« 08 »

[أذكُر اللّٰه يذكُرك]

________

|

سأكونُ مُرشدَك ، مضيِّعُك ، و حاميك
D
|

____________

🔛|

قلَبت لُولَا عيناها ضجرًا ما إِن توقّفت السيارة..

كانت بها حماسة لوَضع أوّل خُطواتها داخل صرحِ كُليَّتها ذاتِ المستوى المرموق لكنّ وجود آليكساندر الغير مخَططٍ له أزعجها.

حتَى مُون التي إلتحَقت بمقعدٍ قربها لمْ تغيّر شيئًا في الجوِّ الغريب داخل ناقلتهم السوداء عصرية التصميم.

آليكسَاندر أدار المفتاح رويدًا ليودعَهُ لجيْب سروالِه بحركَةٍ سريعة محتَرفة..

لا يشعر لاسعُ اللسان والرأي بالندم لمَا قالَه لهَا أمسهما فما يبدُو هو أنهَا لم تَفهم من قصْدِهِ شيئا يُذكَر و ذلك بادٍ على أدقِّ تفاصيلها..

الجميع ترجّل من السيارة بعده، و ما إن فعلوا حتى إلتفت معظم الطلبة المتبعثرين في الساحة الخارجيّة للجامعة و التي رُكِنت السيارات الأخرى على الأطراف المحددة بها.

الأشجار التي زرعت للتزيين قد قُلمت أطرافها بعناية دالّة على حُسن تدبير مديرها و عامليها كما أُعجبت لولا الجديدة هنا بتصميم الأبنية التي تحيط بها.

و لم تمنع نفسها من البَحث عن إسمِ كُلّيتها بينَها لكن العيون الموجهة ناحيتهم جعلَت حاجبيها يقترنانِ و توترها يزداد..

استغربَت هكذا فعل فإستدارت تنظرُ للباقيين الذين يظهر عليهم الهدوءُ جليًا.

بدأوا بالسير و مون أمسكت يد صديقتها برويّةٍ بعد إفلات ذراع جوليان..

— هيا لنذهَب لُـو و نصيحَة: لا تبالي
لنظَراتهم البلهاء. —

لولا رمقتهُم فوق كتفها مرة أخيرَة ثمّ تتَّبعت البقية حيث تقدّمهم آليكساندر بمشيته غرُورة الكتفين و التي تجعلُ خصلاته الحمراء تتطاير تباعًا.

لولا لم تمنَع نفسها من النظر له كل فينة، لا يمكن دحضُ الفضول الذي يولّده حوله.

كان هناك باب زجَاجيٌ ضخم يكشف عن ردهة عجَّت بالطلاب و توسطها درجٌ واسع..

قام إريك بفتحِ الدفّتين الزجاجيّتين للباب يضجُّ بصوتَه قدرَ ما يصل مسامع الجميع.

— سيّداتي،آنساتِي، و الفتيان الراغبين بهنَّ
أرجو أن تتركوا تذاكرَكُم نحو الجحيم لخمس دقائق و تستمعُوا لقريبي.
كما تعلمُون هو ليس ودودَا مثلي. —

إبتسم في آخر كلامه ليبتعد خطوةً تقدّمها آليكساندر يجحدهُ النظر تزامنا و دخول مون و جوليان و لولا أخيرا

تلك المتوترة أراحت كتفيها عند رؤية الجميع ينظر لآليكساندر يتوسطُ الردهة، شعرت أن ذلك مكانه، المركز، والجميع حوله مُستمِعٌ.

لكنها سريعًا بدأت تلاوة صلواتها بأن يعفوها من أي حرجٍ ينوي عليه عندما قرأت إسم كُليتها الذي وُضِع بأحرف غليظة في لوحةٍ مستطيلة مرتبطة بالسقف...

[ كلية الفنون ]

إستدار لها متريثا عندما تجمهرت العيون عليها ، ثم و دون أي سببٍ

إبتسمَ آليكساندر بصورةٍ مألوفة لذاكرتها ، و قبل أن تنساب خلفَ أفكارها هو سيطرَ على حواسها حين قال

— أعرّفكم جميعا على صديقَة العائلة..—

عاد بخطوات قليلة للخلف يَبسُط كفّهُ نحوها بإبتسامته المُرضِية و المريضة في آنٍ..

مون همسَت لها

—تقدّمي.. هيا.
هناك هدفٌ لكل هذا.—

لولا ناظرتها فاغرة الوعي فتلجأ الأخرى لدفع خصرها خفيةً.

عيناها حُبِست في مداره مجددا و بسبب ذلك الموقف المرسوم بدقة،

صارعت لولا لتضع يدَها بيده كما يرغب

كانت ثابتة..
عكسها تماما.

كفُّها الباردة أرسلت قشعريرةً لذراعه وصولا لجسَده، كهرباء حية.

ثمَّ قَرّبها منه أكثر جاعلا من الموقف مثاليا لقياساتِ عقلهِ،
و قال بصوتٍ ليس له

— لولا دوايت..
و التي لن أرغَبَ بسماع أحاديثكم التافهة على لسانها أو في عقلها اليَانع.

نظراتهم تباينت بينَ المستهجنة و المسلَّمة للأمر و غيرها لا تبالي حتى..

آليكساندر جحدهم بعيناه مرة أخيرة و دون تهاونٍ أفلتَ اليد التي لم تُكمل إستمداد
دفئها بعد.

أشاحت بنظرها عنه بعد ذلك ليغادرَ هو المكان و تعلو همسات و أحاديث مختلطة بين الموجودين...

مون إقتربت من الساكنَة و ربّتت على كتفها.

— إنه يبتغي حمايتَك.—

إبتلعتَ لولا رمقها وما تودُّ قوله حقا و نظرت لمون غير مصدّقة ما روَته على مسامعها

كيف لها أن تصدّق هذا الهراء؟

و لكنها لا تعلمُ شيئا،فلتلتمس لها الأعذار.
ليلا نهارا على خطئهَا هذا.

لولا تنهدت و حسرَتُها ذبحَت جدار حلقهَا، وجَدت منبت صوتها فردّت عليها

— عن أي حماية تتحدّثين؟ هو قد أفسد فُرصي لإكتساب أصدقاء و أنتِ تجعلينه يبدو كفارسٍ أسطوري. —

مون كادت تقول شيئا لكنّ الأخرى قاطعَتها وغضبها يتفاقمُ..

— في المرة القادمة لا تخطّطوا لشيء بشأني حسنا؟ خصُوصا هو.
يمكنني تدبُّر أمري ، صديقكِ قد أفسد أول
يومٍ لي للتو. —

كمن يستيقظُ من غفوته مغشيا ثم يتناثر الواقع أمامه ليصحُو هي فكّرت و كان غَضبها ظاهرا للعيان..

سارت بطريقها و تعمّدَت أن تلوّح للثنائي متهكمة.

تيبّست مون لوهلة و قبل أن تلحقَ بها جوليان أمسك ذراعها ممانعا

— دعيهَا حبي ، لقد تأخر الوقت.
إلحقي آليكس لمحاضرتكِ..—

ولكنّها لا تعرفُ أحدا أو قاعة..—

— لا بأس ،إريك سيتكفَّل بالأمر. —

تنهدت مون بهدوءٍ بينما جوليان أشار لإريك الذي قد ترأس مجموعَة من الفتيات و الفتيان  منذ قليل..

صاحبُ الإبتسامة الساحرة إريك أرسل له قبلة لا داعي لها فيمثِّل جوليان أنه سيتقيّأ ثم يضع ذراعه على كتف حبيبته و يذهب في طريقه ملوحا باصبعٍ واحد.

إريك ضحكَ صخبا ثم أبعد يد
إحداهن مستئذنا.

— عذرا يا رفاق و لكِن لدي ما أقُوم به، عكسكُم بالطبع. —

بعضهم تذمّر لرغبتهم بمعرفة المزيد عن
الوافدة الجديدة لكنه حطّم ذلك.

ثبت حقيبته على كتفه و يدهُ عدّلت الخصلات المتقدمة لشعره اللازوردي قبل أن يلحق بلولا ليوصلها إلى قاعةِ دراستها كما أوصاه ذلك الأسمر.

________________

|

— هل لحِقها إريك؟—

كان ذلك صوتُ آليكساندر الذي رفَع رأسهُ عندما إنتَبهَ لجلوسِ مون القريب..

هي تنهّدت تومأ له برأسٍ مثقل ثم أردفت

— لقد كانت غاضبَة جدًا آليكس..
كان يجدُر بك إخبارها بما كنت
ستفعَله تتحدثان وتتفقان بينكما. —

وضعَ هاتفه الذي كان يعبثُ به على الطاولة قاتمة الخشب و إبتسمَ قائلا

— ما رأيُك أن أعرضَ عليها الزواج أيضا؟—

الأخرى ضحكَت على ملامحه الجادة حين قولِ النكات،
هذا ما يُضحِكُ أكثر بها.

—بربّك! أنا لم أقصد شبه هذا حتى.. —

هتفَت مون و آليكساندر سألَها مباشرة

— و الآن أخبريني ما خَطبكِ؟—

— أنا؟ —

قالت شدهةً تسلّقت حواجبها جبينها  فأومأ يؤكّد سُؤله ويبتسم لتحادثه

— حسنا إنّه فقط..—

قضمت شفتها تفكّر بصيغة جيّدة تطرحُ بها الأمر،
لحظاتٍ و أردفت

— لقَد أخبرني جوليان عن الشّره..
قال أنه هو نفسُه؟—

تنهد آليكساندر.
كان يعلمُ أن الأمر له علاقة بذلك.

— سيكون كل شيء على ما يرام..
علينا الحَذر فقط.—

— آه، آليكس أنتَ تعلم أننا نفعَل لكنّه يجد ثغرة.
على كلٍ أريد أن أسألك شيئا منذُ أن
علمتُ بأمر لولا. —

هي مهّدت لسُؤال آخر ليقهقه آليكساندر و يوافق

— كيفَ إستطعتَ فِعلَ ذلك؟
لقد كُنت... صغيرا..—

— أنا لم أَكن صغيرا يَومًا. —

________________

|

ودّعت لولا إريك بنبرةٍ لا تتخلى عن طعم الغضب، لكن لا تستسيغه..

كان يحاولُ أن يجعلها تتفهمُ ما قامُوا به و أن لهم أسباب لكنها لم ترضخ.

شعرت أنهم إستغفلوها و هي لهَا  مبادئ خاصة في ذلك..

القاعَةُ التي دلفتها لم تَكن بالإكتظاظ المتوقع و ما ساعدَ ذلك أنها لا تحوي صفوفا من الطاولات  بل عدة كراسٍ مشكّلة لنصف مربع و أمام كل كرسي طاولة صغيرة و لوح.

إنها قاعة الرسم و فن التشكيل فهذه المادة مساعدة في تخصُّصها و من المفترض أنها سهلة.

بعض النظرات حطّت على لولا ثم إنشغلت بدخول الأستاذِ الأربعيني ليبدأ الدرس فإتخذت مكانا سريعًا محاولة التركيز جيّدا لإستدراك ما قد فاتها.

هناك مثلٌ يقول ما لا يقتلك يجعلكَ أقوى..

و هكذا هي، ستحرصُ على تذكّرِ كلمات آليكساندر جيدا بحيثُ سيكونُ هدفها إثبات أنه مخطئ بشأنها بعد أن تنجحَ في كلّ ما تسعى له.

_

مرّت سويعاتٌ قبلَ أن تنتهي حصص لولا الصباحية لهذا اليوم..

لديها محاضرةٌ غيرُ مهمة في المساء لكّنها عازمة على إستئنافها كذلك.

مدّت ذراعيها عند مغادرتها القاعة وراحت تنظرُ في الأرجاء بعين جديدةً تماما..

القليل من الثنائيات والمجموعات تتسامرُ أثناء سيرها بإتجاه قاعاتهم لذا هي شعرَت بالتوتر في ما هو الوحدة وسط الجمع..

لكنّها ثبتت حقيبتها و مهّدت طريقها ناحية الساحة الكبيرة لعلّها تلتقي مون كما قالت صباحا.

لا تزال منزعجةً منها لكنها تشعُر بالوحشةِ وسط الغرباء فجأة.

جالت بنظرها في الأرجاء لتعود خائبة الوفاض و تستدير ناحية حديقةٍ صغيرة من الأشجار و المقاعد.

أخذت هاتفها لتبعث رسالةً نصية لمون:

< أنا في حديقةٍ قرب الساحة
أين أنتِ؟>

إنتظرت قليلا بينما تتمشّى حتى وصلها إشعار رسالة من مون و قد ردّت

< أنا في قلبك

  سأكون بطريقي إليكِ.>

— غبية.. —

لولا قالت بعد ضحكةٍ هادئة ثم وضعت الهاتف في جيب حقيبتها الخلفي.

رفعَت رأسها ليفاجئها الجسدُ الذي اعترضَ طريقها بإبتسامة مريبة، يرافقه رَجلين آخرين

— صباحٌ جميل. —

الأقربُ منها قال بصوتٍ ساخر..
كانت كل هالته ومن معه لا تُريح عيون لولا لذا هي نظرت حولها حيثُ لا أحد سوى الأشجار العالية والمسافة المُنذرة.

— هل أعرفُك يا سيد؟—

قالت تشبُك ذراعيها لصدرها..

إبتسم الغريب أكثر مداعبا شحمة أُذنه و قد لفت شعره الحريري الأسود و بشرته المُصفرّة إنتباه لولا.

إساي..– عرّف نفسه بإسم آسيوي كملامحه.

ثم بادر بخطوة أخرى ناحيتها وعندما لم تتزحزحُ هو مدح..

— و شجَاعة أيضا..
أليس هذا الشيءَ الأظرف؟—

سأل ليهمهمَ صديقاه متناقضي الحجم..
أحدهما كان أقصَر ذو أكتاف عريضة ووجه مثالي الملامح كأنه تمثالٌ مصقول.

و الآخر أطولُ مع عيون ناعسةٍ و بعض الخدوشِ و الندبات قلّصت من وسامتهِ ذات الطابِعِ العربي بإمتياز..

لولا دَحرَجت عيناها و زفرت تعبَة

— ليس لدي وقتٌ لمشهدِ المراهقين
المتنمرين هذا. —

و قبل أن تلتفت عائدةً مصفرُّ البشرة فاجأها بشدِّه على يدها.

إستنشق الهواء بقوّةٍ عندما دفعته لولا مرارا ملامحها حانقَة و خوفُها مستترٍ

— دعني أيها المختَل..
ما مشكلتكَ؟ هل جُننت؟—

ابتسمَ أشسع مع كل كلمة بزقتها فيه، رفعَ يدها أعلى وهتف بلهفَة مرعبة.

— لدينا رائحةٌ مألوفة هنا يا رفاق. —

الأخران ضحكَا و لولا لم تكترِث لما قاله بل راحت تصرخُ لعل أحدهم يُنجدها من زمرة المُختلين هذه بعد أن يأسَت من تزحزح يده الصلبة.

لكنه ترك يدها ليثبّتَ ذقنها أخيرًا وينظُر في عيناها بحدقيتيه الميتة من أي شعور إنساني.

— أنظرِي إلي جيدا وإحفظِي وجهي عزيزتي.--

كلماتهُ الباردة قوطعت بصوتٍ آخر

— سيُشَوّهُ وجهك هذا
إن لم تدعها تذهب. —

لولا جفلت للصوتِ الأنثوي المهيب خلفها وفي لحظة هي عضّت يده وركضت تباعده، التحقت بمون التي وقفت بجسارة وعداءٍ في وجوههم.

— قطّةٌ شرسة... ألستِ كذلك؟—

هو ربّت على مكان العضة ملحنًا جملته تلك ثم قبّلها لتشعر الفتاتين بالغثيان..

مرّ وقتٌ طويل منذ أن رأيتُك
meine Monalisa.. —

الأقصرُ بينهم قال بصوت ثخنٍ بارد، ملامحه سامة وذكراه قشعرَت بدنها، رغبتها بالغثيان
تزداد داخلها فبزقت على  الأرض أمامه وأسقطت عليه حجرَ كلامها.

— يا لك من مريض مقزّزٍ نيكولاي!—

— آه كم كبرتي الآن،
و أصبحتِ قابلة للـ...—

صَمت باترا جملته ليمرّر إصبعه على زاوية شفته كأنه يفكّر في ذلك بعد..

مون تجاهلته مخاطبة أسود الشعر ذاك وقد شعرَت بحاجة ماسة للمساعدة في تلك اللحظة.
قررت التصرف ريثما تحضُر فقالت

— مالذي تفعلهُ هنا اِساي؟—

المعني إبتسمَ كالمختلّ لإرتعاش الصغيرة اللذيذ، يتذوّق من مكانه خوفهما.

— آه برؤيتكِ.. إشتقتُ لمارغو أتصدّقين؟
لكن لم يبقى شيءٌ منها سوى ذكرياتنا بالمكَان. —

لولا شعرَت بتجمد جسد مون قربها، برزت عليها خيوط دمٍ وغضب حين همسَت لها

أهربِي من هنا، الآن لولا.. —

لولا لم تصدق ما تقُوله الأخرى فشفنتها تلومُ ما تعتقده بها من ضعف،  إلتفتت مخاطبة إساي

أكمِل استفزازنا وأنت ميتٌ لا محالة. —

— و من سيقدر؟
أنتِ يا أضعف القطيع.. —

إبتسامته الأخيرة جرّحت كل كيانها، دون أن تعي كانت تركض ناحيته عازمةً رسم قبضتها على وجهه لكنّ نيكولاي منعها فسددت لبطنه هو فصدها مجددا وإستعمل قدمهُ ليركل بها معدتها، حينها استوعبت تسرعها..

الألم جعلها تدركُ خطئها وسط سرعة الأحداث، كذلك لولا وإدراك خطئها برمي كلام مون عرض الحائط حين رأت دمائها تنبثق من فمها.

لم يركلها نيكولاي بتلك القوة حتى كما بدى للولا لكنها صاتت متقدّمة منهم ليثبّتَ إساي جسدها سريعًا حتى أن عيناها لم تره يدنوها.

نهضت مون و ذلك الألم بها، محاولةً إبعاد إساي لكن هيهات أن تفلت من قبضةِ نيكولاي المغتبطة بحضور هكذا منظرٍ.

و صديقهم الثالث كان أكثر المستمتعين بذلك المنظر.

_________________________

— ما بِك جوليان؟—

— إنها مون.. —

_________________

_____

_

هذا مقبلات و رح حط بارت بكرة او بعدو ~_~

منو لعم تبثر كما لم تفعل من قبل!؟

الحين أسألكم:

رايكم بشخصية آليكساندر و الواضح انها ليست باردة و متحجرة لله في لله  ؟

✔ شخصية لولا  و أرجوكم لا تصدموني و تقولوا أنها ضعيفة و لطيفة و مدري زي ما قالت أختي ال... ؟

✔ شخصية إساي و توقعاتكم ؟

♡️♩️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top