الفصل السابع والثلاثون
لا تنسوا التصويت والتعليق بين الفقرات💙✨
—————
فتح تايهيونغ عينيه اليوم التالي وهو يشعر بيد أحلام تعبث بخصلات شعره الناعمة، ابتسم لها ورفع كفه ليحط على وجنتها ويداعبها بإبهامه «أنت جميلة للغاية.»
«أعلم.» ضحكت بخفة «هيا انهض، إن الإفطار جاهز.»
بملل وكسل رفع تايهيونغ نفسه عن السرير وجلس ثم حاوط خصر أحلام بذراعه اليسرى ووضع رأسه على كتفها «مُدّيني بالطاقة لأنهض.»
ضحكت أحلام مجددًا على طفلها الكبير لكنها لم ترفض طلبه واحتضنته أيضًا بينما تستمر بالعبث بشعره من الخلف.
بعد بضعة دقائق نهض تايهيونغ أخيرًا ودخل للحمام تاركًا أحلام بمفردها على سريره تنتظره، عندما خرج احتضنها من الخلف مجددًا ووضع رأسه فوق رأسها بكسل ونزلا للأسفل حيث ويليام ينتظرهما.
«صباح الخير يا عصفوريّ الحب.» قال لهما مبتسمًا بعد جلوسهما حول الطاولة، لكنه لم يجد إلا ردًا وضحكة من أحلام بعد دفن تايهيونغ لوجهه برقبتها لأنه لا يزال يريد النوم.
«استيقظ أيها الكسول.» قال ويليام دافعًا الصحن ناحية تايهيونغ الذي تذمر بكلمات غير مفهومة دون أن يفتح عينيه «ما رأيكما أن نخرج اليوم معًا كعائلة؟»
«لا أمانع.» ردت أحلام «أين سنذهب؟»
«لا أملك طاقةً كافية لفعل الكثير من الأشياء.» قال تايهيونغ بعد أن فتح عينيه أخيرًا.
«ما رأيكم أن نشاهد فلمًا إذًا؟» اقترح ويليام وتلقى الإيماء من الحبيبين «سنذهب الساعة الرابعة إذًا.»
كانت الأحاديث الجانبية تتخلل تناولهم لطعامهم حتى انتبه ويليام للخاتمين اللذين حاوطا إصبعي تايهيونغ وأحلام «أووه! ماهذا؟»
نظر الشابان لما ينظر له ويليام ثم ابتسم تايهيونغ بغرور «إنهما خاتمان مؤقتان حتى أتقدم لطلب يدها رسميًا.»
ابتسمت أحلام بحرج وأما ويليام فشعر بقلبه يتشقلب لقد أصبح طفلي بالغًا حقًا..
بعد أن انتهوا من تناول طعامهم نهضوا ليغيروا ملابسهم ويعيدوا أحلام لشقتها حتى يحين وقت الذهاب للسينما على الرغم من اعتراض تايهيونغ لأنه لا يريد الابتعاد عنها حتى تحين الساعة الرابعة.
«تاي هل تؤلمك يدك؟» سأل ويليام وهو يقود عائدًا لمنزله مع تايهيونغ.
«قليلًا فقط..» أجابه بصدق ثم فتح كفه الأيمن وعبس «تؤلمني عندما أفعل هذا.»
ضحك ويليام «ليس من المفترض أن تفتحها بهذا القدر، إنك تشد الغرز هكذا.» ركن السيارة «هيا انزل.»
تأفف تايهيونغ بتذمر وهو يجر نفسه ويلقي بجسده على الأريكة أمام التلفاز «هل ستبقى مستلقيًا هكذا حتى نذهب لأحلام مجددًا؟» سأله ويليام باستغراب.
«أجل.» أجابه بصوت مكتوم بسبب الوسادة التي دفن وجهه بها.
ترك ويليام تايهيونغ ومزاجيته وصعد لمكتبه ينغمس بعمله، ولم يعرف كم من الوقت قد مر إلا عندما فُتح باب المكتب ليظهر تايهيونغ من خلفه والابتسامة تكاد تقسم وجهه لنصفين «إنها الثالثة وخمسون دقيقة! علينا الذهاب لأحلام الآن!»
تنهد ويليام وأعاد الورقة التي حملها لمكانها فوق الطاولة ثم نهض «تبدو كطفل بالسادسة قد قالوا له أنه سيحصل على الحلوى.»
- أحلام حُلوة.
- اذهب واجلس بالسيارة، أنا قادم.
بلمح البرق اختفى تايهيونغ من أمام ويليام ليذهب ويجلس بالسيارة ينتظره.
- نحن قادمان صغيرتي
- حسنًا
لا تناديني صغيرتي
- صغيرتي صغيرتي صغيرتي
- تاي توقف!
- صغيرتي اللطيفة الجميلة التي أحبها كثيرًا
- أنا أحبك أيضًا لكنني لست صغيرَتك!
- صغيرة من إذًا؟
- لستُ صغيرة أحد
- أحلام
صغيرةُ
تايهيونغ
- لستُ كذلك
- صغيرتي صغيرتي صغيرتي
«علامَ تضحك هكذا؟» سأل ويليام مستغربًا شبه ضاحكٍ بعد سماعه لضحكات تايهيونغ عند ركوبه للسيارة.
«لا سبب.» أجابه مبتسمًا ابتسامته المربعية بعد أن أغلق هاتفه ووضعه بحجره «لقد أخبرت أحلام أننا ذاهبان لها الآن.»
همهم ويليام له كرد وانطلقا متجهين لشقة أحلام. حل الهدوء بالسيارة لكن تايهيونغ سرعان ما كسره «ويليام متى ستجد لنفسك فتاةً تتزوجها؟ أنت بحاجة لوريث للشركة.»
«أنت ابني قانونيًا، يمكنني أن أترك الشركة لك.» أجابه ببساطة فعبس الآخر بوجهه «لا أريد الشركة، لن أستطيع إدارتها.»
«يمكنك إدارتها بكل بساطة، لمَ تريدني أن أجلب وريثًا غيرك؟ هل تريدُ أخًا صغيرًا؟» سأل ويليام ضاحكًا.
«أنا أكبر بكثير من أن أريد أخًا صغيرًا..» قال تايهيونغ منزعجًا «ألا يزعجك جدي وجدتي بالموضوع؟»
«أولًا: من غير العادل أن تناديهما بجدي وجدتي ولا تناديني بأبي.» رفع ويليام حاجبه باستنكار «ثانيًا: بلى، لقد حاولا تدبير الكثير من مواعيد الزواجات المدبرة لي لكنني أرفض الذهاب لها دائمًا.»
«لماذا؟» سأل تايهيونغ بفضول «هل هناك فتاةٌ تحبها ولهذا لا تريد الذهاب لمواعيد الزواج المدبرة؟»
ضحك ويليام «سأخبرك إن ناديتني بأبي.»
تجمد وجه تايهيونغ للحظة «لن أفعل ذلك..»
«لن تعرف الحقيقة إذًا.» أجابه ويليام ببساطة.
مرت بضعة لحظات صامتة حتى تذمر تايهيونغ مجددًا «هيا أخبرني، من غير العادل أن تعرف كل شيء عني وأنا لا أعرف أي شيء عنك!»
شهق ويليام بدرامية «أنت تعرف الكثير عني!» استدار ليرى وجه تايهيونغ العابس «لا تعبس هكذا، لقد وصلنا لحبيبتك.»
عبوس تايهيونغ تحول لفرحة على الفور وأخرج هاتفه ليخبر حبيبته بأنهما قد وصلا. فك حزام الأمان وخرج من السيارة مثيرًا استغراب ويليام للمرة المليون هذا اليوم «أين ستذهب؟»
«سأنتظر حبيبتي وأجلس معها بالخلف!» قال له ثم سار للمبنى السكني بسرعة.
دخل للداخل وخطى بضعة خطوات ليرى حبيبته قادمة فركض ناحيتها بسرعة وجرها لعناق قوي قد رُفعت بسببه عن الأرض «لقد أشتقت إليكِ كثيرًا!»
«لقد كنت معك صباحًا!» ردت باستنكار.
دفن تايهيونغ وجهه برقبتها واستنشق رائحة عطرها بهدوء «أشتاق لك بكل ثانيةٍ لا تكونين فيها معي.» أنزلها للأرض وأمسك بيدها «لنذهب الآن.»
خرجا من المبنى ودخلا لسيارة وويليام الذي كان بانتظارهما «مرحبًا ويليام.» قالت أحلام وهي تجلس بالمقعد الأوسط لتسمح تايهيونغ بالدخول والجلوس بجانبها.
بعد قليل من القيادة وصل الثلاثة للمجمع التجاري وذهبوا لابتياع التذاكر «لمَ لا يُعرض أي من الأفلام الجيدة الآن؟» تساءلت أحلام ثم أشارت لإحدى الصور «هذا الفلم يبدو جيدًا، لكنه يُعرض بعد نصف ساعة..»
نظر الثلاثة لبعضهم ثم قرر ويليام «سنشاهده، سنتجول بالمجمع لنصف ساعة حتى يحين وقت العرض.»
بعد شراء التذاكر -وبعد نصف ساعة من التجول بالمجمع التجاري وشراء بعض الأشياء- اتجه الثلاثة للسينما مجددًا ولم يوقفهم إلا صوت هاتف ويليام الذي بدأ يرن.
«أجل ديفيد ما الأمر؟» سأل ويليام بعد رفعه لهاتفه «الآن؟ حسنًا إذًا أنا قادم..»
استدار للشابين اللذين كانا ينتظران انتهاءه من المكالمة ليشاهدوا الفلم سويًا، لكن يبدو أن هذا لن يحصل «أمي وأبي يريدان مقابلتي لشيء ضروري، لذا لن أشاهد الفلم معكما.»
ابتهج تايهيونغ «هل عادا أخيرًا؟»
أومأ ويليام له ثم تحدث مرة أخرى «سآخذ المشتريات وأعيدها معي للبيت، استمتعا بالفلم.» أخذ الأكياس التي كان تايهيونغ يحملها ثم غادر.
أمسك تايهيونغ بيد أحلام وذهبا ليشتريا شيئًا ليأكلاه أثناء مشاهدة الفلم «من الأفضل أن ويليام قد غادر..» بدأ تايهيونغ «الفلم رومانسي، وأنا لا أضمن نفسي بكل صراحة.»
ضحك تايهيونغ عندما ضربت أحلام كتفه بسبب إحراجها «اشترِ الطعام فحسب.»
اشترى تايهيونغ الفشار والمشروبات لهما ثم دخلا للصالة التي كانت شبه فارغة، أشار تايهيونغ للكراسي الخلفية وذهبا للجلوس هناك بما أن الصفوف الثلاثة الخلفية كانت فارغة تمامًا.
«هذا الفلم ممل..» همس تايهيونغ بعد مضي ساعة ليتلقى إيماءة من أحلام التي أسندت رأسها على كتفه.
«إنه عبارةٌ عن تقبيل البطلين لبعضهما طوال الوقت.. ماهذا الهراء؟» تذمرتْ بخفوت.
تنهد تايهيونغ وأكمل الهمس بأسف «أفضل أن أقبلك على أن أستمر بمشاهدة هذا الهراء.»
«أنت تفضل أن تقبلني على أن تفعل أي شيء.» قالت الفتاة ثم ضحكت بهدوء بعد أن وافقها تايهيونغ الرأي.
ظل الاثنان يسخران من الفلم الذي يشاهدانه بهدوء كي لا يزعجا الموجودين حتى انتهى أخيرًا ليخرجا من القاعة على عجل بينما تعانق كفاهما.
تركت أحلام يد تايهيونغ فجاة «سأذهب لدورة المياه بسرعة وأعود، انتظرني بالخارج.»
وقف تايهيونغ على بعدٌ بسيط من دورات المياه كي تراه أحلام عندما تخرج، وانتظرها بينما يستند على الحائط خلفه وسط إزعاج الناس حتى سمع صوت أحدٍ يتحدث بجانبه «لمَ تقف وحيدًا هنا يا بني؟»
شعر بحلقه يجف، ولا إراديًا أخذ خطوةً للجانب مبتعدًا عن هذه المرأة التي لم تتوقف عن التحدث وهي تبتسم له لئلا تجلب الأنظار لهما «لمَ تبتعد عن والدتك؟» ابتسمت أكثر بشفاهها التي لُطخت بلون الدم «ألن ترحب بأمك؟ لم أربِّك هكذا يا صغيري...»
سألته بعطف وخوف «ما الذي حدث ليدك؟» اقتربت منه أكثر وأمسكت بيده المصابة ببعض القوة ثم همست «بني عزيزي، أنا بكل مكان.» كان تايهيونغ عاجزًا عن الحركة، لم يكن يستطيع أن يتحدث حتى، كان يشعر وكأن جسده قد شُلَّ تمامًا «لن ينقذكَ أحدٌ مني غيري، الكل ضدكَّ إلا أنا، أنا الوحيدة التي ستقف بصفك مهما كان..»
تركت يده فجأة وابتسمت بحنان «حبيبتك قادمة، استمتع معها طالما تستطيع.» أمسك يدها فورما تحدثت عن حبيبته، لكنه لا يزال خائفًا لا يستطيع إخراج أي صوت من حنجرته، كان يحاول ترجيها بعينيه وقد فهمت ما يرمي هو له، وضعت كفها على خده وبدأت تمسح عليه برقة «لا أستطيع أن أفهم ما تريده إن لم تتحدث صغيري..»
صغيري.. كم كانت الكلمة مقرفةً عندما تخرج من فمها «لا تفعلي لها أي شيء.» توسلها بصوت مرتجف خائف، كم تمنى لو أن حارسه الشخصي معه الآن.
ابتسمت له مجددًا «تايهيونغ حبيبي.. من المستحيل أن أؤذيك، لكن إن لم تطِع الماما فستضطر إلى أن تعاقبك عبر شخص آخر.. هل ستطيعني؟» أومأ تايهيونغ بسرعة، كان الخوف يفترسه كما تفترس الأسود فرائسها، لكنه لم يكن سيترك أحلام لتتأذى بسبب هذه المرأة.
ابتسمت والدته له وتركته ثم اختفت فجأة كما ظهرت، لم يكن تايهيونغ غبيًا، وكان يعرف أن والدته لا يمكن الوثوق بها، لذا فكان عليه أن يتأكد من أن أحلام لن تكون بمفردها كي يتمكن من حمايتها.
«تاي هل أنت بخير؟» انتشلته أحلام من تفكيره بعد رؤيتها لوجهه متكدٍرًا، فأومأ لها وأمسك بيدها ليقلل من رجفة جسده ثم غادرا أخيرًا لمحطة الحافلات تحت استغراب أحلام من الانقلاب المفاجئ لمزاج حبيبها.
تنهدت أحلام بعد جلوسهما بالحافلة لدقائق ومدت شفتها السفلى بعبوس لتجلب انتباه تايهيونغ «ما الخطب؟»
«لا أريد أن أعود..» نظرت له بعبوسٍ كعبوس الأطفال «أريد أن أبقى معك أكثر.»
ضحك تايهيونغ على لطافة حبيبته ثم اقترح «ما رأيك أن تعودي معي لمنزل ويليام مجددًا؟ أريد أن يقابلك الجدّان..»
فكرت أحلام قليلًا «حسنًا لمَ لا؟»
أرسل تايهيونغ رسالة لويليام يخبره بالأمر ثم ترجل مع حبيبته من تلك الحافلة ليسيرا حتى المنزل، بعد دخولهما جلسا على الأريكة يحدقان ببعضهما بصمت وملل حتى سألت أحلام «الآن ماذا؟»
- لو كان الأمر بيدي لعرفتِ ماذا الآن، لكنه ليس كذلك..
- أنت قليل أدب.
ضحك تايهيونغ وانتهى المطاف به مستلقٍ على بطنه بينما أحلام مستلقية فوقه على ظهرها ويعبث كل واحدٍ منهما بهاتفه منتظرين عودة ويليام والجدين.
كان أولئك الثلاثة بأحد المطاعم وقد فرغوا توًا من تناول طعامهم، لكن حديث الجد والجدة لويليام لم ينتهِ بعد.
«بني ويليام..» تحدث الجد «أنت تعرف كم نُحب تاي، لكن عليك أن تنجب ابنًا من صلبك ليَرث الشركة!»
وضع ويليام رأسه بكفه بملل «وما الذي سيحدث لو أعطيت تاي الشركة؟»
«لن يحدث أي شيءٍ لكنه لا يريد الشركة أصلًا!» أجابه والده بحنق من طفولية ابنه.
بدأ ويليام بالتذمر لكن والدته قاطعت سلسلة تذمراته «دائمًا ما كنت ترفض طلباتنا للذهاب لمواعيد الزواج المدبرة بحجة عدم مقدرتك على ترك تايهيونغ وحده، لم تكن تسمح بأن تتركه عندنا حتى! وبعدها كنت تتعذر به وتقول أنك لا تريد الزواج كي لا تسيء زوجتك معاملته.» كتفت ذراعيها بحنق «تايهيونغ كبير الآن، ليس لديك أي عذر لرفض الزواج الآن.»
تذمر ويليام مجددًا وكتف ذراعيه مقلدًا والدته «لم أكن أتركه عندكما لأنني تركته نصف يومٍ فقط وكاد يموت من البكاء.»
تذكر ويليام عندما زاره والداه بكوريا لأول مرة بعد حصوله على وصاية تايهيونغ، كان تايهيونغ قد صار بالثالثة عشر من عمره قبل بضعة أيام، ولم يكن يعرف جديّه جيدًا.
كان اليوم الثاني للجدين بكوريا عندما اضطر ويليام للذهاب للجامعة بسبب وجود مشكلة بأحد مشاريعه، لم يكن يريد الذهاب وترك تايهيونغ بمفرده -لأنه اعتاد بصعوبة على ألّا يكون مع ويليام بوقت المدرسة- لكن بعد أن وعده والداه بأنهما سيعتنيان بالصغير استسلم وخرج مسرعًا كي ينهي ما لديه ويعود قبل أن يستيقظ تايهيونغ من نومه.
استيقظ تايهيونغ -لسوء الحظ- قبل أن يعود ويليام، جلس بإحدى الزوايا بغرفة المعيشة ورفض أن يأكل أي شيء دون وجود ويليام معه. حاول الجدّان إقناعه لكن محاولاتهما لم تجدِ أي نفع. بدأ الصغير بعد مدة يشعر بالخوف وعدم الارتياح لكونه وحيدًا مع شخصين لا يعرفهما، ولم يمر كثيرٌ من الوقت حتى سمع الجدان صوت شهقات خفيفة للطفل الخائف، اقتربا منه ليهدئاه لكن ذلك سبب أثرًا عكسيًا وبدأ تايهيونغ يبكي أكثر.
بينما كانت الجدة تحاول إقناع تايهيونغ بأن ويليام بخير وبأنه سيعود قريبًا كان الجد قد اتصل لابنه يخبره بما يجري، كان ويليام قريبًا من المبنى السكني الذي يعيش به لحسن الحظ لذا لم تمر إلا دقائق حتى فُتح باب الشقة ليظهر ويليام من ورائه ويرمي تايهيونغ بنفسه عليه كي يكمل بكاءه بسترته.
بذلك اليوم قرر ويليام أنه لن يترك تايهيونغ وحده بالشقة أبدًا، وبذلك اليوم عرف الجدان لمَ يُكرس ويليام نفسه لحماية ذلك الطفل الصغير.
«حسنًا لكن كلاكما كبيرٌ الآن!» عاودت الجدة حديثها «إن لم توافق على الزواج فسنزوجك رغمًا عنك!»
أنزل ويليام كفيه كالأطفال «هذا ليس عادلًا!»
أخرسه والده «أطع والدتك، عيبٌ عليك.»
«حسنًا حسنًا.» قال ويليام باستسلام «توجد الكثير من الأمور التي تشغلني الآن لذا سأفكر بالأمر لاحقًا.»
«ستفكر به رغمًا عنك.» تمتمت الجدة وهي تحتسي شرابها بانتصار.
قلب ويليام عينيه «المهم، يريدُ تايهيونغ منكما أن تقابلا حبيبته.»
ابتسمت الجدة بسرور «لديه حبيبة؟» ثم سخر الجد «الصغير لديه حبيبة وأنت لا.. انهض هيا لنقابل هذه الفتاة.»
خرج الثلاثة من المطعم وعادوا للمنزل بينما يخبر ويليام الجدين بسعادة عن كون تايهيونغ قد عاد لما كان عليه سابقًا، لكنه لم يخبرهما بأي شيء آخر ليترك ذلك تايهيونغ ليقصه.
وصلوا للمنزل وفتحت الجدة الباب لتفاجأ بشاب يقفز بوجهها ويعانقها بقوة كبيرة «جدتي! لم أركِ منذ فترة طويلة للغاية!»
بادلته جدته العناق ثم ابتعدت وضربته على مؤخرة رأسه بخفة وعاتبته «أنت الشاب، من المفترض عليك أن تزورني أيها العاق.»
ضحك تايهيونغ وازداد وسع ابتسامته المستطيلة ليجعل عيناه البندقيتان تغلقان «آسف.»
احتضن بعدها جده بقوة معبرًا عن اشتياقه له ثم ابتعد عنه «أريدكما أن تقابلا حبيبتي!» أنهى جملته ثم استدار عائدًا لغرفة المعيشة، ولو كان تايهيونغ جروًا لكان ذيله يهتز بقوة الآن لفرط سعادته.
استدار الجدان لويليام مبتسمين بصدمة، ولم يكن من ويليام إلا أن أغلق الباب وابتسم بفخر «قلت لكما أنه قد عاد لطبيعته.»
—————
قد لا يُنشر فصل يوم الخميس القادم
دمتم بوِد💙✨
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top