الفصل الثاني والأربعون
لاتنسوا التصويت والتعليق بين الفقرات💙✨
—————
الجمعة، الخامس والعشرون من شهر نوفمبر - التاسعة والنصف مساءً.
رأت تيما تجمهر أصدقائها وذهبت لهم لترى ما يتحدثون عنه مستغربةً وجوههم القلقة، عندها فقط لاحظت عدم وجود أحلام بينهم «هل حدث شيء ما؟ أين هي أحلام؟» سألت فور وصولها وكأن كؤوس الكحول التي احتستها قد زال كُل أثرها لرؤيتها وجوه أصدقائها المكفهرة والقلقة.
«ذهبت أحلام لدورة المياه ولم تعُد، حاول تايهيونغ أن يتصل لها لكنها لم تجب على الهاتف..» همس لها جونغكوك كي لا يسمع أحد من الضيوف ما يتحدثان عنه «لقد ذهبت زايا لدورة المياه لتبحث عنها.»
أومأت تيما ثم ابتعدت «سأذهب لأنادي ويليام.»
فور ذهابها استدار جونغكوك لأخته، أمسك بيديها ثم سار معها ناحية المدخل «عليكِ أن تعودي للفندق، قد يصبح الوضع خطيرًا وعليّ أن أكون مع تايهيونغ والبقية الآن.»
قطبت جونغسوك حاجبيها «لمَ أذهب؟ قد أستطيع المساعدة.»
لم يكن جونغكوك مستعدًا لأن يفقد أخته التي وجدها بعد سنين، لذا حرك رأسه نفيًا «لا، لا أريد أن تتعرضي للأذى.»
- ولا أريدك أن تتعرض للأذى أيضًا!
- لن يحدث لي أي شيء، يجب علي أن أكون موجودًا هنا أما أنتِ فيجب عليك الرحيل.
أخرج جونغكوك هاتفه بسرعة وأخبر مساعد جونغسوك الذي أتى بهما إلى هنا بأن أخته ستغادر الآن «هيا لنحضِر معطفك.» أخذها بسرعة حتى وصل للرجل الذي أخذ منها معطفها ثم أعطاها إياه لترتديه «لا تقلقي، سأكون بخير. راسليني فورما تصلين للفندق.»
تقدم بالمرأة للبوابة الرئيسية متجاهلًا اعتراضاتها وتأكد من ركوبها للسيارة ثم عاد لداخل القاعة بسرعة واتجه لتيما التي كانت تقف قرابة المدخل.
«أين هو ويليام؟» سألها على عجل.
«لا أستطيع رؤيته، ولا أعلم أين اختفى.» أجابته بسرعة ثم عاودت البحث بعينيها خلال القاعة حتى وجدت الرجل وانطلقت له مسرعة مع جونغكوك.
«مرحبًا!» بدأت تيما مبتسمة وكأن شيئًا لم يكن «أعتذر على المقاطعة أيها الرئيس، لكننا نحتاجك بشيء ما.»
استدار ويليام لها ولجونغكوك ورأى وجه الشاب المضطرب، ثم أعاد انتباهه للرجل الذي كان يتحدث معه وابتسم «أعتذر لهذا، هلّا أكملنا حديثنا بوقت لاحق؟»
ضحك الرجل، كان رجلًا مسنًا بان الشيب برأسه ولحيته «لا مانع لدي، أتطلع شوقًا للعمل معك سيد جين. استمتعوا بالحفل.» غادر الرجل بعدها وسار ويليام مع الشابين بسرعة ناحية البقية.
«ما الذي حصل؟» سأل بسرعة فأجابته تيما بالهدوء ذاته «أحلام قد اختفت، علينا أن نتحرك بسرعة لنجدها.»
أخرج الرجل هاتفه وأرسل رسالة سريعة لروبرت يخبره بما جرى وأن عليه أن يبدأ البحث على الفور ثم أسرع خطاه ناحية تايهيونغ الذي كان يبدو على حافة الانهيار «ويليام-»
«أعلم..» قاطعه «أعلم، لقد بدأت الشرطة بالبحث في الشركة كلها، سنتواصل مع الحرس الموجودين بغرفة المراقبة وسيعرفون مكان أحلام وسبب اختفائها فورًا.»
عادت زايا من دورة المياه جريًا على الرغم من ارتدائها لكعبٍ عالٍ «لم أجد أحلام، لكن هذه هي حقيبتها...» أعطتها لتايهيونغ «هاتفها وكل حاجياتها بالداخل.»
لعن جيمين بصوت خافت ولعن مرة أخرى عندما رن هاتف تايهيونغ معلنًا ورود مكالمة هاتفية، كانت من الرقم المجهول ذاته الذي هدده بأحلام مقابل المال، أي أنه رقم هاتف يونجين.
«مرحبًا تايهيونغي~» سمع صوتها وشعر بأمعائه تلتف لذلك «لقد أعطيتكم ثلاثة أيام، يمكنك أن تودع حبيبتك اللطيفة الآن~» شهق تايهيونغ فجأة عندما سمع صوت للكمة وصرخة كان متيقنًا من أنها تعود لأحلام، ثم أُغلق الخط قبل أن يتمكن من أن ينبس بأي شيء.
شحُب وجهه بلحظة وشعر بالاختناق «ستقتلها.. ستقتلها-» شهق يُدخل الهواء لرئتيه، كانت عيناه تائهتان، وكاد يقع لولا أن جيمين أسنده على نفسه.
كان يرى شفتي والدته الملطختان بالدم، كان يتذوق الدم الذي يخرج من شفتيه عندما كانت تضربه، شعر بنفسه كما لو أنه كان بالثانية عشر من عمره مجددًا، يشعر بألم ضرب رأسه بالحائط ولسع جسده بجَلد الأحزِمة. كان الأكسجين ينفذ من رئتيه، وكان الألم الذي يشعر به بصدره أكثر من أن يكون وهمًا بسبب نوبة الذعر التي اجتاحته فورما سمع صوت والدته وصرخة الفتاة التي أعادته أربع عشرة سنة للوراء.
«-يونغ...»
ما الذي عليه أن يفعله وهو محبوس بغرفة صغيرة يسودها الظلام؟ غرفة رطبة موحشة جميع نوافذها مغطاة لئلا تفضح ما يجري بداخلها من تعذيب. ما الذي يستطيع فعله عندما تكبل يداه فوق فمه لئلا يُسمع صوت توسلاته وهو يرجو العفو والصفح من رجل ضخم الجثة لم يرأف لحال طفلٍ صغير واستمر بضربه كما لو أن جسده قادرٌ على تحمل كل هذا الجور والاضطهاد؟
«تا-...نغ...»
كيف سيستطيع أن ينجو بين أعاصير تجري بقلبه وعقله؟ كيف سيستطيع أن ينجو عندما يُرمى بأعاصير الحياة بالثانية عشر من عمره؟ طفلٌ صغير امتلأ جسده بلطخات من ألوان برودها كبرود قلب من وجب عليها أن تفديه بنفسها يقف وحيدًا يحيطه السواد، يجري بفضاءٍ فارغٍ معتمٍ لا نهايةَ له. يجري فيرتطم أرضًا، ثم يزحف فتمزق الأرض جسده الصغير، يحاول النهوض باكيًا ليقع ثانيةً لشدة ألمه. يرى والدته تتقدم بابتسامتها الحمراء الباردة عكس لونها، بابتسامتها التي طالما عنت أن طفلها سيُضرب ويهان، بابتسامتها التي طالما أراد الصغير أن تحمل بعض الدفء تجاهه.
«تايهيونغ!»
كان يشعر بالغيرة من بقية الأطفال، كلهم كانوا يرتدون أكثر الثياب دفئًا بالشتاء، وكلهم يرتدون أجمل الثياب وأخفّها بالصيف، أما هو فلم يكن له إلا عدة خرق بالية قد تمزقت لفرط استخدامها. لكن لم يكن هذا ما يثير غيرة الطفل المعدم الذي سُلِبَ طفولته، كان يشعر بالغيرة من الابتسامات على وجوههم عندما تأتي أمهاتهم نهاية اليوم الدراسي، كان يشعر بالغيرة من الدفء الذي تحمله ابتساماتهن، كان يشعر بالغيرة لأن والداتهم يحتضنونهم، عكس والدته التي تضربه كلما غضبت، وتدفع به بغياهب التهلكة المظلمة كل يوم.
ثم أُنقِذ.
شعر بنفسه يُرفع عن الأرض مجددًا ورفع نظره ليرى ويليام يتحدث وينظر له بقلق، أمسك الرجل بيده ليعيده للواقع وينتشله من ذكرياته التي دفنها منذ زمن بعيد، وعندها فقط استطاع سماع صوته الحذر والقلق «تايهيونغ انظر لي، استمع لصوتي فقط.»
كان يتنفس بصعوبة، يأخذ أنفاسًا قصيرةً متقطعة لا تكفي جسده، لكنه استطاع استعادة تركيزه وشد على كف ويليام الذي كان ممسكًا بكفه. بشفتين مرتعشتين وصوت مكسور همس «ويليام... ستقتلها.»
«لن نسمح لها بفعل ذلك.» أمسك ويليام بذراعه ليساعده على الاستناد على الحائط، وهنا انتبه تايهيونغ أنهم ليسوا بالقاعة بعد الآن، بل كانوا يقفون عند مخرج الطوارئ «لقد وجدت الشرطة مكان أحلام، إنها بإحدى غرف الحرس بمرآب السيارات.» أخبره بهدوء.
ابتلع تايهيونغ ريقه وشد نفسه «سأذهب لها.»
«ستتكفل الشرطة-» حاول ويليام أن يعدله عن رأيه لكنه قوطع، ولم ينهِ كلامه قبل أن يفتح تايهيونغ باب مخرج الطوارئ ليبدأ بالجري نازلًا السلالم بسرعة، ولم يفكر ويليام قبل أن يلحقه مُتبعًا بجونغكوك.
لحقت تيما بهما مباشرةً ولم تبقَ إلا زايا التي كانت متشبثة بجيمين مخفضةً رأسها تحاول ألّا تبكي وتظهر ضعفها على الرغم من تماسك الجميع «جيمين-» سقطت دمعة من عينها لترتطم بالأرض أسفلها، فوضع الآخر يده على ظهرها ليعانقها قليلًا بينما يفتح الباب ليلحق بالبقية «أعلم، لنتبعهم الآن.»
فورما فُتح مخرج درج الطوارئ حتى جرى تايهيونغ يسابق الريح ليصل ناحية أول غرفة بالمرآب ويفتح بابها بكل ما أوتي من قوة، لكن أحلام لم تكن هناك.
ركض للغرفة الأخرى بالاتجاه المقابل يلحقه البقية، وفتح الباب بعنف مجددًا ليرى يونجين تستقبله بابتسامة قذرة، على يسارها أحلام التي أُرغمت على الجلوس على ركبتيها، الكدمات ظاهرةٌ على ساعديها اللذان رُبطا من الأمام، ويقف خلفها رجلٌ بندبة قبيحة على وجهه يشد شعرها وآخر يضغط بكفه على كتفها كي لا تحاول النهوض.
«مرحبًا بني، لقد وصلت أخيرًا.» ابتسمت له أكثر عندما رأته يتنفس بشدة، وإن كان تايهيونغ مذعورًا قبل دقائق فهو الآن حنق مغتاظ يود لو يمتزع رأس يونجين عن جسدها.
تقدم ناحية المرأة بسرعة لكنه أوقف عندما شعر بجسد يسحبه للخلف وبسكينٍ توضع أمام رقبته «إن أردت الموت فتقدم أيها الوسيم، سأتأكد من رؤيتك لحبيبتك وهي تُمزق لأشلاء على أيدي صديقيّ هناك.» هزِئَ الرجل خلفه متجاهلًا دخول الآخرين، فزميلٌ آخر سيتكفل بهم.
أُغلق الباب فور دخول البقية واستداروا ليواجههم رجل آخر ضخم الجثة يُشهر سلاحه بوجوههم «من يتحرك منكم سيموت.» قال وكأنه يلعب لعبة ما.
وقف جيمين أمام زايا ومد ذراعه ليحميها خلفه، وأما ويليام فقد كان يقف أمام جيمين وجونغكوك مباشرةً كي لا يتعرضا لأي أذى «لقد تخطيتِ حدودك كثيرًا كيم يونجين، أقسم أن نهايتك ستكون على يدي!» زمجر بها ويليام غير آبه بالمسدس أمام وجهه.
«هل تعتقدين أنكِ ستحصلين على أي شيء بأفعالك الغبية هذه؟» صرخ بها جيمين ثم أكمل جونغكوك «عناصر الشرطة تحيط بالمبنى بأكمله، لا مجال للفرار.»
قلبت يونجين عينيها «حسنًا هذا يكفي! جميعكم عاجزون الآن، كالعادة، حتى التسلل لهذه الغرفة كان سهلًا.» أمسكت بسكينٍ وضعتها على المكتب بجانبها وأشارت بها نحو تايهيونغ «ألا ترى ما يجري تايهيونغ؟ قلت لك أن تأتي معي، لكنك أصررت على البقاء مع هذا الويليام، أتراه متمكنًا من فعل أي شيء الآن؟»
ضحكت بشدة «كنتَ تريد أصدقاءك، لكن هل ترى أي أحدٍ منهم يحرك ساكنًا؟» أشارت بالسكين ناحية أحلام جاعلةً إياها تجفل «حبيبتك بين يدي، ولم يُفكر أيٌ منهم أن يتحرك، هل تظن حتى الآن أنك ستكون بحال أفضلٍ معهم من أن تكون معي؟»
«هلّا أكرمتِنا بسكوتك؟» زجرتها أحلام بحدة، الفتاة تكاد تموت من الخوف، والدموع تكاد تتدفق بعينيها، لكن هيهات أن تبدي ضعفها وتُفرح قلب يونجين، أن تزجرها بصوت حادٍ مرتعش أفضل من أن تصمت حتى النهاية «أتعتقدين أنك ستتمكنين من إنجاز شيء بترهاتك التافهة هذه؟ أنتِ جبانة. لم تتمكني من الحصول على الأموال من بيوت الدعارة فقررتِ نهب الأموال من الفتى الذي رميتِ به بالشارع، والآن تحاولين إقناعه بأن وجوده معك سيكون أفضل من وجوده مع ويليام؟ مع من تمزحين؟»
ضحكت يونجين واقتربت أكثر من أحلام، أرخت بنفسها لتنظر بعينيها بحدة «أنتِ تثرثرين كثيرًا بالنسبة لفتاة أستطيع نَحْرَها بلحظة.» سُحب شعر الفتاة للخلف فجأة مجددًا ليتضح نَحْرُها الذي تموضعت عليه سكين يونجين «ما رأيك أن أذبحك كما تُذبح الإبل؟»
ابتسمت أحلام لها «أنتِ جبانة، كنت أود أن أخلد للنوم لكني الآن أود أن أراك تحاولين-»
«اخرسي أحلام!» صرخت زايا بها تقاطعها، لن تستطيع أن تقف هكذا دون أي صوت وهي تشهد على مقتل صديقتها التي تبدو وكأنها لا تهتم أبدًا، ثم عاودت تحاول إقناع يونجين بالعدول عن مهزلتها «ما الذي ستستفيدينه إن فعلتِ لها شيئًا الآن؟! لن تحصلي على أية أموال ولن تستطيعي الهرب لأن الشرطة تحيط بكل مكان، أوقفي هذه الألاعيب!»
«هممم، لا.» همهمت يونجين ووضعت السكين على وجه أحلام «يا ترى كيف ستعيشين حياتكِ بندبة قبيحة على وجهك؟» حركت السكين لرقبتها مجددًا ثم نظرت لتايهيونغ «انظر بينما أطعن فتاتك من الوريد إلى الوريد، انظر لما يحدث عندما لا تطيعني كيم تايهيونغ.»
رفعت السكين وباللحظة ذاتها عمت الفوضى.
أبعد تايهيونغ الرجل عنه بعدما عالجه بضربة من مرفقه بخاصرته، سدد ويليام ركلة سريعة لما بين فخذي الرجل المتشتت أمامه، علا صوت طلقٍ ناري أصاب الرجل الذي كان يثبت أحلام من كتفها وأرداه ميتًا على الفور، وبالوقت ذاته أمسك تايهيونغ السكين التي كانت بيد يونجين ووضعها على رقبتها بينما يثبتها على الأرض.
عادت زايا للخلف بعد أن دوى صوت طلق ناري آخر أصاب الرجل الذي كان يمسك بتايهيونغ منذ البداية، بينما الرجل صاحب الندبة على وجهه ما يزال يبحث عن مصدر الطلق الناري ممسكًا بشعر أحلام بيد وباليد الأخرى يمسك بمسدسه يحرك رأسه باحثًا بذعر، والآخر الذي حاصر ويليام قد صار راكعًا تحت فوهة مسدسه بعد أن أخذه ويليام منه.
بعدها اندفع جيمين وجونغكوك ناحية صاحب الندبة ليبعداه عن أحلام ويُفك قيدها، لكن انتهى الأمر بهما أن استمرا يتقاتلان مع الرجل الذي كان يفوقهما قوةً وحجمًا، وويليام الذي هاجمه الرجل الراكع بسكين كان قد خبأها بحذائه ظل يقاتله أيضًا حتى ثار غضب تايهيونغ مجددًا.
«إن لم تريدي الموت فمُري تابعيْكِ أن يتوقفا ويرميا سلاحيهما أرضًا.» هدد تايهيونغ مقربًا السكين من رقبة يونجين أكثر.
«هل تعتقد أنك تستطيع أن تنتصر علي؟» ابتلعت ريقها ثم ضحكت «كم أنت سخيف كيم تايهيونغ، لو أردت فعل أي شيء لفعلته سابقًا، لكنك لن تتمكن من إيذاء أمك.»
أمه. المرأة التي يضع السكين على رقبتها هي والدته التي أنجبته لهذه الحياة، هي ذاتها التي ساعدته على أن يخطو أولى خطواته، وهي ذاتها التي صفقت وفرحت عندما نطق اسمها قبل أي كلمة أخرى.
هي التي كانت تضربه كلما غضبت، هي التي كانت تفضل راحة عشّاقها على راحة طفلها، هي التي لم تتوانَ عن رميه فورما سنحت لها الفرصة، وهي ذاتها التي تسببت بتدمير حياته.
لكنها أمه، والطفل الصغير ذي الثانية عشر ما يزال بداخله، ما يزال يصبو لحنان والدته ورفقها به، ما يزال يحنُّ لليوم الذي ستعانقه به وتخبره بأن كل شيء لم يكن إلا كابوسًا مزعجًا، ما يزال يشتاق لليوم الذي ستبتسم والدته له ابتسامةً دافئة تريح قلبه، وما يزال يتمنى اليوم الذي ستقبل فيه والدته جبينه قبل أن يخلد للنوم.
كان طفلًا، وكان يحتاج والدته.
لكنه الآن رجلٌ لن يسمح لها بأن تسرق منه سعادته مجددًا، سعادته التي أتته على هيئة فتاةٍ لن يتيح لأي أحد بأن يؤذيها.
ابتسم، زالت براءة الطفل الصغير من عينيه وحلّ مكانها ضَرغام عادَ للانتقام، رفع السكين بيده «اسمي جين تايهيونغ، ولا أم لي.»
جحظت عيناها وصرخت عندما شعرت بالنصل يخترق خاصرتها، لم تكن تستطيع التعرف على الفتى أمامها، لم يكن هذا هو ذاته ابنها، كل الحياة التي تواجدت بعينيه قد اختفت، وهذا الشيء قد أرعبها.
مدت يدها المدماة ووضعتها على خده ساحبةً أنفاسًا متقطعة وسريعة «تايهيو-» تنفست بصعوبة «كيف- أمكنكَ-...» أخذت نفسًا آخر بصعوبة، لكن تايهيونغ لم يكن يحمل بعينيه أي ذرة ندم، أو أي ذرة إنسانية.
فُتح الباب بقوة باللحظة ذاتها التي طُعنت بها المرأة، ودخلت عبره تيما تحمل بيدها مسدسًا وأسرعت ناحية زايا التي تكاد تنهار «تماسكي، عناصر الشرطة ستدخل فورًا.»
وبالفعل فورما أكملت جملتها اقتحمت عناصر الشرطة المكان مشهرين أسلحتهم على جميع الموجودين، ودخل وراءَهم روبرت يتأكد من سلامة ويليام والبقية.
«أين كنتِ؟!» أمسكت بها زايا ترتجف خوفًا، كانت الدماء تسيل على الأرض، وكانت دموعها تسير على خديها «لقد ظننتُ أنهم فعلوا بك شيئًا!»
«كنتُ أدلُ الشرطة على المكان وأحاول أن أقتل أتباع يونجين دون أن أؤذيكم.» أجابتها ببساطة وهي تمسح المكان بعينيها.
- من أين أحضرتِ المسدس؟
- عائلتي كلها من المكتب الخامس، لذا طلبت واحدًا من والدي، لم أكن سأدعكم ترمون بأنفسكم بوجه المدفع دون أن أفعل شيئًا.
«المكتب الخامس؟» سألتها زايا وهي تحاول أن تمسح دموعها.
«الجزء الخامس من المخابرات الحربية.» أخبرتها تيما بسرعة «وظيفته الأساسية هي الحفاظ على أمن الدولة.»
اكتفت زايا بهذه الإجابة ثم راحت تنظر لما حدث بالمكان.
الدماء تسيل على الأرض ملطخة إياها، والأدوات التي كانت موجودة بشكل مرتب بهذه الغرفة قد صارت ملقاة على الأرض مدمرةً بفعل ما حدث. جثتان تعودان لتابعين من أتباع يونجين، رجلان مكبلان يُسحبان للخارج، يونجين تُسحب على سرير متحرك للخارج أيضًا من قبل المسعفين كي تؤخذ للمشفى وتُعالج إصابتها على الفور، جيمين وجونغكوك جالسان يتلقيان الإسعافات الأولية، بينما يخبر ويليام روبرت بما حدث.
خرجت زايا من الغرفة بسرعة تكاد تقع لخوفها «من المستحيل أن يحصل هذا، من المستحيل أن يحصل هذا-» تمتمت لنفسها بذعر وهي تبحث بين طاقم المسعفين وعناصر الشرطة عن صديقتها «لا، لا لا لا لا لا لا.» كررت بسرعة البرق وهي تركض بمرآب السيارات كالتائهة حتى ارتطمت بجسد جيمين.
«مابك؟ ما الذي حدث؟ هل تأذيتِ؟!» سألها هلعًا على الفور بعد رؤيته لها تركض مسرعةً للخارج.
- جيمين!
- لقد انتهى كل شيء، سيعود كل شيء لما كان عليه سابقًا، لا تهلعي، هوّني عليكِ.
- لا، لا جيمين! أحلام ليست هنا!
«ماذا؟!» صرخ بها ثم أخذها بسرعة ناحية الغرفة مجددًا ليبحث معها عن الفتاة «هل أنتِ متأكدة أنها ليست بسيارة الإسعاف؟»
«أجل، هل هناك سيارة إسعاف أخرى بخارج المرآب؟» سألته بقلق والدموع لا تتوقف عن الهطول.
«لا، كل السيارات هنا.» توقف جيمين بين الشرطة يبحث عن الفتاة حتى رأى ويليام يركض هلعًا بينهم «ويليام!»
أسرعا ناحيته لتخبره زايا باختفاء أحلام مجددًا «أحلام ليست موجودة هنا!»
ازداد هلع ويليام، شحب وجهه وشعر بروحه تُسلب منه للمرة الألف هذا اليوم «تايهيونغ ليس موجودًا أيضًا.»
تضاعف عدد عناصر الشرطة الموجودة بمرآب السيارات، وانتهى الحفل دون أن يعلم أي أحدٍ بما جرى بعد أن استمتعوا بوقتهم، أُخذ الخمسة لمركز الشرطة ليحققوا معهم بشأن ما حدث بالمرآب وقبل ذلك، كلهم متعبون نفسيًا وجسديًا بسبب كل ما حصل وبسبب اختفاء تايهيونغ وأحلام للمرة الثانية. أُعلن أن المشتبه به هذه المرة هو بارك دوكسو، ولن يرتاح بال أحدٍ حتى يمسكوه ليعرفوا مكان الشابين.
عادوا لمنازلهم بعد منتصف الليل، تيما رمت بنفسها على السرير ثم أخرجت هاتفها لتخبر والدها بكل شيء وتطلب مساعدته، جونغكوك حاول أن يُمسك دموعه بينما يغسل الدماء عن جسده أسفل المياه الدافئة الجارية، زايا ما تزال تبكي بحضن جيمين خوفًا على صديقتها، جيمين يحاول مواساة نفسه وحبيبته بالوقت ذاته لكنه لا يعرف ما يستطيع فعله ففاضت دموعه من عينيه أيضًا، وويليام انهار بكاءً أمام ديفيد خوفًا على طفله الذي خُطف من بين يديه.
كان من المفترض أن تكون ليلة مفرحة ملؤها البهجة والسرور، لكنها انقلبت لليلة كئيبة ما خلت من الدماء والدموع.
—————
أولًا: هه شلونكم من بعد الجبتر؟
كان حلو صح🌚؟
هالفصل شفنا جزء جديد من التعذيب الي تاي كان يتعرض له وهو صغير، وشفناه شلون يصارع روحه لما كان يهدد يونجين انه بيطعنها.
+ شفنا شلون كان مستعد انه يسوي اي شي عشان ينقذ أحلام.
يونجين استفزتكم بكلامها ولا عادي؟
عجبكم الاكشن ولا كان ماش🌚؟
أحلام اختفت للمرة الثالثة وهي ميتة جوع مسكينة، تايهيونغ اختفى بعد، هل هم مع بعض ولا كل واحد بروحه؟
+ ليش اختفوا؟ أحد خطفهم؟
المهم، ويليام صاح💔💔💔☹️
الجبتر كان المفروض يكون اقصر بوايد من جذي، كان بيصير في حدود ١٥٠٠ كلمة لكن بطريقةٍ ما صار اطول وماجبت العيد في هوشتهم🌚
اشوفكم الجبتر الجاي
الي ماحط ڤوت يحط
باي☺️~
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top