Untitled Part 2


بعد مرور عدة ساعات طويلة من القلق والخوف
والصلاة المنبعثة من شفاه آدم ، ومع الفجر سمع بكاء طفل
صغير واحس آدم ان الحياة عند توشكا بدأت من جديد .
" مبروك يا سيدي لقد وضعت صبيا جميلا "
" يا الهي شكرا لك ولكن هي كيف حالها ؟"
" انها بخير وبعد لحظات ستخرج الى غرفتها لا تخف "
" شكرا يا الهي شكرا لك " قال آدم وهو سعيد بهذا الخبر
الجميل .
توجه الى كافتيريا المستشفى وطلب كوبا من القهوة
الساخنة ثم توجه الى غرفة توشكا ينتظرها .
بعد مرور عدة دقائق على وجوده في الغرفة جاءت
توشكا على سرير نقال ووضعت في سريرها وهي ما تزال
غائبة عن الوعي .
" لما هي غائبة عن الوعي ايتها الممرضة ؟"
" لقد تعذبت كثيرا في الولادة ولهذا امر الطبيب باعطائها
قليلا من المنوم .
" حسنا كم سيطول نومها ؟"
" لساعتين تقريبا "
ثم جلس آدم على الكرسي الى جانب السرير وهو
يراقبها باهتمام .
" يا شقيقتي الحبيبة ليس لك حظ مع الرجال ، لقد
عانيت ما يكفيك يجب ان ترتاحي الان "
وبعد ساعتين كان آدم قد نام قليلا على كرسيه من شدة
التعب ، استيقظت توشكا وهي تطلب كوبا من الماء .
" ماء ....اريد كاسا من الماء " قالت توشكا للممرضة .
"حسنا لحظة "
ثم استيقظ آدم واقترب منها وامسك بيدها الدافئة وقال
لها .
" مبروك لك يا توشكا لقد جاءك صبي صغير "
" ها رأيته يا آدم ؟"
" لا ولكنهم سيأتون به الان "
" يا الهي ..."
ثم تذكرت توشكا ما حدث معها واجهشت بالبكاء .
" ارجوك يا توشكا لا تفكري بما حدث الان انت بحاجة
للهدوء من اجل الطفل الصغير يا صغيرتي هيا تصبري انت
تعلمين ان ناف رجل سيء السمعة وهو زير نساء ولهذا لا
يجب ان تحزني "
بكت توشكا بكاء مريرا حتى كادت أن تنهار بين يدي
شقيقها آدم مما دفعه لأن يطلب بعض المهدىء من
الممرضة .
" ارجوك ايتها الممرضة ساعديني ان شقيقتي في حالة
انهيار تام اعتقد انها بحاجة للطبيب "
بعد لحظات جاء الطبيب واعطى توشكا مهدئا كي ترتاح
قليلا من عناء التفكير والولادة .
عندما جاء المولود الجديد الى غرفة والدته كانت في
غيبوبة طفيفة ولم يستطع ان يحظى بحبها وحنانها ولو
للحظات قليلة .
ولكن آدم قام بعمله على اتم وجه ، فقد حمله بين يديه
وراح يمطره قبلات صغيرة خفيفة وهو ممسك بذراعه
الصغيرة واطراف اصابعه على شفاهه الجميلة .
" انظري يا توشكا الى هذا الطفل الصغير انه يساوي
ملايين الارض وما عليها والرجال اجمع انظري الى وجهه
وانت تنسين عذابك وناف الحقير هذا "
امسكت توشكا بالطفل بعد ان استيقظت للحظات
مترددة .
قبلته من يده وراحت تداعب وجهه وهو ينظر ذات
اليمين وذات اليسار غير مركزا تماما على امر ما بسبب صغر سنه .
"انه جميل اليس كذلك ؟" سالها آدم .
" نعم هو يشبه ناف كثيرا الا ترى هذا ؟"
" لا انه لا يشبهه ....انت تحبين ناف كثيرا يا توشكا ولهذا ترين
وجهه في وجه هذا الطفل الصغير ، انه يشبهك انت "
" نعم انه يشبه ناف كثيرا فمه ، واذناه عيناه انظر لون عينيه
الزرقاوين وكأنه ناف " ثم اجهشت بالبكاء من جديد والالم
يعتصر جسدها .
امسك آدم الطفل من يديها وراح يهلل له بصوت خافت
كي ينام وما هي الا دقائق حتى جاءت الممرضة واخذت
الطفل الى غرفته .
" هل ستستمرين على هذا النحو من البكاء يا توشكا ؟
هيا كفى وإلا سأذهب واقتله لأجلك ، انت تنهارين هيا
يجب ان تستعيدي نشاطك قليلا "
" اللعين يجب ان يدفع الثمن يا آدم انا اكرهه"
" نعم هذا هو المطلوب ان تكرهيه وليس ان تحبيه "
ثم عادت لتجهش بالبكاء مضيفة
" ولكنني فعلا احبه يا الهي ..." ثم غمرت وجهها في
الوسادة .
في هذه الاثناء دخل ناف الى غرفتها وهو يريد الاطمئنان
عليها بوجهه الوقح .
" انت ماذا جئت تفعل هنا ؟ هل تريد ان تقضي عليها ؟"
" اخرج من هنا يا ناف " صرخت توشكا عندما راته ثم
رمت بوجهه الوسادة وهي تبكي من شدة غضبها .
" ارجوك اسمعيني توشكا "
" ليس الان ناف هيا اخرج ان توشكا بحاجة للراحة
وانت تؤلمها بوجهك القذر هذا "
" لا ...لا يحق لكم هذا ، يجب ان ارى ولدي الصغير "
" ماذا تقول ؟ ارحل من هنا قبل ان اهشم وجهك يا لئيم "
قال آدم وهو يمسك بذراعه ويكاد ان يحطمها .
" كفى ...كفى ارجوكما كفى " صرخت توشكا وهي
تمسح دموعها .
" اين الطفل يا توشكا اريد رؤيته ؟"
" انه مع الحاضنة هناك هيا ارحل وانظر اليه لعلك ترى
اعمالك القبيحة بوجهه الطاهر .
" لقد جئت لأقول لك يا صغيرتي انني لم اخنك ان ميشار
هي حبيبتي الاولى ولقد تزوجتك بناء على رغبة والدتي
ولكنني احب ميشار قبل ان اعرفك ولكن الوضع لم يكن
بيدي وكنت اقابلها دائما بعيدا عنك ونحن سنتزوج فور
حصولي على الطلاق منك واذا اردت الاحتفاظ بالطفل
فهو لك يا توشكا لعلي استطيع ان اكفر به ولو شيئا
بسيطا عن اخطائي تجاهك ، ارجوك سامحيني كنت
سأقول لك هذا من اليوم الاول لزواجنا ولكن الظروف
لم تسمح صدقيني"
" لئيم حقير هيا اخرج من هنا ايها النذل " قالت توشكا
وقد اغمي عليها .
حمله آدم بين يديه ورمى به خارج الغرفة والغضب يكاد يقتله .
" هيا قبل ان احطم رأسك ايها الجبان "
توجه ناف الى غرفة الاطفال وطلب رؤية المولود.
" تفضل يا سيد ناف" اعطته الممرضة المولود الجديد .
نظر ناف اليه ثم قال في سره .
" سامحني يا بني ولكن هذا ليس بيدي انه بيد القدر فأنا
احب ميشار ولا اعتقد انني سعيد مع والدتك ولكنها انسانة
عظيمة لقد عملت المستحيل لإسعادي ولكن انا لم استطع
ان احبها ، سامحني يا بني ..."
ثم مسح دمعة صغيرة انسابت من عينيه .
" سامحيني يا توشكا انا اتألم لأجلك " قال ناف هذا وهو
يعيد الطفل الى الممرضة .
بعد خروج توشكا من المستشفى وتحسنها عادت الى منزلها .
عندما دخلت الى الفيلا كانت ميشار ما تزال تعيش فيها .
" ماذا تفعلين هنا ؟ الا تخجلين من نفسك ؟انه منزلي يا
حبيبتي هيا اخرجي قبل ان استدعي الشرطة "
" لا يحق لك يا توشكا ان تعاملينني بهذه القسوة "
" من قال لك ما يحق لي وما يحق لك ومن انت حتى
تعيشي في منزلي هنا ؟ انت لست سوى عاهرة هيا اخرجي
من هنا "
" لا يا توشكا لا استطيع الخروج ان هذا منزل ناف وانا
سأصبح زوجته وارجوك ان لا توجهي لي الكلمات النابية
فأنا فتاة شريفة "
" فتاة شريفة تنام بين احضان رجل متزوج يا لها من
حقيقة واقعة "
" ارجوك يا سيدة انا ما زلت احترمك "
" وانا لا احترمك بتاتا هيا اخرجي قبل ان اصب غضبي عليك "
" لا لن اخرج قبل عودة ناف "
" ومن قال لك انه سيعود ؟ ان المنزل لي ولا شان لناف به "
" لا لقد قال لي ان المنزل هو لكما معا والمحكمة هي التي ستقرر لمن هو"
" هكذا اذا !! انه يخطط جيدا حسنا اذا انا اريد ان اعلمك من الان
انه من حقي ان امتلك المنزل لانني احمل طفله ونحن بحاجة له اكثر
من حاجته هو لهذا المنزل ، هل تعلمين هذا ؟ انه رجل يستطيع ان ينام
في زريبة اما نحن فبحاجة لمكان آمن ،
كما اود ان اعلمك ان هذا المنزل انا الذي صنعته ولن ادع لواحدة
مثلك ان تحتله حتى ولو على دمي "

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top

Tags: