2

" ما كان حبا من النظرة الأولى بقدر ما كانت طمأنينة من الدرجة الأولى مثل أن ينظر المرء إلى شيء و يستريح به "

19 مارس 2022

لم أتصفح هاتفي طوال اليوم، حتى أنهيت كل واجباتي المدرسية، بما في ذلك البحث أكثر عن مصادر معلومات لمشروع التخرج خاصتي، و الأهم من ذلك أن مزاجي كان مناسبا لإعداد الطعام، أعددت طاجين الدجاج و الخضروات، و قد نال استحسان زميلتي في الغرفة بالسكن الجامعي، مما يعني أنني نجحت أخيرا بإعداد الطعام.
حملت هاتفي قبل الخلود للنوم، لتردني رسالة من زيد، تراسلنا طويلا حول فوبيا المستشفيات أو ما يسمى بنوزوكومى فوبيا، ثم قادنا الحديث إلى علم نفس الطفل أو بسيكولوجية الطفل، كان صوت قطرات المطر التي تسقط على النافذة تجلب النعاس، إلا أن صوت الرعد جعل نومي مهمة صعبة، و في مكان آخر كان زيد يعاني من الأرق بسبب اضطراره للمكوث بالمستشفى بعد سقوط المطر المفاجئ، إضافة إلى قلقه على الوضع الصحي لوالده.

كان مثقفا بحيث يمكن النقاش معه في أي مجال و ستجده يبدي رأيه بحماس و جدية في أي موضوع، عفوي، مهذب ولبق الحوار، منصت وليس مبتذلاً في التعبير.

23 مارس 2022

خرجت رفقة صديقتاي متجهة لأحد المقاهي لمناقشة المعلومات التي جمعناها عن مشروع التخرج، و للصدفة فقد كان زيد خلفي مباشرة، لحق بي ليلقي التحية، لكن شخصيتي الانطوائية لم تكن مستعدة لاستقباله في حياتي الواقعية، و أردت أن يظل في عالمي الافتراضي فحسب، كانت تفصلنا أقل من مترين عنه حين استقللنا سيارة أجرة و ابتعدنا. صوت ما بداخلي كان يردد بأنني قمت بتصرف غبي، و أقنعت نفسي بتبرير ما قمت به، فبررته، و قد كان متفهما جدا، إذ حكى لي عن بعض الصعوبات التي واجهها في مراحل من حياته، و التي أدت في فترة ما إلى فقدانه الثقة بنفسه، لكنه استرجعها حين أدرك بأنه أقوى مما يعتقد، و أنه قد تجاوز كل العقبات بمفرده، و حقق ما كان يطمح به. و رغم أنني دقيقة في انتقاء المحيطين بي، من أصدقاء و زوار لحياتي، إلا أن عقلي كان يردد بأنه بدون شك شخص لا يتكرر، لم أعرف سبب جزمي بذلك رغم أنني تعرفت عليه قبل بضعة أيام فحسب، ربما لأنني لم أشعر من قبل بتلك الرغبة الجامحة في التعرف على شخص ما، ليس معرفة طبقه المفضل فحسب لأنه أخبرني أنه الكسكس، أو معرفة لونه المفضل، الذي عرفت أنه الأزرق، و لا حتى هوايته لأنني سأكون غبية إن لم أفهم أنها كرة القدم بعد كل ما يشاركه على حسابه الأنستغرام من تعليقات على نتائج المباريات، لقد أردت التعرف عليه أكثر من ذلك، إنه ذلك الفضول الذي لا تبرير أو أسباب له. أو أن السبب هو كوني لم أنظر إلى عيني أحد بذلك العمق من قبل.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top