XVIII

هلووو اڤري ون 🤓

"أنه مجرد يومٍ سيء وليس حياةً سيئة، فقط ابتسم"

استمتعوا 💜

🌟 🌟 🌟

وقفَتْ بملامح مصدومة وعينين متسعتين وهي تراقب صديق طفولتها أمامها، كان مختلفًا كثيرًا عن آخر مرة رأته فيها. شعره وعيناه السوداوان صارا باللون الرمادي كفِراء ذئبه الذي كان يتخذ شكله قبل ثوانٍ.

همس لوثر باسمها وهو يتقدم نحوها بحذر، فنظرت إليه بتحذير لتقول بنبرة مليئة بالشك: قف مكانك ولا تفكر في الاقتراب، ليس قبل أن أتأكد من أنك حقًا لوثر.

ابتسم بلطف فبدا كالأبله في عيون رفاقه من الذئاب، حدّثها: ماذا أفعل حتى تتأكدي؟

وجّهت نحوه نظرة توحي بتفكيرها العميق، وقد بدا أنه ليس لديها ما يجعلها تتأكد من هويته: لا توجد بيننا أسرار لا يعرفها أحدٌ غيرنا.

تنهد لوثر وهو يراقب وجهها الشاحب والمتعب، ورمى تحذيرها خلف ظهره وتوجه نحوها ليحتضنها، وشعور الارتياح يجتاحه.

همس براحة دون أن يبعدها عنه، بل لو كان بإمكانه لوضعها في داخله ليحميها: لا تعلمين كم قلقت عليكِ عندما علمت بهروبك من القرية.

تساءلت بصوت منخفض وذراعاها تحيطان بجذعه: كيف علمت بذلك؟

أجابها وهو يفض العناق دون أن يبعدها عنه:نحن نراقب القرية وما حولها، جميع قبائل المستذئبين الشمالية في الحقيقة.

عقدت حاجبيها بِحِيرة: أنتم؟

فسّر لها: أجل، ذئاب البنيفما، إنهم حقيقيون وليسوا أسطورة. لقد بحثنا عنكِ أنتِ وستيفان ولكننا لم نتمكن من إيجاد أي أثر لكما.

ابتعدت ديانا عنه ونظرت إلى الذئاب خلفه، كانوا شديدي الضخامة بنظرات حادة، متأهبين تحسبًا لأي طارئ.

تساءلت ديانا وهي تنقل بصرها إلى لوثر: متى تحولت؟

أجابها بعد تفكيرٍ قصير: بعد أسبوع من رحيلي عن القرية.

أدركت ديانا أنه تحول قبلها بأيام قليلة. في أثناء ذلك، التفت لوثر إلى رفاقه ثم هزّ رأسه قبل أن ينظر إليها قائلًا بلطف: دعينا نذهب الآن وسنتحدث في كل شيء لاحقًا.

نظرت إليه بتعجّب وهي تتساءل: إلى أين؟

أجابها بابتسامة مُطمْئِنة: إلى مملكة البنيفما، ستكونين بأمان تام هناك.

نظرت إليه عاقدة حاجبيها باستنكار متسائلة مجددًا: ماذا عن ستيفان؟

أخفض بصره وقد عُقد لسانه ولم يعرف بماذا يجيبها، تساءلت هي بنبرة جزعة متقطعة: ما الذي حدث؟ لماذا صمتّ هكذا؟ هل أصابه مكروهٌ ما؟ تحدث، ما الذي يُخرسك؟

أجابها على مضض: لا أعلم، فقدنا التواصل معه منذ أيام ولم نعد نعرف عنه شيئًا، قال أنه بأمان في مكانٍ بعيد بين البشر، لم يفصح عنه خوفًا من معرفة ذئاب قرية مافروس ليكوس مكانه.

نظرت إليه والألم يغزو ملامح وجهها البريئة فهمست بِألم وحِيرة: يا إلهي، ما الذي حدث لك يا ستيف؟

أمسك وجهها ذا الملامح الحزينة بين كفّيه الدافئتين، ووعدها بحزم وقوة: سيكون بخير، أعدك أننا سنجده في أقرب وقت ممكن. يجب أن نذهب الآن؛ فستُغلق البوابة. سأتحول وتصعدين على ظهري، لنصل سريعًا.

أومأت موافقة دون تعقيب على كلامه، وشعرت بأنه لن يتضرر بعدم معرفة أنها قد تحولت أيضًا.

كان شعرها الأسود الطويل يتطاير بفعل الرياح أثناء ركضهم في تلك الغابة الشاسعة، كل خوفها وألمها صارا مضاعفين بسبب ستيفان وقلقها عليه، تمسكت بفراء لوثر بقوة حانية حتى لا تؤذيه، عندما كانت منتصبة بظهرها تنظر إلى الطريق أمامها بنظرات خالية من المشاعر.

بعد فترة توقف الجميع ليبدؤوا في العودة إلى أجسادهم البشرية مع الإبقاء على تحولهم النصفي، لم تنتظر ديانا انخفاض لوثر حتى تنزل من على ظهره، بل قفزت برشاقة ثم رفعت قبعة قلنسوتها الجلدية لتخفي شعرها، بعد أن لفّته كيفما اتفق دون ترتيب.

تجاهلت النظرات المتفحّصة من الذين حولها وهي تضع يديها في جيوب بنطالها، وحقيبتها باقية على ظهرها.

وقف أحدهم أمامها، كان بشعرٍ شديد السواد وعينين خضراوين داكنين، نظرت إليه عاقدة حاجبيها باستغراب منتظرة حديثه.

كان صوته عميقًا هادئًا رغم حدّته: لا يُسمح لغير البنيفما بعبور هذه البوابة ولكن...

قاطعته ببرود ساخر وهي لا تعلم من أين جاءها هذا الأسلوب!: يمكنني العبور، لا تشغل بالك.

أجابها محاولًا الشرح لها: لن يتحمل جسدك الضعيف هذا قوة البوابة؛ فهي تحرّم على من هو من غير فصيلتنا أن يدخل أرضنا...

كان سيكمل حديثه لولا تخطيها إياه؛ لتقف بجانب ذلك الإطار العشبي المستطيل، وهو عبارة عن أغصان صغيرة متشابكة بشكل يشبه شكل الباب، ثم قالت بقلّة صبر، وهي لا تعرف من أين جاءتها تلك الجرأة والشجاعة: هل ستعبرون أم أفعل أنا؟

تبادلوا النظرات سريعًا ثم مرّوا من جانبها الواحد تلو الآخر، حتى بقيت هي ولوثر برفقة ذلك الشاب ذي الشعر الأسود، فعلمت أنه قد حان وقت عبورها.

شعرت بقوة عجيبة تندفع داخل جسدها، بطريقة ما تغير لون شعرها أسفل قلنسوتها، وعلمت أن عينيها ستفضح تحولها لذلك لم تنظر إلى أي أحد وهي تقف بجانب لوثر الذي بدا صامتًا بشكلٍ غريب رغم الأفكار التي تعصف داخله، لكنه لم يستطع التحدث بوجود هذا الكم الهائل من سكان المملكة الذين كانوا يمرون بين أحيائها بعد فترة من السير.

«لوثر!»

وصلهم صوت أنثوي رقيق جعل ديانا ترفع عينيها إلى مصدره، فوجدت فتاة جميلة سمراء البشرة، بشعر أسود قصير وعينين عسليتين ذات جسد نحيل، تتجه نحو لوثر لترتمي بين ذراعيه بعد طبعها قبلة صغيرة على وجنته، نظر إليها بحب وابتسامته السعيدة تملأ وجهه بوجودها.

عاتبته بعبوس وهي تراقب ملامحه الباسمة: لقد تأخرتم، قلقت عليك بشدة.

قال بابتسامة واسعة قبل أن يلتفت إلى ديانا، التي نظرت إليه بصمت منتظرة حديثه: لم نعد خالي الوفاض.

قال بابتسامته العريضة التي عكست سعادته: هذه كتاينا، إنها فِيلْيوسا مِلكي.

م أردف بضحكة خفيضة عندما رأى عدم الفهم ظاهرًا على ملامح ديانا: توأم روحي و…

أعاد نظره إلى كتاينا التي تنظر إليه بحب، وهو يحيط خصرها بذراعه اليمنى ثم أكمل: زوجتي.

همست ديانا بابتسامة ساخرة تعكس ألمها، وهي تتذكر كلامه الجارح ومعاملته السيئة في آخر لقاءاتهما: لا أصدق أنك ذلك الأبله نفسه الذي صرخ في وجهي؛ لأنه بسببي لا يستطيع أن يكون موجودًا مع الفتاة التي يحبها.

اختفت ابتسامته ليحل مكانها عبوس شديد، حاول الاقتراب منها ولكنها ابتعدت عنه خطوة للخلف، مشيحةً بوجهها عنه قائلة ببرود: لدي أشياء أهم لأحزن بشأنها.

سعادته بمجيء زوجته، وحزنه لما سببه لديانا، جعلاه لا يركز على لون عينيها، ولكن أحدهم لاحظه ولم يعلق وهو يستأنف سيره ليتبعه البقية في صمت، ولوثر ابتسم بحزن لزوجته التي بادلته ابتسامة تطمئنه أن كل شيء سيكون على ما يرام، ممسكة بيده ليتبعوا البقية نحو القصر المهيب الذي يتوسط المملكة.

أحاطت بالقصر غابة كثيفة تتخللها الجداول المائية، أما البيوت الشعبية فقد بُنيت من الطوب الأحمر، بأسقف مخروطية من الخشب.

كانت هناك ساحة تدريب عملاقة مقسمة إلى أربعة أجزاء، تقبع بين الغابة المحيطة بالقصر والمدينة، وُجد فها الكثير من الأشخاص، منهم من شغل نفسه بالتدريب، وبعضهم وقف بجمود يشاهد شخصًا ما يتعرض للضرب المبرح، على يدي شاب ذي بنية قوية وشعر شديد البياض وعينين زرقاوين سماويتين.

تصنمت ديانا بملامح مستنكرة تراقب ما يحدث، وعندما لاحظ الشاب ذو الشعر الأسود تسمرها، وقف بصمت ينتظر رد فعلها مستمتعًا.

تحدثت بغضب واستنكار: لماذا لا يوقفه أحدكم؟ يكاد يقتله!

أجابها شاب ذو شعر رمادي غامق بنبرة باردة وملامح غير مبالية: لا مكان للضعفاء بيننا.

همست من بين أنفاسها الغاضبة، وقد استفزها ردّه: لا يوجد ضعفاء على وجه هذه الأرض غيركم، أيها الحمقى.

أمسك لوثر بذراعها متمتمًا بقلق: لا تتدخلي رجاءً، ستسببين لنفسك مشاكل أنتِ في غنًى عنها.

انتفضت بعيدًا عنه بغضب يتأجج كالنار بداخلها، ثم حذرته بسخط: لا تلمسني ولا تتحدث معي.

إذا أردت أن تكسب عداوة ديانا، ليس عليك سوى أن تفرض قوتك على شخص ضعيف.

أعادت نظرها إلى ذلك الشاب الذي يتعرض للضرب، وسمحت لغضبها بأن يقودها لتنزع حقيبتها وقلنسوتها. فظهر شعرها النحاسي وقد لُفّ خلف عنقها.

سارت بضع خطوات ثم بدأت بالركض نحو مكان النزاع في منتصف حلبة التدريب، قبل وصولها بمترين قفزت في الهواء ملتفّة بحركة بهلوانية، أمسكتْ حينئذ كتفي الشاب ذي الشعر الأبيض، فرمته بعيدًا ثم هبطت على قدميها، وهو مرميٌّ أمامها لم يبتلع صدمته بعد.

التفتت إلى الشاب الذي خلفها، وقد كان واقعًا على الأرض غير قادر على الحركة من شدّة الضرب، لم تعلم سبب تلك الرغبة في إمساك يده لكنها فعلتها وأغمضت عينيها ثواني قبل أن تفتحهما، فوجدت أن جميع الجروح على جسد ذلك المسكين قد اختفت تمامًا.

سمعت صوتًا حادًّا يملؤه الغضب من خلفها: أنتِ، كيف تجرؤين؟

نظرت إليه بسخرية وهالة رمادية غريبة تحيط بها: ألم تعلمك والدتك أن تعبث فقط مع من هم في مثل حجمك؟

أثار هذا الموقف انتباه الجميع، وهمساتهم تملأ سمعها ولكنها تجاهلتهم، كانت تنظر إلى ذلك الغاضب الواقف أمامها على بُعد خطوات قليلة.

تحدث بنبرة ساخرة حاقدة: لا أظن أن صغيرة مثلك قد تكون بمثل حجمي، وقوتي.

لم يجرؤ أحدٌ من قبل على الوقوف في وجهه، فكيف إذا كانت فتاة؟

لا تعلم من أين جاءتها تلك الجرأة والشجاعة لتتلفظ بكلماتها بكل هذا البرود الساخر، وهي أصلًا ليست واثقة من صحة حديثها: لستُ بمثل حجمك ولكنني أملك أضعاف قوتك حتمًا.

ابتعد عنه ذلك الحشد وهو يتحول إلى ذئبه الأبيض مزمجرًا بحقد، رُسمت ابتسامة جانبية خطيرة على شفتيها، وهي تغمض عينيها لتسمح لذئبتها أسينا بالظهور للعلن، مما سبب صدمة كبيرة للجميع دون استثناء.

كان حجم أسينا -ذئبتها السعيدة بما يجري- أكبر من حجم ذئبه بشكل ملحوظ، وبدت أكثر قوة وهيبة وعيناها الزرقاوان تشعّان بنظرة خطيرة؛ دفعته ليتراجع خطوة للخلف دون وعيٍ منه.

تدخل بولوكس -الشاب ذو الشعر الأسود- أَمِرًا بحزم قبل أن ينظر إلى ديانا بتفحص، وعدم التصديق يتجلى في ملامحه: كاسترو، عد لطبيعتك حالًا.

عادت إلى طبيعتها، ولم تبعد عينيها الباردتين عن كاسترو الذي وقف بجسده البشري، والغضب الشديد يظلل قسماته الوسيمة بشكلٍ خطير لم يُخفِها، بل زادها قوة.

تساءل بولوكس بنظرة مرتابة مترقّبة: من أنتِ؟

أجابته بعدم مبالاة وهي تنقل نظرها إليه: ديانا دي سانتيس.

كان هادئًا رغم تلك النظرة الحذرة في عينيه حين قال: أعلم ما هو اسمك جيدًا؛ فلن أسمح بدخول شخصٍ غريب إلى مملكتي. لا تستطيع الفتيات التحول بالكامل، كيف فعلتِ ذلك؟

أتبعت حديثها برفع كتفيها وخفضهما دليلًا على عدم معرفتها: لا أملك إجابةً عن سؤالك.

لم يتوقع أحد حركته التالية، ولم تكن ديانا قادرة على تفادي قبضته التي أحاطت عنقها ورفعتها عن الأرض، فرمى جسدها بقوة ولكنها تمكنت من السيطرة على وقوعها؛ حيث هبطت على رجليها المثنيتين، ويداها تحتكان بالأرض لتخفف من حدة سقوطها رغم الخدوش التي جرّحتهما.

كان كلّ من حولها يشاهد الموقف بترقّب، وقد وقف بولوكس بنظراته المتفحصة منتظرًا ردّ فعلها، ولكنها صدمت الجميع بوقوفها بعدم اهتمام وهي تنظف ملابسها، وجروحها تشفى سريعًا لتختفي تمامًا بعد ثوانٍ قليلة.

كانت نبرته الآمرة غير قابلة للتجاهل حين قال بصوت مرتفع: فليذهب الجميع لعمله، حالًا!

تبدد ذلك الحشد كلٌّ إلى وجهته ولم يبق غير لوثر، كَتاينا، كاسترو. وبولوكس الذي وقف أمامها، وفي عينيه شيء من عدم التصديق.

كانت نبرة ديانا منزعجة حين تساءلت: ماذا؟

فتلقّت إجابة تحمل الكثير: سآخذك إلى البيتا حتى يقرر بشأنك.

~٠~*~٠~

كانت أروقة القصر مليئة بلوحات أشخاص مختلفين بأعمار متقاربة، الجدران حجرية والأرضية مفروشة بسجاد أسود بخيوط ذهبية وفضية جميلة، ولكن ديانا لم تهتم لكل ذلك؛ فما يشغل بالها هو شقيقها الذي لا يعرف أحد عنه أي شيء منذ أيام.

وصلوا إلى باب خشبي كبير مزخرف، وقد استقر على جانبيه تمثالان على شكل ذئبين يقفان بشموخ مرفوعَي الرأس.

قام بولوكس بفتح الباب ليكشف عن قاعة كبيرة مليئة بالرفوف التي تزخر بالكتب، الكثير والكثير منها.

دخلوا جميعًا وقد رُسِمت ابتسامة حزينة على ثغرها عندما تذكرت تلك المكتبة في منزل عائلة أندرسون، وويليام يجلس خلف مكتبه يطالع أحد الكتب باندماج تام، كيف له أن يسيطر على قلبها وتفكيرها وكل شيء داخلها بهذه السهولة، ودون مجهود يذكر من قِبله؟

خرج شاب بملامح حادة تشعرك بقوته الكبيرة، شعرٌ نحاسي كلون شعر ديانا ويملك لون عينيها الزرقاوين نفسه كالبحر.

رسم ابتسامة ودودة وهو يقترب واضعًا الكتاب الذي كان يحمله على الطاولة البيضاوية الكبيرة، كانت تتوسط المكان ويحيط بها عدد كبير من المقاعد.

وقف أمام ديانا مادًّا يده بُغية مصافحتها قائلًا بصوت أجش، ونبرة لطيفة: مرحبًا بكِ بيننا، آنسة ديانا.

شكرته وبادلته ابتسامة أظهرت غمّازتها وهي ترفع يدها لتعانق يده، ففاجئها برفعها إلى شفتيه ليطبع على ظهرها قبلة صغيرة قبل أن يتركها.

نظر البيتا سورد إلى الآخرين بقربها، فرحب بهما بلطف مشابه، قبل أن تندفع كتاينا لتعانقه وهو يرسم ابتسامة ضاحكة.

عاتبته كَتاينا بعد ابتعادها عنه خطوة للخلف: لم أركَ منذ أيام.

تقدم لوثر ليحيطها بذراعه اليسرى مادًّا يده اليمنى ليصافحه، فأجابها بعد المصافحة وما زالت الابتسامة تزين وجهه: تعلمين مشاغلي الكثيرة أختي العزيزة.

تساءل سورد وهو يتجه إلى المقعد على رأس الطاولة ليجلس وتبعه البقية: إذًا بولوكس، ما سبب هذه الزيارة؟

كان بولوكس على يمينه وبجانبه كاسترو، وأخته على يساره وبجانبها لوثر، وقد بقيت ديانا واقفة تنظر بشرود إلى لوحة كبيرة تتوسط الجدار على يسار الباب، كانت اللوحة لامرأة بشعر لونه كلون شعرها ولها لون العينين نفسه، كانت تشبه سورد إلى حدٍ كبير.

شعرت بشيء غريب وكأن هناك رابطًا قويًّا يجمعهما، أخرجها من شرودها صوت لوثر المنادي باسمها لتنظر نحوه، ليطلب منها الجلوس معهم.

تحدثت بصوت شبه مسموع، وانقباضة مؤلمة تهاجم قلبها ولا تعرف سببها: أُفضّل البقاء واقفة.

قام بولوكس بإخبار سورد بكل ما حدث، منذ إيجادهم ديانا في الغابة وحتى قدومهم إلى هنا.

تحدث سورد بتفكير ونبرة هادئة: إذًا فقد عبرت البوابة دون أي عوائق، ورغم غضبها الشديد إلا أنها تحكمت في تحولها على عكس المتحولين الجدد.

ثم وجّه نظره إلى كاسترو ليكمل بالنبرة نفسها: كما استطاعت أن تطرحك أرضًا بكل سهولة!

تذمر كاسترو بكبرياء جريح: حظ مبتدئين.

ضحك سورد قائلًا: هذا شرف يجب أن تفخر به يا رفيقي.

نظر إليه الجميع -عدا بولوكس الذي فهم مقصده- باستغراب، وكأن عينًا ثالثة قد ظهرت على جبينه، ولكنه تجاهلهم ونهض متجهًا نحو ديانا.

وقف أمامها متسائلًا بابتسامة: متى تحولتِ؟

أجابت دون تفكير: قبل شهر تقريبًا.

نظر إليها بحذر: فقط؟

أجابته بعدم اهتمام: أجل.

تساءل بترقّب: ما هو لون ذئبك؟ هل هو أسود اللون؟

صححت له ثم أردفت بنبرة هادئة: ذئبتي. صهباء كلون شعرك.

أراد سؤالها وكأنه يحاول استيعاب الأمر: هل… هل ذئبتك تتواصل معكِ؟

أومأت إيجابًا. وبعد صمت طويل نسبيًا قضاه سورد غارقًا في تفكيره تحدث بنبرة هادئة مُحذِّرة: ستبقين هنا في القصر، لن تخرجي دون مرافق أبدًا.

ثم أردف عندما رأى ملامح الاعتراض ترتسم على وجهها: من أجل سلامتك، يمكنك الخروج إلى الحديقة إذا رَغِبتِ.

رفعت حاجبها بتحدٍّ: مَن الذي سيجبرني على هذا؟

أجابها ببساطة وثقة: معرفتك بأنك ستكونين في خطرٍ محدق إذا علم أي أحد بما أشُك فيه.

🌟 🌟 🌟

احم...

نهاية البارت معجبتكمش طبعاً 😂😈

اي توقعات لرواية بشكل عام؟

كتروا من الكومنتات بحبها اوي 🙄❤

يا ريت يعني لو حابين الرواية تحكوا لاصحابكم عنها 😅💜

بحبكم اوي ❤❤

اترككم في رعاية الله وحفظه 💜

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top