8

الفصل الثامن 
ــــــــــــــــــــ
" التجربة "

-" امي أسرعي سنتأخر "
وقفت كريستين في منتصف الردهة عند غرفة نوم والدتها في حين حاولت جوانا ان تنهي ارتداء ملابسها
-" هل لديك هدية نيكول "
-" آه "
اندفعت كريستين تجاه غرفة النوم و عادت بلفة كبيرة , فقد احضرا الهدية الليلة السابقة , كانت عبارة عن لعبة كبيرة وكانت تعلم كريستين مدى امل نيكول فيها قالت لوالدتها :
- " اعتقد ان السيد لوند لطيف جدا حتى يسمح لنيكول ان تقيم هذا الحفل اليس كذلك؟ "
- " شجاع جدا اعتقد انه وصف ادق كم عدد الفتيات الاتي سيحضرن ؟"
- " خمسة عشر "
- " خمسة عشر " صاحت جوانا في صوت مصدوم
- " لقد دعت نيكول عشرون ولكن لم يتمكن من الحضور سوى خمسة عشر "
هزت جوانا رأسها , فقد كان محقا في ان يشعر بالرعب عندما وصلا وجدا ان الجراج امام مسكن تانر بدا وكانه عرض مسرحيزكان هناك الكثير من الأباء ينزلون ابنائهم و كانوا كفيلين بأحداث ازمة مرورية

" استطيع ان اعبر الشارع اذا اردت تتركيني هنا "
اقترحت كريستين وهي تنظر الى الحشد الكبير من الفتيات
" سأحاول ان اجد مكان لأضع سيارتي "
-" هل تبحثين عن مكان لسيارتك؟ لماذا؟ لايجب عليك ان تدخلين اذا كنت لا تريدين ذلك’ اعتقد انك قد ذكرت اننا سننهي مقعد جدي الذي جاء به لنا الصيف الماضي "
- " ذكرت ذلك ولكنني احساس قوي ان والد نيكول سيكون في حاجة للمساعدة "
-" انا متاكدة انه لن يكون في حاجة الى أي شئ يا امي , السيد لوند شخصيه منظمة جيد واعتقد انه متحكم في كل شئ "
اندهشت جوانا من رد فعل كريستين فقد كانت تتوقع ان تشجع ابنتها فكرة ان يكونا معا
اخيرا وجدت مكانا للسيارة واسرعا بعبور الشارع وكانت كريستين منغمسة في التفكير حول موقف والدتها ثم قالت كريستين بعد فترة من السكون :
-" امي اعتقد ان فكرة مساعدة السيد لوند فكرة جيدة واعتقد انه سيحس بالأمتنان " .
لم تكن جوانا واثقة في هذا الوقت فقالت :
" اشعر انني سأندم على ذلك في المستقبل "
" كلا لن تفعلي "
كانت جوانا تعتقد ان كريستين على وشك ان تطلق واحدة من احدى عباراتها الشهيرة عن الأطفال والأجازات والفطائر المجهزة بالمنزل ولكنها لم تواتيها الفرصة لأنهم قد دخلوا المبنى وقابلوا بعض اصدقاء كريستين
كان تانر يقف في مدخل شقته وبدأت عليه علامات الدهشة والأنبهار عندما رأها وقالت جوانا وهي تخلع معطفها :
" لقد جئت للمساعده فهذا الحشد يحتاج اكثر من والد للتحكم به "
بدأ للحظه وكأنه يريد ان ينحني ويقبل قدميها فقال :
" اشكرك و حماك الله "
" ثق بي يا تانر , انت مدين لي "
نظرت حولها لترى الفوضى وقد تحكمت في المكان وكانت الفتيات قد شكلت مجموعات صغيرة وعلا صوتهن في المناقشة
" هل البيتزا جاهزة ؟"
سألت جوانا وهي ترفع صوتها ليسمعها من خلال الضوضاء
" انها في المطبخ فقد طلبت ثمان حجم كبير , هل تعتقدين انه ستكفي ؟"
" اعتقد انك ستمضي الأسبوعين القادمين تأكل البقايا "
ولكن اثبتت الفتيات خطأها , فلم ترى جوانا مجموعة اكثر جوعا منهن من قبل
جاء الوقت لمشاهدة الفيلم فقررت جوان ذلك في حين كانت الفتيات في نوع الفيلم , بدأ تانر في جمع البقايا والأطباق المتسخة وبانتهاء الفيلم , سيكون الوقت قد حان للتزحلق
ساد السلام والهدوء بمجرد ظهور توم كروز على الشاشة وذهبت جوانا لتنضم الى تانر في المطبخ وكان قد جلس يحك يديه فوق جبهته وقال :
" اشعر بالصداع"
" لقد تأخر الوقت لذلك و في الحقيقة, اعتقد ان كل شئ يسير على ما يرام والجميع ينعم بوقت طيب و نيكول مضيفة مدهشة "
- " هل تعتقديم ؟ اهي كذلك ؟"
- " بالطبع !"
ابتسم تانر وهو يشعر بالراحة وقال :
" اود تناول قدح من القهوة "
- " اوافقك على ذلك "
امتلأت الأقداح بالقهوة وجلسا ثم وجه الصندوق ناحيتها وهو يقول :
-" البيتزا فكرة جيده حقا ولكن ماالذي جعلك تقررين ان تفسدي أمسيتك وتأتين لمساعدتي"
- " لقد فاتك ما كنت اسأل عليه "
-" افعلت "
-" كنت احاول ان اعرف اذا كان لديك موعد اليوم"
وجدت جوانا انه يعد سؤالا غريبا فقالت :
" بالطبع لا "
- " لم يبدو ذلك واضحا بالنسبة لي فأنت وحيدة وليس لديك الكثير من الليالي التي تكونين فيها بدون مسئولية وكنت اعتقد انك ستستغلين ذلك الوقت في ان تخرجين مع شخصية خاصة"
- " لقد كبرت على ذلك فقد تجاوزت الثلاثين"
- " اذن فأنت لا تواعدين شخصا خاصا"
- " تانر تعلم انني لا افعل ذلك"
- " لا اعلم شئ عن هذا "
- " حسنا مالأمر "
- " نيكول "
- نيكول ما بها ؟! "
- " كانت تقول لي ذات يوم انك قد قابلت شخصا قريبا وكما قالت بدا وكأنه امير حقيقي " شخص ثري ووسيم وقد كان معجبا بك وقد ادعت انك تقابلينه كثيرا وأنك وقعت في غرامه"
فزعت جوانا وهرعت واقفة وهي تشير الى الفتيات اللاتي كان يشاهدن العرض وهي تحاول ان تبتلع طعامها فقال تانر :
- " لا تغضبي مني " انني اردد ما قالته كريستين لنيكول وما ذكرته لي نيكول "
صاحت جوانا :
" لقد كانا يخططان ثانية , الا ترى ذلك؟ كان لابد ان اعرف ان هناك شيئا ما , فقد خيم الهدوء طويلا و لقد كانا يخططان , لأن محاولتهما المباشرة لم تفلح "
-" اهدئي يا جوانا" فيجب ان نكون اكثر ذكاء من طفلتين "
- " هذا سهل عليك ان تقول ذلك "
-" دفعت بخصلات شعرها الى الوراء بعيدا عن جبهتها ثم استدارت لتواجهه
" حسنا الن تقول شيئا , هذا ليس امر مضحك واود ان تأخذه جديا "
-" بالفعل انا افعل "
-" كلا انك لاتفعل "
-" نحن عاقلان بالغان ياجوانا , ولن نسمح لطفلتين ان تمليان علينا مانفعله "
-" هل هذه حقيقة ؟" انني سعيده لأنك بمثل هذه القوة ولكنني اراهن على انها لم تكن فكرتك ان تقيم مثل هذا الحفل فربما قد رفضت الأمر برمته عندما اقترحت عليك نيكول ذلك ولكن بعد ان ذكرتها لك ثلاثين مرة في خلال ثلاثين دقيقة , ضعفت وبهذا ضربت نيكول النقطة الصائبة , لو كانت نيكول ابنتي لكانت استغلت كل الألاعيب لاقناعك بأمر الحفل خاصة وانها تعلم مدى شعورك بالذنب لتلك الرحلات واعتقد ان نيكول ايضا قد ذكرت ايضا ذلك عشر الى اثنى عشر مرة وقبل ان تفيق وجدت خمسة عشر فتاة تقف ببابك
اصفر وجه تانر فقالت في اصرار :
-" هل انا على حق "
فأجابها تانر :
- " قريبة جدا من الحقيقة "
زفرت جوانا وهي تقول:
-" لا امانع ان اخبرك , انني قلقة بخصوص هذا الأمر , فأذا كانت نيكول وكريستين تخططان ضدنا لذا علينا ان نضع خطة مضادة قبل ان يتسببا في دفعنا للهواية لايجب ان نسمح لهما ان يحركونا كذلك "
-" اعتقد انك قد تكونين على حق "
ونظرت اليه نظرة حادة ثم قالت :
" هل لديك اقتراحات ؟"
- كان يتسم بالذكاء الذي يكفي لادارة أكثر من الفي موظف , فحتما هو قادر على التفكير في طريقة ما للتحكم في هاتان الطفلتان
ولكن تانر أجابها :
-" لاشئ , ماذا عنك ؟"
- " لايجب ان نكون على الاتصال مستمر ولا يجب ان نصدق ما يقولان الا ان نتأكد من صحته "
- " لدينا مشكلة اخرى جوانا "
-" ماذا ؟ "
-" لقد حدث "
- " ماذا حدث "
-" ان نيكول كانت تقول لي انك وقعت في غرام ذلك الشاب الغني "
-" نعم"
-" والغرض من هذه القصه المختلقة ان ابدو غيورا وقد حدث "
-" احقا ؟"
شعرت جوانا بالثلج في أطرافها وهز تانر رأسه ثم قال :
" لقد ظللت افكر في مدى اعجابي بك وكم سعدت لكلامي معك وقد قررت انني عندما انتهي من أمر هذه الحفلة سأعودك على العشاء"
-" لكنني قد ابلغتك من قبل انني لست مهتمة بعلاقة عاطفية و ان الزواج مرة واحدة يكفي بالنسبة لي "
-" لا اعتقد ان هذا هو الأمر الذي اقلقني "
-" اذن ماهو الأمر ؟!"
كان واضحا من الطريقة الذي كان ينظر بها انه شعر بعدم ارتياح ثم قال :
-" لقد ظللت افكر في ان رجل آخر سيقبلك وبصراحة هذا قد أثر في كثيرا وكان مدعاة لقلقي ".

كان الجو يسوده الهدوء الكامل حتى ان جوانا كانت تخشى التنفس وحاولت ان تضع نفسها مكانه أي اذا علمت من كريستين انه يواعد امرأة أخرى وحينئذ شعرت جوانا بأنها تتلوى من الم في جوفها و انها حينئذ لن تشك لحظة ان ما بدأه الطفلتان قد نجح , فمجرد التفكير فيه و هو يقبل امرأة اخرى ينتج عن ذلك الم و أي الم , نوع خاص لايمكن ان يوصف ولا ان ينكر قال تانر :
-" ان تقبيلك تلك الليلة كان اسوأ شئ فعلته , اعلم انك لا تريدين التحدث في ذلك وانا لا الومك "
-" تانر كان سيكون الأمر كذلك معي"
-" امتأكدة انت "
-" انني خائفة ماذا سنفعل الآن ؟"
-" اعتقد ان اول شئ علينا ان نفعله هو ان نجري اختبارا صغيرا "
كان يقدم اقتراحاته بصوت هادئ ورزين ثم اطلق زفرة عميقة واستطرد قائلا :
-" لقد مرت ثلاثة أسابيع منذ ان خرجنا مع الفتيات انه وقت كافي لنخرج فكرة تلك القبلة من تفكيرنا اليس كذلك ؟"
وافقت جوانا فقد كانت تحاول كل هذا الوقت ان تخرج تلك الفكرة من فكرها ولكنها لم تفلح ولم يكن هناك أي داع لتخبره بغير ذلك فعاد تانر يقول :
-" يبدو لي ان علينا ان نجرب مرة أخرى من اجل البحث ولنعلم ما نحن مقبلون عليه وما نتعامل معه "
لم تكن جوانا في حاجة لان يقبلها ثانية لأنها تعرف ان ذلك يعجبها فكانت اول مرة كفيلة لتعرف مدى انجذابها له واعجابها له لذلك لم تكن في حاجة لقبلة اخرى ثم اضاف تانر :
-" واذا ما عرفنا سنقرر في أي اتجاه سنسير موافقة ؟ "
-" حسنا "
قالت جوانا بكل قوتها وهي تحاول ان تتجاهل ذلك الصوت الخافت الذي يحذرها من الخطر , فوقف تانر وكاد يرفع يديه ونظرت جوانا اليه , فأحس بالشك
-" هل ترغبين في ذلك الآن ؟"
-" هل لديك وقت افضل من هذا ؟"
هزت جوانا رأسها يا الهي لم تستطيع ان تصدق نفسها انها تفعل ذلك و مد تانر يديه فسارعت جوانا بالاتجاه نحوهما وأمسكها تانر بقوة واتسعت عيناه ثم مال برأسه ناحية اليمين ثم بدا الأمر وكأنه قد غير رأيه وعاد ثم مال بها من جهة اليسار وكانت جوانا تتمايل معه وكأنهما زوجين من الحمام ثم تمتم تانر وهو يسأل جوانا :
-" هل تشعرين بالراحة ؟"
هزت جوانا رأسها وهي تتمنى ان يسرع بتقبيلها قبل ان تراهما الفتيات
-" هل انت مستعدة ؟ " سألها تانر ثانية
هزت رأسها ثانية فكان ينظر وكأنهما في انتظار انفجار جم وكان هو نفس الشعور الذي احست به جوانا عندما استقرت شفتاه فوق شفتيها وبالرغم من القبلة كانت رقيقة , كانت شفتاه تنزلق فوق شفاها وكأنها رذاذ الصيف
افترقا ولم يتكلما ولا حتى همسا ثم قبلها تانر مرة اخرى وهو يمرر شفتيه فوق فمها المفتوح في نهم لم يبدو له مثيل ورفع يداه ليمررها داخل خصلات شعرها الكثيفة ولا اراديا ارتفعت يد جوانا لتطوق رقبته وقد التصق جسدها بجسده وكأنها تمتص قوته وتعمق تانر في قبلته , ثم اخذ يقبلها ثانية وثانية حتى اشتعلت نار الرغبة , ثم قال بعد ان استنشق نفسا عميقا :
-" جوانا ماذا تعتقدين ؟"
كان صدر جوانا اخذ في الأرتفاع وكأنما قد انتهت من سباق
" لا اعرف "
كانت تكذب فكانت في خلجات نفسها تصف ذاتها بالجبن
-" انا اعرف "
" حقا "
-" يا الهي جوانا اشعر بمذاقك في فمي وكأنه الفردوس " .

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top