2~الأُورْجِي...بِدَايَةُ قِصَّتِنَا

قراءة ممتعة🧡

﴿قَدْ تَتَحَوَّلُ عَقَبَاتُ مَاضِيكَ الَى بَوَّابَاتٍ تُؤَدِّي الَى بِدَايَاتٍ جَدِيدَة﴾

- رالف بلوم.

●•●•●•●•●•●•●•●•●•●

- هل تعني أنك مجبرٌ على الزواج خلال هذه الفترة؟!
نبرة جيمين كانت كفيلة بوصف مدى دهشته وتفاجئه، إلا أنّ المعني بالسؤال همهم بينما يحدق نحو اللاشيء.

- المشكلة تكمن في أنك غير مرتبط، ماذا ستفعل؟
تساءَل الطرف الثلاث في هذا الحوار ألا وهو تايهيونغ الجالس قرب جونغكوك على الأريكة.

ظل جونغكوك صامتاً للحظات، ثم تنهد ملقياً بظهره الى مسند الأريكة خلفه مع عينان مغمضتان، ونبرةٍ هادئة قال:
- لستُ أدري.

أشاح تايهيونغ بنظراته نحو جيمين المقابل لهما، ورفع حاجباه بتخمين.

كان الصمت رابعهم لمدة، الى حين قرر جيمين التحدث:
- أحياناً يكون إرتباطك في علاقةٍ عاطفية حلاً لمشاكل عدة...لو أنّ تايهيونغ مكانك لتزوج غداً وإستلم الشركة!

- ماذا تقصد؟!
تساءَل تايهيونغ مدّعياً عدم الفهم، فأجابه جيمين من جديد وسط صمت جونغكوك وبقاءه على ذات وضعه:
- أنت تعرف الكثير من النساء، لمَ لا تبحث عن واحدة لجونغكوك؟!

- وكيف سيكون ذلك يا ذكي؟! هل آتي وأخبرها أنّ لي صديقاً يريد الزواج وسأقدمكِ له بعد أن واعدتها وكانت واقعة بغرامي!..لا تفكر من مؤخرتك جيمين!
أبرز أنيابه بتكشيرة جعلت من جيمين يدحرج عينيه بملل، وسرعان ما صدح صوت صاحب المعضلة من جديد:
- كلا لا تفعل...انا لن أتزوج فتاةً بهذه المواصفات!
صحيحٌ أنّ زواجنا سيكون على ورق، ولكنني لن أقبل بأيٍّ كان، فتذكرا أنّ لي سمعةٌ أحافظ عليها قبل كل شيء.

عاودا التحديق ببعضهما بعد نهوض جونغكوك ودخوله الى غرفته، وسرعان ما نطق جيمين:
- يبدو مشتتاً!

أيّده تايهيونغ بهمهمةٍ خفيفة يليها نهوضه برفقة الآخر ومغادرتهما لمنزل رفيقهما الغارق في دوامةٍ من الحيرة...الأمر أشبه بالبحث عن إبرة وسط كومة قش!

____________________


Vanessa pov:~

كنت أنعم بنومٍ هنيء، الى أن سمعت ضوضاءً وقد تيقنت بمصدرها فعلاً...ومن غيرهم أولئك الشياطين!

حاولت تجاهل ضجيجهم والعودة الى النوم، لكنني لم أستطع!

تدحرجت يميناً ويساراً، كما ودفنت وجهي في وسادتي، ولكن ما من جدوى!

لذا أزفرت بحنق، واِستقمت من فراشي حتى أقضي عليهم، إلا أنّ الغرفة المجاورة لي قد وجدت بها كاي وبومقيو يغطان في نومٍ عميق...جيد تبقّى ثلاثة.

أعتقد أنّ تايهيون نائمٌ برفقة جين...إنه هادئ ويحسن التصرف دوماً، لهذا إختاره جين لينام معه.

وكما خمنت بالفعل...يونجون وسوبين في الغرفة الثانية!

لست أعلم لما تركهما جين في مكانٍ واحد معاً...يونجون وحده كافٍ لإيقاظ سكان الحي بالكامل!

والأروع أنهما الأكبر! إلهي الرحمة!

فتحت باب الغرفة وأول ما رأيته هو...

- سوبين أمسك!
رمى يونجون بتلك الوسادة نحو الآخر، والذي ما إن رآها تحلق نحوه حتى صرخ بذعر وإختفى!

هو لم يهرب من الغرفة، بل إختفى فجأة...ترى أين ذهب!

وما كدت أشغّل عقلي لتخمين مكانه حتى لمس كتفي من الخلف بغتة!

صرخت بذعر لظهوره المفاجئ خلفي، أما الغبي الآخر...فقد كان يرمي بيدية وساقيه المطاطية ويتأرجح كالقرد في الغرفة!

لا تتعجبوا مما أقول! فكل واحدٍ منهم يمتلك قوة خارقة!

- يونجون كفى!
صرخت بنفاذ صبر مع عيناي المنتفختان وشعري المنفوش كالمشعوذات...أعتقد انه سببٌ وجيه ليفزع ويصرخ هو الآخر.

- ڤاني ما به وجهك؟!
سألني بذعر بينما يشير نحو وجهي، فأغمضت عيناي لأنظم أنفاسي وأتمالك نفسي.
- أنا متعبة وبحاجةٍ الى النوم، وأنتما هنا تلعبان وتصرخان كما لو أنّ شمس النهار تتوسط السماء!

- ڤاني، أنا آسف لم أقصد!
تمتم سوبين بحزن، فربتُّ على رأسه حتى لا يبدأ بالبكاء...هذه شخصيته، حساسٌ وجبان ولطيف.
- لا بأس سوبين، فقط أخلد الى النوم وسأشتري لك الحلوى غداً، هل هذا يسعدك؟
اِبتسمتُ بلطف حتى أغير مزاجه، فأومأ لي بفرح وذهب نحو سريره.

أما المجنون الآخر الذي كان يتأرجح رأساً على عقب من ثرية الغرفة ويحدق بنا، فأمرته بالنزول فوراً.

من الجيد انه أطاعني، لأنه إن لم يفعل كنت لأرسله الى المريخ!

- وأنت يونجون...إن لم تخلد الى النوم فوراً، فسأجعل بومقيو يضربك!
رائع...لقد فر هارباً واِختبأ أسفل غطاء سريره، أما انا فأغلقت الأنوار والباب وعدت الى غرفتي...كدت أنام وانا أسير لفراشي!

إنقضت ساعات الليل وحل الصباح...ويالي من مذهلة، نسيت إغلاق الستائر!

كنت أكسل من أن أنهض وأغلقها، لذا دفنت نفسي أسفل الغطاء وأكملت نومي بما انها لا تزال السادسة صباحاً.

وبعدها بساعتين تقريباً، تعرضتُ لإقتحام!

- ڤاني إستيقظي، جين يُعدُّ الإفطار، وبومقيو جعل سوبين يبكي!
ولم يكن سوى يونجون ذو الطاقة الهائلة، والذي حوّل سريري الى منصة قفز حينما لم أستيقظ!..ماذا إن رفسني عن طريق الخطأ!

ومن دون سابق إنذار رميتُ بالغطاء بعيداً، وقد كنتُ على وشك ركله، إلا انه قذف بيده المطاطية نحو النافذة وتفاداني بينما يضحك عليْ.

- هذا رائع.

حقاً!..ولمَ لا؟!..انت من كان يستمتع ويقفز، أما انا فكدتُ أُدهس!

تجاهلته رغم انه يعبث بحقيبتي، ودخلت الحمام...يجب أن أخرج وأُهدِّئ سوبين بسرعة.

وضعي أشبه بمربية أطفال فاقدة للسيطرة على كائناتٍ جالبة للإرتجاج!

خرجتُ بعد دقائق، ويبدو أنّ يونجون قد غادر الغرفة.

أخذت بخطواتي نحو الأسفل حيث المطبخ، فإذا بجين يعد الفطور، تايهيون يقرأ كتاباً بينما يرتشف القهوة، كاي يساعد جين بهدوء، أما بومقيو فهو يشاهد التلفاز ويكاد يضرب سوبين إن لم يتوقف عن البكاء...وأخيراً ذاك المختل، والذي يضع الملح خفيةً داخل كوب تايهيون المنسجم في القراءة...إنه شيءٌ ما بحق!

ألقيتُ تحية الصباح عليهم، وتوجهت نحو سوبين على الفور.
- كفى سوبيني لا تبكِ!
اِحتضنته وربتُّ على ظهره بينما أشزر بومقيو بسخط، فرفع يديه وتذمر بإنزعاج:
- ماذا؟!..لقد أطفئ التلفاز عن طريق الخطأ!

- وبما أنك تعلم أنه كان عن طريق الخطأ لما ضربته؟!
سيفقدونني عقلي!

حدق بي للحظات، ثم أمال شفتيه وكتفيه.
- هكذا.
عاد لمشاهدة التلفاز بعدها دون أن يهتم...هو لا يعلم أنّ لكمةً من يده تساوي ضربةً بمطرقة حديدية ضخمة!

الأمر لا يشتمل على الأربعة الآخرين بما أنهم يمتلكون قوى خارقة، أما الأشخاص العاديون أمثالي!..فقد يسبب لهم ضرراً كبيراً!

بومقيو مزاجي وعصبي للغاية، ناهيك عن أنّ صلابة جسده الهزيل تساوي الفولاذ في القوة!

تجاهلته وهدّأت سوبين اللطيف بقطعة حلوى...انا دائماً ما أُبقيها بحوزتي لمثل هذه الظروف.

وبعد لحظات أشحتُ بنظراتي نحو المطبخ، فإذا بيونجون يُحلِّق في الهواء...يبدو أنّ تايهيون اِكتشف فعلته النذلة بقهوته!

- هذا رائع تايهيون، ولكن إن لم تنزلني فسأتقيأ!
تحدث يونجون بوضعه المتمثل في طفوه عن الأرض رأساً على عقب، لكن تايهيون لم يهتم لأمره، وأنهى قراءة كتابه بينما يوجِّه يده نحو يونجون ليتحكم في طيرانه.

قوته هي خرق قانون الجاذبية...له القدرة على جعل كل شيءٍ يطير، وكذلك التحكم في حركة الأشياء من حوله دون أي عناء، بالإضافة الى كونه عبقري المجموعة.

وحمداً لله انه متزن على عكس ذاك الذي بات وجهه أخضر اللون!

- تايهيون يكفي...سيتقيأ على سجادتي الثمينة!
صرخ جين بفزغ، فأفلت تايهيون يونجون.

وقبل أن يقع الآخر على رأسه تحرك كاي بسرعة البرق، وفي لمح البصر أمسكه وأنزله.

- أشعر أنّ ما تناولته ليلة البارحة يتجول في عقلي!
قهقه يونجون بدوار، فشخرت بسخرية وقلت:
- جيد...على الأقل إكتشفت أنّ الطعام الفاسد هو ما يأخذ مكان عقلك المفقود!
سمعت ضحكةً ساخرة من بومقيو...يبدو أنّ ما قلته قد نال إعجابه.

أما بالعودة الى كاي...او بالأصح هيونينق كاي، فهو هادئ على الدوام وغامض بعض الشيء.

يحسن التصرف، وذو عقلٍ متزن كتايهيون، لكنه أكثر هدوءً ومسؤولية...كما أنه مستمع جيد للآخرين، لأنه لا يتحدث كثيراً.

قوّته هي مناهزة سرعة البرق...حيث أنه يستطيع أخذ جولةٍ كاملة حول الكرة الأرضية في جزءٍ من الثانية!
هذا مذهل! إنه كفلاش من أبطال العدالة!

لا عليكم...قد تتساءلون وتقولون لما لم تتركيهم يأتون الى كوريا بإستعمال قواهم بدلاً من سجنهم داخل الحقيبة.

بسيطة...لأنهم سيفتعلون المصائب خصوصاً يونجون وبيومقيو، بالإضافة الى أنّ هناك من يلاحقهم بالفعل...فعلت ذلك لأحميهم!

تناولنا الإفطار بسرعة لأننا سنخرج في جولةٍ ميدانية رفقة جين...يجب أن أتعرف على طرق ومعالم المدينة بما أنني سأستقر هنا.

نظفنا المطبخ في أقل من دقيقتين بفضل هذا الخماسي، ثم صعدنا لتغيير ثيابنا.

إرتديت شورت من قماش الجينز مع قميص أبيض قصير وحذاء أرضي مفتوح، ثم إتجهت صوب المرآة لأسرِّح شعري...سأرفعه لأنني لا أطيقه منسدلاً.

فتحت حقيبتي، وبحثت عن ربطة شعري...لكنها غير موجودة!

- يونجووووون!
ومن غيره سيفعل ذلك، لقد كان يعبث بحقيبتي قبل الفطور، وأجزم بأنه من أخذها.

كنت على وشك مغادرة غرفتي لأجلبه بالقوة، لكن وقبل أن أفعل دخل كاي بينما يرفعها ليريني إياها.
- هاهي، لقد أوشك يونجون على تحويلها الى عجلة شاحنة!

كما توقعت...يونجون من أخذها وكاي منقذ أغراضي كالعادة من ذاك البربري.

- شكراً لك كاي.
إبتسمت بشكر، وطلبت منه أن يساعدني على رفعه نظراً لكون شعري طويل ويصعب التعامل معه، وهو لم يبخل بمد يد العون لي.

إنه بارعٌ في تسرح الشعر وربطه بطرقٍ جميلة، ولهذا السبب دائماً ما يقوم بتسريحه لي.

يبدو انه قد فرغ من تجهيز نفسه بالفعل...لمَ لا وهو كسرعة البرق!

وبعد أن جهز الجميع خرجنا، تسكعنا معاً وزرنا معالم المدينة الجميلة...لم أعتقد أنّ كوريا بهذا الجمال حقاً!

كما وسنلتقي بأحد أصدقاء جين...إنه محامٍ مثله وسيساعدني في مسألة الحصول على الجنسيةِ الكورية، فأنا بحاجةٍ ماسةٍ لها.

End Vanessa pov.

_________________________

إستيقظ غرابي الشعر عند الثامنة، فباشر الإستعداد للذهاب الى الشركة.

أخذ حماماً منعشاً، وفور خروجه لمح أحمر شفاهٍ مستقر فوق المنضدة، فتذكر تلك الفتاة من ليلة البارحة.

تلك الفتاة التي إصطدم بها في المطار وتسبب في بعثرة أغراضها...تلك الفتاة صاحبة العينين الفاتنتين بزرقتهما الياقوتية اللامعة.

لقد أخذ أحمر شفاهها بعد أن نسيت أمره هناك...والآن أين سيجدها ليعيده إليها؟!

تجاهل الأمر وباشر في تغيير ثيابه، ثم خرج لعمله.

وفور وصوله وجد سكرتيره او ما يدعى بنامجون ينتظره أمام مكتبه.

- صباح الخير سيد جونغكوك، لديك إجتماعٌ مع أعضاء مجلس الإدارة بخصوص الأسهم عند العاشرة، أما بقية اليوم فأخليته كما طلبت مني.
أملى عليه نامجون جدوله لليوم، والذي يعتبر فارغاً بطلبٍ منه، فهو سيبحث عن حلٍ لمشكلته بدل تجاهلها.

- شكراً لك نامجون.

خرج نامجون تاركاً إياه برفقة عقله الشارذ، وسرعان ما تأفف وتذمر بإنزعاج:
- أين سأجد واحدة؟!

قاطعه قرع الباب، ولم يكن سوى جيمين.

- ماذا تفعل؟
إختتم سؤاله بجلوسه أمام الذي يرسم الإنزعاج على محياه، فأجاب الآخر بهدوء:
- لا شيء.

همهم جيمين، ثم إلتزم الصمت، إلا انه وبعد لحظات تحدث من جديد:
- بخصوص زواجك...أنت تعلم أنّ عمي لن يقبل بزواجٍ مدبر!

- ما الذي تقصده؟

- من البديهي أن يرفض زواجك بإمرأةٍ على الأوراق فقط، فهدفه واضحٌ للغاية...عمي يريدك أن تتزوج إمرأةً تحبها لتبني مستقبلك برفقتها، لا أن تدّعي ذلك أمام الصحافة، ما الفائدة إذاً من زواجك حينها؟!

- لكنني لا أمتلك إمرأةً في حياتي لأحبها وأتزوجها، وسأضطر للكذب في كلتا الحالتيْن!
رفع حاجباه بلا إهتمام، فتنهد جيمين وجلس ليفكر برفقة إبن عمه.

_____________________

- رائع، تلك العجوز باعت كل خضارها بفضل الأورجي!
نطق جين بدهشة، فهمهمت ڤانيسا بينما تشرب عصيرها الطبيعي.
- أنظر...جميع الزبائن فتيات!
أراهن أنّ تلك التي إشترت البروكلي لا تحبه أبداً، المسألة تكمن في وسامة دببتي اللطفاء.
إبتسمت بفخر، فشزرها جين من شفير جفنه:
- هل باتوا لطفاء الآن؟!..لقد كدتِ تقتلين يونجون هذا الصباح!

- وماذا في ذلك؟! يونجون يثير المتاعب دائماً ويحتاج الى إعادة تأهيل!
رفعت حاجباها ببساطة كما لو انها أمهم ولها كل الحق في فعل ذلك!

هم يجلسون في حديقة جميلة بها الكثير من الأكشاك والمتاجر والمقاهي، ناهيك عن الطقس الجميل والطبيعة الخلابة من حولهم.

مرت دقائق أخرى من جلوسهم، فإذا بشابٍ وسيم المظهر، فارع الطول، وجذاب الشخصية يتقدم نحوهم.

وقد عرفت ڤانيسا هويته ما إن إستقام جين ورحب به أشد ترحيب...إنه صديقه المحامي.

- مرحباً بك تايهيونغ، لقد أصبحت جذاباً يا رجل!
ضرب جين كتف الآخر بمزاح، فقهقه تايهيونغ وقال:
- وانت...لازلت وسيماً كما عهدتك.

إقتربوا من الجالسة بينما يقهقهون، فعرفهما جين على بعضهما، ويبدو انها قد إستلطفت الضيف كثيراً لأسلوبه اللبق مع النساء.

______________________

جلس أولئك الخمسة على المقاعد ليستريحوا بعد مدة من العمل برفقة المرأة العجوز بينما يحدقون بڤانيسا وجين وذاك الضيف.

- رفاق، ترى من يكون؟!
تساءل يونجون، فأجابه تايهيون ببساطة:
- إنه محامٍ وصديق لجين، أظنه قد أتى ليساعد ڤاني في مشكلة الحصول الجنسية!

- ولما تريد الحصول عليها الى هذا الحد؟! ثم لمَ لا يساعدها جين في ذلك؟! أوليس محامياً أيضاً!
تساءل بومقيو هو الآخر بينما يعقد ذراعيه، ولكن من أجابه هذه المرة كان كاي:
- لأن لها مزايا عدة، خصوصاً وأنّ ڤاني ستقيم هنا بكوريا، أما بالنسبة لجين...فهو قد عاش لسنين طويلة في إيطاليا ولا يعرف قوانين الجنسية الجديدة في بلده.

همهم خمستهم، ثم صمتوا الى أن تحدث تايهيون طارحاً إقتراحاً:
- رفاق...ما رأيكم أن نبحث عن عمل؟!

- عمل؟!
تساءل سوبين اللطيف بحيرة، فهمهم تايهيون وأضاف:
- أجل عمل، أولم تروا كمية النقود التي حصدناها برفقة هذه العجوز؟!

- ولكنها مجرد إكراميات، هي ليست بالمبلغ الكبير!
شخر بومقيو بسخرية، لكن كاي تجاهله وقال بهدوء:
- تايهيون معه حق، يجب أن نعتمد على أنفسنا، فڤاني لن تتمكن من تحمل مصاريفنا بعد إنتقالها لكوريا!

- معك حق كاي، يجب أن نبحث عن عمل.
أيده سوبين، وكذلك يونجون الذي همهم موفقاً لرأيهم، فدحرج بومقيو عيناه بملل، ثم قال:
- حسناً.

إبتسم البقية ووضعوا أيديهم واحداً تلو الآخر في المنتصف، ثم نظروا لبومقيو الذي ما يزال عاقداً ذراعيه.

حدق بهم للحظات، ثم ابتسم بدوره مبعداً الإنزعاج عن محياه ومضيفاً كفه الى أيديهم.

- يحيا فريق الأورجي.
رفعوا أيديهم معاً بينما يهتفون بمرح.

وبالعودة لمن يجلسون حول الطاولة الأخرى...

- ماذا قلت يا سيد؟!
فغرت ڤانيسا فاهها بصدمة، فأعاد تايهيونغ ما قال:
- كما سمعتي يا آنسة، من الصعب أن تحصلي على الجنسية لمجرد عيشكِ في كوريا، لا بل إنه إحتمالٌ بعيد المدى، لذا لا خيار أمامكِ عدى الزواج بمواطن كوري الأصل لتحصلي عليها في غضون ثلاث سنوات من الإرتباط به...أعتقد انها المدة الأقصر غير انه الحل الوحيد!

تنهدت ڤانيسا بيأس وإحباط، فربت جين على كتفها وقال مواسياً إياها:
- لا تزعجي نفسكِ.

- المعذرة...إن كنتِ موافقة على فكرة الزواج، فلدي صديقٌ يبحث عن زوجة!..إنه ثري وحسن الخُلُق والمظهر ويمكنكِ رؤيته إن أردتِ ذلك، كما وأنّ زواجكِ به سيكون على ورق؛ لأنه مضطر لفعل ذلك مثلكِ، يمكنكِ القول انه زواج مصلحة وسينتهي بعد ثلاث سنوات بأرباحٍ لكلا الطرفين.
تحدث تايهيونغ من جديد، فشد إنتباهها بالفعل، لكنها لم تجب بأي حرف.

راقبها لمدة، ثم أخرج بطاقةً من جيب سترته وناوله إياها.
- إنها بطاقة عملي، ستجدين رقم هاتفي بها إن وافقتِ على عرضي.

أخذتها وهمهمت بتردد...هي لا تريد الزواج! فلديها حلمٌ لتحققه وأمورٌ عدة لتنجزها!

إستأذنهما تايهيونغ بعد ذلك، وإنصرف مغادراً، وما إن صعد سيارته حتى إتصل بجونغكوك:
- يجب أن نلتقي حالاً.

بعد مغادرة تايهيونغ بمدة، نطقت ڤانيسا مخاطبةً جين:
- سأذهب لملاقاة هوسوك عند بوابة الحديقة لأذهب معه الى مقابلة العمل، لذا يجدر بك الإعتناء بهم ريثما أعود.

عنت بكلامها أولئك الخمسة او ما يطلق عليهم بالأورجي، فهمهم جين بالموافقة ولوح لها بينما إستقامت هي وغادرت.

_______________________

- يونغي...هذه صديقتي ڤانيسا جيوڤاني التي أخبرتك عنها.
تحدث هوسوك مقدماً الجالسة بقربه لمدير عمله، فإبتسم الآخر برسمية وصافحها.
- تشرفتُ بمعرفتكِ.

أمالت رأسها بإبتسامة خفيفة، ثم عادت للجلوس، وسرعان ما تسائل يونغي:
- إذاً...على حسب علمي أنكِ قد أرسلتي بطلبٍ للعمل في وكالتنا كمدربة رقص.

همهمت ڤانيسا، فعاد هو للحديث:
- جيد...هوسوك إمتدح قدراتكِ كثيراً وأنا أثق بكلامه.

- أجل إنها ماهرة للغاية!
أكد هوسوك بينما يربت على كتفها ويبتسم، فبادلته الإبتسامة، ثم ناولت يونغي ملفها الشخصي ومؤهلاتها.

باشر يونغي بتفحصه مع علامةِ إعجابٍ لما يحتويه...فهي درست الرقص المعاصر بأنواعه بالإضافة الى الباليه في الولايات المتحدة، سيكون غبياً لو رفض عملها كمدربة في شركته!

وسرعان ما رفع نظراته بإبتسامة طفيفة قبل أن يضع أوراقاً ما أمامها برفقة قلم حبر.
- يسرني إنضمامك لعائلة بليدس للفنون والترفيه، وقعي هنا رجاءً.

إتسعت إبتسامتها الفرحة بغبطة جعلتها توقع دون تردد، ثم إحتضنت هوسوك الذي هنّئها بفرحٍ لا يقل عنها في شيء.

- شكراً لك سيد يونغي، سأكون عند حسن ظنك.
صافحته بذات الإبتسامة مع لكنتها الغير متقنة جداً، لكنه نفى وقال:
- لا داعي للرسمية، فنحن هنا كالعائلة.

أومأت له، ثم شكرته وخرجت رفقة هوسوك، والذي سرعان ما ضرب كفه بكفها.
- رائع يا فتاة!..يجب أن نحتسي الشراب لهذه المناسبة.

- بالطبع.

أخذها معه الى غرفةٍ متوسطة الإتساع، بها طاولة كبيرة في المنتصف، بالإضافة الى أرائك ملونة وتلفاز و...كل شيء!

خمنت أنها غرفة إستراحة المدربين، وقد كانت كذلك بالفعل بعد أن تحدث هوسوك:
- هذه الغرفة الخاصة بمدربي الرقص، يمكنكِ أخذ خزانة لتضعي بها أغراضكِ أثناء العمل، أما الباقي فسأتكفل به.

همهمت له، ثم خرجت برفقته بما أنّ لا عمل لها اليوم...ستداوم غداً على كل حال.

تجولت معه في الشركة، وأراها المتدربين وكذلك بعضاً من أصدقائه العاملين بها...هوسوك شاب إجتماعي ومحبوب من الجميع.

وكان قد درس معها في كلية الرقص بالولايات المتحدة وأصبح صديقها منذ ذلك الوقت، وهو من ساعدها على إيجاد هذه الوظيفة بما انه يعمل كمدرب رقصٍ هنا.

______________________

- حقاً؟!
رسم جيمين الدهشة لما قاله تايهيونغ تواً، وسرعان ما لكم كتف جونغكوك الشارذ بقربه بينما يضحك بخبث.
- ماذا؟..إنها إيطالية الأصل وقد إمتدح تايهيونغ جمالها الفاتن، ألا يعجبك هذا؟!

أبعد جونغكوك ذراع الآخر، وتذمر بإنزعاج:
- لا تهمني هذه الأمور حقاً!

- إسمع جونغكوك، إنها حسنة الطباع وقد ميّزت هذا جيداً، كما انها جميلة المظهر وليست كورية!
أعني لن تتقيد بعائلتها او تقلق بشأن زواجكما المزيف!..هي تريد الجنسية وانت ستلبي طلب والدك، اما عن الكذب فيما يخص علاقتك بها امام عائلتك، فسنتكفل بهذا انا وجيمين...أوليس الصديق وقت الضيق؟!
قهقه تايهيونغ بينما يضرب كفه بكف جيمين، فإبتسم جونغكوك لحماقتهما، ثم قال:
- تتحدث بثقة رغم أنها لم تمنحك الموافقة بعد!

- وماذا إن وافقت؟!
كتف تايهيونغ ذراعيه وإتكأ على الكرسي بثقة، فرفع جونغكوك حدقتيه نحوه وقال ببساطة:
- سأوافق أيضاً.

إبتسم تايهيونغ بجانبية، وناظر جيمين الذي رسم شبيهتها على شفتيه، ولكن عودة جونغكوك للتحدث جعلتهما ينظرا نحوه:
- ولكن سأقابلها أولاً، ربما لا تعجبني!
فغر تايهيونغ فاهه وأرخى كتفيه، وسرعان ما أغمض عيناه وتحدث بقهر:
- إبن عمك مغفلٌ حقاً!..أخبرته انها فاتنة الجمال وجسدها مغرٍ للغاية، إنها نعمةٌ من السماء وهذا الأحمق ما يزال يعترض!

دحرج جونغكوك مقلتيه بملل وإستقام تاركاً إياهما.

ليس لديه شك في كلام تايهيونغ، لكن من حقه رؤيتها والتحاور معها بشأن هذه الخطوةِ الكبيرة...وهذا إن وافقت بالطبع!

____________________

وعند حلول المساء..إحتست ڤانيسا الشراب رفقة هوسوك وجين والأورجي...حتى أنّ يونغي قد إنضمّ إليهم.

هوسوك يعلم بحقيقة أولئك الخمسة بالفعل، لذا إضطرت للكذب على يونغي والقول انهم أقرباء جين.

وطوال فترة جلوسهم وحديثهم لم يخلوا من العشوائية والضحك...لقد إستمتعت بوقتها كثيراً.

كما وإستلطفت يونغي رغم شخصيته التي تبدو جادة بعض الشيء، ولكن الجميل فيها هو انه غير متغطرس ومتواضع الى حدٍّ كبير، لدرجة انه أتى وإحتسى الشراب معهم بمناسبة إنضمامها الى شركته الصاعدة كنوعٍ من التهنئة.

أصبح صديقاً لهم بعيداً عن كونه رئيس عملها، بالإضافة الى دفعه ثمن هذا العشاء من ماله الخاص...وبالنسبةِ لكونها إيطالية الأصل، فثقافة بلدها تنص على أنّ هذا التصرفٌ يعتبر مهذباً لأبعد الحدود ونبيلٌ أيضاً.

إنتهت تلك الأمسية بعودتها هي وجين والأورجي الى المنزل...يونجون ثمل كثيراً ووضعه بات خارجاً عن السيطرة، لذا تكفل بومقيو بإمساكه وأحكم عليه حتى لا يفتعل جنوناً يكشف حقيقتهم أمام العامة!

أما البقية...سوبين لم يشرب أبداً لأنه لا يتقبل طعم الكحول، كاي وبومقيو لا يثملان بسهولة، أما تايهيون فلا يشرب إلا قليلاً بحجة ان الإسراف منه يضر الصحة.

وفور دخولهم المنزل، صعدت ڤانيسا لغرفتها وغيرت ثيابها، ثم إستلقت في فراشها تقلب كلام تايهيونغ في عقلها.

فكرة الزواج لا تروقها البتة، لكنها بحاجةٍ ماسة للحصول على الجنسية، غير انه لا توجد طريقةٌ أخرى أبسط من تلك!

لذا أزفرت أنفاسها بثقل وأغمضت جفنيها بحثاً عن النوم...لكنه لم يزرها!

ظلت تجدف طوال الليل في بحر أفكارها...يجب أن تقرر.

وحسب كلام تايهيونغ هذا الصباح، فهمت أنّ الطرف الآخر مجبرٌ على الزواج مثلها، لذا لن يكون زواجاً حقيقياً.

يمكنها عيش حياتها كما تريد، وسيكون هو ورقتها الرابحة للحصول على الجنسية والإستقرار هنا بكوريا بما أنّ لها حلماً تحققه ألا وهو أن تصبح مدربة رقصٍ مشهورة، وتحصد لقب البجعة البيضاء في مهرجان رقص الباليه.

أخبرها جين أنّ بلدهم يدعم هذه المجالات، ويمكنها إبراز نفسها بالعمل في إحدى الوكالات الفنية، ولهذا السبب تشجعت وأتت معه الى كوريا.

ستحقق حلمها وستصبح راقصة باليه ومدربة مشهورة كما ترغب...ولن يقف أي شيءٍ في طريقها.

●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●

#يتبع...

- رأيكم بالبارت؟

- رأيكم بالخماسي وقدراتهم العجيبة؟

- شو قصتهم وليش عندهم هاي القدرات؟

- تايهيونغ يلي طلع محامي مثل جين؟ وكمان صداقتهم القديمة ومعرفتهم ببعض؟

- رأيكم بشخصية تايهيونغ وجيمين وجين؟

- رأيكم بشخصية جونغكوك؟

- رأيكم بشخصية ڤانيسا؟

- رأيكم بشخصيات الأورجي؟

- شو رح يكون قرار ڤانيسا؟

- رد فعلكم بعد ما عرفتوا أنّ الرجل يلي إصطدمت بيه ڤانيسا في المطار كان نفسه جونغكوك؟

- توقعاتكم للجاي؟

- نسبة حماسكم؟

وكالعادة أخذت راحتي في الأسئلة😂

ما علينا...وهلا أوصفولي شعوركم بعدما عرفتوا ان الخماسي العجيب هم أولاد TXT.

طبعا واضح انهم خوارق وعندهم قدرات عجيبة، وكمان كل واحد عنده شخصية تميزه.

بس خبروني..مين أكتر واحد حبيتوه؟ ومين هو بايسكن بالحقيقة؟

- يونجون:

- سوبين:

- بومقيو:

- تايهيون:


- هيونينق كاي:

وهاذول بقية الشخصيات يلي ظهرت بالبارت:

- يونغي:


- نامجون:


- هوسوك:

كل واحد فيهم إله دوره ورح تكتشفوا شخصياتهم اكثر القدام.

وكمان وضحت ان البطلة راقصة باليه وبتعرف كمان عدة انواع من الرقص المعاصر، وان يونغي عنده وكالة ترفيهية، وهوسوك بيشتغل فيها لانه كمان دارس الرقص.

اذا عندكم اي استفسار بخصوص اي شي ما كان واضح بالبارت فإسألوني هون بشرط ما يكون حرق للاحداث.

طبعا بالنسبة لموضوع الحصول على الجنسية وما الى ذلك في كوريا فما جبت شي من راسي، هاد هو قانونهم بخصوصها، يا إما تكون عندك اصول كورية، او تتزوج مواطن كوري لمدة لا تقل عن ثلاثة سنوات، واذا بدكم تتأكدوا فيكم تبحثوا عنها بقوقل.

وبالنسبة لشخصية تايهيونغ بالرواية فهي ما بتشبه شخصية جونغكوك بسقوط الأقنعة، يعني ما تجوني وتقولوا انه زير نساء وهيك، كل يلي في الموضوع انه معجب بنفسه وكل البنات بتلاحقه عشانه وسيم وجذاب وثري، وهو متعود ع هاد الشي وعاجبه كمان انه محط انظار واعجاب الجنس الآخر، وجونغكوك بسقوط الاقنعة كان لعوب ويطارد النساء ويغويهم، لهيك فيه فرق بين الشخصيتين، ومع تقدم الاحداث رح تفهموا كلامي وشخصيته اكثر بإذن الله.

ونجي الحين لموضوع المقتطفات التشويقية...

طبعا التصويت الاعلى كان لصالح اني اسويها، لهيك رح بلش حطهم من الفصل القادم.

أشوفكم على خير💫

I purple you💜

See you next part...

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top