« 17 »
↩ استغفر الله و أتوب إليه
____________________
|
|
” لا يوجد شيءٌ في الظلام.
أنت من تتخيلُّ ذلك “
____________
|🔛
و أثناء ذلكَ أبعد آليكساندر السماعة الأخرى ملامسًا خدها المحترق فقَالت
-- آليكساندر أنا لم أنم جيدا...
كلُّ جسدي يؤلمني ،لقد كنت تضربني في الحلم. --
لم يستطع التنفس لبرهة ، و عيناه قد توسّعت.
إلا أنها إستدارت للجهة الأخرى بعد أن عبسَت في وجهه لتغفو مجددا تحتَ صمته و عين مراقبته.
حيرته لم تدُم فالواضح أنها لا تعي ما تقول ،لذا لقطع الشكّ باليقين هو دنا منها و رفعَ شعرها عن وجهها للخلف حيث يرى جزئًا من وجهها ليس إلا.
يدُه زحفت ببطء على ذراعِ لباس نومها اللطيف ذاك يرفعهُ حتى ظهر ما كان يبحث عنهُ، تفحصه ببطء و مطولًا قد نظر له ثمّ رفع يده و بعيناه الذئبية عاينَ جلد ذراعه السمراء.
سبابته ضغطت مكانا معينا من مرفقه فتنهد.
لأنّ لا شيءَ آخر يفعلهُ الآن، قد بداَ ما خشَاه.
___________________
|
-- سيدي، سيد..--
تلعثم الطبيب المتعرّق حين دلفَ ،عيناه المتعبة و إرتجاف يدِه الناعمة يوحي مدى إرهاقه خلال اليومين المنصرمين..
و إذًا هو كانَ يخاطِب من أحضره لهذا المكان الذي يبدو له كجهنم و أجبرهُ على إعادة ترميم جسد الجنرال تشارلز المحتضر..
تشارلز والد لولا قد تعرّض لأشد تعذيب رفقة مجموعة معينة من أقرانه و كل ذلك حدث في قصرٍ محروس و مجهّز لذلك..
الفاعل لم يكُن كما هو متوقع ، عملاءَ الدولة التي شنت الحرب على هذه البلد الآمنة بل في الواقع هم ما ندعوهُ برأس الحيّة.
أي الدولة التي أشعلت فتيل هذه الحرب من الأساس ، وذلك ليس حبا في أي بلد بل حبًا في مصالحها..
و بالتحديد مصالح من يجلس على ذلك الكرسي متجاهلا وجود الطبيب، حتى أزعجهُ ندائه المكرّر فرفع رأسهُ لتتحركّ أوشام رقبته تباعًا..
بنيته القوية أعطته هالة مهيبة كالعادة أثناء سيره و إتكائه على المكتب بينما دخَان غليونِه يتشعّب في الهواء و يختفي..
إبتسمَ حذقا و تحدّث
-- هل أحضرت خبر موتكَ..
أم خبر حياتكَ؟ --
لم يخف الطبيب فهذا الكلام قد سمعه مرارا لذا إختصر المحادثة مجيبًا
-- إنه حي.. يحتاج راحة-- إبتسم ساخرا و أكمل :-- لكن لا أظنه سيحصل عليها هنا --
ملامح السيد ماتَت و عيناه أشهرت غضبًا
-- تعلَّم أن لا تطيل لسانكَ فقد يختطفهُ القط..
و في أسوأ حال سيكون القط أنا. --
إبتلع الطبيب رمقهُ مستسلما ثم راقب الآخر يعود للجلوس على مقعده فأجلى صوته
-- هل يمكنني العَودة لمنزلي
الآن سيد رون؟--
_________
|
في أغلب السيناريوهات..
كانت الشمس لتداعب جفون فتاةٍ حسناء نائمة معلنة عن نهاية نومها المريح و إستقبال صباح جديد..
لكن في حالة لولَا فإن ما حدث هو إنقطاعُ شخيرها الذي كان يداعب أنفها ليعلن عن بداية صحوتها..
يدها دخلت في أدغال شعرها المتشعبة و هي تهرش فروتها ببطء و تتثاءب مراقبة السقف.
السقف~
تلك الكواكب و الذرات ،و النوتات الموسيقية.
ذلك لم يكن أي حلم هي فعلا في غرفة آليكساندر تنعم بنوم هانيء.
و لكن أينَ صاحب الغرفة؟
أدارت رأسها ببطء كما يحدث في أفلام الرعب حين يتيبس جسد البطل ، لتتنهد براحة عندما لم تجد أحدا قربها.
ستار النافذة داكنُ اللون كان يمنع دخول الشَمس ، لا بد أن آليكسَاندر كيس نومٍ تماما مثلها.
بعد أن تثائبَت مجددا إستدارت للجهة الأخرى و يدها رفعت الغطاء عنها حتى وقعت عيناها على جسده فغادرتها شهقة متفاجأة.
يدها إرتخت حين إرتدت و قلبها إنفجر بسبب وضعيته.
هو كان عار الصدر كما خرج بالأمس و عيناه تُظهر بعض التعب ،إلا أنه كان ينظر لها بحدة ولا شيء غيرها أثناء جلستِهِ العريضة على الأريكة الصغيرة.
تلعثمت قليلاً قبل أن تسأله:-- هل..
هل بقيتَ هنا طيلة الليل؟
هل نمت؟--
مرّت دقيقة من الصمت بينهما ،هي تنتظر إجابته و لغة عيونه و جسده لا تترجم حرفا.
حتى قاطَع ذلك بوقوفه المفاجئ بعد أن أخذ جُلّ ما احتيَاجه من وقت..
-- و هل تدعين أحدًا ينام؟
غادري غرفتِي..
حالا!--
كلمته الأخيرة كانت قاسية بعض الشيء، بل كثير الشيء.
لولا فقط فرّقت شفتيها محتارة لأمره لكنّها تداركت طردَهُ لها فصرّحت بشبه غضب
-- أنت من طلبت ذلك، كنت رافضةً
لكنكَ عنيد، لا تدعوني لغرفتك ثمّ تطردني
بل توقف عن التصرّف بهذا التناقض!--
صرخت مبتعدة عن السرير و هو تظاهر بعدم سماعهَا و لا رؤيةِ عيناها التي تتجنبان جسدهُ و خداها المحمرتين.
حتى سمع تعنيفها لباب غرفتهِ أثناء خروجها كالإعصار.
________________________
|
-- صباحُكِ خيرا حبيبةَ أخي. --
هتفَ إريك من مكانه بفرحٍ مبالغ فيه عندمَا دلفت لولَا لقاعة الطعام فقلبت عيناهَا كما أعادت الكرسي للخلف لكي تجلس قائلة:-- بل قل أرملة أخي،
يكُن أفضل..--
رمت قطعَة من السكر المكعب في فمها و أضافت
-- إنه ميتٌ لا محالة. --
ضحك جوليان عليها و تسآل
:-- ماذا حدث ياترى؟
ألم يكُن جيدًا؟--
ضربة من مرفقِ مون كانت إجابته و نعتُها له بالمنحرف تلاه دخولُ آليكساندر ليهدأ الجو المزدحم.
هو عاينَ لولا ثم جلس بعيدا عنها كالعادة،
و لكن أبعد.
عيون الجميع تتظاهر بعدم تتبعهما خاصة إريك الذي يبدو كمعجبٍ ظريف و مزعج في آن واحد.
دقائق و قاطع وجبتهم رنين هاتفٍ ما.
تأكدت لولا من جيبهَا بملل ،لكنها غُصّت بالعصير عندما قرأت الإسم على الشاشة
-- أمي!--
همست ثم أسرعت ركضًا خارج المكان و إريك بالفعل إنتبهَ للمعان عيناها.
وضع آليكساندر ما بيدِه متبادلا نظرة مع كلوثار الذي يبدو عليه القلق ثم لحق بها.
هناك حيثُ وجدها..
كانت تتكأ على الحائط في الرواق ، لم تبتعد كثيرا فهي لم تصبر حتى تقبلَ المكالمة وحين فعلت..
أقول ، حين فعلت..
و تسرّب صوت والدتها كغيثٍ على مسامعها ،
هي فقدت الشعور إلا من شيء واحد..
رغبة عارمة في البكاء و حضنٍ كبير و دافئ يحويها أثناء ذلك.
-- أمي.. أمي هل تسمعينني..
لا
تقصدين.. حسنا و ماذا عَن الآن؟
أفضَل؟--
ضحكاتها المختلطة بشهقات ضعيفة كانت موجعة لآليكساندر الذي يقف على مقربةٍ.
-- إشتقت لكِ ، و لأبي كثيرا.
كيف حالُ ليندا؟
أمي أنا لا أسمعكِ بوضوح.. --
التمسك بخيطٍ وهمي كإتصال هاتفي متقطّع ما بين قلبين قتلهما الشوق...
هذا ما إبتسم آليكسَاندر عليه تهكّما عندما دارَت الفكرة في عقله.
-- ماذا تعنين؟ أحذر
أحذرُ من ماذا؟
أمي هذا ليس وقت توصياتكِ أنا مشتاقة لمحادثتكِ..
أينَ أبي؟--
هذا السؤالُ جعل شادنجيَّ الشعر يقترب منها أكثر ، إن أجابت أمها عن إختفاء والدها فلن يكون الأمر هينََا عليها.
و إن كذبت...
ملامحُ لولا تصنّمت لوهلة ثم صاحت مجددا شاهقةً :-- لا لا..
أمي ؟ أمي.. لا تتركيني الآن.
آلو.. لعنهم الرّب،
اللعنة على هذهِ الحرب. --
قد لوحت بالهاتف بإنفعال ثم راحت تبعد خصلاتها الحمراء عن وجهها بعنف لكي لا تتبلل بدموعها.
حين سمعت خطواته السريعة أدارت وجهها لكنها بالفعل كانت تتوسطُّ صدره..
هو قد دفنها هناك ،يد خلف رأسها و الأخرى تحبس كتفيها و ذراعيها، جلفًا ومندفعًا.
لوهلة قد شعرت بالإختناق..
أنفاسا و إهتمامًا
حتى بدى الأمر منامًا..
أرخى ذراعهُ قليلا حينما سمع أقوى شهقاتها و البلل على قميصِه أعطاه تلك الإشارة.
هي لم تتمسك به كما يجب لكنها أخرجت كل ما بجعبتها من كلام و آهات.
-- لم أشبع، لم أشبع من صوتـها بعد..
كان متقطّعًا، هذا غشٌ.
هي.. لم تكمِل ،أريد الإطمئنان على أبي. --
لم يقاطعها آليكسَاندر و لا بزفير حتى إلى أنْ إنتهت بعد بضع دقائق و حين تأكد من ذلك هو قال بينما لا تزال لولا حبيسة صدره.
-- سأترككِ الآن و لن تفكّري بالذي فكرتِ به وأنتِ بين ذراعي..
حين يمتص الإلكترون طاقة يغادر مداره فيستقر..
فقط فكّري لما سبعة مدارات إلكترونية وسبع سماوات؟--
أفلتها في نهاية جملته تقريبًا ما سمح لها برؤية ما خلّفته على خطّ ترقوته الأسمر حتى سكَن الجو حولهما.
-- هل يُمكنكَ أن لا تخبر...
هي لم تكمل فقد قاطعها بجدية
:-- سنتصرّف كأن هذا لم يكُن.--
و هكذا كان..
قد سار بطريقه مبتعِدًا لكنها لم تمانع حتما ، هي ستحتاج أن يتصرف معها أكبر عدو لضعفها كأنه لم يشاهده.
و هكذا فكّرت لولا مجددا كما طلب منها
لماذا سبعة مدارات إلكترونية و سبع سماوات ؟
مرارا و مرارا طيلة اليوم و بالفعل تمسكت بهذا كي لا تفكر بشيء آخر كصوتِ أمها الخائف مثلا.
_________________________
___________
بعد أيام:
على ميعادِها حافظت..
و ها هي لولا تسيرُ ناحية مقهى سالومون بإبتسامة متوازنة..
لكن حين قابلت وجهه البشوش إنقلبت الموازين لتغدو مشرقة الثغر بتلك الأسنان القصيرة خاصتها..
ركضت آخر خطوتين بينما تضع يديها في جيوب سترتها البنية كرائحة المكان..
ذلك حين إحتضن سالومون ظهرها بيده يدعوها للتقدم بعد أن رحّب بها، و حين جلست مقابلا له على الطاولة حان وقتُ الأسئلة.
-- إذًا مباشرةً و دون تملقات...
ماذا حدث معكِ و لما كنت منزعجة حين
حادثتكِ على الهاتف؟--
أخذت لولا نفسًا طويلًا ترمق المكان شاردة قليلا ثم حطّت عيناها أخيرا على وجهه الجاد فقلبت عيناها.
-- لا داعي لإعطائي هذا الوجه..
سأخبرُك. --
إرتشفَت من القهوة التي وضعتها "مثالية الساقين" كما يدعوها إريك وبعدَ أن نظرت للولا مطولًا غادرت.
و هنا رفعَت لولا رأسها و قالت:-- لقد أتيت لأخبرك أصلًا..--
كتّف ذراعيه لصدره:-- و إذا،هاتِ--
-- ما حدثَ هو أن أمي وأخيرا إتصلت بي..
تخيّل أنها إستطاعت رصد بعض الشبكة اللعينة
و حادثتني. --
-- ولكن لولا،
هذا رائع! من المفترض أنكِ تحتفلين بكوب شوكولا ساخنة وأفلام كوميدية لراحة البال هذه. --
-- هذا هو الأمر يا سالومون..
أنا لستُ مرتاحة البَال بعد إتصالها، صوتها كان مرتجفًا، كما أن جُلّ حديثنا إبتلعته الأقمار الصناعية في الفضاء. --
تنهّد هو مفكرًا ليشاركها كوب القهوة ، رشفتين و أعادهُ قربها وهي لم تمانع.
-- حسنا ربما هي قلقَة عليكِ..
أو عن تأخرهم في المجيء، هذا طبيعي. --
-- طبيعيٌ جدا ،لكن 'الليسَ طبيعيا' هو أن يختفي صوتها عندما أسألها عن أبي ثم تشهق وينقطع الإتصال..
أنا لستُ غبية سالومون ، هناك شيء ما يحصُل لقد كانت تحذرني مرارا. --
لولا كانت تصرخ فعليا أثناءَ حديثها غير منتبهة أن الجميع ينظر إليهما لكن صديقها فعل فراح يمسك يديها و يهدّأ من روعها رويدا..
-- حسنا إهدئي لولا، يكفي لقد فهمت.
إستمعي لي الآن..--
سكنَت واستحالَ صياحهَا صمتا، سالومون قال بأكثر نبراته صدقًا..
-- أنتِ خائفة،هذا طبيعي..
عندما يختلقُ رأسنا تلك الأفكار المرعبة نغدو خائفين..
تلك الأفكار موجودَة فقط في عقلك هل فهمتِ؟
ما فعلتهُ أمك مبرر ،ربما لم تشهق حتى أنت من تخيلتِ ذلك حين إنقطع الإتصال.--
همهمت له و لكنها بدأت سؤالا آخر فأوقفها متداركًا
-- لا يوجد شيء بالظلمة ،أنتِ من تتخيلين.
تذكّري ذلك.
و الآن حاولِي التفكيرَ بشيء إيجابي حول أهلك حبَّا بالله؟--
ضحكت أخيرا ثم تذكّرت :-- و ماذا عن شقيقَتك؟--
-- آه تلك..
إستطعتُ مكالمتها مرّتين ،كانت بخير لكنّ الأوضاع هناك تزداد سوءا وأوراقها تأخرت. --
أومئت متفهمة و ربّتت على يده كمساندة له ولما يمرُّ به وصلّت لأجل أخته فشكرها..
هو يبدو متماسكًا أكثر منها.
يبدو..
-- هل هناكَ شيء آخر لولا؟--
سأل سالومون حين لاحظَ شرودها المتكرر أثناء حديثهمَا فخدشت هي حاجبها الأيمن مما أدى لإحداث فوضى فيه.
-- لا شيء..
الأمر فقط شعوري بأنني أُستنزَف من كل شيء يتفاقم..
أظن أنّ موضوعَ والداي أثّر علي جدا. --
إستقامَ سالومون بإبتسامة و إنحنى واضعا إبهامه على حاجبها..
حرّكه هناك ببطء ليعدّل ما أحدثته فأغمضت عينها.
-- حين يحدثُ ذلك ،تعالي للرائع سالومون ليملأك طاقةً مجددا.--
قهقهت لولا عليه و هو يدّعي الغرور أمامها ثم تذكّرت أمرًا
”حين يمتص الإلكترون طاقة يغادر مداره فيستقر“
هل كانَ آليكسَاندر يعني أنه مدارهَا؟
_____________________
|
سيارةُ كلوثار توقفت قريبا من المقهى و لولا لوّحت لسالومون مودّعة.
نظرات الرجلين قد أضحكتها كثيرًا فيبدو أن لقائهما الأول قد جعل كلاهما يمقُت الآخر لحدٍ ظاهر.
عندما تحرّكت السيارة بإتجاه نادي الجومباز ،كانت الشمس مخفية خلفَ بعض الغيوم و الجو رطبًا قليلًا و مناسبًا لرحلة في مدينة الملاهي.
بعد تجاوزِ الشوارع الضيقة و الطريق الكبير تباعا ،كانا قد وصلَا في وقتٍ لا يُذكر.
ترجلا من السيارة ناحية الباب
-- لدي عملٌ لاحقًا و قد أخبرت آليكس..
لا تعودي بمفردكِ سيبعث أحدا لجلبك.--
زفرت لولا بضيقٍ ، حذرهم هذا أصبح خانقًا..
في الكلية يخنقها إريك و مون، و إن طلبت الخروج كما في الصباح يوصلها كلوثار أو جوليان نظَرا لأن إريك قد حطّم سيارتَه قرب أحد الحانات..
لا لم يكُن مخمورًا بل تم طردهُ لتغزله بسيقان حبيبة المالك ، وهو لم يغادر إلا بعد أن إنتقم..
بسيارته كالأبله.
آليكسَاندر الوحيد الذي لم تعُد تلقاه في الأرجاء ، في الواقع هي لم تعد تراه إلا عندما يذهبون للجامعة أو على مائدة الطعام التي لم يعُد يجلس عليها إلا في الفطور.
-- عليكم مراجعة طبيب..
كلُّ هذا أصبح يصيبني بالغثيان و أنا حقا أشعر بالتعب دونما شَيء. --
إحتدّ حاجبي كلوثار عندما إستدار لها أثناء سيرهِما ،قد لا يبدو عليه لكنه ماهرٌ في التقاط التغيرات وإذًا يمكنه بسهولة ملاحظة ذلك.
لولا بالفعل لم تكُن بحال جيد في اليومين السابقين ،و لا آليكساندر حيث أنه غدى أكثر انعزالاً وتزمتا.
هو يعلم أن آليكسَاندر يفكّر بحادثة إساي السابقة ، وحسبَ ما فهمه من بعد ليلة مبيتها هناك..
فإن كلاهما يحاولُ تجنب الآخر.
لو حدث شيءٌ بينهما كان آليكسَاندر ليُخبره، بل الجميع قد يعلمُ بذلك.
إذا هناكَ أمر آخر ،و لا يعرفهُ إلا آليكساندر.
-- أنا أعلمُ أنك تمُرِّين بوقت صعب..
لكن عليكِ التفهّم ،كل هذا فقط للوقاية لا أكثر.--
--أنا سئمتُ التفهم، لا أريدُ تفهّم أحد
حسنًا؟
لقد وصلنَا، يمكنكَ الذهاب لعملك و أخبِر ذلك الأحمق أنني سأعُود بمفردي و سأشتري زجاجة شراب في طريقي اللعِين. --
بعد أن لفتَت إنتباه البعض بالفعل ،أمسكت يدَ كلوثار تصافحُه و تهزها مرارا و الغضب بادٍ عليها ما جعلهُ يقهقه قليلا عندما دخلت المبنى الضَخم.
تنهدّ عندما إنتهت نوبة الضحكِ تلك ثم أعاد شعره الأسود للخلف وحملَ الهاتف من جيبهِ حثيثًا.
-- مرحبًا آليكس..
نعم أوصلتُها، آهٍ،
لكن أظنُّ أن فتاتكَ متمرّدة أيها القائد. --
إنفجرَ كلوثار فكهًا ردّة فعل الآخر فقد أصبحَ يصرخ مثلها تماما نافيا ما إدعاه.
قرّب الهاتف مجددا نابسًا:-- على كلٍ هي لن تخضعَ لأحد.
أقترحُ أن تأتي بنفسك و تتوقفا عن الهرب من حضورِ بعضكُما بحق السَماء.
أنتُما تتصرّفان كالأطفال المتخاصمين. --
أغلقَ كلوثار الخطَّ بعد أن أصدر صوت فرقعة مستفزة لآليكساندر المُستفزّ أصلا.
عندما عاد لسيارتِه أخرج سيجارة من الدرج ثم رما العلبة خارِجا فقد كانت الأخيرة..
أخذ بضعَ أنفاس و أغمض عيناه متذكِرًا من كان يدعوها ”فَتَاتهْ“.
همَس مخاطبا طيفها بين جفناه،
-- فليرحمكِ الربُّ عزيزتي. --
ثم بكى قهرًا و ذكرى.
_________________________
|
كانت الحصة المُتعبة في ساعتها الأخيرة ،و رغم ذلك عزمت الأستاذة على أن تقدّم كل راقصة جومباز عرضًا منفردا لبعض الحركات المعينة.
تذمّرت الطالبات كثيرًا إلا لولا و قلة من الفتيات اللواتي يتفجّرن طاقة حتى بعد كل ذلك.
صفّقت الأستاذة بظهرٍ ممدود و صرخت
-- حسنا هيا كفاكنَّ تذمّرا..
من أراد العلى سهر الليالي ،ماذا كنتنّ لتفعلن لو كانت فعلا مسابقة حقيقية وهناك من يقيّم أدائكن؟--
إحدى الفتيات أجابت بحنق:-- لكننا لسنَا بمسابقة.--
أرجحَت الأستاذة رأسها بيأسٍ
--آه لا أصدق الفتيات.
لو كان هناك...
صمتَت حين وقع نظرها على آليكسَاندر الذي قد فتحَ الباب لتبتسمَ ماكرة الفكر والطليعة.
-- فتى وسيم..-- أكملَت ثم إقتربت منه
-- بماذا أساعدكَ سيد إلاغون؟--
إبتسمَ هو شريدَ الحشد فقد كان يعاينُ لولا التي قلبت عيناها لرؤيتهِ لاعنة كلوثار بينَ الأسنان.
-- مساءُ الخير سيدة بيرهالز، كيف حالكِ؟
لقد ظننت أن نهاية الحصَة قد فاتتني و إحداهنّ قد هربت..--
الأستاذة فهمت مقصِده بالطبع فهي تعرفه و تعلمُ أنه يقوم بتوصيل لولا لكنها همهمت فحسب و قالت
-- أنا بخير و لكنني متعبة، تعلمْ،أنا لم أعد الشابة الواعدة زميلَة الراقصة ماريسا.
إذا..
ما رأيكَ أن تساعدني قليلا
عزيزي آليكس. --
___________________________
________________
___
كَتْ،
مساء النور و كيفكم.
أتمنى عوضت التأخر ببارت يعجبكم؟
الشخصيات صارت كثيرة أتمنَى أن لا تضيعُوا، و إن حدَث فأنا هنا لإنتشالكم ♡️
.
كونوا بخير و اشوفكم بتحديث الجاي ↩
⚜
My lover got hummer, she's the giggles at a funeral ~
⚜
Song /Take me to church✔
💜
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top