3
بعد بزوغ الفجر بقليل اتجهت شابتين نحوي، و أحظرن لي عباءة سوداء، قطعن شعري بتسريحة فتيان، أو يمكن القول أني صرت صلعاء، طلبن مني الاغتسال بالوحل، ثم ارتداء العباءة و وضع خطين متوازيين على وجهي، نظرت في الزعيم و سألته عن معنى الخطين المتوازيين ليقول :" الخط الأول هو نحن و الثاني هو النور، لا نلتقي أبدا، فعالمنا شديد الظلام و قاتم السواد "، نزلت دمعة من عيني و قلت له :" أنا خائفة "، ليمد سكينا حفر عليه اسم " آنج " قال لي :" هذا اسمك الجديد "، دق الناقوس للإعلان عن الفرد الجديد " آنج "، مد الرجل صحن فلفل حار و طلب مني تناوله و قال لي هامسا :" هذا طعم الحياة "، كنت أواصل تناول ذاك الفلفل و الدمع يسيل من عيناي، لا مجال للتراجع، لم أفهم حاجة هذه القبيلة إلي أو حتى سبب مساعدتهم لي، لكنني كنت واثقة من مساعدة ربي لي و أنه سيظل إلى جانبي دوما.
نظر الزعيم في وجهي و قال لي :" أنت تشبهينها كثيرا، أنت تشبهين آنج "، فأشارت لي شابة أن آنج هي ابنته
أخذني الزعيم إلى منزله الكبير حيث يعيش بمعية زوجته و ابنه، كان منظر المنزل مخيفا جدا، تماما كمنازل الصيادين، أجساد حيوانات محنطة تزين الجدران، و زرابي بجلود الحيوانات، وقفت أتأمل الديكور الغريب للمنزل ليرعبني صوت خلفي استدرت لأرى ابن الزعيم ممتثلا أمامي، فتى بمثل عمري تقريبا، طويل القامة، نحيف، وسيم ببشرة سمراء بدت شخصيته قوية .
-" آنج " قال الفتى
-" و أنت ابن الزعيم ؟"
-" كيف عرفت ؟!!"
-" الأمر واضح "
-" جايكوب "
-" متشرفة بمعرفتك "
-" لي الشرف "
-" أي مهمة مُنحتِ "
-" عم تتحدث ؟!"
-" أهلا بك في مهد الجريمة "
-" حسنا، لم أفهم ما تقوله !"
-" كل ذلك الترحيب كان من أجل تجهيزك لتصبحي فردا من عصابتهم "
-" لقد بدأت تخيفني، فسر لي عما تتحدث ؟!!"
-" الزمن سيخبرك "
خرج الفتى من المنزل دون أن يوضح شيئا مما قاله، فتى غامض !!! أيعقل أنني صرت فردا من عصابة ؟!!
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top