04: المنزل.
وضعت الكيس في حقيبتي لكن شدني صوت صراخ، خرجت ورأيت ماثيو وسام يحاربان المتحولين «تبًا!» أخرجت مسدسي وبدأت بإطلاق النار عليهم، مات خمسة وهناك المزيد ولكن للأسف نفد الرصاص، أخرجت المشط الثاني وعبأته وبدأت في إطلاق الرصاص مرة أخرى.
هم عشر رصاصات ومات منهم تسعة فقط، تبًا لم يعد لدي رصاص، أرجعت المسدس بجانب خصري وأخرجت السكين، أتساءل لمَ يرمون السلاح عندما ينفذ الرصاص؟ أعني فقط تحتاج للرصاص أنت لا تريد أن تبحث عن مسدس آخر، أهذا حقًا وقت تفكيري بهذا؟ «غبية» همست لنفسي وبدأت في قتلهم واحد واحد.
«آيسل!» صرخ أحدهم من خلفي والتفت لأرَ أحد المتحولين يهجم علي، كنت سأرفع السكين وأهاجمه لكن فات الآوان ليقفز هو علي وأسقط أنا أرضًا يحاول عضي، لمَ شكله هكذا مثل الأموات؟ قاومته ولكن فجأة سقط علي ميتًا، أبعدته ورفعت رأسي لأرَ أحد على سطح المبنى الذي أمامنا ويحمل قناصة، لفت انتباهي شيء أسود اللون عند الباب لأرَ فتى يلوّح لنا ب «تعالوا» ركضنا نحوه لأن عدد المتحولين ازداد والذخيرة نفذت منا.
دخلت وأغلقت الباب خلفي وارتكيت عليه لأتنفس بقوة «هل أنتم بخير؟» سألتهم وهم اومأوا بأجل، رفعت رأسي لأرَ فتى بشعر أسود اللون يبتسم «مرحبًا، أنا كايل» قال بسعادة كما لو أن كل شيء بالخارج جيد ولا يوجد مخلوقات تحاول أكلنا «آيسل» قلت بتقطع بسبب أنفاسي، استقمت وصافحت يده «آيسل» قلت ليبتسم «أهلًا آيسل، سعدت بلقائك».
«لمَ أدخلتهم بحق اللعنة؟» صوت رجولي صدر يلحقه خطوات على درج حديدي، رفعت رأسي لأرى أمامي رجل ضخم البنية، حسنًا ليس ضخم ولكن لديه عضلات، أشقر الشعر بني العينان ويرتدي زي الجيش ولكن فقط البنطال وبلوزة بيج.
«بحقك تايلور كانوا بحاجة للمساعدة» تايلور إذًا «نحن بحاجة للمساعدة» قالها وهو نظر نحونا، مهلًا، بنظرة إشمئزاز؟ فليمسكني أحدهم قبل أن اقتله «ربما هم يستطيعون مساعدتنا، نحن فقط ثلاثة وهم خمسة، هيّا تايلور» قال كايل بإبتسامة مشعة، سيقتلني هذا الفتى بإيجابيته، أستطيع أن أرى السعادة والحماس يشع من عيناه.
«ربّما، حسنًا» قالها ثم وجه نظره نحونا «أنا الضابط تايلور، أعمل لدى الجيش، وهذا هو الجندي كايل، ومهمتنا هي إيصال الطبيب سايلس» وأشار إلى الرجل ذو الشعر البني الجالس ينظر لنا بوجهٍ خالٍ من التعابير، هل أستطيع قتلهم؟ «إلى بارادايس» ابتسمت لمجرد ذكر الاسم «إذًا هي حقًا منطقة آمنة؟» سألته وهو وجه نظره نحوي ونظر لي من الأسفل للأعلى وأنا شكلت يدي على شكل قبضة «أجل هذا ما سمعناه» قال «ونحن ذاهبون إلى هناك أيضًا» قال ماثيو «أرأيت؟ هم ذاهبون إلى هناك أيضًا، ربّما يسعد حظنا بوجودهم» قالها كايل.
«من قائدكم؟» سأل المدعو تايلور وجميعهم نظروا نحوي وأشاروا لي بأصابعهم كما لو أنني متهمة بجريمة قتل «تايلور، ضابط في الجيش» ومد يده لأصافحه «آيسل.. فقط آيسل» وصافحته أيضًا، أبتسم بتصنع وأنا رديت الإبتسامة، لا أثق به لأخبره أنني اعمل في منظمة، أو كنت أعمل.
«حسنًا بعد نصف ساعة سوف نخرج من هنا» تكلم الضابط تايلور أخرق، أعجبني وقع الاسم «ولكن يجب على الذهاب لمكان ما أولًا» قلت لهم «إلى أين؟» سأل باستجواب «لا تقلق هو في طريقنا، علي إحضار صديقتي» نظر نحوي «حسنًا، لا بأس بالمزيد من الأشخاص للحماية» أيظن أن اصدقائي دروع لديه؟ أقسم لو لم يكن يريد الذهاب للمنطقة الآمنة لقتلته على تفكيره هذا.
إرتحنا قليلًا لمدة نصف ساعة وتجهزنا للذهاب «مهلًا لحظة» قلت وتوجهت للباب «إلى أين أنتِ ذاهبة؟» قالها ومد يده ليمنعني من الخروج «لأجلب المزيد من الحماية» قلت وهو نظر لي مطولًا وأزاح يده، فتحت الباب ونظرت ليميني وشمالي ولم يكن هناك أحد، ركضت لصغيرتي واختبأت خلفها، فتحت باب الصندوق لأدخل بها وحركتها بحيث تصبح داخل الزقاق الذي سنخرج منه، وبسبب أن الزقاق ضيق خرجت مرة أخرى من باب الصندوق.
«ما هذا؟» سأل كايل «حمايتنا» قلت وفتحت الحقيبة لأفرغ ما في الصندوق فيها، نظر تايلور نحوهم ثم أبتسم بجانبية ثم وجه نظره نحوي «آيسل فقط ها؟» قالها بسخرية لأبتسم وأرفع كتفاي بمعنى لا أعلم.
أخذنا الأسلحة والطعام وبدأنا بترتبيها في الشاحنة الكبيرة التي سنذهب بها، عندما انتهينا من من ترتيب الحقائب وقفت أمام سيارتي «هيّا ما الذي تفعلينه؟» سألني ماثيو لأومئ له بالصمت، احتضنت سيارتي «سأشتاق لكِ كثيرًا، سوف أعود لأجلكِ، أعدكِ إذا انتهت المجزرة وكنتِ لا تزالين حية سأعود لأخذكِ، لطالما كنتِ ابنتي الصغيرة» قلتها وخرجت شهقة مني، مسحت دموعي واحتضنتها بعنف للمرة الأخيرة.
ألتفت لأرى توم، كايل، جايسون وماثيو يكتمون ضحكهم، تايلور، سام وسايلس ينظرون نحوي بفم سيصل للأرض «خذوا صورة أفضل» وأخذت وضعية التصوير وقبلة في الهواء «محاط بأطفال» تذمر تايلور وهز رأسه بخيبة ومشى الشاحنة وأنا مددت لساني له ومشيت خلفه، ركبنا الشاحنة الكبيرة، المتعجرف سايلس والضابط تايلور أخرق في الأمام، أما نحن الباقي في الخلف، وضعت السماعات في أذناي واغمضت عيناي للساعتين القادمتين.
---
شعرت بالشاحنة تتوقف، فتحت عيناي وأزلت السماعات، نظرت نحوي لأرى أمامي منزلي «كيف عرفت أنه هنا؟» سألت تايلور بعد أن نزلنا وأشار نحو ماثيو لأبتسم، دخلت المحل ورأيت هناك العجوز سيد «مرحبًا سيد، كيف حالك؟» سألته بلطف، هو يحرس المنزل في غيابي وعندما تكون لارا هنا «أهلًا يا ابنتي، بخير، هل أنت بخير؟» سألني «أجل تعلم أستطيع الاعتناء بنفسي، حسنًا سأدخل، اعتني بنفسك» قلت ودخلت للداخل، وكما في منزلي ضربت الحائط ليفتح باب وننزل الدرج، هو من الخارج تظنه محل ولكن هو فقط تخفيّ للمنزل.
«لارا!» ناديت عليها وسمعت صوت خطوات ثم رأيتها تركض نحوي، فتحت يداي واحتضنتني بشدة أو قفزت علي لأقهقه «على مهلكِ يا فتاة» قلت «آه لو تعلمين ماذا حصل هنا، قلقتُ عليكِ كثيرًا وعلى الأحمق المدعو ماثيو، أين هو على أي حال؟» سألت بلهفة وأنا أشرت على ماثيو الذي عيونه تتشكل على شكل قلوب حب وهي ركضت نحوه وقفزت عليه واحتضنته «اعتبروه منزلكم، فيه جميع ما تحتاجون» قلت لهم وهم اومأوا لي.
مشيت حتى صغيرتي وحملتها برفق «اه كم اشتقتُ لكِ» واحتضنتها بقوة وهي تضحك «أنت تشبهينه بإبتسامتك الجميلة هذه» قلتها وأنا أتأملها، يا ترى كيف حاله الآن؟ هل هو حي بعد كل تلك المجزرة؟ وإذا كان حي، لا يزال يتذكرني؟ كفاكِ شفقة على نفسك آيسل، هو من أراد ذلك، قالها عقلي الباطني لأطرد هذه الأفكار من رأسي وأقبل أنف ميلا الصغير «هل أحضرتيه؟» سألتني لارا «آه، أجل» قلت واعطيتها كيس الدواء، أخذت مني ميلا وأعطتها الدواء وأطعمتها حتى نامت.
خرجت لغرفة المعيشة لأراهم جميعهم يجلسون «الليلة سوف نرتاح هنا وغدًا سوف نذهب» قالها تايلور لنومئ له. أكلنا جميعنا وعند التاسعة ذهب الكل إلى النوم لكن أنا لم أستطع النوم لذا ذهبت للمكتبة، أخذت كتاب لتتحرك المكتبة ويظهر خلفها جميع الأسلحة المرتبة.
أخذت سلاحي المفضل، مسدس 45 يو إس بي 12 رصاصة وبدأت بتفكيكه ثم تجميعه مرة أخرى، هوايتي المفضلة.
أنا لم أكن هكذا قبل ست سنوات، كنت مسالمة ولا أحب تلك الأشياء ولكن بعد تلك الحادثة وموت أبي تغيّرت كثيرًا، كثيرًا كثيرًا، أنا لم أكن تلك الفتاة القوية والتي تغضب بسرعة، بل كنت حساسة وباردة أحيانًا لا أغضب بسرعة.
«لا زلت لا أصدق أنكِ آيسل فقط» قاطع تفكيري صوت لأرفع رأسي وأرى أمامي تايلور المبتسم بسخرية «ما الذي تريد معرفته؟» سألته وأنا أفكك السلاح «من أين لكِ بتلك الأسلحة وهذا المنزل؟» سألته لأنظر لن «حسنًا، بما أنكَ أخبرتني أنكَ ضابط في الجيش سأخبرك، أنا أعمل لدى منظمة الإجرام الجنائي*، قبل أن استقبل البارحة لسوء فهم، معك العميلة 187» قلت بإبتسامة ثقة.
«عميلة، همم لو أتوقع هذا» قال وهو يبتسم بجانبية «ماذا توقعت؟» سألته ليرفع كتفاه «لا أعلم شرطية، ربّما جندية ولكن عميلة وفي منظمة الإجرام الجنائي؟ لم أتوقع هذا، جميل» قالها وتقدم ليأخذ رشاش طومبسون 50 رصاصة «هذه المفضلة لدي بعد هذا» رفعت الذي في يدي وأشرت إلى الذي في يده «جميل» همس وهو يتفحصه «أليس كذلك؟» أومأ هو.
نصف ساعة جلسنا في الغرفة فقط نتفقد الأسلحة دون أي كلام، أنا أخذت الذي أحبّه في حقيبة ظهر أخرى وجهزتها، وهو أيضا أخذ الذي يريده، وبعد أن انتهينا ذهب كلًا منا للنوم.
---
*الإجرام الجنائي: منظمة من عندي.
إنجوي بيبيز. 😔🤎
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top