8

#منظور_زين :

اتجهت نحو الثانوية حيث تدرس سلسبيل، لمحتها جالسة على الرصيف أمام الثانوية، رأسها منخفض، و ما أن دنوت منها حتى ارتفع صوت شهقاتها، شعرت بقلبي يكاد يقتلع من مكانه، أيعقل أن تلك الباردة الحادة الطباع ضعيفة لتبكي وحيدة بهذا الشكل ؟! جلست بجانبها لترفع عينيها المنتفختين و اللتان احتلتهما الحمرة، فكانتا كمزيج دمع و دم، ثم أعادت خفض رأسها، لأقول لها

-" لقد رسمتي لي وجها مبتسما في المنديل حين كنت حزينا و قدمته لي، و اليوم أنا هنا لأواسيكي كما فعلتي "

-" أشعر بأن في آخر النفق لا يكمن سوى الظلام ... سيظل مظلما كما لطالما كان "

-" ربما عينيك ما تزالان مغلقتين ... مما يعجزك عن إبصار النور "

-" أرى كوابيسا بشعة في منامي ... لا أريد تذكرها ... أريدها فقط أن تنمحي من ذهني "

-" هذا لأنك لم تواجهي مخاوفك ... تلك الكوابيس ذهنك من يصنعها بسبب الخوف الذي تعيشين فيه "

-" أنت فقط ... لا تفهم "

-" لقد عانيت من الاكتئاب الحاد طوال السنتين الماضيتين ... بسبب موت صديقي ... فقدت نفسي ... صرت مدمن ممنوعات بعد ذلك ... دخلت مركز إعادة التأهيل ... قضيت هناك أبشع الأيام في حياتي ... كنت أنفجر بكاءا طوال الليل و أستيقظ لأبكي مجددا ... خرجت من ذاك المركز اللعين آملا أن يتصلح كل شيء و أبدأ صفحة جديدة ... كنت محطما تماما ... لكن صار كل شيء أكثر ظلاما ... تطلق والداي ... و دخلت زوجة والدي الشريرة إلى حياتي لتجعل والدي يكرهني و يتخلص مني ... كل شيء كان يسوء شيئا فشيئا ... حتى مسابقة الغناء التي لطالما حلمت بالمشاركة فيها منعني السيد جواد مالك من المشاركة فيها ... لم أستطع البقاء في فرنسا ... ابتعدت عن كل شيء ... و قررت أن أعالج نفسي بنفسي ... لكن هناك شمعة مضيئة بداخلي لتحارب ظلام النفق ... رغم أنني لست واثقا من قدرتها "

-" لقد عانيت من الاكتئاب أيضا حين ... حين فقدت مركزي بالدراسة ... بينما كنت من المتفوقين ... حصلت على علامات مستحسنة ... انخفضت علاماتي ... و ... "

استقامت فجأة لتنفض زيها المدرسي و تمسح دموعها بعنف، و ركزت عينيها في عيناي لتقول :

-" لقد كان هروبك من فرنسا جبنا، واجه مخاوفك ... قف في وجه عائلتك و أخبرهم أنك قادر على أن تتغير، أن تصبح شخصا أفضل، أن تكون قويا لتواجه ما يقف في طريقك ... إدعي لصديقك بالرحمة لكن لا تعذبه بدموعك ... كن قويا ... أثبت للجميع أنك تستطيع أن ترسم مسارك بنفسك ... و لا تنتظر الإذن من أحد لتحقق أحلامك ... فستندم مستقبلا لو لم تحققها ... اتبع فؤادك و شارك في المسابقة ... و مهما كانت النتيجة إلا أن المحاولة كافية لتجعلك تبتسم حين تتذكر ذلك مستقبلا "

مسحت دموعها بعنف ثم التفتت لتتجه نحو صديقتها التي عرفت من قبل أن اسمها جنى، و التي كانت متجهة نحونا، لكن سلسبيل قررت أن تتقدم إليها، كلام سلسبيل جعلني أشعر بالشجاعة للقيام بكل ما نصحتني بالقيام به، تلك الفتاة ملاك في هيئة إنسان، تأملتها لبضع دقائق لأغادر ... سأعود إلى فرنسا ... لكنني طبعا سآتي مجددا لأقابل ملاكي

#منظور_سلسبيل

اتجهت نحو العم أحمد لأسأله عن العلبة ليقول أن زين أخذها معه إلى فرنسا بعد أن صنعها لأجلي ... تفاجأت حين قال أنه عاد لفرنسا ... كلماته ما زالت تتردد في مسامعي ... أيعقل أنه عمل بنصيحتي ؟!
نفضت أفكاري ثم التفتت لأغادر ليقول العم أحمد :

-" لقد أخذ العلبة لتذكره بك ... ليعود مجددا من أجلك و يقدمها لك بنفسه ... لقد صنعها بكل جد و حب "

أومأت للعم أحمد بابتسامة بينما وجنتاي تحترقان خجلا ... لأنتظر موعد بداية برنامج مسابقة الغناء ... لا أدري لما أريد رؤيته مجددا .

---------------

شكراا على إضافة الرواية 😍💓 :

@DaliaAbas

EsraaMagdi

KhadijaKali

شكراا على الفووت 😍💓 :

Anoor-amyry

soukainalkm1

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top