الفصل الثاني
- صباح الخير ويليام، هل أردتني في شيء؟
«أوه أجل، خذي هذه الملفات و دققيها، لا أريد أن تأتي تلك التي لا أريد ذكر اسمها وتكتشف لي خطأً إملائيًا آخر.» تنفس قليلاً ووضع يديه على جبينه ليرخي حاجبيه اللذين صارا معقودين بسبب التفكير في تلك التي كرّست حياتها لتنغص عليه حياته وتظهره بمظهر الرئيس الفاشل «أنا متأكد من أنها تفعل ذلك لتحرجني أمام الجميع في الاجتماعات! تلك السخيفة المتغطرسة!» أخيرًا انتبه لأحلام التي تكبت ضحكتها «علامَ تضحكين؟»
أزالت الابتسامة التي رُسمت على وجهها وأجابته «إنها تذكرني بإحدى صديقاتي من الثانوية فحسب.»
نظر لها باشمئزاز ساخر ثم ضحك «أيًا يكن..» أشار نحوها ثم وجه خطابه نحو الفتاة الأخرى «تيما هذه أحلام، أحلام هذه تيما. ستعملان في القسم ذاته. تيما عرفيها على من معكم في القسم أيضًا واخرجا من مكتبي عليَّ أن أعمل.»
ألقت كل واحدة منهما التحية على الأخرى قبل أن تخرجا من مكتبه سويًا ذاهبتين لمكتبيهما.
- هذا هو مكتبي.
- والذي بجانب النافذة هو مكتبي.
- أوه.
كلتاهما لم تعلما ما كان المضحك في الأمر، لكنهما قررا أن الأمر يستحق تلك الضحكات التي خرجت منهما وجذبت انتباه بعض الموجودين في القسم نحو القابعتين على كرسييهما.
تذكرت أحلام ذلك الشاب الوسيم الذي ساعدها، فقررت أن تسأل عنه «هناك شابٌ هنا.. كان طويلاً بعض الشيء، كان حسن الطلعةِ أيضاً.»
- من الذي تقصدينه؟ لا يوجد الكثير من الشبان الوسيمين في قسمنا، أغلبهم في قسم المبيعات لسبب ما.
- كما قلت: كان طويلاً بعض الشيء، أسمرَ قليلًا، صوته أجش بشكل صادم حقيقةً، أيضًا.. لم أتمكن من رؤية عينيه جيدًا لأن شعره يغطيهما.
ضحكت تيما على سرعة أحلام الفجائية في الوصف فسخرت منها «هل وقعتِ في الحب من النظرة الأولى أيتها الصغيرة؟»
ضحكت أحلام أيضاً «وهل نحن في رواية على الإنترنت؟»
- أجل.
- هاه؟
- لا تهتمي لذلك، لم أعرف من الذي تتحدثين عنه، لكن ربما ترينه مرة أخرى عندما أعرفك على أعضاء القسم. هل أعرفك عليهم الآن؟
«الآن؟ لقد جلسنا ويُفضل أن نبقى جالستين.. لكن لدي سؤال آخر، من الذي من المفترض أن يجلس هنا؟» قالت وهي تشير ناحية المكتب أمامها.
- أوه، هنا يجلس تايهيونغ.
- هل هو آسيوي؟
- أعتقد أنه كوري. على كلٍ إنه غريب الأطوار، لا يتحدث على الإطلاق مع أحدٍ غير الرئيس، كما أنني لم أره يبتسم منذ أن بدأت العمل قبل سنة، ولا أعتقد أنه يملك أي أصدقاء هنا. لا أعلم بشأن حياته خارج العمل لكنه انطوائي للغاية، والحديث معه صعب جدًا.
لم تعلم أحلام ما الذي يجب عليها أن تقوله، لذا لم يخرج من فمها غير «أوه» قبل أن تبادر بالشروع في عملها، غارقة فيه فقط، دون أن تسمح لأي شيء أن يتسلل لعقلها ويشتت انتباهها، وعلى وجه الخصوص دون أن تسمح لكابوس البارحة أن يتمكن منها.
في الحقيقة لم يكن كابوسًا على وجه التحديد، يمكن القول بأنها حافلة ذكرياتٍ أرادت الزيارة مرة أخرى، وكم كانت زيارةً ثقيلة على قلب أحلام، جعلتها تتذكر السبب الذي جعلها تقرر التخلي عن موطنها الحقيقي للأبد.
هي لا تؤمن بأن كلمة (الأبد) تعني طوال الحياة، لذا قد تعود في يومٍ من الأيام، لكنها وبكل تأكيد لا تتمنى أن يحصل هذا على الإطلاق.
بينما كانت أحلام غارقةً في عملها لم تنتبه للشخص الواقف بجانب آلة القهوة، ربما لو أنها قد انتبهت له وللطريقة التي كان ينظر لها بها لشعرت أنها يجب أن تتوخى الحذر بجانبه، لربما كانت ستختار الشركة الأخرى، لربما غيرت رأيها حول العمل في هذا القسم، ولربما.. لربما فقط كانت ستنجي نفسها من أمورٍ قاتمة قادمة مهلكة قد لا تخرج منها سالمة.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top