13
جلست على العشب في حديقة الجامعة، أشاهد فيلما مملا على تطبيق اليوتيوب لأسمع صوت آدم يخاطبني، قلبت عيناي بانزعاج، أكره تطفله لكنني اعتدت عليه نوعا ما، جلس بجانبي، بل هو لم يجلس تماماً فقد استلقى يتأمل السماء، أشحت ببصري عنه دون النبس ببنة شفة، ليقول
-" أتعلمين لماذا أنا مهتم بك بهذا القدر ؟"
ركز عيونه العسلية على عيناي، تلك النظرة العميقة الكفيلة بنشر الفوضى بداخلي، كأنه يحمل الكثير من الأسئلة الغير قادر على طرحها، نفيت برأسي، ليبتسم و يردف
-" لأنك سوداء "
قضبت حاجباي باستغراب، لطالما عجزت عن فهمه
-" لأنك سوداء كالسماء أثناء الليل ... كالسماء التي تعرض ملايير النجوم التي توقعنا في عشقها، و التي نتوق للإمساك بها و لا نستطيع .... بعيدة جدا عنا، تسحرنا رغم أننا ندرك أن الوصول إليها شبه مستحيل ... أنت كالسماء التي تحتضن القمر، فنستمر بالتغزل بالقمر دون أن ندرك أنه نكرة دون السماء ... أنت مثل السماء "
أبعدت عيناي عنه، كلماته غريبة و غير مفهومة أبدا، يتعذر علي استيعاب ما يود إبلاغه لي، لكمته بخفة ليمسك معدته متظاهرا بالألم فرفعت حاجبي ساخرة ليخر ضاحكا، غريب أطوار !
لطالما قال الآخرون أنني مظلمة لكن ليس بالطريقة التي وصفني هو بها، بل لأنني فارسة الظلام، فقد تلطخت يداي في أحلك الليالي ظلاما، ما زلت أذكر ملامحهم، و أعرف جيدا أنني لن أرى نفسي يوما أكثر من متوحشة
دلف من بوابة الجامعة أشيب مسن، جالس على كرسي متحرك، و لولا أن رفع ملامحه لما استطعت تمييزه، هو الشخص ذاته الذي دفعني إلى قاع الجحيم، الشخص ذاته الذي جعلني ما صرت عليه، دنا مني لأستقيم، إبتسم بألم ليقول
-" أرى أنك نجوتِ من النفق المظلم "
-" و أرى أنك على حافة الموت أيها الهرم القذر "
-" تعلمين أن كلانا كان بريئا "
-" كان يمكنك أن تخبرني بكوني لست ابنتك و تطردني ببساطة ذلك أهون مما دفعتني إليه "
-" ما حدث كان مقدرا "
صفعته بقوة، حتى أن حارسه الشخصي كاد يذبحني بنظرته، لكن كلانا يعلم أن لا أحد يمكنه أن يمسني بسوء، لأقول ببرود
-" لم أستحق كل ذلك ... و لن تسلم يوما من العذاب ثق بي ... لكن عذاب ضميرك لن يقارن بما واجهته "
-" كيف نجوت منهم أبريل ؟"
أبريل ! نسيت تماماً أن حروفه شكلت اسمي يوما، لكن السؤال كان وقعه أشد ألما، كيف نجوت ؟ ذاك السؤال الذي يتردد في ذهني 86400 ثانية في اليوم، أكره ذاك السؤال و ما يخلفه من جراح في ذاكرتي .
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top