الفصل السابع والعشرون
لا تنسوا التصويت والتعليق بين الفقرات💙✨
—————
خرجت أحلام من شقتها عصر يوم الأحد كي تتمشى قليلًا وتستمتع بآخر يوم في عطلة نهاية الأسبوع، رأت أحد المقاهي وقررت دخوله «أوه جونغكوك! ما الذي تفعله هنا؟» سألت أحلام الفتى الذي كان يعبث بهاتفه في المقهى.
«إنني أنتظر تايهيونغ.» قال فتصنمت الفتاة لبرهة «ما الذي تفعلينه أنت هنا؟»
استفاقت من صدمتها «أتيت لأجرب شيئًا هنا.»
- ماهو؟
- حليب الشوكولاة.
ضحك الفتى وأشار للكرسي أمامه لتجلس أحلام، ثم أشار للنادل وطلب كأسي حليب بالشوكولاة. ظل الصديقان يثرثران عن وقتهما في الريف وكيف أن متعتهم تدمرت بسبب العاصفة.
«هل تعتقد أن العاصفة ستصل حتى هنا؟» سألت أحلام.
«لا أعلم، أرجو ألّا تصل.» رفع نظره قليلًا ورأى النادل قادمًا من خلف الفتاة ليضع كأسيهما فوق الطاولة.
«استمتعا.» قال ثم ذهب ليكمل عمله.
كأسا الحليب كانا عملاقين، لذا فقد تحدث الاثنان عن الكثير قبل أن ينهيا نصفه حتى، تحدثا عن لقاء جونغكوك وتايهيونغ الأول بجيمين -دون ذكر تعرض جيمين وتايهيونغ للضرب- وكيف أن جونغكوك كان مستعدًا لحماية تايهيونغ من جيمين، وأحلام بدورها أخبرته أن زايا كانت بنفس صفها بالمرحلة الثانوية وأنها كانت تصحح للجميع أي خطأ يرتكبونه بحق اللغة العربية، وكانت دائمًا ما تسحب منها المقص عندما تلعب به كي لا تجرح يدها به.
- كنتُ أجرح كفي خطأً بسبب المقص ولذا كلما رأتني أمسك به تقول لي: أحلام أعيدي المقص!
ضحك جونغكوك «لو رآك تايهيونغ تلعبين بالمقص لأخذه منكِ أيضًا.»
تلعثمت الفتاة «ما دخل تايهيونغ بالموضوع؟»
ابتسم جونغكوك ببراءة «إنه يكره المقصات لأنها تجرح.» ارتشف رشفة من حليب الكاكاو «بالحديث عن تايهيونغ: هل تتذكرين عندما رأيتكما أول مرة في الحافلة؟»
- أجل.
- هل كنتما في موعد وقطعته؟
«لا!» نفت بصرامة «نحن صديقان فحسب.»
«ألا تحبينه؟» سألها بصدق «ظننت أنك تحبينه.»
«أنا...» قاطعها دخول تايهيونغ للمقهى ووقوفه بجانب جونغكوك.
«مرحبًا.» رحب بهما ثم خاطب جونغكوك «لم أعلم أنك ستقابل أحلام هنا.»
«لقد رأيتها صدفةً بينما كنت أنتظرك، لقد تأخرت.» أجابه.
«أعلم، أعتذر. لقد أنهيت ما كنت أعمل عليه متأخرًا بعض الشيء ولم أخرج إلا والطرقات مزدحمة.» نظر لأحلام ولمحيطهما، لاشك بأن الجميع يظن أن جيون وأحلام في موعد «هل أنهيت ما تشربه؟ يمكننا الذهاب فورما تنتهي.»
«لقد أنهيته.» أجاب على سؤال ثم وضع ثمن ما شرب على الطاولة، رأى تايهيونغ وأحلام يتبادلان النظرات بغرابة فقرر الإسراع بالذهاب مع تايهيونغ.
جلس جونغكوك بداخل السيارة وفتح تحقيقًا مع تايهيونغ فورما بدأ الآخر بالقيادة «ما الذي حدث بينكما؟»
تظاهر تايهيونغ بالبلاهة «من؟»
أجابه جونغكوك بنبرة لا تخلو من السخرية «أنت وحبيبة القلب.»
«لم يحدث بيننا أي شي، ماذا عنك أنت؟» رد بسرعة ثم واجهه فجأة ورأى وجهه مستفهمًا «لمَ أتيت لإنجلترا ولمَ تختفي فجأة دائمًا؟»
- هل يجب عليّ أن أجيب؟
- أجل.
- أتيت لأن لا شيء يربطني بكوريا، حصلت على شهادتي الجامعية وأتيت هنا بحثًا عن عمل.
- ما الذي تقصده بأن لا شيء يربطك بكوريا؟
- تايهيونغ أنا لا أملك عائلة، كل العوائل التي أرادت أن تتبناني عدلت عن ذلك لسبب ما. عندما اختفيت قبل رحيلك كان ذلك لأن إحدى العوائل أرادت أخذي لأعيش معهم، لكنهم قد غيروا رأيهم وأعادوني للميتم.
«هل بقيت في الميتم كل هذه السنين؟» سأله بصدمة.
- لا، انتقلت لمسكن الجامعة عندما بدأت دراستي، وعندما أنهيتها قررت أن أهاجر، أنت وجيمين كنتما عائلتي، وبعدم وجودكما لم يعد لدي أي شيء يربطني بتلك الدولة..
أنهى جونغكوك كلامه وساد الصمت لبضع لحظات قبل أن يكسره تايهيونغ «هل حصلت على عمل؟»
ضحك جونغكوك سخريةً من حاله «حصلت على شهادةٍ في إدارة الأعمال، وحصلت على وظيفة نادل في مطعم.»
صُدم تايهيونغ، كيف يُعقل أن يعمل نادلًا؟ «ماذا!؟ أهذا سبب اختفائك كل مرة؟»
«لا، سبب اختفائي كل مرة هو ذهابي لمقابلات عمل، لكنهم يرفضونني في كل مرة.» تنهد الفتى بحسرة «هل بي شيءٌ يجعل الكل يتركني؟ لم تتبنني عائلة ولا شركة تريد توظيفي..»
نظر له تايهيونغ بطرف عينيه «جونغكوك.» أعاد نظره للطريق «أعطني أوراقك، سأعطيهم ويليام كي يوظفك في شركتنا.»
هز المعني رأسه «لا.»
استغرب تايهيونغ من رفضه «ولمَ لا؟»
- لا أريد أن أحصل على عمل بغير مجهودي الشخصي.
استنكر تايهيونغ إجابة صديقه، لكنه قبل أن يجيب ورده اتصال من رقم مجهول «مرحبًا هل أنت تايهيونغ جين؟»
نظر تايهيونغ لجونغكوك مستغربًا ثم أجاب «أجل، من الذي يتحدث؟»
رد عليه الرجل «هل تعرف رجلًا يُدعى ويليام جين؟»
ما الذي يريده بويليام؟ «أجل.»
«لقد تعرض لحادث قبل نصف ساعة.» صُعق تايهيونغ وكاد يفقد سيطرته على السيارة لولا تدخل جونغكوك وإمساكه بالمقود «سأرسل لك عنوان المشفى الذي أُخذ له، وداعًا.»
أراد تايهيونغ أن يمسك بهاتفه لكنه زلق من يده، فأمسكه جونغكوك وفتحه بعد أن أخبره تايهيونغ برمزه السري.
«انعطف يسارًا.» قال له بنبرة هادئة، لكن تايهيونغ لم يكن هادئًا على الإطلاق.
ويليام قد أصيب بحادث مروري.
سيارةٌ قد اصطدمت به.
ويليام قد تأذى.
ويليام سيموت.
سأفقده، سأفقد ويليام!
أعاده جونغكوك لرشده بعدما صفق بيديه فجأة «تايهيونغ! لن يحدث له أي شيء، ركز بالطريق وانعطف يسارًا.»
أومأ تايهيونغ برأسه، لكن يداه كانتا تقبضان على المقود بشدة حتى شعر جونغكوك أن المقود سينقسم لنصفين لشدة ضغط تايهيونغ عليه، لكنهما وصلا للمشفى قبل أن يحدث هذا.
ركن تايهيونغ السيارة سريعًا ونزل على عجل متجهًا لقسم الاستقبال في المشفى «هل يوجد مريض هنا باسم ويليام؟ ويليام جين.»
بدأ الموظف يبحث في حاسوبه عن اسم المريض ثم أومأ تايهيونغ وأشار ناحية المصعد الكهربائي «الغرفة ٣٠٦.»
هرول تايهيونغ للناحية التي أشار لها الموظف بينما يجري جونغكوك خلفه، وصل المصعد أخيرًا وصعد الاثنان للطابق الثالث، وعندما دق جرسه معلنًا وصوله للطابق المراد خرج تايهيونغ قبل أن يُفتح بابه كليًا باحثًا عن الغرفة.
«تايهيونغ! الغرفة من هنا.» ناداه جونغكوك بعد أن وجد الغرفة المقصودة، ولم يرمش بعينيه إلا وتايهيونغ قد فتح بابها على مصراعيه وهو ينادي «ويليام!»
رأى ويليام جالسًا على السرير بقدم لُفت بالجبيرة ويد مليئة بالكدمات، خده قد أصيب بكدمة والجانب الأيسر من شفته قد جُرح.
تقدم نحوه مصدومًا من المظهر الي يبدو عليه، جسد تايهيونغ كان يرجف بسبب شدة خوفه على ويليام، لاحظ ويليام ذلك فحاول تلطيف الجو ببعض النكات «هل تشعر بالبرد؟ مابه جسدك يرجف وكأنك رأيت شبحًا؟» سأله ضاحكًا.
أراد ويليام أن يلقي نكتة أخرى لكن تايهيونغ بكى فجأة بدون سابق إنذار مخرسًا إياه وصادمًا جونغكوك الذي دخل الغرفة للتو فخرج منها ليترك هذين الاثنين لوحدهما قليلًا.
حاول ويليام رفع يده ليمسح دموع الفتى لكنها خانته «تاي لمَ البكاء؟» سأله بعطف.
انهمرت الدموع من عيني تايهيونغ أكثر وأجابه «ظننت أنك ستموت.»
ضحك ويليام «لن تتخلص مني بهذه السهولة.» وبكى تايهيونغ بحرقة أكثر، لم يتخيل أبدًا أنه قد يفقد ويليام يومًا ما.
وضع تايهيونغ رأسه على السرير ليخبئ وجهه به، فرفع ويليام ذراعه قليلًا ليضع كفه على رأس تايهيونغ يمسح عليه برفق، مرت بضع دقائق بينما هما على هذه الحال حتى هدأ تايهيونغ قليلًا وتذكر ويليام الفتى الذي دخل لجزء من الثانية ثم خرج.
«تاي.» نادى ويليام بهدوء بينما يده تربت على رأس تايهيونغ بلطف «من هو الفتى الذي أتيت معه؟»
رفع تايهيونغ رأسه وأخذ منديلًا يمسح به دموعه «إنه جيون.»
«أووووه.» تحمس ويليام «اذهب واسأل الطبيب عن الوقت الذي يمكنني الخروج به، ودع صديقك الصغير يدخل هنا، أريد أن أحادثه قليلًا.»
«ما الذي تريده به؟» استفهم تايهيونغ وهو ينهض من كرسيّه.
- نادِه فحسب.
خرج تايهيونغ ودخل جونغكوك «مرحبًا جونغكوك.» قال ويليام «تفضل اجلس، أنا ويليام.»
ابتسم جونغكوك له «سررت بلقائك سيد ويليام.» انحنى له قليلًا «شكرًا على اعتنائك بتايهيونغ طوال هذه السنين.»
«ارفع رأسك.» ابتسم له ويليام «هل يمكنني أن أطلب منك طلبين يا جونغكوك؟»
أومأ له الفتى «تفضل.»
«لا يمكنني أن أبقى بجانب تايهيونغ دائمًا، أعلم أنه راشد لكنني لا أنفك أقلق عليه.» قال بصدق «هلّا اعتنيت به أيضًا؟»
أومأ له جونغكوك مطمئنًا إياه «لا تقلق، تايهيونغ عنده أنت، وأنا، وملاكه الحارس.»
«ملاكه الحارس؟» استغرب ويليام، هل يقصد أحلام؟ «من ملاكه الحارس؟»
«إنه جيمين.» أجابه ضاحكًا «ماهو طلبك الثاني؟»
- أنت تعلم أن أحلام وتايهيونغ يحبان بعضهما صحيح؟
تذمر جونغكوك «أجل، وكلاهما يرفضان الاعتراف بذلك للآخر، على الأقل تايهيونغ قد اعترف لنفسه وللآخرين أنه يحب أحلام، لكن تلك الفتاة ترفض الاعتراف بذلك وتصر على كونهما صديقين فحسب.»
«يا إلهي ما بهما؟» امتعض ويليام «لقد طلبت من تيما أن تساعدني لنجعلهما يتواعدان بسرعة لكنها قالت أنها لن تستطيع المساعدة وأن عليّ أن أطلب ذلك من صديقة أحلام المدعوة زايا، لقد أعطتني رقمها أيضًا، هل تعرفها؟»
- أجل.
- عليك أن تساعدني عوضًا عن تيما، تحدث مع زايا وأخبرني إن كانت لا تمانع المساعدة أيضًا.
وافق جونغكوك وأخرج هاتفه ليراسل زايا لكنه توقف قليلًا قبل ذلك «لمَ تريدهما أن يتواعدا لهذه الدرجة؟»
لم يتوقع ويليام هذا السؤال، لكنه أجابه بدون تردد مبتسمًا «لقد اشتقت لابتسامة تايهيونغ المشرقة، أشعر أن أحلام ستعيدها.»
ابتسم جونغكوك له وأخذ رقم هاتفه بعد أن وعده أنه سيساعده في هذه العملية، ودعه قائلًا بأن سيارة الأجرة التي طلبها قد وصلت ثم تمنى له الشفاء العاجل وخرج من الغرفة.
مرت بضعة دقائق عبث فيها ويليام بهاتفه قبل أن يدخل تايهيونغ للغرفة مجددًا «قال الطبيب أنك تستطيع الخروج غدًا صباحًا.» وضع كيسًا على الطاولة «هذه هي الأدوية التي يجب عليك أن تأخذها لتخفف الآلام، لقد قال الطبيب أن عليك الامتناع عن السير كثيرًا حتى تشفى تمامًا، ستخضع بعدها لجلسة علاج طبيعي.»
حك ويليام رأسه منزعجًا «إنني رئيس شركة، كيف يريدونني أن أتنقل بالشركة إن لم أسِر؟»
- بكرسيٍ متحرك.
«أف.» تذمر ويليام كالأطفال «لقد غادر صديقك بالمناسبة.»
«أعلم، رأيته يخرج.» جلس تايهيونغ مكانه بعد أن فتح علبة العصير لويليام «بالحديث عن جيون.. إنه يبحث عن عملٍ حاليًا.»
- حقًا؟
«لديه شهادة في إدارة الأعمال لكنه يعمل كنادل في مطعم! هل تصدق هذا؟!» عبّر بصدمة.
استغرب ويليام من الموضوع «كيف قبل بهذا العمل وهو يملك شهادةً جامعية؟»
«لا أعلم حقًا.» قال تايهيونغ «هل يمكنك توظيفه في الشركة؟ لقد رفض إعطائي أوراقه وقال أنه لا يريد الحصول على عمل بغير تعبه..»
فكر ويليام قليلًا ثم طمأن الشاب «لا تقلق، اترك الأمر لي.»
أومأ تايهيونغ وظل يحدق في يديه بينما يرتشف ويليام العصير ببطء حتى سأله «ألن تغادر أنت؟ عليك أن ترتاح.»
نهض تايهيونغ من مكانه وجلس على الأريكة المقابلة لويليام «سأبقى هنا كي أعتني بك.»
- ستنام بدل اعتنائك بي.
- لن أنام!
مرت نصف ساعة مملة كانت كافية لجعل تايهيونغ -الذي كان مستيقظًا منذ الفجر- يغمض عينيه وينام جالسًا على الأريكة.
نهض ويليام من سريره وأمسك بعكازيه كي يتجه ناحية الخزانة بصعوبة ويخرج منها غطاءً يضعه على جسد تايهيونغ كي لا يبرد «أخبرتك أن تعود للبيت لترتاح.» ابتسم وهو يميل جسد تايهيونغ حتى جعله مستلقيًا على الأريكة ثم غطاه وعاد لسريره ليستلقي فوقه.
أمسك بهاتفه مجددًا وأرسل رسالة لأحدهم ثم أغمض عينيه لينام أيضًا هو الآخر، قبل أن ينام فكر بالرسالة التي أرسلها.. هل سيوافق؟
- لدي مهمة لك يا ديفيد.
—————
إعلان لنفسي من نفسي:
اقروا قصتي القصيرة: مسيرٌ على الرمال
وشكرًا🌚
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top