1

الفصل الأول
" مهمة خاصة جداً "


فتحت جوانا بارسونز عينيها رغماً عنها ثم رفعت رأسها من على وسادتها الناعمه ناظرة إلى المنبه الخاص بها ثم قالت:
-"كريستن لقد تجاوزت الساعة الحادية عشر!"
-"نعم اعرف ياأمي انا آسفة ولكن علي إحضار الفطائر"
-"لا عليك.......هناك البعض منها اعلى الخزانه يمكنك اخذها" اجابت جوانا بابتسامة
-"آه ....لقد كنت تخفين عني بعضها ثانية ,أي نوع من الأمهات انت يا امي"
-"لقد احتفظت بهم لحالات الطوارئ!"
-"هذا يجدي!"
التفت يداها الصغيرتان حول صدرها وجلست كريستن بنت الحادية عشر على حافة السرير مطلقة صيحة خافته صحبتها تنهيدة صغيرة وقالت :
-"يجب أن تكون فطائر مجهزة بالمنزل وعليها الشوكولاته"
-"يا لسوء الحظ انك لم تذكري الأمر سابقاً والآن تأخر الوقت عن خبز أي شئ بما في ذلك فطائر الشوكولاته"
كانت جوانا تحاول دائماً ان تكون منصفة مع كريستن بيد ان كونها تلعب دور الأم والأب فلم يكن ذلك يسيراً عليها
-"امي ..اعلم اني نسيت !" صاحت كريستن وارتفع صوتها بألأم
-"ولكن علي ان احضر الفطائر غداً هذا مهم وفي غاية الأهمية يا أمي !"
-"أقنعيني"
كانت جوانا تستخدم هذه العبارة كثيراً . ولا تريد ان تظهر بمظهر المتصلبة العنيدة , فرغم كل شئ فقد نسيت بعض الأشياء الهامة خلال الثلاثين عاماً الماضية .
-"إنه يوم مدام ايجلتون الأخير معنا , هل تذكرين يا أمي لقد حدثتك عنها وذكرت لك ان زوجها قد تم نقله وانها سوف تنتقل معه إلى دنفر , والجميع في الفصل لا يريدون لها ان تتركنا لذلك قررنا ان نقيم لها حفلاً:
-:من ..نحن ؟!"
-"نيكول وأنا !"
أجابت كريستن بسرعة فائقة واكملت :
-"فنيكول سوف تحضر الأكواب وفوط المائدة بالأضافة الى المشروبات وكان من المفروض ان احضر الفطائر المجهزة لمعلمه ممتازة كمدام ايجلتون ولكن يجب ان يكون هناك شخص ما ليرعى الحفل !"
كانت كريستن قد التقت بنيكول منذ خمسة اشهر عند بداية العام الدراسي ومنذ ذلك الوقت نمت بين الفتاتين صداقة حميمه
اعجبت جوانا بكلمات ابنتها , بالطبع يجب وجود شخص كبير وبالغ قد يرغب في المساعدة ..صمتت تستمع الى باقي كلمات ابنتها !
-" ليس لدينا احد هذا العام فالكل اما مشغول او يعمل دائماً "
-" حسناً"
تمتمت جوانا مستسلمه لرجاء أبنتها الى جانب ان مدام ايجلتون معلمه ممتازة وكانت جوانا كابنتها آسفة لترك مدام ايجلتون المدرسة
-"لا نستطيع ان نترك مدام ايجلتون , تنتقل إلى دنفر بدون ان نقدم لها شيئاً"
أطلقت كريستن هذه الكلمات مؤكدة لأمها مدى أهمية الفطائر بالنسبة لها , وعلى الرغم من موافقة جوانا الا انها كانت تشعر ان القطع المحشوة كانت كافية بما ان الساعة قد تجاوزت الحادية عشر ولكن كريستن كانت تهوى الفطائر المجهزة بالبيت
-"أمي ..؟!"
قالتها كريستن برجاء فاستجابت جوانا لرجاء عيني ابنتها البنية إنها تشبه ديفي كثيراً , وبدا وخز من الألم يتحسس طريقه الى قلب جوانا ,لقد مر على طلاقهما ست سنوات ولكن يجب ان تتغلب على الألم الفشل حتى يضمحل وينتهي , في بعض الأحيان وفي لحظات كتلك اللحظة ما زالت تتذكر كم كان جميلاً ان تكون بين ذراعيه وكم كانت تحبه حينئذٍ , وغالباً ما كانت تتذكر سذاجتها حتى تثق به تماماً ولكنها قد تغيرت كثيرا خلال هذه السنوات السته , فمنذ طلاقها قد اكتسبت استقلالها واحترامها لذاتها وخصصت لنفسها مجال للعمل في حوض كولومبيا للمدخرات والقروض والان قد قاربت عل هدفها في ان تصبح اول سيدة في منصب كبير المسؤلين عن القروض .
-" حسناً يا حبيبتي "زفرت جوانا ورجعت بخيالها الى ارض الواقع لأبنتها!
-" سأقوم بتجهيز وخبز الفطائر ولكن المرة القادمة حاولي ان تخبريني بذلك قبل ان نأوي للفراش..اتفقنا ؟!!"
أسدلت كريستن كتفيها في راحة وقالت :
-" حسناً , اني مدينة لك يا أمي !"
قاومت جوانا تلك الرغبة الجارفة لتخبر ابنتها انها تحملها الكثير , أزاحت بعيداً الغطاء الدافئ وقفزت من السرير ممسكة بثيابها وارتدتها وهي تحس ان ثوب كريستن يلاحقها مسرعاً الى المطبخ وهي على اتم الأستعداد للمساعدة
-"سأشعل الفرن وأقوم بتجهيز كل شئ "
-"حسناً"
أجابتها جوانا ومدت قدميها للبحث عن شئ ترتديه في قدميها واخذت تتفحص مكونات الخزانه عما اذا كان لديها خليط الشوكولاته فقد كانت تشك في وجود شئ منها.

-"هناك مشكلة يا أمي "
صاحت كريستن عندما دخلت جوانا المطبخ المضاء . فقد وقفت كريستن ذات الحادية عشر ربيعاً فوق كرسي امام الخزانة المفتوحة اعلى المبرد واضعة قطعة من البسكويت وهزت رأسها قائلة:
-"ليس لدينا خليط الفطائر لقد كنت اخشى ذلك"
-"اعتقد انه علينا ان نبدأ من لاشئ "
اجابت كريستن باحثة عن قطعة اخرى من البسكويت
-"كلا , في الوقت المتأخر , لا عليك , سأستقل السيارة الى المتجر فهناك متجر البرستون الذي يعمل ليلاً ونهاراً وهو قريب "
قفزت كريستن من فوق الكرسي وقد أمتلأت جيوبها بقطع البسكويت وفشلت محاولاتها لأخفائها واشارت جوانا باصبعها نحو صندوق البسكويت وعلى الفور قامت كريستن بإخلاء جيوبها وعندما انتهت كريستن اتكأت جوانا الى الفراش .
-" أمي اذا كنت ستذهبين الى المتجر , فأعتقد انه من الأفضل ان آتي معك "
-"كلا يا حبيبتي , سوف انهي مهمتي على الفور ,ابقي انتي هنا"
-"حسناً"
وافقت كريستن على الفور فلم تكن الفتاة حمقاء وكان الشتاء في شرق واشنطن لا يرحم , اتجهت جوانا الى الغرفة لترتدي حذاءها و اي جورب من الصوف .
صاحت كريستن وهي تتبع أمها الى الغرفة , تعلو وجهها علامات التعجب والتفكير :
-"ألم تفكري في الزواج ثانية يا أمي ؟!!"

في دهشة رفعت جوانا وجهها وتفحصت ابنتها , فقد جاء السؤال من لا شئ ولكن الأجابة جاهزة " أبداً" , فالمرة الأولى كانت تكفي ,ليس لانها كانت واحدة من الجرحى او على الأقل لم تعتبر نفسها كذلك فعلى العكس تماما كان طلاقها السبب في ان اصبحت ذكية وجذابة بالأضافة الى ان الطلاق دفعها الى النضج , فلن تنظر ثانية لرجل من اجل السعادة فقد قررت جوانا ان تبني سعادتها بساعديها ورغم كل شئ فقد فاجأها سؤال كريستن ولكن هل لسؤال كريستن مغزى .. هل كانت تعني شئ ما تقصده !!ربما شعرت ابنتها بوحشة لوجودها وحدها ..قالت لأبنتها الصغيرة :
-"ماالذي جعلك تسألين ؟"
ارتخى الفراش جلست كريستن بجوار جوانا واستطردت :
-" لست متأكدة تماماً, ولكن يمكنك ان تتزوجي مرة أخرى فما زال لديك جسم جميل "
-"أشكرك ...أعتقد"
-"اقصد انك لست كبيرة سناً ولا دميمه "
-"عندما اسمع ذلك منك يعتبر ثناء خالص وخاصة وقد تجاوزت الثلاثين "
-"انا متأكدة تمام التأكد , انك لو رغبت , فستعثرين بالطبع على رجل آخر ولكن هذه المرة ليس كأبي وانما الأفضل"
أثر ذلك على جوانا وتألمت ان تسمع ابنتها وهي تتحدث بهذه الطريقة عن ديفي ولكنها لم تتمكن من اخفاء حقيقة ديفي كيف كان انانياً وتافهاً ولا ان تخفي حقيقة عيني ديفي الحائرتين بين الجنس الآخر, وكانت كريستن تقضي معه شهر كل صيف في سياتل وقد نمت لتعرف بنفسها أي واحد من الرجال كان والدها !
بعد انتهاء جوانا من معركتها مع حذائها , ارتفعت جوانا من الفراش متجهة الى الباب وفي طريقها فتحت خزانة القاعة
-"أمي !!" صاحت كريستن وعينيها تملأها الدهشه
-"ماذا ؟"
-"لا يمكنك ان تخرجي هكذا "
كانت كريستن تشير الى أمها
-"وماذا في هذا ؟"
نظرت جوانا ببراءة عينها الى رداءها واكتشفت انها قد ارتدت رداء النوم ومن فوقه المعطف فظهرت بعض ازرار رداء النوم .حسناً الأزرار تظهر ولكن جوانا كانت مهتمه براحتها اكثر من مظهرها
-"أمي قد يراك أحد "
--"لا تقلقي , ليس لدي النية في خلع المعطف"
كانت جوانا تعتزم ان تترك سيارتها امام المتجر وتدخل ثم تخرج سريعا ثم تعود سريعا في غضون اربع دقائق .
-"من المحتمل ان تقابلي احد "كررت كريستن
-"اذن ؟" اطلقت جوانا كلمتها في دهشة
-"لكن شعرك يا امي ..ألا تعتقدي انه من الأفضل ان تعقديه ؟!"
-"كريستن ..استمعي الي , لا احد سيكون بالمتجر , لأنه لن يكون هناك الا الساهرين وربما سيدتان حوامل "
-"ولكن امي , كيف سيكون الحال اذا حدث لك حادث ؟عندئذٍ سيعتقد رجل الشرطة انك غريبة الأطوار "
زفرت جوانا ثانية ثم قالت :
-"حبيبتي , أي شخص يعتبر خبز الفطائر في منتصف الليل مشكلة وانا بالفعل لدي مشكلة لذا لاتقلقي "
اخيراً وافقت كريستن وتركتها فأسرعت جوانا تحمل حقيبتها فوق كتفيها فتحت باب الخروج ثم ارتعشت اثر الهواء البارد لشهر يناير الذي التف حولها , لقد كان الجو بارداً وكان العشب ابيض مثل الثلج حتى اعتقدت انها ستتجمد ولتتفادى ذلك غطت اذنيها وفمها . كان المكيف في سيارتها الفورد التي كانت تلازمها منذ عشر سنوات يعمل سريعاً ليخرج الهواء المثلج خارج السيارة وكما خططت تركت جوانا سيارتها بالقرب من المتجر وأطفأت محرك السيارة ثم اسرعت الى داخل المتجر وكما توقعت كان المكان شبه خالي الا من شقيقتين يعملان امام المتجر لم تعطهم جوانا الا نظرة عابرة وانطلقت نحو غايتها , كانت تبحث عن خليط الفطائر وعندئذ سمعت خطوات اقدام طفلة صغيرة..

-"مدام بارسونز .مرحباً"
بدا الصوت الذي يناديها كأنه جرس يدوي في جنبات المتجر . ونظرت جوانا الى نفسها اعلى كتفيها "يا إلهي" لقد كانت كريستن على حق .
-"انا نيكول ..ألا تتذكريني؟"
حاولت جوانا ان ترسم الأبتسامة على وجهها وهي تلتفت لمقابلة اعز صديقات ابنتها " مرحبا " انطلق صوتها ضعيفا ورفعت يدها اليمنى لتلوح لها وهي تقول :
-"كم هو جميل ان اراك ثانية "
-"تبدين مختلفة عندما شاهدتك اول الأمر , ظننت انك سيدة عجوز "
كانت هذه الكلمات بمثابة الطلقات التي أودت بكبرياء جوانا ,فرفعت يدها لتخفف من رباط عنقها ولكن الطفلة اكملت :
-"ماذا تفعلين هنا في هذا الوقت المتأخر؟"
أرادت الطفلة ان تعرف فتبعت جوانا الى مكان دفع الرسوم
-"لقد نسيت كريستن ان تخبرني عن امر الفطائر "
علت ضحكة نيكول فدوت في المتجر ثم قالت :
-" لقد كنت اشاهد التليفزيون عندما نسيت ايضا اني لم احضر العصائر وبعض الأشياء التي سوف نحتاجها في الحفل فطلبت من ابي النزول وهو الآن ينتظرني في السيارة "
تعجبت جوانا ان والد نيكول قد سمح لها ان تظل مستيقظة لهذا الوقت المتأخر خاصة وان لديها مدرسة في الصباح الباكر كانت جوانا تعلم ان والدا نيكول ايضا منفصلين وكان والدها هو الحاضن لها .يا للطفلة المسكينة ,انى لها ان تتعلم معنى التهذيب فغالبا ما سيكون والدها احد الآباء الذين لا يعنيهم الكثير من امر اولادهم ,منغمسون في حياتهم العملي حتى ينسون اطفالهم . كيف يكون الحال ان يترك طفلة في الحادية عشر من عمرها تجول في مثل هذا الوقت من الليل , وضعت جوانا يدها الحانية فوق كتف نيكول كأنها تحاول ان تحميها من حياتها وما يشوبها من حقائق أليمة ياللطفلة المسكينة , وسارت نيكول وجوانا من بين الأبواب الأية للمتجر ولم يزعجها سوى صوت الأبواب وصوت اخر يهرول في غير صبر و رفعت جوانا عينيها لترى أمامها رجل طويل القامة يرتدي معطف داكن متجهاً نحوها ثم قال :
-"نيكول ......ما الذي أخرك ؟"
-"أبي ..دعني أٌقدم لك مدام بارسونز , والدة كريستن "
صاحت نيكول فرحة
تقدم والد نيكول بتردد وكان وجهه مقفهر بغير ابتسامة , كان والد نيكول تمام كما تصورته جوانا منذ لحظات , أنيق وسيم كما يتحتم عليه عمله تماما مثل ديفي و كان من نفس نوع الرجال الذين طالما حولت ان تتجنبهم , لقد تعرضت جوانا الى العذاب مرة وخرجت من هذه المرة وهي تعتقد انه ليس هناك علاقة تستحق ما تحملته وعانته , وكانت تريد ان تعرفه
-"تانر لوند"
بدأ والد نيكول بتعريف نفسه وهو يمد يده لجوانا ليصافحها
-"جوانا بارسونز"
امتدت يد حوانا لتصافحه ولكنها لم تتمكن من سحب يدها بسرعة كافية , واخذت عيناه تتفحص جوانا وتبادلا نظرات متعجرفة وامتد نظر تانر ليتفحص حذاء جوانا واطراف رداء النوم الذي ظهر أسفل معطفها
-"اعتقد انه قد حان الوقت لنتعارف ...ألا تعتقدين؟"
لم تكتف جوانا بأن تخفي نظرتها المتعجرفة ورفضها لطريقة تانر في أن يترك نيكول في هذا الوقت المتأخر , ظهر على وجهه شئ من الأبتسامة وأجابت قائلة :
-"اتفق معك اننا كان يجب ان نتعارف منذ وقت طويل "
بدا وكأنه قد أخطأ في ان يكون لأبنته أي صلة بشخص يرتدي هذه الثياب أو له هذا المظهر .
التفت جوانا لنيكول متسائلة :
-"ألا يعتبر هذا الوقت متأخر بالنسبة لك خاصة وأنه يجب ان تذهبين للمدرسة صباح غد"
فأجاب تانر بسرعة متناهيه :
"أين كريستن ؟ " كانت عيناه تتجول في أنحاء المتجر بحثاً عنها
-"بالمنزل" أجابت جوانا ومؤكدة انه هو المكان الوحيد الذي ينبغي ان تكون فيه بنت الحادية عشر في هذا الوقت من الليل .
-"اعتقد انها مازالت صغيرة على ان تتركيها وحدها بالنزل عندما تخرجين الى المتجر ...الا تعتقدين ذلك ؟!"
-"كلا ..على العكس تماما"
ركز تانر عيناه على جوانا في محاولة لمعرفة أي نوع هي من الأمهات كانت لتترك ابنتها في المنزل وحدها في مثل هذا الوقت وأجابته جوانا بنظرة ساخرة قائلة :
-"انه من دواعي سروري ان القاك ...سيد لوند"
-"انما السرور لي انا"
كانت جوانا على علم بمظهرها الغير منسق وشعرها الغير مصفف والذي كان يتدلى فوق كتفيها ولكن عينيها الداكنتين جميلتان ساحرتان وكانت تعلم انهما افضل ما بها واقوى سلاح لها مما دعاها الى النظر الى تانر متعمدة لتبعث من خلالهما نظرات باردة . فما كان من تانر الا ان وضع يديه فوق كتف ابنته وسحبها الى جواره بحنان وكأنه يحميها فاشتعلت جوانا غيضا مما قام به تانر فاذا كانت نيكول في حاجة الى حماية فانها الحماية تكون من والدها واحساسه بعدم المسئولية ..حسنا كان مظهرها غريب بعض الشئ ولكن لا عيب في ذلم فقد كانت تقوم بمهمة كان يجب ان تأخذ عليها جائزة الأم المثالية والطريقة التي لمح بها تانر ان جوانا لا تعتبر ام مسئؤولة ام كان تنويه جارح له .
-"حسنا ..علي ان اذهب ..انا سعيدة لرؤياك يا نيكول "
-"وانا ايضا مدام بارسونز " أجابت نيكول
-"سيد لوند"
-"مدام بارسونز"
انحنى كل منهما الى الآخر مودعا جوانا الى سيارتها .
وفي المرة اتالية التي دعت بها كريستن نيكول اهتمت جوانا بأن تقضي وقتاً أطول مع الفتيات فقد كانت تعلم مدى حاجة نيكول الى الشخص الذي يعطيها النصيحة الحانية الصارمة التي يحتاجها الطفل .
يا لها من طفلة مسكينة !!

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top