الفصل الثالث
......
3- بداية المتاعب
.....................
تناولت اوليفيا السماعة من يد لوك وكلها ثقة ثم قالت :
_مرحبا
وعندما لم ياتها اي رد قالت مرحبا مجددا وبصوت اعلى اذا كان سيزار المتصل فلا بد انه يفكر فيما اذا كان عليه ان يتكلم ام لا.
وفجاة جاءها صوت انثوي:
_اوليفيا داتشس.
انها اختها غرير!قالت اختها من دون تمهيد :
_ماذا تفعلين في منزل لوك؟وتجيبين على هاتفه ؟لااصدق سلوكك هذا.
لم تستطع ان تفهم سبب اتصال غرير بها من اليونان بينما يفترض بها ان تكون حاليا مع ماكس.
سالتها :
اما زلت في مونزا.
_مونزا ؟فهمت لوك يقف بجانبك اخبرتني بابير عن مشروعك الجنوني وتوسلت الي ان امنعك لكنني ارى ان الاوان قد فات.
_نعم مع الاسف.
_اصغي الي ........ثمة امر عن لوك يجب ان تعرفيه وكنت امل الا اضطر لان اخبرك به ولكن وبعد اتصال بابير قررت ان ذلك ضروري.
_لم يعد بيننا مايقال ,كما ان لوك عليه ان يذهب الى المستشفى في الصباح الباكر لاجراء جراحة لساقه ولهذا عليه ان يخلد الى النوم .
_اي جراحة ؟لاعلم لماكس بذلك!
_اكد لي لوك ان الامر ليس خطيرا لكنه لن يستقبلليلاساي زوار قبل فترة سالعب دور الممرضة ريثما يستعيد عافيته بعدئذ يصبح بالامكان التحث اليه.
_اوليفيا داتشس .......اياك ان تجرؤي على اقفال السماعة انا لم انته من ......
_تهاني مرة اخرى.
_اوليفيا يايايايا؟
_ساخبره ليلة سعيدة
وقطعت الاتصال بسرعة كيلا يسمع لوك صرخة اختها المهددة وعندما رفعت بصرها اليه تلاقت اعينهما.
اقلقتها نظرته القاسية وقال لها امرا:
_اخبريني بما هناك.
_سيزار قلق عليك ويرجو نجاح العملية.
_انها ت عملية بقدر ماهي اجراء اعتيادي مع مخدر موضعي.
_المهم هم انني تخلصت منه وهو لن ياتي للبحث عني.
فسالها بلطف:
_هل تتوقعين مني ان اصدق هذا؟
_على اي حال ,اذا جاء ,وربما لن يكون ذلك قبل الغد فسنكون قد غادرنا ليلاس المستشفى منذ وقت طويل اذا جاء ليبحث عني ساخبره ان العطف الذي شعرت به تحول على المركب بكسيوني الى حب لكنني لم ادرك ذلك الا بعد ان ذهبت الى مونزا معه.
فقال بصوت قاس كالصخر:
_لن يصدقك ابدا .
غضبت وقالت :
_اتعني لانه يعلم انك لاتحبني ؟حسنا اذا لم يعرف الكل هذا قبل حفلة الزفاف فقد علموا بعدها وبفضلك انت لكن شعورك نحوي غير مهم المهم هو ان يدرك سيزار انني هنا وانني اخترت وهكذا .....
رن جرس الهاتف مرة اخرى فانقضت عليه خوفا من ان تكون غرير ,/لكن يد لوك وصلت اليه قبلها فحبست انفاسها بانتظار الاسوا.
_مساء الخير ياسيزار تهاني لهذا النجاح المتالق.
اه .....لا ......انه سيزارلقد تحول الامر الى كابوس.
جمدت في ارضها بينما تابع هو :
_انها هنا .
ناولها لوك الهاتف وقد سمرها بنظرة حادة وهو
يهمس :
_عليك ان تكوني اكثر مهارة في التخلص منه هذه المرة لم يحرز بطولة العالم في سباق السيارات من
العدم .
رفعت الهاتف الى اذنها :
_مالامر ,ياسيزار ؟.
_حسنا ,يالها من تحية !انت تعرفين حقا كيف تجرحين الماء لم اعرف الا منذ دقائق انك ذهبت الى منزل ابوي لتسالس عن لوك ,توقعت ان اجدك في الموقف حيث طلبت منك ان تنتظريني عند انتهاء السباق .ليلاس
_انا اسفة حقا .
_والان اكتشفت انك في منزل اخي .....اخبريني ياجميلتي ماالذي يميزه عني ؟
لم تستطع ان تفهم ماذا كانت كرامته هي التي تتكلم ام انه يكن لها شعورا ما .
_الا يمكن ان ندع هذا الامر ونبقى مجرد صديقين ؟.
_اذن ,عندما عرفته في شهر حزيران كان الحب من النظرة الاولى؟
وكان جوابها صادقا وهي تقول :
_نعم .
_انه رجل محظوظ الى ان اراك مرة اخرى ارجو ان يكون قد ادرك ذلك ,الى اللقاء قريبا ياعزيزتي .
وكان في صوته رجفة واضحة.
انه تحذير كئيب اخر من لوك لقد لمست الما حقيقيا وراء كلماته ......ماالامر ؟
لم تكن بابير تمزح عندما قالت انها تعرف سرا عظيما واحست انه يتعلق بلوك وليس بها هي ,لقد حاولت غرير ان تخبرها ذلك السر لكنها رفضت ان تصغي.
اخذ لوك الهاتف من يدها :
_من الافضل ان تجلسي اذ شحب وجهك يبدو ان اخي منزعج من رفضك له.
_انا بخير
_متى سيحضر.
_ماذا يعني بقوله الى اللقاء قريبا؟
اظلمت ملامحه:
_الى اللقاء قريبا بالنسبة الى سيزار تعني غدا على الارجح
غصت بريقها لم تشا ان يفسد احدهم خطتها .
_متى عليك ان تكون في المستشفى.؟
_في السادسة والنصف صباحا قال الطبيب ان الامر سيستغرق عشرين دقيقة تقريبا وساتمكن من الخروج عند الثامنة ,ساتدبر امر حضور هليكوبتر لتاخذنا من المستشفى الى فرنازا.
_هذا جيد جدا .
انت واثقة من انك تريدين ان تبتعدي عنه؟
_طبعا!
واشاحت بوجهها لئلا يدرك مدى حماستها للرحيل معه ثم اردفت:
_من الافضل ان تحسم المسالة نهائيا كتبت له كل شيء في الرسالة التي تركتها له.
ولكي تؤكد كذبتها بان سيزار هو من اتصل بها مرتين اضافت:
_اتمنى فقط لو لم اخبره عن عمليتك اتظنه سياتي الى المستشفى؟.
قال عابس الوجه:
_اليس هذا ماتريدينه بالضبط؟.
فرفعت راسها متحدية :
_يمكنك ان تظن ماتشاء .
اتسعت ابتسامته الخفيفة:
_ليس هذا مااظنه انه اخي من يظن انه واقع في حبك.
_هذا غير ممكن وكما كانت غرير ستقول ان شعوره مجرد رغبة جسدية.
انفجر ضاحكا ضحكة ساخرة ,كانت بايبر تعرف سرا عن لوك وان تزعج بايبر اختها غرير اثناء شهر العسل يعني ان الوضع اكثر خطورة مما تظن اوليفيا ,انها بحاجة الى ان تتحدث الى بايبر اثناء غياب لوك عن المكان والتفتت قائلة:
_اذا طلبت لي سيارة اجرة فسانام الليلة في المدينة ثم اقابلك صباحا في المستشفى.
_وهكذا تتقابلان في مكان تتفقان عليه؟
والتمعت عيناه بشكل خطر قبل ان يضيف :ليلاس
_لا ,مع الاسف في المنزل خمس غرف نوم ولا حاجة بك الى الذهاب الى اي مكان في الواقع,انا اصر على بقائك لكي تساعديني في حزم امتعتي غدا الخدم غائبون في اجازة نهاية الاسبوع.
فكرة بقائها مع في بيته ملاتها اثارة,يمكنها على اي حال ان تتصل بايبر من الطابق العلوي بعد ذهابها الى الفراش.
_لن يتطلب حزم الامتعة وقتا طويلا فانت لاتحتاج الى الكثير من الملابس للاستلقاء تحت اشعة الشمس,انما اكثر من ملابس السباحة بما انك ستخضع لعلاج بالماء وهذا يذكرني باني لم احضر معي لاجل العرس سوى القليل من الملابس .
عندما يتوقف المركب بكسيوني في الموانئ يمكنها ان تنزل الى الشاطئ حيث تشتري بعض الاثواب وبهذا تبدو جميلة امام لوك.
_المراة التي تسافر خفيفة تساوي وزنها ذهبا.
_لماذا يقول الرجال هذا دوما ؟
_هل انا بحاجة حقا لان اشرح لك لما يحب الرجل المراة في اقل مايمكن من الملابس ؟
_هذا غريب فالمراة تفضل ان ترى الرجل في ثوب
رسمي .
_اتعنين مثل فريد رجلك العسكري ؟يبدو انه لم يعد يبدو انيقا في ملابسه تلك.
_كان يبدو رائعا ولكن بمقياس من واحد الى عشرة ياخذ هو الدرجة الثالثة .
_اي مقياس هذا ؟
_انه المقياس الذي نضعه نحن الاخوات الثلاث لتقويم الرجال الذين نخرج معهم .
_يبدو ان ماكس ......
قاطعته :
_تفوق على المقياس سيزار سجل الرقم تسعة كل ما ينقصه هو مهارات الزوج.
ثم غامرت بقولها :
_اذا كان يهمك ان تعرف مكانك في المقياس فاخشى ان اخبرك .
_تعنين انني غبي وممل مثل فريد.
_انتلست مملا بقدر ماانت كئيب وانطوائي معظم الاوقات بالمقارنة مع اخيك مثلا,انت لاتعرف كيف تعبث,وتاخذ مسؤلياتك بشكل جاد,فانا لااراك تضحك الا عندما تسخر مني .
وتعمدت ان تحملق فيه وكانه نوع غريب من الجنس البشري :
_في الواقع ,انت لاتشبه اي رجل عرفته ليس فيك صفات طبيعية وانت نقيض الفتى اللعوب المثير الذي خططت للزواج بهحين جئت الى اوروبا.
تمتم لوك شيئا بالفرنسية فسالته :
_ماذا يعني هذا ؟
_يعني ان ليس كل مايلمع ذهبا .
_هذه هي فلسفتك اللاذعة والان هلا ارشدتني الى غرفتك لاحزم لك امتعتك....
_اتبعيني
سارت خلفه ممتعة ناظريها بمنظر جسمه المثير برجولته كان جسده رائعا بحيث لم تدهش حين عرفت انه كان من اشهر المتزلجين قبل الحادث.
بعد الحادث امضى لوك ,بحسب سيزار اشهر عدة يعاني من الام مبرحة واصغت اليه برعب وهو يصف لها ذلك الحادث الذي كاد يفقد لوك ساقه.
لاعجب اذن لتلك الخطوط الذي حفرها التوتر على ملامحه الوسيمة والتي راتها على وجهه عندما تعرفت اليه في البداية على المركب بكسيوني.
قربها منه الان جعلها تدرك انه شفي فالظلال التي كانت تحت عينيه وهزال وجنتيه الخفيف كادت تختفي لكنه لم يفقد ذلك القناع يضعه والذي تلهفت لان تمزقه وتعرف سببه.
عندما وصلا الى غرفته اذهلها جمال اللونين الازرق والخمري على الجدران .
جلس لوك على السرير يريح ساقه وهو يقول :
_ستجدين حقيبة السفر على رف الخزانة كل مااحتاجه ستجدينه في تلك الخزانة تحت النافذة.
ارغمت نفسها على سلخ عينيها عن مظهره الرائع لتشهق وهي تنظر من الواجهة الزجاجية الى مشهد امارة موناكو كلها وكادت تنسى ان عليها ان تحزم امتعة لوك.
البهجة التي شعرت بها لوجودها مع لوك ولامساكها بملابسه جعلتها ترتجف وسرعان ماوجدت كل مايحتاجه من قمصان رياضية وسراويل قصيرة وبذلة سوداء للسباحة.
وعندما اقفلت الحقيبة ابتسمت له:
_انتهيت.
اخطات حين القت عليه نظرة اخرى نظرة قد لاتنساها
ابدا .
كان اشبه بتمثال قديم رائع الرجولة وهو مستلق على السرير يراقبها من تحت جفنيه المسبلين.
وتنحنحت ثم قالت:
_سنحزمليلاس ملابسك الانيقة في الصباح قبل الانطلاق هل تحتاج اي شيء اخر قبل ان ابحث عن غرفة انام فيها .
وتصورت نفسها تنام بين ذراعيه ماجعل نبضات قلبها تتسارع.
_عندما نصل الى المركب ساحتادليك لساقي لكننا سنتناسى ذلك هذه الليلة هل لديك ساعة منبهة ؟
_يجب ان استيقظ اذن عند الساعة السادسة ستاتي السيارة لتاخذنا الى المستشفى بعد ذلك بربع ساعة.
_يسعدني ان افعل ذلك.
_اذا كنت جائعة فاعتبري نفسك في بيتك.
_شكرا لكنني اكلت في الطائرة اتريد ان تاكل؟
_كنت قد انهيت عشائي للتو عندما طرقت بابي.
_مادمت قد ازعجتك فسانزل الى الطابق السفلي لانظف المكان .
_هذه وظيفة مدبرة المنزل ,اصبحت مطيعة ومتواضعة فجاة.
_هذه طبيعتي الحقيقية .
انفجر ضاحكا بسخرية:
_اتساءل اذا ماكذبت علي وسيزار في طريقه الى هنا .
ازعجها قوله هذا فردت:
_تساءل كما تساء اما انا فساذهب للبحث عن غرفة انام فيها.
_تصبحين على خير ياانسة اوليفيا ارجو ان تطفئي النور وتغلقي الباب خلفك عند خروجك لاحظي انني قلت تغلقي وليس تصفقي .
وعندما خرجت من الغرفة حاملة حقيبتها كانت لاتزال تسمع قهقهته الخافتة الشيطانية وبعد ان طافت على كافة غرف النوم ,اختارت غرفة بجانب غرفة لوك وتطل على المنظر نفسه.
كل ماينقص هذه الغرفة هو باب يصل بينهما وبين غرفة لوك الرئيسة.
اخذت تفكر في طفل لوك وكيف يمكن ان يبدو اذا ماكانت هي امه وبعد ان ربطت المنبه استلقت في السرير الفسيح وهي تفكر في خطتها نجحت فيها هي تنام الان تحت سقف لوك وفي الغرفة المجاورة لغرفته.
تناولت سماعة الهاتف لتتصل ببايبر وبعد ان طلبت رقم غرفتها في الفندق ,انتظرت فسمعت طقطقة تشبه تلك التي تحث عندما يرفع شخص ماسماعة الهاتف.
لعل لوك يتجسس عليها ليرى ان كانت تحاول ان تتصل بسيزار يعاني الرجل الذي في الغرفة المجاورة من مشكلة خطرة وهي عدم الثقة.
قطبت اوليفيا جبينها قبل ان تشكر عاملة الهاتف ثم تضع السماعة من يدها ,يبدو ان بايبر قررت السفر الى الوطن ليلا بدلا من الانتظار حتى الصباح.
عليها ان تنتظر حتى الصباح لتتصل ببايبر اثناء وجود لوك في غرفة العمليات الا اذا اخذت رقم هاتف غرير من اهل زوجها لتتصل بها في اليونان .
وعادت تغوص تحت الاغطية عندما رن جرس المنبه بعد ذلك بسبع ساعات .
حطت طائرة الهليكوبتر فشعرت اوليفيا بدوار خفيف التي تركب فيها طائرة هليكوبتر.
لكنها اثناء الرحلة كادت تنسي خوفها او شعورها بالغثيان بعد ان اوقعت عيناها على الشاطئ الفرنسي والايطالي من الجو.
لم تستطع ان تتصور كيف هو حال ان تستيقظ كل صباح من حياتها على مثل هذا الجمال وان تعمل وتلعب وتنام محاطة بكل هذا الجمال .
لكن يجب ان يكون لوك جزءا من هذا الجمال طبعا والا لفقدليلاسالمكان سحره.لم تستطع الاتصال ببايبر من
المستشفى .
وكان الطبيب قد اعطى لوك جرعة كبيرة من المسكنات ماجعله اهدا من العادة.
وعندما حطت الطائرة بهما في منطقة قبالة شاطئ فرنازا.
ساعده الطيار على النزول الى الارض ثم سار مستعينا بعكازه.
نظرت اوليفيا من حولها لم تر المركب "بكسيوني "في اي مكان فنظرت الى لوك بحيرة :
_لاافهم !اين المركب ؟.
لابد ان ضجة محرك الطائرة منعته من سماع سؤالها اذ اقترب منها وسال:
ليلاس_ماذا قلت ؟
_لم فابيو ليس هنا ليستقبلنا ؟
_نسيت ان اخبرك انه اتصل بي عندما كنت في المستشفى واوضح لي ان احد المحركات تعطل فاضطر لان يرسوفي ميناء "مولتيروسو"قد يستغرق اصلاحه اياما فاتخذت الترتيبات اللازمة مع صديقه جيوفاني .
نظرت اليه بحيرة :
_اي ترتيبات؟
......نهاية الفصل الثالث
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top