7| أنا لست مريضة
سمعت صوت رنين هاتفي، حملته لأرى اسم طبيبي السابق يعلو الشاشة " عثمان " ... نقرت على الشاشة لقبول المكالمة، ليردني صوته من الطرف الآخر للخط
-" آن ريم ... لقد بحثت كثيرا في حالتك، أنت لا تتوهمين آن، تعالي للعيادة عند الرابعة بعد الزوال سأخبرك بكل شيء عن حالتك "
أغلقت الخط دون إجابته، هو يعرف أنني لن أجيبه، إبتسمت لسيف بارتباك، لأرتدي معطفي و أخرج من المنزل بعد أن أخبرته أنني ذاهبة لشراء بعض الأغراض النسائية، وقفت أمام باب العيادة أفكر في ما إذا كان قراري صائبا، و انتهى بي الأمر جالسة أمام مكتبه أنظر إليه بتوتر، فرغم ثقتي بصدق ما يحمله عقلي إلا أن هناك نسبة من الشك و الخوف، نظف حلقه و حمحم ليعتدل بجلوسه و يقول
-" هل أنت مستعدة لمعرفة سر كل ما يجري ؟"
نظرت إليه ثم وجهت بصري نحو الأوراق المتكومة أمامه و حين عرف أنني لا أنوي الإجابة قرر الحديث
-" في الثالث عشرة من مارس توفي جاكي براين، الفتى الذي أصيب بمرض اللوكيميا منذ سن الحادية عشرة، و الذي ظن الأطباء حينها أنه شفي إلى أن انتكس مجددا و بدأ في العلاج بالكيميائي، كان صديقك الوحيد، لا أعرف المزيد عن علاقتك به، لكن رأيت في سجل الزيارات بالمستشفى أنك كنت تزورينه يوميا عند الساعة الرابعة بعد الزوال، فأحيانا تجلسان معا في حديقة المستشفى و أحيانا تجلسين بجانبه في غرفته لتقرئي عليه بعض الصفحات من رواياتك المفضلة، كنت تعرفين بأن نسبة نجاته ضئيلة جدا لكن أملك الكبير في شفائه هو السبب في الصدمة القوية التي تعرضت لها عند وفاته. لقد دخلت في غيبوبة و لم يتوقع أحد أن تستفيقي منها، كنت في صراع قوي مع دماغك، كنت قريبة من الموت . تعلمين ؟ حين يكون الجنين في رحم أمه يرى بتسلسل ما سيحدث معه مستقبلا ؟ بسبب تلك الضغوطات الكبيرة التي كانت على دماغك و ذاكرتك إثر الصدمة تذكرت القليل مما سيحدث معك مستقبلا، حالتك نادرة، إنها معجزة ... "
ضحكت بسخرية لأستقيم بانفعال
-" هذا هراء !! "
لكنه لم يتوقف عن الحديث
-" هذه هي الحقيقة آن ... إنها الحقيقة "
حملت حقيبتي و ركضت خارج ذلك المبنى، لا يعقل أن يكون كلامه صحيحا، حياتي ليست فيلم كرتون، حياتي واقعية، لا يمكن لأحد رؤية مستقبله، كان صدري يعلو و يهبط بغير انتظام، فقدت القدرة على التنفس، كان صدري يؤلمني بشدة، و صوت شهقاتي لمحاولة التنفس تعلو، لتصبح رؤيتي ضبابية شيئا فشيئا .
_______________
يتبع ...
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top