الدعوة العاشِرة.
-
|صباح اليوم التالى|
تقبَعُ على مِقعَد طاولتُها ببعضٍ مِن التوتُّر قد إحتوى قلبِها،ريثما تبحَث بعينيها عن أيّا مِن مارسلِن أو لوى بالأرجاء،لكِن لا أحدَ.
فقَط النادِل يأتى ويصُبّ لها النبيذ بين هُنيهةٍ و الأُخرى،مُعتذِراً عن عدَم معرفتهِ لإجابة سؤالها.
'أين لوى و مارسلِن؟'
سألت العديد مِنهُم و كانَت الإجابة مُماثِلة،لا أحدَ مِنهُم يعلَم أين هُما،حتّى الطعام يُعَدّ على يدّ مُساعدين لوى بالمطبَخ،ونادِلٌ آخرَ قام بخِدمة فايث.
بدىٰ المطعَم مُظلِماً بأنظارِها لتتنهَّد بكللٍ،قبلَ أن تضعَ بعض المالِ فوق الطاولةِ مُغادرةً إيّاه بعدما إلتقطَت معطفُها،لتسير بضجرٍ جِهة سيّارتُها الراقية.
ولجَت لها مُتنهِّدةً طويلاً،قبلَ أن تهُز رأسُها بخيبةٍ مُشغِّلةً المُحرِّك كى تقود عائِدةً أدراجُها للمنزِل.
أخرجَت هاتفُها عِندما إستمعَت لرنينهِ،لتضعَ سمّاعات الأُذنِ مُجييبةً:
"أجل روبيرتو؟"
"لقد علِمت أين هُما.."أجابها روبيرتو بعدما إنصاع لطلبِها بالبحثِ عنهُما طوال النهار،لتضغَط على المكابِح موقِفةً السيّارة.
"أين؟"تسائلَت بإكتراثٍ مُعدِّلةً سمّاعتُها برويّةٍ،قبلَ أن تسمعهُ يُجيبها بقولهِ:
"إنهُما بمشفى جِسر لندَن.."أغلقَت فايث الهاتِف فورما ختم روبيرتو حديثهُ،لتعود للقيادةِ بسُرعةٍ كبيرة جِهة المشفى،آمِلةً أن يكونا بخيرٍ فحَسب.
صفَّت سيّارتُها قُبالة المشفى بعدما ضغطَت على المكابِح بقوّةٍ لتُفسِد هدوء الطريق،ثُم ترجَّلَت مِنها صانِعةً خُطاها للداخِلِ بقلبٍ ينبُض بالقلقِ و الخوف.
"مارسلِن،أو لوى ويليام،أين أجِدهُما؟"سألت فتاة الإستقبالِ غير عالِمةً مَن هو الذى أُصاب بالفِعل.
"لحظة.."تمتمَت الفتاة لتومئ لها فايث،ريثما تبحَث عن أسماء كليهما بالحاسوب أمامها.
"لا يوجَد مارسلِن،يوجَد لوى ويليام بالعنايةِ المُركَّزة بالطابِق الثانى أقصى اليسار.."أطلعتها الفتاةِ لتتوسَّع عينيها قبلَ أن تُعاوِد السير سريعاً جِهة الدرَج،حتّى بدأت تركُض دون وعىٍ مِنها.
بحُكمِ كونها ذات جسدٍ رياضى فلَم تتأثَّر بالطابقين،وإستكملَت ركضها جِهة العِناية المُركَّزة،لتجِد مارسلِن يقبَع على الأرِض بملابِس نومهِ حافى القدمين،ريثما يُعانِق قدميهِ لصدرهِ و يضَع رأسهُ بينهُما.
"مارسلِن.."همسَت بصوتٍ قلقٍ كفيل ليسمعهُ،جاعِلةً مِنهُ يرفَع عينيهِ الجميلتان ذات الدموع،قبلَ أن يستقِم مِن مقبعهِ سريعاً مُحاوِطاً جسدها بعناقٍ أرادهُ منذُ الحادِث حتّى الأن.
"أنا خائِفٌ كثيراً فايث.."همسَ بضعفٍ مُشدِّداً على ظهرُها بقوّةٍ كىّ يُفرِغ ألمهِ،لتشعُر فايث بالدموعِ تتكتَّل بمُقلتيها،تارِكةً يدها تسبَح بين خُصلات مارسلِن السوداء الناعِمة بلُطفٍ.
"هو قوىٌّ،لا تخَف.."همسَت بِمَا تُريد أن يُقال لها بتِلك اللحظةِ،ريثما تستمِع لشهقات مارسلِن النابِتةِ عن حُزنهِ و خوفهِ.
تعلَّمَت دائِماً أن تُصبِحُ مُتماسِكةً لأجلِ مرضاها،وبحُكم أن العِناية المُركَّزة ليسَ أمامُها مقاعدٍ فقرَّرَت الجلوسِ على الأرضيّةِ برِفقة مارسلِن ريثما تُعانِق رأسهُ لصدرُها،مُستمِّرةً بالعبثِ بخُصلاتهِ.
كان قد هدأ قليلاً،ريثما يُغلِق عينيهِ مُصليّاً أن يُصبِح لوى بخيرٍ ولا يتركهُ،فهو منذُ ساعاتٍ قد إستيقَظ بقلقٍ راكِضاً بقدمين عاريتين ليذهَب للوى عِند منزلهِ كىّ يطمئِن لأنّهُ قد تأخَّر.
وعِندما ذهَب،علِمَ بِما حدَث،ومنذُ ذلِك الحين وهو جالِساً أمام الغُرفةِ يبكى.
"لَم يخرجوا حتّى الأن.."همسَ مارسلِن بوهنٍ لتُنزِل فايث يدُها و تُمرِّرها فوق ظهرهِ،مُعطِيةً إيّاه بعضاً مِن الدعم.
"قريباً،هُم فقَط يطمئِنّون على صحّتهِ.."طمأنتهُ بلُطفٍ ليومئ لها،قبلَ أن يتشبَّث بيدها الأُخرى مُحاوِلاً البقاء بخيرٍ.
"لقد تركتهُ سعيداً البارِحة،حقّاً..كانَت الإبتسامةِ ترتسِم فوق شفتيهِ بطريقةٍ إستحبّها قلبى،آمَل أن سعادتهُ تِلك تنعكِس على علاجهِ،ويُشفى.."صرَّحَت فايث بصوتٍ ضعيفٍ دوناً عن إرادتها،ليفرُك مارسلِن كفّها بلُطفٍ.
مرَّ دقائِقٌ واهِية لا يحدُث بِها شيئاً يُذكَر سوى أن كُلاهُما يُصلّى داخلهُ أن يُصبِح بخيرٍ.
فُتِح باب الغُرفةِ ليترجَّل الطبيب و تُرافقهُ المُمرِّضات تِباعاً بسريرٍ يحوى جسَد لوى الخامِد،لينتفِض كلاهُما مُستقيمان مِن موقِعهُما.
"أهو بخيرٍ؟"تسائَل مارسلِن مُطالِعاً جسدهِ المُتهالِك و تِلك الجروح الطفيفة بوجههِ،ليُشير لهُ الطبيب بتِباعهِ.
ذهبَت فايث جِهة لوى لتُمسِك بكفّهِ البارِد بلُطفٍ ريثما تُطالِع وجههِ النائِم بسلامٍ المُدثَّر بقِناع الأُكسچين،لتبدأ المُمرّضات بدفعِ السرير جِهة إحدى الغُرَف.
سارَت برفقتهُم فايث مُتمسِّكةً بيدهِ ريثما تُطالِع جسدهُ تارةً و الرواقِ تارةً أُخرى،حتّى دلفوا جميعاً للغُرفةِ لتترُك يدهُ عِندما أبعدوا السرير عنها.
"آنستى،رجاءً فلتتفضّلى للخارِج.."طلبَت المُمرِّضةِ بلُطفٍ مُشيرةً لفايث بالخروج.
"أنا صديقتهُ وطبيبةٌ نفسيّة،يُمكننى التحدُّث برفقتهِ حتّى يفِق،سيؤثِّر ذلِك إيجاباً عليهِ.."صرَّحَت فايث بلهفةٍ لتبتسِم المُمرِّضة جاعِلةً مِن الأمل يغزو قلب فايث.
"أنا أعلمُكِ جيّداً آنِسة فايث،لكِن صِدقاً هو بحاجةٍ للراحةِ الأن،لرُبما بِضع ساعاتٍ و يسمَح لكِ الطبيب بالدلوف.."صرَّحَت المُمرِّضةِ بنبرةٍ آسِفة،لتتنهَّد فايث بإيماءةِ صغيرة.
"سأُقبِّل جبهتهُ و أرحَل فحسبٍ.."أومأت لها المُمرِّضةِ مُبتعِدةً عن طريقها،لتُناظِر لوى الذى نُقِلَ للسرير الجديدِ ريثما المُمرِّضات يتأكدن مِن كُل شيئ.
إبتسمَت إبتسامةٍ صغيرة حزينة،قبلَ أن تنحنى مُبعِدةً غُرّتهِ اللطيفة بحنوٍ بالِغ،ومِن ثم تطبَع قُبلةً فوق جبهتهِ طويلاً و بعُمقٍ.
"كُن بخيرٍ لأجلى لو،لأجل مارس كذلِك.."همسَت بخفوت ثُم إبتسمَت مِن جديدٍ،قبلَ أن تبتعِد عنهُ مُترجِّلةً مِن الغُرفة.
زفرَت طويلاً مُعيدةً خُصلاتُها للخلفِ بعينينِ مُغلقتين بإرهاقٍ،قبلَ أن تتخِذ مجلِساً على أحد المقاعِد بجانِب الغُرفةِ.
رفعَت رأسُها لتلحَظ جسَد مارسلِن الذى يُشبِه المُشرّدين بملابسهِ و قدمهِ العارية،لترفَع يدها لهُ كىّ يلحظها و يأتى.
سار سريعاً جِهتُها بملامِحٍ مُتسائِلة لتُشير للغُرفةِ بجانِبها،مِمَّ جعلهُ يُلقى نظرةٌ مُتلهِّفةٌ عليهِ مِن خلف الزُجاج،واضِعاً يدهُ فوق الزُجاجِ برويّةٍ.
مارسلِن كعادتهِ حسّاسٌ جِدّاً،وبِما أن الأمر يخُصّ لوى الذى هو بمثابة عائِلتهِ فهو أصبَح أكثَر حساسيّةً و ألماً.
تنهَّد بحُزنٍ بادٍ على وجههِ،قبلَ أن يسير ذاهِباً جِهة فايث مُتخِذاً مجلِساً بجانبُها ليُحيط رأسهُ بكفّيهِ.
"ماذا أخبرك الطبيب؟"تسائلَت فايث بإكتراثٍ مُرسيةً كفّها فوق ظهرهِ،ليرفَع أنظارهِ لها مِن جديد.
"الأمر صعبٌ جِدّاً فايث،إن إستيقَظ ووجدَ ذاتهِ على ما هو عليهِ سيرغَب بالموتِ مُجدداً كالسابِق.."همسَ مارسلِن بألمٍ رافِعاً جسدهِ ليستنِد على المِقعد،مِمَّ جعلها تشعُر بالقلقِ ينمو مِن جديد.
رفعَت وجههِ عِندما كاد يُنزلهُ،قبلَ أن تهمِس راجِيةً:
"أخبرنى مارسلِن.."
-
فصل لزبزب السهرانة
وقفت ف حتة تجيب سُعال كلابى 😂😂😂
شوفتوا لولو تعبان:( قلبى:(
مش هاخد رأيكوا ف الدعوة عشان هى مش مهمة اوى هى بس كانت هتبقى طويلة اوى لو نزلتها بالاحداث اللي ف دماغى،ف خليت الاحداث للفصل الجاى.
بحبكوا❤️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top