الفصل|8


ولدتُ في كونِ لا يجَرِّبْ أن يمَدُّ لي إرْباً من الحُبِّ، في كُلِّ يومٍ ترتدي ألوانٍ مختلفةٍ في المناسباتِ و تواريهِ لتعيدُ حياتهِ من جديدٍ في زمنٍ آخر ~

الحياةُ و الموتُ، الحلمُ و اليقظةُ، محطاتٍ للروحِ المُتحيرّةِ، يقطعها الإنسِ مرحلةٍ بعدَ مرحلةٍ مُتلقياً من خبّطاتها آلامٍ و آهاتٍ مُتخبطاً في بحرِ الظُلماتِ ،  مُتشبثاً في عنادٍ بأملِ التجدّدُ باسماً في غموضِ. عمّ ماذا يبحثُ الإنسِ؟ أ يبحثُ عن أيِّ العواطفِ التي تُبدّدَ له صدره أم كيف يُهَاجسُ غرائزهُ و شطحاتهِ؟ .

لمَ يُهأهأُ ضاحكاً كالفرسانِ ؟ و لمَ يذرفُ الدمع كالأطفالِ؟ و يشهدُ مساراتِ الأعيادِ الراقصةِ و يرى سيفِ الجلّادَ و هو يضربُ الأعناقِ دُونَ حَلحلةِ جسدهِ إتجاه التعسّفِ؟ يُريدُ الوصولِ إلى نهِمهِ و يتصارعُ من أجلِ العرشِ دُونَ اِعطاءِ نُتّفةِ احترامٍ إلى الفقراءِ.

الترَحِ يحتلُ منصباً فوقَ روحي ،  يمتصُ دماءِ حُبورِي من بين شفتي ثم ينشلُ ما امتلكهُ إليهِ و يتركُ جُثماني وحدهُ يعاني، ابتعاد جسدي عنه شلَّحَ قلبي من مكانهِ، أهو سببٌ وافيٌ للحزنِ ؟ أن تحب أحداً لن يحبك أبداً ؟.

أتنقلُ بينَ ساحةٍ و أُخرى أجهلُ مكان جسدي، أتسألُ أينَ أنا بالتحديد؟ ، كُلّ ما أعرفه أنّي كنتُ مع بيكهيون في مخيم التمريض أعالجُ الجنودِ المصابين ثمَ دَفَقَ صوتٍ قويٍ ثلّ نصفَ عمري ،  مُشاهدةِ ساحةٌ غير ساحةِ الملك المُعتادِ لهو أمرٌ سيءٌ جداً، الوحيدُ القادر على سلّبِ أنفاسي هو بيكهيون. صَغتْ أذناي إلى صوّتٍ سَمِيكٍ شَنّجَ جسدي، بتُ لا أفقهُ الرحيلِ أو الهروبِ منهم.

نَاهزَ جسدهم إلى التقربِ مني و أنا قائِمةٌ أمامهم لا اتحرك، قلبي يتسارعُ في خفقانهِ و أنفاسي تُسابقُ الريح لسرعتها، لمَ الخوفِ إذْ كنتِ فتاةٍ نظيفةٍ لا تملّكُ أيَّةِ عداوةٍ ضدهم أم لأنّني قريبةٌ الملكِ الثاني فشَرَعَ قلبي في الخفقان؟ أن تم التعرفِ عليَّ من قبلهم فهذا يعني أنّي على مشارفِ الموتِ لا محالةٍ ~

هَروْلتُ إلى بدايةِ الساحةِ عكسَ خطى أقدامهم، ظنيتُ أنّي قادرةٌ على الهروبِ منهم و التوجه كنفَ القصرِ الذي ترعرتُ بهِ و أحلامِي أتت بالفشلِ، جسدٌ صلبٌ خبّطَ جسدي و نالَ يدي فور محاولتي للسقوطِ و تنصّتُ إليهِ يرمي

" لا تتوقعِ الهرب صغيرتي، مُذُ أن وطئتْ قدمكِ على هذهِ الأرض لن تخرجُ منها قطّ "

تَبَحّرتْ عيني إلى أفقِ السماءِ و هَبّتْ يدي الطليقةِ ترجُّ صدرهِ بضّيقٍ

" فكر في الأمرِ و ستنالُ جزاءكَ حتماً "

طفَقَ صوتِ ضحكاتهِ تعلُّو المكانِ و دوَّى صوتِ إهتزّازِ رأسٍ بقوةٍ جراء الكف الذي نالهُ خدي الأيسر

" قوميْ بنيلِ جسدي هذا الجزاء الذي تحدثتِ عنهُ قبل ثوانٍ "

تعلّقَ كفي بخدي و راحَ يفرّكهُ بشفقةٍ و سَوَّلَ فمي للإجابةِ عليهِ

" دعْ يدكَ العنيفةِ تهجرُ يدي أولاً "

تركَ يدي فور نطقي لهذهِ الحروفِ و أزحتُ جسدي بعيداً عنه، الحرسُ يحاوطونَ روحي المُتسولّةِ و لا مفرُ للمناصِ .  خضخضتُ جسدي صوبَ جسدهِ تحت أنّظارِ الحرسِ الآخرين، لوهلةٍ ظنَّ أنّني لا أفطنُ القتالِ لا يعرّفُ من أين أتت قوتي أو حتى طاقتي في مواجهةِ من هم اقوى مني، بالطبع فهو يفقه إلى البراعةِ ليس مثل أخي سيهون .

حركتُ قدمي على وتيرةٍ سريعةٍ و جَلَدتُ خاصرتهِ بتعاظُمٍ، لم يتزحزح ولو قيدِ أنملةِ ،  بلعتُ مَرْجِ مشاعري و كررتُ الجلَدةِ ، ومرةٍ أخرى تلقيتُ رداً بارداً منه.

" هذا كُلّ ما لديكِ؟ حسبتُ كلامكِ الذي لا يخلو من التفاخر بكونكِ أنثى قادرةٌ على تقطيعَ جسدي  و قدْ بانَ العكسِ "

أستهانتهُ فيّ؛ دبَّتْ أزمةٍ لا تُحلّ و عاودتُ ضرب جسدهِ دُونَ رحمةٍ مني و كعادتهِ لا يتحرك. عقفَ ذراعي و شدّني إليهِ يعصفُ بكلاماتهِ البذيئةِ نحوي

" مُومِسةٌ مثلكِ لا يجبُ عليها القتال مع أمثالي، مكانكِ في السريرِ تحتَ رجلٍ يشقُ محتوى جسدكِ "

عصفتْ فيّ الحياة و رشقتنيّ إلى هاويةٍ لا نهايةِ لها و حاكمها شيطانٍ رجيم ، يبذلُ كُلّ ما بوسعهِ لرمي الخبثَ على جسدي و رغمَ عجزي عن ردعهِ يزداد قوةً و يمزقني.

" لا أحد غيرك هنا مُومِس ، و من سينامُ على السريرِ و يمارسُ الزِنةِ أنت و لا أحدٌ غيركَ "

" تُريدينَ كفاً آخراً صحيح؟ "

ألتفَّ جسدي عكسَ جسدهِ و سرعان ما عرقلَ تحركاتِي و مدَّني إليهِ مجدداً

" لا تحاولي الفرار، مصيركِ منا و إلينا "

على وترِ حزني عزفتْ أقسَى الألحانِ

" لستُ جَبانةٍ مثلك فلو رغبتْ فعلاً بمقاتلتي فكَّ قيدي من يديك و لنقاتل بشرف "

من ملامحِ وجههِ المُرتابَ عرفتُ بإنّهُ يفكرُ بالأمرِ؛ لذا ترّقبتُ سماعِ صوتهِ موافقاً، بعد حيّنٍ فتحَ ثغرهِ يتكلم

" أنا أعلن أنهزامي، الوضعُ لا يسمحَ لي بمقاتلةِ حضرتكِ، فالملك يريدكِ حيةٌ لا ميةٌ! "

" قلْ أنّكَ تخشى فعلِ ذَلِكَ و لا ترمي اللومِ على صاحبكَ أيها الكلب "

رُفِعَتْ جميعَ السيوفِ ميمنةِ جسدي حالما رفعَ الآخر سيفهِ و حطّهُ فوقَ رقبتي مهدّداً

" كوني على ثقة، آرثر لا يخشى أحد مهما كان الشيء خطيراً، لذا ضمِّ لسانكِ الطويلِ تحتَ قباحتكِ و سيري أمامي حالاً "

لازلت الحياة تعني لي الكثير  ،  لكنها لم تعد تستحقُ المحاربةِ لأجلها ~

جرّ جسدي ناحيةِ القصر و عجّلَ شخصٌ ما للمضي إلى سموهِ يخبره عن قدومِ حضرتي إلى جدرانِ قسوتهِ، أنكرتُ معرفةِ هويته أو حتى طبيعةِ عيشهِ و أسلوبه داخل هذا المبنى، بما أن هذا الرجلُ من اتباع الملك فيتملكُ أخلاقاً رفيعةً لا شكَّ في ذلك.

تسلّلَ جسدي إلى القاعةِ الكبيرةِ و أنتظرتُ حضرته ينزلُ إلى هنا مع المدعوِ بآرثر، دناءتهِ لا تعجبني فعلاً و كذا تصرفاتهِ إتجاه الفتيات. على حيّنِ غرةٍ ظهرَ جسدٍ قصيرِ القامةِ، أبيضَ اللونِ، صافي البشرةِ، يتقربُ صوب جسدي و يثبتُ عِندهُ ، يبدو من أزرارِ ثوبهِ المفتوحةِ قدْ سُحِبَ من ليلةٍ طويلةٍ مع عذراء زانيةٍ ، حينذاك اسمعني صوتهِ الخشن

" تشبهينَ الإمرأةِ الّتي تمكثُّ عندي، سُبحانَ الذي خلقَ الجنةِ بقطعتينِ على الأرضِ و الثالثةِ فوقها "

خسيسٌ لا يخجلُ على نفسهِ، ملكٌ يتغزلُ بأنثى ليستْ من مملكته، أ لا يخشى عاقبةِ هذا الأمرِ؟

" ماذا تريد مني؟ "

رسمَ شبه ابتسامة على ثغرهِ و لا يحملُ رداً لسؤالي.

" تـأخرَ ردكَ ٰ ،  أسحبْ كرامتُكَ و اذهب "

" سليطةُ اللسانِ أيضاً "

رفعتُ شفتي أرسمُ عليها اِبتسامةٌ باردةٌ و تجاهلتُ حديثه، اِبتسامةٌ باردةٌ ذلك هو الدواءِ لكلِّ شيءٍ سخيفٍ  !

" لحظةً واحدةً من فضلكَ، هل أخذَ أحدٌ  رأيكَ عن لساني أو شخصيتي السليطةِ ؟ أن كان أحداً قد أخبرك أعلمني من هي حتى اقطع له رقبته "

صفقَ بيديهِ لي و همسَ في أذناي برعونةٍ

" تعجبني شجاعتكِ "

سدَّدتُ جسدهِ عني و هجْستُ

" لا تقترب مني، لا تظن أنّكَ قادرٌ على إخضاع جميع فتيات هذا العالم و لا تظن هذا الشيء بي من الأساسِ، أنا أنثى ترعرعتْ على يد المُقاتلِ الوحيد آوه سيهون لن أكونَ خائرةٌ قطعاً "

حلَّ الصمتُ في المكانِ للحظاتٍ ثم قطعهُ الملكِ بلُبْسٍ

" آوه سيهون صحيح! ذلك الرجل الذي رأى المُخيمَ يحترق و لم يقدّمُ على  أيَّةِ مساعدةِ له و لا حتى قيد أنملةِ؟ "

كلماتهُ كالسهمِ الضارِمِ يرفضُ الهُمُودِ داخلي، سَعِيرَ رمادهِ يحرقُ أضلعي مُتطاولاً عليهِ يثلبُ ما يوجدَ بي من الرَجَا .

" لا تتكلم عنه بهذهِ الطريقةِ المُعِيبةِ، لو كنتَ حقاً مأنُوسٍ لمَ تحدثتَ عنه، لكنكَ تفتقرُ إلى الثقةِ في النفسِ "

خَبَطَ صوتهِ وجهي و راحَ عمرٍ طويلٍ يتألمُ دُونَ شكوَى، يتحسرُ و يتأوّهُ  جزعاً و حزناً لئلَّا يحلُّ بهِ الموت.

" غضِّ صوتكِ و ألا كُلّ شيء ما خَلا الربّ بهِ فاسِداً  أصبحَ ما يَلذّ ويجلُب مُتْعةً سأفعله بك "

ما انفكَ انفعالي يسيطرُ على نفسهِ و رّوحي بدتْ تخرجُ من مكانها، تتوسلُ الملائكةِ لي خاضِعةٌ لئلا أفقدُ ما وضعهُ الربَّ لي من رّوحٍ صادقةٍ، و نادى ملاكِ الموتِ عليكِ العيشُ و كذلكَ النّفسُ و ما به حياتها.

ينزلُ الملائكةِ بالرُوحِ و يحدّدوا وجّهتهم نحو الهدفِ و يَشبُ التنزُّهُ عمَّا لا يَحِلُ بهم فوقَ جسدي و بلّلَ أجسادهم بما هو شائِنٍ . 

قصد أَمْرًا بالإشارة إلى آرثر من دون التَّصريح به و الإفصاحَ عنه ، أشارَ إليهِ كي يأخذني إلى مكانٍ خامِلُ الذِّكْرِ و تصرّفَ بسرعةٍ مدهشةٍ و اِنطلقَ باتّجاهِ جسدي و جَرَّهُ على وَجْه الأرض حتى بُلوغِ المَكانِ المَقْصودِ ، ألْقى جسدي في غرفةٍ شديدِ الظَّلامِ و العَتَمَةِ ، و لمْ يقذفُ نُتفةِ حُنوّ عليّ. سَفَهٌ ما بَعْدَه سَفَهٌ بَرَز من الخَفَاءِ جسدٍ له امتداد يفوق المعدَّل في جهة الطُّول. بارَى عظمةِ الجَمَّالِ و عيناها سبحانَ المعبود . لمْ أرى شيئاً منها سِوى وجهها تحديداً عينيها و بانت بأنّها تشبهُ عيني فقط الإختلاف ألوانها!

جسدها النحيفُ و الطويلُ يشبهُ جسدي، كُلّ شيئاً بها يشبهني! من هذهِ؟

سارتْ إلى الأمام باطِّراد و تريَّثتْ

" أنتِ الضيفةِ الجديدةِ المدعوةِ بمينا صحيح؟ "

اسْتويتُ على قَدَمَيْ و قَابل وَجْهها وَجْهي و عَبَّرتُ عَمَّا في نفسي بالكلامِ

" آوه مينا، طرفٌ مِنَ الملكِ الآخر و فخرِ جميعَ النساءِ "

قَهْقَه فَأَطَالتْ ضحكتها و تَفَوَّهتْ

" قالَ فخر قال! أنتِ لا تأتينَ بأظفرٍ من أصابعِ يدي فكيفَ لكِ أن تكونِ فخرَ النساءِ؟ "

" ماذا تردين مني؟ "

خَبَّأتْ يديها إلى صدرها وقَصّتْ ما تَعرفُ من تَفاصيل.

" ميني نيتشا، لدي كاملُ الحقِّ بفعلِ أيّ شيئٍ بكِ كوني إمرأة إختارها رجلًا؛ أحسنَ في الأختيارِ و بكوني محبوذةٌ لدى الملكِ لن يردعني رادعٌ عن قتلِ الجميعِ هنا و اللحاقِ بزوجي "

" متزوجة! "

فكّتْ ما كان مشدودًا و حبَّذتْ

" تزوجتُ مُذُ بضعةِ شهورٍ و لم يسمح لي الوقتُ بقضاءِ حياتي مع من أحِبُّ، و مهما طالَ الزمنُ سيجمعُ جسدي مع زوجي "

أزالتْ الرَّغْبَة في تبادُل الكلام من غير توقُّع و أَكْمَلتْ مَبْلَغًةً

" عمَّا دارَ بيننا من حدّيثٍ أريدكِ أن تنسيهِ و بخصوص أنّي أتيتُ لأطمئنُ عليكِ، هل أنتِ بخير؟ "
إمرأة سيّئةِ الخُلُقِ، البعض لا يقترب منك لمواساتكَ بل ليطمئن انك تتألمُ .

" لا تشَغَلِ نَفْسَكِ بهموميْ، أنا بخير "

" و من شغلَ نفسهِ بهمومكِ عزيزتي؟ كنتُ الْتمَسُ شَفَقةً عليكِ فقط "

قَامتْ بحركَةِ التفافٍ و حقَّقَ كلامها الحدَّ المطلوب مِن التَّمام

" ستقومينِ بعملِ تَوْصيةٍ بإرسال بضعٍ مِنَ الجواري إلى الملك في وَقْت مُعَيَّن، و من يدري قد تكونينَ جزءاً منهم "

حرَّكتُ أحد حاجبايْ  إلى الأَعلى وردَّدتُ بصَوْتٍ خافِتٍ غير مفهوم

" لستُ ملزمة بأن افعل ما يفعله الجميع .كلنا سنقعُ في مصيدةِ عزرائيل ذات يوم "

غادرتْ الغرفةِ من غيرِ قَوْلٍ و احكمتْ على غلقِ البابِ، لمَ أشعرُ بأنّني عصفورٍ مقيّدٌ يعجزُ عن نيلِ الحريةِ؟ تاللهِ يا ميني لن تري سِوى النُّفورِ مني ~

في وقت لاحِقٍ حدث ما هو غير متوقَّعٍ ، بُروز جَليّ للملكِ و هو يثبتُ قدميهِ في بقعةٍ بعيدةٍ عني، حينذاك تحرَّك من مَكانه ونَقَل قَدَميه الواحِدة بعد الأُخرى صوب جسدي. ما الذي يريدهُ هذا الآخر؟

" هَلُمَّي معي إلى الأسفل "

" لا أريد، ثم من تكونَ أنتَ كي تصيحُ قسرًا بملاحقةِ جسدي بك؟ "

اغمضَ عينيهِ و أخذته بُحَّةً

" الملكِ جونميون، تعالي معي حالاً و من غيرِ تعاظُمٍ في ذَّاتكِ "

أعلنتُ عن  عَدَمِ رِضايْ

" أنتَ تطلبُ مني ما لا يُمكن بلوغُهِ و لن يحصلُ قطعاً "

دَبَّت النَّارُ فيه وانْدَلَعَتْ في فُؤَادهِ تَحَرَّقَ القَشُّةِ المُتَيسّرةِ في مُتَناولِ خيال شخصٍ ميت.

" لا تختبريْ صبري، أطفقيْ للرحيلِ معي بسرعة "

أصبتُ قدمي على أَثَر حركةٍ سريعةٍ  و قويَّةٍ ، بكلِّ اِفتِخارٍ قمتُ بالمُضيّ من أمامهِ لا أعُني أيِّ اهتمامٍ إليهِ ، جسدهِ كان يسترُ نصفَ البابِ لذا من العسير العبورِ منه. مَكَثتُ منتظِرةً رحيلهِ

" أ ستبقى هكذا؟ لن أرحلَ معك و لا تفكر بهذا الشأنِ حتى، أنت قِطعة مُجْتَمِعة من البرازِ ،  تتحرَّك و تسيرُ وَفْقَ ما هو معيَّن لكَ، لا يكون واعيًا فَطِنًا عمَّا يدورُ حولهِ مِما يُدبَّر و يُتعمَّد لمَضَرَّة الآخرين خِفْيةً. أنتَ لا شيء مُقارِنةٍ بسموِ الملكِ  الآخر، أنت معادِن عتيقة لا نفعَ منها "

ضربَ خدي و تَعرَّف إليهِ باللَّمسِ و خوَّف وتوعَّد بالعقوبةِ

" لكِ عقوبةٍ اقوى في المواقفِ القادمةِ، احرصي على ربطِ لسانكِ السَلِيطِ "

لم أسْتطِع الجوابَ و لا الحركةِ فـلَطْمتهِ دَبّتْ حالة العاجِز فيّ و جَعَلتْ جسدي غيرُ قادرٌ على المَشْي. ذهَب و مضى بعيداً عني بعّدَ مُزاحمة و تنافُس بيننا، أَدْرَكتُ بحاسَّةِ الأُذنِ ،  نَبْرَةِ أَو مَجْموعةِ نَبَراتِ تَصْدُرُ عَن تَمَوُّجاتِ أَوْتارِ الحَنْجَرةِ

" وقتما تحتاجُ الخروجِ أخرجها لكن مع حراسةٍ منك "

" عُلِمَ سيدي "

أنّى لهُ أن يكونَ ملكًا و جسدهِ يفتقرُ للنَّظافة و انْعِدامها ، اِسْتَقَرَّ جسدي في مَوْضعٍ خاصٍّ على الأرضِ أعَّوجُ جسديْ و أضمهُ مَيمنةِ صدري، لاحظتُ أنّ مَلامِحُ وَجْهِي قد ذَبُلتْ و ابتسامتي خُبِأتْ خلفَ قِناعِ الحُزنِ، بالرغم من قوتي ألا و أنّي أحتاجُ إلى سيهون، لا زلتُ طفلتهِ التي تحتاجُ إلى أحضانهِ .

غيابُ شخصك المفضّل يُشعرك أنّ العالم باتَ فارغًا.~

.
.
.
.

الحياة مجرد لعبة ، فألعبْ بذكاء لأجل الفوز و تنالُ حُظْوةً لدى الآخرين و تحصَلُ على وُدِّهِمْ لئلا سيكون
مَوْتُها خَسارةٌ لا تُعوَّض.

الحُبَّ جميلٌ و في بعضِ الأحيانِ ينقلبُ ضدكَ ، البعضُ ينصحُ في خذلانها و تركها تجولُ القريةِ وحيدةٍ ، لا يدرّونَ بأنها أصبحت جزءاً لا ينفّكَ مني، فلاشي يُضاهي رائحة حضنها ولو إعتصرتُ فرنسا
بأكملها في قنّينةِ عطر .

مُسْتَوٍ على كَفَلي أرتَقِبُ قُدوم شَخصٌ يجلُب السُّرورَ إلى النَّفْسِ و يعْقمُ السمعِ ، حتى إذْ كانَ هذا الشخصِ سيهون فهو شقيقها في النهايةِ و عليه البحثِ عنها و كما يُلزمُ البحثِ عن الأخرى و لو كلفَ هذا حياتهِ . لا أنكرُ أن أمرِ تخبأتْ الأختُ الصغرى عني قدْ اشعلَ بي نارِ الغضبِ لكن وقفاتِ سيهون الرائعةِ معي جعلتني أعفو عنه.

على نحوٍ طارِئ بَرَز من الخَفَاءِ جَسَدهِ قَادِم صوبي و حَنَى رأسَه احْتِرامًا

" سيدي، نحنُ نبحث عنها مُذُ مدةٍ و لا أثر لها ، اعتقادي سوف يأتي صائباً هذهِ المرةِ حضرتْ الملك المُبجلِ علينا البحثِ عنها داخلِ القصرِ الثاني و إرسال مجموعةً مِنَ الجنودِ هناك و نستردُ ما يخصنا "

" أعرّفُ مدى خوفكَ على شقيقتكَ لكن عليكَ أن تتحلّى بالصبرِ قليلاً فالوضعُ يحتاجُ خطة "

تقبّضتْ ملامح وجههِ غيرُ راضٍ عمَّا ذكرته الآن و نقل جسدهِ إلى مَوضِع آخر.

" حسناً، سأتركَ حضرتكَ ترتاح، الجرحُ لا يزال مفتوحاً لذا عليكَ الراحةِ "

حاولتُ النطقِ بالكلام غير إنّهُ سبقني

" الشخص الذي عالجكَ ذكرَّ الراحةِ لك و شدّدَ عليها "

تدفَّقتُ بِسَيْلٍ من اللَّعناتِ تحتَ مراقبةِ الآخر يخرجُ من الغرفةِ. الجلوسِ مُنْفَرِداً بنفسي جعل روحي ترغبُ إلى الموتِ أكثرُ مِنَ العيشِ في هذا الوضعِ الجَهُولِ، لا كان في مقدوري معرفة أين أجسادِ من أحِبّ و لا أعرّفُ لما العجزُ يمتلكني و في كُلِّ حربٍ أعودُ منها جريحاً؟

طارَ الوقتُ سريعاً و أنا أعدُ جدرانَ الغرفةِ و زينتها ألف مرةٍ كي يبتعدُ الملّلَ عني و لا شخصٌ مِنَ الخدمِ تفطنَ لزيارتي عدى سيهون يدخلُ لرؤيتي جالساً في مكاني أم تحركتُ بغيةِ الهروبِ من الحجزِ المُميتِ.

حلَّ منتصفَ النهارِ و بطني تصدرُ أصواتَ الجوعِ، ترغبُ في تناوَل طعامًا لذيذًا يسدُ شعورِ الجوعِ و الملّلِ معاً، بعدَ حيّنٍ أتى إلى الدَّاخل سيهون و بجانبهِ إحدى الخادماتِ كان معها بعضِ الصحونِ تحملُ بها طعاماً شهياً. قَعدَ سيهون أمامي يتذوقُ طعامي، يفعلُ هذا في كلِّ يومٍ خشيةِ عليّ من التسمّمِ و لا يخشى على نفسهِ من الموتِ؛ و هذهِ إحدى الأسبابِ التي تجعلني أحتفظُ بهِ كحارسٌ شخصيٌ لي ~

" يمكنكَ تناولُ الطعام، أنّهُ في غاية الطِّيبةِ "

حرّكتُ رأسي حركةٌ متواصلةٌ رقيقةٌ و تكلّمت

" حسناً، شكراً لكَ على الطعام لوهلةٍ كنتُ سأكلُ نفسي من شدةِ الجوعِ، ظنيتُ أنّكَ نسيتني "

أثارَ حدّيثي ضَّحِكِ الآخر وَرَدَ حدّيثهِ على سَمْعي

" أنّى لي نسيانكَ سيدي؟ أنتَ الملكِ هنا و لا يُسمحَ للخدمِ نسيانِ ملكهم، حتى إنّهُمْ لا ينسونَ عفتكَ و طيبةِ قلبكَ قطّ و لنْ يحاولوا أغتيالكَ مهما كان فلن يجدوا افضل و احسن منك هنا "

" سيهون، علينا فعلِ شيءٍ حيال أمرِ الفتاتين "

حركَ قدمهِ ببطئ و شرعَ يهزّها بتوتر

" أنهي طعامكَ أولاً بعدها نناقشُ هذهِ الأمورِ مع بعضنا "

" لا، لنتناقشُ مع بعضنا بينما أنهي طعامي يا رجل، أبعد جو الكآبة عني "

مَسَح وَجهه من العَرَق و نّظرَ لي

" لكَ ذلك، قبلَ مُدةٍ تحرى بعضَ الحرسِ موقع الجريمةِ دُونَ علمِ المملكةِ الأخرى و لم يجدوا أي أثرٍ لمينا "

اِنطلَقتْ يدي تبثُ الطعامِ إلى جوفِ فمي، الطعام الذي أَحْيا ما كان قد زال.

" وَقْتَذاك عليكَ التسلحُ جيداً و حارستي جيداً أيضاً، فهذهِ المرةِ قد جُرِحتُ بسببكَ و هذهِ ليستْ المرةِ الأولى لي "

طَأْطَأ رأْسَه خَجَلًا مِما أفتعلهُ من مشاكلِ إتجاه روحي و نبسَّ مُتأسفاً

" أسف سيدي لن يتكرر هذا الشيء مجدداً ، لو كنتُ قوياً حينذاك لما فقدنا مينا "

دفعتُ الطعامِ جانباً و تأمّلتُ بعَيْنهِ

" لا داعي للأسف سيهون، ما فات قد مات و لا يمكننا الرجوعِ لتصحيحِ الأخطاء "

" لكني محاطٌ بفراغٍ الآن "

ربتُ على فخذهِ أسكنهُ بعد قَلَق

" لا بأس النجوم ايضاً محاطةٌ بفراغ "

صدقَ قولي أن أحببتَ بصدقٍ تنسى أوجاعِ الدنيا و تهتمُ بأوجاعِ غيركَ، كنتُ أحبّها أكثرُ مِنَ الربِّ، فكفرتُ و سلبها الربُّ مني .

سأبقى أحبها إلى حيّنَ عيشِ البحرِ الميت ~

.
.
.
.
.

🙂 شخص كسول مرّ من هنا

تجاهلوا الاخطاء أن وِجِدتْ فالبارت كُتِبَ الساعة الثانيةِ فجراً و عين الكاتب اصبحت حلقة لا تنتهي، البارت مقرر ينتهي ب4000 كلمة لكن بسبب عجزي كُتِبَ منه 2500 كلمةٍ جهنميةٍ 😂💔🏃‍

رأيكم بـ

مينا!

آرثر!

ميني!

سوهو!

سيهون!

بيكهيون!

ماذا سيحصل لمينا وقت بقاءها في قصرٍ مختلف و شخصياتٍ مختلفةٍ؟

ماذا سيفعلان سيهون و بيكهيون كي يرجعانِ الفتاتين إلى القصرِ؟ و هل سترضى ميني على العودة بعد قولها للكلامِ البذيءِ لمينا؟

ماذا سيحصلُ لمينا و ميني داخل القصر؟ و هل ستتأقلمُ إحدهما على الأخرى أم لا؟

رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟

تخيلت شكل ميني من تتشمتْ بمينا و هي قبل يوم كانت ماخذه دور مينا بالشتائم و التصرفات القذرة 🤣🤣🤣

أخذني الواهس و كتبت مينا هواي، صراحة اشك ان هي البنت اكثر شخصية عجبتني و شدّدتني الها 🏃‍

Be safe from coronavirus ❤

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top