الدعوة الثالِثة عشَر.

-
"أنتَ بماذا تتحدَّث يا أنت!"حادثتهُ فايث بإنفعالٍ بادٍ على نبرتها،مُحاوِلةً إخفاض صوتِها و لاتنسى كونها بعيادة طبيب.

"لا تنسِ ذاتُكِ فايث!،لولاى لمَا أصبحتِ ما أنتِ عليهِ الأن،لكُنتِ تجمعين سنتاً خلف الآخر بشقاءٍ مِن عيادتكِ النتنة التى أيضاً كنتُ أنا السبب بجعلها بذلِك الشكل،بجعل المرضى يتوافدون عليها بشكلٍ ملحوظ.."غادرَت الحروف شفتا المُدير بطريقةٍ جعلَت فايث تشعُر بكَم هو شخصٌ حقيرٌ إستغلالىٌّ يسعى لمصلحتهِ الشخصيّة.

لطالما رأتهُ كذلِك.

"أنتَ تُحاوِل تذكيرى بشيئٍ أتذكّرهُ بالفِعل.."أردفَت بنبرةٍ بارِدة ليُقهقِه بالجِهة الأُخرى،جاعِلاً مِنها تتنفَّس الصعداء كىّ تُهدئ مِن روعِها.

"إنتهى النِقاش فايث،سيكون حديث الندوةِ و إنتهى!"عاودَ المُدير حديثهُ المؤلِم بالنسبةِ لفايث،جاعِلاً مِنها تسير ذِهاباً و إياباً.

"إسمَع،إن فعلت ذلِك سيظُن أننى كنتُ أقوم بإستغلالهِ و بحقّ الجحيم السابِع أنا لا أفعَل!،أنا أُحبّهُ ولَن أفعَل بهِ ذلِك،سيكون صعباً علىّ رؤيتهُ ينظُر لى بتِلك الطريقة التى تُخبرنى كَم أنا شخصٌ سيئ.."إنكسَرت نبرتُها مُزدرِدةً لُعابها بضعفٍ،فها هى مُعلّقةٌ بين خسارة حياتها المهنيّة و حبيبها.

"لقد أحزنتينى فايث،يالهُ مِن حُب.."سخرَ مِنها قبلَ أن يُردِف:"كُل ما تفوّهتى بهِ لا يُساوى كمّ الملايين التى سأجمعها بحديثُكِ عن طاهٍ غير مُبصرٍ بتِلك المهارة،وداعاً.."

أغلَقَ الهاتِف دون سماع حديثاً آخر،لتُبعِد فايث الهاتِف مِن أُذنِها و تضعهُ بحوذتها مِن جديدٍ دون ملامحٍ تُذكَر على تقاسيم وجهها.

عادَت لغُرفة الطبيب مِن جديد لتجِد لوى يقِف على قدميهِ مُستنِداً على عُكّازين مُناسِبين لجسدهِ القصير،ولوهلةٍ نسَت فايث حديث ذلِك اللعين و ركَّزَت على لوى الذى يبتسِم بسعادةٍ مُتحرِّكاً بأرجاء الغُرفةِ بواسِطة العُكّازين.

"وأخيراً لو!"قهقهَت عِندما إلتفتَ سريعاً جِهة صوتِها و عاد ليسير لها مِن جديد،قبلَ أن يقِف أمامها مُحرِّكاً قدميهِ بحركةٍ صغيرة.

"أننى أسير.."عقَّب بسعادةٍ لتُعانقهُ دون وعىٍ مُبتسِمةً إبتسامةٍ هادِئة،مِمَّ جعلهُ يدفِن رأسهُ بعُنقِها مُتنهِّداً.

"سعيدٌ لأجلُكَ لوى!،فلتأتى قريباً لإستشارةٍ و سأُهاتفُكَ قبلها.."حادثهُ الطبيب جالِساً على مقعدهِ مِن جديد،ليودّعانهِ مُترجِّلان مِن العيادة.

إستقلّا سيّارة فايث بعدما أعطَت للسائِق مفاتيح سيّارتها الأُخرى كىّ يعود بِها برِفقة الحارِس،لتبدأ بالقيادةِ ريثما لوى جالِساً بجانبها يستنِد برأسهِ على الزُجاج بعينين مُغلقتين.

ألقَت فايث نظرةٌ حزينةٌ عليهِ،قبلَ أن تتكثَّف الدموعِ بعينيها على ما هى مُقدِمةً على فعلهِ،لا تعلَم،لرُبما يسعَد و يُحطِّم كُل توقُّعاتها تماماً.

لكِنها تعلَم لوى جيّداً،ودون أن تدرى بدأت حبّات اللؤلؤ تهوى مِن عينيها لتتنهَّد كىّ لا يعلَم لوى أنّها تبكى،قبلَ أن تُشدِّد بقبضتها فوق عجلة القيادةِ مُعاوِدةً البُكاء بصمتٍ.

وصلَت قُبالة منزلُها لتُكفكِف دموعِها مُترجِّلةً مِن السيارة،قبلَ أن تذهَب جِهة لوى و تُساعدهُ بالنزول.

"فايث.."همسَ ريثما تقوم بمُناولتهِ العُكّازين،مِمَّ جعلها تُغلِق باب السيّارةِ مُجييبةً:

"أجل لو؟"

"عِندما ترغبين بالبُكاء لا تقومِ بإستغلال كونى أعمى و تبكين بأنينٍ غير واضِح،فأنا أشعُر،وأعلَم أنكِ كُنتِ تبكين منذُ ثوانٍ.."صدمها حديثهُ الذى ختمهِ بقُبلةٍ فوق رأسِها بلُطفٍ،لتُربِّت على ظهرهِ مُتوجِّهةً للمبنى.

"بالمرّة القادِمة إبكِ بعناقى و بلّلى قميصى كىّ أنزعهُ و أثير أنوثتكِ بجسدى الرياضى المُثير.."مازحها لوى رُغم فضولهِ كونهُ يودَّ أن يعلَم ماذا كان يُبكيها.

فتحَت الباب مُقهقِهةً بخفوتٍ ليدلُف لوى بعدها،قبلَ أن تُغلِق الباب مُحاصِرةً لوى بينها و بينهُ مُباغِتة.

"أتُحاولين خدشَ حيائى؟"تسائَل مُقهقِهاً بعدما أطلَق صراح العُكّازين ليسقُطا أرضاً و يستنِد على ذراعيها القريبان مِن خصرهِ بدلاً مِنهُما،مِمَّ جعلها تبتسِم إبتسامةٍ صغيرة،قبلَ أن تُقبّل ضفّة شفتيه قُبلةً لطيفة.

إبتعدَت بعد ثوانٍ مُسنِدةً جبينُها فوق خاصّتهِ،قبلَ أن تهمِس بنبرةٍ إحتواها الشغَف:

"أنتَ لى اليوم،والغدّ،وبقيّة العُمر لو.."
-
|يوم الندوة|

"إبقَ هُنا،لدىّ مُفاجأةٌ لَك.."همسَت فايث للوى الذى يجلِس على مقعدٍ خلف الكواليس،ليومئ لها بإبتسامةٍ جاعِلاً مِنها تُقبّلهُ فوق رأسه.

"أُحبُّك.."همسَت مُبتسِمةً إبتسامةٍ مُرهقة بدَت على ملامحُها كونها لَم تنَم الليلة الماضية جراء التفكير.

"أُحبُّكِ فايث خاصّتى.."أجابها قبلَ أن تستمِع لصوتِ المُقدِّم وهو يُنادى بإسمها،مِمَّ جعلها تسيرُ برويّةٍ للمسرَح،مُطلِقةً إبتسامتُها المُعتادة بعدما إستمعَت لتصفيق الحضور.

"لقد مرّ بعض الوقتِ منذُ آخِر لقاءٌ بيننا.."بدأت حديثُها ضامةً كفّيها سويّاً،قبلَ أن يهدأ التصفيق و تُعاوِد الحديث قائِلةً:

"اليوم حديثُنا سيكون خاصّاً للغاية،سيتمحوَر حول شخصٌ عزيزٌ جِدّاً على قلبى،ليسَ كأىّ شخصٍ قد دخلَ لحياتى فحسب.."

إبتسمَت مُلقيةً نظرةً على لوى،قبلَ أن تُعاوِد النظَر للحضور مُسترسِلةً:"أعتقِد أننى قدّ تحدّثتُ مُسبقاً عن كَم هو ماهِرٌ بِما يفعلهُ،وأننى أُعجبتُ بِمَا يُعدّهُ بيدٍ مُحبّة،لكِن لَم أُصرِّح قبلاً عن حُبّى لهُ بالعلَن.."بدَت الصدمةِ على وجوه البعض،والبعض الآخر ظلّ يتهامَس بشكلٍ ملحوظ.

"رحّبوا معى بحبيبى و أفضَل طاهٍ قد علِمتهُ يوماً،لويس ويليام توملِنسون.."صاحَت فايث قبلَ أن تستمِع لتصفيق الحضور الحار و الصفّارات التى إنطلقَت مِن أفواه بعضهُم،ريثما تُناظِر لوى الذى عقدَ حاجبيهِ بتعجُّبٍ و الحارِس يُساعدهُ على النهوض.

"تفضَّل لو.."شجّعتهُ رُغم قلبُها الذى ينبُض قلقاً مِن ملامحهُ التى لا تُبدى إن كان سعيدٌ بالأمر أم العكس.

وضعَ أحدهُم مِقعداً بجانِب فايث،ليبدأ لوى بالسيرِ جِهة المسرَح برِفقة الحارِس خوفاً مِن أن يتعرقَل،قبلَ أن يجلِس فوق المِقعَد مُطلِقاً إبتسامةٍ صغيرةٍ فوق ثغرهِ.

"أنتَ حقًّا وسيم!"صاحَت إحداهُم ليُقهقِه لوى ريثما فايث قلَّبَت عينيها دون أن يلحَظ أحداً،لكِن بعض الأملِ قدّ توغَّل بداخلها عِندما سمعت قهقهتهُ.

"عرِّف بنفسك لو.."همسَت فايث ليتحمحَم لوى بإحراجٍ،قبلَ أن يترُك عُكّازيهِ أرضاً قائِلاً:

"أُدعى لوى،بالعِقد العشرينى و شارفتُ على إنهاءهِ،أعمَلُ طاهٍ بمطعَم ويلمنجتون بحىّ كليركنويل،و عملى هو سبب إستمرارى بتِلك الحياه طوال السنوات الماضِية،هذا فقَط أعتقِد.."أنهى حديثهُ مُعاوِداً الإبتسام،لتبتسِم لهُ فايث قبلَ أن تنظُر للحضور مِن جديد.

كادَت أن تُعاوِد الحديث،لكِن قاطعها صياح أحدهُم مِن بعيدٍ،بنبرةٍ دبَّت بأوصالِها الرُعب:

"ما هذا!،طاهٍ أعمى!،أليسَ شيئاً مُشيناً للحديث عنهُ؟،ألا تخجَل مِن ذاتُك حتّى؟"
-
فصل للسهرانين اللي زىى
تظبيط مواعيد دروس ٣ ثانوى دة حاجة زالطين😂😂
المهم،الدعوة حلوة؟
فاضل كام فصل يمكن ٣ او ٤ مثلاً:(
هتوحشنى القصّة فعلاً.
بحبكوا❤️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top