« 15:[كَوشم مُتأصّلٍ] »

الحمد للّه و لا إله إلا الله

_____________

|

__________________________

•• الفَصل الثالث: كوشمٍ متأَصّلٍ ••

_________________________

|

________________________

〖️صَبو: إ. ص، معناه ما أصبو إليه ، يستعمَل في الرواية كنظير وظلّ ورفيق. 〗️

|

____________________________

|🔛

أحدّثكم عن ما قد شَاع قديما ، عن قريةٍ في أرضٍ خصبة ذليلة لجبل أولمب العظيم.

شعبُها كان له من القوّة ما يحَاكي الخيال ، وعلى قدر قوتهم خشتهم القرى الأخرى و تناقلت حولهم القصص و الحكايا.

و أشهرها تلك التي تتحدث عن أصلِهم.

رجالهم كانُوا شديدي البنية و نسائهن شديدات الفطنة.
و كلما زاد ذلك ظهرت أوشامٌ على أبدانِهم المصقولة كتماثِيل إغريقية.

وكل شيء كان بخَير حتى قرّر كبيرهم تحدي الآلهة معجبا بقوتهِ و جبروته.

لكنّهُ جلب العار عندَما خرّ ساقطًا كريشة مع أول صعقات زيوس الرعدِية..

و مع ذلك العَار ، هو جلب غضبَ بعض الآلهة عليهم.

و إعجابَ الأخرين ، فعُزِم في ذلك الشأن أن ينزلوا عليهم عقوبةٍ ملتوية الهدف، ظاهِرها بدى كجائزة فهم صاروا أسيادًا و هذا كالشرف.

لكّن باطنها أن جعلوا لهم نقطة ضعف.

لم تكن بهم نخرات توهِن قوتهم  كهذه من قبل.

و أبنَاءُ قابيل كما شاع ، جُرّدوا من علاماتهم حتى يُبلغ الشرط الموضوع
و يتولوا ما كُلّفوا به فأمرهم مسموع.

لكن كل ذلك أسطُورة بالطبع.

_____________________________

____________

___

--  إلى أين بهذه الهمّة؟ --

قاطع آليكساندر و بغضُ التهكم على وجهه، ذراعه خلف ظهرهِ بينما ينحني قليلا مستفسرًا عن لولا التي كانَت عازمة على الخروج.
ليس وحدها فهي تنتظر مون و هكَذا وقعت بمشكلة..
أقصد ”آليكساندر تاسيان“..

رغمَ ذلك هي تخصرت و أجابته بثقَة تناسب مظهرهَا و أحمر شفاهها القانِ.

-- إلى المحلّات... مع مون. -- راقبت تعابيرَه لتكمِل مستعطفة إياه
-- لن نتأخر.. كما تعلم.--

لكن ملامحه لم تلين بل كانت تزدادُ جلفًا لذا هي تأوهّت كأنها تذكرت شيئا :-- يمكنك المجيء إن رغبت. -- إقترحَت لكنّه أبى و أشار لفوق كعلامة على نهاية الحديث.

بالطبع ما كانت لولا لتستسلمَ هكذا ، لذا هي هدَجت للأمام بدل العودة للخلف و صاحت و هي تقطع الرواق.

-- سأخرج ، يعني سأخرج..
لستَ مسؤولا عني لتتحكّم بي. --

إبتسَم آليكساندر ، فهي فعلت ما أراد تماما


-- نسيتِ القاعدة الأولى آنسة دوايت..
خالفيني و دعينِي أستمتع. --

خطّ شفتِه ختم كلامَه أما لولا فقد توقفت و إستدارت ترمُقه بإستفزاز أثناء إقترابه منها..

-- لكنك بالفعلِ خالفتني من قبل
صحيح؟ --

-- لا لم أفعل..--

هي إبتلعَت رمقها و قد تزامنت جملتُه مع نزول مون التي تجمّدت مكانها كما يحدث في أفلام الكرتون.

-- لا يهم الآن.. -- اردف ما جعل الفتاتين تتعجّبان.

-- ماذا ؟--لولا سألت بعيون ظريفة ليتنهّد هو واضعا يده على خصره قرب الحزام.

-- هناك مجموعة من ظُروف الدعوات لم يتم إغلاقها بعد تخص حفلا سنقيمه
بعد عودَة والدي. --


-- لكن لم يخبرني أحدٌ بذلك آليكس؟--أضافت مون فأومأ لها

-- إنني أخبركما الآن..
تفضلا لإغلاقها إذا. --

إنتحبت الفتاتين لكنه يقف بالمرصاد ،حاولت مون الهرب  فأمسك ياقة قميصها يجرّها للداخل.

|

-- كيف سنفعَل ذلك؟ --

همست لولا لمون بعد أن وضع آليكساندر كيسًا أسودا باهتا يحوي ظروفَ دعوات تتضمن كل منها قصاصة قصيرة.

لون الظرف كان مشابها للكيس لكنّه أكثرَ لمعَانا.

تنهدت مون و توجّهت بنفس السؤال لآليكساندر الذي إستلقى على الأريكة و شغّل التلفاز بملامح تستفز إحداهن؛ حسنا كلاهما ، فهو يتعمد ذلك.

هو لوّح بيده بإهمال و أجاب الشقراء
:-- إستعملن رُؤوسكنّ ، إنه بديهي. --

إشتعلت لولا غضبا و راحت تضرب الأرض بقدميها لكن مون ترجّتها ان تهدأ ثم جلستا على الأرضية.

حملت مون أول ظرف و مرّرت لسانها على طرفه و أغلقته  فتبعتها لولا بملامح باكية.

لكن صديقتها إقتربت منها هامسَة :-- سننتقم منه لا تقلقي..
سأحرص على وضع كيس سكر كامل في قهوته و كعكه و حسائه و حتى عيناه كي يتأدّب. --

ضحكت لولا بشرّ و قد راقتها الفكرة .
راقتها جدا حتى راحت تتخيّل منظره و هو يتقيأ من كمية السكر كما حدث في صغرهمَا.

إستغرقت الفتاتين فترةََ من الزمن ،و قد قارب وقت الغروب عندَما مدّدت لولا ذراعيها بتعبٍ ليصدر ظهرها صوتًا، ولم تكن حال مون أفضل.

لسانيهما كانا جافين لذا شعرت مون بحرقة طفيفة فيه حين تكلّمت

-- لقد إنتهينا،هتلر. --

ضحِك آليكساندر و إرتفع عن مكانه يرتشفُ من قارورة مياهه الرياضية ،ثم عاين الظروف و نظر لمون التي تتذمر بشأن لسانها

-- يجب أن تشكرنا هذا عملٌ بدوام جزئي.
لا أستطيعُ الشعور بلسَاني، والأمر مؤلم. --

همهم آليكساندر ثم إنتقل لِشكوى لولا
-- أنا لن أحادثكَ حتى..

لعَابي أغلى من ذلك!--

قهقه قليلا و أخذ أحد الظروف من الكيس حيثُ تبقت ستة ذات أطراف مقطوعة ، فلم تكترث الفتاتين لإغلاقها أصلا.

وضعَ إصبعه على المكان الذي كانتا تبلّلانه و إنتزع ورقة رقيقة منه ببطء لتجفل المشاهدتين.

وجهُ لولا إحتقن بالغضب و صرخت
-- أتمازحني الآن..
لا حقا أنتَ فعلا تمزح، لقد سألناك لما لم تُجب؟
ما الداعِ لهذه الحركة المزعجَة؟
إن لساني ملتهبٌ بسببك و بسبب أفعالك الغريبة..
و لكن هل حتى تدركُ ذلك ،لا أظن فأنتَ مشغول بإصدار الأوامر أربعَة وعشرين ساعة على سبعة أيام لعين...

هي لم تكمِل بسبب فوهة القارورة التي أودعَت لفمها ، آليكساندر كان يرفع أحد حاجبيه و يرمقها فحسب و تلك المياهُ تنساب من شفتيها.

-- كان عليكِ أن لا تكذبي علي و أن لا تُفكّري بذلك،
ربما لو إستعملتُما عقليكما مثلما فعلتما حين تسلّلتما من المنزل قبل الحَفل لكان أفضل..--

أنزل القارورة من فمها لتبتلعِ هي ما تبقى بجوفها وقد إزدادَ إحمرار وجنتيها.

مون كانت تقهقه على مناوشتهما متناسية أن ذلك الأحمق قد خدعها.

-- هذه كانت عقوبة مخففَة للكذب علي.
علّها تنظّف لسانيكما من هذا الإثم. --

-- هل تحسبُ نفسك إلَهًا ما؟--

ردّت لولا بثقة ليقابلها بإبتسامته الخبيثة مجيبا.

-- أنا آليكساندر إلاغون، و هذا كافٍ. --

هو وضعَ القارورة في فمه بعد ذلك مرتشِفًا منهَا ثمّ رماها للولا و إستدار

-- و ماذا عنّي ؟ --

هتفَت مون و تأوهت بسبب ذلك الألم ليسخر هو

-- جوليان سيكون مسرورا بالتعامل مع ذلك بنفسه عزيزتي. --

خرجَ بعد تعليقه لتشتم مون ، أما لولا فسارعت بشرب المياه بعد إرتفاع حرارة وجنتيها الخانقة

في الواقع تفكيرُها أدى بها لذلك.

_______________________________

_________________

___

ضوءٌ خافت ، ثغر صامت..
كان كلوثار يعلّمُ أحدهم كيف يتخلّص من ألم بطنه و ذلك بضربِها حتى تتوقف أعضائك عن الشعور.

لكن ذلك قانوني بالطبع ، فهذَا نادي للمصارعة و كونَ كلوثار إلاغون من  أفضلُ المدرّبين في مدينة..
كان لهؤلاء المتدربين شرفٌ في الإنكسار تحتَ يده.

و أخيرًا إنتهت الجولة و صوت هاتف كلوثار قد صدح لذا هو سار تحت انظار الجميع ناحيته ، حمله ليقرأ إسم المتصل فيغادر القاعة حاملا حقيبته على عجلٍ.

-- آسفٌ للتأخر، ما جديدُك؟ --

قال ما إن وضعَ الهاتف الأبيض على أذنه ليأتيه الرد من الطرف الثاني.

-- إنه لا يتعَاون معنا، لا أريدُ قتله لكن..
هو بالفعل يحتضر ،سننتقل لأسلوب آخر لو فعل. --

-- لا يمكنك تركهُ يموت فحسب؟ --
سأل كلوثار و غضبُه مكتوم، فأجابَه الآخر بنفس النبرة الهادئة

-- الرّب من يختَار لا أنا..
و إذا... هل من تطورات؟ --

على كلوثار المجاراة ،لذا هو ركِب سيارتَه يشغّل المحرّك و أجابَ سُؤلَ الآخر..

-- هل وصلكَ خبر الصيّاد؟
و ما يكيدُه المغَالِتيرو؟ --

-- لستُ نائمًا على أذناي،
لكنّ بعض التفاصيل تنقُصني..
و على كلٍ لن أغيّر القرار.. --

-- هو أيضا عنيد ، يحاول الإبتعاد دوما.
و يخلق حاجزًا كلما إقترب متناسيًا أنه كالوَشم على جسَده، لا يزول. --

قهقه المُستمع على كلمات كلوثار ، ثمّ أغلق الخطّ متنهدا براحة..

صوتُ الأنين بجانبِه جعله يلتفت لصاحبه ،بينما يراقب الطبيب المرتجف الذي يحاول قدر الإمكان جعل الرجل المحتضِر يعيش أطول

-- يفضّل لكَ أن تعتني بحياتك..
تعرف كيف ذلك همم؟--

أمره بنبرٍ صاقعٍ، دون أدنى لفتة شفقة لكلايهما و ذلك الطبيب الفتيّ أومأ هلعًا و آخر ما رأته عيناه هو الأوشام بصدر من خاطبه قبل أن يغادِر ما لا يجب أن يسمى غرفة حتى.

________________________

__________

___

الحادية عشرة  مسَاءا و تسعة و ثلاثون دقيقة.

تناول كلٌ منهم عشائهُ في غرفته ، مون و جوليان فقط من حظيا بطاولَة يمكن تذكّرها ،أما إريك فهو مشغول بمحادثةٍ النادلة من مقهى سالومون على الهاتف.

يدهُ على معدتِه و قدماه تتأرجحان أثناء إستلقاه ، في الواقع عيناه و نصف تركيزِه على فيلم ما بالتلفاز.
فإن لم تتكلم "صاحبة الساقين المثاليّتان " عن موعد أو عنه فهو لن يهتم.

زفرت لولا بعد نزُولها للأسفل، المنزل كان هادئا و هذا لا يروقها البتّة...

بحثت حتى وجدت إريك على الأريكة فإقتربت بقليل من تردّد.

-- إريك، يا.. أنتْ؟--

همهم هو لها و أبعد الهاتف :-- ماذا؟ ماذا هناك
ألا يُمكنني التحدّث بالهاتف على إنفراد؟--

قلبت عيناها بسببِ نبرته الجادة ، كأن الأمر سينطلي عليها.

-- إريك كل من بالمنزل سمعُوا تغزّلك بساقيها فلا أظن أن هذا مهم الآن. --

لعن إريك و أغلق الخط مباشرة ، صحيح أن النادلة رنّت عليه مجددا لكنه هذه المرة إنتزعَ الشريحة فهو يكره ذلك.

-- أصلا كنت أشعرُ بالملل منها..
إذا ماذا تريدين ؟ --

عبست لولا مفكّرةً ثم قالت والخجل فيها طفيف و الأمر أن أذن إريك هي التي إحمرت

-- أشعر بالملل كذلك.. كثيرًا.. نعَم بأكبر قدرٍ تفكر به. --

إنتحبت مرتمية جنبه على الأريكة ليقهقه ثم يفرقع بأصابعه

-- هذا سهلٌ علاجُه! --

_____________

إريك على الأرضية و خلفه الأريكة التي يستلقي عليها كلوثار شقيقه الأكبر ببذلته الرياضية الفضفاضة.

جوليان قُرب مون على درجة صغيرة و قد إلتحفا بغطاء رمادي باهت ، منظرهما كان دافئًا جدا و يد جوليان على كتِفها تقربها منه.

أما لولا فقد قابلت إريك سيد الحلول السريعَة على الأرضية كذلك و بطانية حليبية تدلّت على كتفيهَا بإهمال ،فقط تحاول تدفئة يداها الباردتين أبديا.

آليكساندر مستلقي على الاريكة الأبعد و التي تخوّله النظر للجدار الزجاجي و الحديقة بشكل شامل حيث ضوء القمر توسّط السماء و هيمنَ على الردهة خافتة الإضاءة.

-- سنلعب تحدي أو حقيقة ولكن بطريقة مختلفة. --
قال إريك بزهوٍ يليق به ليلتفت له الجميع بما فيهم آليكساندر المستلقي على الأريكة بغطرسة تليق به هو أيضا، وقبل أن يسأل أحد أجاب إريك عن كل الأسئلة.

— من تقعُ به القرعة سيختَار من يتحداه
أو يسأله كذلك.. —

صفّقت مون ليومأ الباقون برضى، فكم من مرة لعبنا تلك اللعبة و غيرها الكثير؟

جديا لما لا نغيّر القواعد و نتحرر.

--و إذا؟ أين القارورَة التي سنُديرها أو ما شابه؟--

سألت لولا تلتفتُ بينهم حتى سمعت ما يشبه الـ "هاي" صادرة عن جهة أحمر الشَعر لتستدير له ثم ترفع يدها كرد فعل لإمساك ما رماه لها..

فتحت كفها عن ذلك الشيء الصلب لتجدَ أنها قلادته المعدنية التي تشبه خاصة الجيش.

تحدث إريك موضحا :— آها سنرميها كعملة في السماء، الكتابة للحَقيقة و الرمز للتحدي إبدئي أولا لُـو. —

رفعَت هي بندقيّتاها ناحيته و سألت
ولكن كيفَ سأختار؟ هذا مربك. —

— هذا سهل..
قاطع جوليان ليأخذ القلادة من يدها ويرميها في الهواء ثم يمسكها و يتلقى الرمز

إريك أنتَ تحدّاني. —

صاح ليبتسم الآخر و يردف متكأ بذراعه على طرف الأريكة

— قبّل مون كأنك كسرت سيارة كلوثار و قد
إكتشف أمركَ. —

قلب كلوثار عيناه في مهدهما حين أنهى إريك جملته وقد صرخت مون حنقة: --ليسَ أمامهم...—

لكن جوليان طبّق التحدي متخيلا أنه سيموت على يدي كلوثار بعد دقائق،
يجب أن يودّعها.

قهقه إريك على شكل لولا وهي تشيحِ بصرها بعد تورّد وجنتيها لتقابلها عيونٌ أخرى تجعل الأسود سيد المنظر بعد أن كان كل شيء أحمر بالحب.

ولكن من وضع هذا القانون السخيف؟
من قال أن لونَ الحب هو الأحمر...

ربما لأن لوحة خجل الأنثى تصطبغ به.

ولكن ماذا عن الأسود والقرمزّي بين طياته؟
أم أن هذا 'دراكوليٌّ ' جدا؟

ربما.

— آهغ لا أصدق أنني وافقت على لعب هذه اللعبة مع زمرَة المنحرفين هذه. — تذمّرت مون بالأخير لكن جوليان تجاهلَ ذلك و أكمل تعليم تلميذته المؤقتة "لولا".

أرأيتِ لولا، عليكِ أن تختاري الشخصَ حسب ميولاته. —

صاحت لولا في مون لتقهقه الأخرى معتذرة عن جمعها مع "المنحرفين" ثم تأخذ القلادة من يد جوليان الهائمِ في ملامحها.
حين رمتها كانت الكتابة من نصيبها فقالت:
— لولا أنتِ إسأليني.. —

همهمت الأخرى تفكّر ثم شبكت ذراعيها فوق ركبتيها المثنيتين تحتَ البطانية.

— كيف علمتِ أنك وقعت بحبّ
هذا الأرعن؟—

—هاي يا فتاة! —

صرخَ جوليان بعد أن إستعاد وعيه ليسخرَ الكل من شكله الغبي و تظهر إبتسامة عذبة على فاه كلوثار و مون لذلك.

— حسنا...
سأجيبكِ و لن أجيبك. —

—ماذا؟—

— إليكِ الأمر، لولا ماذا تعرفينَ عن النصف الآخر؟—

عيون الجميع إرتكزَت على الفتاتين بينما أغمض أحدُهم مقلتيه.

— تقصدين الشخص المقدّر لكل إنسان أن يحبه، يتآلفان معا و يتشاركان نفس الإهتمامات والإمتعاضَات...--

كأنهما خُلقا لبعضهما البعض. —أضاف جوليان على ما قالَته.

— توأمُ الروح، صبوٌ به الخير والشر. —
أكملَ كلوثار لتهزّ لولا رأسها وقد فهمت ما ترنو له مون إلا أن آخر تعليقٍ قد جعل أحمر الشعر يشخر ساخرا وقد إنفرجَت عيناه

— لا وجودَ لهذه الأشياء. —

—حاذري حروفكِ تنكربل. -- 
قال إريك عاقِدا ذراعيه نحو صدره ثم يرتجفُ لصوت لولا العالي.

مـــاذا؟—

—ماذا؟--

قلّدها لتنظرَ هي لآليكساندر الذي أعاد ببرودٍ كذلك مثلهما—ماذا؟—

أخفضَت هي عيناها ثم أسهَبت:
—هذا كان غريبا؟
إعتَدت..
لنُكمل اللعبَة فحسب. —

رمَت مون القلادة لإريك لكنه رماها مجددا ناحية كلوثار فيصوّبها الأكبر نحو الهواء و يكون الرمز من نصيبه.

— جوليان أنت. —

أردف متصلبًا فآليكس خيار لا يمكن التكهّن بحركاته ومون ستطلب منه أمرا ممتعا وهو يمقتُ ذلك..
لولا مزعجة كأخيه، وإريك، حسنا هو فقَط إريك وهذا كاف.

— حبيبي يا لوثا.. —
حنانه بدى مزيفََا حين قال ليضع الآخر يده على وجهه متنهدا على أمر جوليان.

يمنعُ عليك الرفض وإلا سيسوء التحدي أكثر..
أنتَ سترافق إريك غدا لملهى وستجعلُ والدكما الشجاع فخورًا. —

—ما اللعنة؟—
تمتمت لولا لكن أحدهم قد إلتقطَ ذلك أو لنقل أنهما إثنان أحدهما ضحك و الآخر شفنتها نظراته في بنت ثانية.

— ماذا سيسوءُ أكثر من هذا أيها
اللعين فارغ الرأس. —
رفع له جوليان حاجبيه بإستفزاز ليتنهد الأكبر مستسلما للأمر..
هذا سيكون بابا من أبواب الجحيم إن لم يقفله غدا كرجل.

و أخيرا رما كلوثار القلادة ناحية أخيه الأصغر و مدّ عنقه منتظرا النتيجة.

— آليكس أنتَ تحداني. —
هتفَ إريك ببساطة.

— أتحداك أن تُعلنَ عن توقف الأسئلة..
سنتحدى فقط. —

—سهل كالعادة! حسنا جميعا بصفتي رئيسَ هذه الجلسة وبموجب سلطتي عليكُم.

لم يكمل إريك بسبب نقرة لوثا على رأسه العشبي ،تأوه و زمّ ثغره لضحكات الآخرين...

هو بعدها رما القلادة قرب قدمي لولا.
وضعَت يدها عليها ترفعها ،تتحسّس الرمز الغريب ثم تديرها لتلحظَ أن الكتابة بلغة أخرى..
—إختارِ من يتحداكِ يا معتوهة
فلقد أوقفنا الأسئلة. —

— إريك من رماها.
لا يهم، أنا أعلم دعني أفكّر. —

أجابت جوليان بملامح ساخطة.
من تختار مثلا،
شعور مريح لتلكَ (سهلٌ كالعادة) التي قالها إريك فهي تظل أفضل من (زمرة المنحرفين) التي قالتها مون.

— آليكساندر. —

عزمَت قرارها بما جعل الكل يجفل لوهلة،
هل قام جيري بإختيار طوم للتو؟

حتى طوم نفسه إرتعشَت فرائسه لسماع إسمه أول مرة يخرُّ من سُلافها.

أغلقَ على شفتيه الرطبتين بقبلة وراحَ ينظر للجدار الزجاجي حيث ضياءُ القمر يروي بتريّث سمرَ الليل.

إبتسامة مشفّرة حطّت على شفتيه عندما عاد من هناك بعد حرق أعصاب المتحمسين لعراكٍ جديد ربما.
مشاحنة صغيرَة حتى.

قطعة راب جديدة من لولا وألحان شتوية مبهمَة من كتاب الأسرار أمامها..

إلا أن أفواههم سقطَت حرفيا لما نجم عنه..

___________________________

_____________

___

مرحبا

وش رايكم بالتحديث؟

احسو سامج :(

مدري شي لوحيد لعاجبني هو لبداية حقت الاسطورة و مدري شو...

💜.



Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top