الدعوة السادِسة.

-
عدَّل لوى مِن هندامهُ أمام المرآةِ و كأنّهُ يراه،ثُم صفَّف خُصلاتهِ بمِشطهِ الصغير مُعيداً إيّاه للخلف،لكِن كالعادة،غُرّتهُ قد سقطَت مُجدداً.

"لا فائِدة.."تمتَم لوى بإنزعاجٍ كونهُ يرى أن مظهرهِ بالغُرّةِ يبدو كالطِفل،لا يعلَم أن مظهرهُ يُصبِح أكثَر لطافةٍ بِها.

"هل أبدو جيّد المظهَر بلو؟"سأل كلبهِ مُلتفِتاً لهُ لينبَح بلو مِن أجلهِ،وكأنّهُ يُخبرهُ أنّهُ بمظهرهِ المُناسِب.

"شُكراً يا فتى.."قهقه لوى مُنحنِياً ليحملهُ رُغم كِبَرِ حجمهِ،ليبدأ بالسيرِ جِهة باب المنزِل.

"سنذهَب لها بلو،أحسِن التصرُّف ولا تقضِم الأثاث،ستُعاقَب.."حذّرهُ لوى ريثما يرتدى حذائهِ الرياضى،قبلَ أن يلتقِط طوقِ بلو واضِعاً إيّاه حول رقبتهِ.

"فلنرحَل.."همسَ مُستقيماً مِن مقبعهِ ليفتَح الباب،مِمَّ جعلَ بلو يسيرُ بسعادةٍ و يجذِبهُ خلفهِ.

"على مهلٍ بلو!"تحدَّث لوى جاذِباً زمام الطوقِ جِهتهِ ليهدأ بلو،ثُم يُعاوِد السيرِ برويّةٍ موجِّهاً لوى لحيثُ لا يعلَم.

"هى تسكُن على بُعدِ ثلاث تقاطُعاتٍ مِن شارعُنا،خُطوةٌ يمين عِند أوّل التقاطُع،خُطوتان للأمام ثُم طرقة فوق باب المنزِل و ستُصبِح أمامُنا.."حادَث بلو كعادتهِ خاتِماً حديثهُ بقهقهةٍ لينبَح بلو،جاعِلاً مِن لوى يبتسِم.

سارا قليلاً ليوقِفهُ لوى،قبل أن يستمِع لنُباح بلو على أحدهُم.

"توقَّف بلو! لا تُخيف أحدهُم.."نهرهُ لوى ببعض الحِدّةِ ليتوقَّف بإنصياعٍ،قبلَ أن يُعاوِد الحديث مُتسائِلاً:

"المعذِرة،على أىّ بُعدٍ يقَع التقاطُع الثالِث؟"سأل لوى الفتى المُتصنِّم الذو كان ينبُح عليهِ بلو توّاً،مِمَّ جعلَ الفتى يزدرِد لُعابهِ بخوفٍ.

"إنّهُ.. إنّهُ التقاطُع القادِم سيّدى.."أخبرهُ الفتى قبل أن يفِر هارِباً ليُحاوِلا بلو لحاقهِ،مِمَّ جعلَ لوى يجذبهُ مِن جديد.

"أنتَ فتىً سيئ بلو،لَن تتناولُ الكعك غداً.."عاتبهُ لوى لتنحفِض أُذنىّ بلو بحُزنٍ،قبل أن يُعاوِد السير مِن جديد.

"ها نحن.."همسَ لوى عِندما وصلَ للتقاطُع،ثُم إنعطفَ يميناً كما أملَت عليهِ.

"خُطوةٌ لليمين،ثُم خُطوتان للأمام،وطرقة.."تمتمَ مُتقدِّماً خُطوتان للأمام،ثُم تحسسَ الباب أمامهُ ليجِد أنّهُ قد وصلَ بالفِعل.

قرعَ الباب قرعةٌ واحِدةٌ كما أخبرتهُ،ليستمِع لخُطىً ثابِتة تسيرُ خلفَ الباب،قبلَ أن تفتَح لهُ الباب مُبتسِمةً.

"هىّ.."همسَت بلُطفٍ ليبتسِم لوى إبتسامتهُ اللطيفة.

"لقد أتيت.."صرَّح لوى ليُقهقِها سويّاً،قبلَ أن تجذِب يدهُ للدخول للمنزِل.

"أعتذِر،لَم أستطِع أن آتى دونهُ.."إعتذَر لوى عن وجود بلو خاصّتهِ،لتنفى هى برأسُها قائِلةً:

"إنّهُ كمنزلُك لوى!،إحضر بهِ مَن تشاء.."طمأنتهُ قبلَ أن يستمِع لها تُضيف:"تفضَّل للداخِل.."

إستمعَ لصوتِ نُباحٍ آخر بالمنزِل ليعى أنّها لديها كلباً مِثلهِ،مِمَّ جعلهِ يبتسِم داخِلياً على كونِها تُحِب تِلك الحيوانات الأليفة.

"بلو!،توقَّفِ،إنّهُ صديق.."نهرَت كلبتُها التى كانَت تنبَح على بلو خاصّة لوى،مِمَّ جعلَ لوى يرفَع حاجبيهِ بدهشة.

"تُدعى بلو؟"تسائلَ بتعجُّبٍ بادٍ على نبرتهِ لتومئ لهُ فايث مُصرِّحةً بمرحٍ:"أجل،بلو بلو.."

"هو يُدعى بلو كذلِك.."أشار لكلبهِ جاعِلاً مِنها تُقهقِه بصخبٍ،ولا إراديّاً قد قهقه برفقتُها لعذابةِ صوتِ قهقهتُها.

"بلو و بلو إذَن،فلنترُكهُما يتجالسان ريثما نحتسى الشاى،هيّا بلو!"أشارت عليهِ واضِعةً بلو خاصّتها بجانِب بلو خاصّة لوى،مِمَّ جعلهُما يُستنشًقان رائِحة بعضهُما،قبلَ أن يلعَق بلو خاصّة لوى وجه بلو الأُخرى.

"تعال.."همسَت فايث بإبتسامةٍ مُمسِكةً بكفّهِ ليشعُر لوى بالقشعريرة،لكِنّهُ إبتسمَ مُتخِذاً خُطاها كالمُرشِد لهُ،فهو يسيرُ بجذبُها لها.

أرسَت يدُها خلف ظهرهِ جاعِلةً مِنهُ يجلِس فوق المِقعد المُجاوِر للنافِذة،قبلَ أن تستأذِن مِنهُ بقولِها:

"سأُحضِر الشاى و آتى،خُذ راحتُك.."أومأ لها لوى مُبتسِماً،لترحَلُ جاعِلةً مِنهُ بتنهَّد طويلاً.

"ما بى كالأبله لا أنطِقُ حرفاً؟"تمتَم بإنزعاجٍ لصمتهِ،لكِنهُ بذات الوقتِ يعلَم أن صمتهِ هو دليلٌ قاطِع على أرادتهِ لسماعِ صوتِها طوال الوقتِ دون أىّ سببٍ يُذكَر.

أهو الحُب يفعَل ذلِك يا تُرى؟
أم أن عدمِ قُدرتهِ على الإبصار جعلَت مِن أحاسيسهِ عاشِقةٌ لتفاصيلُها أكثَر مِن اللازِم؟

'أُحبُّكِ حينما تضحكين،فيتراقصُ قلبى فرحاً لسماعُ ما أنا غافِلٌ عن رؤيةِ جمالهِ بأُمّ عينى'

إستمعَ لخُطاها الآتِية ليعتدِل بجلستهِ،قبلَ أن يشعُر بِها تضعَ الكوبينِ على الطاوِلة.

"تفضَّل لوى.."ناولتهُ كوبهِ بين يديهِ ليبتسِم لتفهُّمها،قبل أن يشعُر بِها تجلِس أمامهُ بجوار النافِذة.

"أأنتَ قليلُ الحديثِ بطبعُك؟،أم أننى فقَط أجعلَك تتوتَّر؟"تسائلَت فايث رُغم علمها بالإجابة،فلُغة جسدهِ تدُل على التوتُّر.

هو ليس إجتماعى،لكِن قلبهُ مُحِب.

"ليسَ كذلِك،الأمرُ هو أننى لَم أحظى بجلسةٍ مُنفرِدة برِفقةِ أحدهُم قبلاً سوى مارسلِن و بلو!"صارحها مُقهقِها قبلَ أن يرتشِف مِن كوبهِ،مِمَّ جعلها تبتسِم مُرتشِفةً مِن خاصّتُها.

"لا بأسَ بذلِك،فقَط تحدَّث عن ذاتُك و سأفعَل المِثل أيضاً،وكأنّنا نتعارفُ مِن جديد.."طمأنتهُ مُتحسِسةً كوبها الدافِئ،ليومئ لها قبلَ أن يتنهَّد.

"إنّهُ أمرٌ طويل،لديكِ مُتسَعٌ مِن الوقتِ لتستمعِ؟"
-
الفصل كان كبير اوى ف قسّمته علي دعوتين، تفتكروت أنزل التانية دلوقتى بردو؟ 😂
لو لقيت في شوية شراشيب كدة موجودين هنزلها 😂

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top