🕷 الفصل الأول 🕷

رحلة مع العالم : -

المكان/جامعة أكسفورد / لندن
عام /2017 ــ شهر/ مارس

------------------------------------------------------

أنهى بروفيسور الإحياء هيروشي محاضرته بأبتسامة دافئة على طلاب المرحلة الثالثة قسم العلوم ، ثم خلع نظارته الطبية السميكة ووضعها في جيب سترته البيضاء التي تزيده هيبة ووقار ، وهو رجل يبلغ من العمر واحد وخمسين عاما، رمادي الشعر، ابيض البشرة ، أزرق العينين .

وقد شرح نوعا جديدا من الحشرات وعن أطوار تكاثرها وسلوك تصرفاتها، خرج الطلاب فرحين من خلاصهم من الدرس الممل باعتقادهم ما عدى طالبا كان يستمتع بالمحاضرة ، كلا بل كان يجد متعة غريبة تشده وتجذبه إليها.

عقب أنتهاء الدرس ذهب البروفيسور إلى مكتبه الخاص الذي يقع في جناح خاص من الجهة الغربية بعنوان رئيس فرع الطفيليات .

بينما انتشروا باقي الطلاب في الحرم الجامعي يمارسون أمورهم الرتيبة المعتادة ومن ضمنهم خرج الطالب اكاني وقد لحقته زميلته في الفصل، وهو أبن عشرون عاما ، اشقر الشعر ، بشرة فاتحة باهتة ، أزرق العينين، طويل نسبيا مقارنة بجسده النحيف .

قبل أن يسير في الرواق أستدار إلى زميلته افيوليتا
وأردف ببعض التخبط الممزوج بالارتباك
: أعذريني افيوليتا لدي عمل هام

أجابته افيوليتا بقليل من الاستغراب
: ما هو اكاني أخبرني ؟

تمتم بأبتسامة مرتبكة: لقد أنهيت فرض الإحياء وأريد أن أخذهُ إلى البروفيسور هيروشي لمعاينته.

أستطردت افيوليتا بانزعاج واضح عقب أكفهرار ملامحها
: لا أعلم لمَّ أنت تحب هذهِ المادة أصلا ! أنها مادة مقزز ومملة، حتى جميع الطلاب تشتكي منها ومن بروفيسورها المنصرم.

اكاني أسترسل مع زيادة ابتسامتهُ أشراقا لتهدئة ثارة غضبها
: هيا افيوليتا اسبقيني إلى الاستراحة (الكافتيرة) أولًا ، وسأعود بعد نصف ساعة لأوافيكِ.

افيوليتا بغضب يملأ ملامحها قالت وهي تبعد بعض الخصلات عن وجهها
:تعلم أن الاستراحة فقط ساعة لذلك لا تثرثر كثيرًا مع هيروشي وإلا سيكون يومك أسود

اكاني أفصح بنبرة رقيقة
: حسنا أعدك بذلك.
قال هذا وهو يلوح بيدهِ لها، ثم أنصرف

-----------------------------------------------------

ذهب اكاني راكضا قبل نفاذ الوقت المقرر له ، فهو لا يريد مضايقة افيوليتا صديقته طفولته .

إتجه إلى خزانته المقرر وأخرج صندوق ضخم يحتوي على ثقوب وحملهُ إلى غرفة هيروشي ثم دق باب مكتب البروفيسور بكل أدب .

جاءهُ صوت من الداخل يخبره
: تفضل.

دخل اكاني بعد أقل من لحظات من سماع الإذن الدخول بينما ابتسامة مشرقة على شفتيه تشجعهُ على المضي فيما جاء لأجله .

كانت غرفة البروفيسور تتألف من مكتب انيق جدًا عليه لافتة نقش فيها أسم البروفيسور ورتبته العلمية مع الكتب من جانبي المكتب، والارائك البرتقالية اللون من الجانبين ، مع النباتات المتناثرة بصورة منسقة في زوايا الغرفة وقرب النوافذ ومكتبة فخمة تقع خلف كرسيهُ الرئاسي .

نظر هيروشي له ثم ابتسم قائلا
: ما الأمر اكاني؟ هل تحتاج إلى مساعدة ؟.

بلل اكاني فمه ثم أردف وهو يدنو منه
: لقد أنهيت فرض الأمس !.

ثم قام بعطائه تقرير الواجب ، أخذه البروفيسور وبدأ يتأمل الأوراق للحظات إلى أن وضعه جانباً وأعاد النظر له

أسترسل بغبطة
: أنت الطالب الوحيد المثابر في الصف، أرجو أن تستمر على تقدمك اكاني.

حمرة خفيفة ملأت وجه اكاني ثم همس بخجل
: شـ شكرا بروفيسور ..في الحقيقة لقد جاءت لأمر أخر  !.

تكلم هيروشي وهو يبعد الكتاب الذي كان أمامه
: ما هو اكاني تفضل؟.
وأشار إلى المقعد المقابل له بالجلوس .

جلس الأخر على الكرسي ثم أخرج الصندوق ضخم وقام بفتحهِ إلى البروفيسور وكان الصندوق يحتوي على حشرة ضخمة، أنبهر الاستاذ منها حيث كانت من نوع نادر وفريد

كان يبحث البروفيسور عنها طويلًا إلى أن وجدها مع اكاني عقبها قال هيروشي بتعجب
: من أين حصلت عليها؟

أجابه المعني بتهلل
: لقد أوصيت أحد أقاربي بإحضارها لي، عند عودته من السفر .

خاطبه هيروشي وهو يشير إلى الحشرة
: اكاني هل تعرف أسم هذه الحشرة؟

أجابه اكاني ببلاهة
: نعم أنها عنكبوت.

قهقه هيروشي بخفة ثم أردف
: هذه العنكبوت تدعى العنكبوت أكل الطير
وتتميز بكونها الأثقل في العالم بأسره فهي تتميز بحجمها الضخم الذي يجعلها مرعبة حيث يبلغ طولها 30 سم بوزن يقارب 170 غم هذه الخصائص كافية لتصدم أي شخص فضلا على أرجلها المتينة التي تتخذ شكلا أنبوبيا و18 أعين وأنياب يصل طولها لسنتمترين والتي يمكن رؤيتها بالعين المجردة قال هذا وهو يؤشر على عيناها.

ثم اكمل حديثه عقب التقاط أنفاسه

: وعلى الرغم كونها ليست عدوانية ألا أنها تصبح كذلك عندما تشعر أنها مهددة بشكل أو بأخر ورغم أن السم الذي تملكه في أنيابها يسبب ألم وتهيجاً وشعور بالصداع والتعرق والغثيان ، فهو ليس قاتلا بالنسبة للإنسان.

اكاني والفرح يملأ محيياه
: لم أكن أعرف هذا المعلومات عن هذهِ الحشرة ، أتمنى أن أمتلك في يوم ما بعض معلوماتك بروفيسور.

أجابه هيروشي بتشجيع
: سوف تكون كذلك ، إذا استمريت في الدراسة والاجتهاد.

بعد برهة صمت قطعها هيروشي قائلّا
: هل يمكنني أن أستعيرها منك ليومين فقط ؟

أعقب اكاني دون تردد
: بالتأكيد بروفيسور.

عقبها أفصح هيروشي مغيراً مجرى الحديث
: اكاني ماذا تتمنى أن تصبح عندما تكبر ؟

اكاني أجابه بانفعال
: بتأكيد عالماً مثلك، عالم إحياء.

ضحك البروفيسور من انفعاله الزائد ثم أستطرد
: بمَّ أنك طالب مجتهد سوف أخذك برحلة صغيرة معي، ما رأيك؟

تهلل وجه اكاني فرحاً ثم قال بغبطة
: بالتأكيد بروفيسور أنه لشرف لي.

سأل هيروشي مستفهما
: هل تعلم أين يقع منزلي؟

اكاني ببعض الخجل نطق
: نعم.

نهض هيروشي من مقعده قائلًا
: حسنا إذن، أريدك أن تأتي لزيارتي الأحد القادم.

أردف اكاني بوجه يتهلل فرحًا
: شكرا بروفيسور.

حمل هيروشي الصندوق ثم أسترسل
: أذن سأحتفظ بالحشرة إلى قدومك إلى منزلي .

اكاني تحدث بتلقائية
: كما تود يا بروفيسور.

بعدها غادر اكاني مكتب البروفيسور وابتسامة على وجهه لا تفارقه مما سمع ، وأخيراً سيذهب في رحلة مع البروفيسور الذي يحبهُ ويقدرهُ كثيرا، حتى أنهُ نسى موعده مع افيوليتا وبدأت الحصى الأخرى .

عقب انتهاء الدوام انهالت عليه افيوليتا بثرثرة بغضب ولكنهُ لم يهتم حيث أن ورائهُ رحلة رائعة في انتظاره .

___________________________________

ارائكم :

If you love the part please ❤&💭

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top