الفصل السادس والثلاثون

لا تنسوا التصويت والتعليق بين الفقرات💙✨
—————

حل اليوم التالي كئيبًا وثقيلًا على قلب ويليام الذي خرج من المنزل بعد أن وصّى أوليفيا بالاعتناء بتايهيونغ جيدًا وبعد أن رأى أن تايهيونغ لا يزال نائمًا بسلام.

جلس على مكتبه يفكر حتى قاطع تفكيره صوت القرع على الباب لتأتي أحلام من خلفه «هل طلبتني يا ويليام؟»

«أوه أجل، أردت أن أتحدث معك بشأن تايهيونغ.» قال لها ببساطة وهدوء كي لا يثير خوفها، لكنه فشل بذلك.

«هل هو بخير؟» سألته بسرعة وبقلق «لم يجب على مكالماتي بالأمس.»

«أعلم ذلك، لقد آذى يده فحسب وأُعطي إجازة مرضيةً لليوم.» سكت قليلًا ليرى وجهها قد ارتاح قليلًا «إنه بمنزلي الآن ويمكنكِ أن تأتي له متى ما شئتِ، لكن أريد منك أن تخبريني بذلك مسبقًا كي لا تعرضي نفسك للخطر.»

- الخطر؟ لماذا ما الذي يحدث؟

- لقد شُددت الحراسة على منزلي لأننا لا نعرف ما الذي سيحاول والد جيمين ووالدة تايهيونغ فعله.

- أوه حسنًا إذًا سأتأكد من إخبارك بالأمر.

خرجت الفتاة من مكتب رئيسها وجلست على مكتبها لتعاود العمل مباشرةً دون أن تلقي أي نظرةٍ على تيما التي تحاول التودد لها منذ الأمس.

«لا تتحدثي معي.» أمرتها أحلام بنبرة جافة دون أن ترفع نظرها عن الشاشة.

«لماذا؟» سألت تيما متظاهرةً بالجهل.

- لأنكِ صرختِ بي وبتايهيونغ بالأمس.

- لقد أصبتموني بالجفاف يا فتاة ما الذي كنتِ تتوقعين مني فعله؟

«هذا ليس من شأني.» أجابتها ثم استدارت لها مكتفةً ذراعيها «وعلاوة على ذلك لم تبادليني العناق عندما عانقتك ذلك اليوم بالكفتيريا!»

«آسفة..» اعتذرت تيما بابتسامة بريئة ارتسمت على وجهها لكنها لم تُبدِ أي مفعولٍ على قلب أحلام التي استدارت وواجهت شاشتها مرةً أخرى تمثِّل الغضب. فكرت تيما قليلًا ثم سألت «كيف ستسامحني الجميلة؟»

- خذيني للسوق على حسابك.

- تم!

بينما تخطط الفتاتان لرحلتهما القصيرة، كان ويليام قد نادى سكرتيره الجديد لمكتبه «ليو، لدي بعض الأعمال لليوم لذلك سأخرج الآن. ألغِ كل ما بجدولي لليوم وأجله لوقتٍ آخر.»

«حاضر سيدي.» أجابه الشاب الصغير الأشقر ثم استأذن وخرج من المكتب ليخرج ويليام بعده بلحظات متوجهًا لخارج الشركة وإلى شركة أخرى.

«كيف يمكنني مساعدتك سيدي؟» سألته الشابة التي تجلس عند مكتب الاستقبال فور دخوله.

ابتسم ويليام بود «أنا هنا لمقابلة الرئيس أوليفر.»

«عليّ أن أخبر سكرتيرته بالأمر أولًا سيدي، ما هو اسمك؟» ردت بلطف.

- ويليام جين.

أجرت الشابة مكالمة سريعة ثم أشارت لويليام ناحية المصعد «الطابق الثالث سيدي.»

صعد ويليام متجهًا لمكتب الرئيس أوليفر ولم يلبث حتى وجد نفسه يلقي التحية على الرجل «كيف حالك أوليفر؟»

«ما هو سبب تشريف ويليام جين نفسه لشركتي؟» سأل الرجل ضاحكًا «أنا بخير، تفضل. ما الذي تود أن تشربه؟» أشار له ناحية الأريكة ليجلس.

«لا أريد شرب أي شيء شكرًا.» رفض ويليام بأدب ضاحكًا «لكنني أريد منك معروفًا صغيرًا.»

«أي شيء لك ويليام.» ابتسم له الرجل.

- أريد منك أن تعطي بارك جيمين إجازة مدفوعة لمدة أسبوع لأنني أحتاجه بشيء ما.

- بارك جيمين؟

- أجل.

- هل يمكنني أن أعرف السبب؟

- لا يمكنني أن أخبرك.

نهض أوليفر وطلب من سكرتيرته مناداة جيمين لمكتبه ثم سأل مجددًا «أنت لن تسرقه لشركتك صحيح؟ نحن نحتاجه كثيرًا هنا.»

ضحك ويليام وهز رأسه نافيًا «لا لن أفعل ذلك.»

بعد دقائق معدودة طُرق الباب مجددًا ودخل جيمين بصحبة السكرتيرة التي حاولت عبثًا أن تمعن النظر بوجه ويليام.

لم يكن جيمين يعلم ما سبب طلب الرئيس له، لكنه عندما رأى ويليام شعر بقلبه يقع. ما الذي حدث وجعل ويليام يأتي إلى هنا دون أن يخبرني قبلًا؟ هل تايهيونغ بخير؟ هل حدث له شيء ما؟

قطع تفكيره صوت رئيسه يودع ويليام ليرى ويليام متجهًا ناحيته مشيرًا للباب ليخرجا «جيمين هل أتيت بالحافلة؟»

«أجل.» أجابه مستغربًا.

«جيد جدًا ، تعال معي إذًا.» خرجا من الشركة متجهين لسيارة ويليام «لقد طلبت من أوليفر أن يعطيك إجازة مدفوعة لمدة أسبوع لأنني أحتاج أن تكون برفقة تايهيونغ طوال الوقت.»

شعر جيمين بقلبه يقع مجددًا، لكن هذا الخوف تلاشى وتحول لغضب عارمٍ جعله يود لو يمسك بوالدة تايهيونغ ويقطعها إربًا إربا بعدما أخبره ويليام بكل ما حدث «لقد بدأ يعود توًا لما كان عليه سابقًا! لمَ أتت وخربت كل شيء؟!»

زفر ويليام بحدة لأنه يعلم تمامًا ما يشعر جيمين به، ويعلم تمامًا كيف تدهورت حالة تايهيونغ النفسية بسبب ما تعرض له والكوابيس التي باتت تراوده لأشهر حتى أُصيب بالاكتئاب.

«هل يعرف جونغكوك بالأمر؟» سأل جيمين بعد أن أزال العقدة التي تشكلت بين حاجبيه كي لا يراها تايهيونغ عند وصولهما.

«يملك الفتى ما يكفيه حاليًا. لقد حصل توًا على وظيفة جديدة تنهكه وتعيده نهاية اليوم خائر القوى.» أجابه ويليام وهو يركن السيارة «لا داعي لأن يعرف التفاصيل حاليًا.»

دخل كلاهما المنزل وكما توقعا: تايهونغ لم يكن بالأسفل. صعدا لغرفته وطرقا الباب قبل دخولهما ليقابلهما تايهيونغ جالسًا على سريره يحدق بالسقف وبجانبه طعامه الذي لم يلمسه.

«تايهيونغ.» ناداه ويليام ليفيقه من شروده «لمَ لم تأكل؟»

«لا شهية لدي.» أجابه بهدوء وبرود ثم غير نظره لينظر لحجره.

نظر ويليام لجيمين ثم عاود النظر لتايهيونغ، تقدم منه ووضع صينية الطعام بحجره «تايهيونغ أنتَ لست حبيس الغرفة، يمكنك الخروج إن أردت.» رفع تايهيونغ رأسه قليلًا وكأنه يريد التأكد مما إذا كان ويليام صادقًا أم لا «لكن عليك أن تكمل طعامك أولًا ويجب على جيمين أن يكون معك.»

اقترب جيمين وتربع على السرير مبتسمًا «كُل كي نخرج لاحقًا.»

أمسك تايهيونغ بملعقته فنهض ويليام من مكانه «سأخرج، خذا حذركما عندما تخرجان.» أوقف تايهيونغ الملعقة التي وصلت لفمه وأخفضها بعدما تحدث ويليام.

- إلى أين ستذهب؟

- سأخرج قليلًا وأعود، لن أستغرق وقتًا طويلًا.

رأى جيمين الخوف والتوتر بعيني تايهيونغ فابتسم له مطمئنًا «لا تقلق سيعود بسرعة، ثق بي.»

كان ويليام ذاهبًا ليهدد يونجين، جر ديفيد معه وانطلقا للمبنى الذي تسكن ووالد جيمين به، ولحسن حظهما كانت يونجين تتمشى عائدة للشقة عندما وصلا.

أسرع ويليام ناحيتها بغضب وأمسك معصمها ليديرها ناحيته بعنف «أخبرتك أنك ستندمين إن اقتربتِ منه.» أخذ ملفًا كان ديفيد يحمله وحشره بوجهها «إن أردتِ ألّا تفضحي فابتعدي عنه، وإن أردتِ ألّا تدخلي السجن فغادري إنجلترا قبل يوم الاثنين.»

ضغط على معصمها أكثر لتصدر هسهسة من فمها دلالةً على ألمها «لا تظني أبدًا أني شخصٌ طيب لا ينفذ ما يهدد به. سترين ما سيأتيكِ.»

ابتعد ويليام ليغادر وأخرجت يونجين ما بالملف ورأت معظم ما فعلته من جرائم وأعمالٍ لا أخلاقية خلال هذه السنوات، لكن هل اهتمت؟ لا.

دخلت المبنى ثم ولجت لشقة والد جيمين الذي كان مستلقيًا شبه نائمٍ وهو يشاهد التلفاز «بارك دوكسو! استيقظ أيها الخنزير!» فتح الرجل عينيه مشمئزًا من هذه المرأة «علينا أن نسرع بتنفيذ خطتنا.»

أخرجت سيجارة من حقيبتها وبدأت تنفث السم بوجه دوكسو «إن لم ينكسر الفتى فلا مال لنا.»

«اكسري أصدقاءه أمامه كي يتهشم أمامكِ.» ابتسم دوكسو بمكر «هل تعلمين أن لديه حبيبة؟»

- حقًا؟ ذلك اللقيط؟

- لم تعلمي ذلك؟ يبدو أن حبيبك بلا فائدة.

- هو من أخبرنا أين يعمل ابنك وأين يعيش ابني، فأطبق فمك يا عديم الفائدة.

وردها اتصالٌ بعد أن أنهت جملتها فأجابت وهي تتحدث بغنج «مرحبًا حبيبي، لقد اشتقت لك.»

«اشتقت لكِ كثيرًا أنا أيضًا، لقد حصلتُ لك على ما تريدين.» أجابها بحب «تايهيونغ ببيت ويليام والحراسة أصبحت مشددة هناك. لكن..» تردد قليلًا.

«ماذا هناك حبيبي؟» سألت بغنج وحب كاذب مجددًا.

«لقد جُمدت حساباتك البنكية كلها، وأعتقد أن ويليام هو من فعل-» أنهت المكالمة قبل أن ينهي الرجل حديثه ونهضت من مكانها غاضبة.

«أين ستذهبين؟» سألها دوكسو بينما يفتح لنفسه زجاجة كحول جديدة.

أمسكت يونجين مقبض الباب بقوة وتحدثت بحدة وغضب «سأحطم صغيره.»

بمكانٍ أكثر راحة وعفوية، عند أشخاصٍ لا يعرفون عن امرأةٍ تخطط لكسر ابنها، كانت الصديقتان تسيران بالسوق وهما تحملان الكثير من الأكياس بيديهما.

«يا إلهي أحلام!» نحبت تيما وهي تجر نفسها وأكياس أحلام التي تحملها «هل بقي أي متجرٍ لم تدخليه وتشتري ما به؟»

ضحكت أحلام «في الحقيقة أجل، أريد أن أدخل لذلك المتجر.»

«يا إلهي!» بكت تيما بدرامية «ذراعاي على وشك السقوط أحلام!»

- أوه لا تكوني درامية.

دخلت الفتاتان للمتجر ورأت أحلام الكثير من المنتجات التي تستهدف الثانئيات «واه.»

«هل ستشترين شيئًا لك ولتايهيونغ؟» سألت تيما وهي تنظر للأساور لاعنةً حظها ووحدتها.

«بالطبع وإلا لما دخلت.» أجابتها وهي تنتقي بعض الأشياء لتقارن بينها «لا تقلقي أنا من ستدفع.»

سخرت تيما «أجل لأن هذا هو ما يثير قلقي.»

خرجت الفتاتان من المتجر بكيسين صغيرين عكس ما توقعته تيما. تأخر الوقت ولم تأكل الفتاتان شيئًا بعد «هل نذهب لتناول العشاء الآن؟» سألت تيما خائرة القوى من كمية الأكياس التي تحملها.

ضحكت أحلام «لا شكرًا، سأذهب لتايهيونغ.»

«جيد، لقد تبخرت كل نقودي بسببكِ.» قالت لها وهي تخرج هاتفها لتطلب سيارة أجرة «ستصل سيارة الأجرة بعد خمس دقائق، لنجلس.»

ضحكت أحلام مجددًا «لم يقل لك أحد أن تجرحي مشاعري، تستحقين هذا.» أخرجت أحلام هاتفها أيضًا وأرسلت لويليام رسالةً تخبره بها أنها تريد أن تذهب لتايهيونغ، فأجابها بأن سيارةً ستأتي لشقتها كي تحضرها للمنزل.

وفعلًا فورما وصلت أحلام للشقة رأت سيارةً سوداء يجلس ديفيد بها بانتظارها. أدخلت مشترياتها للشقة وأخذت معها الكيسين الصغيرين ثم ركبت السيارة «أعتذر على التأخير.»

«لقد وصلتُ توًا آنستي.» أجابها ديفيد بأدب ثم بدأ يقود السيارة.

أرسلت الفتاة لحبيبها رسالة تخبره بها أنها قادمة، وكم سعد تايهيونغ بسبب هذه الرسالة. جهز الكثير من الطعام والوجبات الخفيفة وجهز الصالة ليشاهدا فلمًا معًا. حماس تايهيونغ جعل أحلام تشتعل حماسًا أيضًا عندما دخلت ورأت كل ما جهزه الفتى لها.

«لقد اشتقت لكِ!» احتضنها تايهيونغ بقوة عندما رآها تدخل من الباب. همس مجددًا «اشتقت لكِ كثيرًا..»

بادلته العناق «اشتقت لك كثيرًا أيضًا، كان العمل مضجرًا دونك.»

ابتعد عنها مبتسمًا وسحبها للأريكة لتجلس «انظر لما اشتريته قبل أن نشغل الفلم!» قالت بحماس متغاضيةً عن الضمادة التي لفت كفه الأيمن.

أخرجت من كيس غطائين حاميين للهاتف، أحدهما رُسم عليه الفأر ميكي، والآخر رُسمت عليه الفأرة ميني «ميكي لك، وميني لي!»

ابتسم تايهيونغ «لدي شيء أيضًا قد اشتريته عندما خرجت مع جيمين اليوم.» تركها وصعد لغرفته لينزل بعلبتين صغيرتين. فتحهما لترى أحلام ما بهما وتذكر ما حدث عندما خرج مع جيمين.

كان تايهيونغ يشعر بالملل والحزن بينما يسير مع جيمين بين المتاجر «تايناداه الشاب وهو يجره لمتجرٍ للمجوهرات «ما رأيك أن تشتري شيئًا لك ولأحلام؟»

- لماذا؟

- سيكون من اللطيف أن يكون عندكما شيءٌ كونكما ثنائي.

اقتنع تايهيونغ قليلًا وتجولا بالمتجر، زال موضوع الأمس من عقله بينما كان متحيرًا ويفكر بجديةٍ أي خاتمٍ أو قرطٍ سيكون أفضل ليأخذه، قرر في النهاية أنه سيأخذ خاتمين من الذهب الأبيض، تتوسطهما حلقةٌ من المعدن الأسود.

أُعجبت أحلام بالخاتمين، وشعرت ببعض من الحرج عندما أمسك تايهيونغ بيدها اليمنى ليدخل الخاتم ببنصرها. ظل الشاب يتأمل الخاتم بيد حبيبته حتى رفع كفها وقبل ظاهره.

«هذا الخاتم لأنكِ حبيبتي.» ابتسم لها بحب «ويومًا من الأيام سأعطيك غيره لأنك ستكونين زوجتي.»

شعرت أحلام بالحرج وسحبت يدها بخفة وهي تضحك بتوتر «لنشاهد الفلم الآن.»

ضحك تايهيونغ «هل تشعر حُلوتي بالحياء؟»

ضحكت أحلام بتوتر مجددًا «لا أبدًا ما الذي تهذي به؟»

ابتسم تايهيونغ وسحبها لتجلس بحجره، ارتدى الخاتم بيده اليسرى ثم ركب غلاف ميكي على هاتفه، وبعدهُ ركبت أحلام غلاف ميني على هاتفها ليشكلا ثنائيًا لطيفًا يُحسد من قبل الجميع.

حاوط تايهيونغ خصر حبيبته بذراعه وثبت رأسه على رأسها ثم شغل الفلم ليشاهداه. كان فلمًا بوليسيًا، لكن تايهيونغ لم يركز به. كل ما كان يفكر به هو ما قالته له والدته، وشيئًا فشيئًا بدأت ذراعه تنسدل من محاوطتها لخصر أحلام.

لم تكن الفتاة على علمٍ بما جرى بينه وبين والدته، لذا ظنت بأنه كان متعبًا فقط ولم تعلق على الموضوع. سريعًا ما انتهى هذا الفلم واستدارت أحلام لتواجهه مبتسمة «لقد كان فلمًا جيدًا.»

ابتسم لها تايهيونغ بوهن «لقد شردت بعد ربع ساعةٍ من بدايته ولا أعلم ما الذي جرى.»

- ما الذي شردت به؟

- بحلاوتك.

أحرجت أحلام مجددًا وضربت صدر تايهيونغ بخفة «ما الذي تقوله أيها المبتذل؟»

تأمل وجهها وبدأ يقرب وجهه منها حتى لاصق جبينه بجبينها وهمس «ما رأيك أن تبيتي الليلة هنا؟»

همهمت أحلام «لا ثياب عندي.»

«أنا عندي، ولن تكوني بحاجة لهم أصلًا.» أجابها بمكر.

احمر وجه الفتاة وأبعدت نفسها عنه «تاي!»

ضحك الفتى وقربها له مجددًا ليستنشق رائحة عطرها «هل ستبقين؟»

«سأبقى.» أجابته ببعضٍ من الامتعاض.

أمسك بكفها ليصعدا وقابلا ويليام الذي كان خارجًا من مكتبه وذاهبًا لغرفته. «ستبيت أحلام هنا الليلة.» قال له تايهيونغ.

«حسنًا.» أومأ ويليام «لا تفعلوا أي شيء للكبار.»

شعرت أحلام بنفسها تحترق وكأن هذين الاثنين قد تعاونا على إحراجها، توقع ويليام أن تايهيونغ سيشعر بالحرج أيضًا، لكن الفتى ابتسم بغرور «لا أضمن لك ذلك.» أنهى جملته وعالجته أحلام بضربة على ظهره تحت أنظار ويليام الذي صُدم من رده.

طفلي لم يعُد طفلًا بعد الآن.. قلبي يؤلمني.

«لم أتوقع أن تكون غرفتك مرتبة هكذا.» قالت أحلام فور دخولها للغرفة.

فتح تايهيونغ لها خزانة ملابسه «اختاري ماتريدين.»

اختارت أحلام قميصًا قطنيًا بكمين قصيرين، وسروالًا قطنيًا قصيرًا أيضًا، وبالطبع كان كلاهما أسود اللون.

دخلت للحمام وأنهت ما كان عليها أن تفعله ثم خرجت ولم ترَ تايهيونغ في الغرفة فجلست على السرير تنتظره بصبر وهي تؤرجح ساقيها كالطفلة.

«أوه أين ذهبت؟» سألته فورما دخل بملابس نومه الكحلية.

«ذهبت للحمام الآخر وذهبت لأعيد الأشياء لمكانها في غرفة الجلوس.» أجابها ثم أمسك بيدها ليجعلها تستلقي بجانبه على السرير.

كان تايهيونغ مستلقيًا على جانبه الأيمن مقابلًا حبيبته، فسألت «هل تؤلمك يدك؟»

«لا.» أجابها وهو يلعب بشعرها بيده اليسرى.

مرت لحظات من الهدوء حتى أخفض تايهيونغ يده وأمسك بيد أحلام اليمنى ليلعب بخاتمها قليلًا. شابك يديهما ببعضهما ثم دنا منها وهمس دون أن يبعد نظره عن خاتمها «أحلام.. لا تتركيني أرجوكِ.»

صُدمت أحلام من رجاء تايهيونغ الفجائي، لكنها ضغطت على يده بخفة وألصقت جسدها بجسده لتدفن وجهها بصدره ويدفن هو وجهه بخصلات شعرها «لن أتركك أبدًا.»

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top