فأحس بيديها تدفعانه بعيدا
-مارسيل:مامي...لا داعي لدفعي بعيدا لأسباب تافهة...فكري بما تريدينه أنتِ...لا يمكنك عزل قلبك عني للأبد...أعطني فرصة وسأثبت لك أنني أكثر نضجا من أي رجل...وسأفعل أي شيء لإسعادك...حرفيا أي شيء
-بورام(بخجل) :لا أريد حقا أن أرتبط بمراهق...هذا لا يجوز...أنا كبيرة وناضجة على استغلال طالب لي
-مارسيل:ليس استغلالا...أسلم نفسي لك بالكامل
حاول الاقتراب منها رغم دفاعها الصلب وكلما دفع نفسه باتجاهها أحس بذراعيها ترتخي بهدوء ويبدو أنها استسلمت وتركته يقترب ليقف أمامها مباشرة وهي ما تزال تضع يديها على صدره...انحنى نحوها شيئا فشيئا فأغمضت عينيها وبمجرد أن وضع شفاهه على شفاهها ارتعش جسدها بقوة وارتخت تماما
قبلها عدة قبلات قبل أن يمسك يديها ويثبتهما على الحائط وتفاجأ حين شعر بها تبادله القبلة بهدوء وخجل...لم يشعرا بالأجواء حتى وجدا أنفسهما يتبادلان القبل بشراهة ولا يريدان الابتعاد أبدا
فجأة دفعته بقوة ووضعت يديها على شفتيها بصدمة
-بورام(بصدمة) :حصل الذي كنت خائفة منه
ركضت خارج المنزل متوترة ومارسيل ينادي عليها لكن رفضت الالتفات أو سماع أي شيء منه...اتصل بها هاتفيا أكثر من مرة فلم ترد
في منزل بورام كانت هذه الأخيرة تجري مكالمة هاتفية سريعة
-بورام(بتوتر) :آريوم...صديقتي...هل مازلت تعملين في أحد فنادق بوسان؟
-آريوم:بلى
-بورام(بتوتر) :احجزي لي لشهر كامل
-آريوم:شهر كامل! هل تزوجتِ مليونيرا؟
-بورام(بتوتر) :لم أرتبط حتى...احجزي لي بسرعة
-آريوم:لحسن حظك هناك عرض خاص على حجوزات الشهر...سأفعل لأجلك...كما تعلمين إنه فصل ساخن والجميع يحجزون ولكن لأنك صديقة قديمة سأفعل أي شيء لأجلك
-بورام(براحة) :شكرا جزيلا...أنقذتني
أغلقت الخط ونظرت للرسائل فوجدت الكثير من مارسيل يطالبها أن ترد بسرعة وهذا أربكها أكثر...كانت متأكدة من أنه سيأتي للبحث عنها وهو مريض لذا قلقت عليه وقررت الرد فحسب
كتبت له "لا تقلق أنا بخير...سأغيب لفترة وآخذ إجازة...اهتم بنفسك"
قرأ رسالتها وهو متصنم مكانه وعرف أنه السبب في هروبها من المدينة لذا حضن ركبتيه بإحباط
-مارسيل(بحزن) :يبدو أنها منزعجة لذا لا أستطيع مراسلتها طوال هذا الشهر
نظر للرزنامة فأدرك أنه تبقى شهر فقط على انتهاء عطلة الصيف والعودة للمدارس لاستكمال نصف السنة
-مارسيل:أن أراها في الثانوية أحسن من أن لا أراها مطلقا
مر ذلك الشهر بلمح البصر على الجميع إلا على مارسيل وبورام الذي أرهقهما التفكير في بعضهما وعلاقتهما...كان لديهما كل الوقت ليدركا ما الذي ستؤول له الأمور في النهاية
إنه شهر سبتمبر والجو يميل للبرودة...جاءت بورام للثانوية وهي متوترة لأول مرة...فرغم أنها اشتاقت لجو التدريس والفوضى لكن مقابلة الطالب الذي تبادلت معه القبل هو أكثر ما يقلقها
بدأت الدروس وقدم كل أستاذ درسه حتى وصل موعد حصة بورام فدخلت القاعة متوترة وأول ما رأته عبوة الحليب بالشكلاطة على المكتب...ابتلعت ريقها ولم تجرؤ حتى على النظر نحو صاحبها بل جلست مباشرة وشربت منها
رغم التوتر الحاصل لكنها قدمت الحصة التعارفية بكل براعة...مهنيتها وحفاظها على جديتها أمام الطلاب هو أكثر ما يميزها لذا فلديها نقاط استحسان في ملفها التعليمي
انتهى اليوم الأول وخرجت بورام من باب الموظفين لتغادر وتفاجأت بمارسيل يقف على بعد خطوات منها متكئا على الحائط ويبدو عليه الإحباط بشدة
-مارسيل(بحزن) :رجاءً لا تتجاهليني أكثر...أشعر أنني سأختنق
شعرت بالشفقة على حاله فقررت أن تكلمه لكن هذه المرة لا تستطيع دعوته للمنزل لذا أخذته للمقهى وطلبا شيئا يشربانه بينما يتحدثان...أرادت الكلام معه لكن كل ما فعله أنه انكب بوجهه على الطاولة بإحباط ولم ينطق بأي حرف
-بورام:أردت الكلام معي لكنك الآن صامت فحسب
-مارسيل(ببرود) :أخبريني الحقيقة...هل أنا مقرف؟
-بورام:ها؟!
-مارسيل(ببرود) :مثير للمتاعب والشفقة؟ مزعج؟ ثقيل عليك؟ أجبرك على أشياء لا تريدينها؟ متحرش؟ تكرهينني؟
-بورام:لا
-مارسيل(ببرود) :أنتِ طيبة ولا تحبين جرح مشاعري...لذا لا تجامليني بعد الآن...إن كنت مزعجا جدا فأخبريني وسأتقبل الأمر
-بورام(بحزن) :ليس تماما
-مارسيل(ببرود) :أمر طبيعي أن ترفضي الكلام...لستِ كالصرحاء الذين أعرفهم...وعائلتي منهم أيضا...الجميع يرونني عالة وشخصا مزعجا ومقززا...بدأت أقتنع أن الخطأ ليس خطأهم...إنه خطئي لأن تصرفاتي متهورة
-بورام(بحزن) :لم أقل ذلك حقا
-مارسيل(ببرود) :تلك المرة حين هربتِ مني كنت سأموت من الندم...ظننت أنني وحش مقرف يضايقك...لا أصدق أنني سأقولها ولكن...ربما من الأحسن أن أوقف الدراسة وأجعلك ترتاحين مني...وأعدك لن أزعجك بالمجيء لمنزلك ولن أظهر في طريقك...رجاءً سامحيني
صمتت قليلا وارتشفت رشفة من قهوتها ثم نظرت للنافذة
-بورام(بهدوء) :مارسيل أنت لا تزعجني...أنت حتى لا تفهم ما الذي تشعر به فتاة في مثل سني
أحس بيدها تتموضع على شعره فلم يرفع رأسه البتة
-بورام(بهدوء) :بالعكس مغازلاتك لي ومشاعرك تجاهي وكل تلك الأشياء أعادتني لمشاعر المراهقة التي كانت أجمل مراحل حياتي
صارت تسترجع في ذاكرتها شخصا يدرس معها بنفس الصف في المرحلة الثانوية وكانت ملامح وجهه مشوشة لأنها لم تر وجهه منذ سنوات طويلة حتى نسيت شكله...كانت ذلك الوقت تستطيع الشعور بمشاعر الحب الصادقة ويقشعر بدنها كلما مر حبيب قلبها من جانبها أو كلمها برسمية
رأت نفسها مجددا وهي تطلب منه المواعدة ولكنه رفضها لأنه يحب فتاة أخرى فانكسر قلبها
ومجددا انتقل المشهد له وهو نادم ويحاول التقرب منها بعد أن أدرك مقدار حبها وخانته حبيبته
والآن هي تقضي أجمل الذكريات معه ويتبادلان القبل تحت شجرة الصنوبر وكان جسدها يقشعر من كمية المشاعر التي حصلت عليها
وتدور الدائرة حيث خانها هو الآخر ودمر حياتها ونفسيتها حتى أنها صارت مدمنة على الكحول بسببه وصارت صبية طائشة وكادت تتوقف عن الدراسة لولا دعم والدتها لها
في النهاية أصبح قلبها غير قابل لتقبل الرجال مرة أخرى لذا عاشت حياتها لتحقيق أحلامها ومهما تقدم لها الشباب كانت تشعر بالنفور والألم في صدرها من فكرة أنها ستعطي قلبها لأي شخص قد يجرحه
••••••••••••••••••••••••••••••
عبست بحزن على الذكريات المؤلمة ولكنها واصلت الكلام مع ضبط صوتها الذي كان سيهتز من كثرة الألم
-بورام(بهدوء) :لم أشعر بهذه السعادة منذ سنوات...سعادة أن أرى شخصا يهتم لي ويفعل أي شيء لأجلي...ويحاول إرضائي بكل جهده...حتى تلك القبلة...لم يرتعش جسدي منذ فترة طويلة
رفع رأسه ونظر لها وكانت عيناه دامعتان من سماع ذلك
-بورام(بابتسامة) :يبدو أنه ما من حل آخر...أعلن استسلامي
صدمته أكثر حين أمسكت يديه بقوة
-بورام(بابتسامة) :أحبك مارسيل
بينما يحدق بها منبهرا لم يستطع تصديق نفسه...كان الأمر بيدو تماما كما لو أنه حلم...خاصة إمساكها ليده بتلك النعومة وابتسامتها الدافئة التي جعلت العالم حوله يصبح ورديا فجأة
فتح عينيه في الصباح فوجد نفسه في غرفته ونظر من حوله بسرعة
-مارسيل(بصدمة) :كان حلما!
ركض نحو الهاتف فوجد رسالة من رقم بورام كتبت فيها "صباح الخير مارسيل...آمل أنك نمت جيدا...أراك اليوم في الفصل عزيزي"
انبهر من الرسالة وشعر بالفراشات في بطنه ثم اتصل بها فورا وهي تتجهز للذهاب للثانوية
-بورام:هل هذا وقت اتصالك؟
-مارسيل(بتوتر) :آسف لإزعاجك...أردت التأكد أنه ليس حلما
-بورام:ههههههه ليس كذلك
-مارسيل(بتوتر) :هل دعوتني للتو بعزيزي؟
-بورام:أجل...هل هناك مشكلة؟
-مارسيل(بتوتر) :بلى...قلبي يذوب الآن...أريد سماعها بصوتك
-بورام(بتوتر) :ههه هل الأمر ضروري؟ أشعر بالإحراج من قولها بعد أن طلبتها
-مارسيل:حسنا...إذًا...أيمكننا الخروج معا الليلة؟
-بورام:إلى أين؟
-مارسيل:لا أعلم...ربما فقط لنتمشى في الشارع
-بورام:هههه فهمت...تريد قضاء الوقت معي فحسب...حسنا لنخرج لاحقا
-مارسيل:أراكِ
ابتسمت للحظات وهي تغلق الخط ثم تحولت ابتسامتها لحزن
-بورام(بحزن) :هل أفعل الشيء الصحيح؟ أشعر بالتوتر...ماذا لو اكتشف أحد علاقتنا؟!
في المساء انتهت بورام من العمل وعادت للمنزل وجهزت نفسها...وكذلك مارسيل خلع زيه المدرسي وارتدا ثيابا جميلة ورتب شكله لأنه أول موعد غرامي رسمي له في حياته
بينما ينزل عبر الدرج رأته أخته فابتسمت بسخرية
-هارام:هههههه ما خطب شكلك؟ تبدو كالبشر أخيرا
-مارسيل(بتوتر) :ذاهب لمقابلة صديقي
-هارام:لا تمازحني ههههه تبدو كما لو أنك ذاهب لموعد غرامي مع فتاة
نزلت والدته من على الدرج بعد أن سمعت ما حصل
-سيدة هونغ:لا تقولي الهراء...من قد توافق على الخروج مغ أخيك المتوحد؟ لا بد أن ذوقها سيء جدا لتوافق على فاشل مثله
رغم قسوه الكلام لكن مارسيل ابتسم بتكلف
-مارسيل(بتوتر) :أجل كما قالت أمي
-سيدة هونغ:حاول الاهتمام بمظهرك هكذا دوما فأنت تبدو وسيما
-مارسيل(بتوتر) :حاضر أمي
غادر مسرعا لمقابلة بورام والتقيا في مطعم قريب من الثانوية لتناول العشاء...كان التوتر سيد الموقف لأنهما مرتبطان حديثا لذا ينظران لبعضهما خلسة ويصعب عليهما الحديث بشكل مريح دون الشعور بالتوتر
-بورام(بتوتر) :إذًا...ماذا تحب أن تأكل؟
-مارسيل:أنا من يجب أن يسألك؟
-بورام:أنا من ستدفع لذا أنا أسألك
-مارسيل(بتوتر) :أليس محرجا أن تدفع امرأة عشاء رجل؟
-بورام:هههه رجل؟ هذا لطيف!
-مارسيل(بتوتر) :مازلتِ تظنين أنني لست رجلا؟
-بورام(بتوتر) :لا...فقط...تعودت على أن أدفع لك لأنك طالبي
-مارسيل:لكنني الآن حبيبك
-بورام(بتوتر) :أوه أجل! مازلت أراك كالطفل رغم ذلك
-مارسيل(بتجهم) :يعجبني أن تظني أنني صغيرك لكن ليس بهذه الطريقة
-بورام:سأدفع أنا هذه المرة وأنت المرة القادمة
-مارسيل(بتجهم) :حسنا
انتهيا من الأكل وخرجا يتمشيان فمر عليهما بائع السكاكر
-بورام:هل أشتري لك سكاكر؟
-مارسيل(بتجهم) :عفوا؟
-بورام:ماذا تريد؟ لولي بوب أو بيضة شكلاطة؟
-مارسيل(بتجهم) :أأنتِ جادة؟
-بورام(بتوتر) :هههههه لا أكيد...أمزح معك لألطف الجو
واصلت سيرها وهو خلفها واقف ينظر لها بانزعاج ثم لحق بها...ودون أن ينتبه تعثر برباط حذائه وكاد يسقط
-بورام:أيها الصغير...دعني أربطه لك
انحنت تربط حذاءه بينما هو منزعج من معاملتها له بهذه الطريقة...وأثناء عودتهما للتمشي قرر الكلام معها حول علاقتهما الغريبة هذه
-مارسيل:هل نحن مرتبطان حقا؟
-بورام:طبعا
-مارسيل:لماذا نسير بعيدين عن بعضنا إذًا؟ لماذا لا نمسك يدي بعضنا؟
-بورام(بتوتر) :يوجد هنا الكثير من الناس وقد يرانا أحد يعرفنا
-مارسيل:هل سنبقى طول عمرنا خائفين من الناس؟
-بورام(بتوتر) :هل تريد إمساك يدي لتلك الدرجة؟
-مارسيل:أجل...تعاملينني طول اليوم كالطفل الصغير...أمسكي يدي كالطفل أيضا
-بورام(بتوتر) :علينا أن لا نتهور
-مارسيل:لنذهب لمنزلك إذًا
-بورام(بتوتر) :منزلي! لا أستطيع...اتفقنا أن يكون الموعد في الخارج
-مارسيل:هل يعقل أنك خائفة من أن أفعل لك شيئا؟
-بورام(بتوتر) :ليس تماما
-مارسيل(بانزعاج) :لا أصدق! نحن ارتبطنا أليس كذلك؟
-بورام:وماذا لو؟
-مارسيل(بانزعاج) :إلى أي حد تريدين أن تصل علاقتنا؟
-بورام:لا أعلم
-مارسيل(بانزعاج) :لا تعلمين؟ هل تريدين أن نتزوج أم أنك تعتبرينني مجرد شخص تقضين معه الوقت فحسب؟
-بورام(بحدة) :ما خطبك؟ لماذا تريد أن نتكلم عن الزواج وأنت مجرد مراهق؟
-مارسيل:مراهق!
-بورام(بحدة) :موضوع الزواج هذا لنستبعده تماما فهو ليس وقته
-مارسيل:أخبريني الحقيقة...تريدين علاقة تنتهي بالزواج أم ماذا؟
-بورام(بحدة) :أريد ولكن لماذا علينا مناقشة الأمر الآن وأنت مجرد مراهق؟
صمت قليلا بعد كلامها هذا ولم يجد ردا مناسبا
-بورام(بحدة) :للصراحة هذه مجرد علاقة تجريبية ولا أظن أنها ستنجح حتى...لا أعلم حتى لما وافقت...لكن ضع في حسبانك أنني إن وجدت الرجل المناسب فجأة فسننفصل...وأنت أيضا لو وجدت فتاة تفهمك أكثر مني انفصل عني ولا تقلق فلن أنزعج
كلامها هذا كان كفيلا بجعله يتحطم لأشلاء فقرر المغادرة ركضا دون أي وداع أو نقاش...وعندما ذهب نظرت هي من حولها فوجدت حجرا على الأرض وركلته بعيدا من شدة الغضب
-بورام(بحدة) :أتمنى أن يتفهم وضعنا فهو معقد
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top