ثلاثة ١١
شهقتُ بقوة و وضعَ هاري يدهُ على فمي سريعًا و همس:"لا تُصدري صوتًا أبريل، اللعنة."
"هُناك.. كوبرا.. أفعى."تحدثت و حاولت العودة إلى الوراء قليلاً.
قبل أن تتكسر الاغصان الرقيقة تحتي و تُصدر صوتًا جذبَ إنتباه كُل من الرجل و امرأته.
"هُناك إثنان!" صاحت الفتاة فنظرت نحوهَا هي و الرجل بذُعرٍ لأتذكر هيأتهما.
ذلك الرجُل هنري و تلك الفتاة لا أعلمُ ما إسمها رأيتهما قبلاً مع ماكس عندما إختبأنا منهما أيضًا.
أتذكر أن هنري يريدُ الفوز بأي طريقة حتى و لو كان سيقتلُ الجميع بيده العارية.
"هيّا أسرعي." سحبني هاري سريعًا و بدأ الركض و هو يسحبني وراءه دون توقف.
"لا! " صرختُ فورَ أن سقطت على إحدى الصخور و جرحت ذِراعاي.
"تبّاً.. تعاليّ." حملني هَاري على كتفه و ركضَ سريعًا و لكن في إتجاهٍ بعيدٍ عن الكهف حتى لا يستيطع الرجل و المرأة رؤية الباقينَ منا.
وجد هاري منطقة مُنخفضة أسفل الارض كحفرة كبيرة او شيء كهذا.. أنزلني و أدخلني فيها قائلاً: "أدخُلي."
"ماذا عنكَ؟" هتفتُ و نظرت له و لم يكن هناك مكان في تلك الفتحة الضيق غيرَ لواحدٍ فقط.
"سأختبئ في مكان قَريب، لا تُصدري أيّ صوت."
مسحَ على يدي و قبلها ثمّ ركضَ مُبتعدًا و وضعت أنَا بعضَ الأعشاب و الاغصان الطويلة على فتحة الحُفرة.
"هنري.. لقد إختفيا!" هتفت الفتاة، "سوزي لا بُدَ أنهُما قريبان."ردّ هنري.
"لقد إقتربنا على قتل جميع الفرق إلا تلكَ الفرقة الخاصّةِ بتوم، علينا أن نُنهي عليهم لنخرج من اللعبة و بحوزتنا الأموال لنتزوج." قالت تلكَ سوزي بنبرةٍ حالمة أستمعُ لها.
المكان ضيقٌ بطريقةٍ بشعة و لا يُمكنني حتى التنفسُ جيدًا الآن.. و هُناك شيءٌ يُخبرني أنني قد أصابُ بالنوبةِ الآن!
"لنذهب جميلتي، نحن سنقتلهما عاجِلاً أم أجِلاً."
ضحكَ كلاهُما بصخب و استمعتُ إلى صوت خطواتهما تبتعد عن مكاني.
أخذتُ نفسًا عميقاً كنتُ أكتمهُ منذ مدة و أغمضت عيناي بوهن.
انتظرتُ بضعَ دقائق حتى اتأكدَ من ذهابهِما ثمّ خرجت ببطئ و نظرت حولي بحذرٍ.
"هاري؟" همستُ علّه يكون قَريبًا.
"لا، أكرهُ هذا." شتمت لعلمي بأنه ليسَ قريباً و أنني سأتضطر للبحثُ عنه مرة أُخرى.
ركضت للأمام قليلاً و هتفت بصوتٍ ليسَ عالي للغاية بإسمِ هاري.
لم يكن موجودًا أبداً مما جعلني أفزع للغاية.
جلست بوهن مُتنهدة و لكني إستمعت إلى صوتِ حديث عدة شباب.
إختبأت خلفَ الأشجار و نظرت نحو تلك المجموعة التي تمتلكُ الكثير من المؤن و الحقائب المليئة بالمعدات.
"لقد أخذنا كُل ما وجِد في المخازن، لن يجدَ مُتسابقوا الفرقَ الأخرى شيئاً." ضحكَ شابٌ أشقرَ الشعر ببنية لا بأسَ بها و قامةٍ طَويلة.
إذن فنحن بالفعل لم نجد شيئاً و المكان الخاص بالمؤن كان هنا طوال الوقت و ليسَ في حقل الألغام!.
أردتُ أن أخذَ الادوية و الأطعمة و لم أدري ماذا أفعل.
لا يُمكنني تركهم لأخذ كُل الاشياء و المعدات!.
نظرت حولي و لم أرى أي شيءٍ قد يُفيد حتى إقتربَ منِي ذاتَ العصفور الذي أعطاني الدواء ثمّ فتحَ فمه دونَ إصدارِ أي صوتٍ مُخرجاً كُرة سوداء غريبة و ورقة حمراء.
"إنها قُنبلة يَدوية، حظٌ موفق."
يبدوا أنَ هُنَاك من يرغب في مُساعدتي من الخارج!.
أمسكتُ بالكرة بين يداي أبحثُ عن مفتاح القنبلةِ حتى وجدته..قمتُ بسحبهِ و ألقيت القنبلة بعيداً لتنفجر بقوة كبيرة و صوتٍ صاخب!.
إله السماوات!.
"ما هذا؟!" صرخَ أحد الفتيان و إنتفض الجميع و نظروا حولهم بقلق.
"لنرى.. هيّا جميعًا معي، و كودي إبقى أنتَ هُنا لحماية المؤن." قال الاشقر و ركضَ الجميع مُبتعدين و لم يتبقى غيري أنَا..كودي و المؤن.
الأمر الجيد هوَ أن كودي كان ذا جسدٍ هَزيل و يمكنني ضربه بسهولة كوني حاصلة على الحزام الاسودَ في الكاراتيه!.
رائع، صَحيح؟.
و لكني حقيقةً لا أثقُ في نفسي لذا قررتُ التسلل من خلفه و أخذ حقيبة أو اثنتين ثمّ أذهب ببساطة.
و هذا بالفعل ما بدأت عمله.
إقتربت بحذرٍ من مكان الحقائب الكثيرة المرصوصة على شكل هرم كبير.
لم يكن كودي يشعرُ بي حيث أنه كان يعبثُ في المسدس الموجودِ بحوزته.
أخذت حقيبتان و حملتهما و قبل أن أمسكَ بالثالثة شعرتُ بمعدن المسدس البارد فوقَ رأسي تمامًا.
"همم، ماذا تفعلين عزيزتي؟." قال بنبرة مقرفة حقيرة.
"..أستعير بعض الحقائب منكم." أجبت ببرود و كدتُ ألتفتَ نحوه و لكنه هتفَ قائلاً: "لا تتحركِي!."
"لا تصرخ أيها اللعنة، أذني تؤلمني." حافظتُ على برودة أعصابي لأني شعرتُ بإهتزاز يده الممسكة بالمسدس لأدرك مدى قلقه.
"أنتِ حقًا مُزعجة، سأتخلصُ منكِ الآن." قال بسخرية و أدارَ جسدي بيديه ثمّ ثبت المسدسَ على رأسي.
"أنتَ واثق انكَ ستفعل هذا؟." سألتُ و ألقيت بالحقائب على الأرضِ مُستعدةً لإستخدام الكاراتيه.
"بالتأكيـ.." كاد يُجيب و لكن قاطعه قفزَ ذئبٍ كبير عليه و إسقاطهِ أرضًا.
أطلقتُ صرخة كبيرة في خوفٍ و سقطت على الارض كذلك..أحاول الزحفَ إلى الخلف بعيدًا عن الذئب الذي يلتهم رأسَ كودي.
"أنقذيني!" صرخَ كودي قبل أن يضغطَ الذئب بفكه الحاد على جمجمة كودي فتهشمت تمامًا..!.
إنتفت بفزع و بدأت الصراخ بهستيرية، حاولت الزحف بعيداً و لكن أعصابي و قوتي لم تُساعدني أبداً على الهرُوب.
إبتعدَ الذئب الاسود عن كودي و نظر نحوي بأعينهِ الزرقاء اللامعة.
و هُنا بدأ الإقترابَ مني ببطئ..ثلاثة خطواتٍ بالضبطِ تفصلهُ عني.
****
رأيكُم يقلوبِي؟.
صَلوا على النبي💕
بحبكم جِداً.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top