(7)

( بقلم: نهال عبدالواحد)

غادرت جميلة الورشة و ركبت سيارتها تبكي بحرقة و لم تستطع القيادة من شدة إنهيارها في البكاء.

وقف فتحي واجما ينظر بين الاثنين لا يدري لأيهما يذهب لكنه قد ذهب خلف جميلة و طرق علي زجاج السيارة فرأته وسمحت له بالركوب.

جميلة:والله يا فتحي ما كنت بتسلي ، والله ما قصدت أكدب ، أنا كنت بتصرف معاه بتلقائية ف الأول ، بس أنا حبيته بجد ، والله العظيم بحبه صدقني ، وفعلاً لما إتأكدت م الحب ده كنت مقررة أقوله ومستعدة استناه حتي لو بعد سنين.

فتحي:أنا مصدقك والله ، ومش عارف أقولك إيه ، بس الموقف صعب أوي ، كانت مفاجأة و صدمة بجد ، انت كده فوق توقعاتنا كلنا ، المسافة حقيقي كبرت أوووووي.

جميلة:أنا بحبه وعمري ما هتخلي عنه.

فتحي :و هو كمان حبك ، وحبك أووي كمان ، بس حب البنت السواقة الجدعة اللي فوجئ بيها حد تاني.

جميلة:أنا هي والله ، أنا البت الجدعة ، عمري مااتعاملت مع حد بعوجان إلا عشان أجاريه لكن أنا مش كده.

فتحي:بصي حسن أنا عارفه كويس استحالة يلين دلوقتي خالص حتي لو هيموت من غيرك ، بس في حد ممكن لو دخلتي قلبه يبقي عنده الحل ، والحد ده هو اللي معاه مفتاح حسن.

جميلة:دلني عليه أوام.

فتحي:الحاجة أم حسن.

جميلة:طب لو ينفع توديني عندها دلوقتي.

وبالفعل انطلقا وذهبا عندها للبيت حسب وصفة فتحي لها فالمسافة كانت قريبة و وصلا و نزلا من السيارة فرأتهما مني ففتحت وهما يصعدان.

مني:وقعتك سودا يا فتحي ، مين اللي معاك دي؟

فتحي:إهدي وبطلي فضايح ، دي جميلة.

مني:لا والله ! بسم الله ما شاء الله ! الله أكبر اتفضلي يا حبيبتي.

و سلمت عليها بترحاب شديد ونادت مني : يا ماما يا ماما، حزري فزري مين اللي جت دي؟

تحية:من غير ماأحزر ولا أفزر هي اللي حبيتها و دخلت قلبي حتي من قبل ما أشوفها، تعالي يا غالية.

وعانقتها بحرارة هي الأخري و أيضاً سارة ذلك الترحاب قد أسعدها كثيراً وتمنت لو اكتمل.

تحية:منورة حبيبتي يا قمراية.

جميلة:ميرسيه يا طنط.

تحية:طنط ده إيه ؟! قوليلي ماما توحة.

جميلة :حاضر يا ماما توحة.

تحية وهي تنظر لفتحي:بس انت وصاحبك كتكو خيبة ما بتعرفوش توصفو.

فهمست مني لزوجها:هي دي اللي عندها ضبة ومفتاح.

فتحي:يوووووووه خلاص بأه.

جميلة:وخلاص ليه؟! هي مين اللي جميلة دي ؟! إزاي ؟ سبحان الله !هه ؟!

فضحكوا.

مني:والله مش عارفة أقولك إيه عل عملتيه مع منة بنتي إمبارح مبسوطة بيكي أوي.

جميلة:ربنا يحميها ! هي عاملة إيه دلوقتي ؟

مني:أحسن الحمد لله بس هي نايمة دلوقتي ، معلش بأه بوظنالك الخروجة انت وحسن، تتعوض ف مرة جاية إن شاء الله.

جميلة وقد تغير وجهها:مش باين لا مرة تانية ولا تالتة.

تحية:يبقي حسن زعلك ابني وأنا عارفاه بيطلع دبش ، مااتعودش لسه يتعامل مع نواعم زيك كده ، قوليلي عملك إيه ؟ حد يزعل القمر ده يا خواتي ؟!

جميلة:لا حضرتك الموضوع مش كده خالص.

فتحي:بصراحة جميلة جاية و عشمانة فيكي ف حاجة كده.

تحية:طب ما دمت ما عشمانة في يبقي اتفضل طريقك أخضر عل ورشة مع صاحبك.

غادر فتحي وقصت جميلة كل شيء لتحية ومني وسارة و بعد أن انتهت لاذ الصمت فترة من الوقت.

فقالت تحية:والله يا بنتي ما عارفة أقولك إيه ، بس كده الحكاية مش سهلة خالص ، انت فين و احنا فين وما يقدر عل قدرة إلا صاحب القدرة ، ومش هقدر ألوم علي ابني ، حسن قفل باب لا هو لا إحنا أده ، لا هتقدري علي عيشتنا ولا هنقدر علي عيشتك ، وحتي لو اتحلت كل حاجة ياتري أعلك هيوافقو ؟! ولا هياخدك غصب عن أهلك ؟!! ولا فاهمة إنه هيسمح ليكي ولأهلك إنهم يصرفوا عليه ؟!

ثم عاد الصمت من جديد لبعض الوقت فاستأذنت جميلة و أخبرت مني بموعد فك الخياطة لطفلتها وأخذت منها رقم هاتفها ليتفقا علي موعد المستشفى ثم انصرفت وتحية كلها خزن علي إبنها و عليها أيضاً فقد أحبتها بحق و تمنتها لولدها ولكن ليس كل ما يريده المرء يكون.

أما جميلة فخرجت من بيتهم و قد سددت كل الأبواب وزاد الأمر تعقيداً و ذهبت لبيتها و ظلت في حجرتها عدة أيام لا تخرج منها لأي سبب.

أما حسن فلم يكن أحسن حالا منها فبرغم من تأكده من حبها له لكن حقيقة عائلتها و مستواها الذي فوق طاقته ولا يقوي عليه فلم يجد إلا أن يعمل و يعمل و يغلق هذا الباب و كلما حن إليها اخرج قميصه الذي كان يرتديه يوم المستشفي و أصابه عطرها و يشتمه يشتم رائحتها ربما تهدأ نفسه ويسكن وجعه والمه لكن هيهات... ،

وجاء يوم فك الخياطة واتصلت جميلة بمني و اتفقتا علي موعد و ذهبت معها بالفعل وقام خالها بفك الغرز والجرح علي ما يرام و فعلاً لم يترك أثر لكنه كان متأففا و متعجرفا منذ أن دخلوا إليه حتي قال لجميلة:يا ريت ترحمينا م الأشكال اللي بتجبيهالي كل شوية دي.

فردت جميلة بإنفعال :علي فكرة يا خالو المستشفي دي بابي اللي عملها و مكتوبة باسم مامي يعني براحتي ، باي يالا بينا يا مني.

و بعد أن انصرفوا من المستشفى وركبوا السيارة.

جميلة:آسفة والله حقك علي ، إوعي تزعلي.

مني:بتتأسفي علي إيه وانت ذنبك إيه ؟ وبعدين ماانت ما خلتيلهوش بصراحة.

جميلة بتردد:طب ، طب وحسن عامل إيه ؟

مني:هه...أ. أ.... حسن ف الورشة ليل ونهار الله يعينه ! لكن ماما اللي واخدة علي خاطرها منك.

جميلة:ليه بس ده أنا حبيتها أوي ، حبيتكم كلكم بصراحة.

مني :يعني... لا جيتي ولا سألتي.

جميلة:حسيت إني مش مرغوب في من أي حد فيكم ، فما حبتش أفرض نفسي يعني.

مني:اخس عليكي ده ربنا يعلم ، رقمي معاكي ما تغيبيش بأه ، وما اتحرمش منك والله يا حبيبتي.

و سلمت عليها ونزلت من السيارة و صعدت مني لأمها وكانت تجلس وبجوارها حسن الذي دائماً شاردا و حزين.

تحية:هه....عملتي إيه؟

مني:الحمد لله تمام والخياطة مش باينة خالص بس الجرح هيتغطي كام يوم وكل يوم نغير عليه ، ربنا يباركله ! مع إنه راجل لا يطاق و يتفاتله بلاد.

تحية:حصل حاجة ولا إيه ؟؟!

مني:عمال يتنطط علينا ومتعجرف أوي بسلامته ويلقح بالكلام ويبصلنا من فوق لتحت كته نيلة.... بس جميلة ادتهمله وما سكتتش و....

حسن بإنفعال :جميلة إيه تاني ؟! انت إيه اللي وداكي عندها ؟ وبتروحي المكان ده ليه ؟ ماكنتي روحتي فكيتي الغرز ف أي حتة ، ولا لازم العوجان؟؟!!!

مني:في إيه يا حسن ما جراش حاجة؟!

تحية:في إيه بس ؟ إهدي يا حبيبي.

حسن:خلاص خلصنا وبتك وخفت.

ثم نظر نحوهم و هو ينهج من الانفعال وانصرف.

تحية:لا حول ولا قوة الا بالله.

مني:والله صعبانين علي هما الاتنين.

تحية:يعني ف إيدنا إيه نعمله ؟ وهي عاملة إيه ؟

مني:زيه كده ، بس خاسة وعدمانه ، وسألت عليه وقولتلها ف ورشته ، بس عملت عاملة تانية.

تحية:هببتي إيه ؟؟

مني:قولتلها إنك زعلانة منها عشان ما سألتيش عليها من يومها ، كنت بغلوش علي سيرة حسن يعني ، بس شكلي عكيتها ، البت مقهورة أوي يا ماما وما عنديش حاجة أقولها ، حكايتهم متعقدة أووي.

تحية:معاكي رقمها صح؟؟؟؟

مني:أيوة ليه؟!!

تحية:إديهولي وما لكيش دعوة.

فأعطتها مني الرقم بالفعل.

ونكمل الحلقة الجاية ،
وشكراً لحسن متابعتكم،
NehalAbdElWahed

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top