الفصل السابع
بسم الله الرحمن الرحيم ❤
آسفه على التأخير لكني تعرضت لظروف اليوم وها انا آفي بوعدي ..
قراءه مُمتعه ❤
***
صرخه مُرتجه ضربت حصون مشَاعري
لم تكن صرخاتي ما سمعتُ وقتها
كنت أغرق ،في بحار خطاياي الاسود ،تعمقت به ،باتت بشرتي ك لونه تماماً ،كنتُ اختنق، كنتُ اتعمق لأغرق..!
لم ينجدني احد ،الرؤيه بالكاد تواجدت
لم أسمع سوى صرخات مُتتاليه بأسمي
صرخات عزفت على مشَاعري
تلك النبره ، له لا مُحال
.. لجلادي!
لمن اخافه اكثر من اي شيء ، وكل شيء
بدأ صوته يقترب، فبدأ جسدي يطفو ببطىء، قشعريره بارده سارت في كل خلاياي
وما هي دقائق ، حتى وعيتُ على ضوء قوي، قوي للغايه، لأدرك بعدها انه لم يكن سوى ضوء الصباح ..
***
نهضت بفزع جالسه على الفراش، هو صرخ بأسمي ،هو انقذني من بحر ظلماتي
آلهي .. كان كل شيء حقيقي
الماء البارد شعرت به ، وصرخاته كانت قويه ، كيف ؟ كيف انجدني حتى في حلمي
وضعت يدي المُرتجفه على فمي، لتوي لاحظت كم كانت بارده
نهضت عن الفراش بوهن ،فانزلقت قدماي لتحاوط البساط الناعم، لكن هذا لم يرسل الدفىء في جسدي
شعرت بالبرد، والذعر وقتها
غرزت انيابي في كفي، كانت مؤلمه ،لكني شعرت به يتوقف عن الارتجاف
تذوقت الدماء في فمي ،لكني لم اهتم ،حاولت لحظتها السيطره على ارتجافي، لم اكن ضعيفه من قبل ،ولن اكون مجدداً
سأواجهه ، لكن ليس وحدي
سرت ببطىء حتى ابتعدت عن الفراش بضع خطوات، لكن كبريائي منعني من الأستناد على الحائط بينما اسير
فكرة اني لا اقدر على السير وحدي قهرتني..!
لم تكن دقائق حتى صرختُ متألمه بينما سقط على معدتي ،كان الألم لا يحتمل
لذعه حلَت بعيني ،لادرك ان دموعي زادت التهابهما، حاولت السيطره على ذاتي ، لكن كفي المُحطم، تهشم أسفل جسدي
بدأت اخذ انفاسي ببطىء ،واحده تلو الآخرى، لكني وكلما فعلت، زاد ارتجافي
تذكرت كل مره حاولت فعلها وفشلت في الأمر ..
استندت بجسدي على كفاي ، سأظل اكابر ، لا احتاج لأحد
لستُ مثيره للشفقه الى هذا الحد
همستها لكني سرعان ما صرخت ،وكفي المحطم يُثنى للجانب الأخر مُجدداً
هذه المره فرت مني صرخه عاليه ،ارتطم وجهي بالأرض بقسوه، لم يكن هناك سوى بساطين، لذا وجهي ارتطم بالأرض مباشرتاً
رفعته ببطىء، فوجدت شيء دافىء ينزلق من انفي ،شيء لم يكن سوى دمائي
وكانت غزيره!
لم اكسر انفي وبحق الجحيم
لم افعل صحيح ..؟
صرخت عندما حاولت القيام مجدداً ،ظهري قتلني،كفي المحطم تهشم ،انفي ينزف ، بجانب الام معدتي التي لا تطاق
.. حالتي يُرثى لها
صرخت لينجدني احد ،الدماء غرفت قميصي الأبيض والارض البارده
فُتح الباب بكل قسوه بعدها
وجهي مازال ارضاً ومازلت ابكي ،مازالت شهقاتي لا تُخمد
كانت لحظه واحده فقط قبل ان يتجه صاحب ذلك الأقتحام نحوي
كانت لحظه لعينه
توقفت بها حياتي كلها
تمنيت ان يكون اي احد ،اي احد، سواه
رفعت رأسي بالفعل، لم يكن الأمر بيدي ،يد برائحة عطر لذيذ ،وخاتم في الاصبع البنصر هي من فعلت
يد جاسر !
رفع رأسي ، فناظرته، كان وجهه ذابل ، عيناه مُنطفئه، حزينه ،تحتها ظل من اللون الأسود، ظل لعين لم يقتل فتنتهما
"غبيه انتِ ام ماذا ؟ لما نهضتِ ؟ اشك ان جسدك هذا سيحترق إن لم تفعلِ شيء غبي"
اردت الصراخ بكل قوتي، دفعه عني، الدخول في نبره هستيريه من البكاء
لكني تحكمت في ذاتي
فكرة ان هذه الغرفه ،لا تحتوي سوانا، ارهبتني ..
" لا تلمسني "
قلتها بينما اسحب وجهي بقوه من يده ، بقوه مطلقه ،ظننت ان عنقي سيحمله ، لم ادرك ان قواي خارت لدرجه جعلته يرتطم بالأرض مجدداً ..
لم يقل شيء ، فقط جلس امامي
ادركت اني نائمه ووجهي ملتصق بالأرض، بينما هو جالس يراقبني في صمت ، موقف طفولي للغايه
طفولي ومحرج!
تنهدت بألم ، ثم حاولت التعديل من وضعية جسدي ، تباً الالم كان لا يحتمل
لكني عافرت ونجحت
تمددت على ظهري ، شدة الألم جعلتني اعتصر عيناي بقوه ، انزلقت مني بعض الدموع
سحب كفي نحوه بقلق: سيرا ، حالته سيئه ،دعيني اضمده
كدت اسحبها بعنف من خاصته لكنه اشار على نقطة ما بها، تورمت: اظن الأوتار مُلتهبه بالفعل
زفر انفاسه بطريقه ساخطه: المره القادمه سألصقها بظهرك اللعين، أووه نسيت، ستسقط على ظهرك فجأه ودون سبب، لتصابِ بشلل في اوتارك اللعينه
سحبت يدي عن خاصته بعنف ، هو يسخر مني ،ونحن في هذه الحاله!
لا اطيقه، بالكاد امنع ذاتي من الصراخ ، كلما لمسني اشعر وكأن جنون افكاري ما يقودني، وهو فقط .. يسخر مني!
شعرت بعطره يقترب، رفعت رأسي بعد عناء، فوجدت يده تمتد نحوي بينما ينحني
كانت لحظات ، بل كانت وهله لقيطه
لكني شعرت بها عام .. بلا مُبالغه
بدأت انفاسي تضطرب ، شعرت بالذعر ، اتسعت حادقتاي
سيؤذيني .. اعلم انه سيفعل!
حاولت السيطره على افكاري ، حاولت تزييف مشاعري كما اعتدت لكن لا ..
لم يفلح اي شيء معي
قبل ان تمس يده جسدي ، انتفضت بقوه لا اعلم من اين جائتني ، ولا حتى كيف فعلتها
فقط انا وبطريقة ما نهضت في اقل من ثانيه
فجأه شعرت بكل شيء يدور من حولي ، وشعرت بالغثيان ، ارتجفت قدماي
وكأن عقلي أمر جسدي لينهض، وعندما فعل ،استلزم كل طاقته بالفعل
كان وصف لعين ،لكن هذا ما حدث معي وقتها
السخريه ان الرجل الذي حاولت الابتعاد عنه، الذي نفرت من لمساته ، هو ذاته من حاوط جسدي قبل ان ينهار ارضاً
حاولت دفعه عني، لكن يداي لم ترتفع لافعلها، تجاهلت المي ،تجاهلت الم كل ذره بي
لمست يدي صدره الصلب بوهن، فشعرت بأنفاسه تَثقل، والمريب ان عقابه وصراخي ليس ما جال في بالي وقتها، بل تلك الشقراء ،والطريقه التي لامسته بها ..
اشتعل الغضب داخلي ،اكثر من الخوف
كنت خائفه ، وغاضبه
مشاعر سافله اجتمعت بي وقتها
انزلقت يداي ببطىء من على صدره ، لم اكن اتحكم بجسدي ،شعرت بطنين حاد في اذني، قبل ان انهار أكثر بين ذراعيه
اخر شيء رأيت كان وجهه القلق
خارت قواي ، كنت مستيقظه ، لكن هناك خطب ما بي
هناك خلل في جسدي!
سمعت الباب يُفتح، لم احتاج دقائق ، لادرك ان هناك ثلاث زوار انضموا لنا
اتيتم الآن؟
لو كنتُ في كامل قواي لضربتكم جميعاً
اردت قولها ، لكني لم استطع
ميزت الاصوات قبل ان اتلاشى مجدداً
ادوارد
تاليا
و ... سامر !
***
" ماذا فعلت بها ؟ إن حدث لها شيء ، سأعلق لسانك الدنيء بعنقك ،مريض لعين ،اقسم ان تبكي دماً لو حدث لها شيء يا وغد "
سمعتُ صوت سامر المهتاج ،كان هذا اول شيء ضرب مسامعي عندما وعيت
زمجره جنونيه سيطرت على هدوء المكان، لادرك انها خاصة الهمجي الذي هجم على صديقي كما بدى
صوت ادوارد وهو يهدأ كلاهما ليحاول السيطره على انفعال جاسر، جعلني ادرك ان هناك خطب ما
سامر ليس في قوة جاسر الجسديه، لكنه يضاهيه في القوه العقليه، وفي المقابل لكمه واحده حقيقيه من جاسر ،كفيله لتشويه وجهه
حاولت فتح عيناي لأعتاد على ضوء الغرفه، لكنه كان قوي ، لذا احتجت بضع دقائق اضافيه
شعرت بجسد صغير يحاوطني ، يضع رأسي على قدمه ،ادركت ان ذلك الجسد ل تاليا لا محال ..
" أستيقظتِ اخيراً "
قالتها باللهفه بينما تحاوط وجنتاي بحنان
هل غفيتُ كثيراً ؟
" آا..ت..ت..تاليا انا.. انا..ع..نن.."
حاولت الحديث ،لكن حلقي آلمني ،كان جاف ،شعرت بالعطش لدرجه شلت حواسي، بل جعلتني اشعر بشيء لاذع به
عيناي آلمتني ،بل جسدي كله ،لكن رغبتي في شرب المياه هي ما سيطرت عليي لحظتها
حاولت الحديث ،ليجلب لي احد مياه ، لكن لا شيء خرج مني سوى همهمات لا تُفهم
اقترب مني الجميع بعدما انفصل جاسر عن سامر تاركاً تلابيب قميصه
ناظره سامر بحقد قبل ان يمسح أنفه الذي نزف كثيراً بكمه الابيض
شيء مُشترك بيننا صحيح..؟
لكن السخريه ان الوحيد الذي فهم رغبتي تلك ، كان الآخر ، فقرب مني كوب مياه مسرعاً
لم اكابر هذه المره ، رغبتي كانت قويه بطريقه لم احتملها، اخذت منه الكوب دون ان اناظره، وبدأت اشرب ..
شعرت بجفاف حلقي يزول ، لكني مازلت عطشه ، اخذ مني جاسر الكوب ، ولمفاجئتي انه ودون ان اقول ملئه مجدداً
فرغ فمي بدهشه وهو يمد لي الكوب
اردت ان ادفعه بعنف ليتحطم كما يحدث في الأفلام ، لكن العطش قاسٍ
شربته بلهفه ، كنت اريد المزيد ، لكن بطني الفارغ امتلىء بالمياه بالفعل
لن اشرب مجدداً ، كي لا اتقيأ، سيكون الأمر مقززاً، لاحظ اكتفائي كما بدى ، فوضع الكوب ووقف بعيداً عني بجانب الطاوله
رأيت ادوارد يتجه له ، ويضع يده على كتفه ، فأستند جاسر عليه بأرهاق
رغم كوني نافره من جاسر، لكني شعرت بالأمتنان تجاه ادوارد
" سيرا .. سيرا .. سيرا .. سيرا "
لاحظت لتوي صوت سامر وهو يردد اسمي بطريقه مزعجه، بينما ينكز كتفي بأصبعه السبابه مراراً
" اصمت واللعنه "
صرختها بأمتعاض خارجه عن نطاق شعوري رغم حلقي الجاف وصوتي المبحوح، فارتفع ثغره بمكر، هو يعرف اني اكره ترديده لأسمي بأستمرار
السافل، ظل يفعلها طوال مراهقتنا
صدقاً لم استطع كبح فضولي ، فناظرت جاسر لوهله، لكن عيناه لم تكن تُزاح من على سامر
كان يناظر كل حركه يفعلها الآخر بتربص، فكلما لامس اصبع سامر كتفي ضيق عيناه بغيظ ..
فجأه وجدت جسدي يبتعد انشات كثيره عن سامر ، الى احضان تاليا تحديداً
جاسر روضني بالفعل
" متى جئتَ؟ "
تنهد سامر بملل، وقبل ان يجيب سؤالي، قاطعته تاليا : صباح اليوم جاء ومعه حقيبه مليئه بالثياب، قال انه سيمكث هُنا حتى يتمم مناقشه معكِ
قهقهت بأرهاق ، مازال كما هو .. وقح
" ليس مرحب بكَ هنا "
" ومنذ متى افعل شيئاً مُرحب به؟ "
تابع بينما يستند على يده بأبتسامه ذات مَخذى: لم اراكِ منذ زمن بالفعل .. اشتقتُ لكِ
قاله بطريقه جعلتني ادرك انه لم يقل هذا سوى ليزيد استفزاز من يعافر كي لا يركله خارج حياتنا
.. بل خارج العالم كله
" قابلتُ الكثير من اصدقائنا ، ابرزهم ميرا ، قبل ان اراكِ تحديداً بيومين ، هي ايضاً اشتاقت لكِ .. كل الجامعه تُحبك يا فتاه "
لاحظت الطريقه التي جز بها جاسر أسنانه ، لذا لم اعلق ، لكن سامر لم يكن ليصمت
عَرَفَ أن جاسر لن يعطيه ما يريد، لذا بدى لي انه قرر تجربة ادوارد ، ليرى نقاط ضعفه
حقاً سامر كان الأسوء بيننا
هو لم يصل لتلك النقطه عند جاسر
لطالما فهمت اللاعيب التي يفتعلها
تلك الالعيب المُضحكه ،لم تكن سوى وسيله شيطانيه للوصول اليك!
علمت انه قرر ملاعبة ادوارد من الطريقه التي ناظر تاليا بها
الوقت ليس جيد للمزاح يا ابن النكره المنبوذه، انا احتضر هُنا وانت فقط .. تتلاعب برجالنا !
اردت الصراخ بهَا، لكني لم افعل بسبب حلقي، وحين قلتُ رجالنا، قصدت انا وتاليا بالطبع
اشار لتاليا غامزاً ، موجهاً حديثه لي: وايضاً اصدقائك .. مثيرون كحَالك ! انا وغد محظوظ بالحصول على مثلكِ صديقه
قبل ان اقول شيء، ان انهاه عن تجربة الاعيبه على المسخان ورائي، واخبره كم انا مرهقه، وان الوقت غير مناسب بتاتاً، قاطعنا جاسر منفجراً في وجهه بالفعل : اتراه وقتاً مناسباً للنقاش يا ابن الملاعيين الملاا ..
زئر في نهاية جملته باتراً اياها ،عندما انتفض جسدي بقسوه
" لنريه كم يمكن للمرء ان يكون مثيراً ، على طريقتك انتَ هذه المره "
صوت ادوارد الحاقد لم يكن لينقذه، ادوارد همسها لجاسر ، لكن نبرته وصلتنا من شدة غيظه ..
بدى لي انه لا يريد تشويه صورة الرجل المثالي أمام تاليا
تهانينا سامر ، خسرت الكارت الرابح الوحيد الذي كان لديك بالفعل
اتجها نحو سامر ،فتراجعت بفزع بينما ادفن نفسي في احضان تاليا المذهوله
رفعت رأسي بفضول، عندما سمعت جاسر يقول مُنحنياً امام وجه سامر، جازاً أسنانه بحقد: تعال معي يا ابن السافلين ، فأنا ايضاً اشتقتُ لكَ
سحبه من تلابيب قميصه امام اعترضاته خارج الغرفه، ليتبعهما ادوارد بعدها بأبتسامه ماكره، وراضيه ..
" ماذا سيفعلا به ؟ "
" ليس عندي اي فكره "
اجبتُ تاليا بنبره مرهقه
سيطر الصمت على الغرفه بعدها ،فقاطعته
" منذ متى وانا نائمه ؟ "
"كنتِ نائمه لمدة اثنى عشر ساعه، وعندما استيقظتِ، فقدتِ الوعي مجدداً ،لتنام تسعة ساعات اظن"
" كم هي الساعه الآن ؟ "
"الواحده والنصف بعد مُنتصف الليل "
اجابتني بعد تفكير ، وكأنها تحسب تلك الساعات ..
لو فكرت في الامر لادركت اني فقدت الوعي عند الرابعه بعد منتصف الليل
اي اننا لم نجلس في الحفل كثيراً بالفعل ، واني فقدت الوعي ليومان
" سيرا .. هل اسئلك سؤال ؟ "
قالتها بنبره متردده لتخرجني عن شرودي ، فاجبتها بأستغراب: يمكنك دون شك
" هل .. هل كنتِ على علاقه بسامر ؟ "
ابتسمت بينما ارجع رأسي على الوساده بأسترخاء ، لما الجميع يظن هذا ؟
" لاا .. حقيقةً انا لم اكن على علاقه بأي رجل قبل جاسر "
رفعت حاجبها بأستنكار : لما؟ حتى الاعجاب؟ لم يكن لديكِ مُعجب سري حتى!
" لا ..، لم اجد رجلا لأعشق ، قبل ان ارى جاسر بالفعل، لم يكن الحب سوى شيء مقدس لي ،لذا لم ادنسه مع اياً كان "
قهقهت بمكر متابعه: كان هناك معجبين، لكن انا لم اكن حتى لأعجب سوى برجل واحد .. فتزوجته
قلتها بدراميه اخفف من حدة وتوتر الأجواء بيننا، لم يلزمني الامر سوى دقائق ، لادرك كم هي انطوائيه ، وحيده ،اظن تواصلنا كان اكبر انجاز فعلته لتحصل على صديقه
" تاليا لما لا تعطي ذاتك فرصه مع ادوارد ؟ "
اصفر وجهها ، لكنها لم تنزعج من سؤالي ، هي ، تفاجئت ،توجست ، او .. لا اعرف!
" لكن ماذا لو كان .. لا يحبني سيرا ؟ "
" الرجل يعشقك "
قلتها بأستنكار ، غبيه كي لا ترى ذلك العشق الذي يكنه لها ادوارد
" كعشق جاسر لكِ مثلا ؟ "
انطفأ وجهي ، اي عشق هذا؟ اين العشق؟
ايقول العشق ،ان تصفع المرأه التي تحبها، تشوهها إن اخطئت ، ايقول؟
اهذا هو العشق ،النسبة لها ؟
" لا يفعل ، ولا تلفظيها مجدداً "
قلتها بتحذير ،فأتسعت حادقتيها بينما تبتعد عن الفراش، لتجلس على كرسي خشبي بجانبه، هل كنت مُرعبه لهذا الحد ؟
" آسفه "
قالتها لي بعدها بآسف
" تعالِ هنا "
آمرتها بحزم بينما اشير على الفراش بجانبي، لكنها رفضت، ناظرتها بتلك النظره ،التي كانت تناظرني بها امي، فجائت جالسه بجانبي
" فتاه مطيعه "
قلتها بمكر، وعكس توقعاتي كلها اجابت ب ..
" تباً لكِ "
ماذا ؟
***
مر بعض الوقت علينا، وظللتُ صامته بعد مزاحنا الاخير ، اقتربت مني تاليا، وجلست على طرف الفراش مجدداً
فقدت فجأه الرغبه في الكلام
سمعنا صراخ سامر الغاضب والمُتواصل في الخارج بينما يقترب، وقهقهات شيطانيه من جاسر وادوارد
لم ارد تخيل ما حدث بالفعل
لكني متأكده ان سامر سينتقم
بالطريقه التي يحبها ..
فجأه انفجرت تاليا بالضحك، ومن شدة قهقهتها الفراش بدأ يهتز بنا
كنت اعرف لما تضحك ، لكني ادعيتُ البراءه
" لما تضحكِ ؟ "
قَهقهتْ بقوه أكبر ، واهتز الفراش بقوه ، ولم تجيبني ، حَاولتْ الحديث ، لكنها لم تستطع
هدأت فجأه لتقول: تذكرتُ شيئاً ما
حسناً .. انا الان مع فتاه انفجرت ضاحكه بكل قوتها ، ومن ثم صمتت بملامح جامده
يجب أن اخاف صحيح ؟
تذكرتُ الطريقه التي ضحكت بها ،فوجدت ذاتي انفجر ضاحكه انا الآخرى
ما اثار ريبتي انها ضحكت بقوه دون سبب
كلما علت ضحكتي علت خاصتها ،فأرتفعت خاصتي اكثر ..
توقف الصراخ بالخارج ليتحول لصوت مُترجي ، لتزداد قهقهتنا
ادركت ان تاليا ذات تفكير شيطاني مثلي
" الهي ... لا.... اا..استطيع.. التن..التنفس "
قلتُها واصدرتُ في نهاية جملتي صوت غريب من انفي، لتنفجر تاليا بقوه اكبر
" ن..نحن..ااا..اختَلَ..لْنا "
انفجرتُ ضاحكه بقوه اكبر ، اختللنا ؟ ما تلك الكلمه .. حاولت تهدأت نفسي ، لا بأس ، لن اصححها لها
انفجرت ضاحكه من جديد ، لتضحك معي
وظللنا هكذا لفتره ليست قصيره
كاد عقلي يتلف بسببها بالمعنى الحرفي
" اخرجِ .. خارج الغرفه ،لا اريد ان اراكِ مجدداً ، تباً ... لا اريد ان يختل عقلي "
قالت بأمتعاض طفولي، وأعين ضيقه بغيظ: لعينه ناكره للجميل
" اعرف اعرف ،هياا للخارج الان "
اشرت على الباب بينما اختم جملتي ، فخرجت بينما تتمتم بالسبات .. وحين اقول سبات من تاليا ،فأنا اقصد واحده قويه .. وجارحه لغيري
تلك الفتاه غير متوقعه بالفعل
" اشفق على ادوارد "
قلتها وانفجرت ضاحكه من جديد، مما سبب طنين حاد في اذني فتلاشت قهقهتي
تلاشت انفاسي!
وضعت يدي على اذني ، لكنه لم يتوقف ، ازداد ، بطريقه لا تُحتمل
اهذا عقابي لاني سخرت من الجميع اليوم ؟
كدت اقهقه رغم آلمي وتآوهاتي، لكني شعرت بلذعه مؤلمه في انفي ، قبل ان ينفجر بالدماء ، نزفت كثيرا حقاً ..
بدأت تتشوش الرؤيه ، لذا ارجعت رأسي للوراء بأرهاق
ابتسمت حلاما فُتح الباب
رأيت سامر ، بقميص مُبعثر ، ممزق من الاعلى ومن الجانب الأيمن ووجهه احمر متورم
هل ضُرب بتلك القسوه ؟
ابتسمت اكثر وصدرت مني قهقه ماكره، فأزداد المي ، بل وازدادت دمائي!
امتعض وجهه بقلق ثم ركض نحوي بتعثر: سيرا ، سيرا ، ما بكِ ؟
ظهر ادوارد فجأه ، بجانب سامر ، لكن الوجه الوحيد الذي انتظرته .. الذي اردته
كان خاصة جاسر!
وهو الوجه الوحيد الذي بكى علي قلقاً ، بينما يمسح عني الدماء
اغلقت عيناي مُستسلمه للظلام الذي حاوطني للمره الثالثه على التوالي ، لكن هذه المره كنتُ مُبتسمه ، لم افكر في سببها كثيراً، ولم امنعها حتى ..
***
نفس الكيان الأسود ، يسحبني لذات البقعه من الظلام .. فكدت أستلم هذه المره
كان اقوى مني ، ورغبتي كانت ضدي
لم اعافر ، لم احاول النجاه
شعرت حينها ، وكان طوق النجاه ، سيحاط بعنقي ، لحكم الاعدام
شعرت وكأن لا شيء سينجدني
لكن صرخات جاسر المُستميه بأسمي ، كانت ترفعني دون ارادتي
الكيان اعلن عن سخطه ، لكن صراخ جاسر المُستمر والقوي ، اقوى منه !
المياه بارده ، بطريقه حقيقيه
آلامها لا تُحتمل
الاختناق ، كان حقيقي
شعرت بالدفىء فجأه ، كلما ارتفع جسدي للسطح ..
كم تمنيت ان اصل للقاع، تمنيت بكل روح لي!
***
بدأت ارمش ببطىء
.. كابوس آخر لعين !
فتحت عيناي ، واستقبلني ضوء اقوى من خاصة المره الاولى
ضوء قوي بطريقه مشوشه
عقدت حاجباي، وأغمضتُ عيناي من جديد
" أهناك اي ملاحظات سيده سيرا ؟ "
قالها صوت ذو بحه بها وقار، تلك البحه جعلتني ادرك ان امامي شخصاً جديداً اقابله ولاول مره في حياتي
وهو ليس صغير .. بعمر جدي المتوفى اظن!
" فقط ، الضوء قوى "
قلتها بأحترام بينما ارطب بلساني فمي الجاف، وهو ظل ينير الكشاف في عيني
لو كان شاب ، لحدثته بغير طريقه، بل لوضعت ذلك الكشاف في ام عينيه
" كيف تشعرين الآن ؟ "
قالها ذلك الرجل ، رائحة المحاليل ضربت فمي بقسوه ، ادركت اني في المشفى الآن
" اشعر بالعطش ، اكثر من اي شيء "
اغلق الكشاف اخيراً
" افتحِ عيناكِ سيدتي "
قالها الطبيب ، بينما يتوقف عن قياس نبضاتي، حاولت الاعتياد على ضوء الغرفه القوي ، بينما ارمش عدة مرات
" هل نمتُ كثيراً ؟ "
" فقط لخمس ساعات اظن "
قالها الطبيب بأختصار، اعتدت على الرؤيه لذا فتحت حادقتاي
رأيتُ عجوز بشعر ابيض ناصع ، لكن ظهره لم يكن مُنحني ، عيناه خضراء مُنيره ، وذقنه به شعيرات قليله من اللون الأسود والبُني .. كان يناظرني بقلق
تجاهلت نظراته ، وناظرت الغرفه
كانت بيضاء كما كنت اتوقع ، كانت اول مره آتي للمشفى على اي حال
وجدت جاسر جالس على الاريكه ، عيناه مرهقه ، ومتورمه ،يناظرني دون انقطاع
انتابتني قشعريره دافئه وانا اراه لا يرمش عني ، لذا ابعدت ابصاري عنه، وسئلت الطبيب ..
" تكررت حالات الأغماء سيدي ، لثلاث مرات متتابعه، انفي ينزف كثيراً ،احياناً اشعر بطنين قوي في اذني ، طنين دائماً يسحبني للظلام "
" قوتك البُنيانيه في حاله يُرثى لها سيدتي ، فقدانك للدماء كثير ومستمر ، ادركت ان جسدك يحتاج مياه، وهذا ما تمنعيه عنكِ عادتاً ، انتِ.. تعانين من فقر في الدماء "
صمت لدقائق ، بينما يمسك المسند الخشبي خاصته، يقرأ به بضع اوراق: لا تجزعِ ، له علاج ، فقط فقدانك لكرات الدم الحمراء بصوره مُستمره ، هو السبب
ناظر جاسر برسميه: سيدي ،نحن في حاجه مسيسه لبعض الاشعه اللازمه لبضع أماكن في جسدها ، كي نرى مُشكلة ما تبقى من اعراض
تجاهلتُ قوله الملل ،وناظرت ملابسي، ادركت اني ارتدي رداء المشفى، الكدمات ظاهره بوضوح، الا يعتبر تعنيف جاسر لي جريمه ؟
من المفترض .. ان يفعل شيء!
هو لم يهتم ، .. لم يهتم لتلك النقطه ؟
ابتلعت تلك الغصه، وحملتها في قلبي، قال الطبيب بضع أشياء بعدها ،موجهاً كلامه للممرضه التي لم اراها مُسبقاً
هو قال ،يمكنني الخروج في أي وقت إن اراد جاسر، لكن يَلزم تلك الاشعاعات الغبيه
بالكاد احاول السير ، بالكاد اتكلم
وهو فقط ،.. مُرتشي!؟
" خذني من هُنا جاسر "
قلتها برجاء ، وتجاهلت تأثير جملتي عليه، الوغد تلاشت انفاسه بالمعنى الحرفي
وانا لست نادمه
لاحب هذا النوع من البشر .. لا احب!
اعلم ان من الغباء العوده معه من جديد، لكن ليس بيدي حيله
ادوارد لن يساعدني ، وانا لستُ بتلك الانانيه، لاطلب الامر من تاليا
ذاتاً إن فعلتُ، ستوافق هي على الفور ،قرأت الامر في ام عينيها ،تترجاني كلما ناظرتني لاقولها ،وان فعلتُ ،سيعاقبها ادوارد وبقسوه
لا .. لن اتركها تعيش مآساتي ، يجب ان اساعدها
وجود سامر حولي يطمئنني ، بدى وكأنه كان ينتظر تلك اللحظه منذ زمن
ذاتاً لا اعرف لما كان في الحفل وقتها ؟
لكنه لربما يساعدني في امر مُرسل تلك الرسائل ،وبعدها يساعدني في الرحيل
مازلت احب جاسر اعترف!
لكني لم اعد ارغب به ..
صدقاً لا انفر من لمساته .. بل من انفعالاته
جاسر ليس ذلك النوع من الرجال، ليغير صفه به لأي كان، وانا لست تلك الانثى المُهانه، لاظل معه بعد كل شيء فعله
هو سيء .. وانا اسوء ؟ بل كلانا ضحيه لانقلابات بعضنا ..
لذا سأنهي تلك المهزله في الوقت المُناسب
اتمنى ان تصدق حواسي هذه المره!
" هل هناك خطب ما سيرا ؟ "
قالها جاسر، كان جالس على كرسٍ خشبي بجانب الفراش، ورحل الطبيب والطاقم كله
هل شردتُ لهذا الحد ؟
"انا بخير، فقط اريد الرحيل من هنا ارجوك"
ناظرني بدهشه ، عندما تابعت برجاء: بل اريد الرحيل عن المدينه كلها جاسر .. لنعد لمنزلنا القديم ارجوك
"اغلقت المنزل القديم بالفعل ، هذا هو منزلنا من الآن فصاعداً ، وانا اعرف لما ترغبين بالعوده هناك تحديداً، وسأتغاطى عن الأمر"
تابع بثغر مرفوع: رحيلك عن هُنا أنفذه لكِ، لكن بعد تلك الفحوصات
" ارجوك جاسر .. سأفعل اي شيء ! "
صمت لدقائق ، وكأن قولي اغراه ، كدت ابتسم بأنتصار ،لكنه قال: لا سيرا ، اي شيء يتعلق بسلامتك .. ليس هناك ما هو اهم منه
" انظر جاسر ،انا لدي مشكله حقيقيه مع المشفى، لا احب الفحوصات والاشعاعات، بطريقةٍ ما ، تذكرتُ معناة امي ، اعرف اني ليس بي شيء ، لذا ارجوك فقط ابعدني عن هنا ،تلك الرائحه لا اطيقها! "
" آسف سيرا ،لأني لن افعل "
" هذه ثان مره ترفض لي طلب! "
"ولن تكون الآخيره ،تدليلي لكِ ،اوصلنا هنا، لذا كفانا لعب، من الان فصاعداً، تطيعيني، لتكوني بخير، وكي لا اؤذيكِ ، ستتوقفِ عن اخذ تلك الحبوب، وسأتوقف عن التفكير بتحطيمك في كل ثانيه من عمري "
"بعيداً عن اهلكِ وماضيكِ ، وبعيداً عن خاصتي ، سنكون بخير "
لا لن نكون .. هذه المره ، لن ينجدني احد، لا احد سيفعل
هو .. هو سيؤذيني كعادته ، وانا ، سأفعل شيء غبي، لن اطيعيه ،تباً لكل شيء ،لاني لن اطيعه ..
يجب ان ارحل عن هنا بأسرع ما يمكن
يجب ان اذهب لأحتمي منه
يجب ان انهي تلك اللعبه لكن للأبد هذه المره
.. للأبد
ﯾﭠﺑﻋ..
***
عندما نشرت مدخل الروايه ، كان منتصف الأسبوع تحديداً يوم الأثنين ..
نشرت البارت الاول بعدها بيوم اي الثلاثاء ، وبعدها نشرت الثاني، وكان الالتزام في منتصف الاسبوع صعب بجانب حياتي الشخصيه
لذا قررت الالتزام ببارت كل خميس أفضل ، لكن هذا اليوم خاصتاً صعب لي ، فنشرت الخامس يوم اربعاء ..
وانتظمت على يوم الأربعاء
سأحاول ان اكتب بارت جديد ، وانشره كل 7 ايام ، خاصتا ان الدراسه نهاية هذا الشهر .. او بداية منتصف الشهر القادم .. 🤔
وهذا توضيحي لمواعيد النشر 😹❤
المهم .. كيف كان البارت ؟
اي انتقاد !
اعلم ان احداثه قليله فقط لاني تعرضت لظروف الاربع ايام الفائته ولم يكن عندي اتصال بالانترنت او شبكه حتى بعيداً عن منزلي .. 🌚
وصلت المنزل اليوم .. لذا مرهقه ☹
الروايه ستأخذ مجرى اخر .. ولن تدوم ممله 👌❤
دمتم سالمين ❤😻
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top