5
طلبت من الزعيم الإذن بالعودة للمنزل، استغربت فعلا من قبوله السريع، فتحا تلك البوابات العملاقة ليشع النور في وجهي، لكن سرعان ما أخفته الغيوم المتراكمة في السماء، ركضت بسرعة نحو مؤخر الغابة، لأجد نفسي عند الطريق السريع، جلست بضع ساعات بانتظار من يقلني لأصادف عجوزا، توقف و قال أن بوسعه أن يقلني إلى حيث أريد، لكنه أوقف السيارة قبل الوصول للمدينة ببضع مترات، لاحظت تصرفاته الغريبة، و ما أن تأكدت من نواياه الخبيثة حتى أخرجت السكين الذي أهداني إياه الزعيم من جوربي و غرزته في يده ثم في ساقه و ركضت فارة من ذاك الوحش، إختبأت خلف جدار و ما أن رحل ذاك العجوز حتى أوقفت سيارة أجرة عائدة للمنزل .
فتح لي البواب و دخلت لأجد العائلة مجتمعة على طاولة الغذاء، وقفت أنظر إليهم و سروال الجينز خاصتي قد تمزق أما قميصي الزهري فقد صار لونه بنيا بسبب القذارة التي التمستها، و شعري بات مجعدا مختلطا بالذبال، أسرعت لمعانقة تلك التي أسميتها والدتي لتبعدني عنها :" من أنت ؟، إبتعدي "، أمرت الحارس بطردي لتلحق بي قائلة :" آسفة أبريل، لكن لا مكان لك في حياتي الجديدة، عائلة زوجي لن تقبل بك بل و ستدمرين حياتي الزوجية كذلك، أرجوك عزيزتي أبريل تفهمي موقفي و عودي عند والدك "، أجبت :" والدي ... عن أي والد تتحدثين، ذاك الذي أطعمني للذئاب، أعرف كل الحقيقة لذا لا داعٍ للمزيد من التفسير "، قالت شبه صارخة :" أرجوك اذهبي قبل أنت يأتي زوجي "، قلت لها من بين أسناني :" حتما سأعود يوما ما، لكن تأكدي أنني حينها سأدمرك، صلي لكي لا يكون ذاك اليوم قريبا "، خرجت من بوابة ذاك المنزل و الدموع قد بللت وجهي، لأجد جايكوب عند الباب، قال أن الزعيم قد بعثه لإعادتي للقبيلة، بدأ المطر ينهمر ليغسل القذارة من ذواتنا، أخذني جايكوب إلى الميناء قال أن منظر الأمواج الهائجة قد يهدأ من روعي، جلست على المقعد و أجهشت بالبكاء
-" حتما سيخف الألم بعد مدة " قال جايكوب
-" لا شيء سيخف ... لا شيء " قلت
-" أبريل ... إسمك " قال جايكوب بهدوء
-" آنج، هذا اسمي، أما أبريل تلك فقد ماتت "
عدت للقبيلة، لأجد الزعيم يدرب بضع فتيان على المبارزة، وقفت أشاهد الغضب في عيون أولئك المنبوذين، ليحمل الزعيم السيف و يضعه على عنقي صارخا في وجهي :" قاومي "، مد لي سيفا آخر، لكنني عجزت في البداية، قال لي :" أخرجي كل الغضب الذي يحمله فؤادك، لا تكبتيه "، و استطعت أن أقاوم بالفعل، الشعور بالضعف يطلعنا على قدراتنا الباطنية
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top