الفصل الثاني عشر
قراءه مُمتعه للجميع 🌹❤
***
المواجهه ..
أفضل حل لكل المُشكلات ، فهي الأكثر مثاليه لعلاج جروحنا الغائره
لكن لما الأمر ليس كذلك معي ؟
فنظرات حاده صوبت علي من جاسر، جعلتني متوجسه من فكرة المواجهه
هي كانت سريه بيننا، حيث القضية خاصه، مُغلقه ..
سئلني القاضي عن سبب اعلاني واستماتتي لنيل الطلاق
تذكرت عندما اخبرني رامي في المنزل، ان اقول ببساطه "أخاف ألا اقيم حدود الله" لكن كيف اقولها ؟ .. انا لا انفر من جاسر بتاتاً !
وهل اقول الحقيقه التي تكمن في اجباري على علاقه، او تعنيفي لفظاً وفعلا ؟
صمتُ مطولا امام القاضي مما سبب امتعاض وجهه، ادرك اني مازلت شارده ومشوشه
ولم ينل هذا اعجابه ابداً
تابعتُ تفكيري بلا مبالاه، لن اقول اني كرهت جاسر لسوء معاشرته بكل تأكيد .. لن انطقها
اريد الأنفصال دون ترك جروح في جوارحه
امامي اسباب محدوده اطلعني عليها رامي، والتي تكمن في تعنيفي لفظاً وفعلا، البُخل، أو المخدرات، الفقر ، .. الى آخره
طال صمتي ، واهتاجت انفاسي
ماذا اقول ؟ ، ماذا أفعل ؟
كنت مشوشه .. وضائعه
" كرمه المُبالغ به ، ونفوري المستمر منه "
حسناً رائع .. شكراً للساني واندفاعي
" الكرم ليس بمعضله سيده سيرا "
سخر القاضي متجاهلا سببي الثاني ، والذي كان مقنع له
أندفع رامي بالكلمات مسرعاً
" سيدي .. أخلاق موكلتي ترفض الأعلان عن حقيقة سوء معاشرته لها، تعنيفه الجسدي واللفظي المستمر، منعها عن أبسط حقوقها والتي تكمن في محادثة أهلها "
رامي الخائن .. !
حافظت على جمود ملامحي ، لا بأس، سينتهي كل شيء قريباً
سينتهي كل شيء ..
ستنتهي حياتي ..
نهض محامي جاسر، عندما أشار له القاضي بالدفاع، بينما أنا شردت كثيراً، ف لم انتبه لمشاحنات كلاهما
لكني وعيتُ على ادعاء الآخر
" تعنيف موكلي للسيده، كان بسبب أفعال غبيه مقصوده، وسوء خُلق وطباع تحملها موكلي حتى فاض صبره، ومعي دلائل على مراقصتها لغيره امام مرآى ومسمع منه لغرض استفزاز رجولته واهانته امام منافسيه "
السافل !
تقدم المحامي خاصة جاسر، وأعطاه ملف ما به صور ليثبت كلامه
حقاً جاسر ؟ سوء خلق ، وأهانتك !
ناظرت جاسر بأعين ضيقه، فوجدته يناظر ادوارد بحده وتوعد
قطرات من العرق على جبينه من شدة الغضب
كان ادوارد متهجم الوجه يناظر امامه بأعين ثابته، بينما جاسر يتوعده بالهمس
فهمت الآن اظن ..
قَلَب القاضي الملف بين اصابعه يناظر الصور وبالكاد لمحتها، لكن رامي رآها
كانت لي اراقص سامر ،ابتسم في وجهه ويبادلني بالهمس والمكر، وآخرى أثناء جلوسي مع ادوارد بأبتسامه ماكره، وآخرى اثناء فترتي الجامعيه مع العديد من الشباب امازحهم ويبادلوني المزاح
تباً ..
لم اروي لرامي هذا الحدث ، وكانت معرفته به معدومه ، فناظرني بأعين مستفسره
ملامح المحيطين بي جعلتني أدرك شيء واحد .. ان هذه الصور هلاك لي !
لكني ادركت شيء اخر ، ان ادوارد اقتبس من جاسر بعضاً من الصور التي حدثه المجهول عنها ، ليتهمني باطلا بالخيانه
" سيدي ، أرفض ادعاء المدعي عليه بكوني سيئة الخلق او الطباع، أرفض كوني امرأه خائنه! ، الذي يكمن بالصوره الآولى تربطني به علاقه آخويه منذ فترتي الجامعيه، وعلم ابي بهذه العلاقه، باقي الصور بعضاً منها حقيقي لا انكر، لكنها كانت قبل معرفتي بجاسر ، وحتى مزاحي معهم اقتصر على المقالب ، لا علاقات غراميه ! ، ويمكنك أستدعاء اي منهم وسيصدق على قولي "
تنهد سامر من جانبي بسخط ، عندما تابعت بثقه ..
" ليلتها قام المدعي عليه بمراقصة فتاة ما امام مرآى مني لغرض أستفزازي ، بل وترك لها حرية ملامسته كما تشاء ، فهو دائماً .. "
' دائماً خائن ' ادرت قولها ، لكني صمتُ بشرود بينما أتذكر الطريقه التي لامسته تلك اللعينه بها
شعرت بالغضب يجري مع دمائي مما كبل لساني!
صمتُ كثيراً فقال القاضي بأستفسار
" هل خانكِ جاسر الصفوان ، في ليلةٍ ما "
" فعل "
قلتها بثقه بينما اومأ، سأتخلى عن فكرة عدم اذيته، فعند اللحظه التي سأكون بها مجرد عاهره تستحق ما يفعله زوجها بها، لن اصمت على أفعاله لحظتها
لمحته بطرف عيناي يتقلب في مقعده بعدم راحه، قبل ان يرفع يده ويمررها بين خصلاته في حركه اوحت بأقتراب فقدانه للسيطره
" السيده لا تمتلك أي دليل ملموس على قولها سيدي ، لا تملك شاهد واحد يوحي بصدق أنعدام علاقتها الغراميه، ولا دليل لها على سطحية علاقتها مع المدعو سامر يَسين "
قالها المحامي الآخر ، لما رامي صامت وبحق الجحيم ، الأمر وكأني محامية ذاتي
ليتني اخبرته تفاصيل أدق، عوضاً عن احراجه في كل لحظه لشيء ليس له يد به!
المحامي اللقيط يريد ان يتلبسني لقب ' خائنه ' ليكون لوغدي حرية التصرف في شأني لاحقاً
سواء اراد الطلاق ، او القائي في السجن ،او حتى تركي كآمه لعينه له
لكن كيف صمت جاسر، وانا التي زعم كونه لا يحتمل سوء بها ، تُتهم باطلا .. ومنه !
" إن كانت موكلتي خائنه، لما أأتمنها جاسر رجل الأعمال الشهير بالصفوان ، على أسمه، اظن هذا دليل كافي سيدي "
" دليلك ضعيف، رامي يَعقوب "
قالها القاضي بحده
" زوجتي ليست خائنه ، انا الأول والأخير الذي تملكها وسيتملكها "
نهض جاسر وهدر بها فاقداً أعصابه بنبره راعده ..
" اذاً انت عنفتها ظُلماً سيد صفوان "
اللعنه .. تعقدت الأمور !
ومهلا لما لُقب بلقب اباه ؟
" لا لم أفعل، هي أرتكبت العديد من الأخطاء، لذا اضطررت لتعنيفها كي لا تكررها، مراقصتها لصديقها تمت وأعترف، لكنها فعلتها أغاظه لي، وليس لغرض الخيانه، كانت فترتها الجامعيه متفتحه ولا علاقات غراميه لعينه لها من قبلي "
" أي أنكَ تُعلن أن اهانتك لها، لغرض التآديب "
" بلا شك "
فرغ فمي ببلاهه، اذاً لستُ خائنه الآن ؟
انقذني جاسر الوغد من لقب ، ليدخلني في آخر والذي هو عاصيه لزوجها
" لم يقتصر الأمر عند هذا الحد فقط سيدي، فالسيد أجبر موكلتي على علاقه جسديه، ومعي الدلائل "
اي دلائل ؟ ، انا لا اعرفك .. حتى اني لا اذكر كوني رأيتك قبل الآن رامي .. انا لا أعرف اسمك حتى !
تلقائياً ناظرت جاسر بتوجس، كانت ملامحه مذهوله، كأنه لم يتوقع أمر كهذا
اظلم وجهه واشتعل ، فهدر دون شعور
" ما شأنكَ بعلاقتنا الجنسيه والجحيم ؟ "
اللعنه كيف قالها ؟
احمر وجهي بالكامل ، بينما نهره القاضي للأنفعال دون أذن رسمي
ناظرني القاضي يريد مني ان أأكد قول رامي، حاولت تجاهل النظر لوغدي المتوعد
" هو فعل سيدي "
ناظره القاضي ثم سمح له بالدفاع عن ذاته
المحاميان صامتان ، قضيه مميزه بحق
" لا لم أفعل! ، زوجتي لا تنفر من لمساتي بتاتاً، أي لمسه مني تُخضعها، فلا احتاج أجبارها وهي خاضعه لي "
" معك دليل ؟ "
" يمكنني ان أريك وقع الحدث أفضل سيدي "
قالها وغدي بسخريه ، وكانت تلك المرة الآولى التي يقول بها سيدي
احمر وجهي وأشتدت الحمره به، دفع القاضي بمطرقته ثلاث مرات عندما أشتدت المشاحنات بين نظرات جاسر وخاصته
" أي ادعاءات آخرى سيرا ؟ "
ناظرني رامي بغضب ، فقلت بقلة حيله
" لا سيدي "
طرق القاضي بمطرقته مجدداً ، وأعلن كون الجلسه الثانيه بعد أسبوعان من الآن
خرج القاضي بعدها، واتبعه مرافقيه، فرحل أبي بعدما ناظرني بتأنيب وخذى ، ولاحقته امي مسرعه
قاطع حزني رامي بينما ينهرني رافعاً سبابته
" لنا حديث طويل "
ابتلعت بتوجس عندما تركني هو الآخر، وكان سامر المتبقى بجانبي
في المقابل الآخر رحل محامي جاسر وداني، ولم يبقى سوى اربعه في القاعه ..
انا وهو ، سامر وادوارد
لا عائله لجاسر ولا آسره له، لذا كان مرافقيه من اصدقائه ..
توقف سامر أمامي وتوقعت ان يحتضني او يقبض على كتفي بمواساه، لكنه صفع مؤخرة عنقي بقوه وغيظ، لدرجة أن صدى صفعته رنت في القاعه كلها
فرغ فمي ودلكت مؤخرة عنقي بلا تصديق
ضربني !
" انتِ غبيه، مشوشه، وكاذبه، ضعيفه، متهوره، سيرا هكذا لن تنالي الطلاق واللعنه "
" صفعتني ؟ "
" صفعتك ! "
" آلهي انت صفعتني ؟ "
" تباً لم اصفعك ! "
قالها بأعين مُتسعه مذهوله
.. هذه تسمى صفعه .. هو صفعني !
كدت ألكمه لكن قبضه آخرى فعلت عوضاً عني
" صفعت زوجتي يا ابن الأوغاد "
سالت الدماء من أنفه، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فسحبه جاسر من تلابيب قميصه ، ليدفعه على احدى البنشات
حينها التصق به واضعاً قبضه على عنقه يخنقه، والآخرى يدفعه من قميصه بها
" أقسم بكل شيء في الكون مُباح لي بالقسم، أقسم بكل شيء تعرفه، او حتى لا تعرفه ، إن لمست خصله واحده من خصلاتها المحرمه على مخنثٍ مثلك ، أن يحضرك رجالي لي ، وحينها سترى الفساد بأم عينيه ، حينها لن ينجدك احد من قبضتي، وإن اجتمعت المدينه كلها للم بقاياك ، فلن يجدها أحد .. فهمت ؟ "
اومأ سامر بهلع ، اردت التدخل بأسرع ما يمكن ، لكني سمعت جاسر يتابع مزمجراً
" تلك الليله ما فعلته بكَ، لا شيء مما سيحدث عند اغضابي، وقتها كنت الاعبك يا صغير أمك "
اومأ سامر مجدداً وانا اتسعت حادقتاي، وقبل ان اقترب منه تركه جاسر وناظرني انا
بدى كثور اُباح له نطح الأعداء
أين القاضي ؟ ... اين الرقابة والجحيم ؟
بدأ يسير نحوي ، فتراجعت تلقائياً ، الخوف حاوط كل أنش بي
كان يقبض يد بها دماء سامر ، وأعينه الداكنتان اصبحتا أكثر قتامه
ادركت ان مقدار ذره في داخلي ، مازالت تهابه، تلاشت قوتي المزعومه بمجرد نظره منه
توقف فجأه واغمض عيناه معتصراً أياهما بقوه، فسحبه ادوارد تجاهه واشار لي بصمت
خرجت خارج القاعه وراء سامر الغاضب، وجاسر فقط ظل مغمض العينين ولم يناظرني
مرت الجلسه الآولى في سلام أظن
***
" اذاً ؟ "
" أذاً ماذا ؟ "
كانت أوركيدا تجلس امام تاليا على الفراش، بمنامه بيضاء شبه شيفونيه تصل لفوق فخذها، بصدر مفتوح، ورفعت خصلاتها الكستانيه بشكل مبعثر ..
بينما تاليا ترتدي ملابس بيتيه تكونت من بنطال أسود طويل، وقميص علوى بأكمام
" أترتدين هذه الملابس في الصيف ! "
" لا بالطبع "
كادت اوركيدا تبتسم بحماس ، لكن ذبلت ابتسامتها عندما تابعت تاليا ببساطه
" فقط ارتديها عند وجود ادوارد "
سحبت اوركيدا شفتيها السفليه بغيظ، حاولت أقناع ذاتها انها تغيرت الآن ، اعني لا يجب ان تشتم ، هذا ليس جيد لشخصيتها
تنهدت واعادت ابتسامتها ، بتصنع
" حسناً تاليا ، سأترككِ هكذا ، بغفلتك تلك، وليس لاني احبك ، بل تعرفين لما ؟ "
رفعت تاليا حاجبيها بتساؤل ، واردفت
" لما ؟ "
ارتفع ثغر اوركيدا بمكر لم تستطع كبحه، بينما تميل على الآخرى قائله بهمس
" سيتلاشى صبر أخي في يوم ما، وحينها لن ينجدكِ احد ، ظلي غارقه في ذكرياتك البائسه، حتى يقتلعك منها لكابوس لن ينتهي "
اتسعت حادقتاي تاليا بفزع ، وقالت مسرعه
" لا ! هو لن يفعل بي هذا ، هو .. يحبني .. نعم يفعل ، لن يؤذيني مجدداً "
أتسعت أبتسامة اوركيدا، المرة الآولى التي اعترفت تاليا بحب ادوارد لها، كانت تلك ..
" سيفعل لأنه يحبك "
رفعت تاليا كفها وحاوطت به كتفها بتوجس
ماذا لو اذاها حقاً ؟
هل تلك لعبه جديده من اوركيدا ؟ اعني لعبه مسليه غرضها ان تهلعها ؟
صبر ادوارد، قد ينتهي يوماً ما ، وحينها تدرك انه لن يتركها ترحل ببساطه .. بل سيفعل ما هو أسوء
ادوارد بدى من النوع العقلاني الصبور ، لذا غضبه بالتأكيد ليس ملائكي
وكلما صبر أكثر ، باتت رد فعله اكثر قساوه
وكأن كلمات اوركيدا العابثه ارسلت لها بطريقه غير مباشره، ان الهروب ليس الحل الأمثل
وعتها لكونها في غرفه بعيداً عنه لا يعني الا يأتيها !
وعتها ان ملابسها المحتشمه لن تقيها لا شره ولا خيره حتى !
" هوني عليكِ "
قالتها اوركيدا بعبث عندما لاحظت تشوش الآخرى من بضع كلمات، رائع ، رؤية تاليا هكذا تسعدها ،لذا لما لا تزيدها هلعاً ؟
" اهون عليي انا ؟ صدقاً أشعر بالشفقه عليكِ ، ففارس لن يتهاون مع كذبتك تلك "
اتسعت أعين اوركيدا لحديث الآخرى الغير عقلاني في نظرها ، وهدرت بها
" شفقه ؟ اي شفقه ! ، فارس لن يفعل شيء بخصوص الأمر، نعم هو يهتم لأرتباطي الوهمي بغيره ويشتعل ، لكن ماذا سيفعل سوى القاء كلمات غير مباشره في وجهي ؟ "
تابعت بقلة حيله والدموع تهتز في مقلتيها بضعف
" لم أكن ضعيفه يوماً تاليا ، لا أستحق الشفقه بتاتاً ، هو لا يريدني له ولا لغيره ، لا يعطني الفرصه لأكفر عن ذنب لم ارتكبه "
تابعت والدموع غادرت مقلتيها ،مما أعلن عن قهرها وقلة حيلتها
" معه .. اشعر اني مراهقه غبيه ، أحاول جذب انتباهه بطرق تافه ، ما المخذى من كوني افضل، وهو سيظل يراني زانيه لذنب ليس كالذنب لي "
مدت تاليا يدها ، وسحبت الآخرى بين احضانها ، حالتها باتت سيئه
مسدت تاليا على ظهرها بمواساه، واردفت بحنان
" كوني أفضل لكِ انتِ اوركيدا ، ليس لرجل "
قاطعتها اوركيدا بجمود بينما تبتعد عنها
" قال لي ذات مره ، ليتك تعرضتي للأغتصاب وحينها لما تركتك سيدتي "
" اذاً هو غاضب لأمر واحد اوركيدا ، وهو كونكِ وهبتِ ذاتك لستيفن بطيب خاطر ، ما يثير غيظه حصول الآخر عليكِ برضى منكِ "
" أفكر احياناً في تجاهل حبه ، ومواصلة حياتي ، لكني سعيده ، سعيده بهذا العشق المؤلم تاليا .. اتدركين ماذا ؟ "
مسحت دموعها مقهقه بمكر زائف وتابعت
" الشفقه الحقيقيه تكمن ، عندما يتلاشى صبر ادوارد معك "
" اللعنه عليكِ غادري غرفتي "
قاطع صراخ تاليا رنين هاتفها ، فاتسعت حادقتيها عندما ادركت كونه ادوارد
" لا تخافِ ،لكن انصحكِ بالأجابه ، لعل صبره يطول عند امتناعك عن تجاهله عمداً "
قالتها اوركيدا بمكر، وغادرت غرفة تاليا مقهقه بكل قوتها ، حتماً سعيده هي بما فعلت
تشوش وصراخ تاليا المغتاظ ازال عنها حزنها لوهله
***
" كيف حالكِ وحال اوركيدا ؟ "
" نحن بخير "
ارتفع حاجبه الأيسر بتساؤل ، يشعر ان تاليا اكثر احتراماً اليوم ، ورسميه معه
مختلفه عن كل مره ، نبرتها خائفه ، وما اثار دهشته ان تاليا وعند خوفها تتجاهله
وهي لم تتجاهله الآن !
"كيف حالكَ انت ؟ "
" ما بكِ ؟ "
" ما بي ؟ انا بخير .. ههه .. ما بك انت ؟ "
" تاليا .. لن اكررها ، ما بكِ ؟ "
نبرتها الحازمه أوقفت كذبتها ، لذا قالت بأستلام وتوتر
"خائفه منك "
" مني أنا ! "
سحبت شفتها السفليه بين اسنانها ،في حركه متوتره اكتسبتها من كثرة جلوسها مع اوركيدا
" ماذا فعلتُ لتخافِ ؟ "
أستنكرها بنبره حاده لم يتحكم بها ، فقالت ببعضٍ من القلق
" هل سينفذ صبرك يوماً ؟ "
" لا أفهم "
قالها كاذباً ، نعم قد ينفذ ، بل بالتأكيد سينفذ، وحينها ينحر عنقه قبل ان ينهار امامها
" اعني .. انت صبرت لفتره ليست قصيره ، وتحملتَ ما فعلتُ ، اخاف ان تؤذيني في ليلة ما ادوارد ، اعرف ان من الغباء مشاركة هذه الأفكار معك ، لكنها ترهقني "
" اعلم انها ليست افكارك تاليا ، ولا أهتم من أين حصدتِ مثلها أفكار ، لكن الأمر يرهقني صغيرتي ، من الجيد مشاركتي بها ، لكنك ترهقين اضلعي ، تسرقين شبابي يا ملاذي "
اخذ نفس عميق بطريقه جعلت القشعريره تسير في كامل جسدها
" تعبتُ بُعدك تاليا ، أشعر وكأني فارغ من دونك ، وكم آلمني الأمر انا .. اشتقت لكِ "
ارتفع ثغره وتابع بنبره ساخره لم تغفل عليها
" حتى وإن كنت امامكِ ، تكونين عني تمام البعد ، الأمر يقتلني حبيبتي .. يقتلني ! "
" أصمت ادوارد "
" أصمت ؟ نعم بالطبع سأصمت ، بل سأغلق، ولكن لأقول شيء اخير قبل ان أغلق "
" ما هو ؟ "
" أتنفسك تاليا ، تجاوزت حدود الحب منذ زمن ، وبتُ أتنفسكِ "
***
أنهارت اوركيدا على فراشها ، لقد حسمت الأمر ، لن تكمل تلك اللعبه
بدأت في البكاء بينما تدفن رأسها في وسادتها، ملت من هذا الحب ، ملت منه !
هو يريدها الا تكون مع رجل ، سواء كان هذا الرجل هو ام غيره
كم انت اناني فارس في حبك !
ارتفعت شهقاتها ، وسط الظلام القاتم
كانت تشعر بالوحده
تشعر ان لا سند لها في غياب اخيها !
لم تدفن تلك الكلمات في عقل تاليا سوى لتنجدها
تريها ان لا شيء دائم
وبالفعل لا شيء دائم
***
" كلما رأيتُ ما فعل بك ، احاول ان اكون صامداً ومتفهماً ، أحاول ألا اقتله ، وانهش قلبك بيدي ، كنت لكِ السند ، وكنت صديق أكثر من والد ، لم أكن حازماً وقاسيا معك ابداً سيرا .. بالفعل لم أكن لكِ سوى صديق "
أمسكت كفاي وارجعت ظهري على مؤخرة الفراش ، بينما أسمع نبرته الحنون
" أعرف انك تحبيه ، ولا ألومك صغيرتي "
شعرت بغصه تزداد في صدري ، لكني حاولت ألا اكون باكيه شاكيه
" انظري بعمق للصورة لا بروازها ، إن احبت ميرا رجل ، فحاربت من أجله وعصت والديها، لتكون له الزوجه ، وعند تمام حلمها ،منعها عنهما ، وحرمها حتى من الخروج ولو كان الأمر معه ، بات يعنفها ويضربها ومن ثم يخدر جروحها بكلمات باحته "
" هل وافقتِ أن تكمل ميرا معه ؟ "
اومأت بالرفض ، وزاغت أبصاري لوهله
" ما حدث اليوم، ارجو ألا يتكرر ، اخبري رامي بالتفاصيل هذه المره ، هو ليس عدو ، وليس صديق ، ... سامر ، لم أعترض يوماً على أقترابه منكِ ، فكنت مراهقه متفتحه والآن انتِ امرأه، حاولي الا تمزحيِ بقبضتك معه "
اومأت بشرود
أبتسم ابي وقبل جبهتي قبل ان يخرج خارج الغرفه
علمت ان امامي حديث طويل مع رامي، وبخصوص رامي، فهو رحل ووعدني بالحضور مساءاً
كان غاضب وممتعض ، لكنه لم يلومني بعد
ارتسمت أبتسامه ساذجه وسط دموعي عندما تذكرت انفعال جاسر
هلاكي بذلك الرجل لا محال
فما دمت على قيد الحياه، لن اتوقف عن حبه
أحبه
اريده
لكني سأضع الحد لحبنا هذا
سأفعل ..
ﯾﭠﺑﻋ..
***
بارت قصير في فتره قصيره ايضاً
سأقوم بمراجعته غداً ❤
آسفه على جرأة جاسر 😹😹
دمتم سالمين 🌹
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top