قبل القراءة لا تنسوا الدعاء لإخواننا في غـ8ـة الحبيبة ♡
━━━━━━ ◦ ❖ ◦ ━━━━━━

━━━━━━ ◦ ❖ ◦ ━━━━━━
إلى شقيق فؤادي براء....
كيف أنت يا صاحب مهجتي؟
مرّت سنونٌ منذ التقت أرواحنا آخر مرّةٍ...ألا تزال تذكر العهد يا صاحبي؟! لا جرمَ أنّك تذكرُه...فأنّى لشخصٍ مثلك أن ينسى عهد أصحابه؟!
أمّا عنّي فأنا لا أذكر العهد فقط، بل أعملُ به وأسير عليه كلّ يومٍ حتى الآن، اطمأنّ يا صاحبي لن ينمحِ عهدنا من فؤادي ما بقيتُ حيًّا...
تغيّر فيّ الكثير منذ ذلك الحين، تلاشى الزمهريرُ الذي كان يضمُّ فؤادي ويجوب في أعماقي، دثّر كياني دفءُ الإيمان وأُنسُ اليقين. لكنْ أوتدري يا برائي؟! لا أخفيك سرًّا...لازالت هناك نقطةٌ في سويداء قلبي لم يغادرها الصّبا منذ أن افترق سراجها عنها ذاك اليوم قبل سنين...
لازلتُ أحنُّ لتلك الأيام التي كانت تجمعنا سويّةً بينما تملأ ضحكاتنا وأحاديثنا فضاء السماء حتى تداعب النجوم في مداها.
لكنّي لازلتُ أعمل بوصاياكَ لي يا رفيقي، بات ملجأي الوحيد هو باب ربّي الذي ما أُغلق في وجهي يومًا، غدا الصبر رفيقًا لي وحَسُنَ مرتفقًا، تلاشى الضياع الذي كان يتملّك أعماقي وما عاد فكرٌ يؤرّقني، ما عادت الهواجس والوساوس المشتّتة تطرق عقلي. بتُّ أعرف جيّدًا لمَ خُلقنا، وما غايتنا في هذه الحياة، وأي دربٍ نسلك في هذه المتاهات المضلّلةِ، وإلى من نلتجأ حين يضيق بأرواحنا الكون الفسيح بوسعه ورحابته.
برفقتك يا براء فقهتُ لحقيقة الفراق، ووعيتُ أنّ كلُّنا زائلٌ، هذه الحياة فانيةٌ بكلّ ما فيها، ربما يغرّنا الأمل؟ ربما نغترُّ بكثرة أيامنا وليالينا في الفانية؟ ربما نُعجب بما تُزيّنه لنا هذه الدنيا؟ ربما نغفلُ عن هدفنا ها هنا من الأصل؟ ربما نركن لها ولملذّاتها الراحلة كما حالنا؟
لكن دربنا في هذه الحياة له نهاية، وكلُّ واحدٍ فينا لابدّ له من يومٍ يلاقي فيه ربّه، سيترك كلّ ما تعلّق به، مالٌ، رفاق، سعادة، طعام، شراب، ملبس، شهواتٌ، ملذّاتٌ، كلّ ذاك لن يجاوره في لحده الذي سيضمّ جسده يومًا ما.
في تلك اللّحظة لن ينفعَه سوى ما قدّمه من عملٍ في حياته، الخيرُ سيبقى ويثقلُ في ميزان المؤمن، أمّا الشرُّ فسيضمحلُّ كما قال الله في كتابه العزيز : { كسرابٍ بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجدْهُ شيئًا } ولن ينفعه الندم حينئذٍ إذ سيكون أوانه قد ذهب ومضى مع الأيام...
علّمتني يا براء أنّ الجميع يحظى بأصدقاء مقرّبين له، يحبّهم ويحبّونه، يتسامر معهم، يلهو معهم، يضحك، يشاركهم أفراحه وأتراحه، ولكنّ الصديق الحقّ يا براء هو من يكون لأخيه سندًا وعونًا على الاستقامة في الطريق، من يعين أخاه على طاعة الله، من يزجُره إن رآه على قبيحٍ ويسترُه عن الناس، من يدعو له بالخير في صلواته، من يأخذ بيده نحو الدرب المنير الذي يُفضي إلى جنانٍ وبساتينَ ملأى بالزهور وأنهارٍ من لبنٍ غير آسن.
وذاك الدرب لن يكون سهلًا بل إنّك لن تجد دربًا أشدّ وعورةً من وعورته، ولن تجد دربًا يضمّ صخورًا وعوائق أكثر منه، ستجد سالكينه ثُلّةٌ قلائل، وإذا نظرت للدروب الأخرى وجدت سالكينها كثُرٌ كزبد البحرِ.
فخيرُ صاحبٍ حينئذٍ من كان لك سندًا ومؤنسًا يعينك على أن تتخطّى العقبات وتنهض سريعًا وتكمل الدرب لتصل لمبتغاك. وستجده دومًا بجانبك...
وسيكون أوّل السالكين في ذاك الدرب المنير...
وسيتنافس معك في رضا الله...
سيتنافس معك في الطاعة..
سيتنافس في جهاد الأنفس...
سيتنافس في حفظ القرآن...
سيتنافس في حفظ الأحاديث...
سينافسك في المسارعة لصلاة الفجر في جنح الدّجى بينما البردُ ينخر العظام..
سينافسك في جمع الحسنات...
وأعظِم به من تنافس!
ألم يقل ربّ العباد : « وفي ذلك فليتنافس
المتنافسون »؟ !
تأكّد أنّ ذاك الصديق لن يفارقك...
لأنّه سيحيا دومًا بقلبك...
وإن غاب عنك...
وإن طالك الشوق للقياه...
فسيظلُّ دوما يحتلّ ربوةً مرتفعةً في أعالي فؤادك..
و سيكون دومًا حاضرًا في دُعائك...
ولن تنساه أبدًا ما حييت!
تمامًا مثلك يا براء...
وكيف أنسى نجمي المنير الذي أرشدني لمعرفة الحقّ المبين؟
لازلتُ أفتقدك كلّ يومٍ...
لازالت نسائمك تهبّ عليّ حينما أزور حديقتنا...
لازالت بسمتك تزور عقلي كلّ يومٍ وأبتغي لو أراها مجدّدًا...
لازالت نصائحك تدوّي في أذنيّ حتى لكأنّي أسمع صوتك الهادئ حولي فأتلفّتُ فلا أجد أثرًا لك...
أسألُ الله أن يجمع أرواحنا مجددا يا رفيق الدرب...
أوتدري يا براء؟! قد هرمتُ الآن وبلغتُ سنًّا لم أخلْ أنّي يومًا سأبلغه!
لقد بلغتُ عامي الأول في عقدي الثالث!
أمتخيّلٌ أنت؟!
قد بلغتُ من الكبرِ عتيًّا يا براء!
حتى أنّي صباح اليوم لمحتُ خصلةً بيضاء تموج في شعري الأدهمِ!
بالطبع لم أهتمّ لها ومضيتُ في طريقي...
ماذا؟! ألا تصدّقني؟!
ربما...
حسنًا لا أخفيك سرًّا أنـي قد حاولتُ أن أقتلعها من جذورها ولكنّها اندسّت بين خصل شعري فما استطعتُ لها سبيلًا...
أتعرف في أيّ مكانٍ أخطّ كلِمي الآن لك يا براء؟
في المذكّرة السماويّة التي أهديتني إيّاها في ذلك اليوم...
أخطّ حروفي في آخر صفحةٍ من صفحاتها، حاولتُ الاقتصاد فيها ولكنّ يبدو أن وقت نفاذ أوراقها قد حان...
أبشّرُك أنّي قد انكفأتُ على أوراقها أدوّن جلّ الأحاديث التي تعلّمتها، وتفاسير الآيات التي جذبتني، ودروسي التي استفدتها طوال رحلتي في طريق الإسلام، دوّنت كلّ استفاداتي هنا، وبينما كان حبري يسيل ويروي ورقها كانت شفاهي تتمتمُ بالدعوات لمن أهداني تلك المفكّرةَ التي ستظلُّ خالدةً بما حواهُ لُبُّها من علمٍ نافعٍ. وسأروي كلّ ما تحتويه لأبنائي في المستقبل كلّ ليلةٍ قبل أن يخلدوا للنومِ وستحظى بذلك على المزيد من الأجور إن شاء الله. سأروي لهم قصتنا، حكايتنا، ضحكاتنا و أحاديثنا ليدعوا لك بالخير دومًا يا براء.
قد تكون هذه آخر صفحةٍ في أعزّ مذكّرة على قلبي ولكنّها لن تكون الأخيرة في حياتي إن شاء الله، سأبتاع واحدةً أخرى ثم أستكمل الدرب، وحين تنفذ سآتي بغيرها وغيرها وغيرها حتى ألقى الله...
ألازلتَ تذكر تلك الذكرى التي جمعتنا لآخر مرّة؟!
بين شتلات الأرز...
وتحت أظلال السحاب..
على وقع مرشّات المياه ونقيق الضفادع...
رغم الألم الذي تكتنفني به تلك الذكرى، إلّا أنّي الآن أشعر بسعادةٍ غامرةٍ كلّما تذكّرتُها...
تدري لمَ؟
كنتَ قد دعوتني لتلك النزهة حتى تحتفل بختمي لحفظ الجزء الثلاثين من القرآن الكريم...
واليوم أعتقد أنّك سيتوجّب عليكَ أن تذهب بي في نزهةٍ لثلاثين مزرعةٍ من مزارع الأرزّ!
أو الذرة؟!
المهم أن يكونوا ثلاثين...
أظنّ أنّك أصبتَ مقصدي؟!
الفضلُ يعود لله جلّ وعلا ثم أنت يا براء...
وبالطبع شيخي الحبيب خبّاب...
آهٍ لو تدري كم يفتقدك كلّ يومٍ...
طوال تلك السنين التي مضت ما فتأ يذكرك ويدعو لك بالخير...
جزاك الله خيرًا يا خيرَ صاحبٍ وأنيس..
تمنّيت لو كنتَ معي اليوم...
لكنّ كلَّ شيءٌ مقدّرٌ...
الحمدلله....
ضياءٌ يرسل لك سلامه في دعواه لك كلّ فجرٍ...
وأنا كذلك...
وهناك شخصٌ ثالثٌ يشاركنا الدعاء...
أوتدي من هوَ؟
ألفريد...
نعم...
يدعو لك معنا في كلّ فجرٍ، سويةً نجتمع ثلاثتنا ونرسل لك دعواتنا التي نخطّها بدمِ أفئدتنا....
ألفريد صارَ أوْسًا...
اضطررتُ لأن أنتقل من حيّنا للعيش في منطقةٍ أخرى أكثرُ أمانًا وخصوصًا أن أختي باتت تسكنُ معي...
صحيح! سأروي لك قصة أختي الطويلة في المفكّرة الجديدة! ستكون أوّل ما سأستفتح به المفكّرة !
أما عن عميْرنا البطل فقد توفّاه الله بعد رحيلك بأشهرٍ قليلة! رحمه الله! لم يقوَ على فراقك! ولم يرضَ بطبيبٍ غيرك يا براء!
لكنّي لازلتُ أصلّي في ذات المسجد، كما أنّي لم أنفكّ أتردّد كل يومٍ على حديقتنا الجميلة، قد صارت شجيراتُ اللّيمون أشجارًا باسقاتٍ وأثمرت ليمونًا زاهيَ الصُّفرةَ يا أُخيّا!
قد أينع ثمره وصار ينشر شذاه العَطِر في الأرجاء وينثر معه ذكرياتٍ ويبعثرها في فضائي فيحنُّ قلبي لأيّامٍ كان فيها اللّيمون بذورًا صغيرةً قبل أن يشبَّ وينمو ليغدو أطول منّي !
كلّما مررتُ على شجر اللّيمون أستذكرُ صورتك وأنت تحرثُ الأرض في حين تنثر البذور بين ثناياها باسم الثغر كما عادتُك....
والآن أدركتُ أنّكَ كنتَ تنثر البذور في تربةِ فؤادي لا في الأرض يا براء....
وها قد أثمر كلاهما !
عزيزي براء....
لن أستطيع أن أوفّيك حقّك شكرًا على ما أثّرت فيّ وعلى ما أحدثت من تغيير في قلبي...
لكنّي سأدعو الله لك ليل نهار...
وسأذكرك بالخير دومًا...
وستظلُّ في ذكراي ما حييت...
ستبقى أوّل وأوفى صديقٍ مخلص قابلته في حياتي..
ستظلّ طبيبي الوحيد الذي داوى جراح فؤادي قبل جراح جسدي....
ستظلُّ تحيا بقلبي يا مؤنسي...
ولْتعلم يا براءُ أنّي برفقتك غابت عتمة فؤادي وأشرقت شمسه...
فحين التقيتكَ وجدُت الطريق يا
براء....
رفيقُ دربكَ الذي سيظلُّ مخلصًا لك وسيبذل أقصى جهده؛ كي يبقى على العهد ما استطاع...
-عُميْر-
━━━━━━ ◦ ❖ ◦ ━━━━━━
أغلقتُ المفكّرةَ ومرّرتُ أناملي عليها، سقطتْ دمعةٌ فارّةٌ على الغلاف وأخذت تتفشّى ببطءٍ فسارعتُ بمسحها بينما أكفكفُ دمعي وأنا أرجو عيناي أن تكفّ دموعها كي لا تفسد المذكّرة؛ فلقد كتبتُ آخر صفحةٍ بينما أكبتُ سيلَ دمعي أن يفيض ويغرق المكان.
آهٍ يا براء!
لكمْ أشتاق لك!
« هل كنتَ تبكي؟! »
تسلّل صوتها الرّقيق لأذنيّ من خلفي فسارعتُ بإخفاء دمعي وأخفضتُ وجهي علّها لا تراه بينما أجيبها :
« أبكي؟! ..ومن قال ذلك؟! »
التفتُّ فإذا بعينيها تحدّق في وجهي بابتسامةٍ منتصرةٍ وهي تقول : « كنتَ تبكي! »
ثم قرصت خدّي معقّبةً : « لا تبكِ أخي الصغير »
« ابتهال! أنا لا أبكي! »
« بل تبكي! »
« لا »
« بلى! »
« لا شأنَ لك! »
ضحكتْ بعفويّةٍ بينما تتقدّم من المرآة - التي جاورت المكتب الذي كنت أجلسُ عليه - كي ترتدي خمارها ذا لون اللّيلك على عباءتها التي ماهت لون اللّبنِ. نهضتُ من على كرسيّي واقتربتُ منها ثم حادثتها : « أينَ ستذهبين؟! »
تبسّمت ثم التفتت إليّ فور أن انتهت من تثبيت الدبابيس على خمارها وقالت بينما تُريني عباءتها : « ما رأيك؟! »
« جميلٌ ما شاء الله، ثبّتكِ الله وأنعم عليك بالسترِ
دومًا »
« لم تخبريني، إلى أين؟! »
« هي مفاجأة! »
علت وجهي ابتسامةٌ متهكّمةٌ بينما أعقّب : « عرفتُ إذن ما هي! ستبتاعين لي هدية! »
ظهر العبوس على وجهها ثم أشاحت بوجهها قائلةً :
« مخطئ! وتوقف عن التوقع ! ستفسد المفاجأة »
غمغمتُ متهكما : « أجزم أنّ توقعي أصاب! »
حدّقتُ في ساعة يدي الفضّية فوجدتها قد قاربت الثامنة والنصف فوقفتُ أمام المرآة وتناولتُ مشطًا ثم أخذت أمشّطُ شعري الأشعث، لم تختلف ملامحي كثيرًا، ذاتُ البشرة القمحية ولكن بذقنٍ زيّنته لحيةٌ خفيفة أشدّ سمكًا في حين تلاشت الهالات السوداء من أسفل عينيّ، حمرةٌ طفيفة تستحوذ على أنفي؛ بسبب بكائي منذ قليل.
غير ذلك لم أتغيّر...ربما بدت ملامحي أكثرَ نضجًا عن ذي قبل؟! لا أدري...
كنتُ أرتدي جلبابًا شتويًّا جمليّ اللّون وتعطّرتُ بأبهى عطوري وأشذاها عطرًا فاليومُ ليس كسائر الأيّام!
« ستذهب الآن؟! »
تساءلت أختي ابتهال بينما تدنو منّي فأجبتها أن نعم فالرفاقُ ينتظرونني ثم طبعتُ قبلةً حانيةً على جبينها قائلًا : « اعتني بنفسك، أستودعك الله »
« لا تنسَ أن تصوّر لي كلّ شيءٍ! »
صاحت قبل أن أخرج من الغرفة فتبسّمت وأومأتُ لها مجيبًا : « إن شاء الله »
خرجتُ وفور أن فعلتْ استقلبتني نسائم الشتاء الباردة فأصابت جسدي بقشعريرةٍ، فضممتُ كفّاي وفركتهما سويًّا أستجلب الدفء.
كانت أشعة الشمس خافتةً باهتة تغلّب على دفئها زمهرير الشتاء وكذا السحبُ التي تتنافس لتنولَ شرف مواراة الشمس لهذا اليوم الجميل.
أفقتُ على صوتِ بوق إحدى السيارات فنظرتُ فإذا بسيارةٍ حمراء قد اتخذت لها مكانًا أمام منزلي، فذرعتُ الأرض بخطًى سريعة حتى وصلتُ لها وفتحت بابها ثم حادثتُ سائقها بينما أركب : « السلام عليكم، تأخرتَ كالعادة! »
صافحني ثم امتعضت ملامحه بينما أجابني : « أنت لا يعجبك العجبُ يا عُميْر! »
حانت منّي التفاتةٌ إليه فأبصرتُ شعره الأصهب بينما ينعكس عليه ضياء الشمس ثم أردفتُ : « أنا؟! حسنا شكرًا لك ألفريد! »
« نعم أنت! أوْس لو سمحت! »
« لا! هذه ليست تصرفات أوْس! هذه تصرفات ألفريد الطائش ! »
« حقًّا إنّك لمتفلسفٌ كبير ! »
« لا لست كذلك! ولا تظنّ أنّي نسيت ما فعلته بي الأسبوع الماضي! »
تعالت ضحكات أوس حتى ما عدت أسمع سواها ثم قال لي : « ليس خطأي! كان عليك أن تنتبه أكثر لهاتفك! »
« أنت من خبّأته عنّي! ثم ثبّتَ الكاميرا أيضًا في مكانٍ لا أعلمه كي تصوّر ردّة فعلي! سأحذف ذاك الفيديو يومًا ما! »
استمرّ أوس في ضحكه ثم عقّب : « توقّف ستقتلني من الضحك! لا أريد أن أموت اليوم! »
اعوجّت شفتاي في تهكّمٍ لقوله فعلّق قائلًا : « حتى ضياء كاد يموت ضحكًا عندما شاهد الفيديو! »
« لقد تآمرتما عليّ! أنا واثق! »
« آه! بطني ستتمزّق! تعابير وجهك مضحكة! »
نظرت في وجهه فإذا بملامحه الضاحكة ترسم على وجهي بسمةً سرعان ما استحالت لضحكاتٍ شقّت فضاء السيّارة، بعد برهةٍ من الزمن وعلى حين فُجاءة ضرب أوس بكفّه الغليظ على كتفي قائلًا بصوته الجهوريّ : « مباركٌ لك يا رجلٌ! فخورٌ بك حقًّا! »
امتعضت ملامحي في حين أفرك كتفي قائلًا :
« بارك الله فيك؟ يدك ثقيلة جدًّا ! ما هذه كفٌّ أم مطرقة؟! »
« شكرا ! شكرًا ! هذا امتداح لعلمك! »
« العفو؟ »
أوقف ألفريد السيارة فالتفتُّ للنافذة وإذ بي ألمح شابًّا طويلَ القامة ذا بشرةٍ قمحيّةٍ وحاجبان كثّان بملامح بدت صارمةً بعض الشيء، زيّنت ذقنه لحيةٌ خفيفة مهذّبة واعتلى رأسه شعرٌ بلون البُنِّ، كان يقترب منّا حاملًا في يده كوبًا من الشاي قرمزيّ الحمرة وفور أن ركب السيارة حتى تحدّثتُ قائلًا : « أيا أهلاً بفتى
الشاي! »
ضحك ثم أجابني : « أيا أهلًا بفتى القرآن! »
« أحرجتني يا ضياء! أسأل الله أن ينير به قلوبنا جميعًا وأن يعيننا على تطبيقه »
« آمين، كيف الحال أوْس؟! »
« بخيرٍ والحمدلله! »
أجاب أوْس متبسّمًا في حين ينظر لضياء من المرآة الأماميّة للسيّارة.
« العقبى لك يا أوْسنا! »
ابتسم أوْس ثم أجاب : « ياربّ، إن شاء الله، لقد اقتربت! »
« وفّقك الله! أهمّ شيءٌ أن تجدّد النية في كلّ خطوةٍ تخطوها تقرّبًا من الله عزّوجلّ »
« وإنّي لأرجو ذلك يا ضياء! رزقنا الله الإخلاص ويسّر لنا خُطانا! لا فُضَّ فوك! »
ضحكتُ في أعماقي وكنت فرِحًا أطيرُ من السعادة، فما كنتُ لأتصوّر يومًا أن يكون ألفريد رفيقًا لي في ذات الدرب يعينني على الطاعة وأعينه!
فسبحان مقلّب القلوب!
« لمَ أجلس دوما في الخلف يا رفاق؟ »
ضحكت ثم أجبته : « المرة القادمة ستجلس في
الأمام »
« آه نعم صحيح! كلام كلّ مرّة! انتظروا فقط! غدًا أشتري سيارتي الخاصة وسأجلس دومًا في الأمام »
ضحكتُ وضحك أوس ثم علّق : « أنت لن تشتري شيئًا سوى الشاي يا ضياء! أفنيت مالك في الشاي! »
ضربتُ قبضتي بقبضة أوس بيننا نقهقه سويةً فقال ضياء : « أجل! اضحكا كما يحلو لكما! ستروْن! فقط انتظروا! »
« نحن نفعل! »
بعد عدة دقائق
سأل أوْس : « أحضرتَها يا ضياء أوليس كذلك؟! » فأجابه ضياء : « وكيف أنسى؟! »
تعجّبتُ من حديثهما المبهم فساءلتهما : « أحضر ماذا؟ عمّ تتحدّثان؟! »
لمعت بسمةُ أوسٍ على وجهه الذي تلفّع بوشاح أسودٍ حملت ذات لون الكنزة التي ارتداها ثم أجابني : « دعك من حديثنا العابث يا عُميْر! »
وصلنا إلى مسجدنا ذاك الذي ألفه قلبي منذ زمنٍ بعيد، كان مبنى المسجد مصبوغًا بلونٍ سمنيٍّ جميل انعكس عليه ضياء الشمس فأضفى له رونقًا جذّابًا. خطوتُ رفقَ الصِّحابِ داخل المسجد فلفحتني نسائم الحنين فور ولوجنا، ودّثر قدميّ سجّادُ المسجد الفستقيّ، لمحتُ الشيخ جالسًا في الصف الأوّل وحوله عدّةُ أشخاصٍ اجتمعوا لحضور تلك اللّحظات المفرحة.
« عميْر! بنيّ الغالي! أمستعدٌّ يا أسد؟! »
رحّب بي الشيخ خبّاب بينما يعانقني مربّتًا على ظهري فأجبته : « شيخي الأغلى، مستعدٌّ إن شاء الله »
« ضياءٌ وأوسٌ كذلك؟! هذا لعمْري لصباحٌ مفرح أن ألقى الأحبّةَ دفعةً واحدةً »
قال الشيخ بينما يسلّم على كلٍّ من أوس وضياء.
جلستُ قبالةَ شيخي وجلس الباقون خلفنا صامتين ينصتون بفرحةٍ بدت على وجوههم.
« بسم الله الرحـمن الرحـيـم، سيتلو على مسامعنا اليوم ابننا نديّ الصوتُ عُميْر آخر سورةٍ من القرآن قد أتمّ حفظها، وبذلك يكون الله قد وفّقه لختم كتابه الكريم »
تعالت المباركات من خلفي والتهنئاتُ الصادقة حتى انبثقت بسمتي لفرط سعادتي.
ثبّت الشيخ المصحف على حامله ثم سألني وهو يرفع حاجبيه في تحدٍّ بينما يقلّب في صفحاته : « جاهزٌ؟! »
بسم الله!
أجل!
أنا مستعدٌّ!
« أجل يا شيخي! »
« إذن اتلُ على مسامعي من قوله تعالى : { أُوْلَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } »
تبسّمتُ واستعذت بالله من الشيطان الرجيم ثم أخذت أتلو على سمعه ما تلا الآية وجلُّ مشاعر الخشوع تكتسي قلبي، شعرتُ أنّ هالةً من الضياء تحيط بي، أحسستُ أنّي أحلق في أديم السماء أجول بين النجوم حتى إنّي لأكاد ألمسها!
خفق قلبي وصار يرفرفُ بجناحيه عاليًا عاليًا والبسمة تكاد تحفَرُ على وجهي وكلّما اقتربتُ من نهاية السورة كنتُ أشعر بأحاسيس مختلفة وكانت عَبَراتي تزداد في مقلي .
« حسبُك! اتلُ من قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } »
« { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ۗ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ } »
« أحسنتَ! اتلُ من الآية : آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ .... } »
فتبسّمتُ فتلوتُ حتى وصلتُ لآخر آية فاهتزّت نبرتي وتهدّج صوتي بينما أتلو : { واعْفُ عَنَّا واغْفِرْ لنا..
وارْحَمْنا أنْتَ مَوْلانا... فانْصُرْنا علَى... القَوْمِ الكافِرِينَ }
أغلق شيخي المصحف، نهضَ ونهضتُ معه فضمّني إليه وأخذ يربّت على كتفي مباركًا : « مباركٌ! مباركٌ يا عُميْر! جعله الله نورًا لقلبك، وأنار به دربك دومًا، وجعله ربيع قلبك وشفاء صدرك ! مباركٌ يا بنيّ! بارك الله فيك! بارك الله فيك! »
تبسّمت وسالت دموعي رغمًا عنّي وأنا أعانق شيخي ثم قبّلتُ جبينه الوضّاء ويده التي نال منها الكبَر وقلت :
« بارك الله فيك شيخي الغالي، لولا الله ثم أنت ما كنتُ وصلتُ هنا يا شيخي! الحمدلله! الحمدلله! »
استدرتُ خلفي فأبصرتُ الجميعَ قيامٌ والبسمةٌ تكاد تشقُّ أشداقهم ثم أقبلوا عليّ واجتمعوا حولي يباركون لي ويهنئونني بختمي لكتاب الله الكريم. انسابت دموعي بينما يعانقني الشبابُ واحدًا تلو الآخر بوجهٍ باسمٍ. وحينما انتهيت التفتُّ فإذا بضياء ينتظرني ثم ضمّني إليه وأخذ يضرب على ظهري بكفّه قائلًا : « مباركٌ يا عُميْر! مباركٌ يا صاحبي! بارك الله فيك! وجعله حجّةً لك لا عليك إن شاء الله! مباركٌ يا ذا الصوت النديّ! يا لفخري بك! »
بادلته العناق بينما أجيبه : « بارك الله فيك يا ضياء، آمين، بارك الله فيك! »
ابتعد عنّي فأخذت أبحث عن ألفريد وإذا به واقفًا عند أحد أعمدة المسجد يلتقط اللّقطات المؤثّرة بكامرتِه السوداء فضممتُ ضياءً إلى كتفي وتبسّمت؛ ليلتقط لنا أوْسًا الصور . وسرعان ما هرول نحوي وحادثني قائلًا : « مباركٌ يا عُميْرنا ! أنا سعيدٌ لك جدًّا يا صاحبي! ادعُ لي أن أختمه مثلك! »
ثم عانقني وهو يهنّئنُي فأجبته : « بارك الله فيك، أدام الله سعدك يا أخي، إن شاء الله ستفعل بإذن الله على يد شيخنا الجليل خبّاب! أوليس كذلك يا شيخ؟ »
ضحك الشيخ ثم قال : « بالطبع! إن شاء الله! لكن عليك أن تشدّ الهمّة يا أوْسنا ! »
تبسّم أوس بينما يخلّل أصابعه بين خصيلات شعره الأصهب ثم قال : « إن شاء الله يا شيخنا، أنا أبذل جهدي »
حمل الشيخ خباب درع الختام الزجاجيُّ مذهّبُ الأطراف بينما نُقش عليه اسمي بخطٍّ عريض وفوقه كلمة
﴿ ألبسك الله تاج الوقار ﴾
ثم تحته كتب بخطٍّ جميل
﴿ أشهد أنا الشيخ خبّاب أنّ { عميرًا نسيم } قد أتمّ حفظ القرآن الكريم على يديّ أنا { خبّابُ أحمد عمر } اليوم الخميس في الثالث والعشرين من شهر يناير للسّنة الرابعة والعشرين بعد الألفيْن ميلاديًّا .
وفي الحادي عشر من رجب لسنة ألفٍ وأربعمائةٍ وخمسةٍ وأربعين للهجرة.
وأسأل الله أن يجعله حجّةً له لا عليه، وأن ينير قلبه به، وأدعوه أن يداوم على مراجعته كي لا ينساه فقد فاز والله إن فعل ذلك!
بارك الله فيك يا عُميْر ﴾
بكيتُ ولم أستطع أن ألجم عبراتي عن الهطول فربّت الشيخ على عضدي قائلًا : « بين يديك الآن كنزٌ لا يفنى! احرص على ألّا يتفلّت منك وتمسّك به يا بنيّ »
وانسابت دموعي بينما أتلفّت حولي وأدّكرُ من كان سببًا بعد الله في وصولي لهنا، ذرفتُ دمع الحزن بينما ألتفت باحثًا عنه وأتخيّل أنّه سيهنئني ويعانقني باسم الثغر كما فعل حينما اعتنقت الإسلام...
وحنّ قلبي له وافتقدته في تلك اللّحظات أيّما افتقاد..
ودعوت له أن كان السبب بعد الله في ما أنا عليه من هدايةٍ الآن...
رحمك الله يا برائي الحبيب....
« هيا الآن! كفّ عن البكاء يا عمير! لا أظنّ أنّك تودّ لدموعك أن تظهر في الصورة؟! »
ضحكت وأخذت أكفكف دمعي بكمّي ثم التقط لنا أوس بضع صورٍ وكان يبدّل مع أحدهم كي يحظى بصورةٍ معنا، كنت أحمل الدرع والشيخ بجانبي يحمله معي متبسّمًا وخلفنا العديد من رفقاء المسجد كانوا باسمين.
بعد ذلك صلّينا الظهر وحمدت الله أن منّ عليّ بتلك النعمة العظيمة ودعوت الله أن أكون أهلًا لتلك النعمة العظيمة، اختتمنا الصلاة ثم بدأ معظم الناس يودّعوننا ويغادرون المسجد، وحينما خلا المسجد تقريبًا من الأشخاص ألفيتُ أوس يلتفت لضياء ويتبسّمُ ثم نهضا في ذات الوقتِ وانطلقا لآخر المسجد ثم عادا وهما يحملان حقيبةً كبيرةً نوعًا ما.
وقفا أمامي وانبثتقت ابتسامة أوس وهو يحادثني قائلًا : « أحببنا أن نهديك هديّةً بسيطة بمناسبة ختمك للقرآن اليوم يا عُميْر! »
ثم أخرجا من تلك الحقيبة لوحةً كبيرةً أسرت فؤادي وعاد الدمع يشقّ طريقه على خدّاي في صمتٍ مهيب.
« ماذا؟! ألم تعجبك؟! للأمانة قد شاركتُ في تلوين السحبِ فقط لأنّي لستُ رسّامًا، أمّا الباقي فقد قام به ضياءُ الفنّان ! »
نهضتُ واقتربتُ من اللّوحة الجميلة وأخذت أتأمّلُها.
كانت اللّوحةُ تعبّر عنّا...
فها هو ذا براء يقرأُ القرآن أسفل أشجار اللّيمون، وضياءُ يحتسي بجانبه شايًا أحمر بالنّعناع، بينما جلستُ أنا جوار براء أقرأُ معه القرآن وأوْس كان رافعًا لقدمه بينما كرة القدم تطير في الهواء وأرى أنّها تكاد تسقط على كوب شاي ضياء...
كنّا جميعًا نجلس في ذات الحديقة الجميلة...
فوقنا السحب البيضاء تسري في حين ينثر ضياء الشمس السحر في أرجاء اللّوحةِ.
وتبعثرت ثمار اللّيمون حولنا على الأرض..
وكنّا نبتسم....
براء....
رفعتُ رأسي لهما وانقضضتُ عليهما أعانقهما بقوّةٍ وأذرف دمعي بينما أردّد : « أجملُ هديّةٍ من أجمل أصحابٍ! »
« هيّا...لا داعي للبكاء يا عمير! مباركٌ لك يا صاحبي » قال ضياء بينما يتبسّم في حين قال ألفريد : « براء أثّر فينا جميعًا وسيظلُّ يحيا في أفئدتنا دومًا بما فعله من خيرٍ، وسنظلُّ نذكره ما حيينا! رغم أنّي لم أقضِ معه سوى أيّامٍ قلائل إلّا أنّ رحيله عنّا يومها أصاب قلبي بالحزَن وأثّر فيّ كثيرًا...»
مسح ضياء دمعةً فرّت من عينه وقال : « محقٌّ يا
أوْس! »
وبغتةً رفع أوْس اللّوحة عاليًا وقال بصوتٍ عالٍ :
« هلمّوا! هلمّوا! »
فاجتمعنا حوله ورفعنا بأكفّنا اللوحة سويّةً معه ثم أحاطني ضياء بذراعه ورفع أوس الكاميرا عاليًا ثم صاح : « مباركٌ يا صاحبنا ! مباركٌ يا عُميْر ! »
شقّت البسمة وجوهنا والتُقطت الصورة بينما اللوحة خلفنا فكأنّما براء كان حاضرًا معنا...
وحينما التقطنا الصورة فكأنّي لمحتُ طيفه هناك عند أحد أعمدة المسجد يتبسّمُ لي ملوّحًا....
ولكأنّي سمعتُ صوته يبارك لي ببسمته التي عهدتُها دومًا...
~ وحينما جنّ الدجى و غاب قمر اللّيالي برزتَ لي كنجمٍ بات يلمع في سمائي ليبدّد وحشة اللّيل
ووحدته ~
~ أفلَ نجمي ولكنّ سناه لازال متّقدًا ينير دروبي ~
﴿ نجمٌ أسميتُه براء ✯ ﴾
──────⊹⊱✫⊰⊹──────
وصلتُ رحلتنا سوية بين صفحات هذه الرواية إلى منتهاها ولكنّها لم تنتهِ بالنسبة لعمير وصحبِه، لازالت رحلتهم مستمرّةً وسيظّلون على العهد حتى يلقوا صاحبهم الراحل الذي جمعهم سويّةً ورحل ♡
مشاعرُ عدّة تجتاحني الآن...ولا أعرف كيف أعبّر صدقًا!
كانت رحلةً جميلة دامت لسبعة أشهرٍ استمتعت بها كثيرًا وما زادها جمالًا هي تعليقاتكم المبهجة والمشجعة التي كانت كالوقود بالنسبة لي ♡
لا أعلم كيف أستطيع التعبير لكم عن مدى امتناني وشكري لكم لصمودكم معي حتى النهاية!
أفتخر حقا بوجود قرّاءٍ نيّري الفكر مثلكم!
أشكركم من كلّ قلبي!
كيف كانت الرواية إذن؟
أو بالأحرى هل استفدتم منها؟ وما الذي استفدتموه؟
هل أثّرت في شخصياتكم بشكلٍ إيجابيّ؟!
ما أكثر شيء لم يعجبكم في الرواية؟
أيّ حدثٍ لم يكن منطقيا في الرواية؟
أي انتقاد أو ملاحظة سأسعد بها كثيرا ♡
لا أحتاج لأن أسأل عن شخصيتكم المفضلة! فهي معروفةٌ بالنسبة لي XD ألست محقّة؟!
ما المشاعر التي داخلت صدوركم بينما تتصفحون صفحات الرواية؟
ما أول انطباع أخذتموه عنها؟
برأيكم هل نجحتُ في كتابتها وإيصال مشاعر الشخصيات وبنائها بشكلٍ سليم؟!
ماذا عن السرد؟
أهناك ملاحظات بالنسبة له لم تعجبكم فيه؟
في النهاية حقا سوف أفتقد تعليقاتكم المبهجة ووجودكم معي فكأنكم تكتبون معي!!
سأفتقد الرواية حقا!
قد أثرت فيّ بشكلٍ كبير!
ولن أنساها أبدا!
ماذا عنكم؟
هل ستنسون ( حين التيقتك)؟
في النهاية أرجو أن أكون وُفقت في كتابتها، وأتمنى أن أكون أثّرت بها في أحدكم، لأنّ هدفي الأول والأخير منها كان أن أوصل النفع والفائدة للقراء ولعلها تكون سببا في هداية أحدهم للطريق الصحيح أو عودته بعد أن كان مبتعدًا....
أردت أن أرسل عدة رسائل خفيّة من خلال كتابتي للرواية، أرجو أن تكونوا قد استطعتم اكتشافها!
- تهمس-
إن فعلتم أخبروني بها! (≧∇≦)/
جعل الله قراءتها في ميزان حسناتكم قرّائي الأعزاء...
وختامًا أرجو أن ألقاكم مجددا في روايةٍ أخرى يوما ما!
وأن تتذكروني بدعوةٍ صالحةٍ حتى ذلك الحين ♡
وإلى أن يتجدّد اللّقاء دمتم في أمان الله ♡
اللهم انصر إخواننا المستضعفين في غـ8ـزة، والطف بهم وآمن روعاتهم واستر عوراتهم وانتقم من أعدائنا وانصرنا عليهم ياربّ العالمين ♡
تمّت بحمد الله ✭
بدأت 25/7/2023
انتهت 29/1/2024
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top