الفصل السادس والعشرون

لا تنسوا التصويت والتعليق بين الفقرات💙✨
—————

«عليكم أن تعودوا لدياركم، هناك عاصفةٌ قادمة وقد لا تستطيعون الوصول في الوقت المناسب إن لم تعودوا الآن.» خاطبت العجوز تيما ثم استدارت لتعود لمنزلها مستندة على عكازها.

«هل سمعتم ما قالته السيدة؟» سألت تيما «كنت أريد الذهاب للاسطبل كي أركب الخيل.»

تنهدت زايا بأسى، لقد استيقظ الأغلب فجرًا كي يستمتعوا بيومهم لكن العاصفة القادمة ترفض ذلك «علينا أن نحزم أمتعتنا كي نعود.» خاطبت البقية «أسرعوا كي لا نتأخر.»

تنهدت زايا مجددًا بينما كانت تجمع العصائر والوجبات التي تبقت في الثلاجة وهي تتذكر ما حدث الليلة الماضية:

بدأ جيمين وزايا بإعادة الوجبات الخفيفة لمكانها بعد أن صعد جونغكوك وتيما ليناما، كان الهدوء سيد الموقف حتى تحدث جيمين وهو يزفر غاضبًا بعض الشيء «ألا تعتقدين أنك كنت ملتصقةً بريتشارد كثيرًا اليوم؟»

صُدمت زايا من غضبه المفاجئ، هي؟ ملتصقة بريتشارد؟ ما هذا الهراء؟ «لم أكن ملتصقةً به

رد جيمين غاضبًا «بل كنتِ كذلك

أشاحت بوجهها عنه «أنتَ تهذي

أمسك بوجهها بشدة ليديره نحوه ثم خاطبها بصرامة «انظري لي عندما أتحدث معكترك وجهها ثم تحولت نبرته الغاضبة إلى أخرى أكثر هدوءٍ من سابقتها «لا أريد من أي أحد أن يظن بأنه يستطيع أن يحصل عليك. أنتِ فتاة وقد لا تقتنعين بهذا، لكنني أعرف كيف يفكر الرجال

«هذا لا يعني أنني التصقت بهردت ممتعضة.

زفر الفتى واختتم كلامه «إن أردت مساعدة في أي شيء فلا تطلبيها من أحد غيري، هل هذا مفهوم؟»

- مفهوم..

أغلق جيمين باب الثلاجة بعد أن أعاد كل شيء ثم نظر لخارج النافذة يرى المطر يجتاح المكان «ألم يعُد تاي وأحلام بعد؟»

«لاردت زايا قبل أن يقاطعها صوت الرعد المدوي، مر جزء من الثانية حتى استوعبت أن ذلك كان رعدًا ولم يكن صوت ارتطام شيء بالأرض «أوه لا..»

«ماذا هناك؟» سألها جيمين ثم ضحك «أنت لا تخافين الرعد صحيح؟»

- لا، لكن أحلام تخافه.

- أوه لا..

أومأت زايا ثم نظرت عبر النافذة ناحية التل في محاولة لرؤية تايهيونغ وأحلام، لكنها لم تستطع رؤية أي شيء بسبب قطرات المطر التي غطت زجاج النافذة.

فكر الاثنان قليلًا، هل يُعقل أنهما أضاعا طريق العودة؟ لا من المستحيل حصول ذلك لأن الكوخ يُرى من التل. هل ناما على التل ولم يستيقظا؟ هذا غير معقول أيضًا.

قطع تفكيرهما صوت فتح الباب يدخل منه تايهيونغ وأحلام مبللان من الرأس حتى أخمص القدمين.

«يا إلهيهتف زايا وجيمين في آن واحد.

«جيمين أحضر منشفتينخاطبت الأولى الفتى «هل أنتما بخير؟»

أومأ تايهيونغ وهو يأخذ المنشفة من يد صديق طفولته «سأستخدم الحمام العلويقال بهدوء.

نظرت زايا لأحلام التي كانت تجفف نفسها بالمنشفة وهي تنظر للأرض «أحلام هل أنت بخير؟» همست لها فأومأت الأخرى ثم اتجهت للأعلى.

حدقت زايا بجيمين بصدمة «هل بدا لك أحدهما طبيعيًا؟»

هز رأسه نافيًا «لا

نزلت أحلام مجددًا وقالت بهدوء «سأستخدم هذا الحمام

«ما الذي حدث؟» همست زايا لنفسها ثم خاطبت جيمين «لنخلد للنوم، سيكون يوم الغد يومًا حافلًا

جلس الجميع بالسيارة بنفس ترتيبهم عندما أتوا للريف غير أن جيمين وزايا تبادلا مكانيهما. هذه المرة لم يكن أي أحد يغني مع الأغاني التي تصدح في السيارة، ولم يكن أي أحدٍ يلقي بالنكات مما جعل زايا تقلق كثيرًا وتستمر بمبادلة جيمين نظرات القلق على الموجودين.

أوصِلت تيما لشقتها أولًا، وجونغكوك ثانيًا، فبقت زايا وجيمين بالإضافة للثنائي الصامت.

صار الهدوء سيد المكان بعد أن شعرت زايا بالانزعاج من الأغاني فأطفأتها، ولم يبقَ إلا صوت مكيف الهواء. مرت نصف ساعة حتى اتجهت السيارة إلى شقة أحلام بعد أن دخل تايهيونغ لمبنى شقته، وبعد أن وصلوا لشقتها نزلت زايا معها تاركةً جيمين وحده في السيارة، ساعدتها على حمل حقيبتها حتى وصلتا لباب الشقة ثم قررت أنها سكتت كفاية.

- أحلام ما الذي حل بك؟

استدارت لها مستفهمة «ما الذي حل بي؟»

زفرت بقلة حيلة «أنت على غير طبيعتك منذ عودتك مع تايهيونغ بالأمس..» صمتت قليلًا «هل حدث شيء ما بينكما؟ هل تشاجرتما؟ هل فعل لك شيئًا؟ هل علي أن أجهز حذاء كعبي العالي كي أفقأ عينه به؟» قالت على عجل.

نظرت لها أحلام مصدومة ثم ضحكت «مرت فترة طويلة منذ أن استخدمت كعبك العالي كوسيلة للتهديد.» فتحت باب شقتها وأدخلت حقيبتها «لم يحدث أي شيء يستدعي القلق، أعتقد أنني أصبت بنزلة برد بسبب تبللي بالمطر البارحة، سأرتاح قليلًا وسأصبح بخير.»

ودعت الفتاة صديقتها ثم أغلقت باب الشقة ورمت بنفسها على الأريكة بتعب. تذكرت قبلة تايهيونغ لها تحت المطر وشعرت بوجهها يحترق.

دفنت وجهها بالوسادة المرمية على الأريكة وصرخت بها بكل ما أوتيت من قوة «آه تبًا!» رفعت وجهها قليلًا كي تتنفس «نحن صديقان فحسب، نحن صديقان فحسب.»

ظلت هكذا لفترة، وجهها مدفون في الوسادة وشفتاها مبتسمتان، لمست شفتيها بأطراف أصابعها 'انظري لي أحلام' صرخت مجددًا كمراهقة ونهضت من مكانها وهي تعض على شفتيها، أخرجت هاتفها من حقيبتها وفكرت: هل أخبر زايا؟ «سأصاب بالإحباط إن أخبرتها بما حدث دون أن يحصل أي شيء حقيقي بيننا..»

قررت في النهاية أن ترسل لزايا شيئًا، لن تخبرها بما حدث بالضبط، لكنها ستشاركها سعادتها على الأقل.

- زاياااااا
سأموت من السعادة!

- ههههههه ما الذي حصل؟

- آه سأموت فحسب

- لماذا؟ هل حدث شيء علي أن أعرفه؟

- ليس شيئًا عليك أن تعرفيه
لكنه حتمًا شيء تودين معرفته

- وما هو؟

- سأخبرك عندما يتأكد الأمر
سأموت أف

- المهم هو أنه شيء جيد وسعيد

- إنه شيءٌ رائع!
أرجو أن يحدث لك شيء بمثل روعته

- لقد حدث لي شيء رائع بالفعل

- حقًا؟ ما الذي حدث؟

- سينتقل جيمين ليسكن معي في الشقة!

- واااااه
لا تقوما بأي شيء خاص بالكبار!
وداعًا

- هيه!

أغلقت هاتفها ثم دخلت غرفتها واستلقت على سريرها، احتضنت دمية النمر المحشو الذي يذكرها بتايهيونغ واستسلمت للنوم في وضح النهار، من الجيد أن الغد يوم إجازة.

تايهيونغ كان مستلقيًا على سريره أيضًا، الكثير من الأفكار كانت تدور بعلقه لكن الفكرة الرئيسية كانت: لقد قبلت أحلام!

ستكرهني الآن.. هل أخبرها أنني فعلت ذلك كي تهدأ فقط؟ لا، سيزيد ذلك الطين بلة. هل أخبرها بمشاعري؟ لا أعتقد أنها تبادلني المشاعر ذاتها.. ما الذي علي فعله؟

بينما هو في دوامة حيرته وأفكاره رن هاتفه فرفعه ليرى أن ويليام يتصل له.

«تايهيونغ هل استمتعت بوقتك في الريف؟» سأله بسعادة. تجمد تايهيونغ للحظة، ما أدراه أنني عدتُ من الريف؟

«ما أدراك أنني عدتُ من الريف؟ هل تتجسس علي؟» أعاد السؤال بشك.

«بالطبع لا!» دافع ويليام عن نفسه «لكنني ربما اتصلت للرجل الذي أجرّكم الكوخ لأسأله ما إن كنتم لا تزالون هناك.. لقد قال أنكم عدتم بسبب اقتراب العاصفة.»

«أوه أجل..» سكت تايهيونغ برهة وكان ويليام ينتظر منه أن يتحدث «ويليام..»

- همم؟

- هل يمكنني أن آتي لمنزلك اليوم؟

- حقًا!؟ بالطبع يمكنك أن تأتي! لا داعي لأن تسأل حتى!

سكت تايهيونغ قليلًا مجددًا «أتعلم ماذا؟ لقد غيرت رأيي.»

«لا لم تغير رأيك، ستأتي وإن لم تأتِ بنفسك سآتي أنا لأخذك.» رد ويليام بسرعة ثم أضاف «هذه أول مرة تسألني إن أمكنك القدوم، ما المناسبة؟»

تنهد تايهيونغ وتقلب على سريره «لقد فعلت شيئًا ولا أعلم ما الذي علي أن أفعله الآن.»

«هاه؟» لم يفهم ويليام أي شيء مما قاله تايهيونغ، لكنه لن يرفض مساعدته أبدًا «تعال للمنزل الآن إذًا، أنا متأكد مئة بالمئة أنك لم تتناول إفطارك، سأخبر أوليفيا بأن تعد لك شيئًا تأكله، ما الذي تود تناوله؟»

- لا شيء.

«حسنًا إذًا ستتناول الفطور الإنجليزي التقليدي.» ضحك ويليام «أسرع بالمجيء، لقد اشتقت لك!»

«يع ويليام.» قال تايهيونغ مشمئزًا وأنهى المكالمة ثم ابتسم على سخافة ويليام التي لا تخرج إلا لتحول حزنه لسعادة، لذا فقد نهض من مكانه بغير تثاقل ليذهب لمنزل ويليام.

ما الذي كان سيقوله له بالضبط؟ هو لا يعلم ذلك بعد، لكنه يعلم أنه يريد أن يطلب منه نصيحة كي لا يُفسد علاقته مع أحلام أكثر مما أفسدها فوق التل، يبدو أن تايهيونغ يرفض تصديق كلام تيما حتى بعدما بادلته أحلام تلك القبلة.

وصل الفتى لمنزل ويليام أخيرًا ودخل مستقبلةً إياه رائحة الفطور الإنجليزي التقليدي الشهي، تذكر عندما كان لايزال في كوريا، وعندما كان ويليام يُعده له صباحًا قبل أن يذهب للمدرسة «لقد أتيت.» هتف معلنًا وصوله.

جاءه رد ويليام «إنني في المطبخ!»

ما الذي يفعله هناك؟ اتجه تايهيونغ للمطبخ ورأى ويليام ينهي إعداد فطوره «لمَ تطبخ أنت؟ أين أوليفيا؟»

«أعطيتها اليوم إجازة، خذ طبقك.» أجابه ببساطة ليراه يهز رأسه رافضًا «لم لا تريده؟»

أجابه تايهيونغ إجابة بسيطة وصادقة «لا أريد أن أتسمم بصراحة.»

أمسك ويليام الملعقة التي غسلها توًا ونفضها باتجاه تايهيونغ ليرشقه بالماء الذي كان لايزال متبقيًا عليها «كف عن التذاكي وخذها، لقد أطعمتك كثيرًا ولم تتسمم قط.»

ضحك الاثنان وأخذ تايهيونغ الطبقين ووضعهما فوق الطاولة في غرفة المعيشة، ثم جلس منتظرًا ويليام بينما يفكر كيف يخبره بالموضوع الذي سيسبب له -تايهيونغ- الأرق على الأرجح.

«إذَا تايهيونغ، ما الذي فعلته؟» سأله ويليام وهو يجلس بجانبه.

«أنت تعلم أنني أحب أحلام صحيح؟» بدأ بتردد.

- بالطبع أعلم، قد يكون العالم كله يعلم أيضًا.

- إنني جاد!

«أنا جاد أيضًا!» رد عليه ويليام «يعلم العالم كله عداها أنك تحبها، ويعلم العالم كله عداك أنها تحبك أيضًا.»

لم يقل تايهيونغ أي شيء لذا حاول ويليام أن يحثه على الحديث «ما الذي حدث؟ هل تشاجرتما؟»

- لا، على العكس تمامًا.

نظر ويليام لعيني تايهيونغ ثم ارتفع حاجباه بعدما أخبرته غرائزه الأبوية -ورؤيته لتايهيونغ يعض على شفاته السفلية- بما فعله تايهيونغ «تايهيونغ.. هل قبلتها؟»

شهق تايهيونغ «كيف عرفت؟!»

ضربه ويليام بخفة على ظهره وهو يضحك «إنني أعرفك جيدًا!» ابتسم له «إذًا ماهي المشكلة؟»

تنهد تايهيونغ وهو يحشو فمه بالطعام، يمضغه ثم يبتلعه «لم تكلمني على الإطلاق بعد أن قبلتها، قد تكون كرهتني، لا شك أنها قد كرهتني..»

- متى قبلتها؟

«البارحة..» أجابه «أو يمكنك القول: اليوم قبل الفجر.»

فكر ويليام قليلًا وهو يأكل طعامه، ثم تحدث أخيرًا بعد ساعة -كما شعر تايهيونغ- «أستبعد أنها كرهتك، لكن إن كنت قلقًا لم لا تطلب منها مواعدتك؟»

- ماذا؟

شرح له ويليام «أنت تحبها، وأنا متيقن من حبها لك أيضًا، لذا اطلب منها مواعدتك، عندها ستعرف إن كانت تحبك أم تكرهك.»

رفض تايهيونغ رفضًا قاطعًا «لا.»

- لمَ لا؟

- ستكون مجازفةً كبيرة، سأتأكد أولًا إن كانت تحبني أم لا.

وضع ويليام رأسه بيده وظل ينظر لتايهيونغ وهو يأكل طعامه عابسًا، يبدو أنني سأضطر لطلب المساعدة من تيما لحث هذين الاثنين على المواعدة.

- تايهيونغ، هلّا أريتني ابتسامتك؟

نظر له تايهيونغ وازداد عبوسه أكثر «لا.»

أجل، عليّ أن أجعلهما يتواعدان في أسرع وقت.

—————
يوم من الأيام بتحطون كومنتات بين الفقرات🌚
أتمنى يوصل هاليوم بسرعة

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top